الأحد 25 كانون الأوّل 2016
25 كانون الأول 2016
الأحد 25 كانون الأوّل 2016
العدد 52
ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلِّصِنَا
يسوعَ المسيحِ بالجسد
* 26: عمَّانوئيل الإلهيّ، عيد جامع لوالدة الإله، الشَّهيد آفثيميوس، يوسف خطيب مريم، * 27: استفانوس أوّل الشهداء ورئيس الشَّمامسة، ثاوذورس الموسُوم، * 28: الشُّهداء العشرون ألفًا الذين في نيقوميذيَّة، * 29: الأطفال الـ 14 الفاً الذين قتلهم هيرودس، البارّ مركلُّس، *30: الشَّهيدة في البارّات أنيسيَّة، * 31: وداع عيد الميلاد، البارَّة ميلاني الَّتي من رومية،
رسالة الميلاد
يأتي العيد من جديد في السنة الحاضرة. هناك أناس كثر في عالم اليوم يبحثون عن جواب لأسئلتهم الكثيرة.عطش روحيّ كبير لا يروّيه شيء ولا أحد. تلك هي المأساة: كثيرون على شفة اليأس موجودون ويتساءل البعض من أين موجة الإرهاب اليوم؟! وكأنّ الحياة المعاصرة لم يعد لها معنى. أين نجد عزاءً يحرّر الإنسان من مثل هذا الضباب "والحاجة تبقى إلى واحد" (لوقا 10: 42).
المسيحيّون اليوم في العالم، شرقًا وغربًا، "لهم صورة التقوى ولكنّهم منكرون قوّتها" (2 تيمو 3: 5) وهم في معظمهم، كمسؤولين، يضعوننا في هذا الشرق في أتّون من النار الجحيميّة.
في وسط هذا المناخ يأتي العيد، عيد مولد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح في مذود البهائم. هل تولد هذه الحقيقة الأزليّة في قلوبنا في وسط هذا الصخب العالميّ؟ طبعاً سوف نتلهىّ بمغريات هذه الدنيا من مأكل ومشرب ولباس وهدايا... لست هنا بمعرض إدانة العادات الإنسانيّة، بل شئت أن أنبّه المؤمنين إلى نمط من الحياة يطغى عليه روح الاِستهلاك المهلك، ناسين واقعهم الأليم، من جهة، وحقيقة إيمانهم الإلهيّ، من جهة أخرى.
أيّها الأحبّاء، نحن نحيا اليوم في وسط وثنيّة جديدة. العبادة لم تعد للإله الحقيقيّ، ولا لعبادة أصنام منحوتة من حجر، بل جعلنا أمامنا إله المال والمادّيّات التابعة، إله الحرب وفنون القتل والدمار عن طريق الطائرات والبواخر الحربيّة المتطوّرة...
رجائي، أيّها الإخوة الأحبّاء، أن لا تمرّ فترة الأعياد دون أن نتأمّل فيها بمعاني العيد وفوائده لحياتنا، ما يساعدنا وسط نشاط المحيط الاِجتماعيّ أن نجد لأنفسنا وقتاً للصلاة الهادئة الواعية، إن كان ذلك في تأمّل شخصيّ أم في خدمة مشتركة في الكنيسة. أعياد القدّيسين السابقة للعيد تساعد؛ قصّة العيد السيّديّ في الإنجيل وكذلك خدمته من غروب وسحريّة تساعدان أيضًا. ماذا يوحي لنا كلّ ذلك؟ كيف نحيا؟ كيف نتصرّف؟ كيف نقرأ الأحداث العالميّة الحاليّة علىى ضوء الكشف الإلهيّ؟ كلّها أسئلة قابلة للتأمّل والاِستنتاج تساعدنا، نحن البشرَ الضعفاء، أن نرتقي إلى السماء الإلهيّة، علّنا نحوي في قلوبنا هذا الإنسان الإلهيّ الآتي الذي أخلى ذاته وتواضع حتّى الموت ليخلّصنا.
+ أفـرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروباريّة عيد الميلاد باللحن الرابع
ميلادُكَ أيُّها المسيحُ إلهُنَا قد أَطْلَعَ نورَ المعرفةِ في العالم. لأنَّ السَّاجِدِين للكواكبِ به تَعَلَّمُوا من الكوكبِ السُّجودَ لكَ يا شمسَ العدل، وأن يعرِفُوا أَنَّكَ من مشارِقِ العُلُوِّ أَتَيْت، يا رَبُّ المجدُ لك.
