الأحد 9 تَمّوز 2017
09 آب 2017
الأحد 9 تَمّوز 2017
العدد 28
الأحد الخامس بعد العنصرة
اللَّحن الرابع الإيوثينا الخامسة
* 9: بتكراتيوس أسقف طفرومانيَّة، * 10: يوسف الدِّمشقيّ، الشُّهداء الـ 45 المستشهَدون في أرمينية، * 11: أُوفيميَّة المعظَّمة في الشَّهيدات(لمّا ثبَّتَتْ حَدَّ الإيمان)، القدِّيسة الملكة أولغا المعادلة الرُّسل، * 12: الشّهيدان بروكلس وإيلاريوس، فيرونيكي النَّازفة الدّم، بايسيوس الآثوسيّ، * 13: تذكار جامع لجبرائيل رئيس الملائكة، استفانوس السابويّ، الشّهيدة مريم، البارَّة سارة، * 14: الرَّسول أكيلَّا، نيقوديموس الآثوسيّ، يوسف (تسالونيك)، * 15: الشّهيدان كيريكس وأمُّه يوليطة.
تَبخير البَشَر
في البَدءِ خلق الله الإنسان على صورته ومثاله. قدّيسًا أرادَهُ القُدّوس، لهذا نَفخ فيه الروح مرّة في الزمن الأوّل (تكوين 1: 27)، وأُخرى في الزمن الجديد (متّى 20: 22)، ثمّ عاد واستقرّ فيه في العنصَرة (أعمال 2: 3)، وفينا في معموديّتِنا. هكذا يضع الإنسان الله في قلبه، ويكون البخور عبادة لله. فبالتالي حين تُبخَّر الأيقونات، هذه البوّابة إلى الملكوت، يُبخَّر من خلالها العَلِيّ. وحين يبخِّر الكاهن أو الشمّاس المؤمنين في الكنيسة إنّما يُبَخِّر صورة الله فيهم، النّعمة الحالّة على هذه الأيقونات الحَيّة.
أمّا أن نُبخِّر الإنسان بحدّ ذاته، فهذا دليلٌ على سوء فهم، لأن البخور يليقُ فقط بالله (خروج 30: 8)؛ فهل نحن نرفع بعض الأشخاص ونضعهم مكان الله؟ حاشا! فالبشر ليسوا للتبخير. الله، إذا ما حلّ في البشر، قدّسهم، فيصيرون خاصّته، ويسيرون على خُطاه: هو الطريق والحقّ والحياة. محبّة الأشخاص تكون أوّلًا من محبّة الله، أما أن نتوقّف فقط عند الشخص وننسى الله فهذا أمرٌ مخالفٌ للإيمان.
المَديح يجب أن يصل بالمادح والمَمدوح إلى الربّ. "ليُضِئ نورُكم (أي نور النعمة فيكم) هكذا للنّاس ليَروا أعمالكم الحَسَنة (أي أعمال نعمة الروح القُدس)، فيُمجِّدوا أباكم الذي في السماوات" (متّى 5: 16).
التمجيد، والتسبيح، والتَبخير تَليق بالرّبّ. القيادة الروحيّة، أو السياسيّة، أو العائليّة، أو أيّ نوع سُلطة يُعطى للإنسان، إنّما يُعطى له من فوق كي يَرفعه والذين معه إلى العلاء، فلا يَبقَون على الأرض و أمورها الدنيويّة.
سيّد هذا العالم، ذاك الذي غلبه الربّ بتواضعه، يريدنا أن نبقى هنا، أن نلتصق بترابنا، ونتمسّك ببشرتنا. يُرينا صورًا جميلة عن أنفُسنا، ننسى معها صورة الخالق؛ نتوقّف عند منظرٍ أو مظهرٍ لذواتنا جميلٍ، نُخلّده في إطار ونأخذ بعضُنا لبعضٍ صورًا، ونأخذ لأنفسنا صورًا ذاتيّة selfie، تذكّرنا بجمالنا، تذكّرنا بعظمتنا، ترفع من شأننا، تنفخ أنانيّتنا، تُظهر للآخرين صورةً جميلةً عنّا وعن أعمالنا وعن أقوالنا.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا، والذي يجب أن أطرحه أنا على نفسي كلّ مساء: أيّة صورة أريها للربّ؟ هل أنا على استعداد لمُلاقاة الربّ؟ ماذا سيكون جوابي حينما يناديني الربّ باسمي؟ هل أهبّ إلى الجواب كأنبياء العهد القديم صارخًا "هاءَنذا" (خروج 3: 4)؟ أم أهرب مُستترًا من عُريي كما آدم الساقط في كبريائه (تكوين 3: 10)؟
الربّ قريبٌ، والربّ يريدنا معه إلى الأبد. آمين.
