الأحد 19 آذار 2017
19 آذار 2017
الأحد 19 آذار 2017
العدد 12
الأحد الثالث من الصوم
اللّحن السادس الإيوثينا السادسة
* 19: (السّجود للصّليب المقدَّس)، الشّهداء خريسنثوس وداريَّا ورفقتهما، *20: الآباء الـ 20 المقتولون في دير القدِّيس سابا، 21: الأسقف يعقوب المعترف، البارّ سرابيون، * 22: الشّهيد باسيليوس كاهن كنيسة أنقرة،* 23: الشّهيد نيكن وتلاميذه الـ 199 المستشهَدون معه، * 24: تقدمة عيد البشارة، أرتامن أسقف سلفكية، المديح الرّابع، * 25: عيد بشارة والدة الإله الفائقة القداسة. *
صَليبُ القِيامَة
من هو هذا الذي صُلِب من أجلنا؟ أليس هو نفسه "كلمة الله الإبن الوحيد" الذي تجسّد وشاهدناه إنسانًا على الأرض؟ عاينه الرُّعاة "حملًا لا عَيب فيه"، وأمّا سمعان الشيخ فقبِلَه "طِفلًا مُخلّصًا جميع المؤمنين". منذ البدء هو لم يُخفِ ألوهيّته. ظهر متواضعًا، ولكنِ الذي يعرف عظَمَتَه يراها في تنازلِه "آخذًا صورة عبدٍ". فالسّجود للصَّليب المُحيي هو السّجود للمَصلوب مُعطي الحياة الرافع خطيئة العالم ولَعنة الموت.
التلميذ الحقيقيّ، الذي يُحِبّ المسيح والذي هو معه على الصَليب، يلتمس هذه العظَمة خلف التواضع. والدة الإله لم تترُك المسيح، كانت تحفظ كلّ شيء في قلبها: ترى التواضع وتتمثّل به. فلا نهرُبنّ مثل التلاميذ الذين ضعُفوا في الشِّدّة وتركوا المُعلّم مُعلّقًا بين الأرض والسماء. ولا نطلبنّ آيةً بسبب قلّة إيماننا، فنقول مع الفرّيسيّين "إن كنت أنت ابن الله فانزل عن الصّليب فنؤمن بك" (متّى 27: 40).
صَمتُ التلميذ الحبيب عند الصَّليب يُذكّرنا بالصمت الذي سَبق التكوين: فكلمة الله التي خَرقت الصمت في البَدء، هذا المَصلوب نفسه يُعيد خليقَته إلى صورتها الأولى؛ بدمِه الكريم يجبُل إنسانًا سماويًّا غير ترابيّ؛ أبواب الفردوس تُفتح لاستقبال آدم الجديد، الذي يَسمع كلمة الله، ويعمل بها، ويحيا حياةً أبديّة.
الصَّمت أمام عظَمة هذا الحدث يحرّك أحشاءَنا فنهتِف بإيمانٍ: "لصليبِك يا سيّدنا نَسجُد، ولقيامَتك المُقدَّسة نُمجّد". نعم، من المَصلوب نتعلّم؛ بالصَليب نفهم القيامة، وفي الموت نَرى الحَياة، ومن التواضِع نشاهد الرِّفعة. مع المَسيح نُصلَب ونموت لكيما نَقوم معه؛ على الصَّليبِ نُسمِّر خطايانا لكي تُغسَل بدمِ الحَمل (رؤيا 7: 14).
التلميذ الحبيب يحمل كلّ يومٍ صليبَه بفرح، ويتبع السيّد إلى الجُلجلة، فيموت عن إنسانه القديم، ويبذل نفسه بدون تردّد محبّةً بالقَريب، محبّةً تعكس محبّة الله الحقيقيّة. فلا نفهمنّ خطأً أنّ الصليبَ هو قصاصٌ لنا، أو سببُ حزنٍ، أو وجع.
في التقليد الأرثوذكسيّ نرى في المسيح المصلوب وَجه إله السلام؛ هو أسلَم الروح بسلام. وهكذا نتعلّم كيف نُسلّم بإيمانٍ كلّ صعابنا لربّنا، ونقول له "لتكُن مشيئتك"، فنصرخ في ضيقنا "لصَليبِك نَسجُد ... فأَرِنا قيامتَك المجيدة".
طروباريّة القيامة باللّحن السادس
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر؛ فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة. فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.
طروبارية الصّليب باللّحن الأوّل
خلِّصْ يا ربُّ شعبكَ وبارك ميراثك، وامنح عبيدَكَ المؤمنين الغلبة على الشرّيـر، واحفظ بقوّةِ صليبِك جميعَ المختصّين بك.
