الأحد 16 حزيران 2019
العدد 24
أحد العنصرة المقدَّس
* 16: تيخن أسقف أماثوس، صلاة السّجدة، * 17: إثنين الرّوح القدس، الشّهداء إيسفروس ورفقته، الشّهداء مانوئيل وصابل وإسماعيل، * 18: الشّهداء لاونديوس ورفقته، * 19: الرّسول يهوذا نسيب الرّبّ، بايسيوس الكبير، * 20: ميثوديوس أسقف بتارُن، الأب نيقولاوس كباسيلاس، * 21: الشّهيد يوليانوس الطرسوسيّ، * 22: وداع العنصرة، الشّهيد أفسابيوس أسقف سميساط، البارّ إيسيخيوس رئيس دير العلّيقة في سيناء.
أهمّيّة يوم الأحد في حياة المسيحيّ
اليوم الثّامن هو اليوم الذي لا ينتمي إلى أيّام الأسبوع. فيه حصلت القيامة الباهرة، فأضحى، من هنا، من هذه الأرض، يوم الرّبّ.
هو اليوم الأوّل والأخير لأنّه يرمز إلى يوم الملكوت حيث مُلك الله لا نهاية له ولا بداءَة.
هذا اليوم هو رأس أيّام الأسبوع وباكورة أعمالنا كلّها. هذا هو يوم الأحد في كنيستنا وهذه هي أهمّيّته بالنسبة لنا.
بحسب القدّيس غريغوريوس بالاماس، دُعيَ يوم الأحد باليوم الثّامن لأنَّ قيامة المسيح حدثت في هذا اليوم، وهي القيامة الثّامنة.
في التّاريخ، حدثت ثلاثٌ منها في العهد القديم (واحدة بواسطة إيليّا النبيّ واثنتان بواسطة أليشع)، وأربعٌ أخرى في العهد الجديد بواسطة السّيّد المسيح (ابنة يايروس، ابن أرملة نايين، ولعازر، وقيامة الأموات في الجمعة العظيم).
والعُظمى بينها هي القيامة الثّامنة، قيامة المسيح من بين الأموات.
هي ليست الثّامنة فحسب، بل أيضًا الأولى، لأنّ المسيح قام بسلطانه، وهي التي جدّدت حياتنا وبعثت فيها بشائر الخلاص.
إذًا، نحن لا نقدّس الأيّام والشّهور، بل نكرّم هذا اليوم الذي فيه أُعيد خلقنا من جديد بواسطة القيامة.
ولأنّ حياة المسيحيّ كلّها مرتبطةٌ بالقيامة، فهذا الحدث الباهر يجري فينا، وهو ينتظر إرادة الإنسان لكي تعمل الماكينات الرّوحيّة فيه. كلّ عبور من الخطيئة إلى التّوبة هو قيامة؛ كلّ تخطٍّ لصعوبةٍ في حياتنا هو قيامة.
قيامة المسيح أضحت قيامتنا،
هل ندرك ذلك؟
أردنا كتابة هذا المقال لكي نعيد الثقة بأنّ التزامنا ليس خارجيًّا وحضورًا فقط، إنّما تجديدٌ لمفاعيل القيامة في حياتنا بواسطة سرّ الشّكر الإلهيّ.
فنحن بواسطته نعيش سرّ التّدبير الإلهيّ من أجلنا، ونشترك بالكأس المقدّسة التي فيها نتناول الجسد والدّم الإلهيَّين، فيتجدّد فينا الطّعم الإلهيّ ويحلّ علينا، من جديدٍ، الرّوح القدس، لكي يجدّد فينا ما قد عتق وبَليَ.
عبادتنا عبادةٌ متحرّكةٌ، وسلّم يعقوب ما زالت منتصبةً أمامنا، وملائكة الله يصعدون عليها وينزلون. العالَم اليوم يُنهك الإنسان ويستنفد قواه.
نحن نُفرغ كنائسنا، وإن التزمنا يكون هذا بمثابة واجبٍ علينا، لا لنعيش سرّ التّدبير الإلهيّ بكلّ ما يُعطي لنا الرّبّ من قوّة.
رغم الأزمات والصّعاب التي نمرّ فيها والخطيئة المتربّصة بنا، هل ننهض من قبر التواني الذي نحن فيه، ونشدّ عزائمنا؟ المسيح قائمٌ فينا ونحن نيام؛ المسيح يعمل في داخلنا ونحن كسالى.
