الأحد 6 كانون الأول 2020
06 كانون الأول 2020
العدد 49
الأحد 26 بعد العنصرة
اللَّحن الأوّل الإيوثينا الرابعة
* 6: نيقولاوس العجائبيّ أسقُف ميراليكية، * 7: أمبروسيوس أسقُف ميلان، عمُّون أسقُف نيطريّا، * 8: البارّ بتابيوس المصريّ، * 9: حبل القدّيسة حنّة جدّة الإله، تذكار التجديدات، حنّة أمّ صموئيل النبيّ، * 10: مينا الرّخيم الصوت، أرموجانُس وأفغرافُس، * 11: البارّ دانيال العموديّ، لوقا العموديّ، الشّهيد برسابا،
* 12: سبيريدون العجائبيّ أسقف تريميثوس.
صورةُ الوداعةِ، ومعلّمُ الإمساك
في السّادس من شهر كانون الأوّل من كلّ عام تعّيد الكنيسة المقدّسة لأبينا الجليل في القدّيسين ورئيس الكهنة العظيم نيقولاوس العجائبيّ أسقف ميراليكية!
لا شكّ في أنّ القدّيس نيقولاوس، وعلى مرّ العصور، ارتسمت صورتُه في وجدان الكنيسة عبر مؤمنيها، فهو صورةٌ لرئاسة الكهنوت والرّاعي الصالح، والمُناضل الصنديد عن العقيدة، وقانونُ استقامةِ الرأي، الإنسانُ السّماويّ الظّاهر على الأرض كملاكٍ مُنجداً للأراملِ ومُقتصّاً للمظلومين ومُعيناً في الضّيقات لجميع الحزانى.
هذا باختصار مَن تُعيّد له الكنيسة اليوم. كيف يبقى ذكرُ الصّديق مؤبّداً؟ إنْ حذا حذوَ سيّدِه والتصق به! إنّه القدّيس الذي أحبّه الشعبُ جاعلين منهُ شفيعاً لكلِّ حاجة، لمهن البحّارة والصّيد، للتلامذة والأولاد، للمُسافرين والمظلومين والمحكومين، للمُحامين والأسرى…
كما أنّه حاضرٌ في ليتورجية الكنيسة، إذ خصصّت له خدمةً تقريظيّةً كلَّ يومِ خميس في كتاب المُعزّي مع خدمة الرّسل القدّيسين.
هو نخبةُ القداسة والنموذجُ الصالحُ لها.
هو صورةُ الراعي الصالح الذي تكلّم عنه الإنجيليّ يوحنّا في الإصحاح العاشر. هو المعلّم لطغمة الكهنوت، وهي يجب عليها أن تستنير بشفاعاته، والإناء النقيّ الذي منه نستقي ماء النعمة…. إنّه، باختصار، أيقونةٌ تعكس نورَ معلّمه كما تُعلّم كنيستُنا الأرثوذكسيّة المقدّسة.
أمّا اليوم أيّها القدّيس، فنحن نتوسّل إليك خاصّةً في هذه الظروف الدقيقة التي نمرّ بها رؤساءَ كهنةٍ وكهنةً، رُهباناً وعلمانيّين، نقول لكَ بصوتٍ واحد: كُنْ طبيباً لِضَربِ كلّ الأمراض الصعبة، اشفِ أسقام نفوسنا، امنحنا صحّةً لكي نهتفَ فَرِحِين: مباركٌ أنتَ يا الله المُمجّد في قدّيسه. آمين.
طروباريّة القيامة باللّحن الأوّل
إنّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفظ من الجند، قمتَ في اليوم الثالثِ أيّها المخلّص، مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّاتُ السماوات هتفوا إليكَ يا واهب الحياة: المجدُ لقيامتك أيّها المسيح، المجدُ لمُلككَ، المجدُ لتدبيرك يا مُحبَّ البشر وحدك.
طروباريّة القدّيس نيقولاوس باللّحن الرابع
لقد أظهرَتْك أفعالُ الحقِّ لِرَعيَّتِك، قانوناً للإيمان، وصورةً للوداعة ومعلّمًا للإمساك، أيّها الأب رئيس الكهنة نيقولاوس، فلذلك أحرزت بالتواضع الرفعة وبالمسكنة الغنى، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.
