الأحد 11 شباط 2018
11 شباط 2018
الأحد 11 شباط 2018
العدد 6
أحد مرفع اللّحم
اللّحن الثالث الإيوثينا الثالثة
* 11: الشّهيد في الكهنة فلاسيوس ورفقته، الملكة ثاوذورة، * 12: ملاتيوس أسقف أنطاكية، * 13: الرَّسولان برسكيلا وأكيلا، البارّ مرتينيانوس، * 14: البارّ أفكسنديوس، البارّ مارون النَّاسك، * 15: أونيسيموس أحد الرُّسل السَّبعين، البارّ أفسابيوس، * 16: الشّهيد بمفيلس ورفقته، * 17: تذكار جامع للآباء الأبرار، العظيم في الشّهداء ثاوذورس التِّيرونيّ. **
العمل الإجتماعيّ
يتكلّم الكثيرون اليوم على عمل الرّحمة والإحسان إلى الآخرين.
يقولون إنّ هذا الأمر - أعني محبّة القريب والإحسان إليه - هو المطلوب قبل كلّ شيء. هذا صحيح طالما يقول الكتاب: "إفتدِ خطاياك بعمل الإحسان وآثامك بالرّحمة للبائسين تَطُلْ دعتك" (دانيال 4: 24).
هذا يمكن أن يكون تعبيراً صحيحاً عن محبّة الإنسان لقريبه، لكنّه لا يكفي، أو بالأحرى لا يصحّ، إلّا إذا كان نابعاً من محبّة المسيح.
الإحسان بحدّ ذاته ليس هو الغاية، كما لا يكون أولويّة، مع اعترافنا بفائدته. لنتذكّر وصيّة الله الأولى: "أحبب الله من كلّ قلبك، من كلّ قدرتك، من كلّ ذهنك، وقريبك كنفسك". واضح هنا أنّ الأولويّة هي محبّة الله ومحبّة القريب تنبع من الأولى. هذا هو الطريق الصحيح وإلّا يفشل أو على الأقلّ يتعرّض للخطر كلّ عمل اِجتماعيّ يقوم به الإنسان تجاه الآخرين.
هذه هي المحبّة اللّاأنانيّة التي لا تبغي ما لذاتها، لا تطلب شكراً، لا تطلب مبادلة بالمثل. كثيراً من الأحيان نشعر بالخيبة عندما لا يبادلنا الآخر بالمثل بعد مبادرة طيّبة من قِبَلنا. وكأنّنا بحاجة دائماً إلى أن يشكرنا ويمدحنا لكلّ عمل حسن تجاهه.
المحبّة الخالصة "لا تطلب ما لنفسها" (1كورنثوس 13: 5). المسيحيّ لا يتصرّف فقط بدافع مصلحته الخاصّة.
الله يشرق شمسه على الصالحين والأشرار، يمطر على الفئتين على السواء. يقول مثلاً القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ.
يذكر الإنجيل "التلميذ الذي كان يسوع يحبّه"؛ هذا لا يعني أنّه كان يفضّله على الآخرين. هذا يعني أنّ
القدّيس يوحنّا اللّاهوتيّ كان يحبّ الله أكثر من غيره، لذا هو يحظى، أكثر من غيره، بمحبّة المسيح الواحدة للجميع. إنّه يشبه ذاك الذي يغرف أكثر من غيره من مياه البحر الواسعة. محبّة الله كالمحيط واسعة لا تنضب. نحن بحاجة إلى الإنجيل لأنّه يكشف لنا سَعَة محبّة الله ويرشدنا إلى الطريق القويم. هو الذي يقول لنا "أحبّوا أعداءكم... أحسنوا وصلّوا للّذين يسيئون إليكم" (متّى 5: 44).
هذا لا يعني أنّ الإحسان للقريب لا يقودنا إلى معرفة الله ومحبّته، هذا يعني أنّ عمل الرّحمة يقودنا إلى المعرفة الإلهيّة والعكس بالعكس.
كان القدّيس سلوان الآثوسيّ يقول إنّ معرفة المسيح وأقواله وحياته كانت تقوده إلى محبّة كلّ العالم.
اليوم ما هو المطلوب؟ المؤسّسات الإجتماعيّة والجمعيّات الخيريّة للإغاثة وأعمال الرّحمة كثيرة. الحاجة اليوم ليست فقط للطعام واللّباس بل أيضًا، وخصوصاً، للتعبير عن محبّتنا المسيحيّة من أجل الشفاء الجسديّ، النفسيّ والرّوحيّ، من أجل أن يشعر الإنسان أنّ المسيح نفسه يفتقده عن طريق أبناء الكنيسة، وخصوصاً الكاهن.
