الأحد 23 أيار 2021
20 أيار 2021
الأحد 23 أيار 2021
العدد 21
أحد المخلع
اللحن الثالث الإيوثينا الخامسة
* 23: ميخائيل المعترف، مريم حاملة الطيب زوجة كلاوبا، سوسنّة، الشّهيدة ماركياني، * 24: البارّ سمعان الذي في الجبل العجيب، * 25: وجود هامة السّابق ثالثًا، * 26: انتصاف الخمسين، الرَّسول كَرْبُس أحد السَبعين، يعقوب بن حلفى، * 27: الشَّهيد في الكهنة إلّاذيوس، يوحنّا الروسيّ، * 28: افتيشيوس أسقُف مالطية، أندراوس المتباله، * 29: الشَّهيدة ثاودوسيّا، ألكسندروس رئيس أساقفة الإسكندريّة. ***
لا مَفَرّ مِنْ مَوتِ الجَسَدِ
فِي زَمَنِ عِيدِ قِيَامَةِ المَسِيح، الّذِي نَعِيشُهُ اليَوم، وفي ظِلِّ أَزْمَةِ الوَبَاءِ المُتَفَشِّي في العَالَم، الّذِي يُهَدِّدُ حَيَاةَ البَشَر، مِنَ المُهِمِّ جِدًّا أَنْ نُدْرِكَ أَنَّهُ حِينَ نَهُذُّ بِذِكْرِ المَوت، نَكُونُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ مَدْفُوعِينَ لِنَتَحَضَّرَ لِمَا سَيَحْصلُ فِعْلاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ غَدًا، فَفِي يَوْمٍ مِنَ الأيَّام، حِينَ تَنْفَصِلُ الرُّوحُ عَنِ الجَسَدِ.
السَّاعَةُ تَمْشِي والزَّمَنُ يَسِيرُ ولا يَتَوَقَّفُ رُغمًا عَنِ الجمِيعِ.
يَبدَأُ مَوتُنَا مِنْ لَحظَةِ التّكوينِ في أَحشَاءِ أُمَّهَاتِنا. والطَّريقَةُ الفُضْلَى لِمُقَارَبَةِ المَوتِ هِيَ مُوَاجَهَته.
المُجتَمَعاتُ تَخافُ المَوت، وتُحاوِلُ أَنْ لا تَتَذَكَّرهُ أَو تَجعَل النَّاسَ لا تَفتَكِر بِهِ، وتُحَاوِلُ أن تُلْبِسَهُ قِنَاعًا حَتّى لا نَراهُ كَما هُوَ حِينَ يَحصل.
فَمَثَلاً في بِلَادِ الغَربِ، يَقُومُونَ بِوَضْعِ مَساحِيقِ التَّجميلِ لِلمَتوفّى عَلَى وَجهِهِ حَتّى يَظْهَرُ لِلنّاسِ أَنَّهُ نَائِم. فِي حِينِ يَقُومُ البَعضُ بِحَرْقِ المُتَوَفّى وتابُوتِهِ فِي أَفرانٍ مُخَصَّصَةٍ، وذَلِكَ لِلتَّوفِيرِ المَالِيّ، بِحِجَّةِ أَنَّ قِطْعَةَ أَرضِ المَدْفَنِ بَاهِظَةُ الثَّمَنِ، أو لأَسبابٍ أُخرى.
فِي الحقيقَةِ، كُلُّ هذِهِ الأمُورَ تَجري لِكَي لا يَجعَلُوا النَّاسَ يُواجِهُون مَسأَلَةَ المَوت، ولِكَي يُخْفُوا وَجهَ الحقيقَةِ الّتي سَتَحضُرُ يَومًا مِنَ الأيّام، وبِهذِهِ الطَّريقَةِ يُبْقُونَ على النّاسِ عَائِشِينَ كَآلاتٍ وهُمْ يَظُنُّونَ، فِي قَرَارَةِ نُفُوسِهِم، أَنَّهم خَالِدُونَ وأنَّ الموتَ لَيسَ لَهُم، ولَنْ يَطْرُق بابَهُم في يَومٍ مِنَ الأيّامِ.
