الأحد 1 كانون الثانـي 2017

الأحد 1 كانون الثانـي 2017

01 كانون الثاني 2017
الأحد 1 كانون الثانـي 2017  
العدد 1
ختانة ربِّنا يسوع المسيح
اللّحن الثّالث   الإيوثينا الرابعة
 
* 1: باسيليوس الكبير، غريغوريوس النزينزيّ والد غريغوريوس اللاَّهوتيّ. * 2: تقدمة عيد الظهور، سلبسترس بابا رومية، البارّ سارافيم ساروفسكيّ، * 3: النبيّ ملاخيا، الشَّهيد غورديوس، * 4: تذكار جامع للرُّسل السَّبعين، البارّ ثاوكتيستُس، * 5: بارامون الظهور، الشّهيدان ثاوبمبتوس وثاوناس، البارَّة سنكليتيكي، * 6: الظّهور الإلهيّ المقدَّس، * 7: تذكار جامع للنبيّ السابق يوحنَّا المعمدان.
 
 
عظة عيد رأس السنة الميلاديّة 2017
لا بدَّ لنا، يا أحبَّة، في عيد رأس السنة الميلاديّة، من أن نقف مجدّداً، ونتأمّل في معنى حياتنا، وماهيّة وجودنا، وكيف نصرف وقتنا. أن نقف على معنى الزمن، كيف نعيشه، وكيف يجب أن نعيشه.
 
عموماً، نميّز في الزمن ثلاثة أبعاد: الماضي والحاضر والمستقبل. وإذا أردنا أن نُقارب الزمن الحاضر، موضوعيًّا، سنتيقّن أنَّه ليس سوى بُعد متداخل بين الماضي والمستقبل. الزمن الحاضر هو تلك اللحظة المتناهية الصغر، والتي لا يمكن اقتطاعها، ولكنّها تفصل الماضي عن المستقبل. لحظة الزمن الحاضر، وإن كانت في الواقع هي الوحيدة الحاصلة، لكن لا يمكن القبض عليها والإمساك بها، إذ تتراجع إلى الماضي توًّا. لا يعيش الإنسان الزّمن كلحظات منفصلة بعضُها عن بعض، بل كامتداد واسع يعانق الماضي والمستقبل. الحاضر هو المحطّة التي يتمّ فيها تجاوز الماضي والمستقبل، بمعنى تجاوز الزّمن والتّواصل مع الأبديّة. فيه تتمّ التهيئة للحياة الأبديّة. الزمن يصير فرصة لاقتناص الأبديّة. الحاضر هو النطاق الزمنيّ الذي يلتقي فيه الإنسان بالله، بحسب الشيخ صفرونيوس. السجدات، كركوع ونهوض، تُعبّر عن تلك الحالة: ارتفاع عن الأرض في طلب السماء، يربط زمن الأرض بالأبديّة. الزمن، في لحظته الحاضرة، يمكن أن يستحيل إلى أوانٍ يلتقي فيه الإنسان بالله. الزمن، في لحظته الحاضرة فقط، يمكن أن يختلط بالأبديّة. من هنا، نستطيع أن نقارب معنى الزّمن وقيمته وغايته في لحظته الحاضرة، إنّه يَهَبُ الإنسانَ إمكانَ الولوج في الأبديّة.
 
الزمن مُتشابك مع العالم، ومع أمور العالم، يرافقه من دون انقطاع. متشابك مع الحياة، ويقودها إلى
 الموت. البحر هو هذا الدهر، المركب هو حياة كلّ واحد منا، البشر هم الركّاب، والدفّة التي تقود المركب هي الزّمن، والمرفأ المنشود هو الموت. لذا، من الجهالة أن نذهب إلى الموت ونحن نيام. عمر الإنسان هو زمن الحياة الذي مضى وانقضى. في أعياد ميلادنا نفرح أنّنا كبرنا، وأنَّنا أضفنا إلى عمرنا سنوات. معيار قياسنا، للأسف، هو ما مضى وعبر. الزّمن العابر ليس مقياس زمن الحياة، بل مقياس زمن الفناء. في حين يجب أن نكون أكثر حذراً وحكمة، لأنّنا نقترب من الموت أكثر، ولا نعرف متى سيفتح لنا الموت بوّابته. لقد أبقى الله المحبُّ البشرَ موعدَ الموت مجهولاً، بالنسبة إلى البشر، حتّى يجعلهم في حالة يقظة وتوبة، وفي حالة ترقُّب: "لتكن أحقاؤكم مُمنطقة وأوساطكم مشدودة"، لا سيّما حين يرون الموت يدقّ أبواب مَنْ حولهم. ولكن، للأسف، أصبح المسيحيّون يتعاطون مع موضوع الموت بشكل تجريديّ، يخصّ مَنْ حولهم، من دون أن يخصّهم. منطق المسيحيّة أن يَحتفل المسيحيّ بانتصار دخوله الملكوت، وليس بدخوله إلى الحياة. من هنا، تحدّد الكنيسة، عموماً، أعياد الشهداء والأبرار في يوم استشهادهم ورقادهم، وليس في يوم مجيئهم إلى الحياة؛ في يوم دخولهم الملكوت، وليس في يوم دخولهم الحياة.
 