حاليًّا نعيش أيّاماً لا نستطيع فيها الاِكتفاء بدعوة المؤمنين إلى الكنيسة. علينا أن نذهب إليهم، إلى بيوتهم، أن نقدّم لهم مع الطعام المادّيّ، الطعام الرّوحيّ: كلمة الله العزاء والشفاء.
الإحسان يمرّ دائماً بمعرفة الله ومحبّته.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللّحن الثّالث
لتفرحِ السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالَمَ الرحمةَ العُظمى.
قنداق أحد مرفع اللّحم باللّحن الأوّل
إذا أتيتَ يا اللهُ على الأرضِ بمجدٍ، فترتعدُ منكَ البرايا بأسرها، ونهرُ النارِ يجري أمامَ المِنبر، والكتبُ تُفتَحُ والأفكار تُشَهَّر. فنجِّني من النار التي لا تُطفأ، وأهِّلني للوقوف عن يمينِك، أيُّها الدَّيّانُ العادِل.
الرِّسالة
1 كور 8: 8-13، 9: 1-2
قُوَّتي وتَسْبِحَتي الربُّ
أدباً أَدَّبَني الربُّ، وإلى المَوْتِ لَمْ يُسلّمني
يا إخوة، إنّ الطعامَ لا يقرِّبُنا إلى الله، فإنّنا إن أكلنا لا نَزيدُ، وإن لم نأكل لا ننقُص. ولكنِ انظروا أن لا يكونَ سلطانُكم هذا مَعثرةً للضعفاء. لأنّه، إن رآك أحدٌ، يا من له العِلمُ، مُتَّكِئاً في بيتِ الأوثان، أفلا يتقوّى ضميرُه، وهو ضعيفٌ، على أكلِ ذبائح الأوثان، فيهلِكَ بسببِ عِلْمك الأخُ الضعيفُ الذي مات المسيحُ لأجلِه؟ وهكذا، إذ تُخطِئون إلى الإخوةِ وتجرحون ضمائرَهم وهي ضعيفة، إنّما تُخطئِون إلى المسيح. فلذلك، إن كان الطعامُ يُشَكِّكُ أخي فلا آكلُ لحمًا إلى الأبد لئلاّ أُشكِّكَ أخي. ألستُ أنا رسولاً؟ ألستُ أنا حُرًّا؟ أما رأيتُ يسوعَ المسيحَ ربَّنا؟ ألستم أنتم عملي في الربّ؟ وإن لم أكن رسولاً إلى الآخَرين فإنّي رسولٌ إليكم، لأنّ خاتَمَ رسالتي هو أنتم في الربّ.
الإنجيل
متّى 25: 31-46
قال الربُّ: متى جاءَ ابنُ البشر في مجده وجميعُ الملائكةِ القدّيسين معه، فحينئذٍ يجلس على عرش مجدِه، وتُجمَعُ إليه كلُّ الأمم، فيميِّزُ بعضَهم من بعضٍ كما يميِّزُ الراعي الخرافَ من الجِداء، ويقيمُ الخرافَ عن يمينه والجِداءَ عن يسارِه. حينئذٍ يقول الملكُ للّذين عن يمينه: تعالَوا يا مبارَكي أبي، رِثُوا المُلكَ المُعَدَّ لكم منذ إنشاء العالم، لأنّي جُعتُ فأطعمتموني، وعطِشتُ فسقيتموني، وكنتُ غريباً فآوَيتموني، وعريانا فكسَوتموني، ومريضاً فعُدتموني، ومحبوساً فأتيتم إليَّ. حينئذٍ يُجيبه الصدّيقون قائلين: يا ربُّ، متى رأيناك جائعاً فأطعَمناك أو عطشانَ فسقيناك؟ ومتى رأيناكَ غريباً فآوَيناك، أو عُريانا فكسَوناك؟ ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك؟ فيُجيبُ الملكُ ويقولُ لهم: الحقَّ أقولُ لكم: بما أنَّكم فعلتم ذلك بأحدِ إخوتي هؤلاءِ الصِّغار فبي فعلتُموه. حينئذٍ يقولُ أيضاً للّذين عن يسارِه: إذهبوا عنّي يا ملاعينُ إلى النار الأبدَّية المُعدَّةِ لإبليسَ وملائكتِه، لأنّي جُعتُ فلم تطعِموني، وعطِشتُ فلم تَسقُوني، وكنتُ غريباً فلم تُؤووني وعُرياناً فلم تَكسُوني، ومريضاً ومحبوساً فلم تزوروني. حينئذٍ يُجيبونَه هم أيضاً قائلين: يا ربُّ متى رأيناكَ جائعاً أوغريباً أو عُرياناً أو مَريضاً أو مَحبوساً ولم نخدُمْك؟ حينئذٍ يُجيبُهم قائلاً: الحقَّ أقولُ لكم: بما أنَّكم لم تفعلوا ذلك بأحدِ هؤلاء الصِّغار فبي لم تفعلوه. فيذهبُ هؤلاءِ إلى العَذابِ الأبديّ، والصِّدّيقونَ إلى الحياةِ الأبديّة.
