الأحد 20 كانون الأول 2020
20 كانون الأول 2020
العدد 51
الأحد قبل ميلاد المسيح
اللَّحن الثالث الإيوثينا السادسة
* 20: تقدمة عيد الميلاد، إغناطيوس المتوشّح بالله أسقف انطاكية مدينة الله العظمى، * 21: الشَّهيدة يولياني وثاميستوكلاوس، * 22: الشّهيدة أناستاسيّا المنقذة من السَّم، * 23: الشُّهداء العشرة المستشهدون في كريت، * 24: بارامون ميلاد المسيح، الشَّهيدة في البارَّات أفجانيا، * 25: ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بالجسد، * 26: عمّانوئيل الإلهيّ، عيد جامع لوالدة الإله، الشّهيد آفثيميوس.
سرّ تجسّد الكلمة
"والكلمة صار جسدًا..." (يو ١: ١٤). لكي ندرك عظمة السرّ، علينا أن نعرف من هو هذا الذي صار جسدًا وسكن بيننا.
إنّه الكلمة الفائق الجوهر الذي قبل الدهور (يو ١: ١).
إنّه "فوق الجميع" (يو ٣: ٣١)، وهذا مصطلح يشير في لغة الكتاب المقدّس إلى الله حصرًا.
وهو أيضًا الكلمة الذي "به كان كلّ شيء ومن دونه لم يكن شيء ممّا كان" (يو ١: ٣) أي إنّه الخالق الذي تدين له كلّ الخليقة بوجودها، ومن ضمنها نحن عمل يديه.
الله الكلمة "صار جسدًا وسكن بيننا، ورأينا مجده"، كما يشهد الإنجيليّ يوحنّا. سكن بيننا كما سكن هو بين شعبه القديم في خيمة الشهادة وبعد ذلك في الهيكل.
لقد صار جسد الله الكلمة المسكن الحقيقيّ الذي لم تصنعه يد، الهيكل الحقيقيّ دون سواه، الذي يحقّق الكنيسة عندما يجمعها ويرأسها. وبقوله "رأينا مجده" يقصد البشير يوحنّا معاينة ألوهيته.
فكما كان مجده في الهيكل، المسكن المبنيّ في أورشليم، هكذا سكن مجد لاهوته بملئه في الجسد الذي اتّخذه الكلمة.
وهذا ما يعلّمه الرسول بولس في رسالته إلى أهل كولسي: "الذي فيه يسكن كلّ ملء اللاهوت جسديًا" (كول ٢: ٩).
كلا الرسولين يؤكّدان أنّ الألوهة الواحدة بكمالها سكنت في جسد يسوع المسيح. ولهذا لم يُعطِ أحد ملء النعمة والحقّ إلا يسوعُ المسيح، ومن ملئه وحده ينال النعم كلّ من يؤمن به.
إنّه جاء إلى خاصّته أي إلى ما له، العالم الذي هو خلقه. لكن العالم لم يعرفه، خاصّته لم تقبله...
أمّا الذين قبلوه، أي الذين آمنوا به، فقد أعطاهم سلطانًا أن يصيروا أبناء الله (يو ١: ١٢).
لم يكن تجسّد الكلمة إلهنا أمرًا عرضيًّا جاء كردّة فعل على تصرّف بشريّ ما، إنّما كان حسب قصد الله الذي هكذا شاء منذ الدهور، كما نقرأ في رومية ٣: ٢٥ و ١بطرس ١: ٢٠.
إنّه سرّ، كونه عمل الله. ولذلك يسمّي الرسول بولس تجسّد ابنِ الله ”سرّ التقوى العظيم: الله ظهر في الجسد…".
إنّه السرُّ الخفيّ منذ الدهور، الذي لم يكن معلومًا عند الملائكة، والذي ظهر لنا حين تجسّد الله الكلمة وصُلب من أجلنا وقام لتبريرنا. أمّا جوهر هذا السرّ فهي محبّة الله لنا.
يتّفق الرسل في تعليمهم أنّ إرسال الاِبن إلى العالم إنّما انطلق من محبّة الله. فالإنجيليّ يوحنّا يشرح لنا هذا السرّ كالآتي: بِهذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فالْمَحَبَّةُ تكمن في هذا:
لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا" (١يو ٤: ٩-١٠).
والرسول بولس يتحدّث عن الأمر عينه:
"وَلكِن اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ من أَجْلِنَا (رومية ٨: ٥).
