الأحد 31 آب 2014

الأحد 31 آب 2014

31 آب 2014
 
الأحد 31 آب 2014 
العدد 35
الأحد الثَّاني عشر بعد العَنْصَرَة
اللَّحن الثَّالث    الإيوثينا الأولى
 
* 31: تذكار وضع زنَّار والدة الإله. * 1: إِبتداء السَّنة الكنسيَّة، البارّ سمعان العاموديّ، الصِّدِّيق يشوع بن نون، الشَّهيد إيثالا. * 2: الشَّهيد ماما، يوحنَّا الصَّوَّام بطريرك القسطنطينيَّة. * 3: الشَّهيد في الكهنة أَنْثِيمُس، البارّ ثاوكتيستُوس، القدِّيسة فيـﭭـي، نقل عظام القدِّيس نكتاريوس. *4: الشَّهيد بابيلَّا أسقف أَنطَاكِيَة وتلاميذه الثَّلاثة، النَّبيّ موسى معايِن الله. * 5: النَّبيّ زخريَّا والد السَّابِق * 6: تذكار أعجوبة رئيس الملائكة ميخائيل في كولوسِّـي. . *
 
 
اِجْعَلُوا الله حصنكم
 
"هذا هو الرَّجلُ الَّذي لم يتَّخِذِ اللهَ حصنًا له، بل اتَّكلَ على وفرةِ غِنَاهُ واعتزَّ بغوايتِه" (مز52:7).
 
كانت القسطنطينيّة العاصمة الذّهبيّة للإمبراطوريّة الرّومانيّة الّتي أضاءت العالم المعروف آنذاك بالإيمان الأرثوذكسيّ لمدّة ألف عام.  
 
قبل سقوط المدينة بيد العثمانيّين، كان كلٌّ من الإمبراطور والبطريرك على عِلْمٍ أنّ الأمور ليست على ما يُرَام.

كلّ النّاس يتجاهلون الأمور الرّوحيّة، وكانوا يُكَرِّسُونَ كلّ وقتهم لأمور الرّاحة والرّفاهيّة.

نَظَرًا لتفاقم هذه الحالة الخطرة، قرّر الإمبراطور والبطريرك دعوة أحد أحكم الرُّهبان وأكثرهم وَرَعًا لإعطاء العظات الّتي من شأنها إنقاذ الشّعب. فوقع اختيارهما على الرّاهب القدّيس يوسف Vryennios لأنّه كان إنسانًا عظيمًا روحيًّا. كما أنّه تَلْمَذَ جنَّاديوس سكولاريوس، الّذي أصبح أوّل بطريرك على القسطنطينيّة بعد سقوطها، كما أنّه تَلْمَذَ القدّيس مرقس الأفسسيّ الّذي شارك في مجمع فِرَّارا – فلورنسا ما بين 1438 و1439.

عند وصوله إلى القسطنطينيّة، أعطى القدّيس يوسف العظة في قصر الإمبراطور في حضرة البلاط، القادة العسكريّين ، القناصل وآلاف النّاس.

فَسُئِلَ لاحقًا: "هل كنتَ مسرورًا لوجود آلاف النّاس الّذين يسمعون عظتك؟"، فأجاب: "إنّهم لربّما سمعوا العظة ولكنّهم لم يهجروا خطاياهم ولم يتوبوا، أتوا للتّسلية. لهذا السّبب أنا عائدٌ إلى قلّايتي لأبكي آثامي وآثامهم، لأنّ المدينة ستصبح عثمانيّة".
 
سَأَلَ، مرّةً، الدُّوقُ الكبيرُ دوكاس نوتاراس الرّاهبَ القدّيس: "كُتِبَ في العهد القديم، إن كان في المدينة خمسون بارًّا فإنّ الله لن يدمّر المدينة. ألا يوجد في هذه المدينة عشرون أو حتّى عشرة أبرار من كلّ الرّهبان الموجودين والرّاهبات ورجال الدّين لكبح غضب الله؟".

أجاب القدّيس يوسف: "بكلّ صراحة لا يوجد حتّى خمسة". احتجّ الدُّوق الكبير على جواب القدّيس يوسف، فأجابه القدّيس قائلًا:

"الإمبراطور مُلام ومسؤول عن القوانين الجائرة في الإمبراطوريّة،
البطريرك مُلام لرفعه الكثير من النّاس غير المستحقّين لدرجة الكهنوت،
القادة العسكريّون مُلامون لقيامهم بالأعمال غير المشروعة من اغتصاب ونهب وكلّ ما ارتكَبَ جنودهم.
الآباء، الأمّهات والمدرِّسون مُلامون بسبب الأمثلة السّيّئة الّتي وضعوها لأطفالهم ليسيروا عليها.

