الأحد 3 أيلول 2017
03 أيلول 2017
الأحد 3 أيلول 2017
العدد 36
الأحد 13 بعد العنصرة
اللَّحن الرابع الإيوثينا الثانية
* 3: الشّهيد في الكهنة أنْثِيمُس، البارّ ثاوكتيستوس، القدّيسة فيفي، نقل عظام القدّيس نكتاريوس، * 4: الشّهيد بابيلا أسقف أنطاكية وتلاميذه الثلاثة، النبيّ موسى، * 5: النبيّ زخريّا والد السَّابق، * 6: تذكار أعجوبة رئيس الملائكة ميخائيل في كولوسِّي، * 7: تقدمة ميلاد السيّدة، الشّهيد صوزن، البارَّة كاسياني، * 8: ميلاد سيّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة، * 9: تذكار جامع لجدَّي الإله يواكيم وحنَّة، الشّهيد سفريانوس. *
أين نحن من فرح المسيح؟
تشتقّ كلمة فرح (Χαρά باللّغة اليونانيّة) من الفعل χαίρω، وقد اجتهد عددٌ من الفلاسفة في تعريفه؛ منهم من فصله تماماً عن ما يُعرف باللّذة (Ἡδονή) وآخرون اعتبروه نوعاً من أنواع اللّذة. ولكن هناك اجماع بين التعريفات الفلسفيّة، إذا صحّ التعبير، على أنّ الفرح هو مجرّد ظاهرة (phénomène).
في الكتاب المقدّس، وفي عهديه، ارتبطت كلمة فرح (Χαρά) بكلمة نعمة (Χάρις).
يتّضح هذا الارتباط من خلال استعمال كلمة نعمة (Χάρις) للإشارة إلى كلمة حِسِدْ العبريّة (חֶסֶד). ويتجلّى هذا الارتباط أثناء بشارة الملاك لوالدة الإله "افرحي! يا ممتلئة نعمة" (لو 28:1).
إنطلاقًا من هذا التفصيل اللغويّ البسيط نرى أنّ الفرح في كنيستنا الأرثوذكسيّة ليس مجرد ظاهرة لها هذا البعد العاطفيّ والمشاعريّ، إنّما فرحنا الحقيقيّ هو ذاك الآتي من لدن الله، هو نتيجةٌ لعمل النعمة الإلهيّة غير المخلوقة فينا.
عمل النعمة الإلهيّة فينا يتمّ في الكنيسة ومن خلال الأسرار المقدّسة التي، وبتعبير آخر، هي قنوات النعمة غير المخلوقة التّي تقدّسنا وتقدّس زمننا. لذلك نجد في كنيستنا ما يُعرف برأس السنة الطقسيّة، الذي هو أبهى تعبير عن غاية خلقنا، التي هي تقديس زمننا.
في الأوّل من أيلول تبدأ هذه السنة الطقسيّة، لتنقلنا معها في رحاب ليتورجيّتها المقدّسة إلى مشتهانا الأوّل الذي فقدناه نتيجة أنانيّتنا والذي أدّى إلى سقوطنا من عالم النعمة إلى عالم الفوضى والفساد.
إلّا أنّ الله، وبمحبّته للبشر، شاء أن يرسل ابنه الوحيد، الكلمة الأزليّ، وسط هذه الفوضى التي نحيا بها، ليعدَّ لنا طريقاً تعيدنا إلى ما هو أسمى وأرفع، تعيدنا إلى حالة النعمة التي طردنا أنفسنا منها.
نسلك هذه الطريق أسراريًّا في حياتنا الليتورجيّة، التي ما هي سوى تلك الطريقة المنظّمة في تمجيد الله.
بتجسّد الاِبن الإله الأزليّ على الأرض أعاد لزمننا القداسة، هو قدّسه بمجرّد حلوله فيه، فالخالق يتّحد بالمخلوق ليعدّه مقدّساً له. الربّ يسوع عرفناه إنساناً تامًّا وإلهًا تامًّا، عاش بيننا وتصرّف معنا، كلّ هذا محبّةً لنا وبغيةَ خلاصنا، فأين نحن من تلك المحبّة؟ هل نتفاعل معها؟
أم تبقى لنا مجرّد ذكرى مضت؟ حياتنا مع المسيح هي حياة متجدّدة بالنعمة، حياة أساسها الصلاة وغايتها الاِرتقاء والفرح بمعاينة مجد الثالوث.
