الأحد 15 تَمّوز 2018
15 آب 2018
الأحد 15 تَمّوز 2018
العدد 28
أحد آباء المجمع المسكونيّ الرابع
اللَّحن السادس الإيوثينا السابعة
* 15: الشّهيدان كيريكس وأمُّه يوليطة، * 16: الشّهيد في الكهنة أثينوجانس ورفقته، * 17: القدّيسة الشّهيدة مارينا، * 18: الشّهيد إميليانوس، البارّ بمفو، * 19: البارَّة مكرينا أخت باسيليوس الكبير، البارّ ذِيُّس، * 20: النبيّ إيلياس التَّسبيتيّ، * 21: البارَّان سمعان المتباله ويوحنَّا رفيقه في النُّسك.
الإدمان
الإدمان على السكر وعلى المخدّرات وغيرهما كارثةٌ كيانيّة للإنسان آخرتها موت لا محالة، هدمٌ لكيانه بالكلّيّة.
ما العلاج؟
إن ظهر وكأنّه تعزية للإنسان فعلينا استبدال التعزية الجسديّة بتعزية روحيّة، اللّذّة الجسديّة بلذّة روحيّة "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرّبّ".
الصلاة على أنواعها، الفرديّة والجماعيّة، تساعد، شرط أن لا تكون روتينيّة، أن لا تؤدَّى فقط كواجب، كفرض، بل أن يصحبَها وعيٌ ينزل من العقل إلى القلب.
يقول القدّيس يوحنّا السلّميّ ما معناه أنّه إن وقع أحد في شهوة ضارّة، كالسكر والإدمان، فلا يستطيع أن يتخلّص من هذه الآفّة الضارّة إلّا عن طريق استبدالها بشهوة معاكسة مفيدة. شوقُ الله أخمد شوقَ الجسد.
تُرى ما هو الرّادع عن مثل هذه الممارسة الخطرة!؟ تجلب اللّذّةَ الجسديّة وتجعل بيت صاحبها جحيماً، مدمَّراً بالكلّيّة، مقابل حصوله على جرعةٍ واحدة من الهيرويين مثلاً، لأنّ المخدّر يؤثّر على الأعصاب كلّها.
تقول إحدى المدمنات:
"اسمحوا لي أن أروي لكم مشاعري في فترة قمّة إدماني... كنت أريد الاِلتحاق بكليّة الطّبّ، ولكنّ هذا الأمل، الذي كان أغلى من حياتي، لم يعدْ له قيمة عندي.
فلحظةَ دخول سائل الهيرويين في وريدي، وفي سبيل تلك اللحظة، كنت مستعدّة لعمل أيّ شيء... لقد انعدمت أمامي قيمةُ كلّ شي إلّا الهيرويين. فالشرف والحلال والضميرُ والأخلاق والقيم كلّها لا تساوي شيئاً أمام جرعة الهيرويين... من الممكن أن أقتل، من الممكن أن أخون في سبيل جرعة الهيرويين".
بعد ذلك كلّه أقول: على الأهل الإنتباه لأولادهم وتربيتهم على الإيمان والمبادئ الخُلُقيّة: الإيمان هو الرّادع الأوّل عن كلّ هذه التجارب والمنزلقات الخطرة.
هذه المبادئ التربويّة والخُلُقيّة الأساسيّة، من علاج روحيّ وعمليّ، تَفترضُ تصرّفاً عمليًّا مع المدمن مبنيّاً على المحبّة واللّطف وطول الأناة. هذا التصرّف العمليّ يجتذب الإنسانَ المريض شيئاً فشيئاً مهما كانت حالته صعبةً. هو مبنيّ على مبدأ مشاركة الإنسان في العمل مع الله: أنا أعمل والله يعمل معي ويقوّيني.
يتصرّف الإنسان بروح المحبّة والعطاء المجّانيّ وقوّةُ الله وأعاجيبه تؤازره وترافق أعماله.
هذا هو المبدأ الشفائيّ في العمل الروحيّ.