بالتالي، الجميع بشكلٍ مباشر أو غير مباشر مسؤولٌ عن الشّرّ الموجود في المدينة".  

عاد الرّاهب إلى قلّايته، ورقد بالرّبّ سريعًا قبل سقوط القسطنطينيّة سنة 1453.  
 
بعد سقوط المدينة بيد العثمانيّين، قام أغنياء المدينة بتكريم محمّد الثّاني، فقام أولادهم بتعليماتٍ منهم بتقديم سبائك الذّهب على الصّواني.  فغضب محمّد الثّاني من عرض هذه الثّروات فسأل: "طالما أنّ لكم كلّ هذه الثّروات لماذا لم تقدّموها لإمبراطوركم عندما سأل المساعدة منكم للدّفاع عن المدينة؟".

وكان الأغنياء أنفسهم الّذين قدّموا ثرواتهم لمحمّد الثّاني هم من دعوا الإمبراطور لبيع الأواني الكنسيّة للدّفاع عن المدينة، في حين أنّه كان يوجد الكثير من الذّهب مع الأغنياء.  
 
ألا تتردّد هذه الكلمات اليوم في كنيستنا من قِبَلِ أغنياء الطّائفة؟!... 
 
هذه القصّة تطرح جملة تساؤلاتٍ في يومنا هذا، وما أشبه اليوم بتلك الأيّام.  
 
هل هناك من يصغي إلى كلمات الرّوح القدس وعظات الآباء القدّيسين، أم نسمعها للتّسلية؟!...
هل حكّام هذا البلد وقوانينهم وتشريعاتهم صالحة أم جائرة؟.
هل يوجد أبرار في هذا البلد من الرّهبان، الرّاهبات ورجال الدّين لكبح غضب الله؟.
هل جميع الكهنة مستحقّون لدرجة الكهنوت؟.
هل الآباء، الأمّهات والمدرِّسون يقدِّمون الأمثلة الصَّالِحَة لأولادهم ليسيروا عليها؟.
هل تصرّفاتنا، كلماتنا ولباسنا محتشمة أم أنّها تثير الغضب الإلهيّ؟.
 
نحن نعلم أنّ الله متسامح وينتظر توبتنا بصبرٍ، ومع ذلك فالعقاب يكون النتيجة الّتي من صنع يديِّ الغير التّائب، فهو من يقضي بنفسه على نفسه، لأنّه لم يلتجئ إلى ستر وقاية الرّبّ بل إلى حصن قوّته، غناه ورذيلته الّتي هي ضدّ الإرادة الإلهيّة، وستؤدّي به حتمًا إلى الهلاك الأبديّ.
 
يا شعب الله المختار، إن استمرَّيْنَا على هذا المنوال، فسيكون مصيرنا مصير أهل القسطنطينيّة، وها هي شجرة التّين قد أفرَعَتْ والصّيف قريبٌ على الأبواب.

يا أغنياء الطّائفة كدِّسُوا أموالكم حيث لا يُفْسِدُ السُّوسُ ولا يَنْقُبُ السَّارِقُون ويسرقون.

فانظروا ما حلّ بأغنياء القسطنطينيّة، فخسروا كلّ شيء بطرفة عين. فاتَّعِظُوا ولا تكونوا فاترين في تعاطيكم مع حاجات الكنائس والفقراء، فالفاتِرُ يتقيَّأُهُ الرّبّ. توبوا لكي ينقذكم الرّبّ من مصير الهاوية، ولكي يحفظكم ويحفظ بلدكم وعائلاتكم. آمين.

 
 
طروباريَّة القيامة باللَّحن الثَّالِث
 
لتفرحِ السّماويّات، ولتبتهجِ الأرضيّات، لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عِزًّا بساعدِهِ، ووَطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بِكْرَ الأموات، وأنقَذَنَا من جَوْفِ الجحيم، ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظْمَى.
 
طروباريَّة تذكار وضع زنَّار والدة الإله  باللَّحن الثَّامِن
 
يا والدةَ الإلهِ الدَّائمةَ البتوليَّة وسترَ البشر، لقد وَهَبْتِ لمدينتِكِ ثوبَك وزنَّارَ جسدِكِ الطَّاهِرِ وشَاحًا حَرِيزًا، اللَّذَيْنِ بمولدِكِ الَّذي بغيرِ زَرْعٍ استَمَرَّا بغيرِ فساد، لأنَّ بكِ تتجدَّدُ الطَّبيعةُ والزَّمان، فلذلك نبتهلُ إليكِ، أن تمنَحِي السَّلامةَ لمدينَتِكِ، ولنفوسِنَا الرَّحمةَ العُظْمَى.
 
