الأحد 16 تشرين الأوّل 2016
16 تشرين الأول 2016
الأحد 16 تشرين الأوّل 2016
العدد 42
أحد آباء المجمع المسكونيّ السَّابع
اللَّحن الثامن الإيوثينا السادسة
* 16: الشّهيد لونجينوس قائد المائة ورفقته، * 17: النبيّ هوشع، الشّهيد أندراوس، أيقونة العذراء القائدة،
* 18: الرَّسول لوقا الإنجيليّ، البارّ أفذوكيموس الآثوسيّ، * 19: النبيّ يوئيل، الشّهيد أوَّارس، * 20: الشّهيد أرتاميوس، جراسيموس الناسك الجديد، * 21: البارّ إيلاريُون الكبير، القدِّيسة مارينا التي من رايثو،
* 22: أفيركيوس المعادل الرُّسل، الفتية السَّبعة.
الكنيسة الأرثوذكسيّة "كنيسة نسكيّة"
يقول الرّسول بولس: "إنّ هيئة هذا العالم تزول" (1كورنثوس 7: 31).
لذلك يدعونا جميعاً، وليس فقط الرهبان، إلى أن نكون بلا همّ وأن لا نتعلّق بهذا الدهر الحاضر الخدّاع.
هذا كلّه لا يدعونا نحن المسيحيّين إلى أن نتهرّب من واجباتنِا في هذا العالم. الإنجيل كلّه له طابعٌ نسكيّ.
"لا تهتّموا بما تأكلون وبما تشربون"...
لا يستطيع الإنسان أن يعبد ربّين الله والمال. لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض". (راجع متى 6). هذا ما أكّده بولس بقوله: "ليس لنا هنا مدينة باقية وإنّما نسعى إلى الآتية" (عب 13: 14)، وأيضًا "إنّنا لم ندخل العالم بشيء وواضح أنّنا لا نقدر أن نخرج منه بشيء" (1 تيموثاوس 6: 7).
* * *
هذا التقليد نجده عند الآباء القدّيسين. يكتب مثلاً القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ: "ماذا تفيدني ملذّات العالم؟ إنّي أفضّل أن أموت مع المسيح من أن أملك أطراف المسكونة... فالعالم فانٍ وهذه الحقيقة يعرفها من أدرَك أنّ يسوع هو كلّ شيء..." (رسالته إلى كنيسة رومية).
نقرأ في الرسالة إلى ديوغنيتس Diogéne القرن الثاني: "لا يتميّز المسيحيّون عن سائر الناس لا بالبلد ولا باللغة ولا باللباس... يتوزّعون في المدن المتنوعّة ويتكيّفون بالعادات المحلّيّة.. يقيمون كلٌّ في وطنه ولكن كغرباء مستوطنين ويؤدّون واجباتهم كاملة كمواطنين... فكلّ أرض غريبة هي بمثابة وطن لهم وكلّ وطن هو بمثابة أرض غريبة".
هذا لم يكن جديداً على الرسل الذين عاشوا "كمجهولين ونحن معروفون... كحزانى ونحن دائماً فرحون، كفقراء ونحن نغني كثيرين، كأن لا شيء لنا ونحن نملك كلّ شيء". (2 كورنثوس 6: 10) (أعمال 2: 42و 44).
* * *
هذه هي خبرة الكنيسة منذ أيام الرّسل، الخبرة المبنيّة على الصّلاة والصّوم والتقشّف وحياة التّوبة والشركة.
يذكر سفر أعمال الرّسل أنّ التلاميذ المسيحيّين كانوا يواظبون كلّ يوم على الصّلاة وتعاليم الرّسل وكسر الخبز وكان كلّ شيء فيما بينهم مشتركاً. الصلاة القلبيّة تعطي الإنسان المؤمن قوّة الله المنتصرة على الأرواح الشرّيرة والموت.
الصّوم يساهم في ضبط الأهواء والشهوات الجسديّة، ويساعد المؤمن أن يمتنع عن كلّ ما لا يخصّ الله. ولا ننسى ما قاله الربّ يسوع: "هذا الجنس (الشرّير) لا يخرج إلاّ بالصّلاة والصّوم".
أمّا حياة الشركة فهي تدرّب الإنسان على تجسيد المحبّة الغالبة على الفرديّة والأنانيّة.
