الأحد 23 آب 2015

الأحد 23 آب 2015

23 آب 2015
 
الأحد 23 آب 2015   
العدد 34
 
الأحد الثَّانِي عَشَر بعدَ العَنْصَرَة
اللَّحن الثالث الإيوثينا الأُولَى
 
 
* 23: وداع عيد الرُّقاد، الشَّهيد لوبُّس. * 24: الشَّهيد في الكهنة أفتيشيس، قزما الإيتوليّ. * 25: عودة جسد برثلماوس الرَّسول، الرَّسول تيطس. * 26: الشَّهيدان أدريانوس ونتاليا ورفقتهما. * 27: البارّ بيمِن، الشَّهيد فانوريوس. * 28: البارّ موسى الحبشيّ. * 29: قطع رأس يوحنَّا المَعْمَدَان (صوم).
 
 
يوحنَّا المَعْمَدَان
 
يوحنَّا، أي الله يتحنَّن، كان خاتِمَة أنبياء العهد القديم. هو المِفْصَلُ الَّذي عنده وبه بدأ الكشْفُ الأخير في تاريخ الخلاص. هو كان "الصَّوت الصَّارِخ في البرّيّة أَعِدُّوا طريق الرّبّ واجعَلُوا سُبُلَه قويمة..." (إشعياء 40: 3). هو كان إيليَّا المُزمِع أن يأتي قبل المسيح "ليَرُدَّ قلوب الآباء على الأبناء، وقلوب الأبناء على الآباء" (ملاخي 4: 6؛ أنظر أيضًا: متَّى 11: 14). كان دوره أن "يُهيِّئَ لله شعبًا مُستعِدًّا" (لوقا 1: 17).
 
*         *         *
 
يوحنَّا أرسل تلاميذه، وهو في السّجن، إلى الرّبّ يسأله: "أأنت الآتي أم ننتظِر آخَر؟!" (متّى 11: 3 ولوقا 7: 19 و20). بناءً على يقين المعرفة الكيانيّة عن هذا السّؤال شَهِدَ يوحنَّا بقطع رأسه.
 
*         *         *
 
الشّهادة مبنيَّة على يقين الإيمان. والإيمان مبنيٌّ على الثّقة بصُدقيَّة الكلمة الإلهيّة. والكلمة الإلهيّة تأتينا بروح الله. لذلك، كان يوحنّا إنسانًا-إلهيًّا كونه اقتبل نعمة الرّوح وهو في بطن أمّه، لمّا رحَّبَت هذه الأخيرة بوالدة الإله عند زيارة أم الرّب لها في جبال اليهوديّة. كما انسكب عليه الرّوح ببركة الابن لمّا وهبه أن يُعمِّدَه في الأردن. مع ذلك، قال عنه الرّبّ: "لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ، وَلكِنَّ الأَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ أَعْظَمُ مِنْهُ" (متّى 11: 11).
 
من سَكَنَ فيه حنان الله صار شاهِدًا للكلمة المتجسّد. من اقتبل بيوحنّا الشّهادة للمسيح يسوع أنّه "ابن الله المخلّص"، و"حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!"، صار شاهِدًا على شبهه أي "الصَّوت الصارِخٍ" في برّيّة هذا العالم أن "تُوبُوا، لأَنَّهُ قَدِ اقْتَرَبَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ" (متّ 3: 2؛ راجع أيضًا: مرقس 1: 15).
 
*         *         *
 
يوحنّا قُطِعَتْ هامَتُه لأنّه شهد للحقّ قائلًا لهيرودس: "لاَ يَحِلُّ أَنْ تَكُونَ لَكَ" هيروديَّا امرأة أخيك (متَّى 14: 4). شهوة هيرودس قَتَلَت يوحنَّا. عدوّ الإنسان الأوّل هو الشّهوة: "فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ، وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ، وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضًا مَعَهَا فَأَكَلَ" (تكوين 3: 6). الخطيئة بثّها إبليس عبر الفكر في حوّاء، بالكذب، في غطاء الجمال واللَّذَّة. ليست شهوة الإنسان إلى الجسديَّات، هي تتغطّى بالجسديَّات لكن جوهرها روحيّ وهو أن يكون الإنسان إلهيًّا دون الله. هكذا سقط إبليس، وهكذا سقط الإنسان الأوّل. لا يستطيع البشر أن يغلبوا هذا السُّقوط الحاصِل في أعماق قلوبهم والمترجَم بأفعالهم ضدّ الحقّ ما لم يتوبوا... ما لم يطلبوا سؤدُد الله فيهم...
 