قنداق تقدمة الميلاد باللّحن الثالث
اليوم العذراء تأتي إلى المغارة لتلد الكلمة الذي قبل الدهور ولادة لا تفسَّر ولا ينطق بها. فافرحي أيّتها المسكونة إذا سمعت، ومجِّدي مع الملائكة والرعاة الذي سيظهر بمشيئته طفلاً جديداً، الإلهَ الذي قبل الدهور.
الرِّسَالة
عب 13: 17-21
كريمٌ بين يدَي الربِ موتُ أبرارِه
بماذا نكافئُ الربَّ عن كلِّ ما أعطانا
يا إخوةُ أطيعوا مدبِرّيكم واخضَعوا لهم، فإنَّهم يَسهرون على نفوسِكم سهرَ مَن سيُعطي حِسابًا حتَّى يفعَلوا ذلك بسرورٍ لا آنّين، لأنَّ هذا غيرُ نافعٍ لكم. صلُّوا من أجلِنا فإنَّنا نثِقُ بأنَّ لنا ضميراً صالحاً، فنرغَبُ في أن نُحسِنَ التصرُّفَ في كلِّ شيء. وأطلُبُ بأشدِّ إلحاحٍ حتّى أُرَدَّ إليكم في أسرعِ وقت. وإلهُ السلامِ الذي أعادَ من بينِ الأمواتِ راعيَ الخرافِ العظيمَ بدم العهدِ الأبديّ ربَّنا يسوعَ يكمِّلُكم في كلِّ عملٍ صالِحٍ حتَّى تعمَلوا بِمشيئَتِه، عامِلاً فيكم ما هو مَرضِيٌّ لديهِ بيسوعَ المسيحِ الذي لهُ المجدُ إلى أبدِ الآبدين. آمين.
الإنجيل
لو 13: 10-17(لوقا 10)
في ذلك الزمان، كان يسوع يعلّم في أحد المجامع يومَ السبت، وإذا بإمرأةٍ بها روحُ مرضٍ منذ ثماني عَشْرَةَ سنةً، وكانت منحنيةً لا تستطيع أن تنتصبَ البتَّة. فلمَّا رآها يسوع دعاها وقال لها: إنَّك مُطْلَقةٌ من مرضِك. ووضع يدَيه عليها، وفي الحال استقامَتْ ومجَّدتِ الله. فأجاب رئيس المجمع وهو مُغتاظٌ لإبراءِ يسوعَ في السبتِ وقال للجميع: هي ستَّةُ أيَّام ينبغي العملُ فيها. ففيها تأتون وتَستشفون لا في يوم السبتِ. فأجاب الربُّ وقال: يا مُرائي، أليس كلُّ واحدٍ منكم يَحُلُّ ثورَهُ أو حمارَهُ في السبتِ مِنَ المزودِ وينطلِق بهِ فيسقيه؟ وهذه ابنةُ ابراهيمَ التي رَبَطها الشيطانُ منذ ثماني عَشْرَةَ سنةً، أمَا كان ينبغي أنْ تُطلَقَ مِن هذا الرباط يومَ السبت؟ ولمّا قال هذا خَزِيَ كلُّ مَن كان يُقاومهُ، وفرح الجمْعُ بجميعُ الأمور المجيدةِ التي كانت تَصدُرُ منهُ.
في الرسالة
ختام الرسالة إلى العبرانيّين
يوصي كاتب "الرسالة إلى العبرانيّين"، في ختامها، المؤمنين الذين يخاطبهم بقوله: "أذكروا مدبّريكم الذين خاطبوكم بكلمة الله"؛
وتسمية "مدبّرين" ("إيغومانوس" باليونانيّة) هي التسمية التي يطلقها الكاتب على رعاة الكنيسة، ذاكرًا أنّ خدمتهم الرئيسيّة هي أن يخاطبوا المؤمنين بكلمة الله.