كَنِيسَتُنَا، الّتي تَحْمِلُ الحقيقَةَ كَامِلَةً، تُسَاعِدُنَا لِنَكُونَ بَشَرًا حَقِيقِيِّين، ومُستَعِدِّينَ لمُواجَهَةِ كُلّ حَقيقة... والموتُ إِحْدَى هَذِهِ الحَقَائِق. فَمَثَلًا إِنْ لاحَظْتُمْ فِي كُلِّ دَفْنٍ، يَتِمُّ إِزالَةُ الغِطاءُ عَنِ التَّابُوتِ قَبْلَ خِدمَة الدَّفنِ وبَعدَها. ومِنْ عَادَاتِنَا الكَنَسِيَّةِ، أَنْ يعُطِيَ المُؤمِنُونَ الشخصَ المُتَوَفّى قُبْلَة الوَداعِ عِندَ نِهَايَةِ الخِدمَة.
كُلُّ هَذِهِ الأمُور وغَيرُهَا تَبْتَغِي الكَنِيسَةُ مِنْ خِلالِها أَنْ نَرَى حَقِيقَةَ الإنسَان أَنَّهُ تُرابٌ، وإلى التُّرَابِ يَعُودُ، ولَكِنْ على رجاءِ حَقِيقَةٍ أُخرَى وهِيَ قِيامَةُ الجَسَدِ نَفْسِه، والحَيَاةُ فِي الدَّهْرِ الآتِي. لِذَلِكَ، يُشَدِّدُ الرَّسُولُ بُولُس في رِسَالَتِهِ الأولَى إلى أَهلِ تِسالونيكِي، أنّه لا يُريدُنا "أَن نَجهَلَ ما يَختَصُّ بالراقدِين"ـ كَما يُوصِينا بِعَدِمِ الحُزنِ كأنّنا لا رَجَاءَ لَنا، نحنُ الَّذِينَ عندَنا الحقيقةُ الجَلِيّة.
مُواجَهَةُ حَقيقةِ المَوتِ مِنَ الآن، تَجعَلُنا مُسْتَعِدّينَ لملاقاةِ وَجهِ الرَّبِّ، لِنُقَدِّمَ حِسَابَ مَا فَعَلْناهُ فِي حَياتِنا على الأرض. هذا لا يَعني أَنْ نَطْلُبَ مِنَ الموتِ أَنْ يَأتِي إِلَينا، وإنَّما أَنْ نَعيشَ السِّنينَ المتَبَقِّيَةَ مِنْ حَيَاتِنا بِسَلامٍ وتَوبَة، مُفتَكِرينَ بِالموتِ في كُلِّ حِينٍ، وأنَّنا تُرابٌ، لأنَّ هذا الفِكرَ هُوَ مُحَفِّزٌ قَوِيٌّ، ويُعطِينا دفْعًا إلى الأمامِ لنُثابِرَ على التَّوبة.
طروبارية القيامة باللّحن الثالث
لتفرح السَّماويّات، وَلْتَبتَهِجِ الأرضيّات، لأنَّ الرَّبَّ صَنعَ عِزًّا بِساعِدِه، وَوَطِئَ الموتَ بالموت، وصارَ بِكرَ الأموات، وأنقذنا من جوف الجحيم، ومنح العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.
قنداق الفصح باللّحن الثامن
ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبر يا مَن لا يموت، إلا أنَّك درستَ قوَة الجحيم، وقمتَ غالباً أيُّها المسيحُ الاله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولِرسلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.