تتجدّد القيامة في كلّ أحدٍ، فيما نحن نُفرغ الكنيسة ونزدري القدسات.
الكنيسة مركز علاج، ومهما عَظُمَ الإنسان باختراعاته ومنطقه، لا علاج له اليوم إلّا بالعودة إلى الكنيسة، حيث نحيا بالحقيقة هذا الحبّ الإلهيّ المذبوح من أجلنا منذ إنشاء العالم.
لنُصلِّ لكي يعطي لنا الله خدّامًا لهيب نار، أعني كهنة وأساقفة مصلّين، لأنّ شرارةً واحدةً تُلهب ما حولها، آمين.
طروباريَّة العَنْصَرَة باللَّحن الثَّامِن
مُبَارَكٌ أَنْتَ أَيُّهَا المَسِيحُ إِلَهُنَا، يَا مَنْ أَظْهَرْتَ الصَّيَّادِينَ غَزِيرِيِ الحِكْمَة إِذْ سَكَبْتَ عَلَيْهِمِ الرُّوحَ القُدُس، وَبِهِمِ اصْطَدْتَ المَسْكُونَة، يَا مُحِبَّ البَشَرِ، المَجْدُ لَك.
قنداق العَنْصَرَة باللَّحن الثَّامِن
عندما نزَل العليُّ مبلبِلاً الألسنَةَ كان للأُممِ مقسِّمًا. ولمَّا وزَّع الألسنةَ الناريّةَ دعا الكُلَّ إلى اتِّحادٍ واحد. لذلك، باتّفاقِ الأصوات، نمجِّدُ الروحَ الكلّيَّ قدسُه.
الرِّسالَة
أع 2: 1-11
إلى كلِّ الأرضِ خرجَ صوتُهم
السَّمواتُ تُذيعُ مَجْدَ الله
لمَّا حلَّ يومُ الخمسين، كانَ الرسلُ كُلُّهم معًا في مكان واحد. فحدثَ بغتةً صوتٌ من السَّماءِ كصوتِ ريحٍ شديدةٍ تَعصِفُ، ومَلأَ كلَّ البيتِ الذي كانوا جالسين فيهِ. وظهرت لهم ألسنةٌ منقسِمةٌ كأنَّها من نار، فاستقرَّتْ على كلِّ واحدٍ منهم، فامتلأوا كلُّهم من الروح القدس، وطفِقوا يتكلَّمون بلغاتٍ أخرى، كما أعطاهُم الروحُ أن ينطِقوا. وكانَ في أورشليمَ رجالٌ يهودٌ أتقياءُ من كلِّ أمَّةٍ تحتَ السماءِ. فلمّا صار هذا الصوتُ اجتمعَ الجُمهْورُ فتحيَّروا لأنَّ كلَّ واحدٍ كان يَسمعُهم ينطِقون بلغتِه. فدَهِشوا جميعُهُم وتعجَّبوا قائلين بعضُهم لبعضٍ: أليس هؤلاءِ المتكلِّمونَ كلُّهُم جليليّين؟ فكيفَ نسمَعُ كلٌّ منَّا لغتَه التي وُلد فيها: نحن الفَرتيّينَ والميدِيِّينَ والعَيلاميّينَ، وسكّانَ ما بين النّهرين واليهوديّةِ وكبادوكيةَ وبنطسَ وآسيةَ وفريجيةَ وبمفيليةَ ومصرَ ونواحي ليبيةَ عند القيروان، والرّومانيِّين المستوطنين، واليهودَ والدُّخلاءَ والكريتيِّين والعرب؟ فإنّنا نسمعهم ينطقون بألسنتِنا بعظائمِ الله!
