الأحد 17 أيلول 2017

الأحد 17 أيلول 2017

17 أيلول 2017

الأحد 17 أيلول 2017            
العدد 38
 
الأحد بعد رفع الصَّليب 
 
اللَّحن السادس  الإيوثينا الرابعة
 
* 17: الشّهيدات صوفيّا وبناتها بيستي وإلبيذي وأغابي، * 18: أفمانيوس العجائبيّ أسقف غورتيني،* 19: الشّهداء طروفيمس وسبَّاتيوس ودوريماذُن، * 20: الشُّهداء أفسطاثيوس وزوجته ثاوبيستي وولداهما أغابيوس وثاوبيستوس، * 21: وداع عيد الصليب، الرسول كُدْراتُس، النبيّ يونان، * 22: الشّهيد في الكهنة فُوقا أسقف سينوبي، *  23: الحبَل بيوحنّا المعمدان. *  
 
الصَّليب في حياة المؤمن 
 
قال الرّبّ: "إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي" (لوقا 9: 23). "فليُنكر" في النصّ الأصليّ هي "ἀρνησάσθω" وتعني حرفيًّا أن يتخلّى عن ملكيّة شيء ما أو يتبرَّأ من شيء ما أو أن يتنازل عن ادِّعائه بملكيّة شيء ما. بهذا المعنى، من يريد أن يتبع المسيح عليه أن يتنازل عن نفسه بالكلّيّة وأن يختار، بملء إرادته، أن يسلِّم نفسه للمسيح ليستطيع أن يتبعه بأمانة. من يريد أن يسير وراء الرّبّ لا يدَّعي أنّ حياته له بل بالأحرى يُدرِك أنْ لَيسَ له شَيءٌ في ذاتِه، ويُقرُّ بذلك. إتِّباع المسيح خيار يوميّ ودائم، وهو درب صليب قِبْلَتُهُ القيامة...
 
* * *
 
لماذا قال الرّبّ إنّ على من يريد أن يتبعه أن يحمل "صليبه"، بمعنى أنّ لكلّ إنسان صليبه الخاصّ؟ وما هو الصَّليب؟ وما هو ارتباط صليبنا الخاصّ بصليب المسيح يا ترى؟
 
"وَإِذَا كَانَت عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا" (تثنية الاشتراع 21: 22 و23).
 
الصَّليب أو الخشبة، في فكر اليهود، هو أقسى العقوبات عندهم لأنّ من يُحكم عليه بالتّعليق على الخشبة هو "ملعون" و"نجس"، أي هو مطرود ومُخْرَجٌ من أمّة اليهود. الصّليب هو العار الأقصى لليهوديّ. المسيح كان يعرف مصيره عند شعبه "لأَنَّ الْيَهُودَ يَسْأَلُونَ آيَةً، وَالْيُونَانِيِّينَ يَطْلُبُونَ حِكْمَةً، وَلكِنَّنَا نَحْنُ نَكْرِزُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوبًا: لِلْيَهُودِ عَثْرَةً، وَلِلْيُونَانِيِّينَ جَهَالَةً! وَأَمَّا لِلْمَدْعُوِّينَ: يَهُودًا وَيُونَانِيِّينَ، فَبِالْمَسِيحِ قُوَّةِ اللهِ وَحِكْمَةِ اللهِ" (1كورنثوس 1: 22 و23).
 
ليس الصّليب الّذي يدعونا المسيح إلى حمله مرتبطًا بخطيئتنا ونجاستها وعارها بل هو مرتبط بحمل نجاسة الآخَرين وعارهم على عاتقنا بالمحبّة. يقول الرسول بولس: "وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلاَّ بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ" (غلاطية 6: 14). الصّليب الّذي أنا مدعوّ لحمله هو الَّذي أُصلَب عليه أنا لأجل العالم كما صُلِب يسوع لأجلي أنا. لكن، ليصير صليبي هذا لأجل محبّة يسوع المسيح في الإنسان والخليقة، ينبغي أن يكون العالم قد صُلِبَ فيَّ أوّلًا بصليب المسيح. إذا لم يمت فيَّ العالم بمحبّة المسيح الّتي كَشَفها لي بصليبه، أي إذا لم تتغلَّب فيَّ محبّة يسوع على كلّ محبّة أُخرى، وبالتالي، إذا لم أصل إلى أن أتخلَّى عن ذاتي في الطّاعة الكاملة للرّبّ، لن أستطيع أن أُصلَب لأجل العالم، لأنّ المصلوب واحد، والصّليب الخلاصيّ واحد، والرّبّ واحد، "الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدهِ عَلَى الْخَشَبَةِ، لِكَيْ نَمُوتَ عَنِ الْخَطَايَا فَنَحْيَا لِلْبِرِّ" (1 بطرس 2: 24).
 
