الأحد 4 تشرين الثّاني 2018
العدد 44
الأحد الـ 23 بعد العنصرة
اللَّحن السّادس الإيوثينا الأولى
* 4: إيوانيكيوس الكبير، الشّهيدان نيكاندرس وأرميوس * 5: الشّهيدان غالكتيون وزوجته أبيستيمي، أرماس ورفقته، * 6: بولس المعترف رئيس أساقفة القسطنطينيّة * 7: الشُّهداء الـ 33 المستشهَدون في ملطية، لَعازر العجائبيّ، * 8: عيد جامع لرئيسَيِ الملائكة ميخائيل وجبرائيل، الشّهيدان أونيسيفورس وبورفيريوس، البارَّة مطرونة، * 9: القدّيس نكتاريوس أسقف المدن الخمس، يوحنَّا القصير، البارّة ثاوكتيستي، * 10: الرُّسل كوارتوس وأولمباس ورفقتهما، الشهيد أوريستس، القدّيس أرسانيوس الكبادوكيّ. *
الإعتــــــراف
يقولون إنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة ليس فيها اعتراف!
كيف ذلك ويقول القدّيس إسحق السّريانيّ "مَن يعترف بخطاياه هو أعظم ممّن يقيم الموتى". ويضيف: مَن يعترف بخطاياه تائباً عنها (أمام الكاهن) هو كمن ينتقل من الموت إلى الحياة.
الرّبّ يسوع نفسه، بعد القيامة، ظهر للتّلاميذ وقال لهم: "اقبلوا الرّوح القدس. مَن غَفَرتُم خطاياه تُغفر له ومن أمسكتم خطاياه أُمسكت" (يوحنّا 20: 22-23).
سرّ التّوبة والاعتراف تجديد لمعموديّتنا. الكاهن اللّابس "الحُجر" منوطٌ به، أوّلاً، تتميم هذا السّرّ، أعني سماع اعترافات أبنائه، بإرشادهم الرّوحيّ وبمتابعة حياتهم وغفران خطاياهم.
أعلم جيّداً أنّ الكثيرين يذهبون إلى الأديار متّخذين كهنة رهباناً آباءً روحيّين لهم. هذا مبارك ولا تمنع الكنيسة ذلك. إنّما هذا لا ينفي أبداً أنّ كاهن رعيّتهم منتظَرٌ منه أن يكون، قبل سواه، أباً لهم بكلّ معنى الكلمة.
واجبات الكاهن لا تقتصر على إقامة الصّلوات، وأهمّها القدّاس الإلهيّ، وعلى إتمام الواجبات الدينيّة كتتميم سرّ المعموديّة والإكليل والدّفن. عليه أن يتابع أمور حياة رعيّته من كلّ جوانبها، طبعاً بمعاونة أعضاء مجلس رعيّته.
هو المسؤول الأوّل عن التعليم، عن جمع خرافه تحت مظلّة الكنيسة الأرثوذكسيّة: الأولاد، الشّباب والعائلات....
على كلّ رعيّة واجبُ أن يكون هناك تعليم دائم أسبوعيّ للأطفال، للشّباب وللعائلات.
كما يجب على الكاهن أن يتعرّف على رعيّته عن كثب ويتابع وضع كلّ عائلة فيها ومشاكلها، لاسيّما المشاكل الزّوجيّة، قبل أن يتفاقم الخلاف بين الرجل والمرأة ويلتجئا إلى المحكمة الرّوحيّة.
طبعاً يمكن له أن يتعاون مع من يجده كفيًّا لمساعدته: أبناء الرّعيّة أو أعضاء مجلس الرّعيّة ودوائر المطرانيّة الخاصّة بذلك.
أعود وأقول: دعوة الكاهن هي، أوّلاً وقبل كلّ شيء، أن يكون "أباً" حسب قول الرّسول بولس إلى أهل كورنثوس: "إن كان لكم ربوات من المرشدين في المسيح لكن ليس لكم آباءٌ كثيرون. لأنّي أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل"( 1كورنثوس 4: 15).
طبعاً، قد ارتأت الكنيسة أن تعطي، عن طريق الأسقف، "الحُجر" للكاهن لكي يصبح أباً روحيّاً ويتمّم سرّ الإعتراف انطلاقاً من تمييزه للمواهب ورقابته عليها.