ويتوسّع الرسول بولس في علاقة إرسال الاِبن في الجسد مع تبريرنا من الخطايا، يقول: "فَالله إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبهِ جَسَدِ الخَطِيئة، وكذبيحة خَطيئة، دَانَ الخَطيئةَ فِي الجسَدِ، لِكَي يَتِمَّ برُّ النّامُوسِ فِينَا، نَحنُ السّالِكِينَ ليس حَسَبَ الجسَدِ بل حَسَبَ الرُّوحِ". (رو ٨:٣-٤). ولا شكّ في أنّ ما يكتبه الرسل يرتكز على ما كشفه ربُّنا يسوع المسيح لنا حين قال: "لأنّهُ هكذا أَحَبَّ اللهُ العالَمَ حَتّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكي لا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الحياةُ الأَبديّة" (يو ٣: ١٦).
هي محبّة الله الأزليّة التي كوّنت قصده الأزليّ أيضًا أن يخلق العالم، وأن ينير كلّ إنسان آتٍ إلى العالم، وأن يخلّصه من الخضوع للخطيئة بتجسّده وسُكناه بيننا، وإفاضتِه النعمةَ والحقَّ على كلّ الذين يؤمنون به ويؤمّنونَه على حياتِهم. ”لأنّ كلّ الأمور من أجلكم“، يكتب الرسول بولس (٢كور ٤: ١٥).
منذ خلق العالم يفعل الله كلّ شيء لمحبّته البشر. وها هو قد فعل كلّ شيء من أجلنا، جاء إلينا نحن خاصّته الذين ندين له بوجودنا، وصار كفّارة من أجلنا، سكن بيننا وصار "عمّانوئيل"، "الله معنا" على مدى الدهور. فهل سنستقبل المسيح على الأرض كما يليق، فنطرح أمامه خطايانا كي يبرّرنا منها، وينيرنا بمجد لاهوته الساكن بيننا؟ هل سنصير أفضل من ذي قبل؟
صار الإله إنسانًا… فهل سنرتقي نحن إلى الاتّحاد بالألوهة؟
الأرشمندريت يعقوب خليـل
عميد معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ
طروباريّة القيامة باللّحن الثالث
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعده، ووطئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالمَ الرحمةَ العُظمى.
طروباريّة أحد النسبة باللّحن الثاني
عظيمةٌ هي أفعالُ الإيمان، لأنَّ الفتيةَ الثلاثةَ القدّيسين قد ابتهجوا في يَنبوعِ اللهيب كأنّهم على ماءِ الراحة، والنبيَّ دانيال ظهر راعيًا للسِّباعِ كأنّها غنم. فبتوسّلاتِهم أيّها المسيحُ الإلهُ خلّص نفوسَنا.
طروبارية تقدمة الميلاد باللّحن الرابع
استعدي يا بيت لحم، فقد فُتحتْ عَدنْ للجميع، تهيَّئي يا افراثا، لأنّ عود الحياة قد أزهر في المغارة من البتول، لأنّ بطنها قد ظهر فردوساً عقليًّا، فيه الغرسُ الإلهيّ، الذي إذ نأكلُ منهُ نحيا ولا نموتُ مثلَ آدم. المسيحُ يُولَدُ منهضاً الصُّورةَ الّتي سقطَتْ منذُ القديم.
قنداق تقدمة الميلاد باللّحن الثالث
اليوم العذراء تأتي إلى المغارة لتلد الكلمة الذي قبل الدهور ولادة لا تفسَّر ولا ينطق بها. فافرحي أيّتها المسكونة إذا سمعت، ومجِّدي مع الملائكة والرعاة الذي سيظهر بمشيئته طفلاً جديداً، الإلهَ الذي قبل الدهور.