حيثما يوجد يسوع هناك يكون الفرح الحقيقيّ والتعزية الحقيقيّة، فإن أردنا أن نتمتّع بالفرح فلنطلبه ولنعلم أنّه حاضر وينبع من أسرار الكنيسة ليتخلّل في أعماقنا فنتنعّم بالغنى الإلهيّ، فنغدو دائمي الفرح طالما أنّنا نلتمس قربه "إلى الآن لم تطلبوا شيئاً باسمي، أطلبوا تأخذوا ليكون فرحكم كاملاً" (يو 16: 24). إمتناعنا عن المشاركة في أسرار الكنيسة هو ابتعادٌ عن النعمة وتخلٍّ عن المسيح، هو رفض للسعادة الحقيقيّة. كلّ فرح يزول بعد لحظات، السعادة المادّيّة تبقى للمادّة والمادّة لا حياة فيها، أمّا فرحنا مع المسيح فهو قائم طالما المسيح قائم فينا. إلهنا هو هو أمس واليوم وغداً.
أن نعرف المسيحَ معرفةً سطحيّة عقليّة لا يكفي لجلب الفرح الحقيقيّ. إن لم نسعَ بجهادنا إلى التنقية ومؤازرة النعمة الإلهيّة غير المخلوقة، لن يكون فرحنا كاملاً. فعندما يكون المسيح ثابتاً فينا وبأذهاننا سنسمع صوته القائل: تعالَوا يا مبارَكي أبي رثوا الملك الأبديّ؛ وحينها ستنطلق منّا بشارة الملكوت كوننا أُهّلنا بالمعموديّة أن نُدعى أبناءً للعليّ وهياكلَ للرّوح القدس. هذه العلاقة الحميمة بيننا وبين الرّبّ يسوع تتجلّى وتنمو داخل كلمات الصلاة التي نرفعها كبخورٍ أمام عرش الإله الأزليّ، والتّي تقدّم لنا المسيح شخصيّاً فنسير معه نحو فصحه العظيم المقدّس الذي هو كمال السنة الطقسيّة وكمال الأعياد وكمال الفرح.
+ الأسقف قسطنطين كيّال
رئيس دير مار إلياس شويّا البطريركيّ
طروباريَّة القيامة باللَّحن الرابع
إنّ تلميذات الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.
قنداق ميلاد السيّدة باللحن الرّابع
إنّ يواكيم وحنَّة قد أُطلقا من عار العقر، وآدمَ وحوَّاءَ قد أُعتقا من فساد الموت، بمولدكِ المقدَّس أيّتها الطاهرة. فله أيضاً يعيّد شعبُكِ، إذ قد تَخلَّص من وصمة الزلَّات، صارخاً نحوكِ: العاقر تلدُ والدةَ الإلهِ المغذِّيةَ حياتَنا.
الرِّسالَة
1 كو 16: 13-24
ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعتَ
باركي يا نَفسيَ الربّ
يا إخوةُ، اسهَروا، اثبُتوا على الإيمانِ، كونوا رِجالاً، تَشدَّدوا. وَلْتكُنْ أمورُكم كُلُّها بِالمَحبَّة. وأطلُبُ اليكم أيُّها الإخوةُ، بما أنَّكم تعرِفونَ بيتَ استفاناسَ، وأَنَّهُ باكورَةُ اخائيَةَ، وقد خَصَّصوا أنفُسَهم لِخدمَةِ القدّيسين، أن تخضَعوا أنتم أيضًا لِمثل هؤلاءِ ولكلّ مَن يعاوِنُ ويتَعب. إنّي فرِحٌ بِحُضُورِ استفاناسَ وفُرتوناتُسَ وأخائِكُوسَ، لأنَّ نقصانَكم هؤُلاءِ قد جَبروه فأراحوا روحِي وأرواحَكم. فاعرفوا مِثلَ هؤلاء.ِ تُسَلّمُ عليكم كنائسُ آسِية. يُسَلّمُ عليكم في الربِّ كثيراً أكِيلا وبِرِسْكِلَّة والكنيسَةُ التي في بيتِهِما. يُسلّمُ عليكم جميعُ الإخوة. سلِّموا بعضُكم على بعضٍ بقُبلةٍ مُقدَّسة. السلامُ بِيدي أنا بولسَ. إن كانَ أحدٌ لا يُحِبُّ ربَّنا يسوعَ المسيحَ فليكُنْ مَفروزاً. ماران أثا. نِعمَةُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ معكم. محبَّتي مَعَ جميعِكم في المسيح يسوع. آمين.