* * *
بوحدتي مع المصلوب الإلهيّ-البشريّ أدخل في صَلْبِ عتاقتي وموت إنساني القديم وولادتي جديدًا بالمحبّة الإلهيّة الّتي بالمسيح يسوع على صورته هو، لأنّني "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي" (غلاطية 2: 20). الإيمان بالقيامة هو أساس خلاصي بحمل صليبي الَّذي في المسيح. لأنّه إن كان الصّليب الّذي احمله غير مرتبط بالمسيح فهو صليب عار ونجاسة بسبب خطاياي وشروري، وبالتالي ليس صليب خلاص لأنّه مرتبط بأناي وليس بإيماني الَّذي في المسيح يسوع وجهادي للتنقية وسَعْيِي للاستنارة وتَوقي للمعاينة الإلهيّة.
 
صليبي هو موتي عن ذاتي بجهاد التوبة لأتنقَّى في القلب وأعرف حقيقتي بنور النّعمة الإلهيّة الّتي في الروح القدس بالابن من الآب. صليبي هو جهاد الصّلاة والصّوم والإحسان والتَّدرّب على إفراغ الذّات ووَضْع النّفس لكيما، متى نظر السّيّد جدّيّتي ومثابرتي وصدقي، يمنحني ولادة جديدة فيه بصليبه، فيصير صليبي صليبه وصليبه صليبي، لأنّي، حينها، أقول مع الرسول بولس: "لأَنَّ لِيَ الْحَيَاةَ هِيَ الْمَسِيحُ وَالْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ".
 
ومَنِ استطاع أن يحتمل فليحتمل.
 
+ أنطونيوس
متروبوليت زحلة وبعلبك وتوابعهما
 
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن السادس
 
إنّ القوَّات الملائكيّة ظهروا على قبرِك الموقَّر، والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبرِ طالبةً جسدَك الطاهر؛ فسبَيتَ الجحيمَ ولم تُجرَّبْ منها، وصادفتَ البتولَ مانحاً الحياة. فيا مَن قام من بينِ الأمواتِ، يا ربُّ، المجدُ لك.
 
 
طروباريَّة عيد رفع الصّليب  باللَّحن الأوّل
 
خلِّص يا ربُّ شعبَكَ وبارك ميراثك، وامنح عبيدَكَ المؤمنين الغلبةَ على الشرّير. واحفظ بقوّة صليبك جميعَ المختصّين بك.
 
 
قنداق عيد رفع الصّليب باللحن الرّابع
 
يا مَنِ ارتفعتَ على الصليبِ مختاراً أيّها المسيحُ الإله، إمنح رأفتَكَ لشعبك الجديدِ المسمّى بك، وفرِّحْ بقوّتك عبيدَك المؤمنين، مانحاً إيّاهُمُ الغلبةَ على مُحارِبيهم. ولتكن لهم معونتُكَ سِلاحاً للسّلامة وظفَراً غيرَ مقهور.
 
 
الرِّسالَة
غلا 2: 16-20
 
ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعتَ
باركي يا نَفسيَ الربّ 
 
يا إخوة، إذ نعلم أنّ الإنسان لا يُبرَّر بأعمال الناموس بل إنّما بالإيمان بيسوعَ المسيح، آمنَّا نحن أيضاً بيسوع لكي نُبَّرر بالإيمان بالمسيح لا بأعمال الناموس، إذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحدٌ من ذوي الجسد. فإنْ كنّا ونحن طالبون التبريرَ بالمسيح وُجدنا نحن أيضاً خطأةً، أفيَكون المسيح إذاً خادماً للخطيئة؟ حاشا. فإنّي إنْ عدتُ أبني ما قد هَدمتُ أجعلُ نفسي متعدِّياً، لأنّي بالناموس متُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحياه بابن اللهِ الذي أحبّني وبذل نفسَه عنّي.
 