قنداق تذكار وضع زنَّار والدة الإله باللَّحن الثَّانِي
 
إنَّ زَّنارَكِ المُكَرَّم، الَّذي أحاطَ بطنَكِ القابِل الإله، قد اتَّخَذَتْهُ مدينَتُكِ عِزًّا لا يُحَارَب، وكَنْزًا للصَّالِحَات لا يُسْلَبَ، يا والدةَ الإلهِ الدَّائمةَ البتوليَّةِ وحدَكِ.
 
 
الرِّسَالَة 
عب 9: 1-7
 
تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ   لأنَّهُ نَظَرَ إِلى تَوَاضُعِ أَمَتِهِ
 
يا إخوةُ، إنَّ العهدَ الأوّلَ كانت لهُ أيضًا فرائضُ العِبَادَةِ والقُدْسُ العالَمِيُّ، لأنَّهُ نُصِبَ المَسْكِنُ الأوّلُ الَّذي يُقَالُ لهُ القُدْسُ، وكانت فيهِ المنارَةُ والمائدةُ وخبزُ التَّقْدِمَة. وكانَ وراءَ الحِجَابِ الثَّاني المَسْكِنُ الَّذي يُقَالُ لهُ قُدْسُ الأقدَاس، وفيه مُسْتَوْقَدُ البَخُورِ من الذَّهَبِ وتابوتُ العَهْدِ المُغَشَّى بالذَّهَبِ من كلِّ جِهَةٍ، فيهِ قِسْطُ المَنِّ منَ الذَّهَبِ وعَصَا هرونَ الَّتي أَفْرَخَتْ، ولَوْحَا العهد. ومِن فَوْقِهِ كَارُوبَا المجدِ المُظَلِّلَانِ الغِطَاء. وليسَ هنا مَقَامُ الكلامِ في ذلك تفصيلًا. وحيثُ كانَ ذلكَ مُهَيَّأً هكذا فالكهنَةُ يَدْخُلُونَ إلى المَسْكِنِ الأوّلِ كلَّ حينٍ فيُتِمُّونَ الخِدْمَة. وأمَّا الثَّاني فإنَّمَا يدخُلُهُ رئيسُ الكهنةِ وحدَهُ مرَّةً في السَّنَةِ ليسَ بلا دَمٍ يُقَرِّبُهُ عن نفسِهِ وعن جهالاتِ الشَّعْبِ.
 
الإنجيل
متَّى 19: 16-24 (متَّى 12)
 
في ذلك الزّمان دنَا إلى يسوعَ شابٌّ وجثَا له قائلًا: أيُّها المعلِّمُ الصَّالِحُ، ماذ أعمَلُ مِنَ الصَّلاحِ لتَكُونَ لِيَ الحياةُ الأبديَّة؟. فقالَ لهُ: لماذا تدعوني صالحًا وما صالِحٌ إلَّا واحِدٌ وهُوَ الله. ولكِنْ، إنْ كنتَ تريدُ أنْ تَدْخُلَ الحياةَ فاحْفَظِ الوصايا. فقال لهُ: أيَّةَ وصايا؟. قال يسوع: لا تقتُل. لا تَزْنِ. لا تَسْرِقْ. لا تَشْهَدْ بالزُّور. أَكْرِمْ أَباكَ وأُمَّك. أَحْبِبْ قريبَكَ كنفسِكَ. قالَ لهُ الشَّابُّ: كُلُّ هذا قد حَفِظْتُهُ منذ صَبَائِي، فماذا يَنْقُصُنِي بعدُ؟. قالَ لهُ يسوعُ: إنْ كنتَ تريدُ أنْ تكونَ كامِلًا فاذْهَبْ وبِعْ كلَّ شيءٍ لكَ وأَعْطِهِ للمَسَاكِينِ فَيَكُونَ لكَ كَنْزٌ في السَّماءِ وتعالَ اتْبَعْنِي. فلمَّا سَمِعَ الشَّابُّ هذا الكلامَ مَضَى حزينًا لأنَّه كانَ ذا مالٍ كثير. فقالَ يسوعُ لتلاميذِهِ: الحقَّ أقولُ لكم، إنَّهُ يَعْسُرُ على الغَنِيِّ دُخُولَ ملكوتِ السَّماوات. وأيضًا أقولُ لكم إنَّ مُرُورَ الجَمَلِ من ثِقْبِ الإبرَةِ لأَسْهَلُ من دُخُولِ غَنِيٍّ ملكوتَ السَّماوات. فلمَّا سَمِعَ تلاميذُهُ بُهِتُوا جدًّا وقالوا: مَن يستطيعُ إذَنْ أنْ يَخْلُصَ؟. فنظرَ يسوعُ إليهم وقال لهم: أمَّا عندَ النَّاسِ فلا يُسْتَطَاعُ هذا، وأمَّا عند اللهِ فكلُّ شيءٍ مُسْتَطَاعٌ.
 
