الأحد 14 كانون الأوّل 2014

الأحد 14 كانون الأوّل 2014

14 كانون الأول 2014
 
 
الأحد 14 كانون الأوّل 2014     
العدد 50
أحد الأجداد القدّيسين
اللَّحن الثاني        الإيوثينا الخامسة
 
*14: الشّهداء ثيرسُس ورفقته. *15: الشّهيد في الكهنة إِلِفْثيريوس واأمَّه أنثِيَّا. * 16: النّبيّ حجّي، ثاوفانُس الملكة العجائبيّة. *17: النّبيّ دانيال والفتية الثَّلاثة، ديونيسيوس أسقف آجينة. * 18: الشّهيد سابستيانوس ورفقته، موذستس أسقف أورشليم. *19: الشّهيد بونيفاتيوس، أغلائيس الرّوميّة *20: تقدمة عيد الميلاد، أغناطيوس المتوشّح بالله أسقف أنطاكية مدينة الله العُظْمَى.
 
"أنا الكرمة وأنتم الأغصان"
 
(يوحنّا 15: 5)
الرّبّ يسوع المسيح هو الدّالِيَة المُعَلَّقَة على خشبة الصَّليب، يلتصق بالخشب، ويلتصق، أيضًا، بالعنب: "واحد من الجند طعن جنبه بحربة وللوقت خرج دمٌ وماء" (يوحنّا 19: 34).
 
الدّم يشير إلى ذبيحة الخلاص، سرّ الأفخارستيّة، والماء يشير إلى سرّ المعموديّة، الولادة الجديدة. كلّ ذلك يتمّ بإعطائه لنا موهبة الرّوح القدس. فبنعمة الرّوح القدس نحن، كالأغصان، ملتصقون بالكرمة، مرتبطون بالمسيح، متّحدون به.
هذا ما يقوله جليًّا القدّيس كيرلّس الإسكندريّ.
 
يضيف الإنجيليّ يوحنّا: "كلّ غصن فيّ لا يُثْمِرُ يقطعه، وكلّ غصن يُثْمِرُ ينقيّه ليأتي بثمر أكثر" (يوحنّا 15: 2). 
الغصن معلّق بدالِيَةِ الكرمة. إن وُجِدَ بدون ثمر يأتي الكرّام ويقطعه بالمقصّ، ويطرحه في النّار فيحترق.
أمّا الأغصان الّتي تُثْمِرُ فهي تُنقَّى لئلّا تصبح حطبًا، ولكي تُثْمِر أكثر. هكذا، كما يقول الرّسول بولس: "اِحملوا سلاح الله الكامِل... وسيف الرّوح الّذي هو كلمة الله" (أفسس 6: 17). الإنجيل، أي كلمة الله، هو الّذي يطهِّرُ الأغصان الفاسِدَة، أي ينقّيها من تلوُّث الملذَّات لكي تُثْمِر أكثر، لأنّ الإهتمامات الدّنيويّة وملذّاتها هي الّتي تعيق تَقَدُّم الإنسان وإِثْمَاره بالفضائل.
 
الكرمة هي، أيضًا، جسد المسيح، أي الكنيسة. الأغصان، الّتي هي نحن، تأخذ رطوبة حياتها من أمّها الكرمة، الكنيسة، لكي تحمل ثمارًا. هذه الرّطوبة، الماء الحيّ، هي نعمة الرّوح القدس، ويوصينا الرّبّ يسوع بشدّة قائلًا: "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا (...) اُثْبُتُوا فِيَّ وأنا فيكم... اُثْبُتُوا في محبَّتِي، هذا إذا حفظتم وصاياي" (راجع بدقّة الإصحاح 15 من يوحنّا).
 
ما أحلى وما أجمل هذا الكلام!!. يُبَيِّنُ المسيحُ، هنا، أهمّيّة المحبّة المرتَبِطَة به، كما يقول القدّيس كيرلّس الإسكندري.
أمّا المغبوط أغوسطينوس فيُشِيدُ بالنّفوس المتواضِعَة بقوله: "الّذين يَوَدُّونَ إِرضاء أنفسهم، فيظنّون أنّهم ليسوا بحاجة إلى الله للقيام بالأعمال الصّالحة (...) هذا منتهى الكبرياء".
 
