الأحد 13 شباط 2022
09 شباط 2022
الأحد 13 شباط 2022
العدد 7
أحد الفرّيسيّ والعشّار
اللَّحن الأوّل الإيوثينا الأولى
* 13: الرّسولان أَكِيلا وبْرِسْكِلّا (Akila, Priskilla)، البارّ مرتينيانوس (Martinianos)، * 14: البارّ أفكسنديوس (Avksentios)، البارّ مارون النّاسك، * 15: أونيسيموس (Onisimos) أحد الرّسل السبعين، البارّ أفسابيوس (Efsevios)، * 16: الشّهيد بمفيلس (Pamfilos) ورفقته، * 17: العظيم في الشُّهداء ثاوذورس التيرونيّ، * 18: لاون بابا رومية (Leon)، أغابيتوس (Agapitos) السّينائيّ، * 19 الرسول أرخيبّس (Arkhippos)، البارّة فيلوثاي (Filothey) شفيعة أثينا.
أحد الفرّيسيّ والعشّار
يُعرَفُ هذا اليومُ بـ "أحد الفرّيسيّ والعشّار". هو الأحد الأوّل من الفترة التحضيريّة قبل البدء بالصوم الأربعينيّ المقدّس، والتي تتألّف من أربعة آحاد. القراءة الإنجيليّة من (لوقا 18: 10- 14) هي عبارة عن مَثَلٍ قدّمَهُ الربُّ يسوع، وهو يعكسُ الحالةَ الروحيّةَ للإنسانِ عندما يقفُ أمامَ الله. يقدّمُ الربُّ يسوعُ لنا في هذا المَثَلِ إنسانَينِ صَعِدا إلى الهيكلِ للصلاة، وكُلٌّ منهما يُمثّلُ حالةً مختلفةً عن الآخَر، فالأوّلُ فرّيسيٌّ والآخَرُ عشّار.
الفرّيسيّون هم إحدى الفئات الدينيّة اليهوديّة الرئيسيّة التي كانت معروفةً عند اليهود. كانت معروفةً بِحِفظِ الشريعة والتمسُّكِ بِحَرفيّةِ الناموس. لقد وبَّخَهُم الربُّ يسوعُ مِراراً، كونَهُم كانوا يهتمّون بالمظاهر الدينيّةِ دون الجوهر، وشبّههم بالقبور المبيضّة. مظهرٌ خارجيٌّ لامع، وجوهرٌ داخليٌّ فاسدٌ مملوءٌ نجاسة.
أمّا العشّارونَ فكانوا جُباةَ الضرائبِ للدولةِ الرومانيّة، وكانوا مكروهين عند اليهود لأنّهم كانوا يُمثّلون سيادة روما، وكثيراً ما كانون يُغالُونَ في تقدير الضرائب لِيَضعوا الفائضَ في جُيُوبِهم. لذلك كانوا يُعتبَرون خَوَنَةً وخطأة.
هاتان الشخصيّتان المتناقضتان جدّاً صعِدا إلى الهيكل ليُصلّيا. من بعد ذلك، العشّارُ الخاطئ نزل وعاد إلى بيته مُبرَّراً، أمّا الفرّيسيُّ، حافظُ الشريعة، فقد أُدِينَ بأفعاله.
نوعيّةُ الصلاةِ كشفَتْ جوهرَ كُلٍّ مِنَ الاِثنين. فالفرّيسيُّ، كما يقول الإنجيل، هو مَن بدأَ صلاتَهُ أوّلاً بالشُّكر، وكانت صلاتُه الأطوَل. الصلاة هي حديثٌ مع الله. ولكنْ، يبدو أنّ الفرّيسيَّ كان واقفاً يُصلّي مع نفسه. كان يُصلّي مع ذاتِه لا مع الله. كان يَمدحُ ويُمجّدُ ذاتَهُ بدلًا مِن تمجيدِ الله الذي هو واقف أمامه. لقد كان شكره لله منطلقاً من عبادته لِذاتِه، هذه الكبرياء الدينية المرتبطة بالأصوام، الصلوات والصَدَقات دون الانتباه إلى الجوهر. لقد سقط في خطيئة الإدانة. قال: "أشكرك لأنّي لستُ كسائرِ الناسِ الخطأةِ الظالمين الفاسقِين، ولستُ مثل هذا العشّار".
