الأحد 3 تشرين الأول 2021
29 أيلول 2021
الأحد 3 تشرين الأول 2021
العدد 40
الأحد 15 بعد العنصرة
اللحن السادس الإيوثينا الرابعة
* 3: ديونيسيوس الأربوياغي أسقُف أثينا، البارّ إيسيخيوس، * 4: إيروثاوس أسقُف أثينا، البارّ عمُّون المصريّ،
* 5: الشّهيدة خاريتيني، البارة ماثوذِيا،البار أفذوكيموس، * 6: الرّسول توما، * 7: الشّهيدان سرجيوس وباكخُس، الشّهيد بوليخرونيوس، * 8: البارّة بيلاجِيا، تائيس التائبة، سرجيوس رادونج (25 أيلول شرقي) ، الرّسول يعقوب بن حلفا، البارّ أندرونيكس وزوجته أثناسِيا، إبراهيم الصدّيق ولوط. *
الراهب
الراهب الحقيقيّ يتبع يسوع، يلتصق بكلمته، لم تكن الرهبنةُ في اقتناء الأعمال الصالحة فقط، بل في التجرّد عن كلّ شيء دنيويّ عابر، لا سيّما المال، في تبنّي عَيشِ الفقرِ الطوعيّ، في إنكار الذّات في عيش اللاظهور aphaneia في اللاوجود anyparxia.
كلّ ذلك في غاية العيش قبل كلّ شيء مع الربّ يسوع المسيح واكتساب الحياة الأبديّة. "الحياة الأبديّة هي أن يعرفوك" (يوحنا 17: 3) المشكلة الكبرى عند الإنسان البشريّ هي الموت.
الراهب يتخطّاه بإيمانه وبحياته في المسيح، لأنّه يثق بأنّ الموت يَنقلُه من الحياة الأرضيّةِ العابرةِ إلى الحياة الأبديّة. هذا الإيمانبالمسيح يتطلّبُ منه نبذًا متواصلاً لأنانيتِه. هذه هي الشهادة البيضاء في عالم اليوم المركّز على الإنسان وشهواته الضارّة. من هنا تواضعُ الراهب وعِفّةُ أهوائه.
لذا يتجنّب الراهب الرفاهيّات العالميّة. عليه أن يتخلّى عن كثير من التعزيات البشريّة لكي ينال التعزيةَ الإلهيّة:
لقد قلب الربّ بكلمته الاِعتقادَ اليهوديّ الذي كان سائدًا في القديم، أنّ الحياة هي في القيام بالأعمال الصالحة فقط، وعلّمَنا أنّ هذه الأخيرة تجعل الإنسانَ يحيا، ولكنّها لا تُوصلُه إلى الكمال "إن أردتَ أن تكون كاملاً. فَبِعْ كلَّ شيءٍ ووزِّعْهُ على الفُقَراءِ وتعالَ اتبعني" (راجع مَثَلَ الشابِّ الغنيّ في متى 19: 21).
هذا ما فعلَهُ الرُّسلُ الأوَّلُون: "تركوا كلَّ شيءٍ وتبعوه". فالراهب هو الذي يبتعد عن العالم لكي يتّحد بالكلّ. يقول السلّميّ: الراهبُ هو مَن يَحفظُ غيرتَهُ متّقدةً إلى النهاية، ولا يزال حتّى الممات يزيد كلّ يوم على نارِه نارًا وعلى اضطرامِه اضطرامًا وعلى شوقِه ونشاطِه نشاطًا دون انقطاع" (السلّم الى الله 1: 27).
التقدّم الروحيُّ عندَهُ لا يُقاسُ بكمّيّة الصلاة بل بمقدار تواضعه. التواضع عنده هو الموت الحقيقيُّ عن الأنا.
الراهبُ يهربُ بعيدًا عن الحفلات، ويطلب دائمًا المشورةَ مِن أبٍ روحيٍّ ويطلبُ صلاتَه. المهمّ أن يبقى الراهبُ محبًّا للتفاني Philotimia ولعدم القِنية.
باختصار الكلام نقول: أن يتعامل مع كلّ شيء ولا يتعلّق بشيء، أن يتعامل مع كلّ واحد ولا يتعلّق بأحد.
هذا ما يُعبّر عنه باللغة الأجنبية detachment أي عدم التعلّق، فكّ الإرتباط.
+ افرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة باللّحن السادس
إنّ القوّات الملائكيّة ظهروا على قبرك الموقّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريم وقفت عند القبر طالبة جسدَك الطاهر، فسبَيتَ الجحيمَ ولم تُجرَّبْ منها، وصادفتَ البتول مانحًا الحياة. فيا مَن قام من بين الأموات، يا ربّ، المجد لك.