كم يَسْرِي هذا الكلام بالنّسبة للإنسان المعاصِر. فقولوه يا إخوة إلى كلّ من حولكم، قولوه لأنفسكم أوّلًا، ومن ثمّ للعالم أجمع: "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئًا" (يوحنّا 15: 5).
 
أخيرًا وليس آخِرًا، يأتي القدّيس يوستينوس الشّهيد ويشجّعنا للصّمود أمام الأحداث الصّعبَة الحاضِرَة بقوله: "الكرمة الّتي غرسها الله، المسيح المخلّص، هي شعبه، فإذا اقتطع أحد ما أجزاءً من هذه الكرمة المُخْصِبَة، تَثْبُتُ أغصان أُخْرَى، فتنمو مُزْدَهِرَةً ومُثْمِرَة". هكذا، إذا اضْطُهِدْنَا وتَعذَّبْنَا فلا نتخلَّيَنَّ عن اعترافنا المسيحيّ، لأنّه بذلك نتنقّى نحن المسيحيّين من خطايانا فيزداد بسببنا الإيمان بالرّبّ.
 
                                             + أفرام 
                              مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

 
 طروباريَّة القيامة باللَّحن الثَّاني
 
عندما انحدَرْتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الّذي لا يموت، حينَئِذٍ أَمَتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتِكَ، وعندما أَقَمْتَ الأمواتَ من تَحْتِ الثَّرى، صَرَخَ نحوكَ جميعُ القُوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله مُعْطِي الحياةِ، المجدُ لك.
 
طروباريّة الأجداد باللّحن الثّاني
 
لقد زَكَّيْتَ بالإيمانِ الآباءَ القُدَمَاءَ، وبِهِمْ سَبَقْتَ فخَطَبْتَ البِيعَةَ الَّتي من الأُمَم. فليَفْتَخِرِ القدِّيسونَ بالمجدِ، لأنَّ مِنْ زَرْعِهِم أَيْنَعَ ثَمَرٌ حَسِيبٌ، وهو الَّتي وَلَدَتْكَ بغيرِ زَرْعٍ. فبتوسُّلاتِهِم أَيُّها المسيحُ الإلهُ ارْحَمْنَا.
 
قنداق تقدمة الميلاد باللَّحن الثَّالِث
 
اليومَ العذراء تأتي إلى المغارَة لتَلِدَ الكلمَة الَّذي قَبْلَ الدُّهور ولادَةً لا تُفَسَّر ولا يُنْطَقُ بها. فافرَحِي أيَّتُها المسكونةُ إذا سَمِعْتِ، ومَجِّدِي مع الملائكةِ والرُّعاة الَّذي سيظهَرُ بمشيئتِهِ طفلًا جديدًا، الإلهَ الَّذي قبل الدّهور.
 
 
الرِّسَالَة 
كول 3: 4-11
 
مُبَارَكٌ أنتَ يا ربُّ إله آبائنا
لأنَّكَ عَدْلٌ في كلِّ ما صَنَعْتَ بنا
 
يا إخوةُ، متى ظهَرَ المسيحُ الَّذي هوَ حياتُنَا فأنتُمُ أيضًا تَظْهَرُونَ حينئذٍ مَعَهُ في المجد. فأَمِيتُوا أعضاءَكُمُ الَّتي على الأرضِ: الزِّنَى والنَّجاسَةَ والهَوَى والشَّهْوَةَ الرَّدِيئَةَ والطَّمَعَ الَّذي هو عبادَةُ وَثَنٍ، لأنَّهُ لأَجْلِ هذه يأتي غَضَبُ اللهِ على أبناءِ العِصْيَانِ، وفي هذه أنتُمُ أيضًا سَلَكْتُمُ حينًا إذ كنتمُ عائشينَ فيها. أمَّا الآن فأنتم أيضًا اطْرَحُوا الكُلَّ: الغضبَ والسُّخْطَ والخُبْثَ والتَّجْدِيفَ والكلامَ القبيحَ من أفواهِكُم. ولا يَكْذِب بعضُكُم بعضًا، بل اخلَعُوا الإنسانَ العَتِيقَ معَ أعمالِهِ، والبَسُوا الإنسانَ الجديد الَّذي يتجدَّدُ للمعرفةِ على صورةِ خالقِهِ، حيثُ ليس يونانيٌّ ولا يهوديٌّ، لا خِتانٌ ولا قَلَفٌ، لا بَربريٌّ ولا اسكِيثِيٌّ، لا عبدٌ ولا حرٌ، بلِ المسيحُ هو كلُّ شيءٍ وفي الجميع.
 