علينا، في هذا العيد يا أحبّة، أن نجعله فرصةً نُكرِّس فيها تذكّر الله في زمن حياتنا الشخصيّة. أن نُكرّسه بالصلاة وأعمال الخير والتضحية. ولنعلم أنّه، عندما نقدّم لحظتنا الحاضرة لله، فإنّنا نقدّم له عمرنا وحياتنا كلّها. وبهذه الطريقة، نحيا، صحيحاً، زمن حياتنا بخوراً عطراً لله، له المجد إلى أبد الدهور، آمين.
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
 

طروباريّة القيامة  باللّحن الثّالث 
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات. لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذَنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالَمَ الرحمةَ العُظمى.
 
طروباريّة ختانة  ربّنا يسوع المسيح بالجسد باللّحن الأوّل
أيّها الربّ الجزيل التحنّن، إنّك وأنتَ إله بحسب الجوهر قد اتّخذت صورةً بشريّة بغير استحالة. وإذ أتممت الشريعة تقبَّلت باختيارك ختانة جسديّة، لكي تنسخ الرّسوم الظلّيّة وتزيل قناع أهوائنا. فالمجد لصلاحك، المجد لتحنّنك، المجد لتنازلك الذي لا يوصف أيّها الكلمة.
 
طروباريّة القدّيس باسيليوس باللّحن الأوّل
في كلّ الأرض المتقبِّلة أقوالك، قد خرجتْ نغمتكَ أيّها الأبُ البارّ، التي بها كما يليق بالله شرّعتَ وأعلنتَ طبيعة الكائنات، وثقَّفت أخلاق البشر، يا ذا الكهنوت الملوكيّ باسيليوس. فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.
 
قنداق ختانة ربّنا يسوع المسيح بالجسد باللّحن الثالث
إنّ سيّد الكلّ يحتمل الإهانة، فيَختن زلاَّتِ البشر بما أنّه صالحٌ، ويمنح اليومَ الخلاصَ للعالم، فيبتهجُ في الأعالي رئيسُ كهنة الخالق المتوشّحُ بالضياء، مُسارُّ المسيحِ الإلهيّ باسيليوس.
 
 
الرِّسَالة
كول 2: 8-12
فمي يتكلَّمُ بالحكمةِ وقلبي يهذُّ بالفهم
اسمعوا هذا يا جميعَ الأمم
 
يا إخوةُ، انظروا ان لا يسلبَكم أحدٌ بالفلسفةِ والغرور الباطل حسبَ تقليد الناس، على مقتضى أركانِ العالم لا على مقتضى المسيح. فإنَّهُ فيهِ يحُلُّ كلُّ ملءِ اللاهوت جسديّاً، وأنتم مملوؤونَ فيهِ، وهُوَ رأسُ كلِّ رئاسةٍ وسُلطانٍ، وفيه خُتنتُم خِتاناً ليسَ من عمل الأيدي بل بخلع خطايا البشريّة عنكم بِختان المسيح، مدفونين معهُ في المعموديّة التي فيها أيضًا أُقمتم معَهُ بايمانِكم بعملِ اللهِ الذي أقامَه من بين الأموات.

