الأحد 15 شباط 2015

الأحد 15 شباط 2015

15 شباط 2015
 
الأحد  15 شباط  2015     
العدد 7
أحد مرفع اللحم
اللَّحن الثالث   الإيوثينا الثالثة
 
* 15: أونيسيموس أحد الرُّسل السَّبعين، البار أفسابيوس.* 16: الشهيد بمفيلس ورفقته. * 17: العظيم في الشهداء ثاوذورُس التِّيروني. * 18: لاون بابا رومية، أغابيتوس السينائي. * 19: الرسول أرخيبّس، البارة فيلوثاي الأثينائيَّة. * 20: لاون أسقف قطاني، الأب بيساريون. * 21: تذكار جامع للآباء الأبرار البار تيموثاوس، أفستاثيوس الإنطاكي. 
 
القريب فردوسنا
 
يضعنا المقطعُ الإنجيليّ أمامَ غايةِ وجودِنا، والتي نستطيعُ أن نجعلَ منها المعيار والفَيصلَ في الحكم ِعلى كافّة أفعالِنا وردّاتها. فيه ذِكرُ مجيءِ المسيحِ بمجدهِ ليفصلَ بين من يستحقُّ أن يكون معه إلى الأبد ومن أقصى نفسه عنه إلى الأبد. موضوعُ الدينونةِ العامة يُنبّهنا إلى حقيقةِ موتِنا ومدى وفائِنا! صوتٌ يحرِّك الكامنَ فينا، ليتحرَّك بعزمٍ وجدّيّة، مُرتقياً نحو مصدرِ الصوت، إلى أن يتّضحَ جلياً بنبرةٍ هادئةٍ قائلاً: "تَعالَوا يا مُبارَكِي أبي، رِثُوا المَلَكُوتَ المُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ العالَمِ"، ويا لها من غبطةٍ يعرفُها من بدؤوا باختبارها ههنا عبر سعيهم لاقتنائهِا أبديًّا.
 
كيف يعرف ذاك الباحث إن كان دربُه صحيحاً؟ فيأتيهِ الجواب: "بِما أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هؤُلاَءِ الأَصَاغِر، فبِي فَعَلْتُمْ". خريطَتُنا للوصول إلى الكنز، هي مدى ومستوى حضورِ الآخرِ في حياتنا، قيمتِه الفعليّة التي تبدأ من تعاطينا بالذهن تجاهِه، ومقدارِ النقاء الذي نتطلَّعُ من خلاله إليهِ. وأوّلاً حين نقبلُه كما هو، مخرجين إيّاه من قوالبِ أنانيّتنا، ونغلِّفه بمحبّتنا التي تحتضن ضعفه. ومن ثمَّ هذا المنطقُ الفكريّ المصبوغُ بنفحاتِ الروحِ المنبعثةِ من قلبٍ طاهرٍ تُتَرجم أفعالاً حسنة وبصورةٍ آليّة، كيف؟ أي أنّ فعلَ المحبّةِ والصلاحِ ينبُع منّا دون جهدٍ وموازناتٍ عقليّة  وحساباتِ ربحٍ وخسائرَ إحصائيّة. في النصِّ سمعنا أنَّ فاعلي الخير لم يدركوا بالعمقِ أهمّيّةَ خيارهم، ليس لأنّهم لا يقصدون الله، بل لأنّ الخيرَ يَنسكبُ عفويّاً منهم، بسببِ النعمةِ الساكنةِ فيهم، ولأنَّهم بحرّيّتهم جعلوا من إرادة الله إرادتهم،
 
فرأَوا المسيحَ في كلِّ متألِّمٍ ومعذَّب، وتعاطّوا مع كلِّ إنسانٍ على أنَّه المسيح ربُّنا.
 
هنا تكمنُ واحدةٌ من أهمِّ فاعليّاتِ الصومِ في حياتنا الكنسيّة. فكما أعطانا اللهُ النومَ راحةً للجسد، هكذا منحنا الصومَ راحةً للرّوح. بالصّومِ تهدأ النفسُ ويستكينُ الجسد. 
 
فالصومُ انقطاعٌ عن الخطيئة وتمرُّسٌ في الفضيلة، وخَلقُ تناغُمٍ بين غايات الجسد وغايات الروح. ومتى بلَغنا قِمّةَ جهادِنا في يوم الفصح، نقِفُ أمام الخيار: أنتابع المسيرة؟ ونتّخذُ قرار الرحلة نحو الملكوت.
 