القنداق باللّحن الثامن
إنّي أنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة يا جُنديَّةً محامية، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقِذةٍ مِنَ الشَّدائد. لكنْ، بما أنَّ لكِ العِزَّةَ التي لا تُحارَب، أَعتقيني من صُنوفِ الشَّدائد، حتّى أصرُخَ إليكِ: إفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.
الرِّسالة
عب 4: 14-16، 5: 1--6
خلِّص يا ربُّ شَعبَك وباركْ ميراثك
إليكَ يا ربُّ أصرُخُ إلهي
يا إخوة، إذ لنا رئيسُ كَهَنةٍ عظيمٌ قد اجتازَ السماواتِ، يسوعُ ابنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بالاعترافِ. لأنْ ليسَ لنا رئيسُ كهنةٍ غيرُ قادرٍ أن يَرثيَ لأوهانِنا، بل مُجَرَّبٌ في كلِّ شيءٍ مِثلَنا ما خَلا الخطيئة. فَلْنُقْبلْ إذاً بثقة إلى عرشِ النعمةِ لنِنالَ رحمةً ونجدَ ثِقةً للإغاثةِ في أوانها. فإنَّ كلَّ رئيسِ كهنةِ مُتَّخَذٍ من الناسِ ومُقامٍ لأجلِ الناس في ما هو لله ليُقرِّبَ تَقادِمَ وذبائحَ عن الخطايا، في إمكانِهِ أنْ يُشفِقَ على الذينَ يجهَلونَ ويَضلُّونَ لِكونِهِ هو أيضاً مُتَلَبِّساً بالضَّعْفِ. ولهذا يجب عليهِ أنْ يقرِّبَ عن الخطايا لأجلِ نفسِهِ كما يُقرِّبُ لأجلِ الشعب. وليس أحدٌ يأخذُ لِنَفسِهِ الكرامةَ بَلْ من دعاه الله كما دعا هارون. كذلكَ المسيحُ لم يُمَجِّدْ نَفْسَهُ ليَصيرَ رئيسَ كهنةٍ بل الذي قالَ لهُ: "أنْتَ ابني وأنا اليومَ ولدْتُكَ". كما يقولُ في مَوضِعٍ آخرَ: أنْتَ كاهنٌ إلى الأبَدِ على رُتبَةِ ملكيصادق.
الإنجيل
مر 8: 34-38، 9: 1
قال الرَّبُّ: مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعَني فَلْيَكْفُرْ بنَفْسِهِ ويَحمِل صَليبَه ويَتبَعْني. لأنَّ مَنْ أرادَ أنْ يُخَلِّصَ نفسَه يُهْلِكُها، ومَنْ أهلكَ نفسَهُ مِن أجلي وَمِنْ أجْلِ الإنجيل يُخَلِّصُها. فإنَّهُ ماذا يَنْتَفِعُ الإنسانُ لو رَبحَ العالَم كُلَّهُ وخَسِرَ نفسَهُ؟ أمْ ماذا يُعطي الإنسانُ فِداءً عن نَفْسِهِ؟ لأنَّ مَن يَسْتحيِي بي وبكلامي في هذا الجيلِ الفاسقِ الخاطئ يَسْتحيِي بهِ ابْنُ البَشَر متى أتى في مَجْدِ أبيهِ مَع الملائكةِ القِدِّيسين. وقالَ لهُمْ: الحقَّ أقولُ لكم إنَّ قَوْماً مِنَ القائمين ههنا لا يَذوقونَ الموْتَ حتّى يَرَوا مَلكوتَ اللهِ قد أتى بقُوّةٍ.
في الإنجيل
يحتلّ الصّليب الكريم مقاماً جوهريّاً في السنة الطقسيّة، وخاصّةً خلال فترة الصّوم الأربعينيّ المقدّس، لكي يتشدّد به المؤمنون، ويتذكّروا أنّ السيّد المسيح قد صُلب لأجل خلاص جنس البشر. وإنّه العلامة لتنازل المسيح ولمحبّته الفدائيّة للبشر. وإنّ كلّ ما يعانيه المؤمن خلال صومه، من جوع وآلام، لا يساوي شيئاً ممّا تحمّله المصلوب لأجل غفران خطايانا وللحياة الأبديّة التي نحياها به. فالإرتباط العميق الذي بين الصّليب والسيّد المصلوب جعل منه إيقونة الإيقونات؛ لذلك يجب تكريمه، وإقامة زياحات له خلال السنة الطقسيّة، لكي يظهر حبّ المسيحيّ المؤمن تجاه المصلوب وتظهر الغلبة التي يملكها المؤمنون به على كلّ شيء. ولهذا يُصلّي كلٌّ منّا في هذه المناسبة: "يا ربُّ امحُ كثرة خطاي بكثرة رحمتك، وكمحبٍّ للبشر أهّلني أن أرى صليبك، وأجثو أمامه بنفس نقيّة خلال الإمساك (الصوم)". ولأنّ "الصّليب المقدّس هو قوّة الإمساك، معين الساهرين، توطيد الصائمين، المدافع عن المحاربين، فلنقترب منه أيّها المؤمنون بمحبَّة ولنكرّمه بفرح". وفي الصّوم ينسى المؤمن نفسه، ولا يفكّر بشهوات جسده، ولا بالأطعمة، ولا بملذّات هذا العالم.