 
الإنجيل
مر 8: 34-38، 1:9 
 
قال الربُّ: مَن أراد أن يتبعَني فليكفُرْ بنفسِه ويحمِلْ صليبَهُ ويتبَعْني. لأنَّ من أراد أن يخلِّصَ نفسَه يُهلكُها، ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلِّصُها. فإنّه ماذا ينتفع الإنسانُ لو ربح العالمَ كلَّه وخسر نفسه؟ أم ماذا يعطي الإنسانُ فداءً عن نفسه؟ لأنّ من يَستَحيِي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يَستَحيِي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القدّيسين. وقال لهم:  الحقَّ أقول لكم إنّ قوماً من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتّى يرَوا ملكوتَ الله قد أتى بقوَّة.
 
 
في الإنجيل
 
للصّليب الكريم موقع هامٌّ جدًّا في الكنيسة المقدَّسة، لأن به أتى الفرح لكلّ العالم، لأنّ الرّبّ يسوع افتدانا بدمه الكريم لمّا علِّق عليه، وتألّم وقُبر، وقام من بين الأموات، وبصلبه أباد الموت بموته وحطَّمه، ولم يَعدِ الموتُ يتسلَّط علينا بل أصبح انتقالاً، ورقاداً، وبعده ننتقل من الموت إلى الحياة، بقيامة ربّنا يسوع المسيح.
 
لذا خصَّصت الكنيسة لهذا الحدث العظيم ثلاثة أناجيل مقدَّسة تُتلى يوم عيد رفع الصّليب الكريم، ويوم الأحد الذي يسبقه، ويوم الأحد بعده.
 
واليوم تذكِّرنا الكنيسة المقدّسة بواجباتنا كمؤمنين تجاه الصّليب الكريم. يقول الرّبّ يسوع: "من أراد أن يتبعني فيلكفر بنفسه، ويحمل صليبه ويتبعني؛ لأنّ من أراد أن يخلّص  نفسه يهلكها ومن أهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلِّصها".
 
فالصليب ليس شعاراً اخترعه يسوع، وجده في صميم الإنسانيّة واتّخذه على نفسه كما اتّخذ الإنسانيّة نفسها. الحقيقة التي اعتلنت بآلام يسوع هي أنّ الإنسانيّة في مصلوبيّة منذ السّقوط في الخطيئة. هذه الحقيقة تضعنا أمام قرار حاسم، إمّا أن ترتضي صليبك، ورفعك عليه، جاعلاً آلامك مسرحاً ليسوع، تابعاً إيَّاه إلى القيامة، وإمّا أن تنوء تحت ثقل الخطيئة منقاداً إلى  الموت.
 
خطيئة الإنسان العظمى هي أن يجعل نفسه محور الوجود، أن يجعل نفسه قطباً، وكلّ شيء يُنسَب إليه؛ لذلك يقول الرّبّ يسوع: "فليكفر  بنفسه"؛ الكفر بالنفس هو قمع "الأنا"، هو أن تعي أنّك واحد مع الكلّ، وأنّكَ لستَ الكلّ بالكلّ، أن تعي أنّ مواهبك وإمكاناتك وقدراتك وممتلكاتك ليست امتيازاً لك بل مسؤوليّة ملقاة على عاتقك. من زهد بنفسه كفّ عن تسخير كلّ شيء لمصلحته، وسلك بحسب  قول الرّسول بولس: "مع المسيح صُلبت فأحيا، لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ. ومالي من الحياة في الجسد أنا أحياه في إيمان ابن الله الذي أحبَّني وبذل نفسه عني.
 
إذاً محور الحياة هو البذل والعطاء والتضحية والمحبَّة، وهذه هي، بالضرورة، الإتّجاه المعاكس بالكلّيّة لحركة "الأنا".
 