لا يمتلكُ نظرةً صحيحةً إلى الآخَر إلّا من جاهد ليتطهّر، فتنقّت عيناه الداخليّتان لتُعاينا أنّ القوَّة هي للمحبّة المضحّية. مَن صَلَبَ ذاته مع المسيح هو الّذي يحيا. الصّوم فرصةٌ لإعادةِ ترتيب أولويّاتنا وأمكنةِ الله والناسِ في حياتِنا. فَلْنغتنِم هذه الفرصةَ حَسَنًا، علَّنا نستعيدُ ما كان لآدمَ حين كان صائماً عن الشهوة إذْ ننعتقُ من الانسياق وراء خدعة.
 
                                                                                                                   + الأسقف قسطنطين كيال
                                                                                                               رئيس دير مار الياس شويا البطريركي
 
 
طروباريّة القيامة للّحن الثّالث
 
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزًّا بساعده، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقدنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالم الرحمةَ العُظمى.
 
قنداق أحد مرفع اللحم باللحن الأوّل
إذا أتيتَ يا الله على الأرضِ بمجدٍ، فترتعدُ منكَ البرايا بأسرها، ونهرُ النارِ يجري أمامَ المِنبر، والكتبُ تفتحُ والأفكار تشَهَّر. فنجِّني من النار التي لا تطفأ، وأهِّلني للوقوف عن يمينِك، أيُّها الدَّيانُ العادِل.
 
الرِّسَالَة
1 كو 8: 8-13، 9: 1-2
 
قُوَّتي وتَسْبِحَتي الربُّ ، أدباً ادَّبَني الربُّ
وإلى المَوْتِ لَمْ يُسلمني
 
يا إخوة، إنّ الطعامَ لا يقرِّبُنا إلى الله، فإنّنا إن أكلنا لا نزيدُ، وإن لم نأكل لا ننقُص. ولكنْ انظروا أن لا يكونَ سلطانُكم هذا مَعثرةً للضعفاء. لأنّه إن رآك أحدٌ يا من له العِلمُ، مُتَّكِئاً في بيتِ الأوثان، أفلا يتقوّى ضميره، وهو ضعيفٌ، على أكلِ ذبائح الأوثان، فيهلِكُ بسببِ عِلْمِكَ الأخُ الضعيفُ الذي مات المسيحُ لأجلِه. وهكذا، إذ تخطِئون إلى الإخوةِ وتجرحون ضمائرَهم وهي ضعيفة، إنّما تُخطئِون إلى المسيح. فلذلك، إن كان الطعامُ يُشَكِّكُ أخي فلا آكلُ لحمًا إلى الأبد لئلا أُشكِّكَ أخي. ألستُ أنا رسولا؟ ألستُ أنا حُرّاً؟ أما رأيتُ يسوعَ المسيحَ ربَّنا. ألستم أنتم عملي في الربّ. وإن لم أكن رسولاً إلى آخَرِين فإنّي رسولٌ إليكم، لأنّ خاتَمَ رسالتي هو أنتم في الربّ.
 
الإنجيل
متى 25: 31-46
 
قال الربُّ: متى جاءَ ابنُ البشر في مجده وجميعُ الملائكةِ القدّيسين معه، فحينئذٍ يجلس على عرش مجده، وتُجمَعُ إليه كلُّ الأمم، فيميِّزُ بعضَهم من بعضٍ كما يميِّزُ الراعي الخرافَ من الجِداء، ويقيمُ الخرافَ عن يمينه والجِداءَ عن يساره. حينئذٍ يقول الملكُ للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي، رِثوا المُلكَ المُعَدَّ لكم منذ إنشاء العالم، لأنّي جُعتُ فأطعمتموني، وعطِشتُ فسقيتموني، وكنتُ غريباً فآوَيتموني، وعريانا فكسَوتموني، ومريضاً فعُدتموني، ومحبوساً فأتيتم إليّ. فيُجيبه الصدّيقون قائلين: يا ربُّ، متى رأيناك جائعاً فأطعَمناك أو عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناكَ غريباً فآوَيناك، أو عُريانا فكسَوناك، ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك. فيُجيبُ الملكُ ويقولُ لهم: الحقَّ أقولُ لكم،  بما أنَّكم فعلتم ذلك بأحدِ إخوتي هؤلاء الصِّغار فبي فعلتُموه. حينئذٍ يقولُ أيضاً للذين عن يساره، إذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدَّية المُعدَّةِ لإبليسَ وملائكتِه، لأني جُعتُ فلم تطعِموني، وعطِشتُ فلم تسقُوني، وكنتُ غريباً فلم تؤووني وعُرياناً فلم تكسوُني، ومريضاً ومحبوساً فلم تزوروني. حينئذٍ يُجيبونَه هم أيضاً قائلين: يا ربُّ متى رأيناكَ جائعاً أو غريباً أو عُرياناً أو مَريضاً أو مَحبوساً ولم نخدُمْك. حينئذٍ يُجيبُهم قائلاً: الحقَّ أقولُ لكم، بما أنَّكم لم تفعلوا ذلك بأحدِ هؤلاء الصِّغار فبي لم تفعلوه. فيذهبُ هؤلاءِ إلى العَذابِ الأبديّ، والصِدّيقونَ إلى الحياةِ الأبديّة.
 