 
 
الإنجيل
لو 2: 20-21، 40-52 
 
في ذلك الزمان رجَع الرُّعاة وهم يمجّدون الله ويسبّحونه على كلّ ما سمِعوا وعايَنوا كما قيل لهم. ولمَّا تمَّتْ ثمانية أيّامٍ ليُختَن الصبيُّ سُمّي يسوع كما سمَّاه الملاك قبل أن يُحبل بهِ في البطن. وكان الصبيُّ ينمو ويتقوَّى بالروح ممتلئاً حكمةً وكانت نعمةُ الله عليهِ. وكان أبواهُ يذهبان إلى أورشليم كلَّ سنةٍ في عيد الفصح؛ فلمَّا بلغ اثنتيْ عشرة سنة صعِدا إلى أورشليم كعادة العيد. ولمَّا أتمَّا الأيّامَ بقي عند رجوعهما الصبيُّ يسوع في أورشليم ويوسفُ وأمُّهُ لا يعلمان. وإذ كانا يَظُنَّان أنَّهُ مع الرّفقةِ سافرا مسيرة يومٍ وكانا يطلبانهِ بين الأقارب والمعارف؛ وإذ لم يجداهُ رجعا إلى أورشليم يطلبانِه. وبعد ثلاثة أيّامٍ وجداهُ في الهيكل جالساً في ما بينَ المعلّمين يسمَعُهُم ويسألهم، وكان جميعُ الذين يسمعونهُ مندهشين من فَهمِهِ وأجوبتِه. فلمَّا نظراهُ بُهتا، فقالت لهُ أمُّهُ: يا ابني لِمَ صنعتَ بنا هكذا؟ ها إنَّنا أنا وأباك كنَّا نطلبك متوجِّعَين. فقال لهما: لماذا تطلُبانني، ألم تعلما أنَّهُ ينبغي لي أن أكونَ في ما هو لأبي؟ فلم يفهما هما الكلامَ الذي قالهُ لهما. ثمَّ نزل معهما وأتى الناصرة وكان خاضِعاً لهما. وكانت أمُّهُ تحفَظُ ذلك الكلام في قلبها. وأمَّا يسوعُ فكان يتقدَّمُ في الحكمة والسنّ والنعمة عند الله والناس.
 
 
في الإنجيل 
في هذا المقطع الإنجيليّ نرى يسوع يُختَن بالجسد، في اليوم الثامن، لكي يتمّم الشريعة التي وضعها الله عهداً بينه وبين إبراهيم في العهد القديم (تكوين 17: 1- 8). إنّه، بتقبّله الختانة، يزيل ظلّها ومعها قناع الأهواء عن المؤمنين، (طروباريّة العيد)، ليطلع، بدلاً عنها، نور النعمة الإلهيّة في نفوسنا (من قانون العيد الأودية 1).
 
إذًا، الختانة بطلت مذ اختَتَن المسيح، باختياره، مخلّصًا الأمم بنعمته (الأودية 4)."قد صار تحت الناموس ليعتق الذين تحت الناموس"(غلا4/4و5).
 
واليوم الثامن هو إشارة للدهر الآتي، حيث الحياة التي لا نهاية لها. فهو، في هذا اليوم، يرسم سرّ التجديد الآتي. (الأودية 7)، أي قيامتنا بالجسد في اليوم الأخير، التي هي غاية عمله الخلاصيّ. لذلك سُمِّيَ "يسوع" لأنّه هو الذي يخلّص الشعب من خطاياه. "لأنّه كما بمعصيّة الإنسان الواحد جُعل الكثيرون خطاة، هكذا أيضًا بإطاعة الواحد سيُجعل الكثيرون أبرارًا"(رو 5: 19).
 
وكما ميّز الله شعبه عن غيره بالختانة في العهد القديم، كذلك في العهد الجديد، "عهد النعمة"، سيميّز الله عائلته، أبناء الكنيسة، بالمعموديّة والإيمان. "من آمن واعتمد يخلص ومن لم يؤمن يُدَن" (مرقس 16: 16).
 
ويظهر عمق التنازل الإلهيّ عند معاينتنا اللهَ الكاملَ يقبل أن يخضع لنموٍّ جسديٍّ، ويمتلئ حكمة وهو الحكمة كلّها. "وكان الصبيّ ينمو ويتقوّى بالرّوح، ممتلئًا حكمة، وكانت نعمة الله عليه" (لوقا 2 : 40). فهذه الآية الإنجيليّة تلخّص أمورًا تربويّة كثيرة: فقد أراد الله تعليمنا، من خلال طفولة يسوع، أنّ التربية الحقيقيّة للولد هي بجعله ينمو بالروح كما القامة، ويمتلئ بالحكمة الإلهيّة وليس فقط العالميّة، وترافقه نعمة الله في مسيرته اليوميّة.
 