الرِّسَالة
أع 9: 32-42
رتِّلُوا لإِلهِنا رتِّلُوا
يا جميعَ الأُممِ صَفِّقُوا بالأيادِي
في تلكَ الأيَّامِ، فيما كانَ بُطُرسُ يَطوفُ في جَميع الأماكِنِ، نَزَل أيضًا إلى القدِّيسينَ السّاكِنينَ في لُدَّة، فوَجَدَ هناكَ إنسانًا اسمهُ إينِياسُ مُضَطجِعًا على سريرٍ مِنذُ ثماني سِنينَ وهُوَ مُخلَّع. فقالَ لهُ بطرُسُ: يا إينِياسُ يشفِيكَ يسوعُ المسيحُ. قُمْ وافتَرِشْ لنفسِكَ. فقام لِلوقت. ورآه جميعُ السّاكِنين في لُدَّةَ وَسارُونَ فَرَجَعوا إلى الرَّبّ. وكانت في يافا تِلميذَةٌ اسمُها طابيِتا الّذي تفسيرُهُ ظَبْيَةُ. وكانت هذه مُمتَلِئةً أعمالًا صَالحةً وصَدقاتٍ كانت تعمَلُها. فحدَثَ في تِلكَ الأيامِ أنَّها مَرِضَتْ وماتَتْ. فَغَسَلُوها ووضَعُوها في العِلِّيَّة. وإذْ كانت لُدَّةُ بقُربِ يافا، وسَمعَ التَّلاميذُ أنَّ بطرُس فيها، أَرسَلُوا إليهِ رَجُلَينِ يسألانِهِ أنْ لا يُبطِئَ عن القُدُوم إليهم. فقام بطرُسُ وأتى مَعَهُمَا. فَلمّا وَصَلَ صَعِدُوا بهِ إلى العِلِّيَّة. ووقَفَ لديِه جميعُ الأرامِلِ يَبْكِينَ ويُرِينَهُ أَقْمِطَةً وثِيابًا كانت تَصنَعُها ظَبيَةُ معَهُنَّ. فأخرَجَ بُطرُسُ الجميعَ خارِجًا، وَجَثا على رُكبَتَيهِ وَصَلَّى. ثمَّ التَفَتَ إلى الجَسَدِ وقالَ: يا طابيتا قُومي. فَفَتَحَتْ عَينَيها. ولـمَّا أَبصَرَتْ بُطرُسَ جَلَسَتْ، فناوَلَهَا يَدَهُ وأنهضَها. ثُمَّ دَعا القدِّيسيِنَ والأرامِلَ وأقامَها لَديهمِ حيَّةً. فشاعَ هذا الخبرُ في يافا كلِّها. فآمَنَ كَثيرون بالرَّبّ.
الإنجيل
يو 5: 1-15
في ذلك الزَّمان، صَعِدَ يسوعُ إلى أورشليم. وإنَّ في أورشليم عند باب الغَنَمِ بِرْكَةً تُسَمَّى بالعبرانية بيتَ حِسْدَا لها خمسةُ أَرْوِقَة، كان مُضطجعًا فيها جمهورٌ كثيرٌ من المرضى من عُمْيَانٍ وعُرْجٍ ويابِسِي الأعضاء ينتظرون تحريكَ الماء، لأنَّ ملاكًا كان يَنْـزِلُ أَوَّلاً في البِرْكَة ويحرِّكُ الماء، والَّذي كان ينـزِلُ أوَّلاً من بعد تحريك الماءِ كان يَبْرَأُ من أَيِّ مرضٍ اعتَرَاه. وكان هناك إنسانٌ بِهِ مَرَضٌ مُنذُ ثَمانٍ وَثلاثينَ سنة. هذا إذْ رآهُ يسوعُ مُلْقًى وَعَلِمَ أنَّ له زمانًا كثيرًا قال له: أَتُريدُ أن تَبرأ؟ فأجابه المريض: يا سيِّدُ ليس لي إنسانٌ متى حُرِّكَ الماءُ يُلْقِيني في البرِكة، بل بينما أكون آتِيًا يَنـزِلُ قَبْلِي آخَر. فقال له يسوع: قُمْ، احْمِلْ سريرَك وامْشِ. فللوقت بَرِئَ الرَجُلُ وَحَمَلَ سريرَه ومشى. وكان في ذلك اليوم سبتٌ. فقال اليهودُ للَّذي شُفِيَ: إنَّه سبتٌ، فلا يَحِلُّ لكَ أن تَحمِلَ السَّرير. فأجابَهُم: إنّ الَّذي أَبْرَأَني هو قال لي: احْمِلْ سريرَك وامشِ. فسـألوه: مَن هَوَ الإنسانُ الّذي قالَ لكَ احمِلْ سريرَك وامشِ؟ أمّا الَّذي شُفِيَ فَلَمْ يَكُنْ يَعلَمُ مَن هو، لأنَّ يسوعَ اعتزل إذ كان في الموضع جَمْعٌ. وبعدَ ذلك وَجَدَهُ يسوعُ في الهيكلِ فقال له: ها قد عُوفِيتَ فلا تَعُدْ تُخْطِئُ لِئَلّا يُصِيبَكَ أَشَرُّ. فذهبَ ذلك الإنسانُ وأخبرَ اليهودَ أنَّ يسوعَ هو الَّذي أَبْرَأَهُ.