الإنجيل
يو 7: 37-52 و8: 12
في اليوم الآخِرِ العظيم من العيد، كان يسوعُ واقفاً فصاح قائلاً: إن عطِش أحد فليأتِ إليَّ ويشربْ. من آمن بي، فكما قال الكتاب: ستجري من بطنه أنهارُ ماء حيّ. (إنّما قال هذا عن الروحِ الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه، إذ لم يكن الروحُ القدسُ قد أعطيَ بعدُ، لأنّ يسوعَ لم يكن بعدُ قد مُجِّد). فكثيرون من الجمع، لمّا سمعوا كلامه، قالوا: هذا بالحقيقة هو النبيّ. وقال آخَرون: هذا هو المسيح، وآخَرون قالوا: ألعلَّ المسيحَ من الجليل يأتي؟! ألم يَقُلِ الكتابُ إنَّه من نسلِ داودَ، من بيتَ لحمَ القريةِ حيثُ كانَ داودُ، يأتي المسيح؟ فحَدَثَ شِقاقٌ بينَ الجمعِ من أجلِهِ. وكانَ قومٌ منهم يُريدونَ أن يُمسكوهُ، ولكِن لم يُلقِ أحدٌ عليه يداً. فجاءَ الخُدَّامُ إلى رؤساءِ الكهنَةِ والفَرِّيسيّينَ، فقالَ هؤلاءِ لهُم: لِمَ لم تأتوا بهِ؟ فأجابَ الخُدَّامُ: لم يتكلَّمْ قطُّ إنسانٌ هكذا مثلَ هذا الإنسان. فأجابَهُمُ الفَرِّيسيّون: ألعلَّكم أنتم أيضاً قد ضلَلتُم! هل أحدٌ مِنَ الرؤساءِ أو مِنَ الفرِّيسيينَ آمَنَ بِهِ؟ أمَّا هؤلاءِ الجمعُ الذينَ لا يعرِفونَ الناموسَ فَهُم ملعونون. فقالَ لهم نِيقودِيموسُ الذي كانَ قد جاءَ إليه ليلاً وهُوَ واحدٌ منهم: ألعلَّ ناموسَنا يَدينُ إنساناً إن لم يسمَعْ مِنهُ أوّلاً ويَعلَمْ ما فَعَلَ؟ أجابوا وقالوا لهُ: ألعلَّكَ أنتَ أيضاً من الجليل؟ إبحثْ وانظرْ، إنَّهُ لم يَقُم نبيٌّ منَ الجليل... ثُمَّ كَلَّمهم أيضاً يسوعُ قائلاً: أنا هوَ نورُ العالَم، من يتبَعْني لا يمشِ في الظّلامِ، بل يَكونُ لهُ نورُ الحياة.
في الإنجيل
يخبرنا القدّيس لوقا كاتب أعمال الرّسل عن الحدث الذي تمَّ في اليوم الخمسين بعد قيامة الرّبّ يسوع من بين الأموات، وهو حلول الرّوح القدس الذي سبق الرّبُّ ووعد تلاميذه به، قبل صعوده إلى السّماء.
وإذا تأمَّلنا في النّصّ نجدُ عدّة نقاط تجدر الإشارة إليها:
+ الرّسل كانوا مجتمعين في مكانٍ واحدٍ خوفاً من اليهود، من ناحية، ومن ناحيةٍ أخرى، للصّلاة وكسر الخبز منتظرين موعد الآب، كما أوصاهم الرّبّ يسوع قبل صعوده (أع1: 4، 8).
هذا الاجتماع شكَّلَ نواة الكنيسة، التي تكوَّنت من اجتماع القلوب والنّفوس المنتظرة بصمتٍ وصلاةٍ مواعيدَ الرّبّ.
لم تكن الكنائس الضخمة بعد، كان البيتُ هو الكنيسة، كان هو مكان حلول الرّوح القدس. وفي هذا عبرةٌ لنا، أن تكون بيوتنا نحن المسيحيّين كنيسةً للرّبّ، أي مكانَ صلاةٍ ومكانَ حضورِ روحه القدّوس، لا أن تكون بيوتنا أماكن خصام.
كم جميلٌ ومفيدٌ أن تجتمع العائلة كلَّ صباحٍ ومساء للصّلاة؟!. عبثاً تبحث العائلات اليوم عن السّعادة والفرح والسّلام بين أفرادها، ما لم يكُن البيت مكاناً للصّلاة ولحضور الله.
ولا حاجة لنا لبراهين لنُثبت أنَّ عالمنا اليوم هو عالَمٌ تعيس يتخبّط بالحروب والمفاسد والأمراض النفسيّة، وقد أفلس في كلّ ما سبق ووعدَ به إنسانَ اليوم من رغدِ عيشٍ وفرحٍ كاذب وسلامٍ وهميّ.