في الإنجيل
 
يعطي يسوع في هذا النصّ الإنجيليّ صورة عمّا سيحدث يوم الدينونة الأخير. وكيف سيجلس هو على العرش "ويجمع إليه كلّ الأمم، فيميّز بعضهم عن بعض كما يميّز الراعي الخرافَ مِنَ الجِداء". ثلاث حقائقَ أساسيّةٍ تخرجُ مِن هذا النصّ، وتستحقّ منّا التأمّل بها عميقاً. الأولى هي حقيقة يوم الدينونة، والثانية شموليّة ذلك اليوم ومسكونيّته، وأخيراً أنّ المحبّة هي معيار الدينونة. دينونة الله هي مبدأ إنسانـيّ عامّ بحسب الضمير أوّلاً. فإنّ عدالة الله ومحبّته تَعِد بتصحيح الأمور المُعْوَجّةِ في هذه الحياة. وهو سيعوِّضُ للمظلوم وسوف يدين كُلًّا بحسب أعماله.
 
الدينونة في المفهوم المسيحيّ ليست عقاباً يُنـزِلُهُ اللهُ بِـمَن أساؤوا إليه، بل إنّها اللحظة التي يُقيم فيها الله العدالة ويكشف عن الأعمال الحقيقيّة التي تدين كلّ إنسان. وتترافق تعاليم الكتاب عن هذه الدينونة بلوحاتٍ مُرعِبةٍ وَصُوَرٍ مهوّلة، وذلك رغبةً بالتشديد على السهر من جهة، وعلى تصوير مقدار العذاب الذي سيلحق بالمهملين من جهةٍ أُخرى.
 
شاملٌ هو حُكم الربّ يومَ يدين "الأمم"، كما سمعنا في نصّ اليوم؛ لأنّه سيجمع كلّ الأمم وليس أتباع دين دون آخر، أو أبناء أُمّةٍ دون سواها... الله هو أب الناس أجمعين بالرغم من اختلاف ألوانهم وأديانهم، ولا إله سواه. إنّه العادل الوحيد والأخير، ولا شكّ في ذلك، لكنّ السؤال هو: هل عند الله محاباةٌ للوجوه؟ وكيف سيدين مَن هم خارج ديننا (الأمم عند سامعي يسوع)؟ ما هو المعيار المشترك يا ترى الذي سيأخذ الربّ به ليَعدِلَ ولا يظلم ؟
 
يختلف الناس بالدين والعِرق والحضارة واللغة، وكلّ شيء... إلّا أنّهم يشتركون في المحبّة وعمل الخير. لذلك يوضح يسوع أنّ الدينونة ستقوم على أساس "الأعمال" لا الدّين، ولا على أيِّ اعتبارٍ آخر. لذلك لن يسألَنا إلّا عن الأعمال الفِعليّة، عن المحبّة العمليّة. وعلى هذا الأساس تكون الدينونة شاملة.
 
يوحّد الديّانُ ذاتَه بذوي الحاجات. وهذا ما ردّده فيما بعد يوحنّا الحبيب أنّه لا يمكننا أن نحبّ الله الذي لا نراه إذا كنّا لا نحبّ القريب الذي نراه. الدين كعلاقة حبّ وعبادة لله لا يقوم مباشرة بين المخلوق والخالق! إنّما يُثبِتُ الإنسانُ محبّتَهُ لِغَيرِ المخلوق حين يعتني بخليقته! إنّ محبّتنا العمليّة للقريب هي التي تبني المحبّة مع الله. وفي المقابل إنّ إهمالنا للقريب هو الذي يحدّد دينونتنا.
 
