الأحد 28 حزيران 2020

الأحد 28 حزيران 2020

28 حزيران 2020

الأحد 28 حزيران 2020           
 العدد 26
الأحد الثالث بعد العنصرة
 
اللَّحن الثاني        
الإيوثينا الثالثة
 
 
* 28: نقل عظام كيرُس ويوحنّا العادمَي الفضّة، * 29: بطرس وبولس هامتا الرُّسل، * 30: تذكار جامع للرُّسل الاثني عشر، * 1: الشَّهيدان قزما وداميانوس الماقتا الفضّة، * 2: وضع ثوب والدة الإله في فلاشرنس، * 3: الشَّهيد باكنش، أناطوليوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة، * 4: القدّيس أندراوس الأورشليميّ رئيس أساقفة كريت، أندره روبلاف. * **
 
 
سرّ الشكر 
 
"واجبٌ وحقٌ أن نسبّحك ونشكرك ونسجدَ لك في كلّ مواضع سيادتك".
 
هناك خدمة سماويّة مِن قِبل الملائكة، وهنا على الأرض خدمة كنسيّة. الرؤية واحدة والكنيسة تبدو سماءً على الأرض. يرتّل الشعب: "قدّوسٌ قدّوسٌ قدّوسٌ ربّ الصباؤوت السماء والأرض مملوءتان من مجدك. أوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الربّ، أوصنا  في الأعالي".
 
ربّ الصباؤوت أي ربّ القوّات الملائكيّة. كلّ هذا يرسم الخدمة السماويّة القائمة حول العرش (راجع سفر الرؤيا 4: 8) "قدّوس قدّوس قدّوسٌ الربّ الإله القادر على كلّ شيء الذي كان والكائن والذي يأتي".
 
هذا الذي أنشده أشعياء النبي (أشعياء 6: 3) وحزقيال النبي (1: 5..). هو الربّ نفسه الذي دخل إلى أورشليم وهتف له الأطفال "أوصنا في الأعالي مبارك الآتي باسم الربّ". 
 
هو نفسه الذي أسلم ذاته من أجل حياة العالم بعد أن أخذ خبزاً بيديه المقدّستين الطاهرتين... وشكر وبارك وقدّس وكسر... قائلاً: "خدوا كلوا هذا هو جسدي الذي يُكسر من أجلكم لمغفرة الخطايا".
هو سرّ الشكر "الأفخارستية" وفي الوقت نفسه سرّ الذبيحة الإلهيّة. هو سرّ الصليب والقيامة في آن معًا.
 
نتناول جسد المسيح القائم من بين الأموات "نشكر السيّد المحبّ البشر لأنّه أهّلنا لأسراره السماوية غير المائتة..". 
 
في سرّ الشكر الكامل هذا، أي في القدّاس الإلهيّ، نحيا في آنٍ معًا الصليبَ والقبرَ والقيامةَ في اليوم الثالث والصعودَ إلى السماوات والجلوسَ عن الميامن والمجيءَ الثانيَ المجيدَ أيضًا، كلّها اشتراكاً سريّا مسبقاً Par Procuration. هو الخروف الذبيح والقائم من بين الأموات والجالس عن يمين الآب (رؤيا 5: 6).
 
نشترك بدم الحمل المذبوح مِن قَبل تأسيس العالم (1بطرس 1: 19-20)، نشترك بالذبيحة الواحدة التي تمّت مرّة واحدة "الذبيحة غير الدمويّة"، نشكر الله على كلّ شيء يختم القدّيس باسيليوس الكبير الاشتراك في سرّ الشكر بقوله: "أمّا نحن المشتركين في الخبز الواحد والكأس الواحدة فاجعلنا جميعاً متّحدين بعضنا ببعض في شركة روح قدس واحد. آمين.
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 
طروباريّة القيام باللّحن الثاني
 
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتِك، وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويّين: أيُّها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك.
 
القنداق باللّحن الثاني
 
يا شفيعة المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفعةَ دائماً بمكرِّميك.

