الأحد ٨ أيّار ٢٠١٦
08 أيار 2016
الأحد ٨ أيّار ٢٠١٦
العدد ١٩
أحد توما
الإيوثينا الأولى
* 8: يوحنّا اللاهوتيّ الإنجيليّ، أرسانيوس الكبير، * 9: النبيّ أشعياء، الشهيد خريستوفورس، * 10: الرسول سمعان الغيور، البارّ لفرنديوس، البارّة أولمبيَّا، * 11: تذكار إنشاء القسطنطينيَّة، الشهيد موكيوس، كيرلّلس ومثوديوس المعادلان الرُّسل، * 12: إبيفانيوس أسقف قبرص، جرمانوس رئيس أساقفة القسطنطينيَّة، * 13: الشهيدة غليكارية ولاوذيسيوس، * 14: إيسيذورس المستشهد في خيو، ثارابوندُس أسقف قبرص.
كونوا أسخياء في تبرّعكم لبناء بيوت الربّ
"إنّي لن أدخل خباء بيتي ولن أصعد على فراش سريري ولن أعطي لعينيَّ نومًا ولا لأجفاني نعاسًا ولا لصدغيَّ راحة، حتّى أجد مقرّاً للرّبّ ومسكناً لإله يعقوب" (مزمور 3:132-5).
يا إخوة، ها هو داوُدُ النبيّ يقطع وعدا لله بأنّه لن يستريح ولن ينام ولن يدخل بيته إلّا بعد إنشاء بيت للربّ.
بنى سليمان النبيّ ابن داود الملك الهيكل في أرض الموعد حيث يجتمع حوله في الأعياد الكبرى كلّ الشعب المؤمن.
بناء الهيكل يعتبر حدثًا هامًّا لا يقلّ أهمّيّة عن حدث الخروج من مصر على يد موسى النبيّ. فإن كان الخروج هو تحرّر الشعب من عبوديّة فرعون فإنشاء الهيكل يعني حضور الربّ في وسط شعبه.
نحن المسيحيّين تحرّرنا بالمعموديّة من عبوديّة إبليس؛ ولكنّ التحرّر غير كاف، فبعد التحرّر يجب التحصّن. فإنّ إنشاء الهيكل الإلهيّ وسط الشعب يشير إلى سكنى الله وحلوله فيما بينهم. وها نحن اليوم، بعد معموديّتنا، نتحصّن بالربّ بواسطة الاِجتماع حوله في سرّ الإفخارستيا، لكي نتّحد به بواسطة تناولنا جسده وانسكاب النعمة علينا من خلال حضور الروح القدس وسكناه فينا. فالمبنى
الكنسيّ ذو أهمّيّة وله أبعاد ورموز روحيّة تمسّ حياة المؤمن وشركته مع الله. بيت الربّ يرمز إلى ملكوت الله أو السماء عينها، و هذا ما رآه داود الملك، فكان متهلّلاً بالروح. وهذه دعوة لكلّ مؤمن ساهم ولا يزال مساهمًا في بناء بيوت الربّ بواسطة تبرّعه. فبالرغم من أنّ العمل قد يحتاج إلى وقت طويل، سنوات عديدة، وإلى نفقات ليست بقليلة، وتعب شديد هكذا حدث أيضا مع النبيّ داود وشعب الله المختار. ولكن، في النهاية، كانت كلمة الربّ تساندنهم وسط أتعابهم وطول أناتهم لتشجّعهم. فجاء كلام الربّ لسليمان النبيّ قائلاً: "هذا البيت الذي أنت بانيه فإن سلكت في فرائضي وعملت أحكامي وحفظت وصاياي للسلوك بها فإنّي أقيم معك كلامي الذي تكلمت به إلى داود أبيك، وأسكن في وسط بني إسرائيل ولا أترك شعبي إسرائيل". (ملوك الأول 11:6-13). و هذا ما وعد به الله، ولكنّ الصورة كانت أقوى وأعظم بمجيء كلمة الله نفسه إلى العالم. فقد أقام هيكله في القلوب البشريّة، وسكن في أعماق المؤمنين به وفي وسط الكنيسة التي، بفضل التعاون الحثيث والمساهمة السخيّة، سنصل بها إلى الكمال والإكمال في الوقت الذي يراه الله مناسبًا.
