السبت 25 كانون الأول 2021
24 كانون الأول 2021
2021 السبت 25 كانون الأول
العدد 52
ميلاد ربِّنَا والهنا ومخلصنا
يسوع المسيح بالجسد
رسالة الميلاد
يطلّ الله علينا بصورة طفل صغير في عيد الميلاد وهو في مذود البهائم.
ما قاله المسيح لفيلبّس "من رآني فقد رأى الآب" (يوحنا 14: 9).
عندما أراد الله أن يظهر لنا جاء بصورة طفل راتع في المذود. لذا قال لنا المسيح من أراد أن يدخل ملكوت الله فليصر على شاكلة هذا الطفل. الطفل هذا هو ابن الله. يضمّ في كنفه العالم كلّه، الناسَ كلّهم.
لذا الميلاد ما هو إلاّ ولادة المسيح فينا، الولادة الأبديّة أن نكون دوماً على صورة الربّ يسوع. هو أن نحمل فينا صورة الله الآب.
...
عيد الميلاد يصحّي فينا من جديد صورة الطفولة، صورة الوداعة، التواضع، الشعور العميق بأن الله نفسه يحيا فينا.
التواضع يشكل قلبَ الحياة المسيحيّة.
التواضع الحقيقيّ لا يقتصر على الشعور بل يذهب الى أبعد، يذهب الى نكران الذات، يذهب الى كلّ الإهانات التي يمكن أن يعيشها الإنسان. عندها فقط نصبح شبيهين بالله. هذا كلّه غاية الخليقة أن يصبح الإنسان شبيهاً بهذا الطفل الواقع في المغارة.
ميلاد المسيح يُضحي سرًّا Mystirion يكشف عن معنى حياتنا. طبعاً تأتي بعدها الآلام يأتي الصليب ومن ثمّ الموت والقيامة.
...
كلّ هذا كامنٌ سريّاً في عيد الميلاد (الفصح الشتوي)، مدوَّنٌ في أيقونة الميلاد: المسيح في المذود.
صوزرة للمسيح في القبر. النجم الظاهر في السماء يشير إلى القيامة.
هذا هو سرّ المسيح الكائن في أيقونة الميلاد سرّ تواضع الربّ، موته وقيامته، كامن في صورة هذا الطفل الموضوع في مغارة سوداء والمنظور إليه بعين الإيمان.
فليُولَدِ المسيح الإله فينا ويمنحنا في هذا العيد وفي هذه الأيّام الصعبة نعمته الخلاصية.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية عيد الميلاد باللحن الرابع
ميلادُكَ أيُّها المسيحُ إلهُنَا قد أَطْلَعَ نورَ المعرفةِ في العالم، لأنَّ السَّاجِدِين للكواكبِ به تَعَلَّمُوا من الكوكبِ السُّجودَ لكَ يا شمسَ العدل، وأن يعرِفُوا أَنَّكَ من مشارِقِ العُلُوِّ أَتَيْت، يا رَبُّ المجدُ لك.
قنداق الميلاد باللحن الثالث
اليومَ البتول تَلِدُ الفائِقَ الجوهَر، والأرضُ تُقَرِّبُ المغارة لِمَن هو غيرُ مقتَرَبٍ إليه، الملائكةُ مع الرُّعاةِ يمجِّدُون، والمجوسُ مع الكوكبِ في الطَّريقِ يسيرون، لأنَّه قد وُلِدَ من أَجْلِنَا صَبِيٌّ جديدٌ، الإلهُ الَّذي قبلَ الدُّهور.
