الأحد 6 آب 2017

الأحد 6 آب 2017

06 آب 2017
 
 الأحد 6 آب 2017 
العدد 32
 
تجلّي ربّنا وإلهنا يسوع المسيح
 
* 7: الشّهيد في الأبرار دوماتيوس، * 8: إميليانوس المعترف أسقف كيزيكوس، * 9: الرّسول متيَّاس، البارّ بسويي، * 10: الشّهيد لَفرنديوس رئيس الشمامسة، * 11: الشّهيد آفبلُس الشمَّاس، نيفن بطريرك القسطنطينيّة،
* 12: الشّهيدان فوتيوس وإنيكيتس.
 
 
الأبوّة الروحيّة للأب صوفروني
 
كان قلبي، وأنا أصلّي، يشعر برأفة خاصّة أمام أوضاع المرضى النفسانيّين الذين كانوا يتألّمون من صعاب الحياة المعاصرة الحادّة. كلّ ذلك كان يصوّر أمام وجهي المسيح مصلوباً.
 
هذه الصلاة كانت تُبرز أمامي السؤال: لماذا أتى؟ وكيف ظهر على الأرض وفي العالم ليخلّصَ جنس البشر؟ هكذا كان حبّه العظيم.
 
صلاة الأب الروحيّ تتمّ بألم ووجع. الأب المعرّف confesseur هو عاملٌ مع الله (1كور 3: 9).
 
هو مدعوّ إلى الخلق الأسمى، خلق آلهة للأزليّة pour L’éternité.
 
القدّيس يوحنّا السلّميّ:
 
الأب المعرّف هو من اقتنى، بنعمة الله وبجهاده الشخصيّ، قوّة روحيّة ينقذ بها السفينة ليس فقط من هياج الأمواج بل من عمق اللّجّة.
 
المعلّم الحقيقيّ هو من يحمل في ذاته كتابَ المعرفة الروحيّ المكتوب بإصبع الله أي بالاِستنارة الآتية منه تعالى، ولا يعود يحتاج إلى كتاب آخر. إنّه عار على المعلّمين أن ينسخوا عن الآخرين.
 
شهادات آبائيّة: تابع الأبوّة الروحيّة الأب صوفروني
 
عندما أكون مع مَرْضَى أنتبه أوّلاً إلى حالتهم الروحيّة: هل يعرفون الله؟ هل عندهم رجاء به؟
 
ترى ما سببُ وجعهم؟ إلى هناك تتّجه صلاة الأب المعرّف، وصلاته تحصل مصحوبة بدموع حارّة مريرة.
 
عندما يستمع المعرّف إلى أناس يطرحون أمامه رؤاهم visions يحاول أن يميّز مصدرَ هذه الرؤى. هل هي من الله؟ أم هي نتيجة تخيّل أو أرواح شرّيرة؟!
 
كلّ راعPasteur عليه، في كلّ وقت، أن يبكي مع الباكين وأن يفرح مع الفرحين: يعيش، في الوقت نفسه، الألم والغلبة معًا، الألم والفرح معًا. عليه أن يُتألّم souffrir مع الذين حُرموا من المجد الإلهيّ تعبيراً عن حبّنا الجامع L’amour universel؛ لن يقضي الموتُ على المخلّصين في المسيح.
 
الحبّ يغلب الألم L’amour triomphe de la douleur.
 
العلم يتدخّل بدون النعمة، عندها لن نصل إلى المعرفة الروحيّة التي تخلّص. المحبّة وحدها تشفي "الله محبّة". في شعلة هذه المحبّة يحضن فكرنا الخليقة كلّها والشعور بالسير في الأبديّة يكتنفنا، في الأبديّة، حياة فائضة (يوحنّا 10: 10). المحبّة تشفي ألمنا "بجراحه شُفينا". "من يضعف وأنا لا أضعف؟ من يعثر وأنا لا ألتهب...؟"(2 كور 11: 29).
 
لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح.... ولكن أن أبقى في الجسد أُشدُّ لزوماً من أجلكم" (فيلبّي 1: 23-24).
 
هناك تنازع déchirement بين الله وخدمة الآخرين (القدّيس إسحق 23 ص 154). "ها إنّها ستأتي أيّام يقول السيّد الرّب أُرسل فيها الجوعَ على الأرض، لا 
الجوع إلى الخبز ولا العطش إلى الماء بل إلى استماع كلمة الربّ" (عاموس 8: 11)؛ الحياة الأبديّة كانت تجذبني. الأب الروحيّ لا يرفض أولئك الذين يأتون إليه، وعمل المعرّف هو الاِهتمام بكلَّ واحد ليساعده ليدخل إلى مناخ سلام المسيح ليستعيد صورة المسيح: هو يصلّي للقلقين، للمرضى المشرفين على الموت، للّذين في جحيم الشّهوات، يحمل أوجاعهم. يصلّي للآخرين وله شخصيّاً في آنٍ واحد.
 
هي صلاة التوبة: "حينئذٍ فتح أذهانهم ليفهموا الكتب" (لوقا 24: 45). اليوم عمل الأب الروحيّ صعبٌ، "هذه ساعتكم وسلطان الظلمة" (لوقا 22: 53). عندما يتطلّع الكاهن إلى المائتين يدخل إلى ما وراء الحياة: هذا يتطلّب نسكاً وتجرّداً مع توبة عميقة، يتطلّب أن يخرج الإنسان من سجن الأنانيّة.
 
 
طروباريَّة التجلّي باللَّحن السابع 
 
لما تجلَّيت أيُّها المسيح الإله في الجبل أظهرتَ مجدَك للتلاميذ حسبما استطاعوا. فأَطلِعْ لنا نحنُ الخَطأة نورَك الأزليّ، بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور المجدُ لك.
 
قنداق التجلّي باللَّحن السابع 
 
تجلَّيت أيّها المسيحُ الإله في الجبل، وحسبما وسعَ تلاميذَكَ شاهدوا مجدَك. حتّى، عندما يعاينونَكَ مصلوباً، يفطنوا أنّ آلامَكَ طوعًا باختيارك، ويكرزوا للعالم أنّك أنتَ بالحقيقةِ شعاعُ الآب.
 
 
الرِّسالَة
 
2 بط1: 10-19
 
ما أعظَمَ أعمالَكَ يا ربُّ، كلَّها بحكمةٍ صَنعتَ؛
 
باركي يا نفسي الربَّ
 
يا إخوةُ، اجتهدوا أن تجعلوا دعوتكم وانتخابكم ثابتَيْن. فإنَّكم، إذا فعلتم ذلك، لا تزلُّون أبداً. وهكذا تُمنَحون بسخاءٍ أن تدخلوا ملكوت ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح الأبديَّ. لذلك لا أهمل تذكيركم دائماً بهذه الأمور وإِن كنتم عالمين بها وراسخين في الحقّ الحاضر. وأرى من الحقّ أنّي ما دمت في هذا المسكن أُنهِضكم بالتذكير، فإنّي أعلم أنَّ خلع مسكني قريبٌ كما أعلن لي ربُّنا يسوع المسيح. وسأجتهد أن يكون لكم بعد خروجي تذكُّرُ هذه الأمور كلَّ حينٍ، لأنَّا لم نتَّبع خرافاتٍ مصنَّعةً إذ أعلمناكم قوَّة ربّنا يسوع المسيح ومجيئَهُ، بل كنَّا معاينين جلالهُ، لأنَّهُ أخذ من الله الآب الكرامة والمجد، إذ جاءَهُ من المجد الفخيم صوتٌ يقول هذا هو ابني الحبيب الذي بهِ سُررت. وقد سمعنا نحن هذا الصوت آتيًا من السماءِ حين كنَّا معهُ في الجبل المقدَّس. وعندنا أثبتُ من ذلك وهو كلام الأنبياء الذي تُحسِنون إذا أصغيتم إليهِ كأنَّهُ مصباحٌ يُضيءُ في مكانٍ مُظلم، إلى أن ينفجر النهار ويُشرق كوكب الصبح في قلوبكم.
 