* * *
طروباريَّة الأحد الجديد باللَّحن السابع
إذْ كان القبرُ مختوماً أشرقْتَ منهُ أيُّها الحياة. ولمَّا كانَتِ الأبوابُ مُغْلَقَة، وافيْتَ التلاميذَ أيّها المسيحُ الإلهُ قيامةُ الكلّ. وجدَّدْتَ لنا بهم روحًا مستقيماً، بحسبِ عظيمِ رحمتك.
القنداق باللَّحن الثامن
ولَئِن كنتَ نزلتَ إلى قبر يا مَن لا يموت، إلّا أنَّك درستَ قوَّة الجحيم، وقمتَ غالباً أيُّها المسيحُ الإله. وللنسوةِ حاملاتِ الطيب قلتَ افرحنَ، ولِرسُلِكَ وَهبتَ السلام، يا مانحَ الواقعينَ القيام.
الرِّسالَة
1 يو 1: 1-7
إلى كلِّ الأرضِ خرجَ صوتُه
السماواتُ تُذيع مجدَ الله
الذي كانَ من البدءِ الذي سَمِعناهُ الذي رأيناهُ بعيونِنا الذي شاهَدْناهُ ولمسَته أيدينا من جِهةِ كلمةِ الحياة (لأنَّ الحياةَ قد ظهرت ورأيناها ونشهَدُ ونبشّرُكم بالحياة الأبديّةِ التي كانت عندَ الآبِ فظهرت لنا) الذي رأيناهُ وسمعناهُ بهِ نبشِّرُكم لتكونَ لكم ايضًا شركةٌ معنا. وشركَتُنا إنّما هي معَ الآبِ ومعَ ابنِه يسوعَ المسيح. ونكتُب إليكم بهذا ليكون فرَحُكم كاملاً. وهذه هي البشرى التي سمِعناها منهُ ونبشِّرُكم بها: إنَّ الله نورٌ وليسَ فيه ظلمةٌ البتّة. فان قُلنا إنَّ لنا شركةً معهُ وسلكنا في الظلمة نكذِبُ ولا نعملُ بالحقّ. ولكن، إن سَلَكنا في النور كما أَنَّهُ هو في النورِ، فَلَنا شَركةٌ لبعضِنا مع بعضٍ ودمُ يسوعَ المسيحِ ابنهِ يُطهِّرُنا من كلِّ خطيئة.
الإنجيل
يو 20: 19-31
لمّا كانَتْ عَشيَّةُ ذلِكَ اليومِ، وَهُوَ أوَّلُ الأُسبوع، والأَبوابُ مُغلَقةٌ حيثُ كانَ التلاميذُ مجتمِعينَ خوفاً مِنَ اليهودِ، جاءَ يسوعُ ووقفَ في الوَسْط وقالَ لَهم: السلامُ لكم. فلمَّا قالَ هذا أَراهُم يَدَيهِ وجَنبَهُ. ففرِحَ التلاميذُ حينَ أبصَروا الربَّ، وقال لهم ثانية: السَّلامُ لكُم. كما أرْسَلَني الآبُ كذلكَ أنَا أُرسِلُكُم. ولمَّا قالَ هذا نَفَخَ فيهم وقالَ لهم خُذُوا الرُّوحَ القُدُسَ، مَن غَفَرْتُم خطاياهُم تُغْفَرُ لهم، ومَن أمسَكْتُمْ خطاياهُم أُمسِكَتْ. أمَّا توما أحَدُ الاثنيَ عشرَ، الذي يقالُ لهُ التوأَم، فلم يكنْ معَهُم حينَ جاءَ يسوع. فقالَ لهُ التلاميذُ الآخَرونَ إنَّنا قد رأيْنَا الربَّ. فقالَ لهُم إنْ لم أُعايِنْ أثرَ المساميرِ في يدَيْهِ وأضَعْ إصبَعي في أثرِ المساميرِ وأضَعْ يدي في جَنبِهِ لا أُومِنْ. وبعدَ ثمانيةِ أيّامٍ كانَ تلاميذُهُ أيضاً داخِلاً وتُوما معَهم، فأتى يسُوعُ والأبوابُ مُغلقَةٌ، ووقفَ في الوَسْطِ وقالَ: السلامُ لكم. ثمَّ قالَ لتوما: هاتِ إصبَعَكَ إلى ههنا وعَاينْ يَدَيَّ. وهاتِ يَدَكَ وضَعها في جَنبي ولا تَكُنْ غيرَ مُؤمنٍ بَل كُن مؤمناً.
