الأحد 21 حزيران 2020

الأحد 21 حزيران 2020

21 حزيران 2020

الأحد 21 حزيران 2020
العدد 25
 
الأحد الثاني بعد العنصرة
اللَّحن الأول الإيوثينا الثانية
 
* 21: يوليانوس الطرسوسي، تذكار جامع للآباء الآثوسيين، * 22: الشهيد آفسابيوس أسقف سميساط، البار إيسيخيوس رئيس دير العليقة في سيناء، * 23: الشهيدة أغريبينا ورفقتها، * 24: مولد يوحنا المعمدان، تذكار لزخريا وأليصابات، * 25: الشهيدة فبرونيّة، الشُّهداء أورنديوس وإخوته الستَّة، * 26: البار داوود التسالونيكي،* 27: البار شمشون مضيف الغرباء، يونا امرأة خوزي. **
 
النبوءة
 
"يَا لَيْتَ كُلَّ شَعْبِ الرَّبِّ كَانُوا أَنْبِيَاءَ إِذَا جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَهُ عَلَيْهِمْ" (عدد 11: 29)
 
النبوءة عطيّة روح الرب الَّذي يُنَزِّل كلمة الله في فم النَّبيّ. لا ينطق النبي إلا بما أوحي به إليه. من نفسه لا يقول شيئًا، لأنّه ليس عنده كلمة إلا كلمة العليّ -"الَّذِي يَتَكَلَّمُهُ الرَّبُّ إِيَّاهُ أَتَكَلَّمُ" (عدد 24: 13)- التي هي فاعِلة ومحقَّقة -"وَتَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَكُلِّ أَنْفُسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ الْكَلاَمِ الصَّالِحِ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَنْكُمُ. الْكُلُّ صَارَ لَكُمْ. لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ" (يشوع 23: 14).
 
في العهد القديم، كان روح الله يختار الأنبياء ويُحمِّلهم رسالة العليّ. لم يكن، بعد، روح الرب مستقرًّا في الإنسان، لأنّ الإنسان الحقّ لم يكن بعد قد ورد إلى العالم. في المسيح يسوع يسكن الروح القدس، ومن كان فيه كان حاملًا لروحه. في العنصرة صار روح الربّ علينا وفينا نحن فيه...
 
"اِتْبَعُوا الْمَحَبَّةَ، وَلكِنْ جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، وَبِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا" (1كورنثوس 14: 1). النبوءة في جوهرها عيشٌ للكلمة الإلهيّة والكرازة بها. إنّها كشفُ أسرارِ الله للمؤمنين لِبُنيانهم ولِبُنيان الكنيسة.
 
كلمة الله تبني الإنسان في البِرِّ والحقِّ والتّقوى والمحبَّة، إذ تدعو الإنسان إلى الخروج من طريق الشرّ وترك أفكار الإثم ورفضها والسُّلوك في طاعة روح الربّ الذي يتكلّم بالوصيّة. غايةُ الكلمة خلاصُ الإنسان عبرَ إرشادِه في الطريق وكشف أسرار الحرب الروحيّة، إنَّها ترفع النِّقاب عن حقيقة الوجود لكي لا ينخدع الإنسان بنفسه ويعرف الطَّريق المؤدِّي إلى الحياة الأبديّة.
 
الكلمةُ الإلهيّة هي أيقونةُ الله وحضورُه الحيّ والفاعِل في ناطقها وسامعيها، لأَنَّهُ "كَمَا يَنْزِلُ الْمَطَرُ وَالثَّلْجُ مِنَ السَّمَاءِ وَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَى هُنَاكَ، بَلْ يُرْوِيَانِ الأَرْضَ وَيَجْعَلاَنِهَا تَلِدُ وَتُنْبِتُ وَتُعْطِي زَرْعًا لِلزَّارِعِ وَخُبْزًا لِلآكِلِ، هكَذَا تَكُونُ كَلِمَتِي الَّتِي تَخْرُجُ مِنْ فَمِي. لاَ تَرْجعُ إِلَيَّ فَارِغَةً، بَلْ تَعْمَلُ مَا سُرِرْتُ بِهِ وَتَنْجَحُ فِي مَا أَرْسَلْتُهَا لَهُ" (إشعياء 55: 10 - 11).
 