طروباريَّة القيامة باللَّحن الرّابع
إنّ تلميذاتِ الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهِج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطَبنَ الرُّسُلَ مفتخِراتٍ وقائلات: سُبيَ الموت، وقامَ المسيحُ الإله، ومنح العالَمَ الرَّحمةَ العُظمى.
القنداق باللَّحن الثاني
يا شفيعةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودة، لا تُعرِضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأَسرعي في الطلبةِ، يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.
الرِّسالَة
رو 10: 1-10
ما اعظمَ أعمالَك يا ربُّ كلَّها بحكمةٍ صنَعت
بارِكي يا نفسي الربَّ
يا إخوةُ، إنَّ بغيةَ قلبي وابتهالي إلى اللهِ هما لأجلِ إِسرائيلَ لخلاصِه. فإنّي أشهدُ لهم أنَّ فيهم غَيرةً للهِ إلاَّ أنَّها ليسَت عن معرفةٍ. لأنَّهم، إذ كانوا يجهَلون برَّ الله ويطلُبون أن يُقيموا برَّ أنفُسِهم، لم يخضَعوا لبرِّ الله، إنَّما غايةُ الناموسِ هي المسيحُ للبِرِّ لكلِّ من يؤمن. فإنَّ موسى يصِفُ البِرَّ الذي من الناموسِ بأنَّ الإنسانَ الذي يعمَل هذه الأشياءَ سيحيا فيها، أمَّا البِرُّ الذي من الإيمان فهكذا يقولُ فيهِ: لا تقُلْ في قَلبِك مَن يصعَدُ إلى السماءِ، أي ليُنزِلَ المسيحَ، أو مَن يهبِطُ إلى الهاوية، أي ليُصعِدَ المسيح من بينِ الأموات. لكن ماذا يقول؟ إنَّ الكلمة قريبةٌ منكَ في فمِكَ وفي قلبِك، أي كلمةَ الإيمانِ التي نبشِّرُ نحنُ بها. لأنَّك، إنِ اعتَرفتَ بفمِكَ بالربِّ يسوع، وآمنتَ بقلبِكَ أنَّ اللهَ قد أقامهُ من بينِ الأموات، فإنَّك تخلُص. لأنَّه بالقلبِ يؤمَن للبِرِّ وبالفَمِ يُعتَرفُ للخلاص.
الإنجيل
متّى 8: 28-34، 9: 1 (متّى 5)
في ذلك الزمان، لمَّا أتى يسوعُ إلى كورةِ الجُرْجُسِيِّينَ، استقْبَلَهُ مجنونانِ خارجانِ مِنَ القبْورِ شَرِسانِ جدًّا، حتى إنَّهُ لم يكنْ أحدٌ يقدِرُ على أن يجتازَ من تلكَ الطريق. فصاحا قائلَينِ: ما لنا ولك يا يسوعُ ابنَ الله؟ أجئتَ إلى ههنا قبل الزمانِ لِتُعذِّبَنا؟ وكان بعيداً منهم قطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعى، فأخذ الشياطينُ يطلبون إليه قائلينَ: إنْ كنتَ تُخرجنا فَأْذَنْ لنا أن نذهَبَ إلى قطيعِ الخنازير. فقال لهم: اذهبوا، فخرجوا وذهبوا إلى قطيع الخنازير. فإذا بالقطيعِ كلِّه قد وثبَ عَنِ الجُرْفِ إلى البحرِ ومات في المياه. أمَّا الرُّعاةُ فهربُوا ومضَوا إلى المدينةِ وأخبروا بكلّ شيءٍ وبأمرِ المجنونَينِ، فخرجَتِ المدينةُ كلُّها للقاءِ يسوعَ. ولمَّا رأَوهُ طلبوا إليهِ أن يتحوَّلَ عن تخومِهم. فدخل السفينةَ واجتازَ وأتى إلى مدينتهِ.