يلزمنا أن نستيقظ، وننهض من خداع مادّيّة العالَم، كما من التديُّن السّطحيّ الشّكليّ، وأن نعيش إيماننا في أعماق قلوبنا.
+ الرّسل كلّهم امتلأوا من الرّوح القدس، وصاروا ينطقون بعظائم الله التي رأوها بعيونهم، بالعجائب، بآلام الرّبّ وموته على الصّليب، ثم قيامته وصعوده إلى السّماء.
وهذا يؤكِّدُ لنا أنَّ من يحيا بتقوى الله ومخافته يمتلئ من الرّوح القدس ويرى عظائم الله في حياته وحياة عائلته، ويصير عقله مشدوداً نحو السّماء نحو الأمور الإلهيّة. القدّيس سيرافيم ساروفسكي يقول: "إنّ غاية الحياة المسيحيّة هي اقتناء الرّوح القدس"، فهل نسعى نحن لأجل ذلك؟
+ الرّسل كلَّموا الجمعَ، كلًّا بلغته التي يمكنه أن يفهمها. وبالتّالي فإنَّ واجبنا في الكنيسة أن نخاطب أجيال اليوم بلغةٍ يفهمونها، تحمل لهم الحقيقة ذاتها.
+ أخيراً، نذكر أنَّ الرّبّ يسوع قال عن الرّوح القدس إنّه "روح الحقّ" (يو15: 26)؛ وهذا يفرض علينا أن نكون مع الحقّ لا مع المحاباة والظّلم، ويفرض أن تكون الكنيسة مكاناً للحقّ، لا مكاناً للباطل.
أخبــارنــا
الزّيارة السنويّة لسيادة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام كرياكوس إلى جبل آثوس وفرنسا، فصح 2019.
ككلّ عام، وبعد عيد الفصح المجيد، عيد الأعياد وموسم المواسم، قام صاحب السّيادة بزيارته السنويّة إلى أديار جبل آثوس، في رحلة حجٍّ وتبرُّك، هذا المكان الذي نشأ فيه وتعرَّف فيه إلى الحياة النسكيَّة والرّهبانيَّة، في مطلع الثمانينيّات من القرن الماضي.
فهناك تعرَّف سيادته إلى قامات روحيَّة بارزة، أغلبها قد رقد وانتقل إلى حيث أجواق الملائكة ترتّل وتسبّح، أمثال المغبوط الذِّكر الأب إِسحق عطالله.
في جبل آثوس، يزور صاحب السّيادة ثلاث محطّات أساسيّة لها أثر على حياته وعلى كنيستنا الأنطاكيَّة بشكلٍ عامّ. أولى هذه المحطّات دير سيمونوبترا الشّهير الذي تعيش فيه، فضلاً عن أخويّة الدّير، مجموعةٌ من طلاّب الرّهبنة الذين ينتمون إلى كنيستنا الأنطاكيَّة. تزامنت زيارته هذه السنة مع رقاد الرّئيس السّابق للدّير، المغبوط الذِّكر الأب إميليانوس، بعد فترة مرض.
يُعدُّ هذا الأب من أبرز الآباء المعاصرين في جبل آثوس، فقد أحدث نهضةً روحيَّةً كبيرةً مع أخويّته في المسيح، منذ أن كانوا في أديار المتيورا وسط اليونان، قبل أن ينتقلوا، في سبعينيّات القرن الماضي، إلى جبل آثوس، إلى دير سيمونوبترا.
أعطى هذا الأب الجليل صورةً جديدةً ومحدثة عن الرّهبنة الأرثوذكسيَّة، من دون المساس بعَمود النّسك.
فالحياة الرّوحيَّة التي تشعر بها عندما تلتقي برهبان دير سيمونوبترا، الذي ما زال يستقطب، حتّى اليوم، عددًا كبيرًا من طلاّب الرّهبنة، وهذه النهضة الرّوحيَّة والرّهبانيَّة تخطَّتا حدود جبل آثوس حتى وصلتا إلى اليونان، حيث أسّس أخويّة راهبات دير البشارة أورميليا حيث أمضى فترة مرضه حتى رقاده، وهناك كُنَّ يَخدُمنَه خدمة الأب والرّاعي والمعلّم، وهو الآن يرقد بجوار كنيستهم.
