الأحد 25 تموز 2021

الأحد 25 تموز 2021

21 تموز 2021
الأحد 25 تموز 2021
العدد 30
الأحد الخامس بعد العنصرة
اللحن الرابع الإيوثينا الخامسة


* 25: رقاد القدِّيسة حنّة أُمّ والدة الإله الفائقة القداسة، * 26: الشَّهيد في الكهنة أرمولاوس، الشَّهيدة باراسكافي، * 27: الشَّهيد بندلايمون الشَّافي، البارّة أنثوسة المعترفة، * 28: بروخورس ونيكانر وتيمن وبرميناس الشَّمامسة، إيريني خريسوفلاندي *، 29: الشَّهيد كالينيكوس، ثاوذوتي وأولادها، * 30: سيلا وسلوانس ورفقتهما،
* 31: تقدمة عيد زيّاح الصَّليب، الصدِّيق أفذوكيمُس، يوسف الرَّامي. *

الزواج المسيحيّ 

في الزواج المسيحيّ، بحسب تعليم الرسول بولس، الرجلُ صورةٌ عن المسيح، والمرأةُ صورةٌ عن الكنيسة.

يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "المسيح رأسُ الكنيسة لقد مات حيًّا من أجلها". وفي رسالة خدمة الإكليل (أفسس 5: 20-33) يقول الرسول بولس: "أيّها النساءُ اخضَعْنَ لِرِجالِكُنّ كما لِلربّ... كما تخضع الكنيسةُ للمسيح، كذلك النساءُ لرجالهِنّ في كلّ شيء" (5: 22و24) الخضوع هنا هو المحبّة الكاملة.

ثمّ يتابعُ الرسولُ بِقَولِه: "يجب على الرجال أن يُحبّوا نساءهم كأجسادهم" (5: 28) . المحبّة هي موتٌ في سبيل الآخر. "من يموتُ عن الآخر يُصبح رأسَ الآخر، هذا ما قاله أيضًا الذهبيّ الفم. أمّا يوحنّا الإنجيليّ فيقول "هكذا أَحَبَّ اللهُ العالمَ حتّى بذلَ ابنَه الوحيدَ لكيلا يَهلكَ مَن يؤمنُ به بل ينالُ الحياةَ الأبديّة" (يوحنا 3: 16). المحبّة لا تنتظر مبادَلةً "إن أحببتُم الذين يحبّونكم فما الفضلُ لَكُم" (لوقا 6: 31) 

هذا هو نوعُ المحبّةِ المنتظَرةِ مِنَ الرجلِ كما من المرأة.

لذلك كما جاء في الرسالة الى أهل افسس: "على الرجال أن يحبّوا نساءهم حبّهم لأجسادهم مَن أحبَّ امرأتَه أَحَبَّ نفسَه" (أفسس 5: 28).

الخلاصة في رسالة أفسس هي الآتية: علاقةُ الرجلِ بامرأتِه هي على غِرارِ علاقةِ المسيحِ بالكنيسة، فإذا كانت وصيّةُ الله للمؤمن المسيحيّ أن يُحِبَّ الآخَرِينَ كما يُحِبُّ نفسَه (متى 22: 39) فكيف لا نبدأ بتطبيق ذلك انطلاقًا من بيوتِنا. هذا كلّهُ "حتّى تبقى الخمرةُ الجيّدةُ إلى الأخير" (يوحنا 2: 10).

هذا هو سرّ المسيح والكنيسة، هذا هو اتّحادُ الرجلِ والمرأةِ الكاملُ والمقدَّس. كلُّ فضيلةٍ، وبخاصّةٍ فضيلةُ المحبّة، مطلوبةٌ من المؤمنين الذين فداهم الربُّ بدمه الكريم. آمين.