أيّها الأحبّاء، نعيش اليوم في عصر كثرت فيه المصاعب المستجدّة، وذلك مع الشّباب والعائلات، إن كان ذلك في ما يختصّ بالتكنولوجيا وسبل التواصل الاجتماعيّ أو بانتشار الهرطقات والممارسات الشاذّة.
لذلك علينا أن نبقى حريصين على التمسّك بتقليد آبائنا القدّيسين في كنيستنا المسيحيّة الأرثوذكسيّة التي فيها يؤدّي الكاهن دوراً رئيسًا، ليس فقط في الأمور التدبيريّة المادّيّة بل، وأيضًا وبخاصّة، في أمور المسلك الاِجتماعيّ والرّوحيّ.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريَّة القيامة باللَّحن السّادس
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر. فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتولَ مانحاً الحياة. فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.
القنداق باللّحن الرّابع
يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالقِ غيْرَ المرْدودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طَلِباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطِّلْبَةِ، يا والدةَ الإلهِ المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.
الرِّسالَة
أف 2: 4-10
خلِّص يا ربُّ شعبَكَ وبارِك ميراثك
إليك يا ربُّ أصرُخُ إلهي
يا إخوةُ، إنَّ اللهَ، لكونِهِ غنيًّا بالرحَمةِ، ومن أجل كثرَةِ محبّتِه التي أحبَّنا بها حينَ كُنَّا أمواتاً بالزَّلّاتِ، أحياناً مع المسيح (فإنَّكم بالنِّعمَةِ مخلَّصون). وأقامَنا معهُ وأجلَسنا معهُ في السّماويَّاتِ في المسيحِ يسوع، ليُظهِرَ في الدهور المستقبَلَةِ، فَرْطَ غِنى نِعمَتِه باللُّطفِ بنا في المسيح يسوع. فإنَّكم بالنِّعمَةِ مخلَّصونَ بواسِطةِ الإيمان. وذلك ليسَ منكم إنَّما هُوَ عَطيَّةُ الله، وليسَ من الأعمال لِئلّا يفتخِرَ أحدٌ. لأنَّا نحنُ صُنعُهُ مخلوقينَ في المسيحِ يسوعَ للأعمال الصّالِحةِ التي سبَقَ اللهُ فأعَدَّها لنسلُكَ فيها.
الإنجيل
لو 16: 19-31 (لوقا 5)
قال الرّبّ: كان إنسانٌ غنيٌّ يلبس الأرجوان والبَزَّ ويتنعَّم كلَّ يوم تنعُّماً فاخراً. وكان مسكينٌ اسمُه لَعازر مطروحاً عند بابه مصاباً بالقروح، وكان يشتهي أن يشبع من الفُتات الذي يسقط من مائدة الغنيّ، فكانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه. ثم مات المسكين فنقلته الملائكة إلى حضن إِبراهيم. ومات الغنيّ أيضاً فدُفِن. فرفع عينيه في الجحيم، وهو في العذاب، فرأى إِبراهيمَ من بعيد ولعازرَ في حضنه. فنادى قائلاً: يا أبتِ إِبراهيمُ ارحمني وأَرسِل لعازر ليغمِّس طرَف إصبعه في الماء ويبرِّد لساني لأنّي معذَّب في هذا اللَّهيب. فقال إِبراهيم: تذكَّر يا ابني أنّك نلت خيراتك في حياتك ونالَ لعازرُ بَلاياه. والآن فهو يتعزّى وأنت تتعذَّب. وعلاوةً على هذا كلِّه فبيننا وبينكم هوَّةٌ عظيمة قد أُثبتت، حتّى أنَّ الذين يريدون أن يجتازوا من هنا إليكم لا يستطيعون ولا الذين هناك أن يعبروا إلينا. فقال: أسألك، إذن، يا أبتِ أن ترسله إلى بيت أبي، فإنَّ لي خمسةَ إخوة، حتّى يشهدَ لهم لي فلا يأتوا هم أيضاً إلى موضع العذاب هذا. فقال له إِبراهيم: إنَّ عندهم موسى والأنبياءَ فليسمعوا منهم. قال : لا يا أبتِ إِبراهيم، بل إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون. فقال له: إن لم يسمعوا من موسى والأنبياءِ فإنَّهم ولا إن قام واحد من الأموات يصدّقونه.
