الأحد 2 نيسان 2017

الأحد 2 نيسان 2017

02 نيسان 2017
الأحد 2 نيسان 2017  
 العدد 14
الأحد الخامس من الصوم
اللّحن الثامن       
الإيوثينا الثامنة
 
* 2: مريم المصريّة، البارّ تيطس العجائبيّ، * 3: البارّ نيقيطا، يوسف ناظم التَّسابيح، * 4: البارّ جرجي (مالاون)، البارّ زوسيماس، * 5: الشُّهداء كلاوديوس وديودورس ورفقتهما، ثاوذورة التسالونيكيَّة، * 6: آفتيشيوس بطريرك القسطنطينيَّة، غريغوريوس السِّينائيّ، * 7: الشَّهيد كليوبيوس جرجس أسقف ميتيلين، * 8: الرَّسول هيروديون ورفقته وهم من السّبعين.*
 
الفرح 
كلّ عمل قيمته في الهدف الذي يصبو إليه. وما هدفنا في الصوم سوى القيامة. ترى كيف نتابع مسيرة جهادنا دون أن نفقد همّة الصيام الذي يقودنا إلى تذوّق فرح قيامة ربّنا يوم الفصح؟! 
 
الصليب ما وُجد إلاّ لكونه يحوّلنا إلى الإنبعاث. لم نتعاطَ في الكنيسة الألَمَ إلّا لكونه يشدّنا إلى الفرح: ذلك هو فرح الأطفال في استقبال الربّ في أحد الشعانين داخلاً إلى آلامه الخلاصيّة وكذلك فرح سرّ الصليب في وسط الأسبوع العظيم المقدّس.
 
يدخل المسيح في حياتنا من أجل أن يُزيل حزن آلامنا. الآلام هي أيضًا الأهواء الضارّة passions  "منذ شبابي آلام كثيرة تحاربني، لكن أنت يا مخلّصي اعضدني وخلّصني". 
 
المسألة تتطلّب صبراً وصلاة. هذه كلّها معارج التوبة في جهادنا الصياميّ بقدر ما نبتعد عن الاِهتمامات الدنيويّة ونركّز، أكثر فأكثر، على الجهادات الروحيّة: الصوم، الصلاة، التطلّع إلى الآخر عن طريق عمل الإحسان. في العالم شدّة وألم: الطبّ الجسديّ أو الطبّ النفسيّ لا يشفي وحده إذ يتطلّب سكينة الله في نفس الإنسان. لذا وجدت الكنيسة من أجل شفاء النفس والجسد.
 
عمليّة حمل الصليب تتطلّب تحرّكاً مستمرّاً نحو الله. الطبّ النفسيّ يعالج العقد في نفس الإنسان لكنّه لا يطال راحة قلبه الروحيّة. الشفاء التامّ للإنسان لا يكتمل دون العطف الإلهيّ، تفقّد النعمة غير المخلوقة. نحن المسيحيّين نتمسّك، بصورة جنونيّة، بعلامة الصليب لأنّه "بالصليب قد أتى الفرح لكلّ العالم".
 
بخشبة الصليب انتصر المسيح على الخطيئة والموت والشرّير.
 
حياة المسيحيّ على الأرض مغامرة على شاكلة مغامرة السيّد في حياته على الأرض، فيها آلام وفيها شدائد وتجارب، إلّا أنّها، في الوقت نفسه، تذوّق سابق لفرح آلام المسيح وقيامته.
 
عيد الصليب في وسط الصوم استباق لأسبوع الآلام وتذوّق مُسبَق لقيامته.
 
يقول الرّسول بولس في رسالته الى أهل فيلبّي: "افرحوا بالربّ كلّ حين وأقول أيضًا افرحوا" (فيليبّي 4: 4).
 
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
 
طروباريّة القيامة باللّحن الثامن
إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقَنا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامتَنا، يا ربُّ المجدُ لك.
 
طروباريّة القدّيسة مريم المصريّة  باللّحن الثامن 
بكِ حُفِظَتِ الصورةُ بإحتراسٍ وَثيق أيَّتها الأمُّ مريم، لأنَّكِ حمَلتِ الصليبَ وتبِعْتِ المسيح، وعَمِلتِ وعلَّمتِ أن يُتغاضى عن الجسَدِ لأنَّه يزول، ويُهتمَ بأمورِ النفسِ غيرِ المائتة. لذلك تَبتهِجُ روحُكِ مع الملائكة. 
 