 
الإنجيل
 
متّى 17: 1-9 
 
في ذلك الزمان أخذ يسوعُ بطرسَ ويعقوبَ ويوحنّا أخاهُ، فأصْعَدَهم إلى جبلٍ عالٍ على انفرادٍ، وتجلَّى قدَّامَهم، وأضاءَ وجهُه كالشمس وصارت ثيابُهُ بيضاءَ كالنور. وإذا موسى وإيليَّا تراءَيا لهم يُخاطِبانه. فخاطَب بُطْرسُ يسوعَ وقال له: يا ربُّ حسَنٌ أنْ نكونَ ههنا. وإن شئْتَ فلنصْنَعْ ههنا ثلاثَ مظالَّ: واحدةً لك وواحدة لموسى وواحدةً لإيليَّا. وفيما هو يتكلَّم إذا سحابةٌ نيّرةٌ قد ظلَّلتهم وصوتٌ من السحابة يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررتُ فلهُ اسمعوا. فلمَّا سمع التلاميذ سقطوا على أوُجهِهم وخافوا جدًّا. فدنا يسوعُ إليهم ولمسهم قائلاً: قوموا، لا تخافوا. فرفعوا أعيُنَهم فلم يرَوا إلاَّ يسوعَ وَحْدَهُ. وفيما هم نازِلون من الجبلِ أوصاهم يسوعُ قائلاً: لا تُعلِموا أحداً بالرؤيا حتَّى يقوم ابنُ البشر من بين الأموات.
 
 
أقوال للقدّيس بايسيوس
 
إنّ عصرنا صعبٌ جدّاً. وينبغي للمسيحيّين اليوم أن يصبروا كثيراً كي ينالوا أجراً عظيماً. قدّيسون كثيرون قد تمنّوا أن يعيشوا في عصرنا الحاضر هذا، وذلك لينالوا أجراً أكبر.
 
سمعت أنّ قنديل الكلّيّة القداسة في دير إيفيرون يهتزّ في هذه الأيّام. إنّ الكلّيّة القداسة تحاول إيقاظنا لننهض ونتوب، غير أنّ أناس هذا اليوم لا يهتزّون حتّى ولو اهتزّت القناديل. عندما يكون أحدهم غاضباً، من الأفضل أن لا تكلّمه البتّة، حتّى ولو بطريقة حلوة، لأنّه يشبه المجروح الذي لا يتقبّل ولا حتّى الملاطفة، لأنّها تهيّج جروحَه. اليوم جاء الوقت الذي تتحقّق فيه نبوءة القدّيس أنطونيوس الكبير: "سيجيء وقت يُجَنّ فيه الناس، وإن وُجد أحدُهم عاقلاً، سيدعوه الآخرون مجنوناً لأنّه لن يكون مثلهم..."
 
- الكبرياء في العمق نقصٌ في المحبّة، هي محبّة الذات.
 
- إنّ اكتسابنا القداسة لا يتوقّف على عدد السنين، إنّما على تفانينا وعلى جهادنا المتواضع. إنّ في التفاني تواضعاً ونبلاً وتضحية.
 
- لا تطلب شيئاً في الصلاة سوى التوبة. لا تسعَ وراء العجائب والرؤى والنبؤات والمواهب، اسعَ فقط وراء التوبة. التوبة تجلب لك التواضع. والتواضع يجلب نعمة الله، والله يعطيك بنعمته ما تحتاج نفسك إليه من أجل الخلاص، كما يعطيك أيضًا كلّ ما أنت تحتاجه لمساعدة الآخرين.
 