الجنس الضعيف
عبارة أُلصقت بالمرأة وغَدَتْ ملازمةً لها عبر آلاف السنين، واعتُبر ضعفُها، مقارنةً بالرجل، أمرًا مُسلَّمًا به، بُنيت على أساسِه الشرائعُ والنظمُ الاِجتماعيّة التي جعلت الرّجل قيّماً على المرأة ومسؤولاً عنها كونَه الجنسَ القويّ وكونها الجنسَ الضعيف.
شرائع ونظم نزعت عن المرأة كلّ صفة تقديريّة لها في المجتمع وحصرتها بالرّجل.
وكمثال على ما نقول حُرمت المرأة من حقّ التصويت ولم تنتزعه إلّا في النّصف الأوّل من القرن العشرين، حين كشفت للعالَم أنّها غير ضعيفة إذ واجهت، منفردة ودون رجلها الذي قُتل في أحداث الحرب العالميّة الثانية أو تشوّه او أُقعِد، كلّ الضغوط الإقتصاديّة والنفسيّة والاِجتماعيّة وتحمّلت، منفردة، أعباء تربية عائلته.
وقد تُلطَّف هذه العبارة بالقول عن المرأة إنّها الجنس اللّطيف، وغالباً ما تُربط هذه الصفة بالأنوثة مقابل خشونة الرّجولة وقساوتها، وكأنّ اللّطف مرادفٌ للضّعف أو كأنّه نقيضُ الرّجولة وخارجٌ عن دائرة خصائصها، في حين أنّ الكتاب المقدّس يذكر اللّطف على أنّه من صفات الله ويطلب الرّسول بولس من قرّائه أن يكون اللّطفُ لباسهم (كول 3: 12).
أوّل ما يتبادر إلى ذهننا ونحن نتفحّص أسباب إلصاق الضعف بالمرأة هو الضّعف البدنيّ مقابل القوّة البدنيّة للرّجل.
وإذا سلّمنا جدلاً بأنّ الضعف البدنيّ عند المرأة هو واقعة بيولوجيّة تعود أسبابها إلى الطبيعة الأنثويّة كما خلقها الله، هل يحقّ لنا، بناء عليه، أن ننسب الضعف إلى جنس المرأة انطلاقاً من ضعفها البدنيّ؟
هل الإنسان بدنٌ محض؟ هل تُحصرُ قوّةُ الإنسان في بدنه فقط؟ لن نخوض في هذا كلّه عَبر هذه الأسطر، بل سنكتفي بطرح تساؤلات حول ظاهرة التسليم الأعمى بضعف المرأة بدنيًّا.
هل يُعتبر الضعف البدنيّ عند المرأة صفةً فيزيولوجيّة وجينيّة تحكم النموّ الجسديّ للمرأة ولا مفرّ لها من تبعاتها التكوينيّة على بدنها، أم إنّ عوامل أخرى تُسهم في نشوء بدنها ضعيفاً؟
والسؤال عينه يُطرح بشأن القوّة البدنيّة عند الرجل.
من المؤكّد أنّ للنظم التربويّة، وتحديداً للتربية الأُسريّة، والقيم الاجتماعيّة السائدة في المجتمع دوراً حاسماً في تكوين البنية الجسديّة عند كلّ من المرأة والرجل؛
فغالباً ما يُطلب من الصبيّ ما لا يُطلب من البنت إذ يبقى الجهدُ البدنيّ المطلوب هو المعيار في تحديد ما يُطلب من الذَّكر ومن الأنثى، فالقرار قد اتُّخذ، مسبقاً في استحضار قوّة بدنيّة من الذَّكر وعدم استحضارها من الأنثى. والكلّ يقرّ، اليوم، بأنَّ هذا السلوك الأُسريّ يستتبع، حكماً، نموًّا بدنيًّا عند الذكر يختلف عنه عند الأنثى.
كما أنّ الشكل الجسديّ الذي تفرضه القيم الاجتماعيّة على الأنثى مغايرٌ تماماً لمثيله المفروض على الذكر.
ويقرّ علم الاجتماع بتأثير القيم الاجتماعيّة السائدة في مجتمع ما على السلوك الأُسريّ وعلى التنشئة العائليّة عموماً، أضف إلى ذلك المتطلّبات العسكريّة التي تفرض على الذكور تربية بدنيّة لا تتلّقى الأنثى منها إلا الجزء اليسير.
