الأحد 17 تشرين الثاني 2013

الأحد 17 تشرين الثاني 2013

17 تشرين الثاني 2013

 

الأحد  17 تشرين الثاني  2013
العدد 46
الأحد (21) بعد العنصرة
اللَّحن الرابع     الإيوثينا العاشرة

*17: غريغوريوس العجائبي أسقف قيسارية الجديدة.* 18: الشهيدان بلاطن ورومانس * 19:  النبي عوبديا، الشهيد برلعام. *20: تقدمة عيد الدخول، غريغوريوس البانياسي، بروكلس بطريرك القسطنطينية. *21: عيد دخول سيدتنا والدة الإله الى الهيكل *22:  الرسول فيليمن ورفقته، الشهيدة كيكيليا ومن معها * 23: أمفيلوخيوس أسقف إيقونية، غريغوريوس أسقف أكراغندينون.


مجلس الرعيّة

بموجب النظام الأساسيّ للكرسيّ الأنطاكيّ، ونظام المجالس، تُعاوِنُ راعيَ الأبرشيّةِ هيئاتٌ مؤلّفةٌ مِن إكليريكيّين وعلمانيّين، هي:  مجالس الرعايا، مؤتمر الأبرشيّة، ومجلس الأبرشيّة. حديثنا اليوم هو عن مجلس الرعيّة.

هو هيئةٌ تُعاوِنُ الكاهنَ في القيامِ بالتربيةِ الكنسيّةِ والتعليمِ والحياةِ الرّوحيّة، وأيضًا تنمية الموارد الماليّةِ للرعيّة، والأوقاف. وتعمل برئاسة الكاهن.

يتألف المجلس من ثلاثة أعضاء إلى 15 عضواً يتمّ اختيارُهم بين راعي الأبرشيّة والكهنةِ والرّعيّةِ المعيّنة. ويُحدّدُ المطرانُ عددَ الأعضاءِ بقرارٍ مَمهُورٍ بإمضائه.

أعضاءُ مجلس الرعيّة غيرُ أعضاءِ البلديّةِ أو الهيئةِ الاِختياريّة (المخاتير). النائبُ يأتي مبدئيّاً مُحِبّاً للوطن، وعضوُ مجلسِ الرّعيّةِ يأتي مبدئيّاً مُحِبّاً للكنيسة، "مؤمناً ممارِساً غَيُوراً، ومعروفاً بِحُسنِ السّيرة". والمادّةُ السّادسةُ من النظام تُضيفُ أنّه يُشترَطُ في العضو أن يكون "من القادِرِينَ على تأديةِ خدمةٍ فعليّةٍ للرّعيّة".

إنّنا نُراعي اختيارَ الأعضاءِ مِنَ العائلاتِ الرّئيسيّة في الرّعيّة، شرطَ أن يُتَمِّمُوا الشّروطَ المنصوصَ عليها أعلاه. أنا أتعجّبُ مِن أشخاصٍ أعضاءَ لا يَعرفونَ شيئاً عن الكنيسةِ ولا يَزُورَنَها. كما أرجو أبناءَنا الأحبّاءَ كُلَّهُم أن لا يَزُجُّوا الكنيسةَ بحساسياتٍ عائليّةٍ أو سياسيّةٍ لا شأن لنا بها، كلّها تجبرنا أن نغمّس خارج صحن الكنيسة".

إنّني شخصيّاً، وحسبَ تقليدِ كنيستِنا المسيحيّةِ الأرثوذكسيّة، أحترمُ كُلَّ النّاسِ مهما كان انتماؤهم، وأعتَبِرُهُم أبناء. لكنّي أعترفُ بأنّني أُفضّلُ الأتقياءَ منهم والأَكْفاء، كأعضاء في مجالس الرعايا.

هناك أيضًا قضيّةٌ أُخرى حسّاسةٌ، لا بُدَّ لا بُدَّ مِنَ الإشارةِ إلَيها، ألا وهي قضيّةُ الأعضاء الّذينَ خدموا سنينَ كثيرةً في مجلسِ الرعيّة. وهذا موجودٌ في عدّة رعايا، وهو مُخالِفٌ للنّظام، الّذي ينصّ صريحًا على أنّ "مُدّةَ المجلسِ هي أربع سنوات" إنّي أَفهمُ تماماً وضعَ بعض الأعضاء الفعّالين القدماء المعروفين بأنهم وُكَلاء أُمَناءُ على الرّعيّة، خصوصاً الماليّة والأوقاف.