وأخيراً، وليس آخراً، علينا، نحن المسيحيّين، أن نتواضع ونلتزم مؤاساة الفقراء والمحتاجين على غرار المسيح الذي افتقر من أجلنا و"أخلى ذاته آخذاً صورة عبد صائراً في شبه البشر، ووضع نفسه وأطاع حتّى الموت موت الصّليب" (فيلبي 2: 7-8).
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثامن
إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلْتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتنا وقيامَتنا، يا ربُّ المجد لك.
طروباريَّة الآباء باللَّحن الثامن
أنتَ أيّها المسيح إلهُنا الفائق التسبيح، يا من أسّستَ آباءَنا القدّيسين على الأرض كواكب منيرة، وبهم هديتَنا جميعاً إلى الإيمان الحقيقيّ، يا جزيل الرحمة المجد لك.
القنداق باللحن الرّابع
يا شفيعَةَ المسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودة، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحة، نَحْنُ الصارخينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطِّلْبَةِ، يا والدةَ الإلهِ المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرِّميك.
الرِّسالَة
تيطس 3: 8-15
مباركٌ أنت يا ربُّ إلهَ أبائنا
لأنَّك عدلٌ في كلِّ ما صنعتَ بنا
يا ولدي تيطُسُ، صادقةٌ هي الكَلِمةُ، وإيَّاها أُريدُ أن تقرِّرَ حتَّى يهتمَّ الذين آمنوا باللهِ في القيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمالُ الحسنةُ والنافعة. أما المُباحَثات الهذَيانيَّةُ والأنسابُ والخُصوُمَاتُ والمماحكاتُ الناموسيَّة فاجتنِبْها. فإنَّها غَيرُ نافعةٍ وباطلةٌ. ورجُلُ البدعَةِ، بعدَ الإنذار مرَّةً وأُخرى، أَعرِض عنهُ، عالِماً أنَّ مَن هو كذلك قدِ اعتَسفَ، وهُوَ في الخطيئةِ يَقضي بنفسهِ على نَفسِه. ومتَى أرسلتُ إليكَ أرتمِاسَ أوتِيخيكوسَ فبادِرْ أن تأتيني إلى نيكوبولِس لأنّي قد عزمتُ أن أُشتّيَ هناك. أمّا زيناسُ معلِّمُ الناموس وأبُلُّوسُ فاجتَهد في تشييعهما متأهِّبَين لئلّا يُعوزَهما شيءٌ. وليتعلَّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالِحةِ للحاجاتِ الضَّروريَّة حتَّى لا يكونوا غيرَ مثمرين. يسلّمُ عليكَ جميعُ الذين معي. سَلِّمْ على الذين يُحبُّوننا في الإيمان. النّعمةُ معكم أجمعين. آمين.
الإنجيل
لو 8: 5-15 (لوقا 4)
قال الربُّ هذا المثَل: خرج الزارِعُ ليزرعَ زرعَهُ. وفيما هو يزرع سقط بعضٌ على الطريق فوُطِئَ وأكلتهُ طيورُ السماءِ، والبعض سقط على الصخر، فلمَّا نبت يَبِسَ لأنَّهُ لم تكنْ له رُطوبة، وبعضٌ سقط بين الشوك، فنبت الشوكُ معهُ فخنقهُ، وبعضٌ سقط في الأرضِ الصالحة، فلمَّا نبت أثمر مِائَةَ ضِعفٍ. فسأله تلاميذُه: ما عسى أنْ يكونَ هذا المثَل؟ فقال: لكم قد أُعطيَ أنْ تعرِفوا أسرارَ ملكوت الله. وأمّا الباقون فبأمثالٍ لكي لا ينظروا وهم ناظِرونَ ولا يفهموا وهم سامعون. وهذا هو المثَل: الزرعُ هو كلمةُ الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون، ثمَّ يأتي إبليس وَيَنْزعُ الكلمةَ من قلوبهم لئلاَّ يؤمنوا فيخلُصوا. والذين على الصخر همُ الذين يسمعون الكلمةَ ويقبلونها بفرحٍ، ولكن ليس لهم أصلٌ وإنَّما يؤمِنون إلى حين، وفي وقت التجربة يرتدُّون. والذي سقط في الشوك هم الذين يسمعون ثمَّ يذهبون فيختنقون بهمومِ هذه الحياةِ وغناها ومَلذَّاتِها، فلا يأتون بثمرٍ. وأمَّا الذي سقط في الأرض الجيّدة فهم الذين يسمعون الكلمة فيحفظونها في قلب جيّدٍ صالحٍ ويُثمرون بالصبر. ولمّا قال هذا نادى: مَن لهُ أُذنان للسمع فليسمعْ.
