الأحد 30 نيسان 2017
30 نيسان 2017
الأحد 30 نيسان 2017
العدد 18
أحد حاملات الطِّيب
اللَّحن الثَّاني الإيوثينا الرَّابِعَة
* 30: الرَّسول يعقوب أخو يوحنَّا الثاولوغوس، * 1: إرميا النبيّ، البارّة إيسيذورة، * 2: نقل جسد القدّيس أثناسيوس الكبير، * 3: الشّهيدان تيموثاوس ومفرة، * 4: الشّهيدة بيلاجيا، البارّ إيلاريوس العجائبيّ،* 5: الشّهيدة إيريني، الشّهيد أفرام الجديد، * 6: الصدِّيق أيّوب الكثير الجهاد.
"لاهِجينَ طولَ النَّهارِ ببِرّك"
في هذا التَسبيح الذي يَلي الُمناوَلة المقدّسة هناكَ حالةٌ وزمنٌ وكلمَة، يجمعهم هدفٌ لاهوتيّ تعليميّ، يَعكس إيمان كلّ مسيحيّ تقرّب إلى القُدُسات، وقبِل جسَد ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح ودمَه. فاللّاهِجُ هو الإنسان الذي يتَنَفّس طبيعيًّا، وفي أغلب الأحيان لا شعوريًّا. حين نقرأ القدّيس يوحَنَّا الدِمَشقيّ: "طوبى لِسُكَّانِ أَهلِ البَراري لأنَّهُم يَلهَجون بالعِشقِ الإلَهيُّ"، نفهم أنّ نَفَسَنا هو مِعيار حَياتِنا. فإذا كانَ البِرّ أو العِشقُ الإلَهيُّ هو هَذا النَفَسَ الَّذي نَأخُذ، بالتالي نحن نُصَلّي دون انقِطاع، بحسب تَوصِيَة بولُس الرَسول أن "صَلّوا بِلا انقِطاع" (1تسالونيكي 5: 17).
عندَما نَقول "طُولَ النَّهار" نَعني كلّ حين، ولَيس فَقَط خِلالَ القُدّاس. النِّعمَةُ التي نأخُذ بالمناولة الإلهيّة تستمرّ معنا وفينا كُلَّ النَّهار. هنا نُدرِك أنّ النَهار الليتُورجيّ ليس مجرّد أربَعٍ وعُشرينَ ساعَة، فقَد يَكون آخِرَ يَوم في حَياتِنا! "اليَوم"، بحسَب الكنيسَة، هو يومُ الربّ، وليس محصورًا بزَمان: فـ"اليَومَ رأسُ خَلاصِنا"، و"اليَومَ يُولَدُ مِنَ البَتول"، و"اليَومَ عُلِّقَ عَلى خَشَبَة"، و"اليَوم صارَ الخَلاصُ لِلعالَم"... وكُلُّ النَّهار الَّذي نكون فيهِ مَع رَبِّنا يَعني، دائِماً، كُلَّ حياتِنا.
نحن نتنفَّس رَبَّنا، نلهجُ به نهارًا وليلًا، يصير جُزءًا مِنّا ونَحنُ نكون جُزءًا مِنهُ. بالنعمة نتَّحِد به مِثلَ الهواء في الرِّئَتَين، مَن يُحَرِّك الآخَر؟ لا نَبحث عمّا إذا كان الهَواء يُحرّك الرِّئَتَين أو العكس، هَذا لا أهَمِّيَّة لَهُ؛ ما يَهُمّ هو العَلاقة الوَطيدَة بَينَهُما والَّتي تُبقينا أَحياء. الإنسان، عِندَما يَنْقَطِع نَفَسُهُ، يَموت، وَرُوحِيّاً عِنَدما تَنْقَطِع صَلاتُنا نَموت.
في المسبَحَة نُردِّد صَلاة يَسوع ونقول: "ربّي يَسوعَ المسيحَ ارحَمني أنا الخاطِىء". عِند الرُّهبان تُقال بتواتر مع كلّ نَفَس: "ربّي يَسوعَ المسيح" مَع َالشَهيق و"ارحَمني أنا الخاطِئ" مع الزَفير. نَطلُب الرَّحمَة حين نُخرِج النَّفَسَ الوَسِخ، ومعه ضعُفاتِنا وكُلَّ شَيءٍ قَذِر معَشّش في داخِلنا. ونُدخِلُ النَفَسَ النَظيف مع اسم يَسوع، الاِسمِ الكلّيِّ الحلاوة، الذي سَيُطهِّرنا ويُنعِش روحَنا.