لكن أرجو، احتراماً للنظام، وشعوراً بإعطاءِ المجال كلَّ أربعةِ سنوات إلى أعضاء آخَرِين جُدُد، بخاصّةٍ عنصر الشباب، لِيُشارِكوا في المسؤوليّة.

لا بُدَّ مِن أن نرى مَخرجاً يُراعي هؤلاء الوُكلاءِ الأُمَناء، كإبقائهم ليس كأعضاء بل كمعاونين إمّا داخل اللجان أو في مهمّاتٍ خاصّةٍ تعاون الكاهن في شؤون الرعيّة.
أحبّائي أبناءَ هذه الأبرشيّةِ المحفوظةِ من الله، أطلبُ منكم احترامَ القوانينِ الكنسيّةِ الّتي لم تكن أبداً كاملة مطلقة. الربّ يريدنا أن نرتقي انطلاقاً من إيمانِنا ومحبّتنا لهذا الوطن ومعرفة رسالة هويّتنا الأرثوذكسية، أن نرتقيَ فوق الحساسيّات العائليّةِ والقَبَلِيّة، ونفهمَ أنّ الكنيسة التي أسّسها ربُّنا يسوعُ المسيحُ الإلهُ- الإنسان، مدعوّةٌ إلى أن تَخدمَ كلَّ إنسانٍ، انطلاقاً أوّلاً من أبنائنا، مهما كانت عقيدتُه ومكانتُه الإجتماعيّة، وحتى جنسه وديانته، واعِينَ أنّه علينا أن نبقى في المجتمع كما كُنّا دائماً خميرةً صالحةً تُخمِّرُ العجينَ كُلَّه.

         +افرام                                    
    مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

طروباريَّة القيامة   باللَّحن الرابع

إنَّ تلميذاتِ الرَّب تَعَلَّمْنَ من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهج، وطرحْنَ القضاءَ الجدِّيَّ، وخاطبْنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموتُ وقام المسيحُ الإله، ومنح العالم الرحمة العظمى.

قنداق دخول السيدة إلى الهيكل باللحن الرابع

اليَومَ تُدخَلُ إلى بَيتِ الرَّبِّ. العَذراءُ الـهَيكَلُ الكُلِّيُّ النَّقاوة. ألّذي لِلمُخَلِّصِ وَالـخِدرُ النَّفِيسْ. وَالكَنزُ الشَّريفُ لِـمَجدِ اللهِ مُدخِلَةً مَعَها. النِّعمةَ الّتي تَأتي مِنَ الرُّوحِ الإلٰـهي. فَلْتُسَبِّحْها مَلائكةُ الله. لِأَنَّـها هِيَ الـمِظَلَّةُ السَّماوِيّة.

الرِّسَالَة
غلا 2: 16-20

ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ كُلَّها بحكمةٍ صَنَعتَ  باركي يا نفسي الربَّ

يا إخوةُ، إذ نعلَمُ أنَّ الإنسانَ لا يُبرَّرُ بأعمالِ الناموسِ بل إنَّما بالإيمانِ بيسوعَ المسيح، آمنَّا نحنُ أيضاً بيسوعَ المسيحِ لكي نُبرَّرَ بالإيمانِ بالمسيح لا بأعمالِ الناموسِ، إذ لا يُبرَّرُ بأعمالِ الناموس أحدٌ من ذوي الجَسَد. فإن كنَّا ونحنُ طالِبونَ التبريرَ بالمسيحِ وُجدنا نحنُ أيضاً خطأةً أَفَيَكُونُ المسيحُ إذنْ خادِمًا للخطيئة؟ حاشى! فإنّي إن عدتُ أبني ما قد هَدَمتُ، أجعَلُ نفسي متعدّياً، لأنّي بالناموسِ مُتُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ، فأحيا لا أنا بل المسيحُ يحيا فيَّ. وما لي من الحياةِ في الجسدِ أنا أحياهُ في إيمانِ ابنِ الله الذي أحبَّني وبذلَ نفسَهُ عني.

الإنجيل
لو: 12: 16-21

قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أخصبَتْ أرضُهُ، فَفكَّر في نفسهِ قائلاً: ماذا أَصنَع؟ فإنَّه لَيسَ لي مَوضِعٌ أَخْزُنُ فيه أثماري. ثمَّ قال: أصنعُ هذا: أهْدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ مِنها وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غَلّاتي وَخَيراتي. وأقولُ لنِفسي: يا نَفسُ إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ، فاستْريحي وَكُلِي وَاشْرَبي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه الليلةِ تُطلَبَ نَفْسُكَ مِنكَ، فهذه التي أعدَدْتَها لِمَنْ تَكون؟ فهكذا مَنْ  يَدَّخِرُ لِنفسِهِ ولا يَستغني باللهِ. ولَمّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ اُذنُانِ للسمْع فَلْيَسْمَع.