في الإنجيل
بعد معجزة تهدئة الأمواج وإنقاذ السفينة (متّى 8: 23-27) التي هي الكنيسة قام السيّد بإنقاذ هذين المجنونَين، وهما يشيران إلى عنف سطوة الشيطان على الإنسان، روحًا وجسداً. كان المجنونان الخارجان من القبور يشيران إلى الروح والجسد، وقد خضعا لحالة من الموت بسبب الخطيّة، فقد ملك الشيطان على الروح، ففقدت شركتها مع الله، أي فقدت سرّ حياتها. وملك الشيطان على الجسد، ففقد سلامه مع الرّوح، وانحلّ بعيداً عن غايته، فصارت دوافعه وأحاسيسه منصبّة على الذات، يطلب المتعة الوقتيّة. هذا هو فعل الخطيئة، إنّها تدفن الرّوح والجسد كما في القبور، ويصير الإنسان كما في حالة هياج شديد لا يعرف السلامُ موضعًا له فيه، بل ولا تترك الآخرين يعبرون الطريق المَلَكيّ. يُعثِّر الشيطانُ الآخرين، فلا ينعم بالحياة الحقيقيّة ويحرم الآخرين منها.
مجرّد عبور السيّد في الطريق فضح ضعف الخطيّة وأذل الشيطان الذي صرخ على لسان المجنونَين: "مالنا ولك يا يسوع ابن الله، أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذّبنا؟". هذا هو طريق خلاصنا من سلطان إبليس: أن يعبر بنا المسيّا المخلّص، الذي وحده يقيمنا من قبورنا، ويحرّرنا من سلطان الخطيّة.
ربّما يتساءل البعض: لماذا سمح الله للشّياطين بأن تذهب إلى قطيع الخنازير؟ ما ذنب الخليقة؟ وما ذنب أصحابها؟
أوّلاً: لم تحتمل الخنازير دخول الشياطين بل سقط القطيع كلّه إلى البحر مندفعاً ومات في الحال، وكأنّ السيّد أراد أن يوضّح عنف الشياطين، فما حدث للمجنونين كان أقلّ بكثير ممّا حدث للخنازير... معلناً أنّ الله لم يسمح للشياطين بأن تؤذي المجنونين إلّا في حدود معيّنة. يُعلِّق القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم على ما حدث للخنازير عندما دخلتها الشيّاطين، قائلاً: (هكذا تفعل الشياطين عندما تسيطر! هذا، مع أنّ الخنازير، بالنسبة للشياطين، ليست ذات أهميّة، أمّا نحن فبالنسبة لهم توجد بيننا وبينهم حرب بلا هوادة، ومعركة بلا حدود، وكراهية بلا نهاية. فإن كانت الخنازير، التي ليس بينها وبين الشياطين شيء، لم تحتمل الشياطين أن تترك ولا واحدة منها، فكم بالأكثر تصنع بنا ونحن أعداء لها... ماذا كانت لتصنع بنا لو كنّا تحت سيطرتها؟! أيّة مضارَّ شديدة لا تُحدِّقها بها!! لهذا سمح الربّ لها بأن تدخل قطيع الخنازير حتى نتعلّم من شرّهم بما فعلته بأجساد الحيوانات غير العاقلة، ونعرف ما يحدث لمن تمتلكهم الشيّاطين ...إنّه يحدث لهم ما حدث للخنازير.
ثانياً: أعلن السيّد، بتصرّفه هذا، تقييمه للنفس البشريّة، فهو مستعدّ لأن يترك قطيع الخنازير يهلك من أجل إنقاذ شخصين!
ثالثاً: أظهر الربّ عنايته بخليقته، فإنّه لن يَدَعَ الأرواح الشرّيرة تدخل، حتّى في الخنازير، بدون استئذانه. يقول القدّيس سيرينوس: "إن كان ليس لديهم سلطانٌ أن يدخلوا الحيوانات النجسة، العجم، إلّا بسماح من الله، فكم بالأحرى يعجزون عن الدخول في الإنسان المخلوق على صورة الله".
ويقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "إنّنا نستطيع من أمر الشياطين أن نُدرك كلا الأمرين: حنوّ الله، وشرّ الشياطين. شرّ الشيّاطين بإقلاقهم نفسَي المجنونَين، وحنوّ الله عندما صدّ عنهما الشياطين القاسية ومنعها. فالشيطان الذي وجد له مسكناً في المجنون رغب في أن يؤذيه بكلّ قوّته، لكنّ الله لم يسمح له بأن يستخدم قوّته بكاملها... بل ألزمه بالفضيحة بقوّة بعودة الإنسان إلى حواسّه، وظهور الشرّ بما حدث في أمر الخنازير".
