الأحد 23 تشرين الثاني 2014
23 تشرين الثاني 2014
الأحد 23 تشرين الثاني 2014
العدد 47
الأحد 24 بعد العنصرة
اللَّحن السابع الإيوثينا الثانية
* 23: أمفيلوخيوس أسقف إيقونية، غريغوريوس أسقف أكراغندينون.*24: الشهيدان كليمنضوس بابا رومية وبطرس بطريرك الاسكندريّة. * 25: وداع عيد الدخول، الشهيدة كاترينا عروس المسيح، الشهيد مركوريوس *26: البارّان أليبيوس العموديّ ونيكن المُستَتِيب، البارّ أكاكيوس، ستيليانوس. 27: الشهيد يعقوب الفارسيّ المقطّع. *28: الشّهيد استفانوس الجديد، الشهيد إيرينرخُس *29: الشّهيدان بارامونوس وفيلومانُس
العلمانيّون خُدّام الهيكل
"القندلفت" أو خادم الهيكل، مَن هو؟ وما هي خدمتُه؟
إنّ خدمة القندلفت أو خادم الهيكل هي الخدمة الوحيدة التي توكل إلى شخصٍ علمانيّ غير إكليريكيّ داخل الهيكل المقدّس في الكنيسة.
كيف نُعرب عن تضحيتنا وخدماتنا لله من خلالها? يقدِّمُ خادم الهيكل (القندلفت) ذبيحةً للّه ما يلي:
1- الوقت اللازم لأداء الواجبات.
2- الاستعداد لتلبية ما هو مطلوب خلال الخدمات الإلهيّة من خلال الإرادة الحرّة والطوعيّة. ما هو المطلوب خلال الخدمة الإلهيّة من القندلفت أو خادم الهيكل؟
بالإضافة إلى الوقت اللازم والاستعداد لتلبية المطلوب على الخادم:
1- أن يكون منتبهًا مُصْغِياً خلال الخِدَمِ الإلهيّة.
2- أن يُحِبَّ الكنيسة والخدمة الإلهيّةَ المُوكَلَةَ إليه مِن كُلِّ قلبه.
3- أن يكون يَقِظًا مُتَهَيِّئاً لأيِّ جديدٍ قد يطرأ على الخدمة.
4- أن يكون صبوراً ومطيعاً.
5- أن يُحافظَ على صلاتِه الدّاخليّةِ خلال الخدمة.
أن تخدم كقندلفت في الهيكل يعني انك خادم لله؛ لأنّك تشارك ولك دور مهمٌّ في إتمام طقوس الخدمة الإلهيّة.
على خادم الهيكل أن يدرك أنّه ليس يخدم مطراناً ولا كاهنًا بل الرّبَّ نفسَهُ الّذي تخدمه وتسبِّحُه أعدادٌ لا تُحصى مِنَ القُوّاتِ الملائكيّة، ولا زال صلاحُه يتقبّل خِدمَتَنا الّتي نُقدِّمُها من القلب، تماماً كأرملة الفَلْسَين في الإنجيل.
لهذا، كُلُّ الواجباتِ والمسؤوليّاتِ المعمولِ بها خلال الخِدَمِ الإلهيّةِ هي مقدَّسةٌ ومكرَّمة.
على خادم الهيكل أن يفهم أنّه أُعطِيَ شرفًا عظيمًا مِن خلال مشاركته في الهيكل في خدمة ملك الملوك الّذي تخدمه الملائكة برعدة.
مَن يُمثِّل خُدّامَ الهيكل خلال الخدم الإلهيّة؟
الخدمة الإلهيّةُ على الأرض هي انعكاسٌ لأورشليم العُلْوِيّةِ في السماء. فالمطارنة يمثّلون المسيح نفسه، الكهنة يمثّلون الرسل، الشمامسة يمثّلون الشاروبيم والسارافيم، أمّا خُدّام الهيكل فيمثّلون رؤساء الملائكة والملائكة الذين خدموا المسيح في السماء وعلى الأرض، ولا يزالون يخدمونه ويسبّحونه كُلَّ حين وإلى الأبد.
فكما الملائكة في السماء لهم مَرتباتُهم وتقسيماتهم، كذلك الأمرُ في ما يتعلّق بِخُدّامِ الهيكل، في حال وجودِ عَددٍ مِنهُم، أن يُنظِّموا ويُنَسِّقُوا الخدمة بترتيب، مُوَزِّعِينَ المَهامَّ فيما بينَهم، وَمُتَعاوِنِين مِن أجلِ حُسْنِ سَيرِ الخِدمة.