 

في الإنجيل

في هذا المقطع الإنجيلي من بشارة لوقا الرسول يضرب لنا الرب يسوع مثلاً يُظهر فيه الخطر الناجم عن الاتّكال على المال عوض الاتّكال على الله.
"إنسانٌ غنيٌّ أخصبَتْ أرضُه". السؤال المطروح ما هي مشكلة هذا الإنسان؟ هل لأنّه غنيّ أم لأنّ أرضَهُ أخصبَتْ؟ يُجيبُنا الرّبّ: "هكذا مَنْ يَدَّخِرُ لِنفسِهِ وَلا يَستغني بالله". ظَنَّ الغنيُّ أنّه بتخزين الغلال يطمئنّ على حياته ويكون في مَأمَنٍ من تقلّبات الحياة وأخطارِها ويصير مُحصَّناً ثابتاً لا يتزعزع أمام المصاعب ويغرف من الحياة قَدْرَ ما يشتهي، مستريحاً من أكل وشرب وفرح.

غاب عن باله أنّ الحياة ليست بالمآكل والمشرب والرفاهية، وأنّه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة من الله" (لوقا 4: 4). جَهِلَ الغنيّ أنّ الله هو منبع الحياة ومتَّكَلُها، وأنّ كلمة الله المحيية هي طعام الحياة الحقة. وأراد ان يستأثر بالخيرات التي حصل عليها لأنّ أرضه أخصبت، واعتبرها خاصّةً به، وأغلق الباب أمام مَن هُم بحاجةٍ لها.

مشكلتُه ليست في غناه، وليست في أنّ أرضَهُ أخصبَتْ، بل في تَعامُلِهِ مع هذا الغنيّ وتَمسُّكِهِ بالخيرات الكثيرة لِوَحدِه، وعدم تفكيره بالآخرين الذين هم بحاجة، وهذا بسبب أنانيته وعدم وجود فعل المحبّة في قلبه، لأنّه ما تعوّد أن يمارسها.
يبقى الهدف من هذا المثل الإنجيليّ هو أن يتغلّب المؤمن، غنيّاً كان أم فقيراً، على هاجس الطعام واللباس والإرث والمال والأملاك، لأنّ الاهتمام المُفرِطَ بِكُلّ هذا لا يُجدي نفعاً. لأن ما مِن مُتَّكَلٍ سوى الله. ومَن اهتمّ بِطلَبِ الرّبّ لا يَعدَمُ شيئاً، بل يطأ على حاجاته ويكون غنيّاً في فقره وفقيراً لوجه الله في بذل غناه.

الفرح

عالَمُنا الذي نعيشُ فيه اليوم يشهد الكثير من الإضطرابات لدرجة اليأس والحزن المفرط؟
شبابنا يتّجهون إلى الملاهي الليليّة حتى الصباح،  ينخرطون في عالم من اللامبالاة واللانفع، حياتهم ملؤها اليأس والضجر وضياع الوقت بالهباء، أو يبحثون عن باب الهجرة إلى عالمٍ آخر طلبًا لما يبتغون.

في ظروف كهذه يتساءل المرء عن إمكانِ العيش في هذه الحياة بفرح ولو للحظات. وما يمكن أن يُعمل في مثلِ هذه الظّروف؟

من الملاحظ أنَّ الانخراط بأعمال الخدمة الاجتماعيّة والتعامل مع المحتاجين، أو إقامة ورشات عمل شبابيّة، تُساهم في مَلْءِ الفراغ في حياة الكثير من الناس. ويمكن للمؤسسات الكنسيّة أن تُنتج اقتراحات تساهم في إشراك المؤمنين وغير المؤمنين في نشاطات مشتركة تكسر روتين الحياة وتضفي جوًّا من الفرح وتكسر طوق اليأس وتخدم شريحةً لا بأس بها من المحتاجين، ولو تعدّدت أشكال الاحتياج.

ولكنّ هذا لا يمنع من الإضاءة على إمكانِ الحصول على الفرح من منطلق آخر، وهو لا يقلّ أهميّة عن العمل الخدماتيّ. لا بل إنّ العمل هو الذي ينبع منه، ألا وهو الإيمان "وأنا بأعمالي أُرِيكَ إيماني"، كما يقول الرسول يعقوب.

