الأحد 17 تموز 2022 


الأحد 17 تموز 2022 


13 تموز 2022
الأحد 17 تموز 2022
العدد 29
أحد آباء المجمع المسكوني الرابع
اللحن الرابع، الإيوثينا الخامسة


أعياد الأسبوع:
17: الشهيدة مارينا، 18: الشهيد إميليانوس، البارّ بمفو، 19: البارَّة مكرينا أخت باسيليوس الكبير، البارّ ذيّس، 20: النبيّ إيلياس التسبيتيّ، 21: البارّان سمعان المتباله ويوحنّا رفيقه في النُّسك، 22: مريم المجدليّة المعادلة الرسل، الشَّهيدة في العذارى مركيلا، 23: نقل عظام الشَّهيد في الكهنة فوقا أسقُف سينوبي، النبيّ حزقيال.
                                        
أُنشودة خلاص!
عظيمةٌ الحياة في كنفكَ أيُّها المسيح، يا مَن حَملَ أوجاعَ الإنسان المصلوب بسبب ترابّيته.  نسأل لماذا أنت يا آدم ملتصقٌ بالتراب بينما أنتَ عالمٌ أنّك خُلقتَ من جديدٍ بواسطة إعادة جبلكَ بالماء والرّوح!  (عيد القديسين بطرس وبولس ٢٠٢٢).

                  ليس من قولٍ يا ربُّ يفي كثرة مراحمكَ، وليس من وصفٍ يُصوّر غورَ محبّتك لنا نحن الأشقياء المُحارَبين من كلّ جهة! أخيرًا، نصرخ إليك قائلين يا ربُّ، يا ربُّ افتح لنا باب مراحمك…. آمين.

                  المسيحُ أتى لكي يمنحنا القوّة على إخراجِ نفوسنا من سجنِ أهوائنا التي تُكبّلنا وتُضعف من عزمنا، فتُصبح هذه الحياة معه كالمنام قصيرةً لا نشعر بعبئها، لأنّه بجهادنا يحمل النصفَ عنّا، أمّا النصف الآخر فيحملُه مَن وَضعَته الكنيسة أبًا روحيًّا لكي يتشارك مع أبنائه مطبّات هذه الحياة وعثراتها!
                  هذه الحياة هي المخاض الأوّل الذي فيه نتحمّل الأوجاع التي يمكن لأيِّ إنسانٍ حملها، قد نتألّم بسبب مرضٍ ما، جسديًّا كانَ أم نفسيًّا، فيها نتألّم من كلّ هوى مُعشّشٍ فينا، فنتوجّع بسبب ضعفنا أوَّلاً وأيضًا ضعفِ الآخرينَ! تعيسٌ أنتَ أيُّها الإنسانُ المسكين، عبثًا تتمرّدُ، عبثًا تتكبّر، عبثًا تُضِّيعُ أوقاتكَ بترَّهاتِ هذا العمرِ الفاني!

                  هناك يا ربُّ أوبئةٌ تُزهق النفوس البريئة، فيا رب نجّنا منها ومن مكايد إبليس وفخاخهِ المنصوبة أمامنا! نحن، في كلّ مرةٍ نصلّي فيها، نطلب إليك أن تنصت إلى صلاتنا، ونقول لكَ أمِلْ أذنك إلى تمتماتِ شِفاهنا التي أضناها التعَب.

                  يا أيُّها المسيح، إنّنا مُعذَّبون وعقلُنا ضيّق. وسِّع محدودِيّتنا وفهّمنا، لأنّنا ما أدركنا بعدُ ولا فَهِمنا عمقَ رسالتكَ السّامية وسببَ انحداركَ الرّهيب إلى أرضِ الشَّوك والشقاء!

يا ربُّ نجّ مدُنَنا وقُرانا وبلداتِنا من الجوعِ والوباءِ والزلازلِ والغرق والحريقِ والسَّيف، اجعلنا خُدّامًا أمناءَ لرسالتكَ. يا ربُّ استبدل قلوبَنا الحجريّة بأخرى مِن لحمٍ تنبض حياةً من جديد (حزقيال ١٩:١١)!

                  يا مسيحي، انظُر بعينٍ حنونة إلينا نحن الحاملين رسالتكَ، لكي نسلكَ في سبلِ وصاياك! لقد شردنا وضلَلنا كالغنم وحدنا عن وصاياك (مز١٧٦:١١٨)! يا يسوع العذب، لا تذكر آثام أهلِ الأرض الذين خلقتهم، الذين عوضَ أن يَعبدوا الخالق عبدوا المخلوق!