+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

طروبارية القيامة باللّحن الرابع

إنّ تلميذاتِ الربِّ تعلَّمْنَ مِنَ الملاكِ الكَرْزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبْنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبِيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

طروباريّة القدّيسة حنّة باللّحن الرابع

يا حنّةُ المتألِّهةُ العزم، لقد وَلَدْتِ والدةَ الإلهِ أُمَّ الحياةِ النقيّة، فلذلك انتقلْتِ الآنَ بِمَجدٍ مسرورةً إلى النهايةِ السّماويّة، حيثُ سُكنى جميعِ الفَرِحِين، مستمِدّةً غُفرانَ الخطايا للّذِينَ يُكرِّمُونَكِ بِشَوقٍ أيّتُها الدائمةُ الغبطة.

قنداق القدّيسة حنّة باللّحن الثاني

لنعيّدنَّ بإيمانٍ لتذكارِ جَدَّيِ المسيح، مستمدِّينَ مَعُونتَهما لِنَجاتِنا جميعًا مِن كُلِّ الضيقات، نحن الصارخين: كُنْ مَعَنا أيّها الإله، يا من شرَّفتَهُما كما سُررت.

الرِّسَالة 
غلا 4: 22-27

عجيبٌ هو الله في قدّيسيِه 
في المجامع باركوا الله


يا إخوة، إنَّهُ كانَ لإبرهيمَ ابنانِ، أحدُهما مِنَ الجاريةِ والآخرُ مِنَ الحُرَّة. غيرَ أنَّ الذي من الجاريةِ وُلِدَ بحسَبِ الجسَد، أمّا الذي مِنَ الحُرَّةِ فَبِالموعِد. وذلكَ إنَّما هو رمزٌ؛ لأنَّ هاتَينِ هما العهدان: أحدُهما مِنْ طُورِ سيناءَ يَلِدُ للعبُوديّةِ، وهُوَ هاجَر. فإنَّ هاجَرَ، بل طُورَ سيناء، جَبلٌ في دِيارِ العَرَبِ، ويُناسِبُ أورَشليمَ الحاليّة، لأنَّ هذهِ حاصِلةٌ في العُبوديّةِ معَ أولادِها، أمّا أورَشليمُ العُليا فهي حُرَّةٌ وهي أمُّنا كُلِّنا. لأنَّهُ كُتِبَ افرَحي أيّتُها العاقِرُ التي لم تَلِد. إهتِفي واصرُخي أيّتُها التي لم تتمخَّضْ. لأنَّ أولادَ المهجورةِ أكثرُ مِن أولادِ ذاتِ الرَّجُل.

الإنجيل
متى 8: 28-34، 9: 1 (متى 5)


في ذلك الزمان، لمَّا أتى يسوعُ إلى كورةِ الجُرْجُسِيّينَ استقْبَلَهُ مجنونانِ خارجانِ مِنَ القبورِ شَرِسانِ جدًّا، حتّى إنَّهُ لم يكنْ أحدٌ يقدِرُ على أن يجتازَ من تلكَ الطريق. فصاحا قائلَينِ: ما لَنا ولَكَ يا يسوعُ ابنَ الله؟ أَجِئتَ إلى ههنا قبلَ الزمانِ لِتُعذِّبَنا؟ وكان بعيدًا منهم قطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعى، فأخذ الشياطينُ يطلبون إليه قائلين: إنْ كُنتَ تُخرِجُنا فَائذَنْ لنا أن نذهَبَ إلى قطيعِ الخنازير. فقال لهم: اذهَبُوا، فخرجوا وذهبوا إلى قطيع الخنازير. فإذا بالقطيعِ كلِّه قد وثبَ عَنِ الجُرْفِ إلى البحرِ ومات في المياه. أمّا الرُّعاةُ فهربوا ومضَوا إلى المدينةِ وأخبروا بكلّ شيءٍ وبأمرِ المجنونَين. فخرجَتِ المدينةُ كلُّها للقاءِ يسوعَ. ولمَّا رأوهُ طلبوا اليهِ أن يتحوَّلَ عن تخومهم، فدخل السفينةَ واجتازَ وأتى إلى مدينتهِ.