لذلك يذكّرنا إنجيل اليوم بأنّ "من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني".
لأنّ الإنسان يريد أن يستقطب لنفسه كلّ شيء، أمّا اتِّباع يسوع فيتطلّب العكس، أي عطاء النفس بالكلّيّة دون قيد أو شرط. وكلّ انغلاق على الذات يحجب عن صاحبه معرفة الله، ويجرّده من نعمة الخلاص بيسوع المسيح.
فالصّليب ليس شعاراً اخترعه يسوع، لقد وجده في صميم الإنسانيّة، واتّخذه على نفسه كما اتّخذ الإنسانيّة نفسها. الحقيقة التّي أُعلنت بآلام يسوع هي أنّ الإنسانيّة تعيش الصّلب منذ السقوط في الخطيئة. وهذه الحقيقة تضعنا أمام قرار حاسم: فإمّا أن نرتضي صليبنا، ونُرفع عليه، ونتبع يسوع إلى القيامة، وإمّا أن ننوء تحت ثقل الخطيئة، وننقاد إلى الموت الذي وطئه الربّ يسوع بموته. "إنّ قوماً من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتّى يروا ملكوت الله قد أتى بقوّة".
فالملكوت حاضر بيسوع المسيح؛ وأن يأتي هذا الملكوت بقوّة يعني أن تسود شريعته، وأن يسري فعلها في الوجود، وهذا تمّ بالصليب والقيامة، إذ بهما غُلب الموت.
لقد حلّ الملكوت بالربّ يسوع، لكنّ خطيئتنا الشخصيّة ما زالت تحجبه عن أعيننا. من يتطهّرْ من الخطيئة، ويتبعِ الربّ يسوع مضحّياً بذاته إلى المنتهى، يختبرِ الملكوت آتياً بقوّة في حياته، ولا يَذُقِ الموت لأنّ الحياة تستوعبه إلى المنتهى.
من هنا كان إكرام الصّليب المقدّس في فترة الصّوم؛ لأنّ الصّليب يوصلنا إلى فرح القيامة، وإنّه المعين الذي تنبع منه كلّ الفضائل التي ينبغي أن نتحلّى بها للبلوغ إلى نهاية الصوم.
ألا أهِّلنا يا ربّ أن نجتاز هذه الفترة بتوبة صادقة، لننال مغفرة خطايانا، ونعاين نور قيامتك المجيدة. آمين.
أولادنا والإدمان الإلكترونيّ
من المعروف أنّ هنالك توتّرًا بين الورق والإلكترونيّات، بحيث أصبح الكثير من الصحف الورقيّة على طريق الزوال. وممّا لا شكّ فيه أنّ الأطفال يفضّلون التلفاز على صفحات الكتب، وإنّه لأسهل على الطفل أن يلتقط جهاز إدارة التلفاز من أن يلتقط كتابًا لكونه يتطلّب جهدًا عقليًّا أكبر ممّا تتطلّبه مشاهدة المحطّات والبرامج المعروضة. هذا بالإضافة إلى عنصر الملل الذي قد تضفيه الأوراق وما تحتويها من سطور بالنسبة للأغلبيّة اليوم.
كذلك تُظهر الإحصاءات أنَّ هنالك علاقة قويّة وسلبيّة بين المشاهدة التلفزيونيّة وانخفاض مستوى التحصيل العلميّ، بالإضافة، ربّما، إلى عوامل مؤثّرة على هذا الأمر. وقد أبرز علماء الإجتماع مخاوفهم من حالة التفرّد والتقوقع التي يمكن أن تحصل عند المشاهد، بعكس ما يحصل له مع الكتب التّي تشجّع قراءتها على إقامة صلات مع العوالم الحياتيّة الأخرى. ولا يقف الباحثون عند تأثير التلفاز على الروابط الاِجتماعيّة وتصفّح الأوراق بل يَرَون أنَّ سلبيّاته تطال مستوى العمل اليدويّ كذلك وأيضًا الاِهتمام المنزليّ.