هذا لا يعني أن لا نستخدم إطلاقاً الوسائل العلاجيّة المناسبة لمعالجة الإدمان.
الإنسان اليوم شبع من وسائل الرّاحة المادّيّة، يفتّش عن تعزيات تفوق المادّة وتفوق العالم. لن يجدها إلّا في السعي والعمل بروح الله الذي لا ينطوي إلّا على ثمار الرّحمة والمحبّة واللّطف والوداعة:
هذه الفضائل لا بدّ من أن يكتسبها المرء، بديلاً عن حبّ التسلّط والركض وراء المكاسب المادّيّة وتطوّر الأسلحة الفتّاكة والموسيقى الصارخة والاِستهلاك الكثيف والرّفاهيّة الزائدة. هو بحاجة إلى الهدوء، إلى بساطة العيش، ما يُنير عقله وجسده ويجعله يتمتّع بهذه الحياة بدون التفتيش عن اللّذّة عن طريق المخدّرات.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريَّة القيامة باللَّحن السادس
إنّ القوّاتِ الملائكيّة ظهروا على قبرك الموقّر، والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عند القبر طالبةً جسدَك الطاهر. فسبَيْتَ الجحيمَ ولم تجرَّبْ منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة. فيا مَن قام من بين الأموات يا ربُّ المجد لك.
طروباريّة الآباء باللَّحن الثامن
أنتَ أيّها المسيحُ إلهُنا الفائقُ التسبيح، يا من أسّستَ آباءَنا القدّيسين على الأرض كواكبَ لامعة، وبهم هديتنا جميعاً إلى الإيمان الحقيقيّ، يا جزيلَ الرحمة المجد لك.
القنداق باللَّحن الثاني
يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودة، لا تُعرِضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأَسرعي في الطِّلبةِ، يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.
الرِّسالَة
تيطس 3: 8-15
مباركٌ أنت يا ربُّ إلهَ آبائنا،
لأنَّك عدلٌ في كلّ ما صنعتَ بنا
يا ولدي تيطُسُ، صادقةٌ هي الكَلِمةُ وإيَّاها أُريدُ أن تقرِّرَ، حتَّى يهتمَّ الذين آمنوا باللهِ في القيام بالأعمال الحسنة؛ فهذه هي الأعمالُ الحسنةُ والنافعة. أمّا المُباحَثاتُ الهذَيانيَّةُ والأنسابُ والخُصوُمَاتُ والمماحكاتُ الناموسيَّةُ فاجتنِبْها، فإنَّها غَيرُ نافعةٍ وباطلةٌ. ورجُلُ البدعَةِ، بعدَ الإنذار مرَّةً وأُخرى، أَعرِض عنهُ، عالِماً أنَّ مَن هو كذلك قدِ اعتَسفَ، وهُوَ في الخطيئةِ يَقضي بنفسهِ على نَفسِه. ومتَى أرسلتُ إليكَ أرتمِاسَ أو تِيخيكوسَ فبادِرْ أن تأتيَني إلى نيكوبولِس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتّيَ هناك. أمّا زيناسُ معلِّم الناموس وأبُلُّوسُ فاجتَهد في تشييعهما متأهِّبَين لئلّا يُعوزَهما شيءٌ. وليتعلَّمْ ذَوونا أن يقوموا بالأعمال الصالِحةِ للحاجاتِ الضَّروريَّة حتَّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يسلّمُ عليكَ جميعُ الذين معي. سَلِّمْ على الذين يُحبُّوننا في الإيمان. النّعمةُ معكم أجمعين، آمين.
الإنجيل
متّى 5: 14-19
قال الربُّ لتلاميذِه: أنتم نورُ العالَم. لا يمكنُ أن تَخفْى مدينةٌ واقعةٌ على جبلٍ، ولا يُوقَد سِراجٌ ويُوضَعُ تحتَ المكيال لكِنْ على المنارة ليُضيءَ لجميع الذين في البيت. هكذا فليُضئ نورُكم قدَّام الناس ليَرَوا أعمالكم الصالحةَ ويُمجِّدوا أباكم الذي في السَّمَوات. لا تَظُنّوا أنّي أتيتُ لأحُلَّ الناموسَ والأنبياءَ، إنّي لم آتِ لأحُلَّ لكن لأُتممّ.