لقد كان الفرّيسيُّ يصوم ويُصلّي ويُعشّر، وهذا مطلوبٌ وضروريٌّ بحسب الناموس (الشريعة)، إذ إنّ الإيمان بدون الأعمال ميّت، ولكنّ الفريسيَّ لم يعرف أنّ الله "يفحصُ القلوبَ والنيّاتِ أيضاً".
أمّا العشّار، فقد وقف "بعيداً ولم يرفع عينَيه نحو السماء". هذه وقفة المُصلّي المتواضع.
نقرأ في صلاة الأحد "إن ماثَلْتَ الفرّيسيَّ فاهرُبْ بعيداً من الهيكل، لأنّ داخلَهُ المسيحُ الذي لديه المتواضعُ فقط يُقبَل". لقد وقفَ العشّارُ من بعيد، لقد شعر بأنّه ليس أهلاً أن يقف في هذا المكان المقدّس، وليس أهلاً لأن يتكلّم مع الله. لقد كان يقرعُ صدرَه دلالةً على التوبة وتأنيب الضمير. كانت صلاتُه مُختصرةً بجملةٍ واحدةٍ فقط: "اللهمّ ارحمني
أنا الخاطئ". صلاة قصيرة ولكن خارجة من قلب منسحِق ومُتّضِع. نقرأ في صلاة الأحد "أيّها المؤمنون لِنُصَلِّ في الهيكل المقدّس نغمة العشّار قائلين اللهمَّ اغفِرْ لنا نحن الخطأة، لكي معه ننال الغفران وننجو من تعظّم الفرّيسيّ المُهلِك".
هذا المثل الذي قدّمه الربّ يسوع قد اختارته الكنيسة المقدسّة في بداية التحضير للصوم الكبير لندخل في ميدان الصوم والصلاة مُتسلّحين بالتوبة والتواضع وانسحاق القلب.
المَثل اليوم يُعلّمنا قيمة التواضع عند ممارسة الفضائل. التواضع هو حارس للفضائل الإلهيّة، وهو السلّم المُصعِدة إلى الفردوس. فَلْنُواضِعْ ذواتِنا يا إخوة كالعشّار، ولنقرّب للرّبّ تنهُّداً من القلب، ونخرّ له ساجدين حتّى يَهِبَ لنا غفران الخطايا نحن التائبين إليه، آمين.
+ باسيليوس
متروبوليت أوستراليا، نيوزيلندا والفيلبيّن
طروباريّة القيامة باللّحن الأوّل
إنّ الحجر لمّا خُتمَ من اليهود، وجسدَكَ الطاهرَ حُفِظَ من الجند، قُمتَ في اليومِ الثالثِ أيّها المخلِّص، مانحاً العالَمَ الحياة. لذلك، قُوّاتُ السَّماوات هتَفوا إليكَ يا واهبَ الحياة: المجدُ لقيامتِكَ أيّها المسيح، المجدُ لِمُلكِك، المجدُ لتدبيرِكَ يا مُحِبَّ البَشَرِ وحدَك.
قنداق أحد الفريسي والعشار باللحن الرابع
لِنهُربنَّ من كلام الفرّيسي المتشامِخ، ونتعلَّم تواضُعَ العشَّار، هاتِفينَ بالتَّنهُّداتِ إلى المخلِّص: إرحمنا أيُّها الحَسَنُ المصالَحَةِ وحدَك.
القنداق نفسُه موزونًا على وزن: "إبيفانيس سيميرون"
بِكلامٍ شامخٍ. فاهَ الفرّيسي. فَلْنَهرُبْ مِن فِعلِهِ. وَلْنتواضَعْ كالعشّار. إلى المخَلّصِ ضارعين. أيّها الحَسَنُ المُصالحةِ ارحمنا.