الرسالة: غلا 4: 4-7
كلُّ أهلِ الأرْضِ يَسْجُدُونَ لكَ ويُرتِّلونَ لكَ
هلِّلُوا للهِ يا جميعَ الأرْضِ
يا إخوةُ، لمَّا حانَ مِلءُ الزَّمان، أَرْسَلَ اللهُ ابنَهُ مَوْلُودًا من امرأةٍ، مَوْلُودًا تحتَ النَّاموس، لِيَفْتَدِيَ الَّذينَ تحتَ النَّاموس، لِنَنَالَ التَّبَنِّي. وبما أنَّكم أبناءٌ أرسَلَ اللهُ روحَ ابنِهِ إلى قلوبِكُم صارِخًا "أَبَّا" أَيُّها الآب. فَلَسْتَ بَعْدُ عبدًا بل أنتَ ابنٌ، وإنْ كُنْتَ ابنًا، فَأَنْتَ وَارِثٌ للهِ بيسوعَ المسيح.
الإنجيل: متَّى 2: 1-12
لمَّا وُلِدَ يسوعُ في بيتَ لحمَ اليهوديَّة في أيَّام هيرودس الملك، إذا مجوسٌ قد أَقْبَلُوا من المَشْرِقِ إلى أورشليم قائلين: أين المولودُ ملكُ اليهود؟. فإنَّنا رأينا نجمَهُ في المَشْرِقِ فوافَيْنَا لنسجدَ له. فلمَّا سمعَ هيرودسُ الملكُ اضطَرَبَ هو وكلُّ أورشليم معه. وجَمَعَ كلَّ رؤساءِ الكهنةِ وكتبةِ الشَّعبِ واستَخْبَرَهُم أين يولَدُ المسيح. فقالوا له في بيتَ لحمَ اليهوديَّة، لأنَّه هكذا قد كُتِبَ بالنَّبِيِّ: وأنتِ يا بيتَ لحمُ أرضَ يهوذا، لستِ بِصُغْرَى في رؤساءِ يهوذا لأنَّه منكِ يخرجُ المدبِّرُ الَّذي يرعى شعبي إسرائيل. حينئذٍ دعا هيرودسُ المجوسَ سِرًّا وتحقَّقَ منهم زمانَ النَّجم الَّذي ظهرَ. ثمّ أرسلَهُم إلى بيتَ لحمَ قائِلًا: اِنطلِقُوا وابحَثُوا عن الصَّبيِّ بتدقيقٍ، ومتى وجدتُمُوه فأَخْبِرُونِي لكي آتِيَ أنا أيضًا وأَسْجُدَ له. فلمَّا سمعوا من الملكِ ذهبوا، فإذا النَّجمُ الَّذي كانوا رَأَوْهُ في المَشْرِقِ يتقدَّمُهُم حتَّى جاءَ ووقفَ فوقَ الموضِعِ الَّذي كانَ فيه الصَّبيّ. فلمَّا رَأَوا النَّجم فرحُوا فَرَحًا عظيمًا جدًّا وأَتَوْا إلى البيت فوجدُوا الصَّبِيَّ مع أمِّه فَخَرُّوا ساجِدِينَ له، وفتحُوا كنوزَهُم وقدَّمُوا له هدايا من ذَهَبٍ ولُباَنٍ ومُرٍّ. ثُمَّ أُوحِيَ إليهم في الحُلْمِ أنْ لا يرجِعُوا إلى هيرودس، فانصرفُوا في طريقٍ أُخْرَى إلى بلادِهِم.
في الإنجيل
لمّا أخطأ آدم في الفردوس بغواية الحيّة، وصار يعرف الخير والشر، قال اللهُ لعلّ آدم يمدّ يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضًا ويأكل ويحيا الى الأبد (تكوين 3: 22).
وكانت شجرة الحياة، كما وصفها آباؤنا القدّيسون، ترمز إلى ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح. لأنه لمّا بسط يديه على الصليب صنع الخلاص في وسط الأرض وأعاد آدم الى حيث كان أوّلاً أي الى الفردوس ليعيش سرمداً بنور الله.