الإنجيل
لو 14: 16-24 (لوقا 11)
 
قالَ الرَّبُّ هذا المَثَل: إنسانٌ صنعَ عشاءً عظيمًا ودَعَا كثيرين. فأرسَلَ عبدَهُ في ساعة العشاءِ يقول للمَدعوّين: تَعَالَوا فإنَّ كلَّ شيءٍ قد أُعِدَّ. فطَفِقَ كُلُّهُم واحدٌ فواحدٌ يستَعْفُون. فقالَ لهُ الأوَّل: قد اشترَيْتُ حقلًا ولا بُدَّ لي أن أَخْرُجَ وأَنْظُرَهُ، فأَسْأَلُكَ أن تُعْفِيَنِي. وقالَ الآخَرَ: قدِ اشتريتُ خمسةَ فدادينِ بقرٍ وأنا ماضٍ لأُجَرِّبَها، فأَسْأَلُكَ أن تُعْفِيَنِي. وقالَ الآخَرُ: قد تَزَوَّجْتُ امرأةً، فلذلك لا أستطيعُ أن أجيء. فأتَى العبدُ وأخبرَ سيِّدَهُ بذلك، فحينئذٍ غضِبَ رَبُّ البيتِ وقالَ لعبدِه: اخْرُجْ سريعًا إلى شوارعِ المدينةِ وأَزِقَّتِها وأَدْخِلِ المساكينَ والجُدْعَ والعُمْيَانَ والعُرْجَ إلى هَهُنَا. فقالَ العبدُ: يا سيِّدُ، قد قُضِيَ ما أَمَرْتَ بهِ ويبقى أيضًا مَحَلٌّ. فقالَ السّيّد للعبد: اخْرُجْ إلى الطُّرُقِ والأَسْيِجَةِ واضْطَرِرْهُم إلى الدًّخول حتَّى يمتَلِئَ بيتي. فإنّي أقولُ لكم إنَّه لا يَذُوقُ عشائي أَحَدٌ من أولئِكَ الرِّجالِ المَدْعُوِّين، لأنَّ المَدْعُوِّينَ كثيرونَ والمُخْتَارِينَ قليلُون.
 
في الإنجيل
 
الإنجيلُ المقدَّس الّذي تُلِيَ على مسامِعِنَا اليوم، يمكن تسميته بإنجيل "الدّعوة إلى الوليمة"، لأنّ الرّبّ يقول في نهايته: "إنّ المدعوِّينَ كثيرونَ والمختارِينَ قليلون" (لوقا 14: 24). فهذا النّصّ يرمز إلى الدّعوة الّتي تلقّاها الشّعب اليهوديّ في العهد القديم، ورفض تلبيتها لأسباب شتّى. هذا الشّعب، الّذي فضّل تدبير شؤونه المادّيّة والدّنيويّة، بعد أن أدار ظهره لله عاصِيًا أوامره، سوف يختار الله بديلًا عنه شعوب الدّنيا كلّها ليدعوها إلى العشاء العظيم. خسر الشّعب المدعوّ في العهد القديم مكانته لدى الله، فأخلى السّاحة ليحتلّها آخرون سواه من بقية الشّعوب.
 