الرِّسَالة
2 تيمو 3: 10-15
صَلُّوا وأَوفُوا الربَّ إلهَنا
اللهُ معروفٌ في أرضِ يَهُوذا
يا ولدي تيموثاوس، إنّك قد استقرأتَ تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبّتي وصبري واضطهاداتي وآلامي، وما أصابني في أنطاكية وإيقونية ولسترة، وأيّةَ اضطهاداتٍ احتملتُ، وقد أنقذني الرّبُّ مِن جميعها. وجميعُ الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوعَ يُضطهَدون. أمّا الأشرارُ والمغوُونَ مِنَ الناسِ فيَزدادون شَرًّا مُضلِّين وضالّين. فاستمِرَّ أنتَ على ما تعلّمتَه وأيقنتَ به، عالِمًا مِمَّن تعلّمتَ، وأنّكَ منذ الطفوليّةِ تعرف الكتبَ المقدّسة القادرةَ أن تصيّرَك حكيماً للخلاص بالإيمان بالمسيح يسوع.
الإنجيل
لو 18: 10-14
قال الربُّ هذا المَثَل: إنسانانِ صعَدا إلى الهيكلِ ليصلّيا، أحدُهما فرّيسيٌّ والآخَرُ عشّار. فكان الفرّيسيُّ واقفاً يصلّي في نفسه هكذا: اللهم إنّي أشكرك لأنّي لستُ كسائر الناس الخَطَفَةِ الظالمين الفاسقين، ولا مثل هذا العشّار. فإنّي أصومُ في الأسبوع مرّتين وأعشّر كلّ ما هو لي. أمّا العشّار فوقف عن بُعدٍ ولم يُرِدْ أن يرفع عينيه إلى السماء، بل كان يَقرَعُ صدرَه قائلاً: "اللهمّ ارحمني أنا الخاطئ". أقولُ لكم إنّ هذا نزل إلى بيته مبَرَّراً دون ذاك، لأنّ كلَّ من رفع نفسه اتّضع، ومن وضع نفسه ارتفع.
في الرسالة
"وإنّك منذ الطفوليّة تعرف الكتب المقدّسة القادرة أن تصيّرك حكيمًا للخلاص بالإيمان بالمسيح يسوع"
كلمات يتوّجه بها الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس، قد اختبرها قبلاً الرسول بكلّ كيانه.
كان شاوول الطرسوسيّ (الرسول بولس فيما بعد)، مثل تيموثاوس، "يعرف الكتب المقدّسة منذ الطفوليّة" معرفة جيّدة؛ فهو "فرّيسيّ ابن فرّيسيّ" (أع 22: 6). والفرّيسيّون جماعات يهوديّة كانت تسعى إلى تعميم معرفة الكتب المقدّسة، كتب الشريعة والأنبياء، على شعب الله كلّه، وتدعو الجميع إلى الاجتهاد في قراءتها ودراستها، وعدم حصر ذلك بجماعة الكهنة. وقد دفعت بولسَ غيرتُه إلى السلوك الدقيق وفق أحكام الشريعة، إلى أن يترك مدينته طرسوس، وهو في مطلع شبابه، ويقصد أورشليم ليتعمّق في دراسة الشريعة. وفي أورشليم، يقول بولس، "رُبّيتُ مؤدّبًا عند رجليّ غمالائيل على تحقيق الناموس الأبويّ؛ وكنتُ غيورًا لله" (أع 22: 3). والفرّيسيّ غمالائيل كان من أشهر معلّمي الشريعة في أيّامه.
ويقول بولس أيضًا: "إنّي حسب مذهب عبادتنا الأَضيَقِ عِشْتُ فرّيسيًّا" (أع 26: 5). فقد كان شاوول (الرسول بولس) يبتغي أن ينال من الله البرّ الذي بحسب الشريعة، أي الذي يتأتّى من السلوك بحسب الشريعة. وكان مهتمًّا أن ينشر هذا السعي بين جميع إخوته اليهود.