بدون روح النبوءة لا تستقيم الحياةُ في الكنيسة ولا شهادتُها في العالم. النبيّ لا يخاف وجه إنسان ولا يحابي، لأنّ كلمة الله قاطعةٌ تفصل بين الحقّ والباطل بين النور والظلمة وبين الخير والشر... يرسلها الله "لِتَقْلَعَ وَتَهْدِمَ وَتُهْلِكَ وَتَنْقُضَ وَتَبْنِيَ وَتَغْرِسَ" (إرمياء 1: 10). لا يقوم بنيان الله في الإنسان على أساسات غير كلمته. لا بدّ من إزالة كلّ ما ليس من الله لأنّ البناء يجب أن يؤسَّس على الصخرة التي هي المسيح وإلا لا ثبات له ولا ارتقاء...
 
كلّ مؤمن بالإله المتجسّد وكلّ من اعتمد على اسم الثالوث صار مسكنًا لروح الله. تحقَّق شوق موسى النبويّ إذ صار كلّ شعب الله انبياء. لكن، هل مَن يُدرك عِظَمَ النعمة الساكنة فينا نحن المسيحيّين، وخطورة المسؤوليّة الملقاة على عاتقنا والتي تطلبها منّا محبّة الثالوث؟!... لقد وهبنا الله ذاته بنعمته الإلهيّة غير المخلوقة، سكن فينا كلمته بالروح القدس، حملنا فينا سرّ الألوهة كما في "أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ" (2 كورنثوس 4: 7)، لنعرف هشاشتنا وضعفنا وصلابتنا وقوّتنا في آنٍ معًا...
 
الربّ يقول لكلّ شخص منّا: "إِلَى كُلِّ مَنْ أُرْسِلُكَ إِلَيْهِ تَذْهَبُ وَتَتَكَلَّمُ بِكُلِّ مَا آمُرُكَ بِهِ. لاَ تَخَفْ مِنْ وُجُوهِهِمْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ لأُنْقِذَكَ، يَقُولُ الرَّبُّ..." (إرمياء 1: 7 - 8). علينا أن نكون مطيعين لروح الربّ فينا عبر سلوكنا بالوصيّة باستقامة قلب ونقاوة، والربُّ يُجري كلمته ويحقّقُها ويحفظُ أحبّاءَه الأمناءَ له...
 
ومن استطاع أن يقبل فليقبل...
 
+ انطونيوس
متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما 
 
طروباريّة القيامة باللّحن الأول
إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفظ من الجند، قمتَ في اليوم الثالثِ أيّها المخلّص مانحاً العالم الحياة. لذلك، قواتُ السماوات هتفوا إليك يا واهب الحياة: المجدُ لقيامتك أيّها المسيح، المجدُ لمُلككَ، المجدُ لتدبيرك يا مُحبَّ البشر وحدك.
 
القنداق باللّحن الثاني
يا شفيعة المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تَعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسرَعي في الطلبةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفعةَ دائماً بمكرِّميك.
 