وهكذا دبّر الله خلاصاً للإنسان حتى لا يموت بخطيئته فلما حانت الأزمنة لمجيء ربّنا يسوع إلينا، أي باتّخاذه جسداً كجسدنا الوضيع خلا الخطيئة، ولد من العذراء النقية كما قال الأنبياء في العهد القديم.
ولكن لماذا لما حان ملء الزمان؟ أما كان باستطاعة ربّنا أن يخلّص الإنسان مباشرة بعد الخطيئة! بالطبع كان يستطيع ولكن الإله أراد الإنسان أن يشارك في خلاص نفسه. لذلك لم يكن الوقت مناسباً لمجيء ربّنا أي تجسده إلّا عندما قالت الفتاة العذراء: "ليكن لي بحسب قولك..." عندئذ تمت الأزمنة لإتحاد المسيح بنا لكي
يخلصنا. وبالطبع لقد شمل الخلاص كلّ ذريّة آدم، وليس فقط الذين أتوا بعد تجسّد المسيح.
والأمر المستغرب أنّنا بعد أن كنّا خطأة صرنا أبناء لله بيسوع المسيح. لا مجرّدَ أبناء فقط، بل أبناء لهم دالّةٌ عند أبيهم السماويّ. فكما ينادي الأولاد الصغار أباهم بكلمة غنج ودلال "أبا Appa" هكذا استطعنا بربنا يسوع أن ننادي الآب "أبا" كما يناديه هو الابنُ الوحيد الجالس في أحضان أبيه.
ولكي تتحقّق هذه البنوّة المعطاة لنا من الآب السماويّ دونما مقابل، علينا أن نؤمن بتجسّد ابن الله وأن نقبل ختمه في حياتنا أي المعموديّة المقدّسة، وذلك لكي تسري حياة المسيح فينا وهكذا نكون قد مددنا أيادينا إلى شجرة الحياة وأكلنا منها. فلن يسود علينا الموت من بعد ونلج فردوس ربنا. آمين.
التجسّد
منذ بدء الخليقة والله يبحث عن الإنسان والإنسان يهرب من الله. الله يبحث عن الإنسان إلى درجة أنّه يصير إنسانًا، والإنسان يهرب من الله إلى درجة أنّه يصير على صورة عدوّ الله. لكن لماذا يبحث الخالق الضابط الكلّ عن خليقة تمرّغت بالعصيان وعدم الشكر؟ يبحث الله عن الإنسان لأنّه من البدء، الله يخلق لا ليمارس سلطة وسيادة على خليقته، إنّما من فيض محبّته؛ خلق لا للعبوديّة لكن للبنوّة؛ خلق الله الإنسان ليصير ابنًا لله.
والمحبّة لا تسقط أبدًا لأنّها أمينة لأبنائها. ما من أبٍ يرمي أبناءه وإن أخطأوا، إنّما يعمل كلّ شيء ليخلّصهم. هكذا عرفنا جيّدًا عن إلهنا أنّه هو الإله الحقيقيّ. إن كان الإنسان على الأرض يمكنه أن يصير أبًا صالحًا، رحيمًا بأبنائه، فكم يُفترض أن يكون مثاله الخالق على هذه الأبوّة، صالحًا. يقول العهد الجديد: «الذي منهُ (من الله الآب) تُسمَّى كلُّ أبوّة πατριά في السماوات وعلى الأرض» (أفسس 3: 15).
لو خُلقنا لنكون عبيدًا لما كان هناك حاجة للتجسّد، بل كان يكفي قوانين ووصايا ناموسيّة، كما في كلّ الأديان الأخرى؛ لكن لأنّه أرادنا أبناء أحبّاء له اتّحد بجسد الإنسان، ليصير مستطاعًا للإنسان أن يتعلّم عن محبّة الله ويُجاهد ليستحقّ بنوّته. لا نظنّن أنّ الله كمثل البشر الظالمين، فالله، لا فقط كخالق، إنّما قبل كل شيء كأبٍ، يتحمّل كلّ مسؤوليّة عمليّة خلقه للإنسان والعالم، ونتائجها، وذلك لأنّه "محبّة". المحبّة مرتبطة بالحريّة، وكلّ شيء خارج المحبّة يعني عبوديّة. هذه المحبّة هي الحركة الأزليّة في الثالوث. كلّ ما صنعه الله، منذ البدء، كان عمل محبّة تشعّ إلى الخارج.