فعلى الأصغر سِنّاً أن يُطيع الأكبر سِنّاً.
على الأصغر سِنّاً أن يُتَمِّمَ المعلومات مِن دُونِ تَذَمُّرٍ كما تفعل الملائكة في السماء فالأدنى رتبة عليه ان ينفذ أوامر الأعلى رتبة.
وفي الوقت نفسِه ألّا يسعى وراء الرتبة العليا في الهيكل، متذكِّرين كلام الرّبّ يسوع "مَن أراد أن يكون فيكم عظيماً فَلْيَكُنْ لَكُم خادماً، ومن أراد ان يكون فيكم أوّلَ فَلْيَكُنْ لَكُم عبداً" (متّى 20: 20-26-27)"
على كُلِّ خادمٍ أن يُتَمِّمَ الخدمة المُوكَلَةَ إليه بِشَغَف، لِيَسمعَ في النّهايةِ كلامَ الرّبِّ القائل: "نِعِمّا لكَ أيّها العَبدُ الصّالح، كنتَ أميناً على القليل فسأُقيمُكَ على الكثير، ادخُلْ إلى فرح ربِّك" (متّى 25: 23).
طروباريّة القيامة باللّحن السابع
حطمت بصليبك الموتَ وفتحتَ للّص الفردوس، وحوَّلتَ نوحَ حاملاتِ الطيب، وأمرتَ رسلكَ أن يكرزوا بأنّكَ قد قمتَ أيّها المسيح الإله، مانحاً العالم الرحمةَ العظمى.
قنداق دخول السيّدة إلى الهيكل باللحن الرابع
إنّ الهيكلَ الكلّيّ النَّقاوة، هيكلَ المخلِّص، البتولَ الخِدْرَ الجزيلَ الثَّمن، والكَنْزَ الطاهرَ لِمجدِ الله، اليومَ تَدْخُلُ إلى بيتِ الرَّب، وتُدخِلُ معَها النِّعمةَ التي بالرّوح الإلهيّ. فَلتُسبِّحْها ملائكة الله، لأنّها هي المِظَّلةُ السَّماوّية.
الرِّسَالَة
أف 2: 14-22
الربُّ يُعطي قوَّةً لشعبِه
قدّموا للرّبِّ يا أبناءَ الله
يا إخوة، إنَّ المسيحَ هو سلامُنا. هو جعلَ الاثنينِ واحداً، ونقَضَ في جَسدِﮦِ حائطَ السِياجِ الحاجزَ أي العداوة، وأبطلَ ناموسَ الوصايا في فرائِضِه ليخلُقَ الاثنينِ في نفسِهِ إنساناً واحِداً جديداً بإجرائِه السلام، ويُصالِحَ كلَيْهما في جَسدٍ واحدٍ معَ الله في الصليبِ بقَتلهِ العداوةَ في نفسِه. فجاءَ وبشَّركم بالسلام، البعيدِينَ منكُم والقريبين. لأنَّ بهِ لنا كِلَيْنا التوصُّلَ إلى الآبِ في روحٍ واحد. فَلَسْتُم غُرباءَ بعدُ ونُزلاءَ بل مواطِنو القدّيسِينَ وأهلُ بيتِ الله. وقد بُنيتم على أساسِ الرسل والأنبياء، وحجرُ الزاويةِ هو يسوعُ المسيح نفسُه، الّذي بِه يَنْسُقُ البُنيان كُلُّه، فينمو هيكَلاً مقدَّساً في الرّبّ، وفيهِ أنتم أيضًا تُبنَونَ معًا مَسِكنًا للهِ في الروح.
الإنجيل
لو 12: 16-21 (لوقا 9)
قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أخصبَتْ أرضُه، فَفكَّر في نَفْسِهِ قائلاً: ماذا أصنع؟ فإنَّه ليْسَ لي موضِعٌ أَخزُنُ فيه أثماري. ثمَّ قال هذا، أصنع هذا، أهدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ منها، وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غلاّتي وخَيْراتي، وأقولُ لِنفسي: يا نْفسُ إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً، موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ، فاستريحي وكُلي واشْربي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه الليلةِ تُطلبُ نَفسُكَ منْكَ، فهذه التي أعدَدْتَها لِمن تَكون؟ فهكذا مَنْ يدَّخِرُ لنفسِهِ ولا يستغني بالله. ولمَّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ أُذنانِ للسمْع فَلْيسْمَع.