الإنجيل
متّى 21: 33-42 (متّى 13)
قال الربُّ هذا المثَل: إنسانٌ ربُّ بيتٍ غرسَ كرْماً وحوَّطهُ بسياجٍ وحفر فيهِ مَعْصَرَةً وبنى بُرجاً وسلَّمهُ إلى عَمَلةٍ وسافر. فلَّما قَرُبَ أوانُ الثمرِ أرسلَ عبيدَهُ إلى العَمَلة ليأخذوا ثمرهُ، فأخذَ العَمَلةُ عبيدَه وجلدوا بعضًا وقتلوا بعضًا ورجَموا بعضًا. فأرسل عبيداً آخَرين أكثرَ من الأوّلين فصنعوا بهم كذلك. وفي الآخِر أرسل إليهم ابنَهُ قائلاً سيهابون ابني. فلمَّا رأى العَمَلةُ الاِبنَ قالوا في ما بينهم: هذا هو الوارِثُ. هلمَّ نقتُلُهُ ونستولي على ميراثهِ؟ فأخذوهُ وأخرجوهُ خارِجَ الكرم وقتلوهُ. فمتى جاءَ ربُّ الكرم فماذا يفعلُ بأولئِك العَملة؟ فقالوا لهُ إنَّهُ يُهلِك أولئِك الأردياءَ أردأُ هلاكٍ، ويسلِّمُ الكرمَ إلى عَمَلةٍ آخَرين يؤدُّون لهُ الثمرَ في أوانهِ. فقال لهم يسوع: أمَا قرأتم قطُّ في الكتُب؟ إنَّ الحجرَ الذي رَذَلهُ البنَّاؤُونَ هو صار رأسًا للزّاوية. مِنْ قِبَلِ الربِّ كانَ ذلك وهو عجيبٌ في أعيُنِنا.
في الرّسالة
إنّ الرّسول بولس يتوجّه إلى أهل كورنثوس بعد أن كان قد استقبل بعضهم:
استفاناس وفرتوناتوس وأخائيكوس، الذين أفرحوا روحه أي أخبروه بأنّ كورنثوس تخطّت بعض المشاكل السابقة وأهمّها أنّ البعض تشكّكوا بحقيقة القيامة إذ انخدعوا بالبدع الغريبة.
لهذا يقول لهم في المستهَلّ "اثبتوا على الإيمان".
الوصيّة المتكرّرة في رسائل بولس جميعها لتلاميذه ولنا هي "لتكن أموركم كلّها بالمحبّة"، لأنّ عدم المحبّة هو سبب الاِنشقاق والاِنقسام في الكنيسة وسبب دخول الضعف إلى نفوس المؤمنين. لذا، عندما تسود المحبّة في حياتنا اليوميّة، أي في المعاملات والمشاعر والأفكار والسلوكيّات، تصير صفةَ كلّ الأعمال والتصرّفات وأساس العلاقة مع الآخرين.
من المهمّ أن نلاحظ حديث الرّسول عن البيوت، بيت استفاناس وبيت أكيلا وبرسكلّة.
الكنيسة دائماً تبدأ في البيت الذي يكون الحاضن للكنيسة وللجماعة. هذا ما دعا القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم إلى اعتبار العائلة "كنيسة صغيرة في البيت كما الكنيسة كلّها في العالم".
وكلام الرّسول على البيتين هنا تأكيد لخبرة الكنيسة، منذ أيّامها الأولى، بأنّها تعتمد على البيوت والعائلات. فبيت استفاناس "خصّصوا أنفسهم لخدمة القدّيسين" أي الكنيسة.
لهذا يطلب الرّسول من الكورنثيّين أن "تخضعوا أنتم لمثل هؤلاء".