في الإنجيل
إنجيلُ اليومِ يتكلّمُ عن مريضِ بِركةِ بيتَ حِسْدا (ومعناه بيتُ الرّحمة). كان هذا الإنسانُ في حالةِ ضعفٍ، وليس لَهُ مَن يُعينه، وقد عانى مِن مَرَضِهِ ثمانيًا وثلاثينَ سنةً، وهي نفسُها الفترةُ التي قضاها بَنُو إسرائيلَ في التِّيه قبلَ بُلُوغِهم أرضَ المِيعاد.
وكأنّ الإنجيليَّ أرادَ أن يُعلِّمَنا بذلك أنَّ الرّبَّ يسوعَ المسيحَ هو أرضُ الميعاد، وأنَّ الإنسانَ يَتِيهُ ويبقى في الحيرةِ والعَوَزِ والضّيقِ إلى أن يأتيَهُ السيّد. فالمسيح قد أتى إلى البشر المتروكين التائهين ليشفيهم، كما أتى إلى هذا المريض. هذه المعجزة إذًا إشارةٌ إلى أنّ هناك تدخّلًا سَماوِيًّا سَيَحدُثُ لِيَشفيَ أمراضَ الطبيعةِ البشريّة.
أتريد أن تبرأ؟: نعم، هناك من لا يريد أن يبرأ، لكي يستغلَّ مرضَهُ كمصدرِ رِزقٍ يكتسبُ منه. والمسيح يحترمُ الإرادةَ الإنسانيّة، وهو لا يقتحم الإنسان، فنحن مخلوقون على صورته في حريّة الإرادة. قال المسيح لليهود: "كم مرّةٍ أردتُ أن أجمع أبناءَكِ... ولم تريدوا" (مت٣٧:٢٣). فالمسيح يريد أن يُظهِرَ أنّ خلاص الإنسان هو بيد الإنسان، والأهمّ هو شفاء الإنسان من الخطيئة. ويكون سؤال المسيح معناه هل عندك إرادة أن تترك خطيئتَك، لذا قال له المسيح لا تعود تخطئ أيضًا (آية ١٤). الخطيئة لها نتائج وخيمة على الإنسان. المسيح أتى ليقدّم للمخلّع وللعالم كلّه الشفاء المجّانيّ. الخليقة كلّها مريضة، فقدت بهاءها والربّ أتى ليشفيها، ولكن عليها أوّلاً أن تريد أن تشفى.
المسيح يسأل المخلّع عمّا إذا كان يريد أن يشفى، فيجيبه بأن ليس له إنسان. هو أسقط الموضوع على الآخرين، كأنّه يقول إنّ المشكلة ليست فيَّ بل في الآخرين. الخاطئ دائمًا يبرّر نفسه.
كم مرّةٍ ألقينا همَّنا على الناس وفَشَلَنا! ولكنْ إذا أَلْقَينا همَّنا على الله فلن نفشل (١بط٧:٥).
قُمِ احملْ سريرَكَ وَامْشِ: هذه حالُ كلِّ مَن يُصدِّقُ المسيح، فكلمةٌ منه تُحيي العاجزَ وتنتهرُ الخطيئةَ فتُلاشِيها (يو٢٥:٥ ٦٣:٦- ). الله يعطي القوّةَ والحياة، لأنّ يسوعَ هو الحياة، ولَهُ سُلطانٌ عجيب: قم/ احمل/ إمش.
عجيب أن يقوم المخلّع دون أن يسنده أحد، وبدون علاجٍ طبيعي بعد كلّ هذه المدّة من الشلل. المسيح أعطاه حياةً جديدة: قم مع القيامة، واحمل بقوّة الحياة، وامش. كلمات ترمز إلى السلوك في هذه الحياة الجديدة.
القيامةُ
سِفْرُ الحياةِ الجديدةِ.!!.
ما بين الإِله والمرأة.!!.
لا تَلمُسيني.!!. يا مريمُ.!!.
لأَنّي صاعِدٌ إِلى أَبي وأَبيكُم.!. إِلهي وإِلهِكُم.!.