الرّبّ يسوع علّم النّاس بأمثالٍ لكي يفهموا ما يريد قوله بطريقة بسيطة وغير معقّدَة، وبهذه الطريقة استطاع جذب عقول النّاس إليه، وكانوا يتبعونه لأنّهم فهموا الرّسالة الّتي دعاهم إليها، وبكلّ بساطة، لأنّهم كانوا بسطاء ومن عامّة النّاس.
هذا الـمَثَل يشير إلى الوليمة الّتي أعدّها الله، منذ خلق العالم، لخلاص هذا العالم. فصانع العشاء هو الله الآب، والطّعام الّذي تتألّف منه الوليمة هو جسد الرّبّ يسوع ودمه المحيِيَان. أمّا المدعوّون فَهُم كلّ شعوب الأرض وأممها وقبائلها. فالله، العارِف بكلّ شيء، قد عَلِمَ بسابق معرفته رفض رؤساء اليهود، بسبب قساوة قلوبهم وعنصريّتهم، دعوته المفتوحة لكلّ نَسَمَة تسعى على وجه الأرض. أمّا المسيح، الّذي جاء ليخلّص العالم أجمع، فلا يستطيع أحدٌ أن يحدَّه في شعبٍ واحِدٍ من الشّعوب، بل كانت دعوته عامّة وشامِلَة وغير محصورة بشعب دون آخَر.
 
النّاس المدعوّون، في هذا الـمَثَل، انْشَغَلُوا باهتماماتٍ دنيويَّة، فمنهم من اشترى حقلًا وخرج لينظره، ومنهم من اشترى خمسة فدادين بقر وقد مضى ليجرِّبها، ومنهم من تزوّج امرأة ولم يستطع المجيء. لقد نسوا جميعًا قول الرّبّ: "مرتا مرتا إنَّك تهتمِّين بأمور كثيرة وإنّما الحاجة إلى واحِدٍ". لقد نسوا خلاص نفوسهم، وهو الأهمّ من كلّ مقتنيات العالم.
 
هذه المائدة، نحن مدعوون للمشاركة فيها كلّ يوم نقيم فيه خدمة القدّاس الإلهيّ. وعندما نسمع صوت جرس الكنيسة، هل نلبّي دعوة الرّبّ لنا، لنشارك في الأسرار الإلهيّة، ونتناول جسده ودمه الكريمَيْنِ لغفران خطايانا وللحياة الأبديّة؟.
 
كم يقدِّم المسيحيُّون، اليوم، أعذارًا عن عدم تلبيتهم دعوة الله إليهم لتتميم مشيئته والسّير بموجب تعاليمه ووصاياه؟!. كم منهم يلبّي دعوة الله إلى ممارسة العبادات، والإقتداء بالرّبّ يسوع في سلوكهم اليوميّ ومعاملتهم للآخرين؟!...                                                                                                 
"لأنَّ المدعوّين كثيرون والمختارين قليلون"، هو الجواب على تقاعُسِ المسيحيّين في تلبية متطلّبات الإنجيل. ولن يتوانى الرّبّ يسوع، الّذي قال: "لن يذوق عشائي أحد من أولئك الرّجال المدعوّين"، عن إقفال الأبواب دوننا، إن لم نستَدْرِك أنفسنا ونلحق بأفواج المدعوّين الّذين لبّوا دعوته، وفرحوا بالجلوس إلى مائدته السّماويّة.
 
فانْظُرِي يا نفسي ألّا تستغرقي في النّوم، ويغلق عليك خارج الملكوت، وتُسَلِّمِي إلى الموت، بل استيقظي وكوني منتبهة دائمًا، لتُحصي مع الأبرار والقدّيسين الّذين أرضوا الرّبّ يسوع في حياتهم، له المجد إلى الأبد. آمين.
 
 
التّجسّد محبّة الآخَر
 
بدأنا في الخامس عشر من شهر تشرين الثّاني صوم الميلاد، ودخلنا، بالتّالي، في أجواء هذا العيد. وعيد الميلاد هو عيد التّجسُّد. وكلمة تجسُّد تتكرّر كثيرًا في تعاليمنا وصلواتنا.
 