يوحنَّا تعلَّم أن ينمحي وينقص ليتصوّر الله فيه ويملأه: "يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ" (يوحنَّا 3: 30).
 
*         *         *
 
يوحنَّا كان إنسانًا يعرف ذاته ويعرف إلهه، لذلك اختار الله حياة له ورفض كلّ حياة ليست في الله. لهذا قُطِع رأسه. فهل من مؤمنين محبِّين لله ممتلئِين من حنانه ليشهدوا له بالكلمة والفعل ولو على قطع رؤوسهم؟!...
 
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثَّالِث
 
لِتَفْرَحِ السَّمَاوِيَّات، وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضِيَّات، لِأَنَّ الرَّبَّ صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وَوَطِئَ الْمَوْتَ بالْمَوْتِ، وَصَارَ بِكْرَ الأَمْوَات، وَأَنْقَذَنَا مِنْ جَوْفِ الْجَحِيمِ، وَمَنَحَ العَالَمَ الرَّحْمَةَ العُظْمَى. 
 
 
طروباريَّة رُقَاد السَّيِّدة  باللَّحن الأوَّل
 
في مِيلادِكِ حَفِظْتِ البَتُولِيَّة وصُنْتِهَا. وفي رُقَادِكِ ما أَهْمَلْتِ العالَم وترَكْتِهِ يا والِدَةَ الإله. لأنَّكِ انْتَقَلْتِ إلى الحَيَاة بما أَنَّكِ أُمُّ الحَيَاة. فبِشَفَاعَاتِكِ أَنْقِذِي من الموتِ نفوسَنَا.
 
 
قنداق رُقاد السَّيِّدَة  باللَّحن الثَّانِي
 
إنَّ وَالِدَةَ الإلهِ الَّتِي لا تَغْفَلُ في الشَّفَاعَات، والرَّجَاءَ غيرَ المردُودِ في النَّجَدَات، لم يَضْبُطْهَا قَبْرٌ ولا مَوْتٌ، لكنْ بما أَنَّها أُمُّ الحَيَاة، نَقَلَهَا إلى الحَيَاة الَّذي حَلَّ في مُسْتَوْدَعِهَا الدَّائِمِ البَتُولِيَّة.
 
 
الرِّسَالَة
1 كو 15: 1-11
 
رَتِّلُوا لِإِلَهِنَا رَتِّلُوا
يَا جَمِيعَ الأُمَمِ صَفِّقُوا بِالأَيَادِي
 
يا إخوةُ، أُعَرِّفُكُم بالإنجيلِ الَّذي بَشَّرْتُكُم بهِ وقَبِلْتُمُوهُ وأَنْتُمُ قَائِمُونَ فيهِ، وبهِ أيضًا تَخْلُصُونَ إنْ كُنْتُم تَذكُرُونَ بأيِّ كلامٍ بَشَّرتُكُم بهِ، إلَّا أنْ تَكُونُوا قد آمَنْتُم باطِلًا. فَإِنِّي قد سَلَّمْتُ إليكُم أوَّلًا ما تَسَلَّمْتُهُ، أنَّ المسيحَ ماتَ من أجلِ خطايانا على ما في الكُتُبِ، وأنَّه قُبِرَ وأنَّهُ قامَ في اليومِ الثَّالِثِ على ما في الكُتُبِ، وأنَّهُ تَرَاءَى لِصَفَا ثُمَّ لِلإِثْنَي عَشَرَ، ثُمَّ تَرَاءَى لِأَكْثَرَ من خَمْسِ مِئَةِ أَخٍ دُفْعَةً وَاحِدَةً أَكْثَرُهُم بَاقٍ إلى الآنَ وبَعْضُهُم قد رَقَدُوا. ثُمَّ تَرَاءَى ليعقوبَ ثُمَّ لجميعِ الرُّسُلِ، وآخِرَ الْكُلِّ تَرَاءَى لي أنا أيضًا كأنَّهُ للسِّقْطِ لِأَنِّي أنا أَصْغَرُ الرُّسُلِ، ولَسْتُ أَهْلًا لِأَنْ أُسَمَّى رَسُولًا لِأَنِّي اضْطَهَدْتُ كنيسةَ الله، لكنِّي بِنِعْمَةِ اللهِ أنا ما أنا. ونِعْمَتُهُ الْمُعْطَاةُ لي لم تَكُنْ بَاطِلَةً، بَلْ تَعِبْتُ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِهِم. ولكنْ لا أنا بَلْ نِعْمَةُ اللهِ الَّتي مَعِي، فَسَوَاءً كُنْتُ أَنَا أَمْ أُولَئِكَ هكذا نَكْرِزُ وهكذا آمَنْتُم.
 
