الأحد 2 أيار 2021
28 نيسان 2021
الأحد 2 أيار 2021
العدد 18
أحد الفصح العظيم المقدّس
* 2: أحد الفصح العظيم المقدّس، * 3: إثنين الباعوث، الشّهيدان تيموثاوس ومَفرة، * 4: الشّهيدة بيلاجيا، البارّ إيلاريون العجائبيّ، * 5: الشّهيدة إيريني، الشهيد أفرام الجديد، * 6: أيّوب الصدّيق الكثير الجهاد، * 7: ينبوع الحياة، علامة الصليب التي ظهرت في أورشليم، * 8: يوحنّا اللاهوتيّ الإنجيليّ، أرسانيوس الكبير.
***
رسالة الفصح
المعموديّة والقيامة
المعموديّة في حياتنا ليست هي الغاية بل هي البداية. فيها مُتنا وقُمنا مع المسيح. هذا لأنّنا اقتبلنا في قلبنا الروحَ القدس، روحَ المسيح القائم من بين الأموات والجالس عن يمين الآب. هذه النعمة تجعلنا ننتصر على قوّة الشرّير وتُكسبنا كلَّ وداعةٍ وطُهرٍ وغُفرانٍ ومحبّةٍ وإحسان. هذه كلُّها بشّرَ بها المسيحُ في الأناجيل.
هذه النعمة تُمنح لنا كبذرة germe وعليها أن تنمو برضانا في هذا العالم غير المتجلّي بعدُ. لقد سمح الله أن يترك فينا بعضًا من آثار الخطيئة، ممّا يجعلنا نتوق دوماً إلى محبّته. نعم، لقد امَّحَتْ خطايانا بالمعموديّة. إنّما بقيَت لدينا آثارٌ من إنسانِنا القديم. علينا أن نمحوَها في حياتنا عن طريق التوبة. هذا ما يشكّل برنامجَ حياتِنا العابرة كلِّها على هذه الأرض. يقولُ الرّسولُ بولس: "إنْ كنتم قد قُمتُم معَ المسيح، فاطلُبوا ما فوقُ حيث المسيحُ جالسٌ عن يمين الله.. لأنّكم قد متُّم وحياتُكم مستترةٌ معَ المسيحِ في الله" (كولوسي 3: 1-3).
علينا أن نكتسب ثمارَ الروح القدس: "المحبّة، الفرح، السلام، طولَ الأناة، اللطف، الإيمان، الصلاح، الوداعة والعفة" (غلاطية 5: 22-23).
يقول القدّيس سمعان اللاهوتيّ الحديث: "قيامةُ المسيحِ هي قيامتُنا نحن الواقعين في الخطيئة". كلّ ما فعله المسيح في طبيعته الخاصّة يمكنُ أن يفعلَه عندما يسكنُ في طبيعتِنا. لا يمكنُ للنفسِ أن تحيا إنْ لم تتّحدْ بالله. عندها تحيا الحياةَ الأبديّة الحقّة. عندها يتمتّعُ الإنسانُ بالرؤيا الفائقةِ العقل، ويتحسّس فعلَ نعمةِ القيامةِ السريّ، ويتذوّقُ مُسبَقًا فرحَ الدهرِ الآتي الأبديّ.
عسى أن يتعلّم إنسانُ اليومِ من مُعاناةِ الوَباءِ الحاليّ في الجسدِ والروح، أنْ ليس هناك مِن خلاصٍ إلّا في الرجوع إلى المسيحِ الإلهِ الغالبِ كلَّ مرضٍ وفسادٍ وموت، مانحًا ايّانا حياةً جديدةً وأبديّة.
المسيح قام! حقّا قام!
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة باللّحن الخامس
المسيحُ قامَ من بينِ الأموات، ووطئَ الموتَ بالموت، ووهبَ الحياةَ لِلَّذينَ في القُبور.
الايباكويي (الطاعة) باللّحن الرابع
سَبَقتِ الصُبحَ اللواتي كُنَّ مع مريم، فوَجَدْنَ الحجَرَ مُدحْرجاً عَن القَبر، وَسَمِعْنَ الملاكَ قائلاً لَهُنَّ: لِمَ تَطلُبْنَ مع الموتى كإنسانٍ الذي هُوَ في النورِ الأزلي، أُنْظرنَ لفائفَ الأكفانِ وأسرِعْنَ وَاكْرِزْنَ في العالَم، بأنَّ الربَّ قَدْ قامَ وأماتَ الموت، لأنَّه ابنُ اللهِ المخلِّصُ جنسَ البشر.