الرِّسَالة
عب ١١: ٩-١٠، ٣٢-٤٠
مباركٌ أنتَ يا ربُّ إلهَ آبائنا
لأنَّكَ عدلٌ في كل ما صنعتَ بنا
يا إخوةُ، بالإيمانِ نَزَل إبراهيمُ في أرضِ الميعاد نزولَهُ في أرضٍ غريبةٍ، وسكَنَ في خيام معَ إسحق ويعقوبَ الوارثَيْن معهُ للموعِدِ بعينهِ، لأنَّهُ انتظرَ المدينةَ ذاتَ الأُسسِ التي الله صانِعُها وبارئُها. وماذا أقول أيضاً. إنه يضيق بي الوقت إن أخبرت عن جدعون وباراق وشمشون ويفتاح وداود وصموئيل والأنبياء، الذين بالإيمان قهروا الممالِكَ وعَمِلُوا البِرَّ ونالوا المواعدَ وَسَدُّوا أفواهَ الأُسُود، وأطفأوا حِدّةَ النّارِ وَنَجَوا مِن حَدِّ السيف، وتقَوَّوا مِن ضعفٍ وصاروا أَشِدّاءَ في الحرب وكَسَرُوا معسكرات الأجانب. وأخذَتْ نِساءٌ أمواتَهُنّ بالقيامة. وعُذِّب آخرون بتَوتيرِ الأعضاءِ والضَّرب، ولم يَقبَلُوا بالنجاة لِيَحصلُوا على قيامةٍ أفضل. وآخَرُونَ ذاقوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقُيودَ أيضاً والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف. وساحُوا في جلودِ غَنَمٍ وَمَعِزٍ، وهم مُعوَزُونَ مُضايَقونَ مَجهُودُون (ولم يَكُنِ العالَمُ مستحقًّا لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كُلُّهم، مشهوداً لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد، لأنّ الله سبقَ فنظرَ لنا شيئًا أفضلَ أن لا يَكمُلُوا بدوننا.
الإنجيل
متى ١: ١-٢٥
كتابُ ميلادِ يسوعَ المسيحِ ابنِ داودَ ابنِ إبراهيم. فإبراهيمُ ولدَ إسحقَ وإسحقُ ولدَ يعقوبَ ويعقوبُ ولدَ يهوذاَ وإخوتَهُ ويهوذَا ولدَ فارَصَ وزارَحَ من تامار. وفارصُ ولدَ حصرونَ وحصرونُ ولدَ أرامَ وأرامُ ولد عمِّينَادَابَ وعمِّينَادابُ ولدَ نَحْشُوَن ونحشونُ ولد سَلْمُونَ وسلمونُ ولد بُوعَزَ من رَاحَاب. وبوعزُ ولدَ عُوبيدَ من رَاعُوثَ وعوبيدُ ولد يَسّى وَيسَّى ولدَ داودَ الملك وداودُ الملكُ ولدَ سُلَيمَانَ من التي كانَت لأورِيَّا. وسليمانُ ولدَ رَحبعامَ ورحبعامُ ولد أبيَّا وأبيَّا ولدَ آسا وآسا ولدَ يُوشَافَاطَ ويوشافاطُ ولد يُورَامَ ويورامُ ولد عُزّيًّا وعُزِّيَّا ولد يُوتَامَ ويوتامُ ولدَ آحازَ وآحازُ ولد حَزقيَّا وحزقيَّا ولدَ مَنَسَّى ومنسَّى ولدَ آمُونَ وآمُونُ ولدَ يوشيَّا، ويوشيا ولدَ يَكُنْيَا وإخوتَهُ في جلاءِ بَابِل. ومن بعد جلاءِ بابل يَكُنْيا ولد شألتَئيلَ وشألتئيلُ ولدَ زَرُبابلَ وزَرُبابلُ ولدَ أبيهودَ وأبيهودُ ولد ألِياقيمَ وألياقيمُ ولد عازورَ وعازُورُ ولدَ صادُوقَ وصادوقُ ولد آخيمَ وآخيمُ ولد أليهودَ وأليهودُ ولد ألعازارَ وألِعازارُ ولد مَتَّانَ ومَتَّانُ ولد يعقوبَ ويعقوبُ ولد يوسفَ رجلَ مريمَ التي وُلد منها يسوعُ الذي يُدعَى المسيح. فكلُّ الأجيالِ من إبراهيمَ إلى داودَ أربعةَ عشرَ جيلاً، ومن داودَ إلى جلاءِ بابل أربعةَ عشرَ جيلاً ومن جلاءِ بابل إلى المسيح أربعةَ عشرَ جيلاً. أمّا مولدُ يسوعَ المسيحِ فكان هكذا: لمَّا خُطبت مريمُ أمُّهُ ليوسفَ وُجدتْ من قبلِ أنْ يجتمعا حُبلى من الرُّوحِ القُدُس. وإذ كان يوسُفُ رَجُلُها صِدِّيقاً ولم يُرِد أنْ يَشْهَرَها همَّ بتخلِيَتِها سرًا. وفيما هو متفكّرٌ في ذلك إذا بملاكِ الربّ ظهر لهُ في الحُلم قائلاً: يا يوسفُ ابنَ داود لا تَخفْ أنْ تأخذ إمرأتك مريم. فإنَّ المولودَ فيها إنَّما هو من الرُّوح القُدُس، وسَتَلِدُ إبنًا فتُسمّيهِ يسوعَ فإنَّهُ هو يخلِّصُ شعبهُ من خطاياهم. (وكان هذا كلُّهُ ليتمَّ ما قيل من الربّ بالنبي القائل: ها إنَّ العذراءَ تحبلُ وتلد ابناً ويُدعى عِمَّانوئيل الذي تفسيرُهُ الله معنا)، فلمَّا نهض يوسف من النوم صنع كما أمرهُ ملاكُ الرب. فأخَذَ إمرأتَهُ ولم يعرِفْها حتَّى ولدتِ ابنَها البكرَ وسمَّاهُ يسوع.