وهذا ما يطرح تحدّيًا على مؤمني هذا العصر، عصر الشماتة، حيث لا يتردّد الكثيرون في نشر كلّ ما يصل إليهم من أخطاء في الكنيسة، وأحياناً قبل أن يتحقّقوا من صحّتها، خاصّةً إذا كانت تتعلّق بالكهنة والرؤساء. هذا العصر يجعل "خضوع" المؤمن أكثر صعوبة.
والخضوع الذي يحكي عنه الرّسول بولس هو الاِلتزام بالخدمة مع الذين خصّصوا أنفسهم لهذه الخدمة ومساعدتهم في ما يطلبونه.
ما لا يفهمه كثيرون أنّ ترددهم في الخدمة يزيد الضغط على مَن التزم بها، ما يعرّضه أكثر للتجارب والأخطاء. التفاف الجماعة حول الرّاعي يحمي الرّاعي كما يبني الجماعة.
كلّ هذا نفتقده في زمن شبكات التواصل الاجتماعيّ وتكاثر الواعظين والديّانين.
مهمّ جدًّا قول الرّسول "إن كان أحد لا يحبّ الرّبّ يسوع المسيح فليكن أناثيما (مفروزاً).
ماران أثا".
إحدى مشاكل الكنيسة اليوم أنّها لم تعد تفرز أحداً، ما جعل الخطأ والصواب يتساويان في أعيُن الكثيرين من المؤمنين. يخطئ مَن يظنّ أنّ الفرز هو إدانة.
الفرز الذي يطلبه الرّسول هو علاج لمَن اهتزّت محبّته للرّبّ يسوع، ولقاحٌ لغيره من الملتزمين بالكنيسة. سبب هذا التردّد في الفرز والإحجام عنه هو أنّ محبّة أبناء الكنيسة بَرَدَت وصاروا غافلين عن أنّ "ماران أثا"، أي الرّبّ آتٍ.
يبدو أنّ هذه العبارة كانت معروفة ومتداوَلة بين المسيحيّين، كمثل كلمة آمين في أيّامنا، لا بل يظهر من بعض النصوص أنّها كانت بمثابة كلمة السرّ بين المسيحيّين. كانوا يردّدونها ليتذكّروا أنّ مجيء الرّبّ قريب. المسيحيّ يترقّب مجيء المسيح باشتياق.
الرّسول يوحنّا ينهي سفر الرؤيا بقوله "تَعَالَ أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوعُ" لأنّه يعرف أنّ المجيء الثّاني هو محور شوقه حيث يرى وجه المخلّص الذي يفرز فعليًّا مَن لا يحبّونه.
إلى ذلك الحين على المسيحيّ أن يطلب هذا المجيء ويتوقّعه كأنّه حاصل بعد برهة.
بهذا يحاذر السّقوط في ما قد يسقِطه تحت الدّينونة، وبهذا يقتني الحكمة ليميّز المحبّة من التزلّف، ويتزوّد بالشجاعة ليسمّي الأمور بأسمائها، ويَبعد عن الأناثيما حين يأتي الرّبّ ويطرد مَن لا يحبّه.
دور الشّباب في الكنيسة...
هو دور الحبّ والحنان والسّؤال... "إلى أين نذهب يا ربّ؟!. كلام الحياة الأَبديّة عندك..."؟ ونحن سنحيا لك فأَطلِقنا إلى أيّ حقل تريدنا أن نسكن فيه لنخدمك ومساكينَك فيه....
أَنتم براعم الحبّ اليوميّ الّذي يجدّده يسوع من خلال اتّباعنا إيّاه وسماعنا لكم ولآلامكم وتخبُّطات فكركم في هذا العصر المريض المملوء بالأَمراض الوبائيّة الاجتماعيّة والنّفسيّة والرّوحيّة....
أَنتم أَبناء الرّبّ منذ المعموديّة الّتي هي أوّل دخول لكم إلى قلب بيته... كنيسته... مدارسه... بيوت عجزته... بحبّهم وبالعمل الدّؤوب لأَجل كلّ مَن يقول لنا ومن خلال معارفنا:
إِنّنا نحن بحاجة إلى لقمة خبز غير مغمَّسة بالدّماء والخوف من أَن نأتي بيوت العبادة أي كنائسنا، ومقرّات المسؤولين عنّا نحن خراف
المسيح الّذي تجسّد لأَجل محو خطايانا متى تبنا أو حاولنا اللّجوء إليه من خلالكم... لا تقسوا علينا... لا تُخيفونا بالتّاريخ....