 
في المُؤْتَمَرِ الأَنْطَاكِيِّ الأَخِير
 
مُجَرَّدُ انعقادِه يُعَدُّ، سَلَفًا، نجاحًا له. يبقى البحث قائمًا في كيف نُعَزِّزُ لهذا النَّجاح نقاطه. فما تمّ في البلمند، على المستوى الأنطاكيّ، ما بين السّادس والعشرين من حزيران 2014 والتّاسع والعشرين منه، يُعْتَبَرُ إِنجازًا تاريخيًّا، ذلك أنّها المرّة الأولى، منذ عقود، الّتي ينعقد فيها مؤتمر أنطاكيّ بهذا الحجم، وقد أتى انعقاده تحقيقًا لآمالٍ كثيرة وانتظارات.
 
انعقد هذا المؤتمر تحت شعار الوحدة الأنطاكيّة، للبحث في عناصرها ومستلزماتها، بغية تعزيزها وتمتينها. ما يعني أنّه لم يَغِبْ عن المؤتَمِرِين أنّ هذه الوحدة المنشودة حاصِلَةٌ، أصلًا، فيما بيننا نحن الأنطاكيّين، في الدّيار الأمّ كنّا أم في الإنتشار: حاصلة في الإيمان الواحد الّذي يجمعنا والكأس الواحدة. وهذا لا علاقة له بالمسافات الفاصِلَة بيننا ولا بالجغرافيا. إنّ دستور الإيمان الواحد الّذي نتلوه معًا في كلّ قدّاس إلهيّ، والكأس الواحدة الّتي نشرب منها معًا يُلغِيَان المسافات المَكَانِيَّة الفاصلة بيننا، اذ يحوّلاننا من جماعات أرضيّة متباعِدَة جغرافيًّا إلى جماعةٍ سماويّة سرّيّة واحدة. ذلك أنّ الرّوح القدس الّذي حلّ "على القرابين الموضوعة" وعلى "ما في هذه الكأس" قد حلّ علينا نحن أيضًا، عند الاِستحالة، استجابة لطلب إمام الخدمة الّذي، باسمنا جميعًا، تَضَرَّع إلى الآب وسأل أن "أَرْسِلْ روحَكَ القدّوس علينا وعلى هذه القرابين الموضوعة.." فما هو مُؤكَّد، إذًا، إنّ هذا المؤتمر لم ينعقد ليُنْشِئَ بيننا وحدة غير حاصلة، أو ليُنجِزَ وحدة غير ناجِزَة، أو ليستعيد وحدة مفقودة. لا، بل إنّه انعقد ليبحث في كيف يمكن، على أرض الواقع، وعلى مستوى المَرْئِيِّ والمَحْسُوسِ، ترجمة وحدة حاصلة في العمق لكنّها غير مترجَمَة وقائع ومشاريع تُعزِّز التّعاضد الأَبْرَشَيَّوِيِّ في المدى الأنطاكيّ.
 