القنداق باللّحن الثامن
ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبر يا مَن لا يموت، إلا أنَّك درستَ قوَة الجحيم، وقمتَ غالباً أيُّها المسيحُ الاله، وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولِرسلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.
الرِّسَالة
أع 8: 1-8
هذا هُوَ اليومُ الذي صَنَعَهُ الربّ. فَلْنتهلَّلْ ونَفْرَحْ بِهِ
اِعْتَرِفُوا للرَّبِّ فإنَّهُ صالِحٌ وإنَّ إِلى الأبَدِ رَحْمَتَهُ
إنّي قد أنشأتُ الكلامَ الأولَ يا ثاوفيلَس، في جميع الأمورِ التي ابتدأ يسوع يعمَلُها ويُعلِّمُ بها، إلى اليومِ الذي صَعِدَ فيهِ، من بعدِ أن أوصى بالروح القدُسِ الرسلَ الذينَ اصطَفاهُم. الذين أراهُمْ أيضاً نفسَهُ حَيًّا بَعدَ تألُّمهِ ببراهينَ كثيرةٍ، وهو يتراءَى لهم مدَّة أربعينَ يومًا، ويُكلِّمُهُم بما يختصُّ بملكوتِ الله. وفيما هو مجتمعٌ معهم، أوصاهم أن: لا تَبرَحُوا مِن أورشليمَ، بل انتَظِرُوا مَوعِدَ الآبِ الذي سمعتموهُ منّي. فإنَّ يوحنّا عمَّدَ بالماء، وأمّا أنتم فستعمَّدُونَ بالروحِ القُدُسِ، لا بعدَ هذه الأيام بكثير. فسألهُ المجتمعونَ قائلينَ: يا ربُّ، أفي هذا الزمان تردُّ الملكَ إلى إسرائيلَ؟ فقالَ لهم: ليس لكم أن تَعرِفوا الأزمنة أو الأوقاتِ التي جعلَها الآبُ في سلطانِه، لكنّكم ستنالونَ قُوَّةً بِحُلُولِ الرُّوحِ القُدُسِ عليكُمْ، وتكونونَ لي شهوداً في أورشليمَ وفي جميع اليهوديّةِ والسامرة، وإلى أقصى الأرض.
الإنجيل
يو1: 1-17
في البدءِ كانَ الكَلِمة، والكَلِمةُ كانَ عندَ الله، وكانَ الكَلِمَةُ الله. هذا كانَ في البدءِ عندَ الله. كُلٌّ بهِ كانَ وبغيرِهِ لم يكُنْ شَيءٌ مِمّا كُوّن. بهِ كانتِ الحياةُ والحياةُ كانَتْ نُورَ الناس، والنورُ في الظلمَةِ يُضيءُ، والظلمَةُ لم تُدْرِكْهُ. كانَ إنسانٌ مُرسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يُوحَنّا. هذا جاءَ لِلشَّهادَةِ ليَشهدَ للنُّور، لكي يؤمنَ الكلُّ بِواسطتِه. لم يَكُنْ هوَ النورَ بل كان ليشهَدَ للنور. كانَ النُّورُ الحقيقيُّ الذي يُنيرُ كُلَّ إنسانٍ آتيًا إلى العالَم. في العالم كان، والعالمُ بهِ كُوِّنَ، والعالمُ لَمْ يَعرِفْهُ. إلى خاصَّتِهِ أتى وخاصَّتهُ لم تقبَلْهُ. فأمّا كلُّ الذينَ قَبِلوهُ، فقد أعطاهُم سُلطاناً أن يكونوا أولاداً للهِ، الذينَ يؤمنونَ باسمِه. الذينَ لا مِن دَمٍ، ولا مِنْ مشيئةِ لحمٍ، ولا مِن مشيئة رَجُلٍ، لكنْ مِنَ الله وُلِدوا. والكلمَةُ صارَ جسداً وحلَّ فينا، وقد أبْصرْنا مجدَهُ مجدَ وحيدٍ من الآب، مملوءاً نِعمةً وحقًّا. ويُوحَنّا شَهِدَ لَهُ وصرَخَ قائلاً: هذا هُوَ الذي قلتُ عَنهُ إنَّ الذي يَأتي بَعدي صارَ قبلي لأنَّهُ مُتَقدّمي. ومن مِلئِهِ نحنُ كلُّنا أخَذْنا ونعمةً عوضَ نعمةٍ. لأنَّ الناموسَ بموسى أُعطِي. وأمَّا النِّعمَةُ والحقُّ فبِيسُوعَ المسيح حَصلا.