يا أَيّها الآباء والأُمّهات وجميع المسؤولين في كنائسنا...
الشّباب يُريد أَن يخرج من ضياعنا ووحشتنا في كنائس رعايانا وفي بحثنا عن مَن يقودنا ليعلِّمنا ويربّينا بالحبّ والإصغاء....
كنّا أَطفالًا... رُبّينا بالخوف من مستقبلنا ومن حكّام بلادنا ومن المسؤولين عنّا في الحكم والسّياسة وحتّى الكنيسة... والهرب من الموت والهجرة!!... إسمعونا جيِّدًا... نرجوكم.
نحن لا نريد أَن نترك بلادنا... لا نريد أن يرحِّلونا... لا نريد إلّا أَن نحيا في أَرضنا....
يقولون لنا: بلادكم صغيرة... كيف بإمكانها أَن تحيا مستقلّة؟!.
أَحبّائي... دَعُونا، هنا والآن، ندخل إلى حقيقة جديدة... "المسيح معنا وفي ما بيننا... كان، وهو كائن، وسيكون"... من الأبد وإلى الأَزل هو هو... ونحن لن نخاف كلّ ما سيأتي علينا، لأنّ الرّبّ يرعانا، فلا شيء يعوزنا...
الصِّعَاب والتّجارب تنمّي مقاومة الإنسان، فتجعله أَشدَّ شراسةً مع نفسه وأشدَّ قوّة للحصول على الحياة ورفض الموت أَو الإقصاء!!.
إذا وقع الطّفل، فلا يَرفعنَّه مَن حولَه توًّا، وإلّا صار ذاك الطّفل إنسانًا مغناجًا، ليس عنده قوّة في ركبتيه ولا عزمٌ في قلبه... ولا يريد أَن يتقوّى لا بالصّلاة ولا بالجهادات للحصول على عيش مسيحيّ كريم، فيه يُعلي محبّته ومسؤوليّته إلى الحياة الكريمة في مساعدة كلّ المحتاجين...
أَمّا نحن فنقول: "إن عشنا فللرّبّ نحيا... وإن متنا فللرّبّ نموت... إن عشنا إذاً أو متنا، فنحن للرّبّ"...
لا تنسَوا أَنّ حياتنا هي من المسيح وللمسيح... وعلينا أَن نوقظ في قلوبنا حبّه "والتّعلّق" به وحده ونسعى إلى عيش آفاق موحَّدة بيننا، نحن الّذين عشنا في الماضي، لنصل إلى حاضرنا اليوم لنلقاكم على صفحات المحبّة الرّوحيّة الّتي تريد أَن تتكشَّف حقيقةُ عيش المسيح بإكرام الفقير وإِعطائه ورعاية المساكين وتبنّيهم والصّلاة لأَجل مَن حولنا، معنا، ولأَجل العالم...
مشكلة الإنسان اليوم عامّةً أَنّه فقد بساطة الحبّ ليسوع ووالدته وقدّيسيه كما كانت معيوشةً في الطّبيعة، "وجرديّة" النّظرة السّلاميّة إلى الإنسان والأرض، لا إلى إنسان العقل والعِلم فقط... ارجعوا إلى أَحضان الكنيسة الأولى وحياة المؤمنين سويّة...
"أَحبّوا بعضكم بعضًا ليعرف العالم أَنّكم تلاميذي...". هكذا نصير له... ونكمل الدّرب كلّنا...
أخبارنا
دار المطرانيّة: عيد ميلاد السيِّدة العذراء
لمناسبة عيد ميلاد السيّدة يترأّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) صلاة الغروب وتبريك الخبزات الخمس، وذلك مساء الخميس الواقع فيه 7 أيلول 2017 عند الساعة السّادسة في كنيسة ميلاد السيّدة العذراء في دار المطرانيّة. وصباح الجمعة في 8 أيلول 2017، تقام في الكنيسة نفسها خدمة صلاة السَّحر عند السّاعة الثامنة والنصف، يليها القدّاس الإلهيّ. وللمناسبة تحتفل جوقة الأبرشيّة بعيد تأسيسها، وتشارك في خدمة الغروب والقدّاس الإلهيّ.