                  يا يسوع الحلو اسمه، لا تُمطِر علينا نارًا بسبب المعاصي التي ارتكبناها، لأنّه ما زال في بقاع الأرض مَن لم يسجد بعدُ لبَعل! يا يسوع، هناك، في ثنايا الوجود، ما زال هناك مَن يخدمكَ بورعٍ، ولم ينجذب إلى مغريات هذا العالم الذي يتمخّض في الحروب وويلاتها

                  يذكِّرنا النبيّ داود بالتوبة في مزموره الذي أضحى نشيدَ كلِّ تائبٍ تمرّغَ في الحمأة، حيث يلتمس رحمةَ الله التي لا يُسبرُ غورَها! لعلّ أهمّ شيءٍ منحهُ الله للإنسان المخلوق على صورتهِ هي نعمة التوبة والغفران الممنوح منه إلى خليقتهِ بواسطة سرّ الاعتراف! إنّ الشّمس لا تغرب من دون أن نحمل أيَّ غيظٍ على قريبٍ منّا أم بعيد، ولكنّنا نعيش في هذا الزّمن إمكانيّة التوبة في حياتنا، في كلّ يومٍ وساعة، هذا للّذي يريد أن يتلمَّس مذاق الملكوت قبل أن يُغمضَ عينهِ ويُسافرَ تلك الرحلةِ الأبديّة، إلى حيثُ لا وجعٌ من أوجاعِ الأرضِ وهمومها وقسوتِها!
 
طروباريّة القيامة باللحن الرابع
إنّ تلميذات الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجّدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

طروبارية الآباء باللحن الثامن
أنتَ أيها المسيح إلهنا الفائق التسبيح، يا من أسّستَ آباءَنا القدّيسين على الأرض كواكب لامعة، وبهم هدَيتنا جميعاً إلى الإيمان الحقيقي، يا جزيل الرحمة المجد لك.

القنداق باللحن الرابع
يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية الوَسيطة لدى الخالِق غيرَ المرْدودةِ، لا تُعرضي عَن أصواتِ طلباتنِا نَحنُ الخَطأة، بَل تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسرعي في الطلبة يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.

الرسالة:
تيطس 3: 8-15
مباركٌ أنت
يا ربُّ  إله أبائنا،

لأنَّك عدلٌ في كلّ ما صنعتَ بنا

يا ولدي تيطُسُ صادقةٌ هي الكَلِمةُ وإيّاها أُريدُ أن تقرِّرَ حتَّى يهتمَّ الذين آمنوا باللهِ في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمالُ الحسنةُ والنافعة. أمّا المُباحَثات الهذَيانيَّةُ والأنسابُ والخُصوُمَاتُ والمماحكاتُ الناموسيَّة فاجتنِبْها. فإنَّها غَيرُ نافعةٍ وباطلةٌ.

ورجُلِ البدعَةِ بعدَ الإنذار مرَّةً وأُخرى أعرِض عنهُ، عالِماً أنَّ مَن هو كذلك قدِ اعتَسفَ وهُوَ في الخطيئةِ يَقضي بنفسهِ على نَفسِه. ومتَى أرسلتُ إليكَ أرتمِاسَ أو تِيخيكوسَ فبادِرْ أن تأتيني إلى نيكوبولِس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتّيَ هناك. أمّا زيناسُ معلِّم الناموس وأبُلُّوسُ فاجتَهد في تشييعهما متأهّبين لئلّا يُعوزَهما شيءٌ، وليتعلَّم ذَوُونا أن يقوموا بالأعمال الصالِحةِ للحاجاتِ الضَّروريَّة حتَّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يسلّمُ عليكَ جميعُ الذين معي، سَلِّمْ على الذين يُحبُّوننا في الإيمان. النّعمةُ معكم أجمعين. آمين.
 