في الإنجيل
ابتدَأْنا بنعمة الله صومَ الميلادِ المبارك، استعداداً لهذا العيدِ الكُلِّيِّ الوقار. وقد يقول البعض إنّه ليس كَصِيامِ عيد الفصح. لكنّنا نعود وَنُذَكِّرُ أنّ الأعياد السيّديّةَ ليسَتْ مجرّدَ مُناسَباتٍ اجتماعيّة، بل هي حوادث خلاصيّة، وهي مرتبطة بعضها ببعض. فعيد الميلاد هو عيدٌ خلاصيّ، تماماً كعيد القيامة، تأتي كلُّها في سياقٍ واحد لتصبّ في عيد القيامة المجيد، وهناك تأخذ إشراقها وفاعليَّتَها.
عيد الميلاد هو عيد التجسُّدِ الإلهيّ الخلاصيّ، أي إنّ الإله صار إنساناً مثلنا، فهو يسكن بروحه في هذا الجسد تماماً كما نحن. لكنّه الآن يسكن فينا جميعاً، لأنّنا نحن أعضاءُ جسدهِ المقدَّس. والرّبّ يطلبُ مِنّا أن يسأل الواحد عن الآخر فنهتمَّ ونُعطي. الواحد يشارك الآخر، واحدٌ بالتعب والآخر بالتدبير، والآخر يقدّم ما يمكنُه أن يُقَدِّمَ مِن أموالٍ أو إمكانات. وعندئذٍ يكتمل البنيان ويتناسق وينمو هيكلاً واحداً.
لا تبنوا أهراءَ، بل بالأحرى ابْنُوا أنفُسَكُم، لا مثل هذا الغنيِّ الجاهل الذي ما افتكر إلّا بنفسه كيف يبني أهراءً أكبر ليَضُمَّ أموالَهُ ومنتجاته ويتمتّع لسنين طويلة. لم يفكّرْ بأن يشارك أحداً. وعلى العكس من ذلك، الرّبُّ يسوع غنيٌّ حكيمٌ ومعطاء، لذلك لم يكتفِ بالملكوت السماويّ لوحده، بل أعطانا نحن البشر أن نشاركه هذا الملكوت والمجد السماوِيَّين.
إذاً، لِنُماثِلِ الغَنِيَّ العاقلَ والمعطاء في هذه الحياة، لا الغنيَّ الجاهل، معتبرين أنّ الله هو مصدر خيراتنا وغنانا، وكأنّنا نحن فقط مؤتمنون عليها ونعرف كيف نتصرّف بها.
فَلْيُعطِنا الرّبُّ القُدُّوسُ أن نكون مشاركين في هذا الصوم الميلاديّ المبارك، ليس فقط في انقطاعنا عن الطعام، لكن بالصلاة والتأمّل والقراءة الروحيّة، وفي حياةٍ هادئة بسيطة، كي نماثل فاديَنا في تواضعه ومحبّته، فنخدم إخوته الصغار ونساعدهم فيتمجّد اسمه فينا، له المجد من الآن وإلى دهر الداهرين، آمين.
الموت في المسيحِ والموتُ من أَجلِ المسيحِ
إِزاءَ الحوادِثِ الرّاهنة التي تحصلُ في منطقتنا، قتلٌ ونهبٌ وتهجيرٌ وظهور حركات أٌصوليّة تتنكَّرُ برداءِ الدّينِ الإسلاميّ وتستشهدُ بمقولاته وكتبهِ لتُبَرِّرَ أعمالها اللا إِنسانيّة، كثيرٌ من البشرِ لاقَوا حَتفَهُم حتّى أضحى من الصَّعبِ التّمييز ضدَّ مَن هو كلُّ هذا الإرهاب! ولا ريبَ في أنَّ رسائِلَ كثيرةً وُجِّهَت ضد المسيحيّين، إمّا في العراقِ أو في سوريا، وحتّى في لبنان. فنتيجةً لكلِّ ذلك بدأ المسيحيّون التَّخوُّف على وجودِهم في المنطقة؛ فمنهم من يُقتَل، ومنهم من يُسبى ويُسجَن، ومنهم من يُهَجَّر خوفاً من الموت. والسُّؤالُ الذي يُطرَحُ هو: هل كلُّ هذا غريبٌ عن المسيحيّة؟ باتَ المسيحيُّ يخافُ الموتَ.