الإنجيل
متَّى 19: 26-34 (متَّى 12)
 
في ذلك الزَّمان دنا إلى يسوعَ شابٌّ وجَثَا له قائلًا: أيُّها المعلِّمُ الصَّالِحُ، ماذا أعمَلُ مِنَ الصَّلاح لتكونَ ليَ الحياةُ الأبديَّةُ؟ فقالَ لهُ: لماذا تَدْعُونِي صالِحًا وما صالِحٌ إلَّا واحِدٌ وهُوَ الله. ولكِنْ إنْ كنتَ تُريدُ أن تَدخُلَ الحياةَ فاحْفَظِ الوصايا. فقالَ لهُ: أي‍َّةَ وصايا. قالَ يسوع: لا تقتُلْ. لا تَزْنِ. لا تسرِقْ. لا تشهَدْ بالزُّور، أَكْرِمْ أباكَ وأمَّكَ. أَحْبِبْ قريبَكَ كنفسِكَ. قالَ لهُ الشَّابُّ: كلُّ هذا قد حَفِظْتُهُ منذُ صِبَايَ، فماذا يَنْقُصُنِي بَعْدُ؟ قالَ لهُ يسوعُ: إنْ كنتَ تريدُ أنْ تكونَ كامِلًا فاذْهَبْ وبِعْ كلَّ شيءٍ لكَ وأَعْطِهِ للمَساكينِ فَيَكُونَ لكَ كَنْزٌ في السَّـمَـاءِ وتعـالَ اتْبَعْنِي. فَلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ هذا الكلامَ مَضَى حزينًا لأنَّهُ كانَ ذا مالٍ كثير. فقالَ يسوعُ لتلاميذِهِ: الحَقَّ أَقولُ لكُم إنَّهُ يَعْسُرُ على الغنيِّ دُخولُ ملكوتِ السَّمَاوات. وأيضًا أَقولُ لكُم إنَّ مُرُورَ الجَمَلِ من ثَقْبِ الإِبْرَةِ لَأَسْهَلُ من دُخولِ غَنِيٍّ ملكوتَ السَّمَاوَات. فَلَمَّا سَمِعَ تَلامِيذُهُ بُهِتُوا جِدًّا وقَالُوا: مَن يَستطيعُ إِذَنْ أَنْ يَخْلُصَ؟ فَنَظَرَ يَسوعُ إِلَيْهِم وقالَ لَهُم: أَمَّا عِنْدَ النَّاسِ فَلَا يُسْتَطَاعُ هذا، وأَمَّا عندَ اللهِ فكُلُّ شَيءٍ مُسْتَطَاعٌ.
 
 
في الإنجيل
 
يتحدَّثُ هذا المقطعُ الإنجيليُّ من بشارةِ متَّى الرَّسولِ عن شابٍّ حفظَ الوصايا وعملَ على تطبيقِهَا وسعَى جاهِدًا في حياتِه كي يصنعَ الصَّلاحَ، وجاءَ جوابُ الرَّبِّ يسوعَ ليقولَ إنَّ هذا الشَّابّ لَيَسْتَحِقُّ الحياة الأبديّة. لكن، يسوع يريدُ منه كمالًا أوفر ويريدُ أن يُلْحِقَهُ بتلاميذِه. لذلك، يطلبُ منه أن يبيعَ أملاكَه ويوزِّعَها على المساكين. هذا هو تعليمُ التَّجَرُّدِ الَّذي بَسَطَهُ المسيحُ في الإنجيلِ والَّذي يَضَعُهُ شرطًا لاتِّبَاعِه. لذلك، نرَى الرَّاهبَ في الكنيسةِ، أوَّل شيء يسعى إليه في بداية حياته الرّهبانيّة، هو التَّدَرُّب على عدم القِنْيَة. لا يريدُ أن يقتني شيئًا لنفسه فينذُرُ الفقرَ، أوَّلًا، ثمَّ الطَّاعَةَ والعِفَّة.
 