إنّهم خدّام الرعاية بكلمة الله. ولكنّهم يعلّمون ليس بالكلمة فقط، بل بأن يكونوا قدوة ومثالاً للمؤمنين أيضًا.
والقدوة العظمى هي أن يكونوا شهداء للمسيح حتّى الدم، وهي الشهادة التي أدّاها بعض مدبّري تلك الكنيسة مقدّمين أنفسهم قرابينَ لله شهادةً للربّ يسوع، المسيحِ المصلوب، صائرين في عداد "سحابة الشهود المحيطة بنا" أي ذلك الجمّ الغفير من شهداء الله ومسيحه، شهداء العهدين القديم والجديد؛ لذا يتابع الكاتب موصيًا مخاطبيه، طالبًا منهم أن يكون لهم إيمان كإيمانهم ثابتين في الاعتراف بالربّ يسوع حتّى الدمّ:
"واعتبروا بما انتهت إليه سيرتهم [إذ أضحوا في عداد شهداء المسيح]، واقتدوا بإيمانهم" (عب 7:13).
وبعد أن يتكلّم الكاتب على مذبح المسيحيّين السماويّ، حيث يخدم المسيح، الكاهن الأعظم للعهد الجديد، وعلى إحراق أجساد ذبائح يوم الكفّارة "خارج المخيّم"،
وعلى تألّم المسيح المصلوب خارج أسوار المدينة، على تلّة الجلجلة، كذبيحة يوم الكفاّرة تطهّر وتقدّس حقيقة ("ليُقدّس الشعب بذات دمه")؛ يوصي المؤمنين "فلنخرج إليه، إذًا، خارج المخيّم حاملين عاره" (12:13و13).
لن نتوسّع أكثر في هذا المقطع الذي هو ذروةٌ مِن ذُرى "العهد الجديد"، بل ننتقل إلى المقطع اللاحق وهو المقطع الذي تُلي علينا اليوم، حيث يتابع الكلام على المدبّرين:
"أطيعوا مدبّريكم واخضعوا لهم فإنّهم يسهرون على نفوسكم ...".
إنّ لمن يقوم بخدمة تدبير رعيّة الله من بعد أولئك الخدّام الأمناء الشهداء، بروح الخدمة والاتّضاع، متّبعًا وصيّة الربّ يسوع لتلاميذه الاِثنَيْ عَشَرَ مدبّري الكنيسة الأوّلين، "ليكن المدبِّرُ فيكم كالخادم" (لوقا 22: 26)، ساهرًا على خراف الرعيّة سهر "الوكيل الأمين" الذي يضع نصب عينيه دومًا أنّه سيَمثُلُ لدى منبر المسيح حيث "سيُحاسَبُ" على كيفيّة تأديته خدمة الرعاية التي أُوكِلت إليه؛ لمثل هؤلاء المدبّرين ينبغي تقديم الطاعة، والخضوع لكلمة الله متى نطقوا بها.
وإنجيل اليوم يدعونا إل أن نسلك على مثال الربّ يسوع، فلا نقدّم الطاعة للرؤساء متى سلكوا مضادّين لشريعة المحبّة. فيسوع الطائع الطائع (التكرار مقصود) لله أبيه، هو مثالنا في الطاعة، وكذلك في "عدم الطاعة"؛ له المجد إلى الأبد، آمين.
"مَن يقول النّاس إنّي أَنا"...؟!...
هكذا توقَّفَ الرّبُّ يسوع المسيح وهو مع تلاميذه وأَحبَّتِهِ.!. مسائِلَهُم هذا السّؤال.!!.
ما هَمَّكَ يا ربَّنا وسيِّد حياتنا.؟!. ماذا يقوله النّاسُ عَنْكَ.؟!.
أَنتَ... أَنتَ.!!. السّيِّد الإله.!!.
أَنتَ الأُقنوم الثّاني للثّالوث القدّوس.!!. إبن الآب والمساوي له في الجوهر والجلسة.!!!.
أَنتَ إلهنا وسيّد حياتنا.!!. ومخلِّصنا... فلا نخافْ ولا تتزعزع أَفكارنا.!!.