فكثيرون هم الذين يعتبرون الصّليب المقدَّس "مجرَّد زينة" فيعلّقونه في أعناقهم، حبَّاً بالظهور أنّهم مسيحيّون ويؤمنون بالصّليب الكريم، ولكنّهم بعيدون كلّ البعد عمَّا علَّمهم إيّاه الرّبّ يسوع المصلوب لأجل خطاياهم.
 
وكثيرون هم الذين يعتبرون الصّليب المقدّس مساعداً لهم في أعمالهم القتاليّة، والبعيدة كلّ البعد عمَّا يريده منّا الرّبّ يسوع، الذي نهانا عن القتل، عملاً بالوصيَّة الإلهيّة "لا تقتل".  ولكنّنا نتحوَّل،  بفعل شهواتنا وزلّاتنا، وحبّ السيطرة والسّيادة، إلى قاتلين،  وهذا ما لا يريده منّا الرّبّ المصلوب.
 
والصّليب هو قاهر الشياطين ويبيد كلّ فعل شيطانيّ وكلّ أحابيلِ الشَّيطان التي ينصبها لنا نحن المؤمنين الذين آمنّا بأنّ خلاصنا يأتي من تلك الخشبة التي تقدَّست بدم الرّبّ المسفوك لأجل خلاصنا من الألم والخطيئة والموت. وللرّبّ القائم من بين الأموات لأجل خلاصنا المجدُ إلى الأبد، آمين.
 
 
في الصّّلاة 
 
ما أحوجنا اليوم، أكثر منّا في أيِّ يومٍ مضى، إلى الصّلاة. التقيت مرّةً بامرأةٍ مخلَّعة متقدّمةٍ بالسنِّ، تجلس على كرسيّ متحرّكٍ، تشخَصُ بناظريها نحو الموت. وتترجّاه أن يأتي سريعًا، لكونها لا تستطيع أن تحرِّكَ أيًّا من أعضاء جسدها، وكأنَّ الحياة أصبحت ثقلاً عليها. توجَّهتْ نحوي بناظرَيها ورمقتني بدمعةٍ ملؤُها الحسرة والألم قائلةً: "ما نفع حياتي، وما قيمة وجودي؟". كانت إجابتي لها بعفويّة: "الآن تستطيعين أن تقدّمي خدمةً عظيمة لا يستطيع الأصحّاء أن يقوموا بها مثلك، إنّها الصّلاة. فلا أولادك ولا أحفادك يستطيعون في خضمِّ عراك الدّراسة وهموم الحياة أن يهتمّوا، بهذا المقدار، بالصّلاة من أجل خلاص نفوسهم".
 
قال مرّةً أحد الآباء الذين خَبروا الصلاة وفعلها وحلاوتها: في صحراء الجهاد، إن كنتَ تريد أن ترتفع صلاتك إلى الله كالعصافير والصقور، لا بُدَّ لكَ من أن تقطع الخيط الذي يربطك بالأرض. ونحن بتنا، بهذا المقدار، منجذبين إلى الأرض، بفعل الأنّا، ومحبّة القنية والسلطة، والاِهتمامات الدنيويّة والمعيشيّة، والمجد الباطل.
 
نعم، يا أحبّة، الصلاة الحارّة أصبحت نادرة، بنُدرةِ المصلّين.والمصلّون الحقيقيّون يحارَبون بالاستهزاء، والضغط المعنويّ، وللأسف من الداخل، من أهل البيت.
 
إنَّ أكثر ما يحتاج إليه عالَمُنا، اليوم، مُصَلُّون ترتفع أيديهم وعيونهم وأفئدتهم نحو السماء، لا نحو الناس القابعين في علب التكنولوجيا. كلّ متألم، متضايق، حزين، مريض، معوَز، مسجون، يحتاج إلى هذا المقدار من الحبِّ والصلاة. فإن لم تكن قادرًا على مدِّ يد العون، فعلى الأقلّ ثق بمن قال " غير المستطاع عند الناس (وعندك) مستطاع عند الله"، وتوجّه بصلاتك طالبًا من أجلهم، متمنطقًا شفاعة القدّيسين، لإيمانك بأنَّ " طلبة البارّ قادرة في فعلِها".
 