هذا الشَّابُّ رفضَ مشورةَ التَّجَرُّد لأنَّه متعلِّقٌ جدًّا بالخيرات الأرضيَّة. هذا الإنسان عرفَ يسوعَ وانجذَبَ إليه، ورغِبَ بصدقٍ في الالتحاقِ به، لكنَّ عائقًا حالَ دون اتِّباعِه ليسوع. هذا الإنسان حَزِنَ لأنَّه أَحَبَّ يسوع وأرادَ أن يتكرَّسَ له. لكنَّه اسْتَصْعَبَ تَرْكَ المال. حَزِنَ لأنَّ عليه أن يتركَ كلَّ شيء لاتِّباعِ يسوع.
 
يبقى أنَّ الغِنَى ليسَ سيِّئًا بحدِّ ذاته، ولا الفقرَ جيِّدٌ بحدِّ ذاته. يتحوَّلُ الغِنَى إلى خيرٍ أو شرٍّ وَفْقًا لمشيئةِ الإنسانِ وإرادَتِهِ. يصبِحُ شَرًّا عندما يُعبَدُ كرَبّ. ويصبِحُ خيرًا عندما يكونُ مصدرًا لمساعدةِ وفرحِ وتلبيةِ حاجاتِ كثيرينَ مُعْوَزِين. ويبقَى الفقرُ هو حالةُ النَّفْسِ الَّتي تَقْبَلُ التَّرْكَ والتَّخَلِّي والانفِصَال عن كلِّ شيءٍ يَحُولُ دون الوصولِ إلى الله.
 
لذلك، قَبْلَ أنْ يكونَ الفقرُ مادِّيًّا يجبُ أنْ يكونَ روحيًّا أي تَحَرُّرًا من كلِّ تَعَلُّقٍ بالأمورِ الدُّنيويَّة.
 
أَلَا أعطانَا اللهُ أنْ نتدرَّبَ يومًا فيومًا على التَّخلِّي، وهذا لا يصيرُ إلَّا بالتَّدَرُّبِ على العطاءِ والمساعدةِ، فنَسْعَى بذلك إلى طريقِ الكمالِ بعد أن نكونَ سَعَيْنَا إلى حفظِ الوصايا وتطبيقِهَا، عملًا بقولِ الرَّبِّ: "كونوا كامِلِينَ كما أنَّ أباكم السَّماويَ هو كامِل" (متَّى 5: 48). آمين.
 
 
رقاد والدة الإله مريم الكلِّيَّة الطُّوبى
 
حَدَثُ رقاد والدة الإله غير مذكور في الإنجيلَين اللَّذَين رتَّبَتْهُمَا الكنيسة في سَحَر وخدمة قدّاس عيد الرّقاد!. أهذا يعني أنّ العذراء مريم، أمّ الإله، لم تَمُتْ في الجسد ولم يَتَنَادَ الرُّسُلُ من أقاصي المسكونة للحضور إلى الجثمانيّة لتشييعها؟!. أم إنّ الموت لا يعني الكنيسة الأرثوذكسيّة ولا تتوقّف عنده إلَّا لِلُقْيَا الرّبّ يسوع في القيامة العامّة؟. 
 
العذراء مريم والدة الإله هديّة البشريّة للخلاص!!، فكيف تُنْتَزَعُ من أحشائها مَنْ هي رَسْمُ وختمُ خلاصِها؟!.
"حبّة الحنطة إن لم تقعْ في الأرض وتَمُتْ فإنّها تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير!" (يوحنّا 24:12) .
 
في الرّقاد صار الصّعود!!. 
 