وهذه لا تتمّ لوحدها بل بسهر العائلة – الأمّ والأب- على أولادهما، وأن "يطلباه متوجّعين"، عندما يضيع أبناؤهما في متاهات هذا العالم وألعابه المسلّيّة – المضلّلة، وأن يتعاونا على تعليمه: أن يكون "في ما هو لأبي"، وأن يفهم: أنّه "في العالم ولكنّه ليس من هذا العالم" (يوحنا 15 : 19)؛ وأن يتعبا على تدريبه: ليكون "مطيعًا لهما"، كما أنّهما مطيعان لكلمة الله وتعاليم الكنيسة.
 
وهذا ما عاشه قدّيسنا باسيليوس الذي نعيّد له اليوم: فقد حصل، بسبب تربيته الصالحة، "عاشقًا للحكمة"، وفضّل "المعيشة مع الله"؛ وبغنى الفضيلة التي تمرّس عليها، في طفوليّته، أخضع "هوى الجسد للروح"، ولأجل "طهارة سيرته" قد حلّ فيه "المسيح ينبوع الحياة"، الذي أفرغ عليه "طيب النعمة" ومسحه لخدمة الإنجيل، فأزهر في نفوس المؤمنين حلاوة حسن العبادة، واستحقّ أن يدعى "نحلة إلهيّة وشريفة لكنيسة المسيح". (من صلوات المساء). فاذكرنا أيّها القدّيس بمثولك لدى الثالوث المتساوي الجوهر، متشفّعًا لأجلنا، لتكون تربيتنا صالحة كما يليق.

 
رسالة إلى الشّباب
"ثُوروا!"
اللهُ خلق الإنسان ضمن إطارِ الزّمنَ. الإنسان يقوم بأعماله كافّة ضمن هذا الإطار. فالزّمن هو أحد أهمّ مكوّنات الخليقة التي على الانسان مراعاتها. هناك مثلٌ يونانيّ قديمٌ يقول أنِ "افتدِ الزَّمن φείδουχρόνου". الإنسان مدعوٌّ إلى أن ينظّم وقته ويديره بحسبِ أولويّاته، وهذا يفترض أن يحدّد الإنسان بوضوحٍ أهدافَه في هذه الحياة.
 
أيّها الشّابّ، الحياة قصيرةٌ. هل سألتَ نفسك يوماً ما غايتك منها؟ هل تساءَلتَ ما غايةُ الحياةِ منك؟ هل حدَّدتَ أهدافك؟ هناك سؤالٌ ذو أهمّيّة أحثّك على طرحه: هل تقبل ما تمليه عليك الظّروف؟ هل حاولت أن تصنع الظّروف وأن تكون أنتَ الرّائد في تغيير مسار حياتك؟ ما هو موقفك من الحظّ؟ أتؤمن به؟ ما موقفك من وجود الله، وما هي أهمّيّته في تسيير حياتك؟ هل أدركت يوماً أنّ علاقتك بالله هي علاقة مشاركة وتنسيق وتعاون؟ هل تقبل ما تمليه عليك ديانةٌ ما من دون البحث والتدقيق في ما تمليه عليك؟
 
في هذه الحياة، يا أترابي، هناك تحدّياتٌ جمّة. قال بولس الرسول في رسالةٍ مُحدّثاً تيطس الذي كان شابّاً يافعاً: "لا يستهن أحدٌ بحداثتك". أيّها الشابّ، هل يستهينُ أحدٌ بك؟ هل أنتَ مهمَّش؟ فلنُراجع مواقفنا ونحدّد أهدافنا ولنسِر قُدُماً لأنّ هذا ما سيبرزنا كمناضلين ذوي قيمةٍ. نعيش في مجتمعٍ وللأسف لا يعلِّمُنا أن نضع أهدافاً بل يملي علينا أهدافا. في معظم بيوتنا وعائلاتنا العربيّة، نتربّى تربيةً مباركةً مفعمة بعطر الإيمان، ولكن نادراً ما نلقى التشجيع والحثّ على الابتكار. كثيراً ما كنّا نسمع "مَن أنت لتفكّر هكذا؟ من أنت لتقابل فلانًا ذا منصبٍ؟ من أنت لتفعل هذا وتقول ذاك؟...". ثُر على معاملةٍ كهذه لأنها تحطِّم فرادتك التي وهبك إيّاها الإله.
 