القنداق  باللّحن الثاني 
يا شفيعَةَ المَسيحيِّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المرْدودة، لا تُعْرِضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمَعونةِ بِما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارِخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ، وأسْرِعي في الطِّلْبَة، يا والِدةَ الإلهِ المُتشَفِّعَةَ دائماً بِمكرِّميك. 
 
الرِّسالة
عب 9: 11-14 
 
صَلُّوا وأَوفُوا الربَّ إلهَنا
اللهُ معْروفٌ في أرضِ يهوذا 
 
يا أخوة، إنَّ المسيحَ إذ قَدْ جاءَ رَئيسَ كَهَنَةٍ للخيراتِ المستقبَلةِ، فبمسكِنٍ أعظَمَ وأكملَ غَيْرِ مصنوع بأيدٍ، أي ليس من هذه الخليقة وليسَ بدمِ تيوسٍ وعجولٍ، بل بدمِ نفسِهِ دَخَلَ الأقْداسَ مرَّةً واحدةً فوَجَدَ فِداءً أبَديّا. لأنَّهُ، إنْ كانَ دَمُ ثيرانٍ وتيوسٍ ورَمادُ عِجلةٍ يُرَشُّ على المُنجَّسينَ فيُقَدِّسُهُمْ لتطهيرِ الجسد، فكَمْ بالأحرى دَمُ المسيحِ الذي بالروحِ الأزليِّ قَرَّبَ نفسَهُ للهِ بلا عيْبٍ، يُطَهِّرُ ضمائرَكُم منَ الأعْمالِ الميتةِ لتعْبُدوا اللهَ الحيَّ.
 
الإنجيل
مر 10: 32-45 
 
في ذلك الزمان، أخَذَ يسوعُ تلاميذَهُ الاِثْنَي عَشَرَ وابْتَدَأ يَقولُ لَهُم ما سيَعْرِضُ لَهُ: هُوذا نَحْنُ صاعِدونَ إلى أورَشليمَ، وابنُ البَشَرِ سَيُسَلَّمُ إلى رؤساءِ الكَهَنَةِ والكَتَبَةِ فَيْحكُمونَ عَلَيْهِ بِالموْتِ وَيُسَلِّمونَهُ إلى الأمَم فَيَهْزَأُونَ بِهِ ويَبْصُقونَ عَلَيْهِ وَيَجْلِدونَهُ وَيَقْتُلونَهُ وفي اليَوْمِ الثالثِ يَقومُ. فَدَنا إليْهِ يَعْقوبُ ويُوحَنّا ابنا زَبَدى قائلَينَ: يا مُعَلِّمُ نريدُ أنْ تَصْنَعَ لَنا مَهْما طَلَبنا. فَقالَ لهُما: ماذا تُريدانِ أنْ أصْنَعَ لَكُما؟ قالا لَهُ: أعْطِنا أنْ يَجْلِسَ أحَدُنا عَنْ يميِنكَ والآخرُ عَنْ يساركَ في مَجدِكَ. فقالَ لَهُما يسوعُ: إنَّكُما لا تَعْلَمان ما تَطْلُبان. أتستطيعانِ أنْ تشرَبا الكأسَ التي أشرَبُها أنا وأنْ تَصْطَبِغا بالصِّبْغَةِ التي أصْطَبِعُ بِها أنا؟ فقالا لَهُ نَسْتَطيع. فقالَ لَهُما يسوعُ: أمَّا الكأسُ التي أشْرَبُها فَتَشْرَبانِها وبِالصِّبْغةِ التي أصْطَبِغُ بِها فَتَصْطَبِغان. أمَّا جُلوسُكما عَنْ يميني وَعَن يَساري فَلَيسَ لي أنْ أُعْطِيَهُ إلاّ للّذينَ أُعِدَّ لَهُمْ. فَلَمَّا سَمِعَ العَشَرَةُ ابْتدَأوا يَغضَبونَ على يعقوبَ ويوحنّا؛ فدَعاهُم يسوعُ وقالَ لَهُم: قدْ عَلِمْتُمْ أنَّ الذينَ يُحْسَبونَ رُؤَساءَ الأمَمِ يَسودونَهَم وَعُظماءَهُم يَتَسلَّطون عَليْهم وأمَّا أنْتُمْ فَلا يَكونُ فيكمْ هكذا، ولكِنْ مَنْ أرادَ أن يكونَ فيكم كبيراً فليَكُنْ لَكُمْ خادِماً وَمَن أراد أن يكونَ فيكمْ أوَّلًا فَلْيَكُنْ للجميع عَبْداً. فإنَّ ابنَ البَشَرِ لَمْ يَأتِ ليُخْدَمَ بَل ليَخْدُمَ وليَبذلَ نفسَهُ فِداءً عَنْ كثيرين.
 