وإذ كان شاوول "راضيًا بمعيشته" كما نقول، صدحَتْ في أورشليم أصواتٌ تنادي "أنّ إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، إله آبائنا، قد مجّد فتاه يسوع الذي أسلمتموه أنتم وأنكرتموه أمام وجه بيلاطس (...) ورئيس الحياة قتلتموه الذي أقامه الله من الأموات؛ ونحن شهود ذلك. (...) فإنّ موسى قال للآباء: «إنّ نبيًّا مثلي سيُقيم لكم الربّ إلهكم من إخوتكم؛ له تسمعون في كلّ ما يُكلّمكم به؛ ويكون أنّ كلّ نفس لا تسمع لذلك النبيّ تُباد من الشعب»؛ (...) وليس بأحد غيره الخلاص؛ لأنّ ليس اسم آخر قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أع 3: 13 و15 و22 و23 و4: 12).
لقد فهم شاوول التناقض العميق بين الدعوة للخلاص بيسوع الناصريّ، المسيح المصلوب!؛ وبين الدعوة الفرّيسيّة للخلاص في اليوم الأخير استنادًا إلى البرّ الذي من الشريعة. لذلك، كما يقول، "اضطهدتُ هذا الطريق حتّى الموت مقيّدًا ومسلّمًا إلى السجون رجالاً ونساء" (أع 22:4)، و"كنتُ أضطهد كنيسة الله بإفراط وأتلفها" (غلا 1: 13).
فإمّا أن يكون يسوع الناصريّ المصلوب هو مختارُ الله ومسيحُه والنبيُّ الذي جاء الكلام عليه على لسان موسى، وبالتالي من يقاومه "يبيده الله طارحًا إيّاه من عداد شعبه"؛ وإمّا أن يكون هذا المصلوب عدوًا لله، وبالتالي ينبغي محو اسمه وإبادته عن وجه الأرض. وكانت قراءة بولس غير السليمة للكتب المقدّسة في ذلك الحين تدفعه إلى اعتماد الخيار الثاني.
ولكنّ الله كان قد هيّأ لبولس، أن يقلب حياته رأسًا على عقب. فبإعلان من الربّ يسوع (غلا 1: 11) أضحت لديه قراءة جديدة للكتب المقدّسة التي كان يعرفها منذ الطفوليّة، قراءة قادته إلى الإيمان بالسيح يسوع، وإلى أن "يُبشِّر بالإيمان الذي كان قبلاً يُتلفه: (غلا 1: 23).
وهكذا تحقّقت في الرسول بولس، ومن ثمّ في تلميذه تيموثاوس، فاعليّة الكتب المقدّسة (كتب العهد القديم) "القادرة أن تصيِّر" قارئها القراءةَ الصحيحة، "حكيمًا" ساعيًا في سبيل "الخلاص بالإيمان بالمسيح يسوع" (2 تيمو 3: 5". له المجد إلى الأبد، آمين.
الكبرياء
الكبرياء هي أساسُ كُلِّ خطيئةٍ ومصدرُها، يسمّيها القدّيسُ غريغوريوس الذيالوغس ملكةَ كلِّ الخطايا. هذه عندما تغلب الإنسان وتأسر قلبه، تسلمه الى سلطة الشياطين لكي يقتلوه نفسيّاً. ويدعوها القدّيس إيسيذورس فناء كلّ الفضائل، لأنّها تحاربها كلَّها وتُفنيها. لكنْ، لأنّ ميزتها الرئيسيّة هي احتقارُ الطاعة، لذلك يُقال عنها إنّها عدوّةُ التواضع وخصمُه.
مراتب الكبرياء خمسة:
المرتبة الأولى: هي عندما تملك أيّ مواهب ولا تنسبُها إلى الله واهبِها بل تنسبها إلى نفسك.
المرتبة الثانية: عندما تقرّ بأنّك أخذتَها من الله ولكن ليس كرحمة منه، بل لأنك تستحقّها وتليق بك.
المرتبة الثالثة: عندما تعتقد أنّك تملك مواهب هي في الحقيقة ليست لديك.