عندما كتب بولس الرسول كلمته إلى أهل فيليبي داعيًا إياهم إلى الفرح قائلاً :"افرحوا في الربّ كلّ حينٍ وأقول أيضًا افرحوا" (في 4:4)، وعندما كتب رسالته إلى كولوسي يدعوهم إلى التحمّل والصبر بفرحٍ (كو11:1)، كان هو في تلك الآونة مقيّدًا بالسلاسل في غياهب السجون.

 فكيف يمكن لإنسانٍ يُساقُ إلى الموت أن يتكلّم دائمًا عن الفرح إلّا إذا كان يُدرك معنى "الخبر المفرح"، "الإنجيل" الذي يحياه، وأهمّيّته في حياته؟!

ليس الخطأ اليوم في العالم، لكون العالم له نهجه والاضطراب من طبيعته، وإنّما الخطأ اليوم أن لا يُدرك المسيحيّ أنّه يمتلك "الخبر المفرح" وأنّ هذه البُشرى هي شخص المسيح الذي به يحيا ويتحرّك.

نظرة معظم المسيحيّين اليوم إلى الواقع لا تختلف عن نظرة العالم، بحيث لا رجاء ولا فرح ولا شيء ذو معنى يستأهل أن يحيا من أجله، لظنّه أنه لا يستطيع أن يُغيّر شيئًا ممّا حوله، ولكونه لا يملك السلطة ولا القوّة للتغيير، وكأنّ التغيير يأتي فقط من سلطان هذا العالم وجبروته.

المؤمن بالمسيح يسوع يعرف حقَّ المعرفة أنّه ضعيف، ولكنّه مع هذا يفتخر بضعفه "أما من جهة نفسي فلا أفتخر إلا بضعفي" (2كو)، وليس الافتخار بالخنوع واليأس وإنّما بالإيمان بشخص يسوع المسيح القائم من بين الأموات.

يَعِي المؤمنُ أنَّ القوّةَ التي يستطيع أن يغيّر الكون بها لا تأتي، ولا تتحقّق، إلا إذا اعترف هو بعجزه ليسمح لقوّة العليّ أن تعمل به " أفتخر بأوهاني لتستقرّ في قوّة المسيح" (2كو 9:12).

بهذه القوّة، بهذه الثقة بحضور المسيح يجب أن يحيا المسيحيّ، حينذاك أمام كلّ الظروف والضيقات، أمام كلّ المتغيّرات يستطيع أن يقف شامخًا بفرحٍ حاملاً الرجاء الآتي من المسيح القائل " ثِقُوا إنّي قد غلبتُ العالم"، والذي له وحده المُلك والقدرة والمجد إلى الأبد.آمين.


أخبـــارنــــا


دير سيدة الناطور- أنفه: عيد دخول السيّدة إلى الهيكل

ببركة ورعاية صاحب السيادة راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس) ولمناسبة عيد دخول السيّدة إلى الهيكل، تقام صلاة غروب العيد نهار الأربعاء الواقع فيه 20/11/2013 الساعة الخامسة مساءً في كنيسة دخول السيدة في دير الناطور. كما سيحتفل بالقداس الإلهي نهار الخميس الواقع فيه 21/11/2013 الساعة التاسعة والنصف صباحاً. يلي القداس ضيافة.
 
استقبال رفات القديس  جاورجيوس كارسليذس في رعيتي فيع وبشمزين

ببركة ورعاية راعي الأبرشية المتروبوليت افرام (كرياكوس) تحتفل رعيّتا فيع وبشمزّين باستقبال رفات القديس جاورجيوس كارسليذس وذلك على الشكل التالي:
*الخميس 21 تشرين الثاني: الساعة الخامسة مساءً صلاة غروب في كنيسة القديس سمعان العموديّ فيع. يتخلّلها زياح رفات القدّيس نكتاريوس العجائبيّ والتبرّك منها.
*الجمعة 22 تشرين الثاني:  7.30 سحرية وقدّاس في كنيسة مار سمعان – فيع
5 مساء غروب في كنيسة القدّيس جاورجيوس- بشمزين يتخلّلها الزياح ببقايا القدّيس جاورجيوس كارسليذس، يبقى مجال التبرّك لغاية 6.30 مساءً.
وعند الساعة 6.30 مساءً حديث حول "التجارب من خلال سيرة القديس نكتاريوس".
*السبت 23 تشرين الثاني:
8 صباحاً سحريّة وقدّاس في كنيسة مار يوحنا بشمزين، وبعد القدّاس التبرّك لغاية الساعة 12 ظهراً.
5 مساءً غروب في مار سمعان فيع مع زياح بالبقايا والتبرّك لغاية 8 ليلاً.
*الأحد 24 تشرين الثاني:
8 صباحاً السحريّة والقدّاس في مار سمعان فيه مع الزياح أيضًا.