في الإنجيل
هذا آخِرُ أحد قبل الميلاد، وفيه تُذكّرنا الكنيسة المقدّسة بنَسب يسوعَ في الجسد، ما يُفَسِّر تسميتَهُ بأحد النّسبة. وعلى هذا الأساس تَمَّ اختيار التلاوة الإنجيليّة من متّى، وفيها عَرضٌ للسُّلالة البشريّة التي أتى منها يسوع، من إبراهيم إلى داود، إلى جلاء بابل، "فإلى يوسفَ زوجِ مريم التي وُلد منها يسوع وهو الذي يُقال له المسيح". (متّى 1/16).
يستطيع المؤمنُ أن يَخرُجَ مِن هذا النَّسَبِ بخلاصاتٍ بالغةِ الأهميّة، لعلَّ مِن أبرَزِها:
أوّلاً: يَلْفِتُنا في سلسلةِ النَّسَبِ هذه وُرُودُ أسماءِ أُناسٍ ذَوِي صِيتٍ سَيِّئ. لا يَجِدُ المسيحُ حَرَجًا في أن يأتي إلينا عبر سلالة بشريّة هذه مواصفاتها، لا بل يتعَمَّدُ أن يأتي منها، لِيُؤَكِّدَ أنّه لا يستحيي بخليقتِه، ولو عاصِيةً، ولا يتنكّر لها.
ولعلّ هذا ما عناه كاتب الرسالة إلى العبرانيّين عندما قال: "إنَّ كُلاًّ من المقدِّس والمقدَّسين له أصلٌ واحدُ، فلا يستحيي أن يدعوهم إخوةً حيث يقول: سأبشِّر باسمكَ إخوتي وأسبِّحك في الجماعة" (عبرانييّن 2/11). بهذا يقول السيّد سرّ تنازله العظيم.
ثانياً: اللافت أيضًا في هذا النّسبِ انتسابُ اللاهُوتِ إلى النّاسُوت. فبيسوعَ المسيح الآتي إلينا عبر بَشَرٍ ينتسب اللاهوتُ إلى الناسوت كيما يؤهِّلَ النّاسوتَ للاِنتسابِ إليه. إنّ المسيح يُشرِّف البشريّة، إذاً، بانتسابه اليها، وفي هذا تكمن المفارقة.
فالمألوف أنّ الإنسان ينتمي إلى عائلةٍ ما ليُنسَبَ هو إليها، أمّا المسيح فقد انتسب إلى البشريّة لتصبح هي منسوبةً إليه.
ثالثًا: لقد كان بإمكان السيّدِ أن يُخَلِّصَنا مِن دُونِ أن يتجسّد، ولكنّه آثَرَ، بِعظيمِ رَحمتِه، أن يأتي إلى البشر عَبر تاريخ البشر ليكون، بتجسّده، مخلّصًا للتاريخ البشريّ، أَزَلاً وأَبداً، ومؤسِّسًا في مِلْءِ الزّمانِ لزَمَنٍ جديد هو زمن الحبّ الذي سيختمه على الصليب بدمه الكريم.
شذرات آثوسية
يتمّ الاِحتفال بالقدّاس الإلهيّ كلَّ يومٍ في الأديرة الآثوسيّة بعد صلاة السَّحر.
وبرغمِ هذا التّكرارُ لا نَشعُرُ بالمَلَلِ أو بالتّعب. فعندما يعيش شخصٌ ما القدّاسَ الإلهيّ، تُصبح كلماتُه المقدَّسةُ بابًا مفتوحًا للقاءٍ شخصيّ مع إلهٍ شخصانيّ. إنّها حقيقةٌ لا يُدركها إلاّ الشخصُ نفسُه.