إن أردت أن تصلّي، أيّها الحبيب، أَطلق العنان لقلبك ليتوجّه نحو الله، طالبًا معونته، قائلاً :" تقبَّل يا ربُّ صلاتي وعلّمني حقوقك، إنّني لا أعرف أن أصلّي كما يجب، ما لم ترشدني أنت بروحك القدّوس"؛ واقطع ذاك الخيط التي يربطك بهذا العالم، على الأقل في هذا الوقت، أكان حديثًا أو اتّصالا، أو تواصلاً مع الناس. وليكن تواصلك مع كلّ مَن تحبّ عبر صلاتك التي ترفعها عنهم إليه، لتربح نفسك ونفوسهم في ملكوت السَّموات، آمين.
 
 
أخبارنا
 
عيد القدّيسة تقلا في رعيّتَي عابا وكفرصارون
 
رعيّة عابا
 
لمناسبة عيد القدّيسة تقلا أُولى الشّهيدات والمعادلة الرسل، تحتفل رعيّة عابا بعيد شفيعتها، فَتُقام، للمناسبة، صلاة غروب العيد مع كسر الخمس خبزات برئاسة صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشيّة، وذلك عند الساعة السادسة من مساء السبت الواقع فيه 23 أيلول، في كنيسة مار تقلا في عابا.
 
 
رعيّة كفرصارون 
 
كما تحتفل رعيّة كفرصارون بعيد شفيعتها عبر إقامة صلاة براكليسي القدّيسة تقلا يوم الجمعة 22 أيلول الساعة السادسة والنصف مساءً. وتقام، يوم السبت في 23 أيلول، صلاة غروب العيد مع كسر الخمس خبزات عند الساعة السابعة مساءً.
 
ويترأَّس سيادة راعي الأبرشيّة خدمة السَّحريّة وقدّاس العيد يوم الأحد الواقع فيه 24 أيلول  عند الساعة الثامنة والنصف صباحًا.
 
عيد ميلاد السّيّدة في دار المطرانيّة وعيد تأسيس جوقة الأبرشيّة الـ٢٦ 
 
ببركة راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كيرياكوس) وحضوره، احتفلت مطرانيّة طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس بعيد ميلاد والدة الإله شفيعة كنيستها، حيث أقيمت صلاة الغروب الاحتفاليّة وكسر الخبرات الخمس ليلة العيد، وصباحًا أقيم القدّاس الإلهيّ.  خدم الصلاة قدس الأب برثانيوس (أبو حيدر) وعاونه قدس الشمّاسَين بشاره (عطالله) وسمعان (عيسى)، بحضور سيادته وعدد كبير من المؤمنين. وقامت جوقة الأبرشية بالترتيل في الخدمتين، محتفلةً بعيد تأسيسها ال٢٦.
 
 
مخيَّم دوما: المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ  
 
نظّم المركز الرعائيّ للتراث الآبائيّ مخيّمه السنويّ في منطقة دوما، وذلك من ٣١ آب 2017 لغاية ٣ أيلول ٢٠١٧. 
 
تضمّن المخيّم دروسًا تطبيقيّة في مادّة التيبيكون، إضافةً إلى عرض مواضيع ليتورجيّة تطبيقيّة من قبل بعض الطلاّب، إلى جانب المشاركة في الصلوات اليوميّة والقداديس. وقد زار المخيّم المتروبوليت أفرام (كرياكوس) والأرشمندريت يوحنّا (بطش) وقدَّم كلّ منهما حديثًا روحيًّا للطلاّب.
 
أمّا الطّلّاب المشاركون فقد تنوّعت أعمارهم وخلفيّاتهم، لكنّ ذلك لم يقف عائقًا أمام إمضائهم هذه الأيّام الأربعة بروح محبّةٍ مسيحيّةٍ وجوّ يسوده التفاهم والألفة، بحيث صعُب عليهم الافتراق بعد هذه الخبرة المميّزة. وقد باتوا يتوقون إلى بدء دروس الفصل المقبل ليلتقوا من جديد، متحلّقين حول الربّ يسوع، ليغرفوا من إنجيله وتعاليم الآباء القدّيسين.