في الإنجيل
يقوم يسوع نفسه بتفسير مثل الزارع، وهذا ما لا يفعله بسائر الأمثال التي ترويها الأناجيل. فالمسألة هنا مسألة كلام الله، وكيف يتقبّله السامعون. أي هي مسألة مصيريّة بالنسبة للبشارة ونجاحها.
يُقسَم الناس، في المثل، فيما يتعلّق بقبول كلام الله، إلى أربع مجموعات. من دون تكرار المقول في النصّ الإنجيليّ، أعتقد أنّه يمكننا أن نصنّف هذه المجموعات كما يلي:
المجموعة الأولى تتّسم بالسطحيّة. الكلام الذي يُلقى إليها يبقى على السطح، أي لا يلامس أعماق النفس. كما يقول المثل الشعبيّ: إنّه يدخل من الأذن اليمنى، ليخرج من اليسرى. لا يترك أيّ أثر، أو حتّى أيّ خدش. يأتي ويذهب، كأنّه لم يكن. هذه الفئة من الناس لا تتأثّر بما يُلقى إليها بسبب قساوتها: نفسٌ كالصخر، لا تخترقها الكلمة الإلهيّة. الصخرة التي ترمز، في أقوال أخرى من أقوال يسوع، إلى رسوخ الإيمان وصلابته، ترمز هنا إلى عدم قابليّة التأثّر بسبب القسوة، بسبب الإنسداد الكامل. يصف مثل شعبيّ آخر إنسانًا كهذا بأنّه مثل الحيط، لا يتغيّر، لا يتأثّر بالكلام.
أمّا المجموعة الثانية فتضمّ أولئك الذين، عكس من سبق ذكرهم، يتأثّرون بشتّى المؤثّرات الخارجية، فلا تبقي لهم أيًّا من كلام الله. إنّهم محطٌّ للأهواء الطائرة، تخطف كلّ ما يُلقى إليهم من بذار الكلمة الإلهيّة. وإن تركت أثرًا، فأوساخَها، لا غير. وكما أنّ الطريق، في الحال الطبيعيّة، يسلكها العابرون أنّى كانوا، كذلك تنفتح هذه النفوس على كلّ المؤثّرات الخارجيّة، كائنةً ما كانت. مساحةٌ مباحة لكلّ من يريد أن يتلاعب بها، أن يخطف منها شيئًا. لا تدافع عن ذاتها، ولا تحفظ نفسها، ولا ما يُلقَى إليها.
تختلف المجموعة الثالثة عن المجموعتين المذكورتين سابقًا بأنّها تتقبّل الكلمة الإلهيّة، وتحتضنها، لكنّها، في الوقت نفسه، تقع ضحيّة الهموم المعاشية، التي تنبت كالأشواك وتخنق الكلمة. فهذه تحتاج إلى راحة، إلى سعة النفس، لتنمو. لا يمكن أن يتقبّل المرء كلام الله ويبقى منصبّ الهمّ على أمور الدنيا. فهو بذلك يعمل عكس ما يستلزمه حضور الكلمة الإلهيّة، فيعرقل نموّها. إذ من ملازمات الكلمة الإلهيّة الثقة بالله، الاتّكال عليه بأنّه لا يهمل من تقبّل كلمته. هذا لا يعني الكسل وإهمال العمل والبلادة. الثقة بالله يرافقها الجدّ والرجاء بانّ الله ينمّي ثمار الاجتهاد. لكنّ الكلمة الإلهيّة لا تأخذ مداها في النفس إذا لم يُترَك لها المجال لتفعل. التركيز على الأمور المعاشيّة يعطّلها عن ذلك، يخنقها.
أمّا المجموعة الأخيرة، فتمتلك العمق الكافي لاحتضان الكلمة الإلهيّة. هذه النفس راسخة في موقفها ممّا تتقبّله. تدعه يتجذّر فيها، فيأتي بالأثمار أضعافًا وأضعافًا. الكلمة الإلهيّة لا تفعل بقوّة السحر. إنّها تتطلّب تقبّلاً لها وتفاعلاً وإيّاها، لتأتي بالثمر. من دون النفس الصالحة، لا تستقرّ الكلمة الإلهيّة في الأرض، ولا تثمر. الانسان هو الوسط الذي يتمّ فيه فعل الله في العالم. كيف للكلمة الإلهيّة أن تفعل من دون الإنسان؟ كلام الله ينطقه البشر، أو لا ينطقونه. وهم الذين يجعلونه يثمر أفعال إيمان ومحبّة، أو يعطّلون فعله بخطاياهم. حين أراد الله أن ينطق من ذاته كلمته الأزليّة، صار الكلمة جسدًا، تأنّس، فصار الإنسان منطوق الله الأسمى في الكون، وهو منذ الخلق رأس الخليقة.
