الأحد 26 كانون الثّانـي 2020

الأحد 26 كانون الثّانـي 2020

26 كانون الثاني 2020
 
الأحد 26 كانون الثّانـي 2020      
العدد 4
 
الأحد (15) من لوقا
 
اللَّحن السابع  الإيوثينا العاشرة
 
 
* 26:  البارّ كسنُفوندس مع زوجته ماريَّا وولدَيه أركاديوس ويوحنَّا، * 27: نقل جسد القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، القدّيسة ماركيانيس، * 28: البارّ أفرام السريانيّ، البارّ بلاديوس، * 29: نقل بقايا الشهيد في الكهنة إغناطيوس المتوشَّح بالله، * 30: الأقمار الثلاثة وأمّهاتهم: آميليا- نونة- أنثوسة، * 31: كيُرس ويوحنا العادما الفضة، الشَّهيدة أثناسيَّا وبناتها، * 1: تقدمة عيد الدُّخول ، الشَّهيد تريفن. 
 
 
صـــراع الإنسان 
 
يقول القدّيس غريغوريوس النيصصيّ في توصيفهِ الدّقيق عن الشرّ إنّه "لا يظهر أبدًا في عُريه (أي كما هو) وعلى حقيقته، وإنّما يلبسُ ثوبًا بهيًّا جميلاً. فالرذيلة لا تصبحُ فعّالة، ما لم تتلوّن بلمسات الجمال الذي يُثير الشهوةَ عند الإنسان، فينخدعُ لا محالة. الشرّ يظهرُ لنا مزيجًا للخير والشرّ في آن: 
 
في أعماقهِ يتضمّن الموت كفخٍّ خفيّ وأمّا مظهره فمُغرٍ غشّاش... البشر يعتبرون بالإجمالِ حسنًا كلّ شيء يفتنُ الحواسّ ويسحرها، فيحكمونَ على الأشياء بحسبِ مظاهرها...».
 
 لذلكَ، يجدُ الإنسان نفسه دائمًا في صراعٍ بين الشيطان من جهة والله من جهة أخرى. مرّاتٍ يصادقُ الأوّل ومرّاتٍ كثيرةً الآخر. فأيّةُ شركةٍ بين الظلمة والنور؟ وما النور إلّا اضمحلالٌ للظلمة!! (٢كور١٤:٦).
 
يستطيع الإنسان أن يغلب الشيطان وينتصر عليه، بقوّة وفِعل الروح القدس الحالّ فينا منذ المعموديّة، وجهاد التوبة والدموع التي هي معموديّةٌ ثانية.
 
إنسان اليوم، وكلّ عصر، يعاني من الجهل الروحيّ، فهو يجهل أنّه يملكُ تلك الأسلحة الروحيّة وينقاد إلى سُبُل الشرّ التي هي الأسهل والدرب المختَصَر.
 
إنسان اليوم يقدّم عبادةً يوميّة إلى بعل، وبعل اليوم هو الأنا، وكأنّه يعبد نفسه، هذا هو عمل الشيطان، بعكس الله، فالله هو شركة، وهذه الشركة هي في حركة منّي – إليك – إلى الله!
 
إنسان اليوم لم يعد إنسانًا روحيًّا، بل جسديًّا يحيا في الجسديّات، فكلّ أنواع اللذّة تُزكّي فينا الجسديّات والتي هي عديدة.
مخطّط الشيطان المعاكس لله هو ضرب كلّ ما فعله الله.
 
 الله يجمع، والشيطان يفرّق. الله بارك الزواج، والشيطان يدنّسه. الله أتى من بتول، والشيطان يريد منّا أولاد زنى. الله يريدنا أن نصلّي ونصوم لأنّ هذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم (مت٢١:١٧)، والشيطان يُبعدنا عن كلّ فضيلة ويثنينا عن عمل الصلاة، وبخاصّةٍ يوم الأحد يوم الربّ الذي فيه تلتئم السماء بالأرض، حيث يتمّ اتّحاد الإنسان من جديدٍ بالجسد والدم الإلهيَّين.
 
إنسان اليوم يؤلّه نفسه عبر كلّ هذه الحضارة والتكنولوجيا والجنس، والرسول بولس حذّرنا قائلاً: "اهربوا من عبادة الأوثان" (١ كور١٤:١٠)، (غلا ٢:٥)، (كولوسي ٥:٣).
 