القنداق باللّحن الرابع
يا شَفيعةَ المَسيحيّينَ غَيرَ الخازِية، الوَسِيطةَ لدى الخالِقِ غَيرَ المَردُودة، لا تُعرِضي عن أصواتِ طلباتِنا نَحنُ الخَطأة، بل تَدارَكِينا بالمَعُونةِ بِما أنَّكِ صالِحة، نَحنُ الصارخِينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعة، وأَسرِعي في الطلْبة، يا والدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بِمُكَرِّمِيكِ.
الرِّسَالة
2 كو 4: 6-15
خلّص يا ربُّ شعْبَك وبارِك ميراثَك
إليكَ يا ربُّ أصْرُخُ إلهي
يا إخوة، إنّ الله الذي أمرَ أن يُشرق من ظلمةٍ نورٌ، هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارةِ معرفةِ مجدِ الله في وجهِ يسوعَ المسيح. وَلَنا هذا الكنزُ في آنيةٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضلُ القُوّةِ للهِ لا مِنّا. متضايقين في كلّ شيءٍ ولكنْ غيرَ منحصرين، ومتحيّرين ولكنْ غيرَ آثمين، ومضطَهَدين ولكنْ غيرَ مخذولين، ومطروحين ولكنْ غيرَ هالكين. حامِلين في الجسد كُلَّ حينٍ إماتةَ الربِّ يسوعَ، لِتَظهرَ حياةُ يسوعَ أيضًا في أجسادِنا. لأنّنا نحن الأحياءَ نسلَّمُ دائمًا إلى الموتِ من أجل يسوعَ، لِتَظهرَ حياةُ المسيحِ أيضًا في أجسادِنا المائتة. فالموتُ إذًا يجري فينا والحياة فيكم. فإذْ فينا روحُ الإيمانِ بِعَينِهِ على حسبِ ما كُتِبَ (إنّي آمَنتُ ولذلك تكلّمتُ)، فنحنُ أيضًا نُؤمِنُ ولذلك نتكلّم. عالِمِينَ أنّ الذي أقامَ الربَّ يَسُوعَ سَيُقِيمُنا نحن أيضًا بِيَسُوعَ فننتصبُ معكم. لأنّ كلَّ شيءٍ هُوَ مِن أجلِكُم، لكي تتكاثرَ النعمةُ بِشُكرِ الأكثَرِين، فتَزدادَ لِمَجدِ الله.
الإنجيل
لو 6: 31-36 (لوقا 2)
قال الربُّ: كَما تُرِيدُونَ أن يَفعلَ الناسُ بِكُم، كذلك افعَلُوا أنتم بهم. فإنّكم إنْ أَحبَبْتُمُ الّذِينَ يُحِبُّونَكُم فأَيّةُ مِنّةٍ لكم، فإنّ الخطأةَ أيضاً يُحبُّون الذين يحبوُّنهم. وإذا أحْسنتم إلى الذين يُحسِنون إليكم فأيّةُ مِنّةٍ لكم، فإنّ الخطأةَ أيضًا هكذا يصنعون. وإن أَقرَضْتُمُ الّذِينَ تَرْجُونَ أن تَستَوفُوا مِنهُم فأيّةُ مِنّةٍ لكم، فإنّ الخطأةَ أيضًا يُقرِضُونَ الخطأةَ لكي يَستَوفُوا منهمُ المِثلَ. ولكِنْ، أَحِبُّوا أعداءَكم وأَحسِنُوا وأَقرِضُوا غيرَ مؤَمِّلينَ شيئًا، فَيَكونَ أَجْرُكُمْ كثيرًا وتكونوا بَنِي العليّ. فإنّهُ مُنعِمٌ على غيرِ الشّاكرينَ والأشرار. فكونُوا رُحَماءَ كما أنّ أباكم هو رحيم.
في الرسالة والإنجيل
في قراءتنا للمقطع الرسائليّ، نَجِدُ أنّ الرَّسُولَ بولس يبدأ كلامه من الخلق "في البدء خلق الله السموات والأرض، وكانت الأرضُ خَرِبَةً وخالية، وعلى وَجْهِ الغَمْرِ ظُلمةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ على وجهِ المياه. وقال الله لِيَكُنْ نورٌ فكان نور (تك 1: 1-3). ففي المسيح أصبحنا خليقة جديدة.
