الأحد 10 كانون الأوّل 2017
10 كانون الأول 2017
الأحد 10 كانون الأوّل 2017
العدد 50
الأحد 27 بعد العنصرة
اللَّحن الثّاني الإيوثينا الخامسة
* 10: مينا الرَّخيم الصَّوت، أرموجانُس وأفغرافُس، * 11: البارّ دانيال العموديّ، لوقا العموديّ، الشهيد برسابا، * 12: اسبيريدون العجائبيّ أسقف تريميثوس، * 13: الشُّهداء الخمسة إفستراتيوس ورفقته، الشهيدة وكيَّا البتول، * 14: الشُّهداء ثيرسس ورفقته، * 15: الشهيد في الكهنة آلافثاريوس وأمُّه انثيَّا، * 16: النبيّ حجِّي، ثاوفانيس الملكة العجائبيّة. *
ماذا نتعلّم من الميلاد
يجب ألّا تمرّ هذه الفترة، التي نتحضّر فيها ونصوم، لاستقبال الرّبّ المتجسّد، المولود من العذراء مريم، من دون أن نتعلّم أمورًا هامّة نستفيد منها لننمو روحيًّا، سنضيء على بعضٍ منها.
العبرة الأولى التي نتعلّمها هي أنّ الرّبّ هو مَن يسعى دائمًا إلينا. فمن بعد أن سقط الإنسان بسبب الخطيئة الجدّيّة، حصلت خصومة ما بين الله والإنسان. فعندما لم يستطع الإنسان أن يصعد إلى الله ليصالحه، انحدر الله إلى الإنسان مطأطئًا السّموات، "آخذا صورة عبد صائرًا في شبه الناس" (فيليبّي 7:2). جاء الرّبّ إلينا لكي يخلّصنا من خطايانا. جاء رحمة للبشر وحناناً وهو واقف عند باب قلوبنا يقرع لعلّنا نفتح له. جاء الرّبّ من أجلنا نحن هذه الشجرة، التي لم تعط ثمرًا حتّى الآن، فقال سأفلح حولها لعلّها، في العام المقبل، تأتي بثمار. الرّبّ أتى من أجل كلّ محتاج، من أجل منكسري القلوب، العشّارين، الخطأة... من هنا يجب أن يكون لنا رجاء دائم في المسيح، الرّافع خطايا العالم، الذي خلّص العشّار والخاطئة، أنّه قادر على أن يخلّصنا ويريد ذلك، مهما عظمت خطايانا أمام عينيه.
العبرة الثانية التي نتعلّمها أن نقتني فضيلة الصّبر، أو، بحسب التعبير الآبائيّ، طول الأناة. يقول بولس الرّسول إلى أهل غلاطية (4:4): "لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأة". لقد وعد الله حوّاء بأنّ نسلها سيسحق رأس الأفعى ولكنّ هذا الأمر لم يحدث، إلّا بعد مرور أكثر من أربعة آلاف سنة على السقوط. من هنا نفهم أنّ كلّ شيء يحصل في الوقت الذي يراه الله مناسبًا. فلمّا كمل الإعداد لهذا المجيء، حصل الأمر الموعود به. من هنا نتعلّم أنّ الله لا يسرع و لا يبطئ ولكن يعمل كلّ ما هو حسن، في الوقت المناسب. هناك الكثيرون من المؤمنين الذين يلومون الرّبّ، لأنّه لم يحقّق لهم ما طلبوه منه؛ فمن هنا، يجب أن يعلم كلّ شخص يطلب أمراً ما بواسطة الصلاة، أنّه سيحصل عليه، في الوقت الذي حدّده الله. وإن لم يتحقّق له، عليه أن يعلم أنّ عدم استجابة الرّبّ لطلبه هو، بحدّ ذاته، استجابة.
فلربّما أنت تسأل الرّبّ ما هو ليس لصالحك. الرّبّ نفسه، الأب السماويّ، يعلم أكثر منّا ما يوافقنا. فمرض السرعة في عصرنا هذا موجود عند كثيرين ويؤدّي، في معظم الأحيان، إلى الفشل وأحيانًا إلى الموت.