وقفَ الرّبّ يسوع فوق جسد أمّه حاملًا روحَها وصاعِدًا بها إلى الفردوس!!. كذلك، التَأَمَ الرُّسُلُ حولها يَبْكُونَ أمّهم، والشّرّير اضطرب من سجود الأرض كلّها أمام جسد أمّ خالقها، وارتكضوا يبحثون عمّا حدَث!. وامتَدَّت يد الأثيم إلى جسدها فانقَطَعَت كفَّاه!!. وناحت قبائل الأرض كلّها لفقدان شفيعتها أمام الخالق، ودَوَّتْ أصوات النَّوْحِ والعَوِيل: أَرْجِعْ لنا يا رَبُّ أُمَّنَا!!.
 
هكذا انتقلت العذراء مريم، أمّ الإله، إلى فردوس الثّالوث لتجلس في كرسيّها المرقّط بالنّجوم والشّمس، والكواكب تدور حولها مستضيئة بوجهها الأبهى من جميع شعاعات الأنوار المخلوقة!. وهرع الملائكة يتطايرون مسبِّحين اكتمال جلسة القوّات السّماويّة والعُلْوِيَّة مجمَّلَة بمليكة الأرض والسّماء!!. 
 
واستفاقَتِ البشريّة تَئنّ وتتمخَّض بعد صعود الرّبّ يسوع خالقها وأمّه إلى السّماوات!!. وانتظرَتْ كيف تعود لتولِد سيرة حياتها على الأرض؟!... وصرخت البشريّة مُغْتَمَّة:"يا ربّي بادر إلى معونتي، يا ربّي أسرع إلى إغاثتي... بشفاعات والدتك والدة الإله وجميع قدّيسيك ارحمنا وخلِّصنا"...
 
هكذا تَنَزَّلَ نور العُلْوِيِّين إلى السُّفْلِيِّين!!. غامَتِ الأرضُ مُتَسَرْبِلَةً نور الألوهيّة وانْشَطَرَتِ المسكونة لمن يعرف الإله باحِثًا عنه في القلب والحبّ وجميع الّذين خُلِقُوا على الصّورة الإلهيّة والّذين شَوَّهوا المِثال وعبدوا ذواتهم وأناهم الّذي انْدَسّ فيه الشّرّير جاعِلًا منهم أقزامًا بالرّوح، حاملين بهرج الغواية ليأتوا بكلّ فاقد لبٍّ، وبكلّ تائه، وبكلّ من خلبه الشّرّير، فسلبه إلى الرذائل المخفيّة في عمق أعماق النّفس السّاقطة منذ البدء، منذ الكون الأوّل!!. 
 
وامتلأت أليصابات بالرّوح القدس إذ سمعت سلام مريم وطوّبتها قائلةً:"مباركة أنت في النّساء ومباركة ثمرة بطنك، من أين لي هذا أن تأتي أمّ ربّي إليّ؟!" (لو 39:1).
 
هذه هي المعرفة الحدّ والقصوى الّتي يمتلكها الإنسان من الخالق هديّة ونورًا لعيشه في الجسد!.
 
بهذا بَدَأَتْ مطابَقَةُ حياة الألوهة في البشر ولهم!. 
 
وانْفَرَزَت أيضًا وأيضًا حياة الأرضيّين! في مَنْ داخَلَتْهُمُ النّعمة الإلهيّة وسكنَتْ فيهم، والآخَرين الّذين عَفُّوا عن الإله والّذين بقوا يَخِيطُون حياتهم من أشلاء هذا العالم!!. 
وارْتَبَكَتْ "مرتا" أخت "مريم" في خدمة كثيرة، أمّا "مريم" فجلست عند قدميّ يسوع تسمع كلامه... فوقفت "مرتا" وقالت ليسوع: "يا ربّ أما يعنيك أنّ أُختي قد تركتني أخدم وحدي. فقلْ لها تساعدني... فأجاب يسوع وقال لها مرتا مرتا، إنّك مهتمّة ومضطربة في أمور كثيرة وإنّما الحاجة إلى واحِد. فاختارَت مريم النّصيب الصَّالِح الَّذي لا يُنْزَعُ منها" (لو 38:10). 
 
هكذا، اليوم، بدأت حياة مريم وحياة الّذين سَكَبَتْ روحَهَا وروحَ خالقِهَا فيهم فسمعوا وأطاعوا بطاعتها!. مريم الجالسة عند قدمَيّ ربّها، هي صورة مريم العذراء الّتي حبلت بالرّوح القدس بالكلمة...
 