الحقَّ أقول لكم: إنَّهُ، إلى أن تَزولَ السماءُ والأرضُ، لا يزولُ حَرْفٌ واحدٌ أو نُقطةٌ واحِدةٌ من الناموس حتّى يَتمَّ الكلُّ. فكلُّ مَن يَحُلُّ واحدةً من هذه الوصايا الصّغار ويُعَلّمُ الناسَ هكذا، فإنَّهُ يُدعَى صغيراً في ملكوتِ السَّمَوات. وأمَّا الذي يعمَلُ ويُعلّم فهذا يُدعى عظيماً في ملكوت السَّمَوات.
مختارات من كتابٍ للقدّيس باييسيوس الآثوسيّ "إلى الإنسان المُعاصر بمحبّّةٍ مع ألم"
1- لقد امتلأ العالَمُ اليومَ بمؤسَّساتٍ للتأمينِ على أشكالِه المتنوّعة، ورغمَ ذلك بقيَ الإنسانُ غير مضمونٍ بسببِ بُعدِه عن المسيح.
2- إنّ الناس يَشعرونَ بالقَلَقِ بِقَدْرِ ابتعادِهِم عن الله في حياتِهم هذه. وفي الحياةِ الأُخرى سيكونون في قلقٍ دائم. ذلكَ أنّ الإنسانَ يَذُوقُ، ابتداءً من هذه الحياة، قسطًا مِن فَرَحِ المَلَكُوت، إذا ما اتَّبعَ وصايا الله.
3- إنّ الفرحَ الحقيقيَّ يكونُ بالقُربِ مِنَ المسيح. فَإِنِ اعتَدْتَ أن تكونَ معَه عن طريقِ الصَّلاة، سَوفَ تَجِدُ نَفسَكَ ممتلئةً مِن مِثلِ هذا الفَرح.
4- إن لم يَكُنْ للإنسانِ شيءٌ لكنّه يَملكُ الله، فلا يحتاج إلى شيءٍ آخَر. والعكسُ صحيح، لأنّه، إن كان يَملكُ كلَّ شيءٍ ما عدا الله، فإنّه يبقى حزيناً في داخله. لذا، عليه أن يقترب من الله قَدْرَ استطاعتِه، لأنّه، بِقُرْبِه فقط، يَحصُلُ على الفَرحِ الأَبديّ.
5- يَبدأ الشرُّ في الفِكر، إنْ كان يَدُورُ حولَ العِلمِ والمَعرِفةِ الدُّنيَوِيّة، وهو بعيدٌ عن الله. وَمَن هذه حالُه، لا يَجِدُ سَلامَهُ وَتَوازُنَه. والعَكسُ صحيح، لأنّ مَن كانَ فِكرُهُ يَدُورُ حَولَ الله، يَتعاطى عُلُومَ الدُّنيا مِن أجلِ تثقيفِ نفسِهِ وَخدمةِ الآخَرِين، لأنَّ ذِهنَهُ مُتَقَدِّس.
6- يَنبغي لِلإنسانِ أن يُفَتِّشَ، باستمرارٍ، عن كُلِّ ما يُرِيحُ الآخَر، فَيستريحَ اللهُ فيه، وَيُصبِحَ مُشارِكًا لله في عملِه.
7- أنّى للإنسانِ الّذي لا يُؤمِنُ بالله وبالحياةِ بعدَ الموتِ أن يتعزّى؟! إنّ الإنسانَ لا يَنتَصِرُ على قَلَقِهِ وَلا يَحُوزُ التّعزيةَ الإلهيّةَ إلّا عندما يُدرِكُ معنى الحياةِ الحقيقيّة.
8- الفَرَحُ ثَمرةُ التّضحية. الفرحُ الحقيقيُّ نتيجةُ التَّفاني في خِدمةِ الآخَرِين. ومُصيبةُ الإنسانِ تَكْمُنُ في محبَّتِهِ لِنَفسِه.. أي في أنانيّتِه.