العبرة الثالثة التي نتعلّمها أن نقتني فضيلة التواضع؛ فالمسيح الإله الذي "أخلى ذاته آخذًا صورة عبد" (فيليبّي 7:2)، أي صار إنسانًا، الإله منذ الأزل، نزل إلى الأرض لكي يصعدنا إلى السماء. هو الإله نفسه، ولد في مذود في مغارة وفي قرية قيل عنها إنّها الصغرى في إسرائيل: "أمّا أنت يا بيت لحم أفراتة، فمع أنك قرية صغيرة بين ألوف قرى يهوذا، إلّا أنّه منك يخرج لي من يصبح ملكًا في إسرائيل، وأصله منذ القديم، منذ الأزل" (ميخا 1:5). ليس فقط في يوم ميلاده ولكن خلال فترة وجوده بالجسد على الأرض لم يكن له موضع ليبقى ويستقرّ فيه: "للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، أمّا ابن الإنسان فليس له أين
يسند رأسه" (متّى 20:8). عاش المسيح على الأرض فقيرًا ، حمل طبيعتنا وخطايانا لنحمل نحن برّه. حتّى أنّه عاش من دون رتبة كهنوتيّة، كونه من سبط يهوذا وليس من سبط لاوي، مع أنّه، في الحقيقة، الكاهن الأعظم. بالرغم من كلّ هذا التواضع، كانت عناصر العظمة عنده من الداخل ولم تكن من المظاهر الخارجيّة "بهت الجموع من تعليمه، لأنّه كان يعلّمهم كمن له سلطان وليس كالكتبة" (متّى 29:7). و كذلك قيل في موضع آخر: "كلّ مجد ابنة الملك من داخل" (مزمور 45: 14 و15). إنّ كلّ مجد حقيقيّ للإنسان هو من الداخل، في شخصيّته في قلبه، وليس من جهة خارجيّة، ليس بالمسكن ولا باللّباس. من هنا علينا الاِبتعاد عن كلّ ما هو مظاهر خارجيّة وأن نهتمّ بعظمتنا وزينتنا الداخليّتَين.
طروباريّة القيامة باللّحن الثاني
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك.
قنداق الميلاد باللّحن الثالث
اليومَ العذراء تأتي إلى المغارَة لتَلِدَ الكلمَةَ الَّذي قَبْلَ الدُّهور ولادَةً لا تُفَسَّر ولا يُنْطَقُ بها. فافرَحِي أيَّتُها المسكونةُ إذا سَمِعْتِ، ومَجِّدِي، معَ الملائكةِ والرُّعاة، الَّذي سيظهَرُ بمشيئتِهِ طفلًا جديدًا، الإلهَ الَّذي قبل الدّهور.
الرِّسالَة
أف 6: 10-17
قوَّتي وتّسبحتي الربُّ
أدبًا أدَّبني الربُّ وإلى الموتِ لَم يُسلِّمني
يا إخوة، تَقوَّوا في الربِّ وفي عزَّةِ قدرتِه. اِلبَسُوا سلاحَ اللهِ الكاملَ لتستطيعوا أن تَقِفوا ضِدَّ مكايِدِ إبليس. فإنَّ مصارَعَتَنا ليست ضِدَّ دمٍ ولحمٍ بل ضِدَّ الرئاساتِ، ضدَّ السلاطينِ، ضدَّ ولاةِ العالم، عالمِ ظُلمةِ هذا الدهر، ضِدَّ أجنادِ الشرِّ الروحيَّةِ في السماويَّات. فلذلكَ احمِلوا سلاحَ اللهِ الكاملَ لتستطيعوا المقاومةَ في اليومِ الشرّير، حتَّى، إذا تمَّمتُم كلَّ شيءٍ، تثبُتُوا. فاثُبُتوا إذَنْ ممنطِقينَ أحقاءَكم بالحقِّ ولابسينَ درعَ البِرّ، وأَنعِلوا أقَدامَكم باستعدادِ إنجيل السلام، واحمِلوا، عِلاوةً على كلّ ذلك، تُرسَ الإيمان الذي بهِ تقدِرون على أن تُطفِئوا جميِعَ سهامِ الشرّيرِ الملتهبة، واتَّخِذوا خُوذَةَ الخلاصِ وسيفَ الروحِ الذي هو كلمةُ الله.