الكلمة الإلهيّة تُلقى لكلّ الناس، سواسيَة. لا يفاضل الزارع بين الناس، فيميّز أحدًا على آخر، أو يهمل أحدًا. الناس هم الذين يختلفون في تقبّلهم الكلمة وتفاعلهم وإيّاها. وهذا راجع، أوّلاً، إلى اختلاف اهتماماتهم. أمّا الكلمة الإلهيّة فلا تُفرض على أحد. من يتقبّلها، يتقبّلها بحرّيّة، ومن يرفضها، يرفضها بحرّيّة. ومن يتقبّلها، يتعامل وإيّاها بحرّيّة، أيضًا، فيجعلها تُحرَق، أو تُخطَف، أو تُخنَق، أو تثمِر.
لا يصف مثل الزارع وضعًا تاريخيًّا معيّنًا، أو حالة آنيّة عابرة. إنّه يصوّر الديناميّة البشاريّة في الكنيسة. فمن مقوّمات وجود الكنيسة بَذرُ الكلمة الإلهيّة في العالم. كما أنّ حياة المؤمن تجري، أيضًا، في ديناميّة التعاطي والكلمة الإلهيّة التي تخاطبه كلّ لحظة في حياته. أجل، حياة المؤمن حوار دائم والكلمةَ الإلهيّة، التي تأتيه في الإنجيل وسائر الكتب المقدَّسة، وفي سيرة حياة من تقدّس، إذ جعل الكلمة الإلهيّة محور حياته. وتأتي الكلمة الإلهيّة المؤمن، بشكل خاصّ، في الجسد والدم الإلهيّين، وهما جوهر المحبّة التي تبذل نفسها عن المحبوب.
هَلّا ساءَلَ كلٌّ منّا نفسه، اليوم وكلّ يوم، كيف نتعاطى والكلمة الإلهيّة التي يلقيها إلينا الزارع الأعظم، يسوع؟ أيّ صنف من الأصناف الأربعة هو الصنف الذي أنتمي إليه؟.
السراويل الممزّقة
تتحفنا حضارة الاستهلاك، بين الفينة والأخرى، بصرعات تخلو من أيّة قيمة، فائدة، وجدوى. تطلع علينا كي تحقن في شرايينا المزيد من البلبال والضياع والفوضى، فتزداد حالنا سُوءًا. ومع ذلك، يظنّ كثيرون من البشر أنّ لهم في الصرعات هذه فرصًا للفرفشة والانشراح، للمتعة والسرور، تأتي كلّها في النهاية بمثابة تعزية للقلوب المبلبلة بعد كثرة الضغوط.
سأتناول، باقتضاب، مسألة "السراويل الممزّقة" بطريقة تأمّليّة تترك لكلّ واحد أن يستخلص منها ما يشاء.
لو أنّني قلت، قبل أكثر من خمسة عشر عامًا: "أحبّائي الشباب والشابّات، عليكم بالسراويل الممزّقة، فهي تضفي على إطلالتكم قدرًا كبيرًا من الحداثة والرقيّ، لكنت في الحال سمعت: أنت إنسان متخلّف وهمجيّ، فمن يرتدي شيئا ممزّقا دون أن يكون قد أصابه خلل في عقله؟ وهكذا، ما عسى عشّاق الصرعات أن يقولوا اليوم وحالهم كما هو أمامنا؟
عندما يكون التمزّق في الثياب كبيرًا أو صغيرًا، ففي الأمرين ثمّة دعوة إلى رؤية الكلّ من خلال الجزء. خلاصة هذه الرؤية تفضي، على نحو خبيث، إلى عشق الجسد بتسليط الضوء عليه بطرق شتّى. في الأمر تحفيز على عشق المغطّى بتعريته جزئيًا. تُرى ماذا يراد لنا عبر السفر في الجسد من الجزء إلى الكلّ؟ إنّه، ببساطة، صورة جديدة لموضوع قديم. المطلوب أن نتوقّف دائمًا عند الجسد ونغرق في شتّى ما يتّصل به من شهوات. ولكن لماذا يكون الأمر من هذا القبيل؟ لأنّ الحضّ على الشهوات عَتُقَ وضَرَبَه الملَل، فراح المرء يفتّش عن مقاربات لاتخطر ببال كي يشغلنا بالجسدانيّات،الأمر الذي يدعى إليه الكبار والصغار على السواء. المهمّ في الأمر هو الدعوة الى اشتهاء الأجساد، ومن ثَمَّ جعل هذا الاشتهاء هاجسًا في النفس المضروبة بالملل.