رابعاً: ربّما سمح الله بذلك تأديباً لأصحاب الخنازير، إذ كانت تربيتها ممنوعة حسب الناموس.
أمّا ثمرة هذا العمل الإلهيّ فهي إنقاذ المجنونَين؛ ولكن، للأسف، لم يحتمل أهل الكورة الخسارة المادّيّة، فطردوا ربّ المجد من كورتهم. و يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ: "إنّ اللَّذَين سقطا تحت سلطان الأرواح الشرّيرة أمكن خلاصهما منها بسهولة، أمّا الطامعون(أصحاب الخنازير) فلم يقدروا أن يحتملوا السيّد ولا أطاعوا وصيّته. الساقطون تحت سيطرة الأرواح الشرّيرة يستحقّون عطفنا ودموعنا، أمّا الساقطون تحت الطمع فهم أكثر منهم مرارة".
طلب الرّحمة في الصّلاة
للقدّيس باييسيوس الآثوسيّ
من كتاب "الشيخ باييسيوس والغورو" لأثناسيوس راكوفاليس
إنّ طلب الرّحمة في الصّلاة هو أعظم ما في الصّلاة. مَن يطلبِ الرّحمة يتخلَّ عن أنانيّته في تحديد طريقة خلاصه وسُبُله، ويضعُ كُلّ رجائه على ما يراه الله مناسباً لأجله. فكما لا يستطيع المريض أن يفرض على الطبيب سبل علاجه والأدوية اللازمة، كذلك لا يقدر مَن طلب الرّحمة من الله أن يفرض عليه طريقة رحمته.
صلاة يسوع تبدأ بتكرارها بالفم، ثمّ ترتفع إلى الذّهن، وأخيرًا تنزل إلى القلب. أساسها هو المحبّة لله. إنّ ترداد اسم يسوع على الشفاه يجلب حلاوة حضوره. عندها، وَبفهم معاني كلمات هذه الصلاة في الذّهن، ينتقل حضور اسم يسوع إليه، فينيره ويطهّره ويملأه استنارةً مِن نور مجده الإلهيّ. بعد ذلك تنزل الصّلاة من الذّهن إلى القلب كمرحلةٍ يكون الإنسانُ فيها قد امتلأ من الحضور الإلهيّ في كيانه بجملته. عندها يتّحد الذّهن بالقلب، ويعود للإنسانِ، المنشطر إلى ذهنٍ وقَلب، الكمال والوحدة في شخصه. أمّا العنصر الموحِّد للشخص الإنسانيّ فهو حضور يسوع المسيح بنعمته في كامل كيان الإنسان.
بَدءاً، يتّحد الإنسان، بالنّعمة الإلهيّة، بالربّ يسوع المسيح، ثمّ يتّحد به داخليّاً، شخصيّاً وكيانيّاً. باتّحاد الإنسانِ بيسوع المسيح يستمدّ منه الألوهة، ويصير إلهاً بالنعمة. هذا الاتّحاد بالله يتحقّق، بحسب تعليم الكنيسة الأرثوذكسيّة، بالصلاة، وأيضاً بالاشتراك في الأسرار المقدّسة.
الصّلاة، بحسب التعليم الأرثوذكسيّ، ليست واجباً إلزاميّاً أو حركةً ميكانيكيّةً تجلبُ نتائجَ آليّةً لكلِّ الّذين يقومون بها بالمقدار ذاته. إنّها تقوم، أوّلاً، على النعمة الإلهيّة، وثانياً، على محاولةِ الإنسان، وثالثاً، على موهبة كلّ شخصٍ على حدة. إنّها علاقةٌ شخصيّةٌ بين الإنسان والله، وقاعدتها المحبّة. إنّها حوار بين شخصين متحابَّين –الإنسان والله- ينمو بينهما ويقرّب بينهما على حسب المحبّة المتبادَلة بينهما. الصّلاة الأرثوذكسيّة هي عِشقٌ حقيقيّ.
أخبـــارنــــا
حديث روحيّ في رعيّة بشمزّين
يَسُرُّ رعيّة بشمزين أن تدعوكم إلى حديث مع الأخت مايا عبّود بعنوان "من اليوغا إلى نور المسيح"، وذلك مساء السبت الواقع فيه 15 تمّوز 2017، بعد صلاة الغروب التي تبدأ الساعة السادسة 6,00، في قاعة كنيسة القدّيس جاورجيوس، بشمزين- الكورة.