كثيراً ما نُجبَر كشباب على أن نسير في طريقٍ منافيةٍ للمنطق. مثلٌ على ذلك ما نعيشه كلّما أردنا أن نبحث عن وظيفةٍ. في أيّام دراستنا نكدّ ونتعب و"نبصق الدّم" لكي نأخذ شهاداتٍ تخوّلنا العمل. ولكن، حين تأتي ساعة نبحث فيها عن عملٍ أو وظيفةٍ، نجد ثمّة من يقول لنا: "عليك أن تفتّش عن واسطة"، وأيضاً، "عليك أن تتزلّم لسياسيّين ولوجهاء ولذوي المناصب لكي تستطيعَ أن تحصل على وظيفة"، وأيضاً "هيك هو لبنان ... بلد الوسايط". كيف تستطيعُ أيّها الشابُّ ألّا تثورَ أمام هذا البؤس الذي يُحيطنا به مجتمعنا اللبنانيّ؟ إنّ أولئك الكبار، الذين يريدون أن نتبعهم، يستغلّونكم يا أيّها الشباب لتأمين مصالحهم الخاصّة والتي تودي بالوطن والمجتمع والفرد إلى الانهيار. ثوروا عليهم أيّها الشباب الكنسيّون. يا أيّها المُعَمَّدون باسمِ المسيحِ، ثوروا على العبوديّةِ التي أُعتقتم منها! لا تتذَلَّلوا للإقطاعيّين. "الاتّكال على الربّ خيرٌ من الاتّكال على الإنسان... الاتّكال على الربّ خيرٌ من الاتّكال على الرؤساء" (المزمور ١١٧).
 
"لا يستهن أحدٌ بحداثتكم..." إعملوا عملاً دؤوباً بمعونةِ الله. ثوروا على الفساد كما ثار عليه معلّمنا. كونوا ثوّاراً حتّى الموت. إسألوا الكنيسة ما موقفها من الفساد. هل تعطيكم جواباً؟ كلّنا نعرف أنّ الكنيسة الأرثوذكسيّة هي الوحيدة التي حافظت على العقيدة الصحيحة والإيمان القويم والليتورجيا. ولكن! حاسبوا كنيستكم ورؤساءها! بكَم من القدر تقف هي بجانبكم؟ اسألوها عمّا إذا كانت تحارب الفساد. اسألوها إذا سمحت للاهتراء والفساد أن يدخلا إليها. لا نريد كنيسةً "تشعر" معنا فقط. نريد كنيسةً راعيةً حاضنةً لنا! كم من المناصب والوظائف الكنسيّة مفتوحةٌ للشباب؟ كم من المهامّ موكلةٌ إليهم؟ كم هي ثقة الكنيسة بإمكانات شبابها؟ ها نحن، رغم كلّ العِلمِ الذي حصّلناه، نرى أنّ وظائف كثيرة في الكنيسة موكَلةٌ  إلى كُهولٍ. فلنثر ضدّ هذا الإهمال والتهميش حيثما وجدناه! ليس أحد معصومًا عن الخطأ ولا حتّى الكنيسة. نحن عَصَبُ الكنيسة؛ فإذا رَأيناها تشيخُ وتترهّل فلنثُر على من يُحَطِّمُها. فلنثر ضدّ الخمول والضجر واللامبالاة.
 
في مطلع هذة السّنةِ أتمنّى لكم عاماً تحقّقون فيه أهدافكم بمعونةِ الله، عاماً مثمراً تستفيدون فيه من أوقاتكم، عاماً للبحث والتدقيق في شؤون الحياة والعائلة والكنيسة والوطن. إنّه عامٌ للتجديد وللثورةِ، فثوروا ما دمتم تستطيعونَ، فالوقت قصيرٌ.
 
 
أخبــارنــا
 
نشرة الكرمة في عامها الثالث والعشرين
لمناسبة عيد الميلاد المجيد وحلول العام الجديد تتقدّم أسرة نشرة "الكرمة" من المؤمنين الكرام بالمعايدة، سائلة الربّ يسوع، المولود في مغارة لأجل خلاصنا، أن يغمرنا بنوره القدّوس وأن يُضِيءَ قلوبنا بنعمته ومحبّته للبشر، فنهتدي جميعنا إليه متجسّداً في قلوبنا ونفوسنا وأجسادنا كما اهتدى إليه المجوس وسجدوا له.
 
ونطلب من الرعايا كافّة تجديد اشتراكها في النشرة للعام 2017، مع تسديد ما تبقّى عليها من اشتراكات السّنة الفائتة، وتحديد عدد النسخ الأسبوعيّة التي تريدها، وذلك بالاِتّصال بدار المطرانيّة (قبل الظهر).
ميلاد مجيد وعام سعيد