المرتبة الرابعة: عندما تحتقر الآخرين وتطلب أن يكرموك على أنّك أفضل منهم.
والمرتبة الخمسة: عندما تحتقر قوانين الكنيسة المقدسة والآباء ولا تخضع لها. في هذه المرتبة الأخيرة يخطأ المتكبّر أكثر، لأنّه يسيء مباشرة إلى الربّ الذي يليق به كلّ مجد وتكريم.
فروع الكبرياء وبناتها هي الغرور، المجد الباطل، الافتخار، الفضول، غرابة الأطوار، الوقاحة، اليأس، الاعتراف غير الصحيح، الحجج، الكفر، وفي النهاية التعوُّد على الخطيئة أي الاحتقار الدائم لوصايا الله. بنات الكبرياء هذه تغذّي وتنمّي أمّها كثيراً، لذلك يجب أن نكرهها ونتجنّبها.
التواضع هو علامة مختاري الله الذين سيستمتّعون بالملكوت السماويّ، بينما الكبرياء هي شعار الخطأة الذين سيهانون في الحجم لأنّ "كلّ مَن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع" (لوقا 14: 11).
كلّما تعاظمَت فيكَ الكبرياء، ساعياً وراءَ المجد والإطراء والتكريم، تكونُ لا شيء أمام الربّ الذي "كما أنّه يستهزئ بالمستهزئين، هكذا يعطي نعمةً للمتواضعين" (أم 3: 34).
حول الموت
للقدّيس فوتيوس الكبير
ينبغي للمؤمنِ أن يَتقبَّلَ فكرةَ الموتِ بالتّرحاب، لأنّه لم يبدأ بموتِ أحدِ أحبّائنا ولن ينتهيَ معه. لو كانَ الموتُ قد بدأَ معَنا، وَكُنّا أوّلَ مَن يختبرُه في جنسِنا، حينئذٍ يكونُ مبرَّرًا اضطرابُنا مِمّا حدث، بما أنّ هذا الحدثَ جديدٌ وغيرُ متوقَّع. عل كلّ حال، منذُ أن خُلقَ الإنسان، نتشاركُ الحياةَ والموت.
لا أحد مِن الأحياءِ لن يواجهَ الموت.
الموتُ أمرٌ محتّم، ولا فائدةَ من البكاءِ والنحيبِ على الموتى، لا بل هو عائقٌ في مسيرتِنا. إن مات أحدُ أحبّائنا، لا نشكّ في صلاحِ الله ومحبّتِه للبشر، حتّى ولو اعتقدنا أنّه ماتَ باكرًا، وليست هذه ساعته؛ فاللهُ وحدَهُ معطي الحياة، وهو الذي يحدّدُ الأوقاتَ ويعلَمُ الوقتَ المناسبَ للرحيل.
وليس المهمّ عدد السنين التي نقضيها في هذه الحياة، لكن الأهمّ هو انطلاقُنا من هنا ونحن نحملُ أقلَّ ما يمكنُ من الخطايا. الخطايا في هذه الحياة تصلنا بسهولة.
لذلك، الشيء الوحيد الذي يبقى لنا هو الإيمان والخضوع لمشيئة الله. فالقيامةُ والحياةُ الأبديّةُ هما ضمانتُنا لِنَبْذِ كُلِّ حُزنٍ على موتِ أحدِ أحبّائنا.
هذه الحياةُ عابرةٌ وزائلةٌ ومملوءةٌ تجاربَ وامتحانات، وعبورُها المملوءُ بالدموعِ ضروريٌّ لِبُلوغِ الحياةِ الأبديّة. إنّها تشبهُ ميدانَ السباق حيثُ كلُّ الرياضيّينَ يتسابقونَ لأجل الجوائز. لكنّ المسيحيّ لا ينتظرُ هذه الجوائزَ والأكاليلَ هنا في هذه الحياة، إنّما في الأُخرى. لهذا علينا التطلُّعُ إلى فوق، إلى المسيحِ العريسِ الأبديّ.