لهذا، نحن مدعوّون اليوم إلى كسرِ هذا الطّوق المُحكم علينا رغم كلّ الإغراءات التي حولنا. نحن مدعوّون إلى أن نُصبح هيكلاً للروح القدس منذ أن تغطّسنا في مياه المعموديّة، وهذا الإناء الطاهر عليه أن يحوي المسيح في داخله. 
 
نحن مدعوّون إلى الغلبةِ مع المسيح الظاهرِ في داخلنا.
 
 هذه هي مفاعيلُ المعموديّة في حياتنا: موتٌ وقيامةٌ دائمةٌ مع المسيح المنتصِر، وليس أيّ شيءٍ آخر. نحن لم نُخلق ومصيرنا متروكٌ للهلاك، بل انغرس فينا فعل الصليب وقوّته، والذي به سوف نقاتل أعداءنا ونحرق الشيطان الذي يحاول أن يُحرقنا.
على الإنسان اليوم أن يصرخ مع داود: ارحمني يا الله كعظيم رحمتك، أين أنت يا الله؟ لماذا أقصيتنا يا الله؟ انصرنا يا الله. ولكن يجب أن يفعل ذلك بقلبٍ متخشّع ومتواضع، فتنقشع عنه الظلمة الحالكة، وتنكسر نبل العدوّ، فيحيا الإنسان بهذه التعزية الآتية من فوق وسط كلّ هذه الضيقات والشرور، وينبلج فجرٌ جديدٌ، ويبزغ يومٌ جديدٌ شارقةٌ شمسه، لا الحسيّة بل المسيح شمس العدل الذي لا يعروه مساءٌ، آمين.
طروباريّة القيامة باللّحن السابع
 
حطمت بصليبك الموتَ وفتحتَ للّص الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحاً العالم الرحمةَ العظمى. 
قنداق دخول السيّد إلى الهيكل باللّحن الأول
 
يا من بمولدِك أيّها المسيحُ الإلهُ للمستودعِ البتوليِّ قدَّست، وليدَي سمعانَ كما لاق باركْتَ، ولنا الآن أدركتَ وخلَّصْتَ، إحفظ رعيتك بسلام في الحروب، وأيِّدِ المؤمنين الذين أحببْتَهم، بما أنّك وحدك محبٌّ للبشر.
أيّها المسيح الإله يا من بمولده قدَّس المستودع البتولي، وبارك يدي سمعان كما لاق، وأدركنا الآن وخلّصنا، إحفظ رعيّتك بسلام في الحروب، وأيِّد المؤمنين الذين أحببتهم، بما أنّك وحدك محبّ للبشر.
الرِّسَالة
1تيمو 4: 9-15 (32 بعد العنصرة)
الربُّ يُعطي قوّة لشعبه    قدِّموا للربّ يا أبناء الله 
 
يا إخوةُ، صادقة هي الكلمة وجديرةٌ بكلّ قبولٍ. فإنّنا لهذا نتعبُ ونُعيَّر، لأنّنا ألقينا رجاءَنا على الله الحي، الذي هو مُخلّص الناس أجمعين، ولا سيّما المؤمنين. فَوَصِّ بهذا وعلّم به. لا يستهن أحدٌ بفتوّتك، بل كُن مثالاً للمؤمنين في الكلام والتصرّف والمحبّة والإيمان والعفاف. واظبُ على القراءة إلى حين قدومي، وعلى الوعظ والتعليم، ولا تُهمل الموهبة التي فيك،  التي أُوتيتها بنُبوّةٍ بوضع أيدي الكهنة. تأمّل في ذلك وكُن عليه عاكفاً، ليكونَ تقدّمُك ظاهراً في كلّ شيء.
الإنجيل
لو 19: 1- 10
 
في ذلك، فيما يسوع مجتاز في أريحا، إذا برجل اسمه زكّا كان رئيساً على العشارين وكان غنيّاً، وكان يلتمس أن يرى يسوع من هو فلم يكن يستطيع من الجمع لأنّه كان قصير القامة. فتقدّم مسرعًا وصعد إلى جمّيزة لينظره لأنّه كان مزمعًا أن يجتاز بها. فلمّا انتهى يسوع إلى الموضع رفع طرفه فرآه فقال: يا زكّا أسرع أنزل، فاليوم ينبغي لي أن امكث في بيتك. فأسرع ونزل وقبله فرحاً. فلمّا رأى الجمبع ذلك تذمّروا قائلين إنّه دخل ليحلّ عند رجل خاطئ. فوقف زكّا وقال ليسوع: هاءنذا يا ربّ أعطي المساكين نصف أموالي. وإن كنت قد غبَنْتُ أحداً في شيء أردُّ أربعة أضعاف. فقال له يسوع: اليوم قد حصل الخلاص لهذا البيت لأنه هو أيضًا ابن إبراهيم، لأنّ ابن البشر إنّما أتى ليطلب ويخلِّص ما قد هلك.
 