بِالتالي "لاهِجينَ طُولَ النَّهار بِبرِّكَ" تَعني أنَّنا نَتَنَفَّس اسمَك القُدّوس كُلَّ ساعَةٍ من نَهارِنا؛ نُريدُك أن تَكون أنتَ حَياتَنا يا مَن افتَدَيتَنا، ودَحرجت حَجرَ الخطيئَة الثقيلَ عن بابِ قلوبنا. نلهَجُ بِكَ يا الله، فَدَعنا مُلتَصِقين بِك. أَبقِ نورَ قيامتك مُشعًّا في داخِلنا، لِنَصرخ مع الملاك بثقةٍ وفرح: "لَيس هو هَهُنا، قَد قام"، حقًّا قام.
* * *
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثاني
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويّين: أيُّها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك.
قنداق الفصح باللَّحن الثامن
ولَئِن كنتَ نزَلتَ إلى قبر يا مَن لا يموت، إلّا أنَّك درستَ قوَّة الجحيم، وقمتَ غالباً أيُّها المسيحُ الإله. وللنِّسوةِ حاملاتِ الطِّيب قلتَ افرحنَ، ولِرسُلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.
الرِّسالَة
أع 6: 1-7
قُوَّتي وتسبِحَتي الربُّ، أدبًا أدّبني الربُّ
وإلى الموتِ لم يُسْلِمني
في تلك الأيّام، لمّا تكاثر التلاميذ، حدث تذمّرٌ من اليونانييّن على العبرانييّن بأنّ أرامِلَهُم كنّ يُهمَلن في الخدمة اليوميّة. فدعا الإثنا عشرَ جُمهورَ التلاميذِ وقالوا: لا يَحسُنُ أن نتركَ نحن كلمة الله ونخدُمَ الموائد، فانتخِبوا أيّها الإخوةُ منكم سبعةَ رجالٍ مشهودٍ لهم بالفضل، ممتلِئِين من الروح القدس والحكمة، فنقيمَهُم على هذه الحاجة، ونواظِبُ نحن على الصلاة وخدمة الكلمة. فحَسُنَ هذا الكلامُ لدى جميعِ الجمهور، فاختارُوا استفانُسَ رجلاً ممتلِئاً من الإيمان والروح القدس، وفيلبّسَ وبروخورسَ ونيكانورَ وتيمنَ وبَرمِناسَ ونيقولاوسَ دخيلاً أنطاكيّاً. ثُمَّ أقاموهم أمام الرُّسُل، فَصَلَّوا ووضَعُوا عليهِمُ الأيدي. وكانت كلمةُ الله تنمو وعددُ التلاميذ يتكاثَرُ في أورشليمَ جدًّاً. وكان جمعٌ كثيرٌ من الكهنةِ يُطيعونَ الإيمان.
الإنجيل
مر 15: 43-47، 16: 1-8
في ذلكَ الزمان، جاءَ يوسفُ الذي من الرامة، مُشِيرٌ تقيٌّ، وكان هو أيضًا منتظراً ملكوتَ الله. فاجترأ ودخل على بيلاطس وطلب جسد يسوع. فاستغرب بيلاطسُ أنَّه قد مات هكذا سريعاً، واستدعى قائدَ المِائة وسأله: هل له زمانٌ قد مات؟ ولمّا عرَف من القائد، وَهَبَ الجسدَ ليوسف. فاشترى كتّاناً وأنزلَهُ ولَفَّهُ في الكَتَّان، ووضعَهُ في قبرٍ كان منحوتاً في صخرةٍ، ودحرج حجراً على باب القبر. وكانت مريمُ المجدليّةُ ومريمُ أمُّ يوسي تنظُران أين وُضِعَ. ولمّا انقَضَى السَّبْتُ، اشترَت مريمُ المجدليّةُ ومريمُ أمُّ يعقوبَ وسالومةُ حَنوطاً ليأتِينَ ويَدْهَنَّهُ. وبَكَّرْنَ جدّاً في أوّل الأسبوع وأتينَ القبر وقد طَلَعَتِ الشَّمس، وكُنَّ يَقُلنَ في ما بينهنّ: من يدحرجُ لنا الحجرَ عن باب القبر؟ فتطلّعن فرأيْنَ الحجرَ قد دُحرج لأنّه كان عظيماً جدًّا. فلمّا دخلن القبر رأين شابًّا جالساً عن اليمينِ لابساً حُلّةً بيضاءَ فانذهَلن. فقال لهنَّ: لا تنذهلنَ. أنتنّ تَطلبنَ يسوعَ النَّاصِرِيَّ المصلوب. قد قام. ليس هو ههُنا. هوذا الموضعُ الذي وضعوه فيه. فاذهبنَ وقُلنَ لتلاميذِه ولبطرسَ إنّه يسبِقُكُم إلى الجليل، هناك تَروْنَهُ كما قالَ لكم. فَخَرَجْنَ سريعاً وفَرَرْنَ من القبرِ وقد أخذَتْهُنَّ الرِّعدةُ والدَّهَش. ولم يَقُلنَ لأحدٍ شيئاً، لأنّهنَّ كُنَّ خائِفَات.