تحديد المحبّة معياراً للدينونة يريد به يسوع أن يشدّد على حقيقة أنّ عدالة الله ترى مسؤوليّة مشتركة بين البشر، وسوف تدين على أساس حياة الشركة لا حياة الفرد. لا تقبل العدالة الإلهيّة جواباً كـ "هل أنا مسؤول عن أخي؟" نعم أنا مسؤول عن أخي بكلّ تأكيد.
 
تأخذ محبّةُ القريبِ طابعاً دينيّاً لا اجتماعيّاً. إنّ مسؤوليّتنا نحو القريب ليست في حيّز "الإحسان" إنّما في صلب "الإيمان"، لا بل هي مِعياره. والشركة مع الآخر ليست درجةً مثاليّةً في الدين بل هي جوهره؛ وغيابها لا يعني نقصان فضيلةٍ ما فيه، بل يعني غيابه كليّاً. 
 
عم سَنُدان حتماً، فَلْنَسهَرْ! وسنُدان جميعنا كُلٌّ على أعماله! هكذا نتحضّر للصوم، أوّلاً بالسهر لأنّ الزمان قصير! وثانياً بالتركيز على أنّ غاية أيّة ممارسةٍ هي فعل المحبّة. إنّنا لا نعبد الله إلّا بخدمة أولاده البشر، ولا تَدَيُّنَ دون تقدمة، ولا دِينَ إلّا مِن أجل الآخر.
 
 
كونوا بلا همّ
مقاربة إيمانيّة للقلق
 
القلق مَرضُ العصرِ بامتياز، حتّى إنّه طالَ نفوسَ المؤمنين. إنّهُ شعورٌ داخليٌّ بالخوف وعدم الراحة، والهمّ والتوتّر. وقد يزيدُ أو ينقصُ بازديادِ الخطرِ ونقصانِه، إلّا أنّه، في كُلِّ الأحوال، مؤَسَّسٌ على الوهمِ والمبالغة.
 
والقلقُ، غالبًا، مشكلةً نفسيّةً وروحيّةً في آن، لذا من المهمّ استشارة أبٍ روحيّ متمرّس لتمييّز الأمراض النفسيّة من الأهواء الروحيّة. فالأُولى تستدعي تدخّلاً طبّيّاً، فيما تحتاجُ الثانيةُ إلى إشرافِ أبٍ رُوحيّ.
 
قد يُسبِّبُ القلق آثارًا إيجابيّةً عند البعض، إذا تحرّكَت قلُوبُهم إلى طَلَبِ المعونة من الله في عمق ظلمة اليأس؛ ولكنّه عند البعضِ الآخَر، قد يُسَبِّبُ البُعدَ عن الله، بسبب تفاقُمِ اليأس، فيؤدّي إلى إهمال الصلاة والتمرُّدِ على الله، بحجّةِ أنّه لا يَحُلُّ المشاكل. وهذا البعد يلقي بالانسان في هُوّةِ القلق المتصاعد مِن سيِّئٍ الى أسوأ.
 
إنّك تَخلُصُ من القلق فقط إنْ أرَدْتَ، فهل تريد ان تتغلّب على القلق؟ وكيف؟
 
- إقبل نفسك كما يَقبلُكَ الله. إقبلها بما فيها من مشاكل وكن شاكراً. تذكَّرْ أنّ الله يحبّك كما أنت، وقبوله لك هو المحرّك الأساسيّ لتغييرك، أنتَ عزيزٌ في عينيه! فلا تحتقرْ نفسَكَ ولا تَرْثِ لَها ولا تتبرّم متذمِّراً من ظروفك، واعلَمْ أنّ ضعفك لا يعوّق الله عن استخدام المواهب التي خصّك بها. إنْ أنتَ أردْتَ، يُصلِحْكَ الله رغمَ محدوديّاتِك " قوّتي في الضعف تُكمَل". ارفُضِ الشعور بالنقص! لا تنظر الى نفسك كما قد ينظر إليكَ الآخَرون بنقائصهم، بل كما ينظر المسيح إليك، فأنت جزء من جسد المسيح، وأنت، "أنت بالذات" محبوبه.
 
