الأحد 13 تشرين الأوَّل 2013
13 تشرين الأول 2013
الأحد 13 تشرين الأوَّل 2013
العدد 41
أحد آباء المجمع المسكونيّ السَّابِع
اللَّحن السَّابع الإيوثينا الخامس
*13: الشُّهداء كَرْبُس وبابيلُس ورفقتهما. *14: الشُّهداء نازاريوس ورفقته، قزما المُنْشِئ أسقف مايوما. * 15: الشَّهيد في الكهنة لوكيانُس المعلِّم الأنطاكيّ. * 16: الشَّهيد لونجينوس قائد المئة ورفقته * 17: النَّبيّ هوشَع، الشَّهيد أندراوس * 18: الرَّسول لوقا الإنجيليّ. * 19: النَّبيّ يوئيل، الشَّهيد أوَّارُس، يوحنَّا البارّ العجائبيّ.
آباء الكنيسة والعقيدة القويمة
إيمانُ كنيسَتِنَا الأرثوذكسيَّةِ نَقَلَهُ لنا عقيدةً آباءَها. والأب في الكنيسة هو المتكلِّم بروح الله في الإيمان القويم وتفسيرِهِ ونَقْلِهِ، وهو الحافِظ للعقيدة في الحقّ. أمَّا العقيدة فهي التَّعبير عن الكشف الإلهيّ حول الله المثلَّث الأقانيم والإيضاح لسرّ تدبير الله من أجل خلاص البشر والخليقة كافَّة.
الرُّوح القدس هو المُنشِئُ الآباء ومربّيهم، وهو المتكلِّم فيهم لتعليم حقيقة الإيمان بالمسيح. وهو الفاعِل كلّ شيء لإعلان الحقيقة المُطلَقَة وإزالة الحِجَاب عن السِّرّ الإلهيّ، إذ "بنوره نعاين نور" جوهر إيماننا المسيحيّ.
* * *
العقيدة لا تتغيَّر، لأنَّها التَّعبير عن الحقيقة الأزليّة الَّتي كُشِفَت لنا بيسوع المسيح في الروح القدس. حُدِّدَت العقائد الأساسيّة لإيماننا الأرثوذكسيّ في المجامع المسكونيّة السَّبعة. أوضح آباء الكنيسة هذه العقائد من خلال تعليمهم وكتاباتهم بلُغة عصرهم. فالعقيدة في صياغتها، لغةً، هي ﭐبنة زمان ومكان معيّنين، وهي في آنٍ معًا ﭐمتداد لكلّ ما سبقها في تحديد وتوضيح أُسس الإيمان. لذلك، كلّ مجمع مسكونيّ كان يؤكِّد ويصادق على ما ورد في المجامع الَّتي سبقته.
في كلّ زمان يرسل الله لكنيسته آباءً يحملون إرث الإيمان القويم ويحافِظون عليه، ويسلكون في الأمانة للحقّ شاهدين حتَّى الدَّم، إن ﭐقتضى الأمر. الرُّوح القدس الَّذي أوجد أثناسيوس الكبير وغريغوريوس اللَّاهوتيّ وباسيليوس الكبير ويوحنّا الذهبيّ الفم وغريغوريوس بالاماس وغيرهم، هو نفسه اليوم يوجد آباءً جُدُدًا ليكونوا شُهَدَاء أُمَنَاء لسرِّه (μυστήριον).
العقيدة هي حياة قويمة في إيمان ابن الله الَّذي أحبّنا وبذل نفسه لأجلنا (غل 2: 20). استقامة الحياة في المسيح من ﭐستقامة العقيدة. مَنِ ﭐنحرَفَ عن العقيدة القويمة ﭐنحرَفَ عن الحياة الحَقَّة في المسيح. ليست العقيدة مسألةً فكريَّةً أو تعليمًا نَظَرِيًّا. لو كانت كذلك، لما كان من معنى للسُّلوك فيها بـﭑستِقامة. لذلك، لا يستطيع نقل العقيدة إلَّا من عرفها حياة، أي من ذاقَ سِرَّ الوحدة في الثَّالوث وبه بواسطة المحبّة الإلهيّة المتنزِّلة عليه والسَّاكِنة فيه بالنِّعمة الإلهيّة. هذا هو الأب في الكنيسة، هذا هو المستقيم الرأي، هذا هو حافِظُ الإيمان القويم.
