الأحد 3 كانون الثاني 2016
03 كانون الثاني 2016
الأحد 3 كانون الثاني 2016
العدد 1
الأحد قبل الظهور
اللحن السادس الإيوثينا التاسعة
* 3: النبيّ ملاخيا، الشَّهيد غورديوس، * 4: تذكار جامع للرُّسل السَّبعين، البارّ ثاوكتيستُس، * 5: بارامون الظُّهور، الشَّهيدان ثاويمبتوس وثاوناس، البارَّة سنكليتيكي. * 6: الظّهور الإلهي المقدَّس، * 7: تذكار جامع للنبيّ السَّابق يوحنَّا المعمدان، * 8: البارَّة دومنيكة، البارّ جرجس الخوزيني، الشهيد بوليفكتوس، البارّ افستراتيوس.
تكريس المنازل
عيد الظهور الإلهيّ وتقديس المياه مناسبة لافتقاد المنازل وتقديسها. هو تقديس يأتي من الله القدّوس وحده الذي كشف عن نفسه للعالم ثالوثاً قدّوساً يفتقد الإنسان ليعتقه من الخطيئة والموت. هي مناسبة ليزور الكهنة بيوت المؤمنين ليكرسّوها بالماء المقدّس منازل للربّ.
البيت المكرّس يصبح هكذا امتداداً للكنيسة، داراً لعبادة الله.
الملاحظ أنّ تكريس البيوت في فترة عيد الظهور الإلهيّ مناسبة رعائيّة لزيارة الكاهن أبناء رعيّته ولا علاقة له برشّ شجرة الميلاد قبل فكّها.
الماء المقدّس ليس فيه سحرٌ؛ هو بركة تأتينا من الله في أيّام افتقاده لنا، وذلك بعد صلاة ودعاء من قبل الكاهن وأيضًا من قبل المؤمنين.
حَذارِ أن يجري هذا الأمر بعجل وبروتينيّة. هل هناك من إمكان إعلام البيت قبل زيارته؟ علماً أنّه محبّذ للكاهن أن يأتي مساءً لوجود غالبيّة العائلة في المنزل.
المسألة تقتضي حضور أفراد العائلة واحترامهم وجودَ الكاهن واشتراكهم في الصلاة خلال الخدمة. هذا الوقت غير مناسب لمناقشة أمور تتعلّق بمشاكل عائليّة أو أمور رعائيّة أخرى. هذا كلّه يتمّ في أوقات أخرى مخصّصة له.
*****
أيّها الأحبّاء أدعوكم أن تتمسّكوا بعاداتنا المسيحيّة الشرقيّة التي تحمل بركة آبائنا القدّيسين، بركة الكنيسة وبركة المسيح إلهنا نفسه الظاهر بالجسد لخلاصنا.
الظهور الإلهيّ انحناء السماء على الأرض، تقديسٌ للإنسان وللخليقة المادّيّة كلّها. فيه معنى تواضع المسيح ومحبّته لنا نحن المؤمنين به. فيه كشف لعقيدة الثالوث. فيه معنى معموديّتنا بنزولنا في الماء وقيامنا منه على غرار المسيح"فقد دُفنّا معه بالمعموديّة للموت حتّى، كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب، هكذا نسلك نحن أيصًا في جدّة الحياة" (رومية 6: 4).
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة القيامة باللحن السادس
إنَّ القوّاتِ الملائكيّةَ ظهروا على قبرك الموَقَّر، والحرّاس صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطاهر؛ فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحاً الحياة. فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.
طروباريّة تقدمة الظهور باللحن الرابع
إنّ نهرَ الأردنِّ قد انكفأ راجعًا قديماً، بوشاح أَليشع عند صعود ايليا، وانشقَّ الماءُ إلى هذه الجهةِ وإلى تلك، فحصلت لهُ المادّةُ الرَّطبةُ طريقاً يابسة؛ فكان ذلك رسماً للمعموديّة حقّاً، التي بها نجوز سبيلَ العمرِ الزائل. المسيحُ ظهرَ في الأردنِّ ليقدِّسَ المياه.
قنداق تقدمة الظهور باللحن الرابع
أليومَ حضر الربُّ في مجاري الأردنِّ، هاتفاً نحو يوحنّا وقائلاً: لا تَجزع من تعميدي، لأنّي أتيتُ لأُخلّص آدمَ المجبولَ أوّلاً.