أجابَ توما وقالَ لهُ: رَبِّي وإلهي. قالَ لهُ يسوعُ: لأنَّكَ رأيتَني آمنت. طوبىَ للّذينَ لَمْ يَرَوا وآمنُوا. وآياتٍ أُخَرَ كثيرةً صَنَعَ يسوعُ أمامَ تلاميذِهِ لم تُكتَبْ في هذا الكتاب، وأمَّا هذهِ فقد كُتبَتْ لتُؤمِنوا بأنَّ يسوعَ هو المسيحُ ابنُ الله. ولكي تكونَ لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمِهِ.
من وحي الإنجيل.
يا ربُّ يا من تألَّمتَ وقُمتَ من بين الأموات لأجلنا، لقد أتيتَ إلى تلاميذك المجتمعين خوفاً من اليهود، لتُطَمئِنَهم وتنزعَ خوفَهم وتمنحَهم السلامَ عِوض اضطرابهم، والفرحَ عِوضَ حُزنهم. نحن اليوم مثلُهم، يشملُنا الخوفُ والاضطرابُ من كلِّ شيء. عالَمُنا باتَ قبراً لنا، يقتلنا ويدفننا في همومه بدونِ رحمة، يستهلكنا ويسحقنا باسم مغرياته، ولأجل حياةٍ زائفةٍ مسمومةٍ يقدِّمُها لنا، وهي في حقيقتها موتٌ وليست حياةً. الفقرُ والبطالة، المرضُ والموتُ، المآسي والأحزان، الحروب تلفُّنا، والظلمُ ينتشرُ في كلِّ مكان، والحقُّ يذوي حتّى يكادَ لا يوجد. واقعُ الحال أنَّ العالمَ معلَّقٌ على صليب المعاناة والضيق، ينتظرُ القيامة! لكنَّ الانتظارَ طال!
أمامَ كلِّ هذا، نفوسُنا صارت في حالةِ شكٍّ رغم الإيمان، وقلوبُنا أضحت أضرِحةً للموت، فقد ماتَ فيها الفرحُ وانطفأ الرجاء. هذا واقعنا يا ربُّ فهلّا أتيتَ إلينا وغيَّرتَ الحال؟! ما أحوجَنا يا ربُّ أن تأتي وتدخلَ قلوبَنا الموصَدة، وتمنحنا سلامك وفرح لُقياكَ في عمقِ الكيان! لا تيأس منَّا يا ربُّ ولا تنظُرْ إلى كثرةِ ضعفاتنا وشكِّنا. عامِلْنا كما عاملتَ توما، بحنوٍّ و طولِ أناة، فنحن من جبلته وطينته، عسانا نتحوَّل، بصبرك علينا، من الشكِّ إلى الإيمان، ومن الموتِ إلى الحياة. أَظهِرْ لنا الحياةَ الحقَّة يا نبعَ الحياة، وأَنِرْ نفوسَنا واطرُدْ منها كلَّ ظلام. أَعطنا أن نلمسَ لا جسدكَ الطَّاهر، بل قيامتكَ فينا، لنصيرَ، مثل توما، معترفين بألوهيَّتك، ومبشِّرين بقيامتك، فأنتَ كريمٌ جوَّاد. عندها يكون هتافنا "المسيح قام" نابعاً ليس من أفواهنا فقط بل من قلوبنا ومن عُمقِ الكيان، ونؤكِّدُ، لجميع من يسأل عن سبب الفرح والرَّجاء الذي فينا، أنَّ المسيحَ "حقّاً قام"، وهو قائمٌ فينا على الدَّوام.
جنازة
المثلّث الرحمات المتروبوليت قسطنطين باباستيفانو
أسقف بغداد والكويت وتوابعهما للروم الأرثوذكس
في ساعات الفجر من صبيحة الحادي والعشرين من نيسان انطلقنا وظلام الليل مخيّم؛ هذه المرّة ليس إلى أديار جبل آثوس بل لنشارك في حدث أليم بحسب الطبيعة البشريّة. حدث حزين يجمعنا اليوم كما قال المتروبوليت دانيال "كاسارياني" الذي التقينا به، بحضور المتروبوليت غطّاس هزيم والأسقف غريغوريوس أسقف الإمارات، من أجل ترتيب خدمة الجنازة.
قال المطران دانيال: كانت لنا بركة كبيرة أن يسكن المطران قسطنطين خلال سنواته الأخيرة تحت رعاية أبرشيتنا.
حان وقت خدمة الجنازة وقد توافقت مع غروب القدّيس لعازر الرباعيّ الأيّام. دخلنا كنيسة القدّيس نيقولاوس حيث سجّي جثمان المطران قسطنطين مع وجهه المشرق، بعد أن مضت خمسة أيّام على رقاده. حقّا إنّها قيامة قبل القيامة.