هذا ظهر بوضوح بالطريقة التي خلق فيها الله الثالوث الإنسان: "لِنَصْنَعنَّ الإنسان على صورتنا ومثالنا" (تكوين 1: 26). أيوجد أعظم من هكذا تنازل، وهكذا محبّة. المخلوق من العدم يُعطى أن يكون على صورة ومثال الإله الخالق. وأكثر من هذا، حين سقط المخلوق، أفرغ الخالق نفسه، الّذي هو "صورة الله غير المنظور" (كول15:1)، ليصير هو على صورة خليقته، من دون أن يحدث تحوّل في لاهوته.
بحسب القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ: "الكامل يُخلي ذاته من مجده لفترة قصيرة، حتّى يكون لي نصيب في ملئه". الله من البدء خلقنا على صورة ابنه الّتي كان سيتّخذها في تجسّده. تجسّد الابن واتّحاده بطبيعتنا هو الذّي أعطانا أن ندخل في شركة بنوّة مع الآب. لهذا السبب بعينه الابن نفسه هو الّذي تجسّد وليس أقنوم آخر من أقانيم الثالوث. تجسّد ابن الله قلب كلّ المفاهيم الأرضيّة الّتي لا ترى في الله الخالق، سوى صورة عن رؤساء هذا الدهر؛ الله ليس قاضيًا تهمّه عدالته، إنّما أب يهمّه خلاص أبنائه. "وأمّا كلّ الّذين قبلوه فأعطاهم سلطان أن يصيروا أبناء الله".
لقد عرّفنا الله عن أبوّته بهذه الطريقة: أنّه "أحبّنا إلى المنتهى"، وتحمّل أعباء هذه المحبّة. الله لأنّه أحبّ خلق، ولأنّه أحبّ تجسّد. المحبّة تعني تضحية، بذل للذّات، إفراغ للذات κένοσις، عطاء مجانيّ حمل لأثقال الآخر لا إدانته؛ كلّ الإنجيل يركّز على إفراغ الذات. "أخلى ذاته آخذًا صورة عبد..."، ماذا تعني هذه الكلمات؟
لقد تنازل إلى كلّ هذه الدرجة الوضيعة، تنازل إلى درجة عبيده. لقد علّمنا بالاتّضاع لا بالعظمة الفارغة، علّمنا بمثاله هو لا بمثال من غيره.
كلّ ما عمله المسيح من لحظة تجسّده وحتّى ارتفاعه على الصليب كان مُعدًّا بالاتّضاع. لهذا لم يعمل آيات للّذين طلبوا منه ليصدّقوه، ولم ينزل عن الصليب، ليؤمنوا؛ لأنّه كان يعلم جيّدًا أنّ المشكلة ليست بالآيات، وقد صنع الكثير منها، إنّما بالإتّضاع ونقاوة الفكر. الأعمى بالكبرياء والّذي من روح هذا الدهر، كيف سيفهم تنازل المسيح إلى درجة عبد؟ فقط المتواضعون عاينوا تنازله وتجسّده وتعجّبوا من كلّ ما رأوا؛ هذه كانت حالة مريم والدة الإله ويوسف الخطيب والرعاة والمجوس.
وهم من إله المسيحيّين استمدّوا هذه النعمة. لهذا يُسمّي كتاب المزامير آلهة الأمم شياطين، لأنّهم إمّا ينسبون لهم العظمة على صورة أهواء البشر؛ وإمّا يرفعون البشر بأهوائهم الفاسدة إلى مستوى الآلهة. وأمّا هذا التنازل المتواضع فهو صفة وعمل الآب، حقّقه الابن، وأظهره الروح في قلوب المؤمنين.