الإنجيل:
متى 5: 14-19


قال الربُّ لتلاميذه: أنتم نورُ العالَم. لا يمكنُ أن تَخفى مدينةٌ واقعةٌ على جبلٍ، ولا يُوقَد سِراجٌ ويُوضَعُ تحتَ المكيال لكِنْ على المنارة ليُضيءَ لجميع الذين في البيت. هكذا فليُضئ نورُكم قدَّام الناس ليَروا أعمالكم الصالحةَ ويُمَجدوا أباكم الذي في السماوات. لا تَظُنّوا أنّي أتيتُ لأحُلَّ الناموسَ والأنبياءَ، إنّي لم آتِ لأحُلَّ لكن لأُتممّ.
الحقَّ أقول لكم إنَّهُ إلى أن تَزولَ السماءُ والأرضُ لا يزولُ حَرْفٌ واحدٌ أو نُقطةٌ واحِدةٌ من الناموس حتى يَتمَّ الكلُّ. فكلُّ مَن يَحُلُّ واحدةً من هذه الوصايا الصغار ويُعَلّمُ الناسَ هكذا، فإنَّهُ يُدعَى صغيراً في ملكوتِ السماوات. وأمَّا الذي يعمَلُ ويُعلّم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السماوات.
 
في الإنجيل
أحد الآباء تمّوز

قال يسوع لتلاميذه: "أنتم نور العالم" (متّى 5: 14).
وفي الأصل، إنّ الله بكلمته هو نور العالم. يقول المرنّم في المزمور: "اَلرَّبُّ نُورِي وَخَلاَصِي، مِمَّنْ أَخَافُ؟ الرَّبُّ حِصْنُ حَيَاتِي، مِمَّنْ أَرْتَعِبُ؟" (27: 1)

وفي المزامير ترد عبارة "نور وجهك" ثلاث مرّات، لتفيد استمدادنا الاستنارة من الله:

"كَثِيرُونَ يَقُولُونَ: «مَنْ يُرِينَا خَيْرًا؟». ليرتسمْ عَلَيْنَا نُورَ وَجْهِكَ يَا رَبُّ." (4: 6)
"لأَنَّهُ لَيْسَ بِسَيْفِهِمِ امْتَلَكُوا الأَرْضَ، وَلاَ ذِرَاعُهُمْ خَلَّصَتْهُمْ، لكِنْ يَمِينُكَ وَذِرَاعُكَ وَنُورُ وَجْهِكَ، لأَنَّكَ رَضِيتَ عَنْهُمْ." (44: 3)
"طُوبَى لِلشَّعْبِ الْعَارِفِينَ الْهُتَافَ. يَا رَبُّ، بِنُورِ وَجْهِكَ يَسْلُكُونَ." (89: 15)
كما خاطب المرنّمُ اللهَ مناجيًا: "سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي." (مز 119: 105)

وصدح إشعيا الثاني في النشيد الثاني لـ "عبد يهوه": "فَقَالَ: «قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْدًا لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ، وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُورًا لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ." (49: 6)؛ معلنًا بذلك أنّ المسيحَ، عبدّ الربّ المطواعَ، سيكون نورًا للأمم إذ يكشف لهم وجه الله الحقيقيّ وشريعته الجديدة، فيستنيرون بكلمة الحقّ المرشدة. وهذا ما كانه المسيحُ يسوعُ الذي أنار تلاميذه، على الجبل، بشريعة الله الجديدة، شريعة الله أبيهم السماويّ (متّى 5 ـ 7).

والتلاميذ، من رسل وغيرهم، إذ يحملون البشارة بإنجيل الله الخلاصيّ إلى العالم، يكونون نورًا للعالم. هذه هي المسؤوليّة التي حمّلها المسيحُ لكلّ منّا حين خاطب تلاميذه: "أنتم نور العالم".

ولكنّ نجاح حَمْلِنا للبشارة يتطلّب منّا أن نكون سالكين في هدْيِ الإنجيل فنصبح، بذا أنوارًا إنجيليّة محقّقين وصيّة السيّد: "فليُضئْ نورُكم قدّام الناس وهم يرون أعمالكم الصالحة"، فتكون نتيجة شهادتنا الحيّة للإنجيل أمام الناس أن يُقدّموا المجد لإلهِنا الآبِ السماويّ، له المجد إلى الأبد.

التوبة أمّ الحياة

هل موسم الصيف مناسب للتكلّم عن التوبة؟ نعم، لأنّ الدعوة إلى التوبة في المسيحيّة تشمل كلّ المواسم والأوقات في حياتنا. التوبة هي لكلّ الناس، الرجال والنساء، الصغار والكبار، الكهنة والعوام. كما وهي هدف كلّ الصلوات في الكنيسة والأعمال الصالحة.