في الإنجيل 
للهوى طابع غير منطقيّ، فكيف إذا كان شهوانيًّا ويقيّد صاحبه بالفجور، وينحدر به إلى الفحشاء والزنى؟ الأمر الأوّل أنّ مريم المراهقة كانت مصابة بشبق النساء، وتشتهي الرجال، ولم تستطع التحكّم بنزوتها، فكبرت ومعها شهوتها التي باتت تتحكّم بها إلى أن صارت عبدة لهواها. والأمر الثاني هو تمتّعها بجمال فائق يجذب الرجال الذين تغويهم، فيقع بسببها من لا إرادة له وتأسرهم، وهي بدورها تصبح أسيرة زناها غارقةً في "حمأة الأفعال" ومُغَرّقةً سواها، ولا منقذ.
 
"لا العقرب، ولا الثعبان، إذا سكنا في أحشائنا، يبثّان سمومًا بقدر الرضى الذي نناله بسبب الشهوة الرديئة، التي تبدّد كلّ شيء في داخلنا، وتقلبه رأسًا على عقب. فكما تحرق النار القصب، هكذا تحرق الشهوة الأهوائيّة الفكر، وكما يُعمي الدخان العينين كذلك تعمي الشهوة الأهوائيّة الذهن". (يوحنّا الذهبيّ الفم).
 
وتبعت شهوتها إلى كنيسة القيامة لتغوص في نجاستها إلى أعماق الهلاك، فمنعتها قوّة غير منظورة من دخول الكنيسة المقدّسة يوم عيد رفع الصليب. "رجس الأدناس الممتدّ صدّها عن مشاهدة الأشياء المقدّسة" (بروصوميّة السبت). انجرح قلبها من ذلك وأدركت حالتها المزرية، فوقعت ناحبة وغارقة في بحر الدموع تستعطف الله بالتوبة، وعازمة على تغيير سلوكها، فاستطاعت عندئذ دخول الكنيسة والسّجود للصليب المقدّس.
 
"أهربوا من الزنى؛ كلّ خطيّة يفعلها الإنسان هي خارجة عن الجسد، لكنّ الذي يزني يخطئ إلى جسده " يقول بولس الرسول: (1كو6: 18). ولكن كيف تهرب من الزنى وقد أصبح عادة راسخة عندها؟
 
كتبت إليكم في الرّسالة أن لا تخالطوا الزناة،... و إلّا فيلزمكم أن تخرجوا من العالم. (اكو 5: 9-10).
وكيف عليها أن لا تخالط من زنت معهم وهي لم تعرف سواهم؟ لا حلّ عندها، إذًا، سوى الهروب والخروج من العالم، لئلّا تعود عن توبتها بفعل العادة والمخالطة الرديئة؛ وتبدأ بعدها حربًا داخليّة لقمع أهوائها التي تمنع عنها النعمة الإلهيّة.
 
اتّخذت قرارها الجريء ورحلت إلى الصحراء: "فحاضرت بإسراع نحو المنهج الحسن وجازت مجاري الأردنّ وقطنت بنشاط في موطن الصابغ، وبواسطة سيرتها أفنت توحّش الآلام ولطّفت وَثَباتِ الجسد بإيضاح" (بروصوميّة السبت مساء). وبقيت في أقصى البرّيّة 47 سنة، عاشت طَوالَها عيشة قاسية جدًّا، فأقصت عنها الشهوات الرذيلة وانتصرت في جهاد الفضيلة. ففعلت توبتها فعلها وشفيت نفسها وتطهّر قلبها، فأضحت إناء للنعمة الإلهيّة ومسكنًا للروح القدس.
 
"أيّتها البارّة لقد حسمت بسيف الإمساك الفخاخ النفسانيّة وأهواء البشرة، وبصمت النسك خنقت الخطايا الفكريّة، وبمجاري عبراتك روّيت كلّ البرّيّة وأينعت لنا أثمار التوبة. فلذلك نعيّد لتذكارك".
 
توبة مريم المصريّة وحياتها جعلتا منها "أيقونة" للتوبة ونموذجًا، لنتمثّلها ونقتدي بها، فنشترك معها بالنعمة التي ألّهتها.
 
تغيير الحياة!
 