في الإنجيل 

يُطالعنا إنجيلُ اليومِ بِخَبَرِ إنسانَينِ لا نستطيعُ أن نُطلقَ عليهما صفةَ المرضِ النفسيّ، فالحالةُ هُنا مختلفةٌ تمامًا، لقد كانا مسكونَين مِن قُوَّةٍ شرِّيرة شيطانيّة، جعلَتْهُما في حالة هَيَجانٍ وَعَدَمِ توازُنٍ عقليّ وجسديّ. 

ويبدو أنَّ يسوعَ بتدبير محبّتِه قد أتى إلى هذه المنطقة ليلتقيَ بالمجنونَين، ويخلِّصَهما مِنَ الشيطانِ وَمِن مُعاناتِهما، وهو هكذا دائمًا، يزورُنا في مكانِ مُعاناتِنا، وفي أوقاتِ ضيقاتنا.

نلاحظ أنَّ المجنونَينِ لم يَطلُبا منه الشفاء، إذ لم يكونا واعيَين. فالمتكلِّمُ فيهما هو الشيطان، ووقاحةُ الخطابِ الناتجةُ عن الكبرياءِ المتأصِّلةِ فيه، تَدُلُّ عليه. الشيطان بكبريائه يُقاومُ اللهَ ويُحاربُه: " أَجِئتَ إلى ههنا قبلَ الزمانِ لِتُعذِّبَنا؟ ... إنْ كُنتَ تُخرِجُنا فَائذَنْ لنا أن نذهَبَ إلى قطيعِ الخنازير "، فَأَذِنَ لَهُمُ الربّ، ودخلَ الشياطين في الخنازير التي اندفعت إلى هلاكها، وهكذا هو الشيطان دائمًا، يريد أن يُهلكَ خليقة الله، ومن يتعاطى معه نهايته الموت الروحيّ والجسديّ. 

كثيرون لا يؤمنون بوجود الشيطان، ويعتبرونه خرافة، وهذه هي الكذبة الكبيرة التي يكذبها الشيطان على الإنسان، وللأسف يصدّقُها الإنسانُ المتكبّرُ أو الساذَج، لكنَّ الشيطان موجود، والإنجيل يؤكّدُ وجودَه، وهو يسكن في الإنسان بأشكالٍ مختلفة، إمّا بشكل مباشر، كما في هذه الحالة، أو بشكل غير مباشر، من خلال الأهواء المختلفة. والنفس في الحالتين لا تكون في سلام، بل في قلق واضطراب، تعيش في جحيمٍ داخليٍّ لا يُطاق.

أيّها الأحبّاء، عندما تغيبُ الصلاةُ عن بيوتنا، وعندما لا نقرأ يوميًّا كلمة الله في عائلاتنا، يَحضرُ الشيطانُ ويطردُ خوفَ الله من نفوسنا، ويخلقُ الشرور المختلفة، الخلافات في العائلة، الأحقاد والكراهية بين الإخوة والأصدقاء، ينمِّي فينا الأنانية والشهوات العالميّة، الأحزانَ واليأسَ وفقدانَ الرجاء بالله، يَخلقُ النزاعات والحروب ويزرعُ الدمارَ والموت. 

هو دومًا يقودُنا إلى شقائنا وهلاكِنا، لذلك علينا أن نهربَ منه باتّجاه الله، الذي عنده وحده سنجدُ الخيرَ والسلامَ والفرحَ وَمِلْءَ الحياة.

في هذه الأيّامِ الصعبة، إيّانا أن نفضِّلَ بجهلٍ خيراتِ هذا العالَمِ ومغرِياتِه وتفاهاتِه على الربّ، كما فعل أهلُ تلكَ المنطقة، إذ طلبوا من الربّ أن يخرجَ مِن ديارِهم، لأنّهم اعتبروه سببَ خسارةِ مَواشيهم، بل ليكن الربُّ ملجأَنا، ولْنصرخْ نحوه من أعماقِ قلوبنا: يا ربُّ أنقِذْنا من شياطينَ كثيرة تحاربنا، وامنحنا وامنح عالمك السلام. آمين.