الرِّسَالة
2 تيمو 4: 5-8
خلّص يا ربُّ شعبك وبارك ميراثك
إليك يا ربُّ أصرخ إلهي
يا ولدي تيموثاوُسَ، تيقَّظْ في كلِّ شيءٍ، واحتمِلِ المشقَّاتِ، واعمَلْ عملَ المبشِّرِ، وأَوفِ خدمَتَك. أمّا أنا فقد أُريقَ السَّكيبُ عليَّ، ووقتُ انحلالي قَدِ اقتَرب. وقد جاهدتُ الجِهادَ الحسَن، وأتممتُ شَوطي، وحفِظتُ الإيمان، وإنمَّا يبقى محفوظاً لي إكليلُ العدلِ الذي يَجزيني بهِ في ذلكَ اليومِ الربُّ الديَّانُ العادل، لا إيايَ فقط بل جميعَ الذينَ يُحبّونَ ظهورَه أيضاً.
الإنجيل
مر 1: 1-8
بدءُ إنجيلِ يسوعَ المسيح ابنِ الله. كما هو مكتوبٌ في الأنبياءِ: هاءَنذا مُرسِلٌ ملاكي أمام وجهِك يُهيّئُ طريقَك قدَّامك. صوتُ صارخٍ في البرّيَّة: أَعِدُّوا طريقَ الربِّ واجعَلوا سُبلَهُ قويمةً. كان يوحنّا يُعَمِّد في البرّيَّة ويكرِز بمعموديَّةِ التَّوبةِ لغفران الخطايا، وكان يخرجُ إليه جميعُ أهلِ بلد اليهوديّة وأوُرشليمَ فيعتمدون جميعُهم منهُ في نهرِ الأردُنِّ معترفين بخطاياهم. وكان يوحنّا يَلبَس وَبرَ الإبلِ، وعلى حَقَوَيْهِ مِنطقةٌ من جلدٍ، ويأكلُ جَراداً وعسلاً برّيّاً. وكان يكرِز قائلاً إِنَّهُ يأتي بعدي من هو أقوى منّي وأنا لا أستحقُّ أن أنحنيَ وأحلَّ سَيْرَ حِذائِه. أنا عمَّدتُكم بالماءِ وأمَّا هو فيُعمِّدُكم بالروح القدُسِ.
في الإنجيل
يستهلُّ مرقس البشير سفره بذكر كلمة إنجيل، والتي معناها "البشارة السارّة". لم يعرض أحداثَ الميلاد أو نَسبَ الربِّ يسوع، بل أظهر يسوعَ أنّه المخلّص وهو المسيح"الممسوح ملكاً"، وهذا المخلّص هو ابن الله.
يستشهد الإنجيليّ مرقس في الآيتين 2-3 بنبوءات العهد القديم من سفري (أشعياء 40: 3-5) (وملاخي 3:1)، ليقدّم الذي سيهيِّئ الطريق للملك المخلّص.
جاء صوت يوحنّا المعمدان يدوّي في برّيّة اليهوديّة كارزاً بمعموديّة التوبة لمغفرة الخطايا. يوحنّا المعمدان يمثّل نهاية الناموس القديم، يقدّم لنا خلاصة العهد القديم وهي دعوة العالم كلّه للخلاص بالمسيح. قوّة معموديّته ليست في ذاتها وإنّما في رمزها لمعموديّة المسيح: "يأتي بعدي من هو أقوى منّي الذي لست أهلاً ان أنحني وأحلّ سير حذائه. أنا عمّدتكم بالماء وأمّا هو فسيعمّدكم بالروح القدس". معموديّة العهد القديم كانت لغسل خطايا الجسد. لم يكن باستطاعتها أن تخلّص الإنسان وتقوده إلى السماء. أمّا معموديّة العهد الجديد التي تتمُّ بالروح الإلهيّ فتخلّص الإنسان وتجعله مشتركاً في جسد المسيح ودمه الإلهيّين وتخدمه للحياة الأبديّة.
فسبيلنا، يا إخوة، أن نُهيِّئَ نفوسنا (الطريق) للربِّ بالتوبة والاتّضاع لأنّ الملك الذي نعتقد به باستقامة الرأي هو عمّانوئيل "الله معنا" . هذه هي بشرى الخلاص والسلام.
نقاوة القلب...