 

 

الأحد  17 تشرين الثاني  2013
العدد 46
الأحد (21) بعد العنصرة
اللَّحن الرابع     الإيوثينا العاشرة

*17: غريغوريوس العجائبي أسقف قيسارية الجديدة.* 18: الشهيدان بلاطن ورومانس * 19:  النبي عوبديا، الشهيد برلعام. *20: تقدمة عيد الدخول، غريغوريوس البانياسي، بروكلس بطريرك القسطنطينية. *21: عيد دخول سيدتنا والدة الإله الى الهيكل *22:  الرسول فيليمن ورفقته، الشهيدة كيكيليا ومن معها * 23: أمفيلوخيوس أسقف إيقونية، غريغوريوس أسقف أكراغندينون.


مجلس الرعيّة

بموجب النظام الأساسيّ للكرسيّ الأنطاكيّ، ونظام المجالس، تُعاوِنُ راعيَ الأبرشيّةِ هيئاتٌ مؤلّفةٌ مِن إكليريكيّين وعلمانيّين، هي:  مجالس الرعايا، مؤتمر الأبرشيّة، ومجلس الأبرشيّة. حديثنا اليوم هو عن مجلس الرعيّة.

هو هيئةٌ تُعاوِنُ الكاهنَ في القيامِ بالتربيةِ الكنسيّةِ والتعليمِ والحياةِ الرّوحيّة، وأيضًا تنمية الموارد الماليّةِ للرعيّة، والأوقاف. وتعمل برئاسة الكاهن.

يتألف المجلس من ثلاثة أعضاء إلى 15 عضواً يتمّ اختيارُهم بين راعي الأبرشيّة والكهنةِ والرّعيّةِ المعيّنة. ويُحدّدُ المطرانُ عددَ الأعضاءِ بقرارٍ مَمهُورٍ بإمضائه.

أعضاءُ مجلس الرعيّة غيرُ أعضاءِ البلديّةِ أو الهيئةِ الاِختياريّة (المخاتير). النائبُ يأتي مبدئيّاً مُحِبّاً للوطن، وعضوُ مجلسِ الرّعيّةِ يأتي مبدئيّاً مُحِبّاً للكنيسة، "مؤمناً ممارِساً غَيُوراً، ومعروفاً بِحُسنِ السّيرة". والمادّةُ السّادسةُ من النظام تُضيفُ أنّه يُشترَطُ في العضو أن يكون "من القادِرِينَ على تأديةِ خدمةٍ فعليّةٍ للرّعيّة".

إنّنا نُراعي اختيارَ الأعضاءِ مِنَ العائلاتِ الرّئيسيّة في الرّعيّة، شرطَ أن يُتَمِّمُوا الشّروطَ المنصوصَ عليها أعلاه. أنا أتعجّبُ مِن أشخاصٍ أعضاءَ لا يَعرفونَ شيئاً عن الكنيسةِ ولا يَزُورَنَها. كما أرجو أبناءَنا الأحبّاءَ كُلَّهُم أن لا يَزُجُّوا الكنيسةَ بحساسياتٍ عائليّةٍ أو سياسيّةٍ لا شأن لنا بها، كلّها تجبرنا أن نغمّس خارج صحن الكنيسة".

إنّني شخصيّاً، وحسبَ تقليدِ كنيستِنا المسيحيّةِ الأرثوذكسيّة، أحترمُ كُلَّ النّاسِ مهما كان انتماؤهم، وأعتَبِرُهُم أبناء. لكنّي أعترفُ بأنّني أُفضّلُ الأتقياءَ منهم والأَكْفاء، كأعضاء في مجالس الرعايا.

هناك أيضًا قضيّةٌ أُخرى حسّاسةٌ، لا بُدَّ لا بُدَّ مِنَ الإشارةِ إلَيها، ألا وهي قضيّةُ الأعضاء الّذينَ خدموا سنينَ كثيرةً في مجلسِ الرعيّة. وهذا موجودٌ في عدّة رعايا، وهو مُخالِفٌ للنّظام، الّذي ينصّ صريحًا على أنّ "مُدّةَ المجلسِ هي أربع سنوات" إنّي أَفهمُ تماماً وضعَ بعض الأعضاء الفعّالين القدماء المعروفين بأنهم وُكَلاء أُمَناءُ على الرّعيّة، خصوصاً الماليّة والأوقاف.

لكن أرجو، احتراماً للنظام، وشعوراً بإعطاءِ المجال كلَّ أربعةِ سنوات إلى أعضاء آخَرِين جُدُد، بخاصّةٍ عنصر الشباب، لِيُشارِكوا في المسؤوليّة.