فرادة المسيحيّة في التجسُّد، في أنّ الإله أصبح إنسانًا واتّخذ جسدًا وعاش بيننا. والتّجسُّد يعني أنّ الإله لم يعُدْ إلهًا مُتَعَالِيًا بعيدًا عن الإنسان، إلهًا ينظرُ من فوق ويتحكّم بمخلوقاته. إلهنا، نحن المسيحيّين، إله مُتَجَسِّد، إلهٌ خالَطَ النّاسَ وعايَشَهُم لِكَي يكونَ مِثَالًا لنا وطريقًا للقداسة.
 
ماذا يعني هذا الكلام على الصّعيد العمليّ والحياتيّ؟.
 
هذا يعني أنّ إيماننا ليس بالكلام، وليس بالشّعائر والطّقوس. هذا يعني أنّ إيماننا ليس في علاقة عاموديّة بين إنسان-عَبْد على الأرض وإلهٍ-سيّد في السّماء.
 
الله محبّة. هكذا علَّمَنَا يوحنّا الرّسول الإنجيليّ. في المحبّة كلُّ تعاليمنا وإيماننا. ولكنْ، عن أيّة محبّة نتكلّم؟!.
الإجابة في يسوع المسيح الّذي أحبّ الإنسان، بأنّه تجسّدَ وشابههنا في كلّ شيء (ما عدا الخطيئة). بأنّه بذل نفسه من أجل حياة الإنسان، بأنّه علّم وأطعم الجياع وشفى المرضى وأقام الموتى.
 
إلهنا إله متجسّد يُعاشُ في الجسد، ويُعاش في علاقتنا مع الآخَرِين. لذلك، يقول الرّسول يوحنّا بأنّ الّذي يقول أنّه يحبّ الله وهو لا يحبّ أخه الإنسان، فهو كاذِب (راجع: 1يوحنّا 4: 20).
 
كما أنّ الرّبّ يسوع، في إنجيل الدّينونة، علّمَنَا أنّ الله سيُحاسِبُنَا على مدى خدمتنا للإنسان، وليس على أيّ شيء آخر.
ماذا تنفعنا الصّلاة إذا كنّا متخاصِمِين مع النّاس؟!. ماذا ينفعنا الصّوم إذا كنّا نُسِيء إلى النّاس؟!. ماذا تنفعنا السّجدات والتّضرّعات المختلفة إذا تخلَّفْنَا عن خدمة الّذين حولنا؟!.
 
فعيد الميلاد، عيد التجسّد، يذكّرنا بأن يفحص كلّ منّا ذاته على ضوء هذه التّعاليم: هل أُحِبُّ النّاس بأن أُضَحِّي بما عندي من أجلهم؟؛ هل أُحِبُّ النّاس بأن أُعطيهم من مالي وأَحرمَ نفسي وعائلتي من أجلهم؟؛ هل أُحِبُّ النّاس بأن أتفقَّدَهم وأسمعَ لهم وأساعدَهم؟؛ هل أُحِبُّ النّاس بأن أكون خادِمًا لا سيِّدًا، شفوقًا لا ديَّانًا؟...
 
أنا أؤمن بالمسيح، إذًا أنا أحبّ. والمحبّة لا تُعَاش إلّا مع الآخَر، الآخَر المختَلِف عنّي.
 