الغَضَب
 
يبدأ الغَضَب انفعالاً. والاِنفعال توتُّر ظرفيّ في الجهاز العَصبيّ- غالباً لا إراديّ- إذا طال يُعكّر صَفوَ مزاجنا ويجعل أفكارنا، ومعها تصرّفاتنا، تُفِلت من زمام العقل ورقابته لتقع في قبضة الغريزة. الاِنفعال، بالتالي، هو تَعَطُّل العقل. الرُّهبان، في "بستانهم"، يحذّروننا من مَغبّة البلوغ إلى هذه الحالة، فيقولون: "إحذرِ الغَضَب لأنّه يجعل العقل يُظلم ويقتل في النفس مخافة الله". مَعنى هذا أنّه ينبغي لنا ألّا نَدَع غَضبنا يطول، أن نخنقه وهو، بعدُ، في مهده. بهذا يوصي الرّسول بولس في رسالته إلى أهل أفسس إذ يقول: "اغضَبُوا... لكن لا تَدَعُوا الشّمس تَغرب على غَيظكم" (أف 4 : 26). ثمّ يُردف قائلاً: "لا تجعلوا لإبليس سبيلاً" (أف 4 : 27)، ما يعني، بالتالي، أنّ الغَضَب خطيئة وأنّ إبليس يتسلّل إلينا من نافذته. أجل، الغاضب يُخطِئ مرّتين: مرّةً إلى نفسه ومرّةً إلى الآخر، إلى نفسه لأنّه، بغضبه، يخرج على طوره، وبخروجه على طوره يشوّه صورة الله فيه، وإلى الآخر لأنّه، بغضبه عليه، يجرحه، يُسيء إليه، لا سيّما إلى صورة الله فيه.
 
إذاً، الاِنفعال، متى احتدم، استحال غضباً، والغضب إذا احتدم، خطير لأنّه، في ذورة احتدامه، يستحيل حقداً، والحقد، في جميع الأحوال، قاتل. أجل، من يغضب على إنسان يقتله معنويًّا ونفسيًّا، ولذا نبّه يسوع رسله إلى هذا الأمر، فقال لهم: "لا تخافوا الذين يقتلون الجسد.... بل خافوا الذي يقدر على أن يُهلك النفس والجسد جميعاً في جهنّم" (متّى 10/28). الغضب مَقِيت لأنّ الغاضب يُبيد، ولو للحظات، الآخر من أمام وجهه، يمحوه، وكأنّه يتمنّى لو لم يُوجد، كأنّه يقول له: لا يحقّ لك ان تُوجَد إلّا كما أريدك أنا أن تُوجد. الغضب، في جذوره، شهوة تسلّط، وفي مَراميه الأخيرة، شهوةُ إبادة وإلغاء.
 
إنّ المغبوط أوغسطينوس يبيّن، في تعليمه، كيف يُصاحب الغضبَ الخارجيَّ غَضَبٌ داخليٌّ ينمو فينا ويترعرع إلى أن يصير حقداً، لذلك هو يقول: "ليتنا لا نسمح للغضب، في أيّة درجة من درجاته، أن يكون له موضعٌ في قلوبنا، أو على أفواهنا... ولا، حتّى، مجرّدُ عُبور إلى فكرنا، حتّى لا يتحوّل القذى إلى خشبة فيصعب استئصالها". لذا، وجب علينا كبح جماح الغضب وهو، بعدُ، في مَهده، فما دام شرارةً سَهُل إخمادها، أمّا إذا تركناه يستعر ولم نتداركه فتستحيل، إذ ذاك، الشّرارة ناراً يَعسُر علينا جدًّا إطفاؤُها. الوحش الكاسر ما دام في مربضه فهو مضبوط، ولكن حَذارِ أن يُفلت من مربضه لأنّه، متى أفلت، يصبح خطيراً للغاية ومُؤذياً، ولا يعود ردّه إلى مربضه أمراً يسيراً. هكذ هو الغضب، فما دام تحت السَّيطرة لا خوف منه، أمّا إذا أفلت من السيطرة فيستحيل ناراً آكلة، ولعلّ أوّل المحترقين بها الغاضبُ نفسه. من هنا أنّ الغضب عاقبتُه النَّدم، ندمٌ ينشأ في نفس الغاضب ويُولِّد عنده أزمة ضمير، وغالباً بعد فوات الأوان، أي بعد أن يكون الغضب قد أحدث في النفس جُرحاً لا يندمل بسهولة؛ وهَب أنّه اندَمَل، إلّا أنّه يترك في النفس نُدوباً يبقى لها أثر.
 