لَسْتُ أَنا في الجسدِ بَعْدُ.!!.
سيّدي.؟!. كيفَ يا ربّي... وأَنتَ سيّدي.؟!...
إِذ أَنتَ مُتَّ ودُفِنْتَ... كنتُ معكَ في قبرِكَ.!.
لم يَرَني الحُرّاسُ، لأَنَّكَ اتَّخذْتَني.!!. صِرْتَ واحدًا فيَّ، ومعي، لَحْظَةَ قُمْتَ إِلينا.!!.
أَنا مُتُّ عِشْقًا وحُبًّا وصَمْتًا وصلاةً.!!.
لذا أَنتَ قَبِلْتَني.!!. ما دَفعْتَني خارجًا.!!. ولم تُعرِضْ عني.!!.
* * * * * * *
أَنتَ أَخبَرْتَنا سِرَّكَ قائلًا لنا: "أَحْبِبْ الرَّبَّ إِلهَكَ من كلِّ قلبِكَ... "من كُلِّكَ"... وقريبَكَ كنفسِكَ".!!.
أَنتَ وحدَكَ في غُرْبَتي كُنتَني قريبي.!!. لكي لا تَتْرُكَني وحدي.!!.
طرقْتُ كلَّ أبوابِ المدينةِ، فما فُتحَ البابُ لي.!!.
* * * * * * *
يا مريم.!!.
لا تَلْمُسيني.!!. إِن أَنتِ فيَّ فاتْرُكيني أَصعَدُ إِلى أَبي وأَبيكُم... إِلى إِلهي وإِلهِكُم.!!.
أَنا لسْتُ لكِ... وحْدَكِ... يا مريم.!!.
وسادَ صَمْتٌ.!!.
هاكَ يدي ربّي... أُمدُدْني إِليكَ... لأَنّي أَنا لَكَ وأَنتَ لي.!!.
* * * * * * *
آدمُ وحوّاءُ لا يَعرفانِني... بل ما عَرَفاني.!!.
هُما أَسْقَطا كَلِمَةَ الإِلهِ، كَلِمَتَكَ في مَدِّ عَراءِ الفردوسِ.!!.
وَجَدا الشَّجَرَةَ... وثِمارَها... ذاقَتْها الحيَّةُ فاسْتَلَذَّتْها، وأَطْعَمَتْها لآدمَ رفيقي ولي.!!.
تَسمَّمَ قلبانا وعَقْلُنا... نَطَقْنا بالنَّعَمِ للحَيَّةِ لا لكَ، للإِلهِ.!!. لكَ.!!.
صارَ الفردوسُ مَطْرَحًا للدّاخِلين والخارِجين.!!.
شَوَّهُوا وَجْهَ الإِلهِ.!!. وحينَ نادَوْهُ لم يُجبْهم.!!.
ماتَ عنهما.!!. لأَنَّهما اسْتَدارا بوجْهَيهِما إِلى الأَرضِ الّتي فيها ومنها شَرِبا السُّمَّ "اللّذيذَ المَذاقِ".!!.
- هكذا بَقِيتُ أَنا وَحْدي مَعكَ، رَبّي.!!. لأَنّي مِنكَ وُلدْتُ.!!.
أَنتَ خَلَقْتَني من جَسدِ حُبِّكَ، مِن أُلوهَتِكَ... وعَلَّمْتَني أَنْ أُحِبَّ ذاتي مِنكَ وفيكَ... فلا أَعودُ أَنظرُ إِلى آخرَ سِواكَ.!!!.
- مَنْ أَنتِ.؟!... يا مريمُ.!!.
- أَنا امرأةُ الوَعْدِ... امرأةُ السِّرِّ... امرأةُ الحياةِ الجديدةِ.!!.
لا تَتْرُكْني مِن وبَعْدَ قيامَتِكَ.!!.
فأَنا إِليكَ... وأَنتَ إِليَّ يا فِصْحي.!!...
- هكذا وَقَفْتُ أَنُوءُ تحتَ حِمْلي.!!. تَحتَ صَمْتي.!!.
- مِن أَينَ نَبْدأ الآن يا رَبّي.؟!...
ماذا في القيامَةِ.؟!... وما بَعْدَ القيامَةِ.؟!... يا مسيحي.؟!.