لا بُدَّ مِن أن نرى مَخرجاً يُراعي هؤلاء الوُكلاءِ الأُمَناء، كإبقائهم ليس كأعضاء بل كمعاونين إمّا داخل اللجان أو في مهمّاتٍ خاصّةٍ تعاون الكاهن في شؤون الرعيّة.
أحبّائي أبناءَ هذه الأبرشيّةِ المحفوظةِ من الله، أطلبُ منكم احترامَ القوانينِ الكنسيّةِ الّتي لم تكن أبداً كاملة مطلقة. الربّ يريدنا أن نرتقي انطلاقاً من إيمانِنا ومحبّتنا لهذا الوطن ومعرفة رسالة هويّتنا الأرثوذكسية، أن نرتقيَ فوق الحساسيّات العائليّةِ والقَبَلِيّة، ونفهمَ أنّ الكنيسة التي أسّسها ربُّنا يسوعُ المسيحُ الإلهُ- الإنسان، مدعوّةٌ إلى أن تَخدمَ كلَّ إنسانٍ، انطلاقاً أوّلاً من أبنائنا، مهما كانت عقيدتُه ومكانتُه الإجتماعيّة، وحتى جنسه وديانته، واعِينَ أنّه علينا أن نبقى في المجتمع كما كُنّا دائماً خميرةً صالحةً تُخمِّرُ العجينَ كُلَّه.

         +افرام                                    
    مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

طروباريَّة القيامة   باللَّحن الرابع

إنَّ تلميذاتِ الرَّب تَعَلَّمْنَ من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهج، وطرحْنَ القضاءَ الجدِّيَّ، وخاطبْنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموتُ وقام المسيحُ الإله، ومنح العالم الرحمة العظمى.

قنداق دخول السيدة إلى الهيكل باللحن الرابع

اليَومَ تُدخَلُ إلى بَيتِ الرَّبِّ. العَذراءُ الـهَيكَلُ الكُلِّيُّ النَّقاوة. ألّذي لِلمُخَلِّصِ وَالـخِدرُ النَّفِيسْ. وَالكَنزُ الشَّريفُ لِـمَجدِ اللهِ مُدخِلَةً مَعَها. النِّعمةَ الّتي تَأتي مِنَ الرُّوحِ الإلٰـهي. فَلْتُسَبِّحْها مَلائكةُ الله. لِأَنَّـها هِيَ الـمِظَلَّةُ السَّماوِيّة.

الرِّسَالَة
غلا 2: 16-20

ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ كُلَّها بحكمةٍ صَنَعتَ  باركي يا نفسي الربَّ

يا إخوةُ، إذ نعلَمُ أنَّ الإنسانَ لا يُبرَّرُ بأعمالِ الناموسِ بل إنَّما بالإيمانِ بيسوعَ المسيح، آمنَّا نحنُ أيضاً بيسوعَ المسيحِ لكي نُبرَّرَ بالإيمانِ بالمسيح لا بأعمالِ الناموسِ، إذ لا يُبرَّرُ بأعمالِ الناموس أحدٌ من ذوي الجَسَد. فإن كنَّا ونحنُ طالِبونَ التبريرَ بالمسيحِ وُجدنا نحنُ أيضاً خطأةً أَفَيَكُونُ المسيحُ إذنْ خادِمًا للخطيئة؟ حاشى! فإنّي إن عدتُ أبني ما قد هَدَمتُ، أجعَلُ نفسي متعدّياً، لأنّي بالناموسِ مُتُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ، فأحيا لا أنا بل المسيحُ يحيا فيَّ. وما لي من الحياةِ في الجسدِ أنا أحياهُ في إيمانِ ابنِ الله الذي أحبَّني وبذلَ نفسَهُ عني.

الإنجيل
لو: 12: 16-21

قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أخصبَتْ أرضُهُ، فَفكَّر في نفسهِ قائلاً: ماذا أَصنَع؟ فإنَّه لَيسَ لي مَوضِعٌ أَخْزُنُ فيه أثماري. ثمَّ قال: أصنعُ هذا: أهْدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ مِنها وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غَلّاتي وَخَيراتي. وأقولُ لنِفسي: يا نَفسُ إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ، فاستْريحي وَكُلِي وَاشْرَبي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه الليلةِ تُطلَبَ نَفْسُكَ مِنكَ، فهذه التي أعدَدْتَها لِمَنْ تَكون؟ فهكذا مَنْ  يَدَّخِرُ لِنفسِهِ ولا يَستغني باللهِ. ولَمّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ اُذنُانِ للسمْع فَلْيَسْمَع.