قنداق الميلاد باللّحن الثالث
اليومَ البتول تَلِدُ الفائِقَ الجوهَر، والأرضُ تُقَرِّبُ المغارةَ لِمَن هو غيرُ مقتَرَبٍ إليه. الملائكةُ مع الرُّعاةِ يمجِّدُون، والمجوسُ مع الكوكبِ في الطَّريقِ يسيرون. لأنَّه قد وُلِدَ من أَجْلِنَا صَبِيٌّ جديدٌ، وهو الإلهُ الَّذي قبل الدهور.
الرِّسالَة
غلا 4: 4-7
كلُّ أهلِ الأرْضِ يَسْجُدُونَ لكَ ويُرتِّلونَ لكَ
هلِّلُوا للهِ يا جميعَ أَهْلِ الأرْضِ
يا إخوةُ، لمَّا حانَ مِلءُ الزَّمان، أَرْسَلَ اللهُ ابنَهُ مَوْلُودًا من امرأةٍ، مَوْلُودًا تحتَ النَّاموس، لِيَفْتَدِيَ الَّذينَ تحتَ النَّاموس، لِنَنَالَ التَّبَنِّي. وبما أنَّكم أبناءٌ أرسَلَ اللهُ روحَ ابنِهِ إلى قلوبِكُم صارِخًا "أَبَّا" أَيُّها الآب. فَلَسْتَ بَعْدُ عبدًا بل أنتَ ابنٌ، وإنْ كُنْتَ ابنًا، فَأَنْتَ وَارِثٌ للهِ بيسوعَ المسيح.
الإنجيل
متّى 2: 1-12
لمَّا وُلِدَ يسوعُ في بيتَ لحمَ اليهوديَّة في أيَّام هيرودسَ الملك، إذا مجوسٌ قد أَقْبَلُوا من المَشْرِقِ إلى أورشليم قائلين: أين المولودُ ملكُ اليهود؟. فإنَّنا رأينا نجمَهُ في المَشْرِقِ فوافَيْنَا لنسجدَ له. فلمَّا سمعَ هيرودسُ الملكُ اضطَرَبَ هو وكلُّ أورشليم معه. وجَمَعَ كلَّ رؤساءِ الكهنةِ وكتبةَ الشَّعبِ واستَخْبَرَهُم أين يولَدُ المسيح. فقالوا له في بيتَ لحمَ اليهوديَّة، لأنَّه هكذا قد كُتِبَ بالنَّبِيِّ: وأنتِ يا بيتَ لحمُ أرضَ يهوذا، لستِ بِصُغْرَى في رؤساءِ يهوذا لأنَّه منكِ يخرجُ المدبِّرُ الَّذي يرعى شعبي إسرائيل. حينئذٍ دعا هيرودسُ المجوسَ سِرًّا وتحقَّقَ منهم زمانَ النَّجم الَّذي ظهرَ. ثمّ أرسلَهُم إلى بيتَ لحمَ قائِلًا: اِنطلِقُوا وابحَثُوا عن الصَّبيِّ بتدقيقٍ، ومتى وجدتُمُوه فأَخْبِرُونِي لكي آتِيَ أنا أيضًا وأَسْجُدَ له. فلمَّا سمعوا من الملكِ ذهبوا، فإذا النَّجمُ الَّذي كانوا رَأَوْهُ في المَشْرِقِ يتقدَّمُهُم حتَّى جاءَ ووقفَ فوقَ الموضِعِ الَّذي كانَ فيه الصَّبيّ. فلمَّا رَأَوا النَّجم فرحُوا فَرَحًا عظيمًا جدًّا وأَتَوْا إلى البيت فوجدُوا الصَّبِيَّ مع أمِّه فَخَرُّوا ساجِدِينَ له، وفتحُوا كنوزَهُم وقدَّمُوا له هدايا من ذَهَبٍ ولُباَنٍ ومُرٍّ. ثُمَّ أُوحِيَ إليهم في الحُلْمِ أنْ لا يرجِعُوا إلى هيرودس، فانصرفُوا في طريقٍ أُخْرَى إلى بلادِهِم.
في الإنجيل
سؤال قد طرحه هيرودس، الملك اليهوديّ، على المجوس: "أين يولد المسيح؟"، ليذهب ويسجد له، غير أنّ هدفه كان قتلَ ذاك الملك الصغير الآتي.