الإنجيل
لو 13: 10-17 (لوقا 10)
في ذلك الزَّمان، كانَ يسوعُ يُعَلِّمُ في أَحَدِ المجامِعِ يومَ السَّبت؛ وإذا بامرأةٍ بها رُوحُ مَرَضٍ منذ ثمانِي عَشْرَةَ سنةً، وكانَتْ مُنْحَنِيَةً لا تستطيعُ أنْ تنتصبَ البَتَّة. فلمَّا رآها يسوعُ دعاها وقال لها: إنَّكِ مُطْلَقَةٌ من مرضِك. ووضعَ يدَيْهِ عليها، وفي الحالِ استقامَتْ ومجَّدَتِ الله. فأجابَ رئيسُ المجمعِ وهو مُغْتَاظٌ لإِبْراءِ يسوعَ في السَّبتِ وقالَ للجميع: هي سِتَّةُ أيَّامُ ينبغي العملُ فيها، ففيها تأتُونَ وتَسْتَشْفُونَ لا في يوم السَّبتِ. فأجابَ الرَّبُّ وقالَ: يا مُرَائي، أَلَيْسَ كلُّ واحدٍ منكم يَحُلُّ ثورَهُ أو حمارَهُ في السَّبتِ مِنَ المِذْوَدِ وينطلِقُ بهِ فَيَسْقِيه؟، وهذه ابنَةُ إبراهيمَ قد رَبَطَهَا الشَّيْطَانُ منذُ ثمانِي عَشْرَةَ سنةً، أَمَا كانَ ينبغِي أَنْ تُطْلَقَ مِن هذا الرِّباط يومَ السَّبت؟!. ولمّا قالَ هذا خَزِيَ كلُّ مَن كان يُقاوِمُهُ، وفَرِحَ الجَمْعُ بجميعِ الأمورِ المَجِيدَةِ الَّتي كانَتْ تَصْدُرُ مِنْهُ.
في الإنجيل
يسرد الإنجيليّ لوقا روايته عن المرأة المنحنية، ولكنّه يسبقها بإشارة إلى أنّ الرّبّ "كان يعلّم في المجامع يوم السبت". فهو قد أعطى للسبت أهمّيّته، إذ نراه يعمل بالكلمة فتتمجّد كلمة الله بكرازته لأنّ هذا اليوم ، يوم السبت، هو يوم عطلة عن العمل مقرّرة لغرض دينيّ، إمّا بتقدمة الذبائح في هيكل أورشليم، أو بالاجتماع حول كلمة الله في المجامع. فهو إذاً بذلك يمجّد الله.
وفي خضمّ هذا جاءته هذه المنحنية المثقلة بعجز البشريّة وانحلالها أمام الخطيئة والمرض، وذلك بسبب سقوطها. يقول القدّيس كيرلّلس الإسكندريّ: "لقد كانت نفسها منحنية تحت المكافآت الدنيويّة، ما كانت تمتلك النعمة السماويّة".
يراها الرّبّ ويبادر هو بدعوتها. لم تأتِ هي إليه طالبة متوسّلة بل هو دعاها ليعيد استقامة عمله الذي عمله. ويعيد إلى الاِستقامة هذه النّصبة التي انحنت أرضاً مماثلة الحيّة في ملامستها التراب. لقد جاء ليعيد خليقته إلى صورتها الأولى، صورة الله.
إنّما المشكلة كانت في اغتياظ معلّم الناموس والشريعة ظانًّا أنّ الرّبّ خالف الشريعة؛ فما بال هذا الإنسان يُبرِئُ هذه المرأة يوم السبت، والسبت هو يوم راحة الله من عمله الذي عمله؟ ولم يلتفت إلى حقيقة ألوهيّته التي جعلته قادراً على الشفاء فلم يقبلوه.
فالرّبّ، بالرغم ممّا قام به يوم السبت، لم يخرج على إطار قدسيّة هذا اليوم، فهو يوم الرّاحة يوم تمجيد الله، وها هي المنحنية، وقد استقامت، تصرخ لتمجّد الله، "فيفرح كلّ الجمع بجميع الأعمال المجيدة الصادرة منه".
الإنسان، بعمله في الأيّام الستّة، يقتدي بنشاط الله الخلاّق، وبراحته في هذا اليوم يحاكي راحتة القدسيّة.
المطالعة الروحيّة
من أقوال الأب باييسيوس الآثوسيّ في المطالعة الروحيّة.
قبل أن تبدأ بقراءة الكتاب المقدّس والكتب الروحيّة صلِّ لكي ينيرَك الله لتفهم المعاني الروحيّة. صلِّ لكي ينيرَك الله لتفهم المعاني الإلهيّة. لا تستعجل في القراءة، المهمّ ليس إنهاء فصول الكتاب، بل إفادةُ النفس.