 

في الإنجيل

في هذا المقطع الإنجيلي من بشارة لوقا الرسول يضرب لنا الرب يسوع مثلاً يُظهر فيه الخطر الناجم عن الاتّكال على المال عوض الاتّكال على الله.
"إنسانٌ غنيٌّ أخصبَتْ أرضُه". السؤال المطروح ما هي مشكلة هذا الإنسان؟ هل لأنّه غنيّ أم لأنّ أرضَهُ أخصبَتْ؟ يُجيبُنا الرّبّ: "هكذا مَنْ يَدَّخِرُ لِنفسِهِ وَلا يَستغني بالله". ظَنَّ الغنيُّ أنّه بتخزين الغلال يطمئنّ على حياته ويكون في مَأمَنٍ من تقلّبات الحياة وأخطارِها ويصير مُحصَّناً ثابتاً لا يتزعزع أمام المصاعب ويغرف من الحياة قَدْرَ ما يشتهي، مستريحاً من أكل وشرب وفرح.

غاب عن باله أنّ الحياة ليست بالمآكل والمشرب والرفاهية، وأنّه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة من الله" (لوقا 4: 4). جَهِلَ الغنيّ أنّ الله هو منبع الحياة ومتَّكَلُها، وأنّ كلمة الله المحيية هي طعام الحياة الحقة. وأراد ان يستأثر بالخيرات التي حصل عليها لأنّ أرضه أخصبت، واعتبرها خاصّةً به، وأغلق الباب أمام مَن هُم بحاجةٍ لها.

مشكلتُه ليست في غناه، وليست في أنّ أرضَهُ أخصبَتْ، بل في تَعامُلِهِ مع هذا الغنيّ وتَمسُّكِهِ بالخيرات الكثيرة لِوَحدِه، وعدم تفكيره بالآخرين الذين هم بحاجة، وهذا بسبب أنانيته وعدم وجود فعل المحبّة في قلبه، لأنّه ما تعوّد أن يمارسها.
يبقى الهدف من هذا المثل الإنجيليّ هو أن يتغلّب المؤمن، غنيّاً كان أم فقيراً، على هاجس الطعام واللباس والإرث والمال والأملاك، لأنّ الاهتمام المُفرِطَ بِكُلّ هذا لا يُجدي نفعاً. لأن ما مِن مُتَّكَلٍ سوى الله. ومَن اهتمّ بِطلَبِ الرّبّ لا يَعدَمُ شيئاً، بل يطأ على حاجاته ويكون غنيّاً في فقره وفقيراً لوجه الله في بذل غناه.

الفرح

عالَمُنا الذي نعيشُ فيه اليوم يشهد الكثير من الإضطرابات لدرجة اليأس والحزن المفرط؟
شبابنا يتّجهون إلى الملاهي الليليّة حتى الصباح،  ينخرطون في عالم من اللامبالاة واللانفع، حياتهم ملؤها اليأس والضجر وضياع الوقت بالهباء، أو يبحثون عن باب الهجرة إلى عالمٍ آخر طلبًا لما يبتغون.

في ظروف كهذه يتساءل المرء عن إمكانِ العيش في هذه الحياة بفرح ولو للحظات. وما يمكن أن يُعمل في مثلِ هذه الظّروف؟

من الملاحظ أنَّ الانخراط بأعمال الخدمة الاجتماعيّة والتعامل مع المحتاجين، أو إقامة ورشات عمل شبابيّة، تُساهم في مَلْءِ الفراغ في حياة الكثير من الناس. ويمكن للمؤسسات الكنسيّة أن تُنتج اقتراحات تساهم في إشراك المؤمنين وغير المؤمنين في نشاطات مشتركة تكسر روتين الحياة وتضفي جوًّا من الفرح وتكسر طوق اليأس وتخدم شريحةً لا بأس بها من المحتاجين، ولو تعدّدت أشكال الاحتياج.

ولكنّ هذا لا يمنع من الإضاءة على إمكانِ الحصول على الفرح من منطلق آخر، وهو لا يقلّ أهميّة عن العمل الخدماتيّ. لا بل إنّ العمل هو الذي ينبع منه، ألا وهو الإيمان "وأنا بأعمالي أُرِيكَ إيماني"، كما يقول الرسول يعقوب.

عندما كتب بولس الرسول كلمته إلى أهل فيليبي داعيًا إياهم إلى الفرح قائلاً :"افرحوا في الربّ كلّ حينٍ وأقول أيضًا افرحوا" (في 4:4)، وعندما كتب رسالته إلى كولوسي يدعوهم إلى التحمّل والصبر بفرحٍ (كو11:1)، كان هو في تلك الآونة مقيّدًا بالسلاسل في غياهب السجون.