ولكنّ أمثال هذه الممارسات لا صلة لها بالإيمان وبعيشه البتّة، سيّما أنّ كثيرين يظنّون أنّهم، في ما هم عليه، يقدرون على أن يقدّموا عبادة لله. كلّا وألف كلّا، لا يقدر من يشتهي الجسد، ويروّج لاشتهاء الجسد، أن يقدّم عبادة لله. من هنا نحن مدعوّون إلى أن نتصدّى لعصرنا بكلّ نتاجه لا أن نأخذ به، بدون تمييز. دعوتنا في كلّ زمان ومكان أن لا نستحي بالمسيح، فهو سوف يستحي أمام الآب بكلّ من يستحي به في هذا العالم. الذين يأخذون بمغريات هذا العصر لا رأي لهم في أيّ شيء يعرض عليهم.والسائرون في ركب هذا الزمان لا رأي لهم تباعًا بكلّ أمر رصين. كيف نرتدي سروالاً ممزّقًا ونحن نعرف أن لا ذوق في الأمر ولا ترجمة فيه للايمان؟.
السروال الممزّق لا ينمّ عن ذوق البتّة، كما وليس فيه ما يحثّ على عشق الجمال أيضا. انظروا إلى السراويل الممزّقة واحكموا بأنفسكم في الذوق المتّصل بها. والغريب، بعد هذا، أنّ أناسًا يتنقّلون بهذه الثياب وهم يظنّون أنّهم على قدر من السموّ والرفعة والذوق. نحن اليوم نمارس أمورًا كثيرة بدون أيّة قناعة بها. نغيّر ألوان لباسنا بلا قناعة، ونلبس الممزّق بلا قناعة، نسعى إلى الاستهلاك والقنية بلا أيّة قناعة. نلهث إلى اقتناء كلّ جديد وكلّ صرعة، دون أن نعمل العقل والتفكير. حسبنا أن نمتلك ما يُروَّج له فقط، كي يقال إنّنا في ركب الحداثة.
الناس اليوم لا يحملون همّ الاقتناع بما يجدي وينفع. لا يشغلهم أمر الآخرة، وهم في مهد الأديان. أين يبقى الإيمان في النفس إن كان الناس استهلاكيّين؟ صحيح جدًّا قول الكتاب: متى جاء ابن الانسان هل يجد إيمانًا على الأرض؟
ما كتب ليس إلا غيضًا من فيض في هذه العجالة الصغيرة.
الناس يسيرون في كلّ شيء نحو الاستسلام ، دونما مناعة في النفس والعقل على السواء. ومن هكذا حالهم يتّجهون إلى الهاوية لا محالة. "من له أذنان للسَّمع فليسمع" (متّى 11 : 15).
أخبارنا
عيد القدّيس لوقا في رعيّة كفرعقّا
ببركة صاحب السيادة المتروبوليت أفرام الجزيل الإحترام وحضوره يسرّ مجلس رعيّة كفرعقّا وحركة الشبيبة الأرثوذكسيّة دعوتكم للمشاركة في سهرانيّة القدّيس لوقا الإنجيليّ، وذلك مساء الإثنين في 17/10/2016، ابتداءً من الساعة السادسة والنصف، في كنيسته العامرة. تخدم السهرانيّة جوقة الأبرشيّة.
تضمين موسم زيتون دير سيّدة بكفتين
يعلن دير رقاد السيّدة في بكفتين عن رغبته بتضمين موسم الزيتون الضهر الكبير للعام 2016. يُنظَّم، لهذه الغاية، مزاد علنيّ في الدير، وذلك يوم السبت الواقع فيه 29 تشرين الأوّل 2016، عند الساعة الرابعة بعد الظهر. للإستفسار الإتّصال على رقم الدير: 416769/06.