في الرسالة
ها قد وصلنا اليوم إلى النهار الفصحيّ، إلى عيد الأعياد وموسم المواسم، يوم القيامة المجيد، الذي نعبُرُ فيه مع الربّ، من الموت إلى الحياة، ومن الحزن إلى الفرح، هذا الفرح النابع من يقينيَّةِ قيامةِ الربّ الحاصلةِ منذ ألفَيْ سنة، والمستمرَّةِ أبدًا، حسبما نصلِّي في سحريَّةِ الفصح، وسحريَّةِ كُلِّ نهارِ أحد "إذ قد رأينا قيامة المسيح"، هذا اليقين لم يأتِ إلينا من وهمٍ، بل لأنَّ الربَّ الذي رآه الرسلُ متألّماً على الصليب وميِّتاً في القبر، هو بذاته "أراهم نفسه حيّاً ببراهين كثيرة، بعدما تألّم، وهو يَظهر لهم أربعين يوماً"، وهو ما يزال يُري نفسه حيًّا لكثيرٍ من المؤمنين في تفاصيل حياتهم اليوميّة.
في فترة الأربعين يوماً بعد قيامته، والتي عاش خلالها الربُّ مرّةً أخرى على الأرض، ظهرَ لتلاميذه وأكلَ معهم (لو 24: 42-43)، وكلَّمهم "عن الأمور المختصّة بملكوت الله".
وفي هذا ما يلفتُ الانتباه، إذ لم يكلِّمهم عن أمور الأرض من تجارة وسياسة وهموم ومشاكل، ولا عمّا يخصُّ حياة الجسد، بل كلَّمهم عن أمور السَّماء وحياة الروح، لأنَّه يريد أن يذكِّرَنا بأنّنا لسنا أبناء الأرض بل أبناء السَّماء، وأن يهيِّئَنا لتلك الحياة السَّماويّةِ معه ومع الآب وروحه القدُّوس.
لقد تغرَّبْنا عن الفرح وتغرَّب الفرحُ عنّا، لأنّنا وصلنا إلى أيّامٍ نسينا فيها أنّنا أبناء السَّماء، وصرنا نتكلَّم وننشغل فقط بأمور الأرض الزائلة، التي هي "وادي الدُّموع" كما يصفها القدِّيس نكتاريوس.
فلا نهتمَّنَّ أيّها الأحبّاءُ كثيراً بأمور الأرض ومشاكلها ومصائبها، رغم أنّها محيطةٌ بِنا من كلِّ جانب، ولنتكلَّم في هذه الأيّام الصعبة، عن أمور السَّماء، عن الحياة الأبديّة (يو17: 3)، وعمَّا أعدَّه الله لنا نحن الذين نحبّه (1كور2: 9)، هل في هذا جنون؟!
ربّما يعتبرُه البعضُ هكذا! لكنْ لنتأكَّدْ مِن أنّنا في هذا وحدَهُ سنجدُ تعزيةً وغَلَبةً على ضيقاتِنا، ونحوزُ الفرحَ ونختبرُ السلامَ الإلهيّ الذي ليس من هذا العالم. المسيحيُّ الحقيقيُّ فَرِحٌ في حياتِه حتّى وَسطَ الضيقاتِ والأحزان، لأنّه يذوق ذاكَ الفرح القياميّ النابع مِن ثقته أنَّ الله سيُقيمُنا معه من أحزاننا وضيقتنا الحاضرة، وما علينا إلا أن نَلْزَمَ أورشليمَنا الداخليّة، أي نفوسَنا، فنهدأَ ونُصلّي، مننتظرين خلاصَ الربّ، ومجيءَ تعزيةِ الآبِ وافتقادِه، وحلولَ روحِه القدّوس في نفوسنا وقلوبنا، فـ"غاية الحياة المسيحيّة هي اقتناءُ الروح القدس" حسب تعليم القدّيس سيرافيم ساروفسكي.