وهنا يأمر الله أن يُشرق من ظُلمةٍ نُورٌ. إذًا، الله يأمر، أي يقولُ كلمتَه، والخليقةُ تنفِّذُ كلامَه. لقد خلق الله الإنسان لكي يُدرك الحقائق الإلهيّة، لا لِكَي تبقى مجهولةً عنه. ولكنْ، جاءتِ الخطيئةُ بواسطةِ الأفعى التي خدَعَتْهُ في الفِردوس، وصار قلبُه مُظلِمًا، أي لا يعرف الحقائقَ الإلهيّةَ كما هي.
لذلك أتى الربُّ يَسُوعُ إلى عالَمِنا لكي يُنَظِّفَ مِن جديدٍ هذا القلبَ الذي أَظلَمَ، حتّى إذا ما أشرقَ اللهُ فيه استنارَ بِمَعرفةِ مَجدِه. هذا ما أرادَهُ اللهُ أن يَصير، وهكذا صار، لأنّ كلمةَ اللهِ لا تَرجِعُ إليهِ فارغة.
وإيمانُنا بصليب ربِّنا يسوعَ هو الذي يخلِّصُنا. هذا الإيمانُ يستدعي أن نفعل مشيئةَ الله لا مشيئتَنا الذاتيّة، لأنّنا قد مُتنا ليحيا يسوع فينا، والذي يحيا يسوع فيه سيقيمه الله، فهو إله رحيم.
ولنا في المقطع الإنجيليّ نموذج عن كيف يحيا يسوع فينا. أن نحبَّ أعداءَنا ليس بالأمرِ السهل، ولكنْ إن فَتَحْتَ قلبَكَ لِيَسوعَ لكي يُنيرَهُ، فقد يمتلئُ بالمحبّةِ للخليقة كلِّها حتّى للأعداء. وهكذا تغدو من أبناء العلي. والذي يصيرُ ابنًا لله يجب أن يشابه أباه الرحيم. فلْيَنظُرْ كُلٌّ مِنّا في نفسِه هل يَرحَمُ مثلَ أبيه أم أنّنا نتغنّى بالكلامِ ونَنهَشُ بعضُنا بعضًا.
لا نخرجْ مِنَ الكنيسةِ كما كُنّا قبلَ أن ندخلَها، بل لِنَرحَمْ بعضَنا أوّلًا لكي تَفيضَ الرحمةُ للعالَمِ كُلِّه، حتّى لا نكونَ مثلَ الخطأةِ الّذِينَ يُحِبُّونَ الخطأةَ فقط.
الصُّورةُ الإلهيّةُ في الإنسان
لقد ارتضى اللهُ أن يَطبعَ صورتَهُ فينا، أي أن يمنحَنا صِفاتِهِ الإلهيّة، لكي تنعكسَ هذه الصورةُ على حَياتِنا، أي على سُلوكِنا وعَيشِنا حياةً صالحة.
بطبيعةِ الحال، نحنُ لا نستطيعُ أن نُماثلَ اللهَ في مدى صلاحِه، إلّا أنّنا نستطيعُ أن نقتديَ به. وهذا الاقتداءُ يحتاجُ إلى كمّيّةٍ كافيةٍ من الشَّوق، كما يستلزِمُ رُؤيةً صافيةً وذِهنًا صافيًا.
إذًا، نحنُ لا نُشابهُ اللهَ في جوهرِه، فهوَ الإلهُ الأزليُّ الأبديّ، ونحنُ البشرُ المخلوقونَ المحدودون. لذلك، لا نستطيعُ بحالٍ من الأحوالِ أن نُشابِهَهُ في صَلاحِهِ، ولا في أيّةِ صفةٍ مِن صِفاتِه. واللهُ ثابِتٌ، فهوَ صالحٌ إلى الأبد. وعدمُ تغيُّرِهُ يرجعُ إلى جوهرِه. أمّا نحنُ فمعرَّضونَ لتقلُّباتٍ كثيرةٍ مِنَ الصالحِ إلى الطالحِ وبالعكس. فنحنُ، إذًا، لا نُشابِهُهُ في طبيعتِه، بل في نوعيّةِ حياتِنا الجديدة.
إنَّ سُقُوطَ الإنسانِ لم يَصِلْ بهِ إلى العَدَمِ الكُلّيّ، ولم يجعل طبيعتَهُ تنحرفُ انحرافًا كُلّيًّا. إنّ سقوطَ الإنسانِ أفقدَهُ القُدرةَ على المعرفةِ الصحيحة، وأفقدَهُ القُدرةَ على التدبيرِ الصحيحِ لحياتِه، بسببِ مَيلِهِ إلى الشرّ. ولمّا جاءَ المسيحُ إلى عالَمِنا، دَعانا إلى أن نتشكّلَ مِن جديدٍ حسبَ الصُّورةِ الأُولى، لكي نعودَ إلى البهاءِ الأوّل.