المولودُ من بطن العذراء الطّاهرة.!!. لتقول ويقول وهو الإله، لنا...
"لا تخافوا.!!. أَنا قد غلبتُ العالم.!!!.
وتبقى هذه الكلمات أُقنومًا لا يتزعزع للحياة الإنسانيّة مع الإله.!!. ولكلّ مؤمنٍ عاشَ وما زالَ عائشًا على وجه الأَرض، والباحِثَ عن هوِّيّته.!!!.
مَن يقول النّاس إنّي أَنا.؟!...
لماذا تتساءلونَ: مَن أَنا.؟!...
أَنا هو الّذي هو.!!!.
فلماذا يا إنسان بعد تبحث عن هُوِّيَتك.؟!...
وأَنتَ العارفُ أَنّهُ قيلَ فيكَ.!!. بل قُلْتَ أَنتَ يا إنسان عن هُوِيَّتِك.!!. عن نفسك...
"دودة أَنا... لا إنسان.!!." (مزامير 21: 6).
وصار صمتٌ.!!.
"عليكَ اتّكَلَ آباؤنا... عليكَ اتّكلوا فنجَّيتَهُمْ... إليكَ صرخوا فخلصوا... عليك اتّكلوا فلم يخزوا.!!. أمّا أَنا فدودة لا إنسان" (مزامير 21: 6)
واليوم أَصرخ إليكَ.!!. ربّي لا تتخلّى عنّي.!!...
لماذا تركتني يا إلهي.؟!... أَتَرى.!!. كلّ الّذين رأَوني استهزؤا بي... تكلَّموا عليَّ بشفاههم وهزّوا رؤوسهم قائلين: "إتّكل على الرّبّ فلينجِّه ويخلِّصه لأَنّه راضٍ عنه"....
لأنّك أَنتَ الّذي من البطن اجتذبتني... من بطنِ أُمّي أنتَ إلهي... فلا تتباعد عنّي... لأَنّ المحنةَ قريبةٌ"... ( مز 21: 5 - 11)...
"... فلا تتباعد عنّي... لأَنّ المحْنَةَ قريبةٌ"!!... (مز 21).
"يا بنيَّ... يا بنيَّ ... أَعطني قَلْبَكَ".!!... (مز 21).؟!...
هكذا بادر الرّبّ الإنسان.!!. فكيفَ الخلاص إذًا...
تَعِبَ الإِله من كبرياءِ الإنسان... فإلى أَين رحيلُ الرّحلة.؟!... يا سيِّدي... نَعَمْ.!!... أَمِنْكَ وإليكَ.؟!.
هل ترضى عنّا اليوم فنصرخَ: "من الأعماق صرختُ إِليكَ يا ربّ، يا ربّي... استمع لصوتي".!!. لقد خطئنا أَمامك كلّ حياتنا.!!.
يا سيّدي... فلا تتركنا إلى الاِنقضاء.!!. ولا تصرف وجهك عنّا.!!.
لقد خطِئْنا... كلّنا خَطِئنا.!!. وأَثمنا.!!. ولسنا بأَهل لأَن نرفع أَعيننا إلى عُلُوِّ السَّماء.!!. لأَنّ السَّموات تنوح علينا.!!.
اليوم التأَمَتْ جوقات التّرتيل.!!.
تنوح وتنوح...
وتَوَقَّفَتْ أَسرابُ الغِربَانِ تُحَوِّطُ الملائكة.!!.
هكذا صحونا إلى توبتنا.!!.
فركعنا ماشين على رُكَبِنا.!!. توحَّلَتْ أَرجلُنا.!!.
الجمع كلُّه ينوح ويبكي علينا.!!.
يا إِلهنا... يا سيّد حياتنا... سامحنا... سامحنا... سامح كلّ خطايانا.!!.
إِرحمنا كلّنا وَارحمنا.!!...
وصرخ الإله مؤَدّبنا:
أُريد رحمةً لا ذبيحة.!!.
أُريد رحمةً لا ذبيحة.!!.
أُريد رحمةً لا ذبيحة...... آمين.