واقع الحال أنّ الغضب تجربة كبيرة نحن جميعاً، على اختلاف طبائعنا وأمزجتنا، عُرضة لها. وواقع الحال، أيضًا، أنّ أسباب الغضب، لمن شاء تبريره، متوفّرة، وبكثرة. فنحن قادرون، دائماً، على أن نجد لغضبنا ما نبرّره به، كأنْ نتعلّل، مثلاً، بالظروف المعاشيّة والاِنسانيّة الصعبة ومعها، ربّما، الظروف السياسيّة الرجراجة دائماً والتي تجعلنا في قلق دائم وتبعث فينا الشعور بعدم الاِستقرار. هذه- وغيرها كثير- تضغط علينا وتشدّ الخناق على نحو يجعل هامش الصّبر عندنا يضيق، ويُضعف قدرتنا على الاِحتمال. ولكنّ واقع الحال أيضًا أنّه، إزاء هذا المشهد، يبرز مشهدٌ آخرُ جليٌّ جدًّا للمؤمن الذي يريد أن يرى ويبصر، مشهد مُعزٍّ جدّاً وباعثٌ على الطمأنينة والشعور بالأمان. إنّه مشهد السيّد، له المجد، منتصبًا وسط هذه كلّها ليقول لنا: أنا هو، لا تخافوا. السيّد المبارَك، إنْ نحن سَمَّرنا ألحاظنا عليه، كفيل بأن يرفع عنّا كلّ ضغطة، أن يَحُلّ فينا كلّ عصب مشدود، أن يبعث فينا الطمأنينة إلى يومنا وغدنا، وأن يجعلنا في سلام مُقيم.
 
أخيراً، يقول النبيّ داوُد: "إغضبوا ولا تَخطأوا، والذي تقولونه في قلوبكم تَنَدَّمُوا عليه في مضاجعكم..." (مزمور 4/4).
 
لكأنّي بالنبيّ المرنّم يتحدّانا بقوله هذا، إذ يَنصُب في وجهنا سؤالاً وجوديًّا صعباً: إلى أيّ مدًى يمكن للإنسان أن يغضب من دُون أن تُخالط غضبَه خطيئةٌ؟ إلى أيّ مدًى تصحُّ هذه المعادلة؟ هذه، لعمري، مُعادلة قابلة للصحّة- ولِمْ لا ؟- لكن بكثير من البِرّ والقداسة. القداسة والبرّ يقلبان المعادلات ويجعلان العسير، بل المستحيل، ممُكناً. الدّليل على ذلك أنّ الآباء يحدّثوننا عن "الغضب المقدّس" ويستشهدون له بالسيّد له المجد، الذي، لمّا عاين التجّار والصيارفة وباعة الحمام يَعيثُون في هيكل الله فسادًا، اغتاظ منهم وقلب موائدهم وصرخ في وجههم قائلاً: "بيتي بيتَ صلاة يُدعى وقد جعلتموه مغارة لُصوص" (متّى 21/13).
 
قبل ذلك، أي قبل بلوغ هذه الحالة الداوُديّة، يبقى الغضب اضطراباً في الجهاز العصبيّ يُبلبل النّفس ويكسر فيها سلامها. وسلامُ النفس، إذا انكسر، لا تَجبره إلّا الصّلاة القلبيّة الحارّة مع تواضع. فلنُصَلِّ، إذًا، بحرارة وتواضع، مُردّدين، على الدّوام، مع القدّيس أفرام السريانيّ: "أيّها الربّ وسيّد حياتي... أَنعم عليَّ بروح العفّة، واتّضاع الفكر والصّبر والمحبّة".