مملكة الآب والابن والروح القدس 

قد نسأل المسيح من خلال الذّهبيّ الفم: ما هي مملكة الآب والابن والرّوح القدس؟ فيُعطينا الجواب من خلالهُ أيضًا قائلاً: "هي حضوري الخاصّ"، وهذا الحضور يُترجم في القدّاس الإلهيّ!

    القدّاس الإلهيّ يُحوّلُ الأرضَ سماءً، وما يحصلُ في السّماء يُشير إلى ما يحصل على الأرض أيضًا. يُضحي الهيكل مكان سُكنى الملائكة ورؤساء الملائكة خدّام الرّب، فحضوره هي السّماء بعينها، حيث سُكنى الثّالوث القدّوس الآب والابن والرّوح القدس الذي يُتمّمُ كلَّ شيء. ولكي يتمَّ كلَّ ذلك، أعطى للرسلِ الكهنوت لكي بدورهم يُعطوه للكنيسة، فأضحى الكاهنُ هو اللسانُ واليدان وكلّ ما أعطاه الرّب لتتميم السّر وتحويل هذه الأرض البائرة، في كلّ مرةٍ تقام فيها هذه الليتورجية الإلهية، إلى سماءٍ من جديد. كلّ عناصر السماء تُصبح مهيّأة لهذا الحضور الإلهيّ، وتُضحي الكنيسة ”سماءً جديدةً وأرضًا جديدة“ (يو٢:٢١). تنزلُ الملائكة وتصعد، وينحدرُ عليها الروح القدس الذي يُطهّر، فيُضحي المكان وكأنّه ثابور آخر، وكلّ شيء فيه يلمع أشدَّ بهاءً من الشمس. 

    الذبيحة الإلهيّة هي هبة الله المجانيّة التي أعطاها للإنسان أن يقوم بها، هذه هي التعزية الأخيرة للعالم المُثقل اليوم، أن نأتي إلى هذه العنصرة التي تتجدّد في كلّ مرةٍ نقوم بالقداس الإلهيّ.

    تخيّلوا العالم من دون هذه النعمة! حبّذا لو يعي أهميّة ذلك الإنسان، بدءًا بالحلقة الأضيق الكاهن والمؤمن والرعيّة. كلّ شيءٍ يتقدّس هناك؛ ندخل الكنيسة فنوصِد كلّ حواسّنا واهتماماتنا اليوميّة والتي أصبحت كثيرة، ونرتمي على أقدام يسوع، وكأنّنا في عليّة صهيون مُجتمعين مع الرّسل الأطهار، ونغرف من تعاليمه المُحيية غذاءً لنا، لكي عندما نترك أبواب الكنيسة نعود إلى اهتماماتنا الأرضيّة الواجب فعلها، وتبقى فاعليّة القدّاس تُلهب أفئدتنا على قدرِ ما يُعطينا نسمة حياة. هل سألتَ نفسك مرّةً قائلاً بلسان بطرس الهامة "فَإِنْ شِئْتَ نَصْنَعْ هُنَا ثَلاَثَ مَظَالَّ: لَكَ وَاحِدَةٌ، وَلِمُوسَى وَاحِدَةٌ، وَلإِيلِيَّا وَاحِدَةٌ…(مت ٤:١٧)". 

هذه دعوةٌ لنا اليوم إكليروسًا وشعبًا، أن يكون لدينا هذا الشّوق في كلّ مرةٍ نُتمّم فيها القداسّ الإلهي. لماذا هذا التراخي والإهمال في الواجبات؟ لماذا فكرُنا متصلّب وكأنّ ما نقوم به لا قيمة له ولا استمراريّة في دوّامة ما نعيش به؟! هذه دعوة لنا، عسى أن نتّضع ونكسر فينا هذا الرّوتين القاتل الذي يكبّلنا، وهذه الهموم المعيشيّة التي تخنقنا، ونضع كلّ اتكالنا عليه، فهو العالِم بكلّ خفايا قلوبنا ومكنوناتها.