سَعْيُ سَماعٍ ولُقْيا في صَمْتِ الانتظارِ.!!.
متى مَرَّ النَّاسُ، كُلُّ النّاسِ، وادَّهَنوا بالزَّيتِ الّذي أَنتَ أَعْطَيتَنا فيه كُلَّ رَحْمَةٍ وحُبٍّ وشِفاءٍ... مِن لَسْعَةِ الحَيَّةِ... وأَنا أَدَرْتُ الرَّأسَ وكَياني إِليكَ.!!.
وأَنتَ خَلَّصْتَنا مِن شَقاءِ خَوفِ الموتِ.!!.
أَنتَ قُمْتَ الآنَ وبَعْدُ تَقومُ ونحنُ فيكَ، مَعَكَ، وَراءَكَ نَمْشي إِليكَ، لنَلْقاكَ.!!...
لكنَّ الخوفَ... ما زالَ... سيّدي.!!.
أَطْفِءْ ما عَلِقَ بي وبِنا من إِنسانِنا العَتيقِ.!!. ولِذا قَبْلَ أَن عَرَفْتُكَ سِرَّ القيامةِ التَّسْآلَ والجوابَ المعرفةَ.!!... أَسعى إِليكَ... مِنكَ... مَعَكَ وفيكَ.!!.
إِنَّكَ أَنتَ أَنتَ فيَّ... معي.!!. لا... لا تقولي كلمةَ السِّرِّ.!!.
يا مَريمُ... يا أَنا أَنتِ... يا صَمْتَ حَنيني لِرَجْعَتي... إِلى أَبي وأَبيكُم... إِلى إِلهي وإِلهِكُم.!!. "تَعالَوا إِلَيَّ يا أَيُّها المُتْعَبونَ والثَّقيلو الأَحْمالِ... وأَنا أُريحُكُمْ".!!.
لا تخافي بَعْدُ.!!. كُلُّ ما كان كانَ... ولَنْ يَعودَ إِلينا لنَخَافَ.!...
- فَقَط إِسْتَضيئي مِن مِصْباحِ عينَيَّ... أُنْظُرِيني... لأَنّكِ وُلِدْتِ مِن حَشا الإِلهِ.!!.
- أَنا قُمْتُ إِليكَ لِتأتيني، لأَنَّكِ فيَّ وأنا منكِ إِليكِ.!!.
* * * * * * *
- يا أُمِّي... يا ابْنَتي... يا وَعْدي... يا صَدِيقَتي... يا كَياني... يا رُوحَ حِسّي... يا قَلْبي... يا جِراحَ جَسَدي على صَلِيبي.!!.
- تعالي... قُومي إِليّ ولا تُسائِلِيني.!!.
ها نحنُ صاعِدونَ إِلى مَدينَةِ المَوتِ والقيامَةِ.!!.
لا أُكَلِّمُكِ بَعْدُ... فلا تُسائِلِيني... لأَنَّكِ مِنِّي وفِيَّ.!!.
لأَنَّكِ أَنتِ إِليَّ يا جَوابَ حَنيني إِليكِ.!!. تعالي.!!. تعالي.!!. تعالي.!!.
فيكِ الأُمُومَةُ الحياةُ... وفيَّ وعْدِي لكِ...
لأَنَّنا، اليومَ، في عيدِ قيامَتي إِلى سَماءِ السَّمَواتِ...
إِليكِ أَكْشِفُ السِّرَّ يا مَريمُ.!!. وأَنتِ إِليَّ مَعي وفيَّ...
إِلى قِيامَةِ الحياةِ، الحياةِ الأَبَدِيَّةِ، يا بُنَيَّتي.!!...
- أَوَدُّ أَن أَقولَ لكِ سِرِّي: أَنتِ أَنا وأَنا أَنتِ...
في قِيامَةِ اليومِ ... الجديدُ... في أَسْرارِيَّةِ أَبَدِيَّةِ الثَّالوثِ.!!.
تَعالي نَصْعَدُ واحدًا مَعًا... تَعالي إِلى القِيامَةِ.!!. تعالي... يا مَريَمُ.!!.
يا أُمِّي... يا أُخْتي... يا شَقيقَةَ روحي... لا تَنزَعيني مِنْكِ.!!.