في الإنجيل
 
في إنجيل هذا الأحد المبارك يدخل يسوع إلى أريحا وهي مدينة غريبة عن الله وخاطئة، ويلتقي زكّا العشار الذي هو صورة لهذه المدينة الأمميّة الساقطة.
 
زكّا لم يكن عشّاراً عاديّاً بل كان رئيساً للعشّارين وغنيّاً وهذا ما جعله مكروهاً من الجميع وخاطئاً بامتياز. دخول يسوع إلى قلب الخطيئة يحدّد سبب مجيئه، هو يسوع الذي أتى ليخلّص شعبه من خطاياهم (متى 1: 21).
 
 عارفُ مكنونات القلوب يدخل وينظر إلى زكّا ويقول له "يا زكّا، أسرع انزل، فاليوم ينبغي لي أن أمكث في بيتك". يسوع لا يرى في زكّا ماضيه ولا يهمّه ما سبق وفعل بل يهمّه ماذا سيفعل بعد أن يلتقيه ويسمعه اليوم. أتى يسوع الى خرافه الضالّة من بني إسرائيل.
إرتباطنا بيسوع المسيح هو بالإيمان به ربّاً وإلهاً ومخلّصاً، وعندها نصبح أبناء لإبراهيم أي نصبح من أولاد الموعد. والإيمان بيسوع يستدعي فينا الانحناء والتواضع وعدم الانشغال بمقامنا ومركزنا.
 
 قبول الربّ لزكّا الخاطئ كان نتيجة تواضعه عند اعترافه أوّلاً بقصره (الروحيّ) ثمّ اعترافه بخطاياه، وبتغيير طريق الحياة التي سبق وأخطأ فيها. هذه هي التوبة الحقيقيّة وقد قدّمها لنا العشّار زكّا بأبهى صورها. فلنبادر إذاً إلى لقاء السيّد ولنفتح له أبواب قلوبنا لا أبواب بيوتنا فقط، فهو يقرعها دائماً، وبذلك تتقدّس نفوسنا وأجسادنا ونصبح هياكل حيّة للروح القدس.
 
دعوتنا أن تكون لنا الشجاعة بأن نقول "كلّنا زكّا يا ربّ" فاقبل توبتنا وسامحنا وخلّص نفوسنا، لك المجد يا الله.
ثمن التوبة
 
تمثَّلتْ توبةُ زكّا في ثلاثة أفعال:
 
أوّلُها: رغبتُه في التعرّف إلى يسوع، و"كان يلتمسُ أن يرى يسوع من هو". هذا الشوق إلى معرفة الربّ هو بداية التوبة، بداية الولادة الجديدة. الربّ حاضرٌ، دوما، لَتلَقّفِ هذا الشوق فهو أقرب إلى المزمعِ أن يتوبَ من ذاته.
 
ثانيها: اعترافه كونه رئيساً للعشّارين، أنّه متفّوقٌ على أترابه في أذيّة الناس، في جشعِهِ وحبِّه لمالِ الظلم. كلّما زادَ شوقُك للتعرّف إلى الربّ، زادَ صفاءُ رؤيتك لذاتِك وتحديداً لخطاياك ولمحبّة الربّ لك وأنت في ظلمةِ ذنوبِك.
 
ثالثُها: تسديدُه ثمنَ أفعاله. أدركَ انّ توبته وخلاصَه لن يحصلا لمجرّد مكوثِ يسوعَ في منزله، وأنّ به خللاً لا بدّ من إصلاحه.
جذور خطاياه مغروسةٌ في تربة حبّ المال والتسلّط. إنْ شَذَّبَ فرعاً من شجرة خطاياه سينبُتُ آخرٌ فيها. لذا عليه أن يقتلعَها من تربتها. فكان إعلانه عن تخليّه عمّا جمعَه من مال الظلم. نصفُ أمواله وأربعةُ أضعاف ما غبَنَ به الآخرين يساويان مجمل مالِه تقريباً.
 