في الإنجيل
تدعو الكنيسة الأحد الثالث قبل الصَّوم أحدَ الدينونة، وهذا لأنّ القراءة الإنجيليّة التي تُتلى فيه تضع السَّيّدَ في وسط فريقَيْن، يؤلّف الفريق الأوّل "الأبرار أو الصّالحين" والفريق الثاني "الأشرار"، ليدين بينهما. السؤال الذي سنحاول الإجابة عنه لاحقاً هو: هل المسيح حقًّا هو الذي سيَدين؟ أم أنَّ الدّينونةَ مركزها المسيحُ الإنسانُ-الإله؟ يبدو لنا وكأنَّ السؤالين يتشابهان.
أوَّلاً على القارئ أن يعي الإطارين اللّذَين يوضع فيهما هذا الإنجيل. الإطار الأوّل هو مكانه ضمن أناجيل آحاد التريودي الـمُمهِّدة للصّوم (المسار العموديّ)؛ أمّا الإطار الثاني فهو وجوده ضمن سلسلة من الرِّوايات والأمثال المتتالية التي تتناول موضوع الدينونة بشكل عامّ (المسار الأفقيّ) في إنجيل متّى. فضمن السياق الأخير سيأتي الديّان كلصٍّ وسَيَدين على حسب يقظة وسهر العبد المؤتَمَن.
هذا يندرج ضمن إطار السَّهَر الرّوحيّ. أمّا بشأن إدراج هذا الإنجيل في ترتيب الآحاد الـمُهيّئة للصّوم، فهذا الإنجيل هو الثالث على التوالي. هذه الآحادُ تَحُثُّ المؤمن على التوبة بدءًا بالتواضُع (أحد الفرّيسيّ والعشّار) ومن ثمَّ الرّجوع إلى الله الناتج عن التَّواضُع والتخلّي عن النعيم الأرضيّ (أحد الابن الضَّالّ) وهذا ما سيقودنا إلى المحبّة (أحد الدينونة) التي هي ثمر التواضع والتوبة.
هل سيدينُنا يسوع؟ بالطبع لا! فهو القائل: "فقد جئتُ لا لأدين العالَم بل لأخلِّصَ العالَم" (يو 12: 47). فمن يدينُ إذَن؟ الكلمة التي قالها يسوع وبشّر بها هي التي تدين (يو 12: 48). كيف؟ لأنَّ كلمة يسوع المسيح هي المحبّة بحدّ ذاتها! "أحبّوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتُكُم" و"الله محبّة" إذ أخلى ذاته من أجل البشر، ذلك الذي لا حاجةَ لهُ أن يتجسَّد ويتألَّم من أجل خلاص الجنس البشريّ السّاقط. هذه هي المحبّة التي ستدين. فلننظُر كيف. في إطار إنجيل متّى مطلوبٌ من الإنسان التخلّي عن نفسه والعمل والسهر على الوزنات (الرّوحيّة) التي ستوصل الإنسان إلى الله؛ "فماذا ينتفع الإنسان إذا خسر نفسه وربح العالَم كلَّه؟" (مر 8: 36). فكما فعل المسيحُ الذي أحبّ العالَم، إذ تخلّى عن نفسه ونفَّذ المخطَّط الإلهيّ لخلاص البشر (وهذا ما ندعوه سرّ التدبير الإلهيّ)، كذلك الإنسان مَدعوٌّ لإخلاء نفسه عن الشهوات والرّغبات ملتصقاً بالمسيح وساعياً لاقتتناء محبَّته؛ أي أن ينسى نفسه وينفتح على الأخ القريب، أي على الآخَر بالكلّيّة وبالمطلق. بهذا يستعيدُ الإنسانُ صورة الله فيه ويرتقي إلى المثال، أي إلى نقل مركز الاهتمام من نفسه إلى الآخرين وبالتالي إلى المسيح، والعكس صحيح. الخلاص ليس فرديًّا! من يسعَ لخلاصٍ فرديّ يهلكْ!.