وقد ترأّس الخدمة راعي أبرشيّتنا المتروبوليت أفرام وألقى، في نهايتها، الكلمة التالية:
مغبوطٌ السبيلُ الذي تسير فيه اليوم
لأنّه تهيّأ لك مكانُ الاِرتياح
أصحابَ السيادة، الآباء الأجلّاء، أيها الأخوة الأحبّاء جميعاً
نودّع اليوم إنساناً عظيماً من كنيستنا. عرفناه طويلاً: هو رئيس الكهنة قسطنطين باباستفانو. عاش بيننا وخدم وضحّى وعلّم وشهد للمسيح الإله القائم من بين الأموات، ولخدمة صادقة لكنيسته.
كان رجل صلاة قبل كلّ شيء. هامة قداسة، منتصباً بخوف وإيمان حيّ أمام عرش الله. لا شكّ في أنّ حضوره يجبرنا دائماً على الإنتباه والإصغاء اللَّذَين علينا أن نتّبعهما أمام الله وأمام الناس.
قلنا إنّه مثال رئيس الكهنة المصلّي. هذه كانت دائماً الصفة الأولى السابقة عنده لكلّ موعظة تربويّة كهنوتيّة له.
كان هو شخصيّاً يقف منتصباً وقتاً طويلاً خلال السهرانيّات، عمودَ نارٍ ملتهباً ومُلهباً الآخرين. هذا لا يعني أنّه كان بعيداً عن واقع الحياة اليوميّة، إذ كان ينصحنا نحن الإكليريكيّين أن لا نركض وراء المال. كان يقول: أنت تركض وراء المال فيهرب منك، أنت تهرب منه فيلحقُك.
أمّا في ما يختصّ بالمرأة، فكان يوصينا أن نكرّمها كما نكرّم والدة الإله الكلّيّة القداسة، مع حرصنا أن نبقى على مسافة منها.
ننقل إليكم الصلوات الحارّة لغبطة أبينا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنّا (العاشر) الذي أمثّله شخصيّاً. أنقل اليكم صلواته إلى الله لكي يرسل تعزياته السماويّة، لعائلة رئيس الكهنة الراحل الجسديّة وأيضا لرعيّته التي خدمها لسنين طويلة.
من جهة ثانية أؤكّد أنّه كان إنساناً محافظاً على التقليد الأرثوذكسيّ المقدّس. كثيراً من الأحيان كان هذا الطابع لديه يظهر في أوان اشتراكه بجلسات المجمع الأنطاكيّ المقدّس. كان مجمعنا ينتظر دائماً كلمته ويحترمها.
فيا أيّها الأب الحنون قسطنطين، نرجو بحرارة أن لا تنسانا في صلاتك أمام عرش السيّد المسيح الرهيب، وأمام والدة الإله الكلّيّة القداسة وجميع القدّيسين. لقد شملتَنا بمحبّتك الواسعة ولم نستطع إلاّ أن نحبّك نحن ايضًا. لذلك لا تكفَّ عن أن تتشفّع من أجل كنيستنا التي تواجه اليوم ظروفاً قاسية.
صورتك الحلوة دائماً في قلوبنا. نرجو اليوم أن تسمع صوت الربّ الإله يقول لك:
"كنت أميناً على القليل، فسوف أجعلك أميناً على الكثير، ادخل إلى فرح ربّك". آمين.
(أثينا الجمعة 22 نيسان 2016 الساعة الثالثة ب.ظ)
أخبـــارنــــا
صبحيّة في رعيّة السامريّة
برعاية صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الاِحترام تتشرّف رعيّة مار الياس - السامريّة بدعوتكم إلى مائدة محبّة، وذلك نهار السبت الواقع فيه 14 أيّار 2016 من الساعة التاسعة والنصف صباحاً وحتّى الساعة الحادية عشرة والنصف، في قاعة الكنيسة. يعود ريع هذا النشاط لإكمال بناء الكنيسة. سعر البطاقة 30000 ليرة لبنانيّة.
موسيقى من نور للبيبة توما
صدر للسيّدة لبيبة توما CD بعنوان "موسيقى من نور"، وهو يضمّ مختارات من تراتيل الأسبوع العظيم المقدّس. سعر اﻟ CD 10000 ل.ل. يطلب من دار المطرانيّة أو من على البنكاري في الرعايا.