أمّا الآخَرُون؟!...
 
فها إنّهم مُبْلَوْنَ برحيقِ سُمِّ الحيّة تُناطِحُ فيهم الخير والبراءة والحبّ والبركة لتلقيهم في الجحيم!!. 
 
فيا والدة الإله أهّلينا كلّنا أن نجلس مثلك عند قدمَيّ يسوع لنسمع كلامَه، وننقل السّماع من أُذُنٍ إلى أُذُنٍ ومن هَدْأَةِ سَمَاعٍ إلى هَدْأَةِ سَمَاع، نُلَمْلِمُ شُعَاعَات الشَّمس العقليّة الّتي تَاهَت في غياهِبِ وتُخُومِ هذا العمر، لنعود إليكِ هاتِفِين: "يا مريم، يا أمّ الإله، يا كليّة الطُّهر والطُّوبى أَعِينِينَا وخلِّصِينَا". آمين. 
 
 
أخبارنا
 محاضرة روحيَّة في رعيَّة فيع
 
بمناسبة عيد القدّيس سمعان العاموديّ يتشرَّف مجلس رعيَّة فيع بدعوتكم للمشاركة في محاضرة روحيّة بعنوان: "تأمُّلات في حياة القدِّيس سمعان"، يلقيها قدس الأرشمندريت يعقوب (خليل) رئيس دير سيِّدة البلمند البطريركيّ، وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 28/8/2015 بعد صلاة الغروب الّتي تبدأ عند السَّاعة الخامسة مساءً في كنيسة مار سمعان - فيع.
 
 المركز الرّعائيّ للتّراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ
 
يُعلن المركز الرّعائيّ للتّراث الآبائيّ الأرثوذكسيّ، قسم الإعداد اللَّاهوتيّ، فتح باب الانتساب والتّسجيل للدّورة السّابعة، منذ مساء الثّلاثاء في 2 أيلول ولغاية مساء الخميس في 24 أيلول 2015.
 
تبدأ الدُّروس في 15 أيلول 2015 على أن تنتهي في 1 كانون الأوّل القادِم، لمادَّتَي البولُسِيَّات (رحلة في فكر الرّسول بولس) مع قدس الإيكونوموس الأب ميخائيل (الدّبس)، ومحطّات في تاريخ أنطاكية -1- مع د. إيلي ضنّاوي.
 
 تُقْبَلُ الطَّلبات للتّلامِذَة الجُدُد وللمُسَجَّلين سابقًا ضمن التّاريخ المحدَّد أعلاه فقط، من الثّلاثاء وحتَّى يوم الجمعة من كلّ أسبوع، من السّاعة 4 ب.ظ. وحتّى الـــ 8 مساءً. 
 
شروط التّسجيل:
 
- رسالة توصية من كاهن الرّعيّة أو من الأب الرّوحيّ.
- أن يكون مقدِّم الطَّلَب قد أتمّ الثّامنة عشرة من العمر.
- ملء وتقديم طلب التّسجيل.
- دفع رسم التّسجيل.
- صورة شمسيَّة.
- مقابَلَة مع اللَّجنة المُشْرِفَة.
ملاحظة: للمزيد من المعلومات الاتّصال بقسم الإعداد اللّاهوتيّ (المركز الرّعائيّ) في دار المطرانيّة، قبل الظّهر، بالشّمّاس برثانيوس (أبو حيدر) على الأرقام التّالية: 5/ 442264/06.
 
 
سهرانيّة في دير رقاد السَّيِّدة – بكفتين
بمناسبة ذكرى قطع رأس السَّابق المجيد النّبيّ الصابِغ الرّبّ يوحنَّا المَعْمَدان، تقام سهرانيّة في دير رقاد السَّيِّدة – بكفتين، وذلك يوم الجمعة الواقع فيه الثّامن والعشرين (28) من شهر آب 2015. 
تبدأ السّهرانيّة عند السّاعة السّادسة مساءً وتنتهي حوالي الثّانية عشرة (منتصف اللّيل)، ويليها مائدة محبّة. 
 
ألا بارك الله حياتكم بشفاعة سابقه المجيد يوحنَّا المعمدان.