إقامة السّبعة
إنّ المقطع الذي تُلي علينا اليوم من كتاب "أعمال الرّسل" يفتتح قسمًا جديدًا من أقسام "أعمال الرّسل". ففي القسم السّابق تكلّم لوقا الإنجيليّ، كاتب "أعمال الرّسل"، على الكنيسة الأولى في أورشليم مصوّرًا إيّاها بصورة مثاليّة، كنيسةً يواظب أعضاؤها، بحسب 42:2، على "كسر الخبز" (أي إقامة المائدة الإفخارستيّة، وهي الشّكل الأوّل لما ندعوه اليوم "سرّ الشّكر" أو "القدّاس الإلهيّ")، و"تعليم الرّسل" الذي هو الجزء التّعليميّ من اجتماعات الكنيسة (قراءة الكتاب المقدّس القديم ـ التّوراة والأنبياء ـ وشرحه على ضوء إتمام التّدبير الإلهيّ في المسيح يسوع، وخاصّة في موته وقيامته؛ بالإضافة إلى الوعظ والحثّ على السّير في طريق الرّبّ)، و"الشّركة" في الخيرات الأرضيّة بحيث "لا يكون بينهم محتاج" (34:4)، و"الصّلوات" اليوميّة اليهوديّة في هيكل أورشليم، بدءًا؛ ومن ثمّ اشتملت صلوات الكنيسة على أناشيد وترانيم تُشيد بـ "الرّبّ يسوع المسيح" وبـ "عمل الله الخلاصيّ" الذي تمّ بواسطته.
هذه الكنيسة الأورشليميّة الأولى التي كان يقودها الرّسل الاِثنا عشر، وأوّلهم بطرس، حافظت على طهارتها بإقصاء "العصاة" من وسطها، كما في إقصاء حنانيا وسفيرة (الإصحاح 5). وكان "الرّوح القدس" يقود الرّسل ويؤازرهم في "شهادتهم ليسوع" وتبشيرهم بـ "إنجيل الله" في أورشليم: "وكانوا لا ينفكّون كلّ يوم، في الهيكل وفي البيوت، يعلّمون ويبشّرون بأنّ يسوع هو المسيح" (42:5). وبهذا القول يختتم لوقا المرحلة الأورشليميّة من حياة الكنيسة الأولى، والتي ستليها مرحلة انتشار البشارة خارج أورشليم.
وكان لـ "استفانوس أوّل الشّهداء" ولـ "فيليبُّس المبشّر" دورٌ مهمٌّ في المرحلة الجديدة، التي افتتحها لوقا بالكلام على إقامتهما لـ "الخدمة" من ضمن سبعة رجال أقيموا للخدمة. وهكذا تمّ التّعريف بهما.
في هذا المقطع يستعمل لوقا، لأوّل مرّة، مصطلح "التّلاميذ" للكلام على أعضاء الكنيسة، وهو مصطلح سيتابع استعماله حتّى خارج موطنه الأصليّ الفلسطينيّ (كما في 1:9و26؛ و1:16؛ و23:18). وقد كان "التّلاميذ"، أعضاء الكنيسة الأورشليميّة، من فئتين بحسب أصلهم الجغرافيّ ـ الثّقافيّ: فئة "العبرانيّين" وهم اليهود الفلسطينيّون الذين يتكلّمون بالآراميّة، وفئة اليهود "الهلّينيّين" من أبناء الشّتات اليهوديّ في بلدان البحر المتوسّط، النّاطقين باليونانيّة. وكانت لهؤلاء مجامعهم الخاصّة في أورشليم (أع 9:6) يجتمعون فيها.
وإذ تكاثر عدد المؤمنين بالمسيح يسوع من الهلّينيّين أصبحت الحاجة ملحّة إلى اختيار قادة لهم يتولَّون قيادتهم ورعايتهم. فكانت إقامة هؤلاء الرّجال السّبعة من الهلّينيّين كما يتّضح من أسمائهم اليونانيّة. ولا يسمّيهم لوقا "شمامسة" كما شاع لاحقًا في التّقليد الكنسيّ؛ وقد رأى فيهم الذّهبيّ الفم، بحقّ، "شيوخًا" للكنيسة (أي خوارنة بلغة اليوم). ولئن حرص لوقا، الذي استقى لائحة أسمائهم من تقليد قديم، على تصويرهم بصورة "شمامسة الكنائس البولسيّة"، فإنّما ذلك حرصًا منه على عدم إبراز مؤثّرات بشريّة ثقافيّة لها دور في التأثير على صورة الكنيسة الواحدة التي يسعى إلى تقديم نموذج مثاليّ لها، لمعاصريه وللأجيال الجديدة من "المسيحيّين".