الرِّسَالة 
رو 2: 10-16 
 
لتكُن يا ربُّ رحمتُكَ علينا
ابتهجوا أيُّها الصدّيقون بالربّ 
 
يا إخوةُ، المجدُ والكرامَةُ والسلامُ لكلِّ مَن يفعَلُ الخيرَ من اليهودِ أوّلاً ثمَّ من اليونانيين، لأنَّ ليسَ عندَ اللهِ محاباةٌ للوجوه. فكلُّ الذين أخطأُوا بدونِ الناموسِ فبدون الناموس يهلِكُون وكلُّ الذين أخطأُوا في الناموسِ فبالناموسِ يُدانون، لأنَّهُ ليسَ السامِعونَ للناموسِ هم أبراراً عندَ الله بل العامِلونَ بالناموسِ هم يُبرَّرون. فإنَّ الأممَ الذينَ ليسَ عندهم الناموس إذا عملوا بالطبيعة بما هو في الناموس فهؤلاء وإن يكن عندهم الناموس فهم ناموسٌ لأنفسهم الذين يُظهرونَ عمل الناموس مكتوباً في قلوبهم وضميرُهم شاهدٌ وأفكارُهم تشكو أو تحتَجُّ فيما بينها، يوم يدينُ الله سرائرَ بحسَبِ إنجيلي بيسوعَ المسيح.
 
الإنجيل
متى 4: 18-23(متى 2) 
 
في ذلك الزمان، فيما كان يسوع ماشياً على شاطئ بحرِ الجليل رأى أخَوَين وهما سمعانُ المدعوُّ بطرسُ وأندَراوسُ أخوهُ يُلقيانِ شبكةً في البحر (لأنَّهما كانا صيَّادَين). فقال لهما هلمَّ ورائي فأجعلَكما صيَّادي الناس. فللوقتِ تركا الشباكَ وتبعاهُ. وجاز من هناك فرأى أخَوَينِ آخرَينِ وهما يعقوبُ بنُ زبَدَى ويوحنّا أخوهُ في سفينةٍ معَ أبيهما زبَدَى يُصلِحانِ شباكَهما فدعاهما. وللوقتِ تركا السفينَةَ وأباهُما وتبعاهُ. وكانَ يسوع يطوف الجليلَ كلَّه يعلّم في مجامعهم ويكرزُ ببشارةِ الملكوتِ ويَشفي كلَّ مرضٍ وكلَّ ضُعفٍ في الشعب.
في الإنجيل 
 
في الأحد الثاني بعد العنصرة نقرأ هذا الفصل الإنجيليّ من بشارة متّى الرسول الذي يتحدّث فيه عن دعوة الرسل الأوائل. هذه الدعوة إلى التخلّي عن أمور مهمة من أجل اتّباع يسوع.
 
الربّ يسوع يَعبُرُ في حياة كلّ إنسان كما عَبَرَ اليوم بالرسل الأوائل وهم في خضمّ العمل والتعب قائلاً لهم: "هلمّ ورائي فأجعلكما صيادَي الناس"، وأسند إليهم مهمة جديدة وهي البشارة وقيادة الناس إلى الحياة المتجلّية في ملكوت السماوات.
 
كلُّنا على عتبة هذه الحياة إن تجلّى الربُّ يسوع في عمق همومنا ومشاغلنا وحاجاتنا. عندها تصبح حياتنا صيداً للحياة الأبديّة. إن عكسَتْ حركاتُنا وتصرّفاتُنا علاقةً حميميّةً بالربّ الفادي، نكون مثل بطرس الرسول ورفقته قد انتقلنا من شباك الموت الى شباك الحياة الأبديّة. ومثل الرسول يوحنا الذي اصطاد الناس إلى درجة أنّه كتب ذلك الإنجيل الرائع ومستهلُّه: "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله". 
 
لقد حوّلَه الربُّ مِن عامل بسيط شبه أمي إلى ناطق بالإلهيّات يتأمّل في الألوهة وفي أمور الأزل. تلك التي تخلّص النفس. أهمّ شيء يمكن أن نتركه كي نتبع الرب ونحن في خضمّ دراساتنا وأعمالنا ومشاغلنا التي نقتات منها هو الأنانية التي تلصقنا بالأشياء لأنّ كلّ شيء خلقه الله صالح وكلّ نشاط مثمر كريم وعمله مبارك، لكن يبقى الإنسان في أنانيته وخطيئته يفسدها كلّها.
 