لهذا السبب بالتحديد، لأجل أن يستعيد إنسانيّته ويُبصر نور خلاصه، يتواضع الإنسان.
هذه السنة أيضًا، ماذا ينتظر المؤمنون الحقيقيّون من عيد تجسّد الربّ يسوع المسيح؟ أينتظرون بهجة وأنوارًا؟ أم حلولاً لآلامهم؟ المؤمنون الحقيقيّون يعلمون أنّهم بالإيمان الثابت بالربّ يسوع يُواجهون آلام هذا الدهر ويتطلّعون بثقة نحو النور الأزليّ. لهذا، ينتظرون توبة مع صعوبات وتجارب؛ وربنا ربط ملكوت السماوات بالتوبة والبكاء على الخطايا. أينتظرون سلامًا، أنشده الملائكة للرعاة حين بشرّوهم بميلاد المخلّص؟ الواقع كان اضطهادات دمويّة وغير دمويّة ضدّ المسيحيّين، ابتدأت من بيت لحم نفسها لتستمرّ وترافق كلّ مسيرة الكنيسة إلى اليوم. فإلهنا العظيم يعلم أن لا شيء يفصل الكنيسة عن هذا العالم ويُثبّتها في نقاوة مسيرتها نحو ملكوت السماوات، أكثر من الاضطهادات الدمويّة. لكن لماذا لا تستطيع هذه الاضطهادات أن تثبّت الكنيسة في المسيح المتجسّد في هذا القرن الواحد والعشرين؟
ألأنّه الزمن الأخير؟ يتكلّم الكتاب عن الزمن الأخير، أنّه سيكون زمن الارتداد، زمن عدم وجود الإيمان على الأرض، الزمن الّذي سيسود فيه ضدّ المسيح. لقد كانت حرارة الإيمان قويّة في نفوس المسيحيّين الأوّلين، عاشوا تجسّد المسيح بنفوس شجاعة لا تخاف الموت، كانوا يُعاينون رُؤى ويحلمون أحلامًا مقدّسة. لهذا أخرجت هذه الفترة شهداء كثيرون، وأكثر منها مؤمنون جدد كثيرون. أمّا عن الزمن الأخير، يتكلّم الكتاب عن الارتداد، وأنّه "لو لم يُقصّر الله تلك الأيام لما خلص أحد". فالمسيح بتجسّده افتتح هذه الخليقة الجديدة، خليقة عمل النعمة الإلهيّة مُبطلاً لعنة الناموس. أمّا ميزة رؤساء الزمن الأخير، زعماء النظام العالمي الجديد، يكمن في محاولتهم إبطال كل الأسس الروحيّة والنعمة التي عليها قام ميلاد المسيح بالجسد، وإغراق البشريّة ثانية في وثنيّة جديدة، تصرخ بدون توقّف وبأحقاد مُضاعفة "اصلبه، اصلبه".
ماذا ينتظر المسيحيّون من تجسّد المسيح؟ أينتظرون عالمًا مثاليًّا من الراحة وتنعّم الجسد، لا نسك فيه ولا جهاد ولا تعب؟ هذه الروح يُربّي العالم أبناءه عليها، وهي روح ضدّ المسيح. هذه الروح التي يهمّها راحة الجسد بكلّ الوسائل حتّى على حساب الروح. فقد استطاع العالم أن يُقنع البشر، حتّى الكثيرين من أبناء الأرثوذكسيّة الضعفاء، أنّ الأهواء هي حالات طبيعيّة فينا، فلماذا نحتاج إلى كلّ هذه الأصوام والصلوات؟
لكنّ الحقيقة هي هذه فقط، أنّ الإنسان لا يستطيع أن يلتقي المسيح إلا في حالة إفراغ الذات. الصلاة والصوم قادران أن يحرّرا ذهن الإنسان من عبوديّة حوّاس الجسد، ويُلصقانه أكثر بذكر دائم لله. إنكار الذات يكون بالتوبة وبحفظ وصايا المسيح؛ بالصبر وبشهادة الضمير وبالموت عن العالم. فنصل إلى التواضع الحقيقيّ وإستنارة الذهن في معرفة سرّ تجسّد المسيح.