وهكذا حرص لوقا على عدم إبراز أيّ شرخ في الكنيسة الواحدة، التي كان يهدّدها، في زمنه، شرخ أعظم بين المؤمنين من أصل يهوديّ والمؤمنين من أصل غير يهوديّ ("أمميّ" بحسب تعبير ذلك الزّمان؛ فأعضاء الكنيسة جميعًا هم "إخوة"، و"تلاميذ" للرّبّ يسوع؛ والكنيسة، بالرّغم من الأصول المتنوّعة لأعضائها، هي أبدًا واحدة موحَّدة.
نسوة باسلات
يميل البعض إلى إطلاق نعوت مختلفة، منها السلبيّة ومنها الإيجابيّة، ومنها المغلّفة بشيء من اللطف والكياسة، لإخفاء نظرة إلى المرأة مبطَّنةٍ بالدونيّة وقلّة الشأن. فكم من مرّة سمعنا نعتها بالجنس الضعيف، الضلع القاصر، المحدود التفكير، وفي أفضل الحالات الجنس اللطيف.
ولكن، هل هذه هي الحقيقة، أم أنّ الصفات التي ذُكرت جاءت نتيجة ميول معيّنة وأهواء مريضة تهدف إلى وضع المرأة في إطار معيّن يخدم تلك الميول والأهداف؟.
أمثلة وصور كثيرة مرّت، وما تزال، في التاريخ البشريّ وفي الكتاب المقدّس الذي نستقي منه فكرنا، تذكر لنا قاماتٍ نسائيّةً عظيمة تحلّت بالشجاعة والجرأة والحماس والإيمان، ضاهت، وربّما فاقت، في كثير من الصِّفات، تلك التي عند الرجال.
تلاميذ المسيح كانوا اثني عشر: واحد منهم خانه وباعه بثلاثين من الفضّة. (مت 26 : 14 - 16)، (لو22: 4 – 6).
وآخر أَنكره ثلاثًا قبل أن يصيح الديك. (مت 26: 69 – 75)، (مر14: 66 – 72).
وثالث شكَّ بقيامته. (يو20: 24 – 25)، (لو22: 55 – 60)، (يو18: 17).
والباقون تشتّتوا وهربوا خائفين. (مت26: 56)، (مر14: 500).
ماذا كان موقف النساء من كلّ هذا؟
وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهنّ كنّ قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه. (مت: 27- 55)، وكانت أيضًا نساء ينظرن من بعيد. (مر15: 40)، وتبعته نساءٌ كنّ قد أتين معه من الجليل ونظرن القبر وكيف وضع جسده، فرجعن وأعددن حنوطًا وطيوباً. (لو23: 55- 56)، وكانت واقفةً عند صليب يسوع أمُّه وأختُ أمِّه مريمُ زوجة كليوبا ومريمُ المجدليّة. (يو19: 25).
هذه هي الصورة الحقيقيّة للمرأة المسيحيّة المؤمنة بالربّ يسوع، إنّها مثال للشجاعة والجرأة والاندفاع؛ همّها الوحيد أن تكون برفقة الربّ، تخدمه، تسمع كلامه، تذيع أعماله، تبشّر بقيامته. (مت28: 1)، (مر16: 1- 2)، (لو24: 1)، (يو20: 1).
ما هَمَّتها ظُلمةُ القبرِ ولا رهبتُه، ولا خوف الموت، ولا نظرة الناس إليها. هدفها الرئيس هو، هو وحده. لأنّها أدركت، بإحساسها الأنثويّ المرهف، أنّه هو المخلِّص المنتظَر، الربُّ الخالق، المحبّ، الطبيب الشافي، حياة العالم.
وكأنّنا نسمع هذه القاماتِ النسائيّةَ العملاقةَ تردِّد بالروح مع بولس الإناء المختار من المسيح:" من سيفصلنا عن محبّة المسيح.... لا موتٌ ولا حياة ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوّات ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة ولا عُلوّ ولاعمق ولا خليقة أخرى تقدر أن تفصلنا عن محبّة الله التي في المسيح يسوع ربّنا" (رو8: 35- 39).
هكذا هي المرأة المسيحيّة....