يروي أحد اختصاصيّي العلاج الأسريّ ما يلي: "في إحدى الأُسر التي أعرفها يعود الأب إلى البيت من العمل ويشغّل جهاز التلفزيون. ويجيء الأطفال للمشاهدة معه وتُقدِّم الزوجة لهم وجبتهم أمام الجهاز. وبعد ذلك يذهب الأب للاِستحمام، أو ينشغل بعمل ما. عندئذِ تذهب الأمّ وتتناول عشاءها أمام جهاز التلفزيون... إنّ الملاحظ أنّ هذا التلفاز يشجّع كُلًّا من أفراد العائلة على تجنّب الآخر".
وبالطبع لا يمكننا أن نتغاضى عن الإيجابيّات التي تأتي عبر هذه التقنيّات، كاستعمالها في مجالات المعرفة والإطلالة على كلّ العوالم الخارجيّة وسهولة معرفة ما يجري من حداثة ومن أخبار عالميّة.
هذا عن التلفاز، فما بالنا بالحديث إذًا عن الكومبيوتر الذي وصل أطراف الكون بعضها ببعض وجعل الكرة الأرضيّة بأسرها قريةً صغيرة؟
هذا الإبداع في التكنولوجيا جعل من أفلام الخيال حقيقة واقعيّة، وسهّل تبادل المعلومات وهيّأ باب التواصل المفتوح بين الناس، بالإضافة إلى أنّه وضع كلّ التسهيلات العلميّة بمتناوَل كلّ أنواع البشر من كلّ الفئات والأعمار، واستحدث لغةً مشتركةً بين المتتلمذين عليها قوَّضت لغة الضاد ولغة الشرق والغرب، وصهرت المبادئ القوميّة والعرقيّة والدينيّة بقالب واحد وإن نادى بعضهم بفرادته.
واليوم يأتي الهاتف الخَلَويّ ليجمع بتقنيّته كلّ ما توصّلت إليه المعرفة البشريّة في هذا المجال، فصار يحلُّ مكان التلفاز في أوقات كثيرة وكذلك الكومبيوتر، وصار فقدانه يدعو إلى الخوف والضياع، لكونه أصبح لا يحمل أسرار العلوم وحّسْب وإنّما أيضًا خصائص مَن يمتلكه وفرادته وحميميّته. والذي يقتنيه يقول لك "خذ كلّ ما معي واترك لي هاتفي".
التربيّة المتأثّرة بهذه العوامل المتقدّمة من الآليّات أضحت هشّة، والرّوابط بين مستخدميها أصبحت مهدَّدة بسرعة الزوال. هذه التقنيّات، إن لم تكن السبب المباشر، إلّا أنّها بالحقيقة كشفت مستوى العلاقات التي تقوم بين الأفراد وبين الأهل والأبناء، وبين المربّين والطّلاب، وربّما لم يعد القياس مطروحًا بين الكتاب والتلفزيون. إنّنا أصبحنا في حالة إدمان على التقنيّات، فلا يستطيع المرء اليوم تدبير أموره من دونها، إذ تنهار أعصابه ويجد نفسه محاصرًا بالفراغ والضّياع بدونها.
بالطّبع لا يمكن لأحدٍ اليوم أن يوقف سرعة التطوّر العلميّ بما يتعلّق بتقنيّات التواصل؛ لكن لا بُدّ من توجيه هذه التقنيّات بشكل يتناسب مع المبادئ التي يحيا عليها الإنسان. لكنّنا في موقعٍ يتطلّب منّا، كمربّين وأهل، أن نتساءل ومن ثمَّ نعمل على تصحيح مسيرة أبنائنا، (وربّما أنفسنا قبل أبنائنا)، عن مدى سلامة مسلكيّتنا بما يتوافق مع إيماننا ونَفَسِ تراثنا.
أعتقد أنَّ المستقبل - وأتمنى أن أكونَ مخطئًا باعتقادي - سيُظهر مزيدًا من التفكّك الأُسَريّ، ومزيدًا من الخلافات الزوجيّة، ومزيدًا من التباعد بيننا وبين أبنائنا، إن لم نبادر إلى مصادقتهم والتواصل معهم بشكلٍ سليم، وتسليحهم بالحقّ والصواب، والوطنيّة والإيمان، ونظهر لهم عمق محبّتنا، حتّى نصل معهم إلى مستوى "أفضل صديق" على صفحات التواصل خاصّتهم.