على هذا المستوى تتّجه الأنظار نحو الأبرشيّات لتُجَسِّد، بالأفعال، ما ربّما يكون المؤتمر قد أوصى به أو خطّط له كمشاريع جامعة عابرة للأبرشيّات، تعزّز بينها التّواصل والتَّآزُر المنشودَيْنِ -وهو الهدف الّذي انعقد المؤتمر تحقيقًا له- وأيضًا لتستنبط كلّ أبرشيّة على حِدَة، لنفسها، ودائمًا بروح المؤتمر وعملًا بما أوصى به، مشاريع خاصّة بها، تتلاءَم وخصوصيّتها وإمكاناتها البشريّة والمادّيّة وأوضاعها الدّاخليّة. فنحن لا هرميّة عندنا تجعلنا ننتظر المشاريع تُمْلَى علينا من رأس الهرم، لكنّنا كنائس محلّية موزَّعَةٌ أبرشيّاتٍ، كلّ أبرشيّة تتمتّع باستقلالها الإداريّ لأنّها تحمل في ذاتها، لاهوتيًّا، ملء الكنيسة الواحدة، المقدّسة، الجامعة الرّسوليّة. من هنا أنّ الأبرشيّات عندنا لا يختزلها مؤتمر، كائنةً ما كانت صنعته أو حجمه، ولا أيّة هيئة أخرى. والمؤمن عندنا يعرف، أو يجب أن يعرف، أنّ دوره وفاعليّته هما في الأبرشيّة الّتي ينتمي إليها، ويحقّقهما ببركة أسقفها. فالكنيسة الأرثوذكسيّة هي كنيسة الأسقف المحلّيّ وهو إيقونة المسيح فيها.
هل كان لازِمًا كلّ الّذي حصل؟. هل كان لازِمًا أن تُبذَلَ كلّ الجهود الّتي بُذِلَت، وأن يُصرَفَ كلّ المال الّذي صُرِف من أجل أن يتقاطَرَ الأنطاكيّون من الرِّياح الأربع ويلتئم شملُهُم؟. هل مجرّد اللقاء يستأهل كلّ هذا؟. طبعاً، وكيف لا؟. فلقاء الوجوه، بحدّ ذاته، يشدّد. لقد كنّا بأمسّ الحاجة إلى ما نجدّد به حبّنا بعضنا لبعض، وتآزرنا بعضنا مع بعض، بحيث تترافد الأبرشيّات فتدعم الأبرشيّة الميسورة أختها المحتاجة إلى الدّعم. إنّ لقاء الوجوه، إذا حصل، يُنْعِشُ الأَفْئِدَةَ ويُزْكِي فيها حرارةَ حبٍّ، ربّما تكون فَتَرَتْ بسبب من البعد الحاصل بين الإخوة زمانًا ومكانًا، ويبعث الفرح.
 
أَلْقَاكَ وتلقاني، فافرحُ بكَ وتفرحُ بي ونتعزّى معًا، أنتَ وأنا، بكونِ كنيسة المسيح ما زالت بألف خير.
 
لقد كنّا بحاجة لأن نتلاقى معًا من أجل أن نفكّر معًا. وكنّا بحاجة لأن نفكّر معًا من أجل أن نكتشف أنّ لنا معًا، في ما نفكّر به، ما نقوله وما نخطّط له، الفكرَ الواحد الّذي هو فكر المسيح. وكيف نكتشف أنّ لنا، "مهما بَعُدَت بنا الدّار وشطّ بنا المَزار" (والعبارة للمثلّث الرّحمة المطران فيليبّس صليبا)، هذا الفكرَ الواحدَ الّذي هو فكر المسيح، ما لم نجلس معًا إلى مائدة فكريّة واحدة، ونتطارح المواضيع والقضايا ذات الإهتمام المشتَرَك؟. ثمّ، هل يجب أن تكون طروحاتنا متطابقة سلفًا حتّى نجتمع؟. لا، ليس بالضّرورة. طبعًا، لا بدّ من اتّفاق في الحدّ الأدنى، وعلى هذا نبني. وبالصّلاة المستمرّة والمتابعة الدؤوب يُكمِّلُ اللهُ البنيان.
 
المؤتمر الأنطاكيّ الأخير وَضَعَنَا على عَتَبَةِ المرجُوَّات، ونراهن على أبرشيّاتنا أن لا تردّنا من هذه العَتَبَة خائبين.
 
أخبــارنــا
 
دار المطرانيَّة: عيد ميلاد السَّيِّدة العذراء
 
لمناسبة عيد ميلاد السَّيِّدة العذراء يترأَّس راعي الأبرشيّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) صلاة الغروب وتبريك الخبزات الخمس، وذلك مساء الأحد الواقع فيه 7 أيلول 2014 عند السَّاعة السَّادِسَة مساءً في كنيسة ميلاد السَّيِّدة العذراء في المطرانيَّة.

وصباح الإثنين في 8 أيلول، تقام خدمة صلاة السّحر عند السَّاعة 8:30، يليها القدّاس الإلهيّ حوالَي السّاعة 9:30. وللمناسبة تحتفل جوقة الأبرشيَّة بعيد تأسيسها، وتشارك في خدمة الغروب والقدَّاس الإلهيّ.