خلاصة القول: هل القوّة البدنيّة قدرٌ إلهيٌّ حُدِّد للذكر حصراً وحُرمت منه الأنثى، أم أنّ القوّة الذكوريّة والضعف الأنثويّ هما صورتان مسبقتان صورّهما فكر ذكوريّ يرى أنّ القرار والحكم والسيطرة والحكمة هي من خصائص الرجل دون المرأة وشُرِّعتْ، لتجسيد هاتين الصورتين الباطنيَّتين، قوانين وتربيةٌ وقيمٌ اجتماعيّة؟
أنا لا أدّعي جواباً عن كلّ هذا ولكنّي أطرح هنا أيضًا سؤالاً وأرجو أن لا يجيب عنه لاهوتيٌّ بل عالِم في البيولوجيا والأنتروبولوجيا والاجتماع:
هل المرأة، بطبيعتها، ضعيفة بدنيًّا؟ وهل الرجل، بطبيعته، قويّ بدنيًّا؟ أم أنّ المجتمع أراد للرجل قوّة وللمرأة ضعفاً ليكرّس واقعاً ذكوريًّا أساسهُ جسدٌ ذكريّ قويّ؟ ماذا نلحظ إذا قارنّا بين قوّة بدنيّة لأنثى مارست العمل الجسديّ القاسي أو الرياضة منذ طفولتها وبين ذكر لم يقم بأيّ من هذين العملين؟
أو إذا قارنّا بين بدن فتاةٍ تعمل في مجتمع زراعيّ تقليديّ وبين رجل في مجتمع خدماتيّ؟
وما يزيد من ثقل هذا الواقع المكرّس والمسلّم به سَنَدٌ دينيّ قائمٌ على تفسير حرفيّ لنصوص من الكتاب المقدّس تُنزع من سياقها ومن إطارها الزمنيّ- الحضاريّ الذي دُوِّنتْ في إطاره، تفسيرٌ ناموسيٌّ بعيدٌ عن مفهوم الوحي وأقرب إلى مفهوم الإنزال:
"هو الذي مكّننا من خدمة العهد الجديد، عهد الرّوح لا عهد الحرف، لأنّ الحرف يُميت والرّوح يحيي". (2 كور 3: 6).
فإذا أخذنا، مثلاً، النّصوص الكتابيّة التي تروي لنا قصّة الخلق، وما قاله الرّسول بولس:
"لأنّ الرجل هو صورة الله وشعاعه وأمّا المرأة فهي شعاعُ الرجل وليس الرجلُ من المرأة بل المرأة من الرجل، ولم يُخلق الرجل من أجل المرأة بل خُلقت المرأةُ من أجل الرجل". (1كور 11: 7-9) ولنتصوّر ما يمكن أن يُبنى عليها من سندٍ يكرّس تفوّق الرجل على المرأة.
لماذا يُراد للشراكة التي أرادها الله بين المرأة والرجل أن تكون على أساس التفوّق والخضوع؟ ألا نرى في هذا أنّ البشريّة، في قطبَيْها الذكوريّ والأنثويّ، تبني لذاتها شراكةً واهنةً في حين أرادها الله لها شراكة محبّةٍ ثالوثيّة قائمة على الوحدة والتمايز.
إعلان الأسقف "كلمة حقّ اللّه"
يُبادر الأسقفُ إلى إبداء حُكْم في تعليمٍ ما أو وضعٍ ما، أو يُحجم أو يؤجّل إبداء الحكم، وفقًا لما يُمليه عليه التّمييزُ والحكمة اللّذان يتمتّع بهما بمؤازرة من الرّوح القدس.
فحكمته هي التي تحدّد له زمن التّدخل وكيفيّتَه متى وجد ذلك مناسبًا وفيه خير الكنيسة. والتّمييز الذي له، وبمعونة النّعمة الإلهيّة، هو الذي يقوده، فيُبادر إلى أمرٍ ما أو يحجم عن القيام به.
فهو يبادر متى أراد ويُحجم متى أراد، مستلهمًا الله، متحصّنًا بالصّلاة وبمشورة الحكماء وأصحاب التّمييز.
وفي هذا، كما في كلّ عمل من الأعمال، يضع الأسقفُ نصبَ عينيه يومَ مثوله لدى المسيح الإله.