المُراد ليس التعجّب أمام إنجازات القدّيسين. الهدف هو غصبُ النفس للتشبّه، قَدرَ المستطاع، بحياة القدّيسين. لذلك علينا أن نتمثّل بالبقرة الحلوب التي تفضّل الخضارَ الطريّة على القاسية، وعندما تأكل تمضغ جيّداً الطعامَ لتصنع منه بعدها حليبًا طيّبًا.
اسعَ، في بيتك، قَدرَ المستطاع، لأن تكون لك غرفةٌ خاصّة ليكون لك فيها هدوءٌ نسبيّ يشبه هدوءَ القلّاية. هذا سوف يساعدك على العودة إلى نفسك، ويُعطيك قوًى روحيّة تجعلك تتخطّى الصعوبات بسلام وبدون "تعصيب".
إقرأ، قدر المستطاع، حياةَ القدّيسين، السنكسار الذي يقود إلى التوبة. تحاشَ في البداية الكتبَ العقائديّة، وكذلك، من جهة أخرى، كتابَ الفيلوكاليا لكي لا تفهمها خطأً.
يكفي مقطع من الإنجيل كلّ يوم، كذلك مطالعة الكتب الآبائيّة من أجل فهم الإنجيل بشكل صحيح، لأنّ الكتب الآبائيّة ما هي إلّا روافد تنبع من الإنجيل وتصبّ فيه. عندما تتبع هذه الروافد تصل إلى النبع ولا تضيع. لا تضلّ كما يحصل مع بعض المفسّرين. كتاب أخبار الآباء الشيوخ (بستان الرّهبان) وكتابات القدّيس أفرام تساعد أيضًا على اكتساب روح التوبة.
قدّيس جديد: البارّ يعقوب تساليكيّ
أُعلنت قداسة الأب البارّ يعقوب تساليكيّ رئيس دير البارّ داود في إيڤيا، يوم الإثنين الواقع فيه السابع والعشرون من شهر تشرين الثاني ٢٠١٧.
وهذا القرار المنتظر اتَّخذه المجمع القسطنطينيّ المقدّس الشريف في جلسته التي عقدها في القسطنطينيّة، في اليوم والتاريخ المذكورَين آنفاً، برئاسة صاحب القداسة البطريرك المسكونيّ برثلماوس.
وُلد أبونا البارّ يعقوب في ٥ تشرين الثاني ١٩٢٠ في ليڤيسي - آسيا الصغرى، من أب وأم تقيَّين. وكان ما يزال في السابعة من عمره فقط لمّا حفظ الصلوات عن ظهر قلب إلى جانب أمّه التقيّة، فظهرت له القدّيسة الشهيدة باراسكيڤي وأعلمته بالحياة التي سيمجّد بها الله، وأوصته بالمثابرة على الصلاة وقراءة الكتب الروحيّة. فبدأت موهبته الروحيّة تظهر لكلّ مَن حوله، وبدأت الأشفية تفيض بواسطته لأبناء قريته. حمل مع عائلته وقومه صليب التّهجير القسريّ من آسيا الصغرى، الذي قاده إلى جزيرة إيڤيا. في العام ١٩٧٥ استلم دفّة دير البارّ داود على هذه الجزيرة، حيث لمع بالنسك والفضيلة والحكمة، وشعّت قداسته خلال حياته. وفي يوم جنازته توافد رؤساء الكهنة والكهنة وآلاف المؤمنين لتوديعه وهتفوا جميعهم بفم واحد: قدّيس! قدّيس!
اشتُهر بظهوراته العجيبة المتعدّدة بعد رقاده. وإرثه الروحيّ الكبير قاد، كما يقود إلى اليوم، آباء ومؤمنين كثيرين إلى التوبة. ستعيّد له الكنسية الأرثوذكسيّة المقدّسة في ٢٢ تشرين الثاني من كلّ عام.
فبشفاعته أيّها المسيح الإله ارحمنا وخلّصنا، آمين.
أخبارنا
إصدار كتاب "أحاديث روحيّة" لسيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس)
صدرت حديثاً، عن معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللّاهوتيّ - جامعة البلمند، طبعة ثانية من كتاب "أحاديث روحيّة" لسيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس). الكتاب يتضمّن سلسلة أحاديث روحيّة ألقاها سيادته على طلّاب المعهد اللّاهوتيّ ضمن مادّة مدخل إلى الحياة الرّوحيّة. الطبعة الأولى للكتاب صدرت عام 1996، وهو مفيد لكلّ مؤمن.
سعر النسخة الواحدة: 10000ل.ل، يُطلب من دار المطرانيّة.