 
الرِّسَالة 
رو 5: 1-10 
 
قوَّتي وتسبحتي الربُّ 
أدبًا ادَّبني الربُّ 
 
يا إخوةُ، إذ قد بُرّرنا بالإيمان فلَنا سَلامٌ معَ اللهِ بربِّنا يسوعَ المسيح، الذي بهِ حصلَ أيضاً لنا الدُخولَ بالإيمان إلى هذه النعمةِ التي نحنُ فيها مُقيمون ومفتَخِرون في رجاءِ مجدِ الله. وليسَ هذا فقط، بل أيضاً نفتَخِرُ بالشدائد، عالِمينَ أنّ الشِدَّةَ تُنشئُ الصبرَ، والصبرُ يُنشئ الاِمتحانَ، والاِمتحانُ الرجاءَ، والرجاءُ لا يُخزي.
 لأنَّ محبَّة اللهِ قد أُفيضَت في قلوبِنا بالروحِ القدسِ الذي أُعطيَ لنا، لأنَّ المسيحَ إذ كُنَّا بعدُ ضُعفاءَ ماتَ في الأوانِ عنِ المنافقين، ولا يكادُ أحدٌ يموتُ عن بارٍّ. فلعلَّ أحداً يُقدِمُ على أن يموتَ عن صالحٍ! أما الله فيَدُلُّ على محبّتهِ لنا بِأنَّه إذ كنَّا خطأةً بعدُ ماتَ المسيحُ عنّا.
فبالأحرى كثيراً إذ قد بُرّرنا بدمِه نخلُصُ بهِ من الغَضَب، لأنّا إذا كنّا قد صُولِحنا مع الله بموتِ ابنِهِ ونحنُ أعداءٌ فبالأحرى كثيراً نخلُصُ بحياتِه ونحنُ مصالَحون.
 
الإنجيل
متى 6: 22-33 (متى 3) 
 
قال الربُّ سراجُ الجسدِ العينُ. فإنْ كانت عينُك بسيطةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ نَيّرًا. وإن كانت عينُك شرّيرةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ مُظْلماً. وإذا كان النورُ الذي فيك ظلاماً فالظلامُ كم يكون! لا يستطيع أحدٌ أنْ يعبُدَ ربَّين، لأنّهُ إمّا أنْ يُبغِضَ الواحِدَ ويُحِبَّ الآخَرَ أو يلازِمَ الواحِدَ ويَرذُلَ الآخر. لا تقدرون أن تعبُدوا اللهَ والمال. فلهذا أقولُ لكم لا تهتمُّوا لأنفسِكم بما تأكلون وبما تشربون ولا لأجسادِكم بما تلبَسون. أليستِ النفسُ أفضلَ مِنَ الطعامِ والجسَدُ أفضَلَ من اللباس؟ أنظروا إلى طيور السماءِ فإنَّها لا تزرعُ ولا تحصِدُ ولا تخزُنُ في الأهْراءِ وأبوكم السماوي يَقوتُها. أفلستم أنتم أفضلَ منها؟ ومَن منكم إذا اهتمَّ يقدِرُ أنْ يَزيدَ على قامتهِ ذراعاً واحدة؟ ولماذا تهتمونَ باللباس؟ اعتبِروا زنابقَ الحقلِ كيف تنمو. إنَّها لا تتعبُ ولا تَغْزِل، وأنا أقولُ لكم إنَّ سليمانَ نفسَه في كُلِّ مَجدِه، لم يلبَسْ كواحِدَةٍ منها، فاذا كان عشُب الحقلِ الذي يُوجَدُ اليومَ وفي غدٍ يُطرَحُ في التنُّورِ يُلبِسهُ الله هكذا، أفلا يُلبِسُكم بالأحرى أنتم يا قليلي الإيمان، فلا تهتمّوا قائلين ماذا نأكلُ أو ماذا نشربُ أو ماذا نلبَس، فإنَّ هذا كلَّهُ تطلُبهُ الأُمم. لأنَّ أباكم السماويَّ يعلمُ أنّكم تحتاجون إلى هذا كلِّه. فاطلبوا أوّلاً ملكوتَ اللهِ وبِرَّهُ وهذا كلُّهُ يُزادُ لكم.
 
في الرسالة 
 
المسيحيّة كلّها تقوم على هذا، أنّ الله "يدلّ على محبّته لنا، بأنّه إذ كنّا خطأة بعدُ، مات المسيح عنّا". 
 
وهذا عينه ما عبّر عنه الإنجيليّ يوحنّا، في الإصحاح الثالث، بقوله: "فإنّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى أنّه بذل ابنه الوحيد لكيلا يهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبديّة". 
 
قول الإنجيليّ هذا نتلوه في كلّ قدّاس إلهيّ، في ذبيحة التسبيح التي نرفعها إلى الله حين نتلو أنافورا القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم.
 
فالمسيح، ككاهن العهد الجديد الوحيد، قدّم ذاته مرّة واحدة على الصليب ذبيحة كفّاريّة لله الآب. هذه الذبيحة هي التي يقدّمها لنا المسيح على مائدته في كلّ قدّاس مأكلاً ومشربًا. فنأكل جسده الذبيح ونشرب دمه المراق على الصليب، لغفران الخطايا ولحياة أبديّة.
 
يا إخوة، الإنسان بدون المسيح في عداوة مع الله ومعصية، لذا سيناله الغضب الآتي، غضب الله في يوم الدينونة الرهيب. ولكن "إذا قد بُرّرنا بدمه (أي بدم المسيح)، نخلص به من الغضب".
 