- إقبل مَن حولك! أحبب! إقبل الاخرين ولا تطالبهم بأكثر من إمكاناتِهم، مقدّراً ظروفهم. المحبّة ضرورةٌ حياتيّةٌ للمُحِبِّ والمحبوبِ على السّواء. والحبّ يقتضي أن أقبل الآخر بالرغم من اختلافه ومن صعوبة التعامل معه. من هنا، إنّ عدم قبول الآخرين هو بمثابة النار المتأجّجة في القلب التي تقلق راحتك وتنقلب عليك أهوالاً وهمّاً وتزيدك قلقاً ومرضاً. بادِرْ إلى الحبّ لأنّه ضروريٌّ لحياتِكَ ونُضُوجِك! بادِرْ إليه فتكونَ قد بادرت إلى الله، لأنّ الله محبّة!
 
- إتعَبْ محبّةً بغيرك فترتاحَ نفسُك! إشغل نفسك بما ينفع، ولا تترك لها وقتاً فارغاً للقلق. أن لا تقلق لا يعني بالضرورة أن لا تتعب! يقول القدّيس باييسيوس الآثوسيّ: "مَن يتعب من أجل قريبه بدافع محبّةٍ صادقة يرتاح بتعبه، أمّا الذي يحبّ نفسه ويتكاسل، يتعب حتّى ولو كان جالساً". اذكُرْ أنّ القدّيس سلوان الآثوسيّ قد اختصر المسيحيّة بصيغةٍ سِحريّةٍ على بساطتها: "المسيحية هي محبّة الاعداء". المسيحيّة فرح، والفرح فيها يأتي من الموت على الصليب. لا فرح بدون صليب، صليب الآخر! 
 
- أَلْقِ همَّكَ على الربّ وهو يَعُولُك! غالباً ما يعبّر القلق عن اختلالٍ في إيمان المريض بعناية الله والتسليم لتدبيره ومحبّته (انظروا الى طيور السماء ... أبوكم السماويُّ يَقُوتُها، أَوَلَستُمْ أنتم بالحريّ أفضلَ منها؟!"
 
- ارجِعْ إلى حِضن ربّك، وَاسمح لِفِكر المسيح أن يَحُلَّ فيك ويشفيك! الرجوع إلى الله هو أوّلُ خطوة من خطوات التعافي للمريض المؤمن؛ ذلك أنّ خبرة الحياة الروحيّة تعلّمنا أنّ البحث عن أيّ مصدرٍ للسلام والفرح في غير الحِضن الإلهيّ هو وقت ضائع، فعندما تضطرب علاقتك بالله تضطرب علاقتك بنفسك. أفرغ عقلك وقلبك يوميّاً من الأفكار السيّئة والهموم، واملأهما بالمقابل بأفكار إيجابيّة: "أنا قَوِيٌّ بالمسيح الذي يُقوّيني" (في 13:4)، "الربّ نوري ومخلصي مِمّن أخاف" (مز 27:1)، "الرّبّ يرعاني فلا يعوزني شيء... حتّى ولو مشيت في وادي ظلّ الموت فلا أخاف سوءاً لأنّك معي"، "مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُم عليه لأنّه هو يعتني بكم" (1بط 5:7)، "كثيرةٌ هِيَ أحزانُ الصدّيقين ومن جميعِها يُنَجِّيهِمِ الرّبّ" (مز 19:33)، "لا تهتمّوا بشيء بل في كُلِّ شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتُعلَمْ طلباتكم لدى الله" (في 4:6).
 
 
أخبـــارنــــا
 
إجتماع كهنة الأبرشيّة
 
نُذَكِّرُ كهنة الأبرشيّةِ بموعد اجتماعهم الذي سيُعقد في كنيسة القدّيسَين سرجيوس وباخوس- كوسبا  نهار السبت الواقع فيه 21 شباط 2015. يبدأ اللقاء بصلاة السحريّة عند الساعة الثامنة صباحاً ويليها القدّاس الإلهيّ. بعد القدّاس يُعقد اجتماع الكهنة مع صاحب السيادة راعي الأبرشيّة. موضوع الاجتماع هو "مركز الإعداد الزّوجيّ". يُختَمُ اللقاء بـمائدة محبّة.