هذا يحصل بعد جهادٍ روحيٍّ ضدَّ أهوائنا وخطايانا، ويتمُّ في الوقت الذي يراه الربُّ مناسباً، إذ ليس لنا معرفةُ الأزمنة والأوقات، وأحياناً ليس لنا حتّى أن نعرف أسباب ما يحصل معنا!
لن يصدِّقَ العالم أنَّ المسيح قام لمجرَّد أنّنا نصرخ: المسيح قام، يصدِّقُ العالم قيامةَ المسيح عندما يراه قائمٌ فينا، في أفعالنا وتصرُّفاتِنا، بعيشِنا الفضائلَ المسيحيّة:
الصدق، الاستقامة، اللطف، الفرح، التضحية، المسامحة، التواضع حتّى الامِّحاءِ وغَسْلِ الأرجل، والمحبّةِ حتّى الرحمةِ واقتسام ِالخُبزِ مع بعضنا البعض. هكذا نكون للربّ شهوداً إلى أقصى الأرض، نشهد له بقوّة الروح القدس المُعطى لنا.
فلا تحزنوا بعد اليوم يا من هم في ضيق، لأنَّ الرجاء بقيامة وطننا لبنان وقيامتنا معه من قبر الأزمات أكيد، ولا تحزنوا يا من فقدتم أحبّاءَ لَكُم، لأنَّ الرجاءَ بقيامةِ مَوتانا الراقدين أكيد. افرحوا اليوم جميعاً، وَلْيَظْهَرْ فَرَحُنا للعالمِ أجمع، فيتأكّدَ العالمُ بأسرِه ويتيقّنَ معنا ومع النسوة والتلاميذ، أنَّ القبر فارغٌ وأنَّ المسيح قام.. حقًّا قام.
ﻋﺻﻳر اﻟﻛرﻣﺔ اﻟﺟدﻳد
في شركة الزواج
إنّ الله خلق الانسان على صورته ومثاله، ذكرًا وأنثى خلقهم (تكوين 1: 27).
ولكنّ سقوط الانسان الأوّل بالخطيئة شوّه صورة الله في الانسان وأفقده الشركة مع الله، وأضعف الشركة بين الرجل والمرأة.
فالإنسان خُلق في اليوم السادس من الماء والطين ونفخ الله فيه روح الحياة. وبسبب الخطيئة، فقد الإنسانُ نعمةَ الله، وجفَّتِ النفسُ البشريّةُ، وتحجّرَ قلبُ الإنسانِ بالأهواءِ الساقطة.
ولكنْ، لم تُفقَدِ الشركةُ بين الرجل والمرأة بشكلٍ كامل، ففَرحُ الاتّحادِ الزوجيّ في العهدِ القديم كان "ظِلًّا" أو تذكيرًا بحالةِ فَرَحِ الشركةِ الفردوسيّةِ بين الرجل والمرأة ومع الله.
إلّا أنّ الرَّبَّ يسوعَ المسيحِ، بتجسُّدِهِ وفدائِه على الصليبِ المقدّس وقيامتِه المجيدة، أعادَ تجديدَ الشركةِ الإلهيّةِ معَ الإنسان، فصارَ خليقةً جديدة:
"الاشياءُ العتيقةُ قد مضَتْ، هُوَذا الكُلُّ قد صارَ جديدًا" (2 كور 5: 17). شملَ التجديدُ لا الشركةَ بينَ اللهِ والإنسانِ وحَسْب، ولكنْ أيضًا الشركةَ الزوجيّةَ بين الرجل والمرأة.
في "ساعة" الآلام يظهر التدبيرُ الإلهيُّ بتجديد الشركة الزوجيّة كحياةِ قداسة وطريق نحو الملكوت السماويّ والحياة الأبديّة. ففي "ساعة" الفداء، أبصرَتْ مريمُ حَمَلَها مأخوذًا إلى الذّبح، وتذكّرَتْ قولَهُ لها في عرس قانا الجليل حول مجيء "الساعة" أي ساعة آلامه المقدّسة وصَلْبِه المحيي، فهتفت نحوه قائلة: "إلى أين تنطلق يا ولدي؟ ولماذا تُكمّلُ هذا السعيَ مسرعًا؟ ألعلّ في قانا عُرسًا آخرَ فتُبادِرُ الآنَ إليه لكي تجعلَ لهم الماء خمرًا؟!" (البيت، خدمة أناجيل الآلام).