يا إخوة، بإيماننا أنّ يسوع الناصريّ المصلوب هو مسيح الله، هو حمل الله الرافع خطيئة العالم، يُبرّرنا الله بهذا الإيمان، ويتقبّلنا أبناء له. فإنّه "إذ قد بُرّرنا بالإيمان، فلنا سلام مع الله بربّنا يسوع المسيح، الذي به أيضًا حصل لنا الدخولُ بالإيمان إلى هذه النعمة التي فيها نحن مقيمون ومفتخرون". 
 
إنّ الافتخار هو بنعمة الله التي أنعم بها الله علينا أن نتبرّر بدم ابنه؛ وليس الافتخار بـ "ناموس موسى" الذي لم ينل به الإنسان أيّ برّ. "لأنّ الناموس بموسى أعطي، أمّا النعمة والحقّ فبيسوع المسيح حصلا" يقول يوحنّا في مقدّمة إنجيله.
 
هذه النعمة التي دخلنا فيها بالمسيح، نعمة أن نكون في سلام مع الله، أن نكون أبناء الله، علينا أن نستمرّ فيها مقيمين. وهذا يتأتّى لنا بأن نعيش كأبناء الله. 
 
"أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيحَ قد لبستم" يقول لنا الرسول بولس حاثًّا إيّانا أن نُظهر للعالم وجهَ المسيح، في محبّتنا وفي الشدائد والضيقات. فنحن قد وُشّحنا بالمسيح ليرى العالم المسيحَ فينا، إذ نعمل أعمال المسيح، ونقدّم ذواتنا ذبيحة حيّة طاعة لله، صابرين في الشدائد.
 
هذا كلّه نحياه "في رجاء مجد الله". ماذا يعني هذا؟ هذا يعني أنّنا نقيم في نعمة الله الحاضرة، منتظرين اليوم الذي فيه يُقيمنا الله من بين الأموات ويُدخلنا في مجده الإلهيّ، كما أقام المسيح الذبيح وأدخله في مجده؛ له المجد إلى الأبد، آمين.
التناغم بين الزوجَين 
 
يسعى الرجل وزوجته أن يعيشا بتوافق وسلام، ولكن كثيرًا ما يشوب علاقتهما محاولات للسيطرة على الآخر، أو التسلّط والاستبداد مما يؤدي الى عدم التفاهم والانسجام بينهما. 
 
بعد قراءة الإصحاح الخامس من الرسالة إلى أفسس، نجد أنّ القدّيس يعرض نموذجًا مسيحيًّا لتناغم العلاقة الزوجيّة، وهذا النموذج محوره المسيح، إذ يبدأه بقوله: "فكونوا متمثّلين بالله كأولاد أحبّاء، واسلكوا في المحبّة كما أحبّنا المسيح أيضًا وأسلم نفسه لأجلنا، قربانًا وذبيحةً لله رائحةً طيّبة" (أفسس 5: 1-2). 
 
فإذا كان الزوج (أو الزوجة) فارغًا من هذه المحبّة، تنقلب العلاقة الزوجيّة إلى علاقة تسلّط واستبداد، وهذا قد يؤدّي إلى إساءة جسديّة ونفسيّة وعاطفيّة عند الطرفين. لذا، يكون الخضوع المتبادل أوّلًا وأخيرًا للمسيح ووصاياه، "في مخافة الله" (أف 5: 22). ومخافة الله هي أمر مقدّس وتتضمّن: "الاحترام والتقوى والخجل الروحيّ والرهبة" (القديس باييسيوس الآثوسي، "العائلة ونهاياتها"، ص. 37).
 
على سبيل المثال، لا تخضع المرأة لرجلها بناءً على مقياس حبّه لها، ولكن على أساس حبّها للمسيح. هكذا، تخضع المرأة لرجلها في كلّ شيء من أجل نموّها في القداسة. 
 
خضوعها مؤسّس على الناموس الروحيّ القائم على المحبّة والأمانة والخدمة. أمّا الرجل الكائن على مثال المسيح الذي أخضع ذاته طوعًا للموت من أجل الكنيسة (فيلبي 2: 7-8)، فيقدّم لزوجته حبَّه والتزامه وأمانته واحترامه أيضًا، فتُبادلُه هي أيضًا الأمرَ بإظهار تعاونها وتقديرها له مُصغيةً إلى نصائحه. 
 
هذه التبادليّة في العلاقة تكون طوعيّةًّ، كما هي العلاقة بين المسيح والكنيسة. عبارة الرأس ("الرجل رأس المرأة" في أفسس 5: 23) تشير إلى دور الرجل القياديّ المؤسَّس على المحبّة، بمعنى إفراغ الذات، والانسحاق، وحماية زوجته وأولاده، ورعايتهم بحكمة، والسعي الى نموّهم، ليس فقط الجسديّ-النفسيّ، بل أوّلًا الروحيّ، كما يخدم المسيحُ الكنيسة (مرقس 10: 45).
 
"هاءَنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشّى معه وهو معي" (رؤيا 3 :20). عندما يدخل المسيح إلى البيت، تدخل معه روح المصالحة والسلام. 
 
كنتيجة لذلك، تحقّق المرأة في خضوعها لزوجها بالربّ دورها أو دعوتها كأُمٍّ وزوجة، والرجل يحقّق أيضًا دعوته في جعل المسيح رأس بيته فيملأُ البيتَ الحُبُّ المُفرِح. هذا الخضوع ليس فيه انكسارٌ أمام شخصٍ قويّ، بل انتظارُ الله، والإصغاءُ له، وفَتحُ الأذن لكلماته لتدخل إلى القلب. إنّه في النهاية الحبّ. 
 
في هذا الإطار، نجد أن أحد أهمّ الأمور التي تندر اليوم هو قيام حوار هادئ بين الزوجَين، وإصغاء متبادل بينهما، والذي ليس إلّا تعبيرًا عن الخضوع والحبّ لبعضهما بالربّ. هذا الحوار لا يطلب فرض الرأي على الآخر بل تفهّم الآخر واحترام مشاعره ومحاولة احتضانه والصلاة السرّيّة من أجله. 
 
هنا يظهر "التناغم الإلهيّ" في الشركة الزوجيّة.
 
عيد هامتَي الرسل بطرس وبولس 
 
استُشهِدا سنة 65 في روما في زمن اضطهاد الإمبراطور نيرون للكنيسة. 
 
يأتي هذا العيد بعد العنصرة، أي بعد نزول الروح القدس على التلاميذ وبداية حياة الكنيسة، ممّا يشير إلى عنصرة دائمة تستمرّ حتّى المجيء الثاني.
 
عيد هامتَي الرسل بطرس وبولس يُعطي لنا فرصةً للتفكير بالسرّ الرسوليّ Mystère apostolique، بسرّ الكنيسة الواحدة المقدّسة الرسوليّة.
لقد قال يسوع لأبيه بعد العشاء السرّي "قد أعطيتهم المجدَ (أي أعطى للتلاميذ قوةَ الروح القدس)، المجدَ الذي أعطيتني ليكونوا واحداً كما أننا نحن واحدٌ (في الثالوث) (يوحنا 17: 22).
 
أهميّة بطرس هي في اعترافه بأنّ المسيح هو ابنُ الله الحيّ، وبِقَولِ السيّدِ لهُ بعد هذا الاعتراف: "أنت بطرس pierre وعلى هذه الصخرة أبني كنيستي" (متى 16: 18). 
 
يعني السيّدُ بقَولِه هذا: إيمانك بي هو الصخرة التي أبني عليها كنيستي. وقد أعطاه السيّد "مفاتيحَ ملكوت السموات" أي سلطانَ غفران الخطايا، هذا السلطان نفسه الذي منحه أيضًا للتلاميذ مجتمعين "كلّ ما ربطتموه على الأرض يكون مربوطاً في السماء وكل ما حللتموه على الأرض يكون محلولاً في السماء" (متى 18: 18).
 
أمّا بولس الرسول فهو هامةٌ أيضّا بداعي تعليمه وجهاده العظيم. فقد أعطى 14 رسالة منسوبة اليه، وقال: "أنا في الأتعاب أكثر وفي الجلد أوفر، في السجون أكثر، في الميتات مراراً كثيرة..." (راجع 2 كورنثوس 11 و12).
 
وأضاف في مكان آخر "لستم إذاً بعدُ غرباء ونزلاً بل رعية مع القدّيسين وأهل بيت الله مبنيّين على أساس الرسل والأنبياء ويسوع المسيح نفسه حجر الزاوية" (أفسس 2: 19-20).
 
يظهر القدّيسان الرسولان بطرس وبولس بحسب التقليد Tradition، الأوّل بطرس رسولاً لليهود والثاني بولس رسولاً للأمم أي الوثنييّن.
 
هذا له أهميّة كبيرة في الكنيسة إذ إنّ هذه الأخيرة تأسّست من يهود اعترفوا بيسوع المسيح الذي هيّأتْ لِقُدومِه كُتُبُ العهدِ القديم. إسرائيلُ القديم كان يتوقّعُ مجيء المسيّا le Messie مخلّصاً لجنس البشر. يذكّرنا هذا كلّه بأهميّة العهد القديم "لا تظنّوا أنّي جئتُ لأنقضَ الناموس أو الأنبياء، ما جئتُ لأنقضَ بل لأكمّل" (متى 5: 17).
 
وفي الوقت نفسه انفتحت الكنيسة، عن طريق بولس الرسول على كلّ الأمم حتى لا تبقى محصورة بأمّة معيّنة ولا بعرق معيّن.