رسالة الميلاد للصحف
لراعي الأبرشيّة بمناسبة عيد الميلاد المجيد 2021
المسيح يولد فمجّدوه! المسيح على الأرض فارتفعوا. رتّلي للربّ أيّتها الأرضُ كلّها، ويا شعوبُ سبّحوه بابتهاجٍ لأنّه قد تمجّد.
أين مِنّا الطفولةُ!؟ أين هو التواضع؟! الكلّ يتفاخر ويتعظّم. لقد ضاعت المحبّة بين الشعوب، ضاعت البراءةُ بين الأمم. الكلّ يتشبّه بنفسه ولا يتشبّه بالله. لا يتأمّل بهذا الطفل العظيم بيسوع راتعاً في مِذود البهائم؟!
يا للعجب! أين ضاعتِ الوداعةُ في الإنسان؟ أين هو الفقر والغنى عند الله؟!
ولادة المسيح تذكّرنا بكلّ هذا. ولادتُه الوضيعةُ تؤنّبُ ضميرَنا. لقد أضعنا روحَ الطفولة، روحَ البراءة. نسِينا ما يقولُه الكتاب: "إن لم تعودوا وتصيروا كالأطفال لن تدخلوا ملكوت السماوات". إن انتقصت فيكمُ المحبّة، لن يُفتح لكم بابُ السماء.
هلمّ بكم، الطفلُ في المغارة يناديكم إليه، يناشدُكم: ألا ارجِعوا إلى صوابِكم. انزِعُوا عنكم عبادةَ المال وحب السلطة.
خافوا ربّكم! أحسنوا إلى الفقراء والمرضى... وافتقروا إلى الله خالقِكم. الميلاد، ميلاد يسوع، يعيدُنا إلى الحياة الحقّة، يُعيدُنا إلى الصواب. فلا تحزنوا أيّها الشعوبُ محبيّ الله، لأن ربّكم لن يترككم حزانى، بل الرجاءُ كبيرٌ بمجيءِ يسوعَ الآتي في المغارة.
أخبارنا
قدّاس عيد الميلاد
يحتفل بعيد الميلاد المجيد في كلّ كنائس الأبرشيّة، ويترأس سيادة راعي الأبرشية القدّاس الإلهيّ في كنيسة الميلاد في رعيةّ مجدليّا يوم السبت الواقع فيه 25 كانون الأول 2021. تبتدئ صلاة السحر الساعة الثامنة صباحاً ويليها القدّاس الإلهيّ.
ويعايد سيادته كلّ أبناء الأبرشيّة: ميلاد مجيد .
+ أمسية تراتيل ميلاديّة لجوقة الأبرشيّة
ببركة وحضور صاحب السّيادة المتروبوليت (أفرام)، تقدّم جوقة الأبرشية بقيادة القارِئ طوني نصر أمسية تراتيل ميلاديّة، وذلك يوم الإثنين 27\12\2021 الساعة 5 مساءً، في كنيسة القدّيس نيقولاوس - برسا، ويوم الأربعاء 29\12\2021 الساعة 5 مساءً في كنيسة القدّيسَين سرجيوس وباخوس - كوسبا. تتضمّن الأمسية فقرة تؤدّيها جوقة مدرسة الموسيقى الكنسيّة، ويلي الأمسية في برسا تخريج دفعة جديدة من تلامذة المدرسة.