الخلاص عمليّة متبادَلة. هو جهادٌ على الصعيدين الفرديّ والجماعيّ.
إنجيلنا اليوم يقول لنا إنَّ الدينونة مركزها المسيح (Christocentric) وثوابُنا نتيجةُ تمثُّلنا بالمسيح. المسيحُ ليسَ حاكِمًا. الآخَر هو دينونتُنا. فبالنهايةِ كلُّ واحدٍ سيفرز نفسه عن الخراف إذا كان رافضاً هذه المحبّة؛ وما هي الدينونة إلاّ عدم استطاعتي احتمال المحبّة والمشاركة بها؟ ونتيجةً لذلك سيبدو لي نورُ المسيحِ نارًا آكِلةً وظلمةً بَرّانيّة، في حين سأرى القدّيسين يتلألأون بهذا النور لأنّهم اتّحدوا بالنور. القدّيسون دينونتي.
رعاية مرضى الألزهايمر
الإنسان يتأثّر اليوم بجوّ العقلانيّة: "أفكّر يعني أنا موجود" كما قال ديكارت. يعطي أهمّيّة لأعمال العقل، للفرديّة والاِستقلاليّة. في كثير من النظرات الفلسفيّة المعاصرة يُختصر الإنسان بعقله وإنجازاته.
الأشخاص المصابون بالخَرف، وبالأخصّ مرضى الألزهايمر، يفقدون القدرة على التحكّم بأمورهم بشكل عاديّ. وكأنّهم، بالنسبة للمجتمع المعاصر، فقدوا إنسانيّتهم، لأنّهم فقدوا الاِستقلاليّة وأصبحوا يعتمدون في حياتهم على الآخرين.
الآباء القدّيسون حدّدوا الشخص الإنسانيّ بأنّه أوّلاً إنسان بشركة مع الآخر، علائقيّ (Relational). وثانياً شدّدوا على أنّ الإنسان هو وحدة جسديّة روحيّة (Psychosomatic Unity).
إذا درسنا بعمق هذين الأمرين، نستطيع وضع أسس كنسيّة للتعامل مع هؤلاء المرضى.
الإنسان شخص علائقيّ. الآخر يحدّد وجودي. الصعوبة لدى الإنسان هي أن يخرج من ذاته، من أنانيّته ويلتقي بالآخر، ويكون مع الآخر بعلاقة وتواصل، رغم كون الآخر لديه أيضاً صعوبة في التواصل.
كيف نتواصل مع شخص فقد هذه القدرة على التواصل: الآباء يعطوننا الجواب... القدّيس غريغوريوس النيصصيّ (نقلاً عن لارشيه) يشرح أنّ النُّوس، نقطة الإرتباط مع الله هو في علاقة مباشرة مع كلّ أعضاء الجسد، وذلك بحسب تركيبة لا نفهمها . والجسد له أعمال محدّدة وكذلك النفس البشريّة. فتبثّ النفس إلى الجسد المنظّم القوّة للحياة والفهم الحسّيّ، أي التعاطي مع الأمور المادّيّة.
ماذا يحدث إذاً عندما يتعطّل عمل الجسد؟ يشرح هذا القديس يوحنّا الرّاهب فيقول: عندما يتعطّل أحد أعضاء الجسد، كالقلب أو العقل، هذا لا يعني أنّ طبيعة النفس قد تعطّلت أيضًا. ويشرح القدّيس يوحنّا الدمشقيّ هذا الأمر بأنّه، عندما يتعطّل وتر من أوتار آلة موسيقيّة، لا يعني هذا أنّ إصبع الإنسان قد تعطّلت بل القدرة لهذه الإصبع على إصدار النغم هي التي تعطّلت بسبب انعطاب الوتر في الآلة. وهكذا، عندما تضعف قدرة الإنسان على التعبير بشكل صحيح بسبب المرض، هذا لا يعني أنّ نفسه البشريّة أيضًا تعطّلت، فالعطل لا يسلب المرءَ كلّ شيء، والعلم الحديث أكّد هذا:
أنّ الإنسان المصاب بالخَرف لا يفقد الأحاسيس والخيال والمشيئة والحسّ، حتّى في المراحل المتقدّمة من المرض. الإنسان الداخليّ ما زال موجوداً في الجسد. لا يحطّم المرضُ النُّوس وتبقى للإنسان المريض حاجة للتواصل. فهو كالآلة الموسيقيّة التي تعطّل وترها، فتجاهد لإخراج نغمة ما ولا تستطيع بسبب حالتها ولكن بعض الأوتار ما زال يعمل، ونحن نركّز على الأوتار الباقية لنتواصل مع هذا الشخص.