التوبة تعني تبديل طريقة التفكير (metanoia)، وتتضمّن الحزن على ارتكاب خطيئة، والاعتراف بها، وطلب الغفران، والمساعدة للتغيير التامّ حبًّا بالرب. وبما أنّ التوبة تحتلّ مكانة أساسيّة في الحياة الروحيّة، فهي محوريّة في مسيرة المسيحيّ نحو الله.

التوبة تجعل ضمير الانسان يصحو ليعي أكثر خطاياه، ويعترف بها، كي يدخل الى ملء الحياة بالمسيح، الحياة الروحيّة (الأب مكاريوس سيمونوسبتراس).

فالاعتراف ليس فقط حول الإقرار بالخطايا، ونيل المغفرة من الله بواسطة صلاة الكاهن. إنّه سرّ تعمل بواسطته نعمة الروح القدس لتنير بصيرة المسيحيّ فيحوّل حبّه من عشق الخطيئة إلى عشق الله، ويشفى بنعمة الربّ من جروحاته الداخليّة التي سبّبتها الخطيئة، ويمنحه الله الخلاص.

إذًا، عمل التوبة والاعتراف فصح، قيامة حياة، إذ يَعبُر بالإنسان من موت الخطيئة إلى حياة البر: "التوبة هي أم ّالحياة، فطوبى لمن يولد منها" (القدّيس أفرام السوريّ). إنّه ولادة ثانية جديدة.

ما هي المواقف التي لا تناسب روحيّة التوبة المطلوبة؟
 
أوّلًا، يجب أن لا يكون الاعتراف عملًا شكليًّا، يقرّ خلاله الانسان بخطاياه بشكل جزئيّ، بسبب خوفه من تشويه صورته لدى الأب المعرّف، كما يظنّ. الاعتراف يكون بكلّ ما يدركه الانسان من خطايا ارتكبها، لأن بهذا يبدأ الإنسان بمعالجة أهوائه المريضة التي تسبّبت بهذه الخطايا. عدم الاعتراف ببعض الخطايا يدلّ على عدم التواضع.

ثانيًا، الاعتراف بالخطايا يجب أن يعبّر عن كرهٍ للخطايا، وعن الشعور بالأسى أو الندم، لا طلبًا بالتبرير، أو شكليًا، كواجب دينيّ. فالشعور بفداحة الخطيئة والتعبير عن ذلك يشير إلى ضمير الإنسان الواعي وحسّه الروحيّ. "مباركٌ من يعرف خطاياه" (القدّيس أنطونيوس الكبير).

ثالثًا، أحيانًا يتكلّم المرء خلال الاعتراف عن حياته ومشاكله اليوميّة والاجتماعيّة، ويتّهم الآخرين "الخطأة" بالاضطهاد ويتّهمهم بسوء المعاملة. إلّا أنّ عدم لوم الذات يدلّ على فقدان التواضع.

كيف نعترف بخطايانا بشكل صحيح؟
 
القدّيس أندراوس الكريتيّ يضعنا في الإطار الصحيح، إذ يقول: "قد خطئتُ وأذنبتُ وخالفتُ وصيّتكَ، لأنّني تمادَيتُ في الخطـايا، وأضفت إلى قروحي كلومًـا. لكن، بما أنّكَ مُتحنِّنٌ، ارحمني، يا إله آبائنا. يا ديّاني! لك أعترفُ بخفايا قلبي. فانظرْ لمذلَّتي وشاهدْ حزني، واصغَ الآن لدينونتي.
 
وبما أنّكَ مُتحنِّنٌ ارحمني، يا إلهَ آبائِنا" (القانون، الأودية السابعة). الإنسان الخاطئ يشعر بحزن داخليّ، وبالخزي والمرارة، بسبب وقوعه بالخطيئة التي تبعده عن الربّ يسوع الفادي المحبوب.
 
وغالبًا ما يعبّر الإنسان عن حزنه العميق بدموع التوبة. إنّه شعور بالحزن (الثكل) يساوي أحيانًا الشعور الذي يصيب الانسان عند فقدان من يحبّ. إنّه شعور المرأة الزانية التي أفاضت الطيب على رِجلَي يسوع بدموع.
 
إنّه شعور الخزي بفقدان الأهمّ في حياتنا، الشعور بعدم الراحة والتضعضع، وأحيانًا بضيق جحيميّ، ولكن بدون الوقوع في اليأس (كما يردّد القديس سلوان الآثوسي)، بل برجاء الخلاص، مدركين حبّ الربّ لنا الذي لا يحدّ، ورحمته العظيمة، ورأفته الحاضنة. فالربّ "احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (لوقا 12: 2) ليمحو عارنا ويخلّصنا.
 