وهذا سؤالٌ آخَرُ يُسأَل: لماذا؟ تاريخيّاً هناكَ قرونٌ كثيرةٌ تفصِلُ المسيحيَّ الـمُعاصِرَ عن آخِرِ إضطهادٍ منظَّمٍ ضدَّ المسيحيّيين. هذه الحقيقةُ جعلت المسيحيَّ المعاصِرَ يعيش حياةَ تَرَفٍ وبذخٍ ونسيان الماضي. الموتُ أضحى شيئًا بعيداً، رغمَ أنَّ الإنسانَ يعرِفُ في قرارةِ نفسهِ أنّه يوماً سيفنى.
المسيحيّ المعاصر يخافُ الموتَ معتبراً إيّاهُ غريبًا عن وجوده. هذا لأنّه يعتبره حادثًا سلبيُّ الـمَظهَرِ سيأخُذُ مجراهُ في المستقبل البعيد، ربما في سنِّ الشّيخوخةِ حينَ ستنفصلُ النَّفسُ عن الجسدِ؛ وأمّا الأُولى فستذهبُ إلى مكانٍ ما وأمّا الأخيرُ فسيُوارى الثَّرى. هذا "اللاهوتُ" الأعوجُ جعلنا غريبينَ عن الموت. في الحقيقةِ الموتُ دعوةٌ. الموتُ موجودٌ في صلبِ الإيمان، ويُشكِّلُ عَمُودَﮦُ الفقريّ. اللهُ الآبُ هو صاحِبُ هذه الدّعوة، واللهُ الإبنُ مُنَفِّذُها. ففي تجسُّدِ ابنِ الله وجدت الكنيسةُ رسماً لموته وقيامته. نحنُ في لاهوتنا نقولُ من جهةٍ إنَّ الإله تجسَّدَ ليُصَيِّرَ ذوي الجسدِ آلهةً بالنِّعمةِ. فكيفَ لنا أن نجذُبَ نعمةَ الله؟ يقولُ لنا الكتاب المقدَّسُ إنَّهُ ليسَ عبدٌ أَعظمَ من سيِّدهِ. كان هدفُ سيِّدِنا الأساسيُّ من تجسُّدهِ أن يموتَ لأجلِ المؤمنينَ به، وذلك لِكَي أن يساعدنا أن نسودَ على الخطيئةِ والموت الرّوحيّ، أي الابتعاد عن الله. فبُعدُ الإنسان عن الله هو ذلك الموت ذو الآثار السلبيّةِ على النفس، وقد أتى المسيحُ لكي يدوسَهُ بموته الشَّخصيّ، داعياً ايّانا شخصيّاً إلى أن نموتَ معه.
الموتُ حقيقةٌ. إنّه أقربُ إلينا من أنفُسِنا؛ نخافه ونرهبهُ لكن ها هو في الزاويةِ ينتظِرُنا؛ في البيتِ وفي مكان العملِ وفي الطَّريق. كلُّ فشلٍ مُنِيَ بِه الإنسانُ هو موتٌ صغيرٌ تختبره أنانيَّته فتنزعج. كلُّ موتٍ لقريبٍ أو لصديقٍ أو لحبيبٍ هو تمرينٌ لنا لكي نتصالحَ معه. علينا أن نتسلّطَ على الشيء قبل أن يتسلّط هو علينا. على الإنسانِ مواجهة الموت والمصالحة معه كي يتقبَّلَه بسلام، لأنّه دعوته. الموت الذي نحن كمسيحيّين مدعوُّون لعيشهِ هو ذاك الذي نحياه طالما نحن على قيد الحياة؛ هو الموتُ عن الأنا والرّغبات والخطيئة. هو أن نعطي من حاجتنا وأن نحرم أنفسَنا من أجلِ مصلحةِ أخينا في الإنسانيّةِ. هو الصومُ والصلاةُ التي نقيمهما من أجلِ لُقيا اللهِ. بالمختصر، الموتُ هو ذاك الجهادُ الرّوحيُّ الذي نقيمُهُ آخذين المسيحَ سلاحاً لنا لنحارب الخطيئة وكلَّ قوى الظَّلام. هذا هو الموتُ في المسيحِ. هذا هو تحقيقُ الدّعوة والإيفاء بالعهد الذي قطعناهُ مع اللهِ في جرنِ المعموديّة، وبشهادةِ الكنيسةِ كلِّها: نحنُ نموتُ في الجسدِ مع المسيحِ لكي نقومَ معه؛ هذا هو تفسيرُ رمزيّةِ تغطيسِنا بماءِ المعموديّة. بهذا فقط نتصالحُ مع الموتِ ويصبِحُ هذا الأخيرُ رفيقَ دربِنا وصديقَنا.