دفع ثمنَ توبته. ثمنُ توبته لم يكنْ تسوية لحساب ماليٍّ وحسب، لم يكن إسكاتاً لألم ضمير أصابَه، لم يكن إرضاءً لِشْرعٍ أو قانونٍ بشريّ أو لراحة نفسيّةٍ آنيّة، بل بدء "لحياةٍ جديدةٍ". كان استجابةً عملانيةً لنظرةٍ مُحبَّةٍ له من طَرْفِ عينيْ يسوع وهو على الجميزة، تحديقاً بمن أحبّهم يسوعُ ومن ظلمهم هو وحُدوقاً بهم. ما تخلّى عنه، كتعبيرٍ عن توبته، هو مشاركةٌ مسبقةٌ في صليبِ يسوع. كلُّ تخلٍّ يرافقه ألمٌ مرْضيٌّ عند الله، ألمٌ مباركٌ.
 
أرادَ زكّا أن يداوِيَ مرضَه الذي اكتشَفَه واعترفَ به. فكان ثمنُ توبتِه دواءً لبدء شفائه، لبدء مسيرة خلاصه "اليوم قد حصل الخلاصُ لهذا البيت". حصولُ الخلاصُ لا يعني إتمامَه بيوم أو بلحظةٍ، بل هو فاتحةُ خلاص تشرِّعُ الأبوابَ لحياةٍ جديدةٍ وتُوصِدُها لعتاقةٍ علينا أن نموت عنها.
مختارات كتابيّة وآبائية وغيرها 
 
*الإيمان:
"أفلا ينصف الله مختاريه الصارخين اليه نهاراً وليلاً... أقول لكم إنه ينصفهم سريعاً ولكن متى جاء ابنُ الإنسان ألعلّه يجد الإيمان على الأرض؟!" (لوقا 18: 7-8).
 
*كهنوت ملوكي
"أمّا أنتم فجنس مختار وكهنوتٌ ملوكي أمّة مقدّسة شعب اقتناء لكي تُخبروا بفضائل الذي دعاكم من الظلمة الى نوره العجيب". (1 بطرس 2: 9).
 
*القديس لوقا الطبيب
"قديساً جديداً الآن ظهرتَ. كنتَ كطبيب، تَشفي الأمراضَ كرئيس كهنة ترشد النفوسَ، نموذجاً للرهبان والمتزوجين في فترة الإضطهادات والأحزان.
يا لوقا الطبيب تشفّع بنا الى المسيح أن يمنح الجميعَ الرحمةَ العظمى.
 
*المصالحة:
إن كان احدٌ في المسيح فهو خليقة جديدة... الكلّ من الله الذي صالحنا لنفسه بيسوع المسيح وأعطانا خدمة المصالحة. أي إن الله كان في المسيح مصالحاً العالم لنفسه غيرَ حاسب لهم خطاياهم وواضعاً فينا كلمةَ المصالحة".   (2 كورنثوس 5: 17-18-19).
 
*إنسانٌ في زلّة:
"إن انسبق انسانٌ فأُخذ في زلّة ما فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً الى نفسك لئلاّ تجرَّب انت ايضًا". (غلاطية 6: 1).
 
*محبّة الله الوجدانية:
"النفس التي عرفت الإله أحبّته وشعلة المحبّة تقرّبه اليه بلا شبع لأن نعمة الرب حلوةٌ تُدفئ العقلَ والقلب وكلَّ الجسد المريض" (القديس اسحق السرياني).
 
*صلوات الأهل:
كم تساعد الأمّهات أولادهنّ: هي كالخيط مربوط في إحدى أرجل العصفور، مهما ابتعد سيعود الى منزلة ومعونة الله تشدّ بالخيط عند الخطر. هكذا صلوات الأهل تساعد الأولاد عن بعد. مهما ابتعدوا وضلّوا، تبقى صلوات الأهل تقودهم الى الخير.    (القدّيس بايسيوس).
 
*الإيمان:
إن المؤمن الكبير يُطفئ نار شهواته ليلتهب بنار المحبّة الإلهية.
 
*الزواج
"من أراد لنفسه لذّة الزرع ينبغي له ان يقبل مشقّة الحصاد".    (هنري برغسون).
 
 الأديار:
Dans un monde fatigué les monastères sont les poumons de l’Eglise.
لبنان:
Le Liban n’est pas un pays C’est un négoce de gaule.
 
أخبارنا
عيد دخول السيّد الى الهيكل 
 
لمناسبة عيد دخول السيّد إلى الهيكل، يترأس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) القدّاس الإلهيّ في دير مار جرجس الكفر - أميون، وذلك نهار الأحد الواقع فيه 2 شباط 2020. تبدأ صلاة السحر الساعة الثامنة صباحاً تليها خدمة القدّاس الإلهي الساعة التاسعة والنصف.