كُلُّ هذا ممكنٌ لِمَن يختارُ بإرادتِهِ أن يتغيّرَ مِن حياةٍ شرّيرةٍ إلى حياةٍ مقدَّسةٍ بالقَولِ والفعل.
فاللهُ، إذًا، يَطبعُ صُورتَهُ الإلهيّةَ فينا؛ فنسلُكُ في الأعمالِ الصالحةِ التي تَليقُ بِمَن يَحمِلُ في نفسِهِ صورةَ الله، بِكُلِّ حُرّيّتِنا وبِمِلْءِ إرادتِنا؛ فَتُضيءُ صِفاتُ اللهِ في صُورتِنا. فلَسنا آلهةً كالله، بل متألِّهُونَ بحسبِ مشيئةِ اللهِ الخلاصيّة، وبحسبِ مسرّتِنا واشتِياقِنا وعملِنا.
يقولُ القدّيسُ يوحنّا الذهبيُّ الفم: "اعلم أنّكَ تستطيعُ الاِقتداءَ بالمسيحِ إنْ أردتَ. فلو لم يَكُن بإمكانِكَ الاِقتداءُ به، لَما قالَ: تعلّموا منّي لأنّي وديعٌ ومتواضعُ القلب، ولَما قالَ بولسُ: تمثَّلُوا بي كما أنا أيضًا بالمسيح.
وإنْ لم تُرِدْ أن تقتديَ بالسيّد، اقتَدِ بِخادِمِهِ استفانوس أوّلِ الشُّهَداء، الذي اقتدى بالمسيحِ الذي صلّى مِن أجلِ نجاةِ صالبِيه، واستفانوسُ صلّى من أجلِ نجاةِ الذين يرجمونه، فيما كانت الحجارةُ تنهالُ عليه كالمطر.
المسيحُ قال: اغفر لَهُم يا أبتاه لأنّهم لا يعلمونَ ماذا يفعلون؛ واستفانوسُ قال: يا ربُّ لا تُقِمْ لهم هذه الخطيئة.
أتُريدُ أن أُرِيَكَ أيضًا آخَرِين مِنَ العهد القديم؟ اسمع ما قالَهُ موسى عندما كان اليهودُ مزمعين أن يرجموه: والآن إنْ غفَرْتَ خطيئتَهُم، وإلّا فامْحُني مِن كتابك الذي كتبتَ". (انتهى كلامُ الذهبيّ الفم)
ويقول الشيخُ تدّاوس الصربيّ: "التوبةُ تغييرٌ للحياة.
يجب أن نبدّلَ طريقةَ تفكيرِنا لأنّ الحياةَ قد سدَّدَتْ لنا ضرباتٍ كثيرة. فإنِ انعطَفْنا نحو الله، يَنبوعِ الحياة، فسيمدُّنا بالقُوّةِ لنصبحَ مُتجذِّرِينَ في الأفكارِ الصالحة، الأفكارِ الهادئةِ والسَّلاميّةِ والعَطوفةِ والمليئةِ بالمحبّة. ولَسَوفَ تسطعُ توبتُنا الصادقة، لأنّ الأفكارَ الصالحةَ والرغباتِ الطيّبةَ ومشاعرَ الحُبِّ تَشِعُّ بالسَّلامِ وتَمنَحُ التعزيةَ لِكُلِّ كائن".
أخبارنا
سيامة شماس وكاهن في رعيّة السامريّة
ترأّسَ سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس القدّاس الإلهيّ الذي أُقِيمَ في كنيسة النبيّ إيليا الغيور في السامريّة، وذلك صباح السبت الواقع فيه 11 أيلول 2021.
شاركَ في القدّاس كاهنُ الرعيّة قدس الأرشمندريت مخائيل رزوق ولفيفٌ من الكهنة وحشدٌ من المؤمنين. ورسم سيادتُهُ الشمّاس يعقوب حنين كاهنًا والأخ نيكولا موسى شمّاسًا إنجيليًّا.
وفي العظة، هنّأَ سيادتُهُ الكاهنَ والشمّاسَ الجديدَين، مُشِيرًا إلى دور الكاهن والتضحيات التي يقدّمُها لأبناء رعيّتِه، مِن منطلَقِ التكريس الذي يُوصي به الإنجيل. ونوّهَ إلى أنّ خُدّامَ الربّ بَشَرٌ كَسِواهُم، ضُعَفاء، إلّا أنّ النعمةَ الإلهيّةَ تعطيهم الفرحَ الروحيّ والسّلام.
وكان سيادتُه قد ترأّسَ في اليومِ السابقِ صلاةَ الغروب وخدمةَ تقديسِ الماء، وقامَ بِتَكريسِ الكنيسةِ الجديدة.