كان الربُّ قد أظهر مجدَه أوّلًا في عرس قانا الجليل، حيث حضر هناك "في اليوم الثالث" (يوحنا 2: 1) وأجرى أُولى معجزاتِه، وكانت مريمُ الممتلئةُ نعمةً حاضرةً أيضًا مع التلاميذ.
مريم المطيعة لكلام الربّ والشفيعة الحارّة للمؤمنين، نقلَتْ إلى يسوعَ خبرًا: "ليسَ لهم خمرٌ" (يوحنا 2: 3)، وبكلامٍ آخر، لقد جفّت ينابيع الحياة والفرح في العهد القديم، وبدون خمرِ عهدِكَ الجديد أيّها المسيحُ لن يحيَوا ليَفرَحُوا! هكذا تضرّعت مريمُ من أجل تجديد فرح العُرس.
الربّ "العالم بكلّ بيتٍ وحاجتِه" يُدركُ حالةَ العُرس قبلَ كلامِها. فقال لها: "لم تأتِ ساعتي بعد" (يوحنا 2: 4)، أي إنّ الخمرَ الجديد لا يأتي إلّا بعدَ ضَغطِ العِنَبِ وسَحْقِه (راجع أشعياء 53: 5).
أراد الربّ بجوابه هذا أن يأخذ عرس قانا إلى موعد "ساعته"، ساعة الفداء والخلاص، التي فيها يجدّدُ شركةَ الزواج، وعلاقةَ الرجل والمرأة، وفرحَ العرس، إذ بفدائه وإكليل الشوك المغروس على رأسه صار هو نفسه "الكرمة" مصدر"عصير اﻟﻛرﻣﺔِ اﻟﺟدﻳد اﻟذي ﻟﻠﻔرحِ اﻹﻟﻬﻲّ" (قانون الفصح، الأودية الثامنة).
ووضْعُ الاكليل على رأس كلّ من الزوجَين في "خدمة الزواج" يُشير إلى وضْعِ المسيح على رأسَيهما، وفيهما، وأمامهما. هكذا يؤهَّل الزوجان إلى عيش الحياة الجديدة في سرّ الزواج المقدّس وشرب عصير الكرمة الجديد بالانسحاق والغفران، فيختبران "بهجة الخلاص" أي "الفرح الإلهيّ"، ويَظهَرُ "مجد الله" في الزواج والعائلة.
تدعونا الكنيسة إلى ارتشاف "عصير الكرمة الجديد" إذ ترتّل: "هلموا بنا نشرب مشروبًا جديدًا، ليس مستخرجًا بآيةٍ باهرةٍ مِن صخرةٍ صَمّاء، لكنّه يَنبوعُ عَدَمِ الفساد، بِفَيَضانِ المسيحِ مِن القبر، الّذي بِهِ نتشدّد" (قانون الفصح، الأودية الثالثة).
إنّه ارتشافُ الإفخارستيا الإلهيّة، التي بها تتّحدُ العائلة، الرجل والمرأة والأولاد، بالمسيح في شركةٍ روحيّةٍ تَعكِسُ جمالَ الصُّورةِ الإلهيّةِ في الإنسان. هكذا، فِصحُ الربِّ يُضفي على الحياة الزوجية معنىً جديدًا وصورةً جديدة، كما يشرح القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "عندما يتّحد الرجل والمرأة بسرّ الزّواج يتخطّيان صورةَ ما هو أرضيٌّ، ويُصبحان على صورة الله السماويّ نفسه".
بَرَكةٌ وَدُعاء
بمناسبة عيد الفصح المجيد، يتقدّم راعي الأبرشيّة سيادة الميتروبوليت أفرام كرياكوس من جميع أبناء الأبرشيّة بالمعايدة القلبيّة، متمنّيًا لهم ولجميعِ أخصّائهم الصحّة والبَرَكة.
المسيح قام حقًّا قام