ربّما لن يستطيع أب أن يتعرّف على ابنه، ولكن يستطيع لمس المحبّة التي تصدر عن ابنه، أي أنّ هناك شخصًا محبًّا أمامه وهذا ما يعطيه فرحاً داخليًّا لا يوصف يظهر بإمارات وجهه. بهذا التواصل يبطُؤ انحدار الأشخاص... هذا ما يؤكّده العلم أيضاً.
بما أنّ النُّوس لم يتعطّل، يشعر هؤلاء بالنعمة الإلهيّة عندما تبدأ الصلاة بحضورهم أو عندما تأتي إليهم الكنيسة بالأسرار المقدّسة كالمناولة أو الزيت المقدّس، إنّها تضعهم في تواصل مع الله، وتنقلهم إلى حضرة المسيح المخلّص، وتحوّلهم. هذا ما يتحسّسه الكاهن عند الصلاة معهم إذ يتفاجأ بتردادهم معه الصلاة، أو بهدوء سلاميّ يظهر على وجوههم يعكس ما قاله القدّيسون آنفاً بأنّ النفس البشريّة ما زالت موجودة وتتواصل مع الآخر.
والعلاقة معهم أساسيّة في الكنيسة لأنّهم جزء أساسيّ في جسد المسيح. "ومن يتألّم ولا أتالّم معه"؟ يقول بولس الرّسول. وجودهم فرصة للخدمة، ومن يخدمْهم يَقُمْ بغسل رِجلَيِ الرّبّ يسوع نفسه. وأيضًا خدمتهم تعود بالمنفعة الرّوحيّة على الخادم والعائلة: فالمسنّون يذكّروننا بدنوّنا من الموت، يشعروننا بأنّ الحياة العالميّة وضجيجها ومغرياتها وغناها وسلطاتها ووجاهتها تنتهي هنا، بهذا السكون الرّهيب عندهم... هذا السكون يُرجعنا إلى ما هو الأساس: التوبة، وإعادة النظر في أمور الحياة كالتأمّل بهدف الإنسان ووجهته.
أخبــارنــا
محاضرة في معهد اللّاهوت- جامعة البلمند
برعاية صاحب الغبطة يوحنّا العاشر الكلّيّ الطوبى والجزيل الاحترام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يدعوكم معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللّاهوتيّ في جامعة البلمند إلى ندوة موضوعها:
"ألزهايمر: المرافقة الرّعائيّة والطبّيّة والنفسيّة"
يشارك فيها مجموعة من الأخصّائيّين:
الدكتور ناظم باسيل، والدكتور دانيال هانشو، والدكتورة جاين كارانهان، الدكتور ميشال ضاهر، والقاضي ندى المعلوف.
الزمان: السبت 17 شباط ٢٠١8، من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الواحدة بعد الظهر.
المكان: قاعة البطريرك إغناطيوس الرّابع في معهد اللّاهوت. (الترجمة الفوريّة إلى اللّغة العربيّة مؤمّنة)
للاِستعلام، الاِتّصال بمعهد اللّاهوت: 930305/06
أو بالبريد الإلكترونيّ: theology@balamand.edu.lb
إجتماع كهنة الأبرشيّة
نذكّر الأخوة الكهنة الأجلّاء بموعد اجتماعهم الدوريّ الذي سيُعقد يوم السبت الواقع فيه 17 شباط 2018. يبتدئ الاِجتماع بالقدّاس الإلهيّ عند الساعة الثامنة صباحاً في كنيسة ميلاد السيّدة في دار المطرانيّة في طرابلس، ويليه اللّقاء. الحضور ضروريّ، والرجاء التأكيد.