المسيح يعبر في حياة كلّ واحد منّا ولكن المهم أن يبقى، أن نستضيفه في نفوسنا وفي أعمالنا وأفكارنا كلّها. وإذا نحن رحلنا به فإنّه يفتح لنا مجالات السماء والأرض وفي آخر الطريق يخطفنا إليه لأنّ آخر مطافنا هي تلك المحبّة العظيمة في ملكوت المسيح.
 
المهمّ أن نتبع الربّ يسوع دون شرط أو سؤال لأنّنا يجب أن نعلم ونثق أنّه لطالما أعطانا دون أن نطلب كما أعطى رسله سمكاً وفيراً. لأنّ الأساس أن لا نشترط على ربّنا يسوع عندما نطلب، بل أن نبكي بالتوبة على خطايانا وعلى بُعدنا عنه، لأنّ في البعد حرمانًا مِن نِعَمِ الله المسكوبة علينا بغزارة.
 
"هلمَّ ورائي فأجعلكما صيّادَي النّاس" 
(مت ١٩:٤)
 
نحن نعيش اليوم في الفترة التي تلي العنصرة، أي في فترة ما بعد إرسال الرّوح القدس على التلاميذ. الكنيسة بعد العنصرة أضحت في عنصرةٍ دائمة؛ فمن خلال كلّ سرّ يتمّ فيها، يهبّ الرّوح القدس من جديد ويُجدّد فينا ما قد تعتّق. هو مانح المواهب، هو من يْقيم الكهنوت، ومن خلاله تعبر القنوات ويتمّ كلُّ سِرّ. والسرّ مقدَّسٌ لأنّ هدفَه تقديسُنا، من خلال المعمودية، والزواج، والتوبة والاعتراف. 
 
من خلاله أيضًا يحصلُ التقديس: فالخبز والخمر يُضحيان جسد ودم المسيح، والماء تُضحي مُقدّسة… باختصار، من دون الرّوح القدس نحن جمادٌ لا نسمة فينا، هو إذا هبَّ تدبّ الحياة فينا من جديد، ويدفعنا إلى كلّ ما هو صالح، والأهمّ أنّه يُقرّبنا من الله ونبني علاقةً معه من خلال كلّ جهاد وتوبة، لا سيّما عندما نتّحد معه من خلال كلّ مناولةٍ مقدّسة.
 
 بعد العنصرة، أضحت الكنيسة جامعةً مقدّسةً ورسوليّة. هو نفسه الذي دعا أحبّاءه رسلاً، يدعونا اليوم وفي كلّ عصرٍ وزمن لكي نكون رسلاً له. هكذا تتجدّد الكنيسة من خلال كلّ المواهب المُعطاة لنا. الدعوة اليوم هي إلى التكريس، إلى الخدمة، رغم كلّ ضعف يعصفُ بنا. نحن بحاجة إلى مَن يعشق المسيح وخدمته حتى النفَس الأخير. مَن يحبّ المسيح يكون أمينًا على خدمته أسوةً بكلّ هؤلاء القدّيسين الذين عيّدنا لهم، هم يوضحون لنا كيف تكون الكنيسة مُتعدّدة المواهب. 
 
وتتحقّق هذه العنصرة في كلِّ رئاسة كهنوت وكلّ رُتبة كهنوتيّة، في حياة التوحّد والصلاة، في الوعظ والتعليم، في ممارسة سرّ الاعتراف والتوبة، وفي المواظبة على الكنيسة، فنُحقّق فينا هذا الاتّحاد المتناسق لكي نكون جسدًا واحدًا ورأس الكلّ هو المسيح… «لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ» (أف ١٢:٤).
نحن على هذا الرجاء، وإن أخطأنا وأسأنا إلى هذا الجسد، فإنّنا بالتوبة والاعتراف نُصلح الخلل. المسيحيّة هي على صورة المعلّم «وَدِيعٌ وَمُتَوَاضِعُ الْقَلْبِ» (مت ٢٩:١١).
 