لا يُمكن للمرء أن يضع نفسه في موضع الدّيّان بالنّسبة للأسقف. فإذا ما أقدم الأسقفُ أو أحجم أو تماهل أو "تراخى وتخاذل" كما قد تظنّ، فلك أن تتقدّم إليه بـ "النّصح والمشورة" عارضًا رأيك أمامه، أو دَعْهُ وربَّهُ. وصلِّ إلى الرّبّ أن يُلهمه ما فيه خير الكنيسة.
فالكنيسة تصلّي في كلّ قدّاس لأجل أسقفها، ليس فقط كيما يكون "صحيحًا معافًى مديد الأيّام"، بل، وأيضًا، كَيما يكون "قاطعًا، باستقامة، بكلمة الحقّ"، أي أن يُمارس مهمّة "القطع بكلمة الحقّ"، فيُعلن "كلمة حقّ الله"، بشكل قطعيّ نهائيّ محسوم، في تعليم أو موقف أو وضع ما، اقتضت الضرورة البتّ بشأنه.
فهذا البتّ، وإن كان مطلوبًا من كلّ من حباه الله حكمة وعلمًا وتمييزًا، إلّا أنّه مهمّة أساسيّة من مهمّات الأسقف.
ألا أرشد الله كلّ أسقف إلى أن يقوم بمهمّته باستقامة وأمانة، آمين.
أقوال في التّوبة
صلاة القدّيس أفرام السريانيّ:
أيّها الرّبّ وسيّد حياتي أعتقني من روح البطالة والفضول وحبّ الرّئاسة والكلام البطّال. وأَنعِم عليّ أنا عبدَك الخاطئ بروح العفّة واتّضاع الفكر والصّبر والمحبّة. نعم يا ملكي وإلهي، هَبْ لي أن أعرف ذنوبي وعيوبي فلا أدينَ إخوتي، لأنّك مبارك إلى الأبد، آمين.
من أقوال القدّيس باييسيوس:
لا تطلب شيئاً في الصّلاة سوى التّوبة. لا تسعَ وراء العجائب والرّؤى والنُّبوءات والمواهب، اِسعَ فقط وراء التّوبة. التّوبة تجلب لك التواضع، والتواضع يجلب نعمة الله، والله يعطيك بنعمته ما تحتاج نفسك إليه من أجل الخلاص.
صلاة ابتهاليّة:
أعطني يا ربّ أن أتوب توبةً صادقة.
أن اتمّم بقيّة زمان حياتي بسلام وتوبة.
أيّها الإله الرّحوم التّوّاب على مساوئ الناس، امنحني أن أذوق شيئاً من تواضعك السّحيق، من محبتّك الفائقة على كلّ شهوة عالميّة، من ملكوت فرحك العظيم.
اجعلني أعرفُ خطيئتي وضعفاتي الكثيرة وأبكي عليها. لأنّي أودّ أن أخلص منها...
كيف يعرفك العالَم؟ كيف أعرفك أنت حياتي؟ أعطني دموع توبة من أجل ذلك، دموع فرح بمحبّتك. أعطني أن أعرفك لا بعقلي فقط بل، وأيضًا، بقلبي وجسدي، بكياني كلّه.
لماذا ابتعد عنك العالَم الحاضر؟ لماذا ابتعد عنك البنون؟ هل كنتُ عثرة أمام الآخَرين؟ هل فضّلتُ مالَ الأرض ورفاهيَتها؟
التنعّم الحقيقيّ أليس عندك؟ ألَم يعد يجذبنا؟ يجذبنا العلمُ والحضارة، يجذبنا جمال الجسد، فأين وجهك المنير؟ أين شعاع تعزيتك العميق الذي يفوق كلّ شعاع أرضيّ؟
لا أعرف ماذا أقول. إنّي خائف، أخشى الموت، أعني في آخر أيّامي، في ضعف جسدي وأمراضي. اجعلني أتوب توبة صادقة أتنقّى بها من أفعالي وأفكاري الرّديئة والخفيّة.
إنّي ملتجئ إلى شفاعة القدّيس أفرام. ابتدأتُ معه فأنتهي معه من أجل لقياك. برحمتك الكبيرة اِرحمني كما رحمتَه، بشفاعاته وشفاعات جميع القدّيسين. آمين.