تصبح حياتُنا كلُّها ذبيحةً مقدّسةً مقدَّمةً ومُعدَّةً لله، مُدركين أنّ مُشاركتنا في القدّاس الإلهيّ هي أيضًا تمجيدٌ لله، وجهادٌ وصراعٌ يوميّ لنكون معه طوال حياتنا. هي تجربةٌ شخصيّةٌ ومشاركةٌ يوميّةٌ في جسد المخلّص الإله-الإنسان.
فتصير ليتورجيا دائمة، تبدأ وتنتهي بهذا السرّ المقدّس، سرّ الإفخارستيا الإلهيّة.
مع الليتورجيا الإلهيّة نقدّم لله كلّ أفكارنا، وأعمالنا، وجهادنا اليوميّ، وعذاباتنا ومخاوفنا، وآمالنا، وكلّ ما هو لنا حتّى يغيّرها ويخلّصها. تقودنا الليتورجيا الإلهيّة وتدخلنا إلى أرض الأبكار حيث القدّيسون، إلى الشركة مع الروح القدس، إلى مملكة الآب والابن والروح القدس المبارَكة.
الأرشمندريت تيخون
رئيس دير ستافرونيكيتا جبل آثوس
إنّ الشخص المُعمَّد منذ صغره ولا يمارس بشكل طبيعيّ حياتَهُ الكنسيّة، أي المواظبة على الصلاة والحياة الليتورجيّة، ولا يمارس سرّ الاعتراف، ولا يشترك في المناولة الإلهيّة المقدّسة، ولا يحفظ وصايا الله، يملك نعمة الروح القدس لكنّها لا تعمل ولا تفعل فيه كما يجب.
بمجرّد أن يبدأ بالصلاة، والاعتراف، ويساهم بالمناولة الإلهيّة، ويقوم بأعمالٍ تليق بحياته كإنسانٍ لله، عندها تبدأ نعمة الله التي أخذها في المعموديّة بأن تعمل فيه من جديد، فيستنير الإنسان ويتقدّس ويتطهّر ويَخلُص.
إنّ الصلاة القلبيّة تساعدنا كثيرًا. فلنصرخ بقلبٍ منسحق، "أيّها الربّ يسوع المسيح، يا ابن الله، ارحمني الخاطئ"، حتّى نتمكّن نحن أيضًا من تفعيل نعمة الله فينا والشعور بها.
(المثلّث الرحمة اليروندا جورج كابسانيس)
لماذا نلتزم الصمت المطلق عند قراءة المزامير الستّة في بداية صلاة السحر؟
يقول الآباء القدّيسون الذين رتّبوا الحركات الليتورجيّة وقراءة المزامير إنّه عندما تُتلى المزامير الستّة في بداية صلاة السحر في الكنيسة يجب عدم القيام بأيّة حركة، وعدم الكلام، والبقاء في أماكننا أينما وُجدنا، والتزام الصمت المطلق والانتباه الشديد؛ إذ هذا هو الوقت الذي نتذكّرُ فيه المجيء الثاني والدينونة.
(المتروبوليت أثناسيوس ليماسول)
يتغيّر الإنسان عندما يتقدّس، بغضّ النظر عن مقدار خطيئتِه، إذ لا تعود لديه أيّةُ اضطراباتٍ نفسيّة. اليوم الأطبّاءُ يسمّونها أمراضًا نفسيّة، بينما هيَ في الحقيقةِ تأثيراتٌ شيطانيّةٌ كامِنَةٌ خَلْفَ الخطيئة.
(القدّيس بورفيريوس الرائي)
أخبارنا
مناقشة أطروحة دكتوراه لِقُدْس الأب إبراهيم شاهين.
ناقَشَ قُدس المتقدّمِ في الكهنة إبراهيم شاهين أُطروحتَهُ لِنَيلِ شهادةِ دكتوراه في اللغةِ العربيّةِ وآدابِها، في جامعةِ الجِنان بطرابلس، أمامَ لجنةٍ تألّفَتْ مِن الأساتذة: هاشم الأيّوبي (عميد الكلّيّة) وجان توما (المُشرِف) والشّيخ ماجد درويش وميخائيل مسعود وعماد غنّوم. وكان ذلك يوم السبت في 5/12/2020.
وعنوان الأطروحة: "الهويّة العلميّة والثقافيّة والحضاريّة في طرابلس والجوار"(مقدّمات وتبعات) من العام (1850-1920). بنتيجةِ المناقشة، نالَ الأب إبراهيم علامة 92/100، بدرجة ممتاز.
نتقدّمُ بالتّهنئة من أبينا الحبيب راجينَ لَهُ دوامَ الصحّةِ والتّوفيق.