اليوم هو تذكار القدّيسة مريم المصريّة. والذي يَعرفُ قصَّتها، وكيف انتقلت من حياة الخطيئة إلى حياة القداسة، يَعرفُ أنَّها عبَرَتْ في الطريق الضيِّق، طريق الألم، إلى أن وصلت إلى الولادة الثانية حسبَ روحِ الله. هي نفسها كانت خاطئة، وهي الآن قدِّيسة. إنَّها إرادة التغيير، والإصرار على حدوثه بمعونة الله وجهاد الإنسان، رغم كلِّ الصِّعاب. لقد تغيَّرَتْ حياتُها، وانتقلت من ضفَّةٍ إلى ضفَّة، من حالِ الفجور والرَّذيلة إلى حالِ النَّقاوة والقداسة؛ لقد غادَرَتِ العالم وغادَرتْ عاداتِهَا وحياتَها السابقة. كيف يمكن أن يحصل هذا؟! وما الذي يمنع من حصول هذا الإنقلاب في حياتنا؟ من الأكيد أنّنا نستطيع أن نصيرَ قدِّيسين، "إن أرَدْنا"، وسعَيْنا وجاهَدْنا كي نتغيَّر، لكنَّ معظمنا يرفض أن يتغيَّر بسبب الاِلتباس الحاصل عندنا بين شخص الإنسان وأهوائه. فنحن نوحِّدُ بين الاِثنين (الشَّخص وأهوائه)، ونشعر أنَّ أخطاءنا هي جزءٌ من شخصيَّتنا، وأنَّ انتقاد أحدهم لأخطائنا هو انتقادٌ لشخصنا، وأنَّ وصايا الله لنا هي كبتٌ لحرِّيَّتنا وسببٌ لتعاستنا، وهذا غير واقعيّ وغير صحيح. علينا أن نَعي أنَّ الاِثنين (الشَّخص والأهواء) منفصِلان رغم ارتباطهما بعض ببعض، وبالتالي علينا أن نحبَّ نفوسنا؛ لكن، في الوقت نفسه، علينا أن نقاوم أخطاءنا وخطايانا. لقد وعَتْ مريم المصريّة هذا الفرق، والدَّليل أنَّها، عندما منعتها قوَّةُ الله من دخول الكنيسة، لم تعتبرْ هذا انتقاصاً من محبّة الله لشخصها، ولا إهانةً لها، وإلّا لكانت ابتعدت عن الله أكثر، لكنَّها ميَّزت وشعرت في أعماقِ نفسها أنَّ هذا حصلَ محبّةً مِنَ الله لها ومِنْ أجلِ خلاصِ نفسها، فوحَّدَتْ ذاتَها مع الله في مقاومة خطاياها. هذا التمييز هو ما يلزم الإنسانَ المعاصر، الذي يعتقد أنَّ توجيه أيَّة ملاحظة ضدّ خطايا إنسانٍ ما هو نقصٌ في المحبّة تجاه هذا الإنسان، وأنَّ مقاومة الإنسان لذاته هي انتقاصٌ من حرّيّته وحقوقه. ومن هنا تأتي تبريرات الإنسان لمفاسده، وشروره وأهوائه، التي توافق الطبيعة أو تخالفها، والتي يرتكبُها باسم الحرّيّة الشخصيّة. مريم المصريّة تقول لنا اليوم: ليس صحيحاً هذا المنطق الأعوج الخاطئ، ليس صحيحاً أنَّ ما تهواه النفس هو حقٌّ لها؛ هناك معيارٌ واحدٌ للحقّ، هو يسوع المسيح وتعاليمه ووصاياه، وعلينا أن نسعى جميعاً باتّجاهه. وكما أنَّ المريض لا يجد انتقاصاً من كرامته وحرّيّته عندما يقاوم مرضه الجسديّ ليصل إلى تمام الصحّة الجسديّة، كذلك علينا أن نقاوم انحرافاتنا النَّفسيّة والرُّوحيّة لنصل إلى تمام صحَّةِ النفس، وإلى أجمل ما يمكن أن نكونَ عليه وهو القداسة. هذا هو تغيير الحياة الحقيقيّ، وفي هذا يكمن ملء كرامتنا الإنسانيّة.
 
أخبــارنــا
إصدار CD جديد لجوقة الأبرشيّة 
صدر عن جوقة الأبرشيّة CD جديد يحمل الرقم 14 بعنوان تراتيل أحد الفصح المقدّس. يطلب من دار المطرانيّة.
 
قدّاس الشعانين في رعيّة القدّيس جاورجيوس- أميون
تحتفل كنائس الأبرشيّة بعيد الشعانين المقدّس صباح الأحد الواقع فيه 9 نيسان 2017، ويترأّس راعي الأبرشيّة قدّاس الشّعانين في رعيّة القدّيس جاورجيوس- أميون غربيّ. تبدأ صلاة السَّحَر الساعة الثامنة والنصف صباحاً.