لذلك، نتمسَّك بثباتِ العقيدة من حيث حقيقتها السَّرمديّة، وننفتح على الرّوح القدس، باتِّضاع وتسليم كلِّيّ، لكي يهبَنَا أن نُعَبِّرَ عنها بلغة تناسب زماننا، حتَّى يكون المؤمنون عارفين الحقّ ومتجذِّرين فيه وشاهدين له في حياتهم لخلاصهم وخلاص العالم...
طروباريَّة القيامة باللَّحن السَّابِع
حَطَمْتَ بصليبِكَ الموتَ وَفَتَحْتَ للِّصِّ الفردَوْس، وحَوَّلْتَ نَوْحَ حامِلاتِ الطِّيب، وأَمَرْتَ رُسُلَكَ أن يكرِزُوا بأنَّكَ قد قُمْتَ أيَّها المسيحُ الإله مانِحًا العالمَ الرَّحمةَ العُظْمَى.
طروباريَّة الآباء باللَّحن الثَّامِن
أنتَ أيُّها المسيحُ إلهُنا الفائِقُ التَّسبيح، يا مَنْ أَسَّسْتَ آباءَنا القدِّيسينَ على الأرضِ كواكِبَ لامِعَة، وبهم هَدَيْتَنَا جميعًا إلى الإيمانِ الحقيقيّ، يا جزيلَ الرَّحمةِ المجدُ لك.
القنداق باللَّحن الثَّانِي
يا شفيعَةَ المسيحيِّين غَيْرَ الخازِيَة، الوَسيطَةَ لدى الخالِقِ غيْرَ المرْدُودَة، لا تُعرِضِي عَنْ أصواتِ طَلِبَاتِنَا نَحْنُ الخَطَأَة، بَلْ تدارَكِينَا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحْنُ الصَّارِخِينَ إليكِ بإيمانٍ: بادِرِي إلى الشَّفاعَةِ وأَسْرِعِي في الطِّلْبَةِ يا والدةَ الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمُكَرِّمِيكِ.
الرِّسَالَة
تيطس 3: 8-15
مُبَارَكٌ أَنْتَ يا رَبُّ إِله آبائنا
لأنَّكَ عَدْلٌ في كلِّ ما صَنَعْتَ بِنَا
يا ولدي تيطُسُ، صادِقَةٌ هي الكلمةُ، وإيَّاها أُرِيدُ أنْ تُقَرِّرَ، حتَّى يَهْتَمَّ الَّذين آمَنُوا بالله في القِيَامِ بالأعمالِ الحَسَنَة. فهذه هي الأعمالُ الحَسَنَةُ والنَّافِعَة. أمَّا المُبَاحَثَات الهَذَيَانِيَّةُ والأنْسَابُ والخُصُومَاتُ والمُمَاحَكَاتُ النَّامُوسِيَّة فـﭑجْتَنِبْهَا، فإنَّها غيرُ نافِعَةٍ وباطِلَة. وَرَجُلُ البِدْعَةِ بعدَ الإنذارِ مرَّةً وأُخْرَى أَعْرِضْ عنهُ، عالِمًا أنَّ مَنْ هوَ كذلكَ قد اعْتَسَفَ وهُوَ في الخطيئةِ يَقْضِي بنفسِهِ على نفسِهِ. ومتى أَرْسَلْتُ إليكَ أَرْتِمَاسَ أو تِيخِيكُوسَ فَبَادِرْ أَنْ تَأْتِيَنِي إلى نيكوبُّولِسَ لأنِّي قد عَزَمْتُ أَنْ أُشَتِّيَ هناك. أمَّا زيناسُ معلِّمُ النَّاموسِ وأَبُلُّوسُ فـﭑجْتَهِدْ في تشييعِهِمَا مُتَأَهِّبَيْنِ لِئَلَّا يُعْوِزَهُمَا شيءٌ. وَلْيَتَعَلَّمْ ذَوُونَا أنْ يَقُومُوا بالأعمالِ الصَّالِحَةِ للحاجاتِ الضَّرُورِيَّةِ حتَّى لا يَكُونُوا غيرَ مُثْمِرِين. يُسَلِّمُ عليكَ جميعُ الَّذين معي. سَلِّمْ على الَّذين يُحِبُّونَنَا في الإيمان. النِّعْمَةُ مَعَكُم أَجْمَعِين. آمين.