المؤتمر الدوليّ الثاني حول وسائل الإعلام الرقميّة والعمل الرّعائيّ الأرثوذكسيّ
انعقد، في أكاديميّة كريت الأرثوذكسيّة في كوليمباري، المؤتمر الدوليّ الثاني حول وسائل الإعلام الرّقميّة والعمل الرّعائيّ الأرثوذكسيّ. شارك في المؤتمر حوالى 200 شخص من 21 دولة.
استمرّ المؤتمر من الإثنين 18 حزيران2018 إلى الخميس 21 منه. افتُتِح المؤتمر بكلمات لرؤساء الكنائس الأرثوذكسيّة لكونهم رعاة المؤتمر.
موضوع المؤتمر كان: "العالَم الرّقميّ كموقع لإعادة التعبير عن العنصرة والكلمة الحيّة بعبارة القدّيس الرّسول بولس".
من الأسئلة التي هدف إلى الإجابة عنها: كيف يمكن للكنيسة أن تجمع المعرفة والإمكانات والخبرة في الإعلام الرّقميّ لتقديس النفوس والأجساد؟ كيف يمكن حماية الإنسان في بيئة تنطوي على مثل هذا الإسراف في الصور الرّقميّة؟ كيف يمكن نقل سلام المسيح ووداعته في عالم يسوده الإستهلاك؟
كيف يُستفاد من هذه الوسائط كوسيلة لتقديم أفضل صفات الرّوح البشريّة؟ وبأيّة وسيلة يستطيع الكاهن الرّاعي، الذي هو وريث تقليد يعود إلى ألفَي عام،
أن يستجيب لتحدّيات إعادة تبشير الناس في العصر الرّقميّ، مع تجنّب خطر تلويث الخطاب والأخلاق المسيحيّة؟
ليست هذه المرّةَ الأولى التي يتعيّن فيها على الكنيسة مواجهة تحدّي استخدام اللّغة العالَميّة لنشر كلمة الإنجيل. فمنذ أيّام رسول الأمم القدّيس بولس الذي تبنّى لغة الثقافة اليونانيّة الرّومانيّة ورموزها لجعل الحقيقة الإنجيليّة، التي هي شخص المسيح، متاحة ومألوفة لكلّ العالَم المعروف في حينه، والكنيسة تجاهد في هذا الميدان. وعمليّة البشارة هذه عمليّة مؤلمة ترافقها أحياناً ردود فعل سلبيّة واضطرابات.
لكنّ التغيير في التاريخ تمّ تحقيقه وتأسّس، مرّة واحدة وإلى الأبد، في أنّ كلمة الإنجيل "لا تُقيَّد". من هنا أنّ الكنيسة تستخدم لغة كلّ جيل لأنّ لغتها هي "الماء الحيّ".
استعمل منظّمو المؤتمر عبارة النظام البيئيّ (ecosystem) لوصف الإنترنت وشبكات التواصل، وهو وصف دقيق يعكس مقدار تفاعل مكوّنات هذا النظام وتأثيرها بعضها على بعض، كما يظهر تحوّل الاِنترنت والشبكات إلى بيئة ذات مواصفات محدّدة وشروط حياة.
فكرة المؤتمر انبثقت من كون النظام البيئيّ الرقميّ قد أخذ أبعاداً عالَميّة لدرجة أنّ الناس الذين لا يرتبطون به، بطريقة أو بأخرى، اليوم قليلون جدًّا.
لقد أصبح هذا النظام "المكان" و"الزمان" اللَّذين يتمّ فيهما التعبير عن النشاط البشريّ والتفاعل معه. بعد العنصرة،
لم يبحث القدّيس لوقا عن الرّسل في عالَم مختلف عن العالَم الذي عاشوا فيه. لهذا، استغلّ الرّسل وخلفاؤهم جميع الوسائل التي توفّرت لهم في ذلك الوقت لإيصال رسالة الخلاص والقيامة إلى كلّ ركن من أركان العالَم. عبر النظام الرّقميّ، لا يوجد ركن واحد في الأرض لا يمكن أن تصل إليه كلمة الله.