الجواب الصحيح قدّمه رؤساء الكهنة والكتبة: "في بيت لحم" بيت الخبز، هذه المدينةِ الصغيرة التي هي صورة التواضع والعظمة، حيث يجتمع النقيضان، بانسانٍ راعٍ، حياته متواضعة، صار بتواضعه عظيماً. من وضاعته مَلَّكَه الله وجعله أهمّ ملوك اسرائيل، وتحوّل عهده إلى عهد ذهبيّ، رافعاً شعب الله، صائراً صورة كلّ ملك قادم، خادم حقيقي لله، "هو الملك داود"، وما كان ذاك إلاّ رسماً لهذا المتواضع الآتي، ليس من عند الله وحسب إنّما من طبيعة الآب الوالد للاِبن دون ابتداء في الزمن، إلهاً متجسّداً مولوداً دون انتهاء، متواضعاً ليس في بيت لحم الصغيرة وحسب إنّما في مذودها الحقير المضجع فيه. من هذا التواضع السحيق يولد المسيح، يولد في أماكن حقيرة متواضعة لجعلها ذات شأن عظيم، في ملك أبديّ لا يزول ولا يهترئ: حتى ولو كانت هذه الأمكنة قلوبًا مخلوقة في زمن ما، غير أنّها، إذا ما استطاعت أن تَلِد المسيح فيها، فهي تخزن كنزاً سماويّاً لا يفسد ولا يصدأ. بعكس قلوب اِعتُبرت محسوبة على الله، كشعبه المختار، ذات شأن وامتياز: من ملك إلى رئيس كهنة إلى كتبة إلى يهوديّ... إلى كلّ إنسان لم يستطع أن يَلِد المسيحَ فيه.
إلى اليوم ما زال هذا السؤال يُطرح علينا: "أين يولد المسيح؟"، أفي قلوب متهيّئة أم في أفكار ضائعة في اهتمامات هذا العالم الكثيرة. عسى القلوبُ المهترئة والمُتصدِّعة تَصطدم بالواقع الفاني الذي نحياه، ونأتي بهذه القلوب المنكسرة أمام وضاعة المولود ومحبّته، فيرفعها إليه، وننال من رحمته كنزاً يؤمّن حياتنا إلى أبديّة دائمة سلاميّة.
الزواج والصبر
نقرأ في الكثير من مواقع التواصل الاِجتماعيّ مقالات حول السعادة الزوجيّة. وأكثر هذه المقالات يحثُّ الإنسان المعاصر على إيجاد زوج يكون "توأماً لروحه" (soul mate)، أي ذا شخصّية متجانسة تماماً معه. وأيضاً تركّز المقالات على أهمّيّة إشباع الأنانيّة الفرديّة، وتَوفُّر المال لتأمين حياة الرفاهية، كسبيل للوصول إلى زواج ناجح. إلّا أنّه تتفاقم في مجتمعنا اليوم النزاعات الزوجيّة وتنتشر من بيت إلى آخر، وتترك في قلوب الأزواج شحنة غضب من المشاعر السيّئة، تهدّد استمراريّة الرباط الزوجيّ وحياة الشركة العائليّة. وتتعقّد هذه الخلافات، فتُنهك قوى الزوج والزوجة، وتُضفي جوًّا سلبيّاً من التوتّر، ليس فقط على جميع أعضاء البيت، بل أيضًا على أهل الزوجين وأنسبائهما.