الإنجيل
8: 5-15 (لوقا 4)
قالَ الرَّبُّ هذا المثَل. خرجَ الزَّارِعُ لِيَزْرَعَ زَرْعَهُ، وفيما هو يزرَعُ سقطَ بعضٌ على الطَّريق فَوُطِئَ وأَكَلَتْهُ طيورُ السَّماءِ، والبعضُ سقطَ على الصَّخْرِ فلمَّا نَبَتَ يَبِسَ لأنَّهُ لم تَكُنْ له رُطُوبَةٌ، وبعضٌ سقطَ بين الشَّوْكِ فَنَبَتَ الشَّوْكُ معهُ فخنقَهُ، وبعضٌ سقطَ في الأرضِ الصَّالِحَة، فلمَّا نَبَتَ أَثْمَرَ مِئَةَ ضِعْفٍ. فسأَلَهُ تلاميذُهُ: ما عسى أنْ يكونَ هذا المثَل؟. فقالَ: لَكُم قد أُعْطِيَ أنْ تَعْرِفُوا أسرارَ ملكوتِ الله. وأمَّا الباقُونَ فَبِأَمْثَالٍ لكي لا ينظُرُوا وهم ناظِرُونَ ولا يفهَمُوا وهم سَامِعُون. وهذا هو المَثَل: الزَّرْعُ هو كلمةُ الله، والَّذين على الطَّريقِ هُمُ الَّذين يَسمَعُونَ، ثمَّ يأتِي إبليسُ وَيَنْزِعُ الكلمةَ من قلوبِهِم لِئَلَّا يُؤْمِنُوا فَيَخْلُصُوا. والَّذين على الصَّخْرِ هُمُ الَّذين يسمَعُونَ الكلمةَ ويقبلُونَهَا بِفَرَحٍ، ولكن ليس لهم أَصْلٌ، وإنَّمَا يُؤْمِنُونَ إلى حينٍ وفي وقتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّونَ، والَّذي سقطَ في الشَّوْكِ هُمُ الَّذين يَسمَعُونَ ثمَّ يَذهبُونَ فيَختنِقُونَ بهُمُومِ هذه الحياةِ وغِنَاهَا ومَلَذَّاتِهَا، فلا يأتُونَ بثمرٍ. وأمَّا الَّذي سقطَ في الأرضِ الجَيِّدَةِ فَهُمُ الَّذين يسمعُونَ الكلمةَ فَيَحْفَظُونَهَا في قلبٍ جَيِّدٍ صَالِحٍ، ويُثْمِرُونَ بالصَّبْر. ولمَّا قالَ هذا نادَى: مَنْ لَهُ أُذُنَانِ للسَّمْعِ فَلْيَسْمَعْ.
في الإنجيل
تقيم الكنيسة المقدَّسّة اليوم عيد الآباء، آباء المجمع المسكونيّ السَّابع الَّذي حَدَّدَ التَّعليم الصَّحيح حول إيقونة المسيح وجميع القدِّيسين. وقال إنّ تكريمنا للإيقونة يعود للعُنْصُرِ الأوَّل، أي للشَّخص الموجود فيها وليس للخشب أو الألوان. وبما أنَّ ﭐبن الله ﭐتَّخَذَ من المادَّة "أي الجسد" سبيلًا لخلاصنا فلا عيب إن كان بواسطة المادَّة أيضًا "أي الخشب والألوان" نُقَدِّمُ له عبادَة مَرْضِيَّة.
في الماضي نهى اللهُ الشَّعبَ بواسطة موسى أن يقيموا أيّ تمثال له ليعبدوه لأنَّ العقل البشريّ كان مُغَشّى عليه من جرّاء الخطيئة، ولم يَكُن قادارًا على التَّمييز، لذلك لم يكن حاضِرًا لقبول أمر كهذا. والدَّليل على ذلك أنَّه لمَّا صعد النّبيّ موسى إلى الجبل صنع الشَّعبُ عِجلًا ذهبيًّا ليعبدوه. ولكن، لمَّا حان الوقت لمجيء المُخَلِّص ﭐنْقَشَعَتْ تلك الضَّلالةُ عن بصيرة الإنسان وكَشَفَ اللهُ نفسَه للبشر بواسطة يسوع المسيح الَّذي هو "صورة الآب ورسمُ جوهره". إذًا، كما قال المسيح "ما جئت لأَنْقُض بل لأُكَمِّل". ونحن بتكريمنا للأيقونة نكمِّل قول الله ولا ننقضه.
لذلك، تقرأ الكنيسة علينا اليوم مثل الزَّارع، لأنّه هذا هو الزَّرْعُ الجيِّد الَّذي يقع في قلب كلٍّ مِنَّا اليوم. الزَّرْعُ جَيِّدٌ ولكن المهمّ أن تكون الأرض مُهَيَّأَة لاحتضان تلك البِذَار حتى تنمو وتُثْمِر.