إنّ أسفار المزامير الشريفة ابتهال داوُديّ. فبعد توبةٍ يقول: "قلباً نقيّاً اخلق فيَّ يا الله وروحاً مستقيماً جدّد في أحشائي"، وكأنّه يُنبئ بأنّ أجسادنا ستحمل منه لتُصبح هياكل لروحه الإلهيّ. KardiaKathara = قلباً نظيفاً: أي نظيفاً من الإثم فيتجلّى بالنقاوة.... وإلى أي حدّ هذه النقاوة هي نقاوته؟ إلى أقصى حدود النقاوة والطهارة وما يفوقهما، حيث يستضيءالقلب إلهيّاً بسُكنى المسيح الإله فيه. فإذا ما رأى تواضعاً في تلك الكتلة اللحميّة الدمويّة: "يستقرّ"
وكيف يَسَع القلبُ الفاني الإله غير الموسوع!؟
القلب، بحسب التكوين البشريّ، هو مركز الحركة الجسديّة centre du mouvement corporel، وبحسب النفس هو ايضًا مركز الحركة الروحيّة centre du mouvement spirituel- النبيّ داود يترجّى الله ليخلق فيه قلباً نقيّا بواسطة استقامة الروح الإلهيّ، فنقاوة القلب هي من أَجوَدِ عطايا الروح الكلّيّ قدسه، وتنسكب من العلاء بحكمة إلهيّة لم يُعطَ لنا أن نفهمها بوضوح وندرك زمن انحدارها، ليبقى هذا سرّاً بين علاقة الربّ والبشر. والسؤال: من يبادر أوّلاً؟؟ ليكون هذا السرّ جزءاً من سرّ حنان تجسّد المسيح الخلاصيّ الذي لا يُفسّر والذي نحن اليوم في أجوائه، وأساس انحدار حنانه هذا، هو سعيُ الإنسان الدائم لتوبة مُستمرّة بنفسٍ منسحقةٍ وقلب مع فكر خاشعين.. "القلب الخاشع المتواضع لا يرذله الله" (المزمور50)
"طوبى للأنقياء القلب لأنّهم يعاينون الله" (متّى : 5-8). لا شكَّ بأنّ ثمّة قدّيسين أُهِّلوا لأن يعاينوا الله أو مجد الله.
أوّلاً: أنت تعاين الله داخل قلبك. إن شاهدته هناك، تكون قد وطئت الدرجة الأولى من السُّلَّم إلى معاينته، وبنعمته بدأت تخطو خَطواً ثابتة نحو القداسة، لأنّ روح الشرّ وروح العالم لن تستطيعا بعدُ أن تُعكّرا صَفوَك بميلٍ قلبيّ نحو الخطيئة والإثم، اذ يوجد داخل قلبك عشقٌ لمعشوق سرمديّ يُبهِجُه ويُفرحه سرّيّاً بشكل لا يُوصف، فيزيل كلّ ميلٍ وفرح مادّيّ زائلين يمكن للقلب أن يجنح إليهما، فيزول كلّ اضطراب في النفس المحبّة لله.
كيف للقلب المحبّ للخالق، والذي أُهِّلَ أن يَسكُنَ فيه، أن يقسُو؟
هناك فرق كبير بين القساوة والحزم. أنت تقسو على من ائتُمنتَ عليه- أكان ذلك وصايةً بحسب النسب أو بحسب الروح- فقط على هؤلاء لأنّ الله قد وضعهم أمامك ومعك ليس بصدفةٍ ... الحزم المُحبّ من أجل البنيان لا بُدّ منه ويدعمه الله ليُصبح مقدّساً. ينسكب، من خلالك أنت الضعيف، من روحه القدّوس مُبعداً عن الآخر خطر النفور والهلاك. أمّا حزم الله وعقابه فهما دوماً صائبان لأنّ بيده خلاص النفوس.
إنجيل النِسبة الذي قُرِئَ قبل الميلاد يُورد أسماء صالحين وآثمين من نسل ربّنا يسوع، وما أنا من نسلٍ وجيه لأفتخر!! وإنّه لَبركةٌ وفخرٌ لي أن يكون في نسبي أجدادٌ قد جعلوا مخافة الله في قلوبهم (القلب الطيّب).
صلاتنا اليوم أن تُصبح قلوبنا مغارة للجميع، أن يَسَعْ هذا القلبُ الصغير العالمَ كلّه (بأسره)، يحتضنه، مُصلّياً له بدقّاتٍ قلبيّة تنسجم مع العقل، ومتألّمًا لمن ليس هو في كنف الربّ يسوع، على رجاء أن تتألّه كلّ القلوب بسُكنى الإله المولود فيها. لقد سبق واستقرَّ في قلب قدّيسنا الأنطاكيّ إغناطيوس المتوشّح بالله، خادم الكلّ. فعند استشهاده افترستِ الأسود جسده حتّى العظام، أمّا قلبه الذي احتوى
المسيح فلم تجرؤ أن تلتهمه... هكذا نرجو أن يستقرّ في قلوبنا له المجدُ إلى الأبد. آمين.
أخبــارنــا
عيد الظهور الإلهي
لمناسبة عيد الظهور الإلهيّ يترأّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) خدمة بارامون العيد (صلاة الساعات والقدّاس الإلهيّ) نهار الثلاثاء الواقع فيه 5/1/2016 الساعة الثامنة صباحاً في دير سيدة بكفتين.
نهار الأربعاء الواقع فيه 6/1/2016 يترأّس سيادته قدّاس العيد وصلاة تقديس الماء، الساعة الثامنة صباحاً، في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس في طرابلس. تلي القدّاس صلاة تقديس الماء.