المسيحيُّ الحقيقيُّ ليسَ غريباً عن الموتِ ولكنّهُ يبتغيه. الموتُ شأنٌ كنسيٌّ في غايةِ الأهميّة، وبالأخصّ عندما يأخذ شكل الاستشهاد. مياهُ المعموديّةِ تجعل منا أعضاءَ لِجَسدِ المسيح الذي بنفسه اقتبل الصلب والموتَ والاستشهاد. وبما أنّي كمسيحيٍّ عضوٌ من أعضاءِ جسدِ المسيحِ فالموتُ الشّهاديٌّ هو أمرٌ حتميٌّ. فهناك أناسٌ تقدَّسوا بالنُّسكِ والموت عن العالم، وآخرون بواسطةِ الاضطهاد والاستشهادِ. الاضطهادُ بالنسبةِ للقدّيسين هو شيءٌ بديهيّ، شيءٌ مُحزِن، ولكنَّهُ حتميّ. هو اكتمالُ ما بدأنا به في جرن المعموديّة.
فمن يعيش الموت في حياته اليوميّة لا يستغرب الاضطهاد والموت من أجل المسيح. أموتُ من أجلِ المسيحِ لا إرضاءً لرغبةٍ فرعونيّةٍ عند الله، ولكنْ حُبّاً به. القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ يدعونا في رسائله إلى الاقتداءِ بالمسيحِ وأن نكون مماثلينَ له. هكذا نبدأ أن نكون تلاميذه. ففي رسالته إلى الرّوميّين يقول القدّيس إغناطيوس لهم ألاّ يمنعوه من أن يأتي ليموتَ شهادةً للمسيحِ، لأنّه في ساعةِ تقدمته للأسودِ ليطحنوهُ تحتَ أنيابهم يصبح تلميذاً للمسيحِ، إذ هذا الموتُ سيُطهِّره –شأنَ مياهِ المعموديّة– من الخطيئة، ويجعله مشابهاً لِسَيِّده، وفي آخر المطاف مستنيراً بنعمةِ الله. هذه هي دعوة المسيحيّ؛ أن يقبل الاضطهاد لا أن يهرب منه. على كلّ مسيحيِّ أن يعي أنّ الكنيسة كثيراً ما اضطُهِدَت وستُضطهد، وهذا كلُّه هو نعمةٌ وبركةٌ من الله. هكذا تخْلُصُ الكنيسة من الانحلالِ والرّخاء. هذا هو الشيء الوحيدُ الذي يجعل من الكنيسةِ جسداً حيّاً مجاهداً ومتقدِّساً. فلا مسيحيّةَ بدونِ موت في المسيحِ ومن أجل المسيحِ.
أخبــارنــا
عيد القدّيسة كاترينا في رعية أنفه
كعادتها كلّ سنة، وبرعاية راعي الأبرشية تحتفل رعيّة أنفه بعيد القديسة كاترينا شفيعة البلدة، فتبدأ صلاة غروب العيد مساء الإثنين الواقع فيه 24 الشهر الجاري الساعة الخامسة، كما سيحتفل بالقدّاس الإلهيّ نهار الثلاثاء الواقع فيه 25 من الشهر الجاري الساعة 9.30 في كنيسة القديسة كاترينا- أنفه.
عيد القدّيس يعقوب الفارسيّ المقطّع في دده الكورة
برعاية راعينا الجليل يحتفل دير مار يعقوب دده بعيد شفيعه، وذلك بإقامة صلاة الغروب مساء الأربعاء الواقع فيه 26/11/2014 الساعة الرابعة والنصف والقداس الإلهيّ نهار الخميس الواقع فيه 27/11/2014.