الأرض هي قلب الإنسان لأنّ من هناك، أي من القلب، تخرج الأفكار الصَّالِحَة، وهذه الأفكار تُتَرجَم بالأعمال؛ أيَّة أعمال؟ العمل الَّذي يريده الله من كلّ إنسان، وهو إتمام مشيئته في هذا العالم، كما قال الرَّبّ يسوع: "لتكن مشيئتك لا مشيئتي!". ومشيئة الله هي أن نُكَمِّلَ أو أن نسعى لقداسة هذا الكون المليء بالاضطرابات اليوميَّة.
ولكن كيف يتقدَّس هذا العالم بواسطتنا نحن أبناء الزَّرع الجيِّد؟.
أوّلًا: "لتكن مشيئتك"، كما ندعو في الصَّلاة الرَّبيَّة (أبانا الَّذي في السماوات...)، وهذا ما فعله آباء اليوم، "ليكن فيكم فكر المسيح"، لقد تخلّوا عن أفكارهم الخاصَّة أو بالأحرى تعلَّمُوا وتدرَّبُوا في حياتهم كيف يَدخُل المسيحُ حياتَهُم ويقدِّسها بالرُّوح القدس فتأتي أقوالهم مُفْعَمَة بالإيمان والحياة. لذلك، من يقرأ تعاليمَهُم ويعمل بها فلا بُدَّ أن يكون من الزَّرع الجيِّد الَّذي وقعَ على الأرض الجيِّدَة المُعَدَّة له.
ثانياً: "بالجهاد والصَّلاة والصَّوم". وهذا ما فعله الرَّبّ يسوع. نحن نعتقد أنّ الصَّلاة تصير عندما نأتي الكنيسة أو عندما نقبع في زاوية في بيوتنا. هذا كلّه جيد. لكنَّ الصَّلاة الحقيقيَّة هي أن تكون حياتنا كلّها صلاة، أي أن نقدِّمها لله. كيف يتمّ ذلك؟ عندما نقوم بأيِّ عمل أو حركة فينا أن تكون بـﭑسم الله الثَّالوثيّ كما نقول في كلّ طلبة في صلواتنا: "لِنُودِعْ ذواتِنا وبعضُنَا بعضًا وكلَّ حياتِنا للمسيحِ الإله". إذًا، كما أنَّ المياه تَروي الأرض العَطْشَى هكذا الصَّلاة تَروي قلب الإنسان فيُثْمِر حياة أبديَّة يشعّ نورُها إلى الآخَرِين ولا تستطيع هموم هذه الحياة ولا أشواكها أن تؤثِّر عليها. لذلك، غَدَتْ تعاليم آبائنا القدِّيسين اليوم حياة مُثْمِرَة بملكوت الله. فلا تَدَعُوا يا إخوةُ، اليوم، هذا العيدَ يمرّ كيوم عاديّ (مرور الكرام) في حياتنا، بل فلنغرف منه زادًا نغتذي به يوميًّا لنقوم بالأعمال الحَسَنَة والنَّافِعَة الَّتي يَدعونا الرَّسول بولس في الرِّسالة لنقوم بها. النِّعمة معنا أجمعين، آمين.
في سرِّ التَّوبة والإعتراف
يعتقد الكثير من الأرثوذكسيين بأنّه لا وجود في كنيستنا لسرِّ التَّوبة والإعتراف. هذا يعود إلى أنَّ هذا السرّ ليست ممارسته مألوفة في الرَّعايا، بشكل عامّ. كذلك، يحتاج الإنسان إلى جُرأة ليُقِرَّ بأنّه خاطِى أمام شخص آخَر. يوجد أسباب أُخرى تجعل هذا السرَّ مجهولًا في كنيستنا ومنها عدم التَّركيز الرِّعائيّ على أهمِّيّته، وﭐعتبار البعض بأنّه طالما أنّ الكاهن أيضًا يُخطئ فلماذا يعترفون أمامه، إذ هو ليس أفضل منهم.
* * *
ما هي التَّوبة؟ التَّوبة (meta,noia) هي تغيير للذِّهن والفكر يستتبعه تغيير في السُّلوك والحياة. والتّوبة تأتي من إدراك الإنسان لخطيئته، أي لإساءته لذاته، لله وللآخَر. هذا يستتبع ندمًا ووجعًا في القلب، ينتج عنه تخشُّع واتِّضاع -عند الصَّادِق مع ذاته- ممَّا يولِّد في الإنسان طاقة إيجابيّة وقوَّة ناتِجَة عن القرف من الخطيئة وكرهها، فيمتدُّ الإنسان من هناك نحو الرَّغبة بتغيير واقعه التَّعيس المُسِيء لإنسانيّته كونه يصير غريبًا عن حقيقته الوجوديَّة.