    القدّاس الإلهي هو مملكة السلام، رغم اضطرابنا نحن الأرضيّين. من دون السلام لا يمكن إتمامه، لهذا تضع الكنيسة السلام في محور ليتورجيّاتها: بسلامٍ إلى الرّب نطلب، أيضًا وأيضًا بسلامٍ… السلام لجميعكم… لنخرج بسلامٍ إلى الرّب نطلب...

    أهمّيّة القدّاس الإلهيّ أنّه يُعيد إحياء هذا التدبير العظيم الذي فعلهُ الرّب من أجلِ خلاص الإنسان! فالكاهن لا يتّكل على نقاوته، بل على رحمة الله. 

وبالرّغم من ضعفه، يُضحي موسى آخر فيصعد إلى الجبلِ المقدّس روحيًّا. وبالرغم من قوّة مجد الله الذي لا يستطيع الإنسان معاينته، يجلب من هناك هذه النعم الإلهيّة ويُعطيها لنا قائلاً: "نعمة ربّنا يسوع المسيح وشركة الروح القدس لتكن معكم جميعًا.."! هو يدعونا لعيش الشركة مع الثالوث القدّوس الذي جبلنا من محّبته في كتاب التكوين قائلاً: "نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا" (تك:٢٦:١). 

هذا من ناحية؛ أمّا من ناحية أُخرى، فقد أعاد جبلتنا بدمهِ الكريم على الصليب، زارعًا فينا بذور قيامتهِ المُحيية بواسطة الروح القدس المتمّم كلّ شيء. أمام هذا كلّه ليصمت كلّ ذي جسدٍ… قائلين: ما أعظم أعمالك يا ربّ، وكم هي عظيمةٌ محبتكَ لنا!!

    القدّاس الإلهيّ هو ذبيحة الحبّ الإلهيّ اللامتناهية، هو معاينة أشعياء في إصحاحه السّادس، وصعود موسى في وسط السحاب والضباب، "طَأْطَأَ السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ، وَضَبَابٌ تَحْتَ رِجْلَيْهِ" (صموئيل١٠:٢٢).
 
    ذروة ذبيحة الحب هذه هي الاشتراك في الجسد والدم المُحيِييَن اللذين يُطهّران أجسادنا من أدران الخطيئة المُعشِّشة فينا. فهذا الطُّعم الإلهيّ الذي منحنا إياه لا يتمّ إلاّ بواسطة الكَهنة الذين بدورهم يملكون هذه الجسارة التي لا يحتمِلها الملائكة، ويلمِسون الجسدَ الإلهيّ ويقسّمونه، هو الذي ينقسم ولا يتجزّأ، ويُوزّعونه على المؤمنين لمغفرة الخطايا ولحياة أبدية!

    كلّ ما ذُكر آنفاً هو لتذكيرنا بأهمّية هذا السّر العظيم، لأنّ ما نقوم به لا يعتمد على قدرتنا، بل على نعمة الله المُعطاة لنا نحن الهشيم! لذلك يتطلّب منّا جميعًا، كهنةً ومؤمنين، جهادًا وتعبًا روحيًّا داخليًّا، لكي في كلّ مرّة نتشارك فيها هذا السّر، نتلمّس شيئًا من هذه الحقيقة، فتكون تقدمتنا خالية من أيّ عيب أو شائبة، لأنّ إلهنا نارٌ آكلة ”لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ نَارٌ آكِلَةٌ، إِلهٌ غَيُورٌ“ (تثنية٢٤:٤)، فلا نجلب سُخط الله بسبب تقاعسنا وإهمالنا. ليُعطنا الرب رحمةً في يومه العظيم وليصفح عن كلّ مآثمنا… آمين.