كلمة صاحب السيادة المطران افرام (كرياكوس) بعد رسامة فادي واكيم شمّاساً إنجيليّاً.
تاريخ 13 حزيران 2020
 
أيّها الأحبّاء! اليوم السبت وداع العنصرة، غداً أحد جميع القدّيسين وبعدها يبدأ صوم الرسل حتى عيد الرسولَين بطرس وبولس بتاريخ 29 حزيران أي بعد أسبوعين. في نهاية القدّاس الإلهي نقيم صلاة التريصاجيون لراحة نفس فؤاد "أبو حنّا" الذي رقد منذ سنة وهو والد المطران أنطونيوس مطران زحلة وبعلبك وتوابعهما.
 
في الوقت نفسه تمّت رسامة فادي شمّاساً إنجيليًّا، سوف يساعد في الوقت الحاضر الكاهن الأب الياس خليل في كنيسة ورعيّة مجدليا.
"الفادي" هو الذي ينسب خطايا الآخرين إلى نفسه أي إنّه بدل أن يقاصَصَ الآخَرون بداعي خطيئتهم يتحمّل بنفسِهَ قصاصهم. هذا ما حصل مع المسيح على الصليب.
 
أيها الحبيب الشماس فادي، لقد شهد أبوك الروحيّ المطران أنطونيوس أنّك تستحقّ رتبة الشموسيّة. أعرف أنّه يحبّك، وأعرف أيضًا أنّ أصدقاءك وأقرباءك يحبّونك وأنت تحبّهم، وأنا بِدَوري أُحبُّك. إلّا أنّ كلّ ذلك لا يكفي لأنّ الربّ يسوع المسيح في إنجيل اليوم يقول: "أحبّوا أعداءكم، باركوا لاعينكم، أحسنوا للذين يسيئون اليكم...
 
إن أحببتم الذين يحبّونكم فما الفضل لكم... كونوا كاملين كما أنّ أباكم الذي في السموات هو كاملٌ" (متى 5: 44...)
وفي مكان آخر يقول يسوع لبطرس: "أتحبّني أكثر من هؤلاء؟ أجابه بطرس: أنت تعرف أنّي أحبّك قال له يسوع إرعَ خرافي". وكَرّرَ سؤالَهُ ثلاث مرّات. وفي مكان آخر يقول يسوع "لي خرافٌ أُخَرُ ليست من هذه الحظيرة هي سوف تأتي وتتبعني فتكون رعيّةٌ واحدةٌ وراعٍ واحد" . بهذا كلّه يا أخي تتقدّس وتقدّس الآخرين الذين تخدمهم.
 
أن نعيشَ إيمانَنا نحن المسيحيّين المؤمنين، أمرٌ في غايةِ الأهمّيّة، مهما كانت الصعوبات. أن نطبّق أقوال المسيح ووصاياه بتمييز وبصدق، أن نحيا بحسب روح الله لا بحسب روح العالم، هذا يتطلّب تواضعاً كبيراً.
 
أيّها الأحبّاء! نحن بحاجة اليوم كما يقول الرسول في رسالته الثانية إلى كورنثوس (5: 18) بحاجة إلى خدمة المصالحة في العالم، في السياسة، في العائلة في الوطن وبخاصّةٍ في الكنيسة، مصالحة الإنسان مع نفسه، مصالحته مع الله والآخرين، بحاجة إلى "لمّ الشمل".
لا تنسَ أخيراً وليس آخراً يا فادي ما قاله الرسول بولس إلى تلميذه تيموثاوس "لاحظ نفسك والتعليم".
 
لاحظ نفسك أوّلاً، داوم على قانون الصلاة الذي وضعه لك أبوك الروحيّ، داوم على التعليم... (1 تيموثاوس 4: 16)
 
هكذا تنجح.. هكذا تَخلُص.. بشفاعة والدة الإله وجميع القدّيسين آمين.