الإنسان الحقّ هو كائن في تواصُلٍ مع الآخَر. والآخَر بالمُطلق هو الله. من هنا لا يستطيع الإنسان أن يكون إنسانًا ما لم يتواصل مع الله ومع الإنسان الآخَر. وأساس الصِّلة بين هؤلاء الثَّلاثة هو المحبَّة، كونها جوهر الإنسان لأنّ الإنسان على صورة الله قد خُلِق.
من هنا فالتَّوبة هي، بالحقيقة، سرّ المصالَحَة: مصالحة الإنسان مع ذاته، مع الله ومع الآخَر. كلّ خطيئة هي خللٌ في المحبّة الَّتي تجمع هؤلاء الثَّلاثة. وكلّ توبة هي مصالحة بين هؤلاء الثَّلاثة. لذا، التَّوبة تستتبِع الإعتراف.
* * *
الإعتراف الأوَّل، هو أن يُقِرَّ الإنسان في ذاته وتجاه نفسه بأنّه أساء إلى إنسانيّته، كونه بالخطيئة عرَّض نفسه لخسارة وجوده الحقّ إذ سَلَكَ في الأنانيّة. الإعتراف الثَّاني، هو أن يُقِرَّ الإنسان لله بأنّه أساء إلى محبّته له، خانَهُ، لأنّه ﭐنقادَ إلى مشورة الموت، إذ كلّ حَيَدَانٍ عن الوصيّة الإلهيّة هو دخول في طريق الموت. الإعتراف الثَّالث، هو أن يُقرِّ الإنسان بِشَقِّهِ رباط المحبَّة مع إخوته في جسد المسيح، كونه سَبَّبَ خَلَلًا في الجسد، إذ أَدْخَلَ المرضَ إليه كونه عضو فيه. وكلّ ﭐعتراف يستوجب طَلَبَ مصالَحَة لتستقيم العلاقة في المحبّة والبِرّ للوصول إلى الوحدة في الرَّبّ.
* * *
خطيئة الإنسان تُسِبِّبُ له ﭐضطِّرابًا وتشوُّشًا وﭐنقِسامًا في حياته كلّها، وهذا ما يجعله بحاجة إلى طبيب، إلى صديق، إلى إنسان ثقة وحكمة يستطيع أن يَتَّكِلَ عليه في طلب الدَّواء والمشورة والنُّصح للخروج من ضيقته وأوجاع نفسه وروحه. كلّ إنسان متألِّمٌ طالما هو في هذا العالم، لأنَّ كلّ إنسان يخطئ. من هنا، كان سرّ التّوبة والإعتراف، سرّ المُصالحة مع النَّفس والله والقريب بواسطة المسيح الفاعِل في الكاهِن خادم السّرّ.
من سَلَكَ في المُصالَحَة ارتاح قلبه وشُفِيَت نفسه وﭐسْتَنَارَتْ روحُه بنعمةِ إلهنا "الصَّالِح والمحبّ البشر".
فهل من يرغب بالمصالَحة؟!...
أخبـــارنــــا
رعيَّة كفرعقَّا: عيد القدِّيس لوقا الإنجيليّ
برعاية راعي الأبرشيَّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الإحترام، ولمناسبة عيد القدِّيس لوقا الإنجيليّ، تحتفل رعيَّة كفرعقَّا بالعيد، مساء الجمعة الواقع فيه 18 تشرين الأوَّل 2013، بسهرانيّة تبدأ بصلاة الغروب عند السَّاعة السَّادِسَة مساءً، يليها صلاة السَّحَر والقدَّاس الإلهيّ.
دير رُقاد السَّيِّدة- بكفتين: تضمين قطاف الزَّيتون
يعلن دير رقاد السَّيِّدة في بكفتين عن رغبته بتضمين قطاف موسم الزّيتون لهذه السَّنة. فعلى الرَّاغِبين بهذا الأمر الحضور إلى الدَّير يوم الإثنين في 14 تشرين الأوّل عند السَّاعة العاشرة صباحًا. للإستفسار يمكن الإتِّصال على رقمَي الدَّير: 416769-06 / 135139-03 .