مختارات آبائيّة
ناموس المحبّة
- جاء النّاموس، والعهد القديم، بما يناسب قسوةَ قلب الشّعب. "لم آت لأَحُلَّ بل لأُكَمِّل" (متّى 5: 17).
- أتى المسيح فكشف معناه (أي للنّاموس) الحقيقيّ، وحوّله من جسدانيّ إلى روحانيّ. ونحن كمسيحيّين مؤمنين ليس دورنا أن نلغي ما ينقص بل أن نكمّله.
- "المحبّة هي كمال النّاموس"، ما من حقّ خارج المحبّة، وما من محبّة خارج الحقّ.
- المسيحيّون المؤمنون، الّذين سيملكون في الدّهر الآتي، لا يستَغْرِبُون ممَّا هو جديد، فقد سبق أن عرفوا أسرارَ النّعمة (القدّيس مكاريوس الكبير). "بالحكمة يُبْنَى البيت وبالفهم يثبت" (أمثال 24: 3)
- العفّة لا تقوم فقط على مستوى الجسد، بل أيضًا على مستوى القلب وتحرّره من أَسْرِ الأهواء.
- تجربة الزّنى (للرّجال) وتجربة الزّينة (للنّساء).
- إعلمْ أيّها الإنسان أنّ كلَّ من اعتزَّ بعقله اخْتَلّ، وكلَّ من اعتزَّ بماله قَلّ، وكلَّ من اعتزَّ بجاهِهِ انذَلّ. أمّا من اعتزَّ بالله فلا قَلّ ولا اختَلّ ولا انذَلّ.
- من حياة القديس سيصوي (ساسين): جاءه ثلاثة متوحّدين مرّة، فسأله واحد: ماذا أفعل يا أبي لأنجو من نار جهنّم؟...
فأجابهم: "أَعْتَرِفُ لكم بأنّ هذه الأمور لا أفكِّر فيها أبدًا، وأنا إذ أعْلَمُ أنَّ اللهَ رحيم أَثِقُ بأنَّه سيرحمني".
فلمَّا حزِنُوا لجوابه، وأرادَ أن يبعثَ فيهم الرّجاء قال لهم: "أُغَبِّطُكُم وأُطَوِّبُكُم يا إخوتي، وأشعرُ بالغَيْرَةِ من فضيلتِكُم، لأنَّه ما دامَت مثل هذه الذِّكريات بشأن عذاب جهنّم تساوِرُكُم فمن المستحيل أن تستَعْبِدَكُم الخطيئة. أمّا أنا فجامِدُ القلبِ ولا أُفَكِّرُ بأنَّ ثمَّة عقابًا ينتظر الخاطئَ الأثيم، لهذا لا أكفّ عن ارتكاب الخطايا".
 
*من أقواله جواباً على سؤال: "هل الهروب نافِعٌ للرّاهب؟"، قال جاعلًا إصبعه على فمه: "إنْ حَفِظْتَ نفسَكَ من هذا يا ابني فهذا هو الهروب".
 
في الزواج 
في الزّواج كنْ حكيمًا: 
 
فضِّل الشّخص على المال، الفضيلة قبل الجمال، الفكر قبل الجسد. عندها يكون لك امرأة، يكون لك صديق، رفيق وآخَر كنفسك.
- الكبرياء (الأنانيّة) حمامة، والتّواضع ذكاء. المتكبّر (الأنانيّ) لا يشبع، لهذا هو حزين دائمًا، بينما المتواضع راضٍ دائمًا (القدّيس بورفيريوس).
 
أخبــارنــا
 
معارض الميلاد في الأبرشيّة
 
تدعوكم حركة الشّبيبة الأرثوذكسيّة، في فرع الميناء، إلى معرضها الميلاديّ الّذي يُفتَتَحُ نهار الأحد في 14 كانون الأوّل عند السَّاعة الحادية عشرة صباحًا، ويستمرّ لغاية الثلاثاء في 16 منه. يفتح المعرض يوميًّا من السّاعة 4.00 ب.ظ. ولغاية السّاعة 7.00 مساءً، في بيت الحركة - الميناء.
 
- تدعوكم رعيّة راس مسقا إلى معرضها الميلاديّ السّنويّ، الّذي سيقام يومي الجمعة والسّبت (في 19 و20 كانون الأوّل). يفتح المعرض من السّاعة التّاسعة صباحًا ولغاية التّاسعة مساءً، ويوم الأحد بعد القدّاس الإلهيّ ولغاية التّاسعة مساءً، في قاعة كنيسة القدّيسة بربارة- راس مسقا.
 
يتضمّن المعرض كتبًا دينية وأيقونات وأقراص مدمجة، بالإضافة إلى أدوات كنسيّة ومونة.