كثيرة هي أسباب الشجار بين الزوجَين، وقد يعتقد البعض أنّ السبب الأوّل هو شخصيّتاهما "غير المتجانستَين"، إذ لا يستطيعان التفاهم على حلول وسطيّة، والتغلّب على الاِختلافات. وهذا ما يجعل البعض يتذمّر قائلاً: "لماذا تزوّجتُ شخصاً مختلفًا كلّ الاِختلاف عني؟". يقدّم القدّيس المعاصر الشيخ باييسيوس الآثوسيّ اقتراحاً لحلّ معضلة هؤلاء المتزوّجين المتخاصمين، فيقول للزوجين: "ألا تدركان أنّه في اختلاف الطبائع يكمن انسجام الله؟ اختلاف الطبائع يخلق انسجاماً. حاشا الله أن تكونا من الطبع ذاته! فكّرا في أنّه، لو كنتما كلاكما بدون صبر، ماذا يمكن أن يحدث؟ تهدمان البيت على رأسيكما... الله يسمح بأنّ شخصاً ذا طبع جيّد يتزوّج من شخص ذي طبع غير منسجم معه، وذلك كي يساعد أحدهما الآخر، أو يكمّله..". كيف تتمّ هذه المساعدة؟ ينصح القدّيس بولس الرسول المرأة بأن تهاب، أي تحترم، رجلها، وينصح الرجل بأن يحبّ امرأته، أي يضحّي بنفسه من أجلها. بمعنًى آخر، الحبّ أيقونة ذات وجهين: التضحية والاِحترام، كما يؤكّد القدّيس باييسيوس. ويتابع أنّه، إن كان أحد الزّوجين سريع الغضب، فيجب على الآخر ألّا يدخل في شجار معه، بل أن يصبر، أن يحتمل، مصلّياً في قلبه صلاة يسوع. "الصبر ينبع من المحبّة"، أي أنّه عمل من أعمال الحبّ العظيم: إنّه عمل استشهاديّ، يجذب نعمة الله للإنسان، والله لا يتركه بدون أكاليل التعزية والفرح.
إذاً، الصبر مدماك الزواج. "فمن يصبر إلى المنتهى يخلص" (متّى 24: 13)، وينال إكليلاً هو العلامة التقليديّة للإشارة إلى الفائزين في المباريات الرياضيّة. كما يشرح القدّيس بولس الرسول: "أما تعلمون أنّ الذين يسابقون في الميدان كلّهم يسابقون ولكنّ واحداً ينال السبق، فسابقوا أنتم حتى تفوزوا. وكلّ من يجاهد يمسك نفسه عن كلّ شيء. أمّا أولئك فلينالوا إكليلاً يفنى، وأمّا نحن فإكليلاً لا يفنى" (1 كورنثوس 9: 24-25). ويؤكّد الرسول بطرس: "وحين يظهر رئيس الرعاة تحصلون على إكليل المجد الذي لا يذوي" (1 بطرس 5: 4).
كيف يصل الإنسان، إذاً، إلى الثبات في الزواج بواسطة نعمة الصبر؟ يكتب القدّيس مكسيموس المعترف أنّ تقبّل المحن بصبرٍ يأتي بواسطة التحكّم بالأهواء، أي قمع كلّ ما يتعلّق بالأنانيّة، ما يزيد من الرجاء بالله. وهذا الرّجاء يجعل الإنسان ينظر إلى الله في كلّ حين، ويقتني حبّ الله: "أرفع عينيّ إلى الجبال، من حيث يأتي عوني. معونتي من عند الربّ، صانع السماوات والأرض" (مزمور 121: 1-2). إعطاء الله الأكاليل للزوجين في العرس هو علامة البدء بمسيرة قمع الأنانيّة والتغلّب عليها (القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم). فهذه الأنانيّة تودي بأصحابها إلى إفساد الرباط الزوجيّ. مسيرة الجهاد الروحيّ هذه تشمل الصلاة والصوم والاِعتراف، وهي مسيرة نسكيّة مشترَكة وثابتة بين المتزوّجين والرهبان. أليس الصبر أمراً مطلوباً من سائر المؤمنين؟ "فبصبركم تقتنون نفوسكم" (لوقا 21: 19)، وتنالون إكليل المجد، لأنّكم بالمجد والكرامة تكلّلتم.
أخبارنا
قدَّاس عيد الميلاد
تحتفل رعايا الأبرشيّة كلّها بعيد الميلاد المجيد، ويترأّس سيادة راعي الأبرشية القدّاس الإلهيّ في كاتدرائيّة القدّيس جاورجيوس- الميناء يوم الأحد الواقع فيه 25 كانون الأول 2016. تبتدئ صلاة السحر الساعة السابعة صباحاً ويليها القدّاس الإلهيّ.
ويستقبل سيادته المهنّئين بالعيد في دار المطرانيّة ابتداءً من الساعة الحادية عشرة قبل الظهر حتّى الواحدة بعد الظهر، ومن الساعة الرابعة بعد الظهر حتّى السابعة مساءً.
ويعايد سيادته كلّ أبناء الأبرشيّة: ميلاد مجيد.
إصدار جديد لجوقة الأبرشيّة
صدر لجوقة الأبرشيّة تسجيل CD جديد "ابتهال (براكليسي) إلى القدّيسة مارينا المُعظَّمة في الشهداء". يُطلب من دار المطرانيّة