الركن الوحيد المتبقّي، غير المستكشف في كلّ أنحاء العالَم، هو قلب الإنسان. من هنا أتى المؤتمر تعبيراً عن التزام الكنيسة بمهمّتها الدائمة: إعادة التعبير عن تجربة العنصرة و"الكلمة الحيّة" من خلال العديد من الفرص التي يوفّرها العالَم الرّقميّ الجديد.
شارك في المؤتمر آباء وعلمانيّون، أكاديميّون ومسؤولون في مؤسّسات تتعاطى الرقمنة، ومن بينهم أشخاص معروفون لامعون في الأرثوذكسيّة نعرفهم في الأبرشيّة كالميتروبوليت نيقولا مطران ميسوغيون في اليونان، الأرشمندريت زخريا من دير أسكس،
الأرشمندريت أفرام رئيس دير الفاتوبيذي، وجان كلود لارشيه، وعدّة آباء متميّزين من العالم الأرثوذكسيّ. من أبرشيّتنا شارك الأب أنطوان ملكي والأب موسى شاطريّة.
تضمّن المؤتمر محاضرات وندوات وجلسات نقاش مفتوحة طاولت كلّ أوجه استعمال الإنترنت وشبكات التواصل في البيت المسيحيّ كما في مكان العمل والكنيسة والرعاية والبشارة والمدرسة، من وجهات نظر مختلفة تقنيّة وتربويّة ونفسيّة واجتماعيّة ورعائيّة، كما من مواقع مختلفة تعكس مسؤوليّات أصحابها من كهنة وآباء روحيّين ومعرّفين ومربّين وتقنيّين وأهل.
من أهم النقاط التي أضاء عليها المؤتمر الجوانب السلبيّة لاستخدام الوسائط الرّقميّة، والأخطار التي تهدّد الإنسان والعلاقة بين المؤمنين والله وبينهم وبين الكنيسة، كما التحدّي التبشيريّ ومهمّة الكنيسة في تشكيل وعي مسيحيّ حقيقيّ من خلال وسائل الإعلام الرّقميّة، الحاجة إلى الإعداد الملائم والدعم الرّوحيّ والمسؤوليّة الرّعائيّة لاستعمال هذه الوسائل ومواجهة الرقمنة السريعة للحياة على جميع المستويات،
كما التعاطي مع الأنثروبولوجيا الجديدة التي خلقها هذا التطوّر السريع، خاصّةً وأنّ ما من مكوّن كنسيّ معزول عن هذا التطوّر بما فيه الرّهبنة الأرثوذكسيّة المضطلعة بمسؤوليّة تقديم التقليد النسكيّ بشكل مسؤول ولائق عَبرَ وسائط الإعلام الرّقميّة.
سلّط المؤتمر الضوء، ليس فقط على المشاكل الناتجة عن سوء استعمال الوسائط الرّقميّة، بل أيضاً على الفرص التي يمكن أن يُستفاد منها في العمل الرّعائيّ، كما في حياة المؤمن الشخصيّة.
نوقشت المشاكل التي تسبّبها طبيعة الإنترنت المعولَمة والتي تحمل إلى الكنيسة الاتّجاهات الشائعة في العالَم وتفرض عليها مواجهتها. إلى هذا، كان المؤتمر شهادة ملموسة على الوحدة الكنسيّة وقدرة الكنيسة، بتنوّع لغاتها وخصوصيّات مكوّناتها، على العمل معاً بوعي واستنارة، بالرّغم من تعدّد الإثنيّات واختلاف الشخصيّات الجماعيّة، إلّا أنّ وحدة الإيمان والتقليد ووجود الجبل المقدّس أثوس كواحة روحيّة جامِعة، كلّها تساهم في تجسيد الوحدة وإيجاد قنوات العمل المشترَك الذي يحمل الخلاص للجميع.