هنا الشعور بالحزن الشديد بسبب ارتكاب خطيئة ليس شعورًا عابرًا بالذنب، أو أمرًا نفسيًّا أو عاطفيًّا، يستدعي التشاور مع طبيب نفسيّ، بل هو شأن روحيّ عميق: إنّها نعمة الله التي تحرّكنا، بقوّة داخليّة، بهدف خلاصنا، نحو أب روحيّ يساعدنا، كما حصل مع الابن الشاطر:
 
"أقوم وأذهب إلى أبي وأقول له يا أبي أخطأت إلى السماء وقدّامك، ولست مستحقًّا بعد أن أُدعى لك ابنًا اجعلني كأحد أجرائك" (لوقا 15: 18-19). إنّ ارتكاب الخطايا يعبّر عن أمراض روحيّة كامنة في الانسان. لا يستطيع الإنسان تخطّي حالته الروحيّة هذه بقوّة نفسه.
 
مهما هرب الإنسان من مواجهة خطاياه بالتوبة والاعتراف، إن كان الهروب هو نحو الإدمان، أو التجاهل، أو الإنكار، أو الابتعاد عن صوت الكنيسة وإيمانها، فهناك لحظة سيواجه عندها الحقيقة هي لحظة الموت التي لا مفرّ منها، لحظة ينكشف كلّ شيء.
 
كيف نكمّل عمل التوبة فينا؟
 
لقد وضعت الكنيسة طريقًا للمؤمن لعيش حياة التوبة، وهي: السهر في صلاة شخصيّة صادقة، وقراءة الكتاب المقدّس والمزامير وسير القديسين، وممارسة الصوم، والإحسان... وكلّها وصفها القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم بـ"أدوية علاجيّة لمرض الخطيئة".
 
هذه الأدوية تهبنا نعمة الروح القدس التي تنقّينا، وتمنحنا "موهبة" التوبة الحقّة، فنرجع الى ذواتنا، وندخل إلى خدر نفسنا الداخلية، ونعترف بخفايا قلبنا، فنشعر بالفرح والسلام الداخليَّين بعد الاِعتراف، لأنّ الربّ يسوع دحرج الحجر الثقيل عن باب قبر خطايا ومنحنا الحريّة للانطلاق من جديد بحياة جديدة، حيث يتحوّل حزننا إلى فرح، كما يقول الربّ: "طوباكم أيّها الباكون الآن [أي الحزانى على خطاياهم] لأنّكم ستضحكون" (لوقا 6: 21).
 
هكذا، ندخل مع الكاهن إلى سرّ وجود الله، إلى لقاء يغيّرنا بالعمق. المهمّة الأولى للكاهن أو الأب الروحيّ هي أن يعي أنّ لقاءه مع المؤمن لقاء مقدّس، وأنّ حضوره في هذا اللقاء حضور مصلّ، مدركًا لحضور الربّ يسوع ولعمل نعمة الروح القدس. فحيثما اجتمع اثنان وثلاثة باسم الربّ يكون الربّ في وسطهم حاضرًا اللقاء (متى 18: 20). قلبًا نقيًا أخلق فيّ يا الله.

أخبارنا
أمسية تراتيل لجوقة الأبرشيّة

ببركة وحضور راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاحترام ولمناسبة عيد القدّيس النّبي إيليّا الغيور، تقيم جوقة الأبرشيّة بقيادة القارئ طوني نصر أُمسيتَيْ ترتيل بعنوان "حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ" وذلك نهار الأربعاء ٢٠ تموز 2022 في كنيسة مار الياس - السّامريّة الساعة 7:30 مساء والجمعة 22 تموز 2022 في كنيسة مار الياس - المنية الساعة 7:30 مساء.  يلي الأمسية في السامرية تخريج دفعة جديدة من تلامذة مدرسة الموسيقى الكنسيّة في الأبرشيّة.
 
  
عيد القدّيسة مارينا في رعيّة أميون

لمناسبة عيد القديسة المعظّمة في الشهيدات مارينا يترأّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاِحترام، القدّاس الإلهيّ في كنيسة القدّيسة مارينا في أميون وذلك يوم الأحد الواقع فيه 17 تموز 2022 تبدأ السحريّة الساعة التاسعة صباحاً ويليها القدّاس الإلهيّ.