ووصلت شهرة ديرَي سيمونوبترا وأورميليا إلى أصقاع العالَم، فارتبط بهما الكثيرون من الرّهبان والرّاهبات من أنحاء العالَم، ومن كنيستنا الأنطاكيَّة أيضًا، إذ إنَّ العديد من أبنائنا يزورون أديارهم للاسترشاد والخلوة الرّوحيَّة.
المحطّة الرئيسة الثانية في الزّيارة كانت دير القدّيس بولس الآثوسيّ حيث أمضى سيادته حوالى الثلاث سنوات قبل أن يأخذ الإسكيم الكبير ويعود إلى الموطن المجروح بسبب الحرب الأهليَّة آنذاك في منتصف الثّمانينيّات، ويؤسّس أخويَّة دير الملاك ميخائيل في بسكنتا.
هناك، في ذلك الدّير العريق، يعيش رئيسه الأرشمندريت برثانيوس الذي ناهز التاسعة والثمانين من العمر، مجاهدًا، منذ نصف قرن، مع أخويّته، وهو يُعدّ من كبار المعمَّرين في الجبل، وشخصيّة روحيَّة بارزة على الصّعيد الكنسيّ.
وللدّير أيضًا بصمةٌ كبيرةٌ على كنيستنا الأنطاكيَّة، إذ خرَّج مجموعةً من الآباء والرّهبان الأنطاكيّين أمثال صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر.
المحطّة البارزة الأخيرة هي قلّاية القيامة حيث تعيش أخويَّة المنسك مع الأب إفثيميوس، تلميذ المغبوط الذِّكر الأب إِسحق عطالله الذي رقد في أواخر التّسعينيّات، والذي ما يزال أثره واضحًا في الحياة الرّهبانيَّة في كنيستنا.
وقد تعرَّف صاحب السّيادة، عَبره، إلى القدّيس باييسيوس الذي كان شخصيَّةً روحيَّةً لامعةً (رقد سنة 1994، وأُعلنت قداسته عام 2015). وقبل المغادرة، زار سيادته دير ستافرونيكيتا الذي يربطه به رباطٌ روحيّ قديم، إذ سبق أن زار رئيسه الأرشمندريت تيخن أبرشيَّة طرابلس منذ سنواتٍ عدَّة، وأقام فيها سلسلة محاضرات تركت أثرًا في كلّ مَن تابعها.
وأثناء تجوّله في اليونان، زار سيادته أخويّة دير البشارة حلب الذين يمكثون في دير القدّيسة كرياكي الواقع على مسافة ساعة من تسالونيكي.
وقد نقل لهم محبّة كنيستهم وشاركهم ألمهم بعد الأحداث الأخيرة، بخاصّةٍ بعد غياب المتروبوليت بولس يازجي عنهم وعن كنيسته بسبب الأسر الذي تعرَّض له وما زال.
وأكَّد لهم أنَّهم باقون في صلواته وأدعيته رغم بُعد المسافة. وقد زار أيضًا دير ميلاد السّيّدة بانوراما، حيث افتقد أخويَّة الدّير الذي تعيش فيه ثلاث راهبات من كنيستنا الأنطاكيَّة، إحداهنَّ الأخت سلواني إبنة شقيق المثلَّث الرّحمات المتروبوليت إلياس قربان.
وبعد هذه الجولة في اليونان، انتقل سيادته إلى فرنسا، ببركة راعي أبرشيّتها المتروبوليت إغناطيوس الحوشي الذي التقى به، واشترك الاِثنان في قدّاسٍ احتفاليّ في كنيسة الملاك ميخائيل في ضواحي باريس.
وختم جولته في فرنسا بزيارة إلى دير العلّيقة الملتهبة في جنوب البلاد، وشاركَ رهبانَه صلواتهم، وترأّس قدّاس الأحد الذي صادف أحد السّامريّة.
ثمّ عاد سيادته إلى الأبرشيّة حاملاً معه أدعية الأديار والآباء الذين يربطهم بأبرشيّة طرابلس وأبنائها رباطٌ أخويٌّ يدلّ على أنّ الكنيسة واحدةٌ مهما بعُدت المسافات، تَجمع أبناءَها الكأسُ الواحدة والذّبيحة الواحدة أينما كانوا.