 فكيف يمكن لإنسانٍ يُساقُ إلى الموت أن يتكلّم دائمًا عن الفرح إلّا إذا كان يُدرك معنى "الخبر المفرح"، "الإنجيل" الذي يحياه، وأهمّيّته في حياته؟!

ليس الخطأ اليوم في العالم، لكون العالم له نهجه والاضطراب من طبيعته، وإنّما الخطأ اليوم أن لا يُدرك المسيحيّ أنّه يمتلك "الخبر المفرح" وأنّ هذه البُشرى هي شخص المسيح الذي به يحيا ويتحرّك.

نظرة معظم المسيحيّين اليوم إلى الواقع لا تختلف عن نظرة العالم، بحيث لا رجاء ولا فرح ولا شيء ذو معنى يستأهل أن يحيا من أجله، لظنّه أنه لا يستطيع أن يُغيّر شيئًا ممّا حوله، ولكونه لا يملك السلطة ولا القوّة للتغيير، وكأنّ التغيير يأتي فقط من سلطان هذا العالم وجبروته.

المؤمن بالمسيح يسوع يعرف حقَّ المعرفة أنّه ضعيف، ولكنّه مع هذا يفتخر بضعفه "أما من جهة نفسي فلا أفتخر إلا بضعفي" (2كو)، وليس الافتخار بالخنوع واليأس وإنّما بالإيمان بشخص يسوع المسيح القائم من بين الأموات.

يَعِي المؤمنُ أنَّ القوّةَ التي يستطيع أن يغيّر الكون بها لا تأتي، ولا تتحقّق، إلا إذا اعترف هو بعجزه ليسمح لقوّة العليّ أن تعمل به " أفتخر بأوهاني لتستقرّ في قوّة المسيح" (2كو 9:12).

بهذه القوّة، بهذه الثقة بحضور المسيح يجب أن يحيا المسيحيّ، حينذاك أمام كلّ الظروف والضيقات، أمام كلّ المتغيّرات يستطيع أن يقف شامخًا بفرحٍ حاملاً الرجاء الآتي من المسيح القائل " ثِقُوا إنّي قد غلبتُ العالم"، والذي له وحده المُلك والقدرة والمجد إلى الأبد.آمين.


أخبـــارنــــا


دير سيدة الناطور- أنفه: عيد دخول السيّدة إلى الهيكل

ببركة ورعاية صاحب السيادة راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس) ولمناسبة عيد دخول السيّدة إلى الهيكل، تقام صلاة غروب العيد نهار الأربعاء الواقع فيه 20/11/2013 الساعة الخامسة مساءً في كنيسة دخول السيدة في دير الناطور. كما سيحتفل بالقداس الإلهي نهار الخميس الواقع فيه 21/11/2013 الساعة التاسعة والنصف صباحاً. يلي القداس ضيافة.
 
استقبال رفات القديس  جاورجيوس كارسليذس في رعيتي فيع وبشمزين

ببركة ورعاية راعي الأبرشية المتروبوليت افرام (كرياكوس) تحتفل رعيّتا فيع وبشمزّين باستقبال رفات القديس جاورجيوس كارسليذس وذلك على الشكل التالي:
*الخميس 21 تشرين الثاني: الساعة الخامسة مساءً صلاة غروب في كنيسة القديس سمعان العموديّ فيع. يتخلّلها زياح رفات القدّيس نكتاريوس العجائبيّ والتبرّك منها.
*الجمعة 22 تشرين الثاني:  7.30 سحرية وقدّاس في كنيسة مار سمعان – فيع
5 مساء غروب في كنيسة القدّيس جاورجيوس- بشمزين يتخلّلها الزياح ببقايا القدّيس جاورجيوس كارسليذس، يبقى مجال التبرّك لغاية 6.30 مساءً.
وعند الساعة 6.30 مساءً حديث حول "التجارب من خلال سيرة القديس نكتاريوس".
*السبت 23 تشرين الثاني:
8 صباحاً سحريّة وقدّاس في كنيسة مار يوحنا بشمزين، وبعد القدّاس التبرّك لغاية الساعة 12 ظهراً.
5 مساءً غروب في مار سمعان فيع مع زياح بالبقايا والتبرّك لغاية 8 ليلاً.
*الأحد 24 تشرين الثاني:
8 صباحاً السحريّة والقدّاس في مار سمعان فيه مع الزياح أيضًا.

 

 

الأحد  17 تشرين الثاني  2013
العدد 46
الأحد (21) بعد العنصرة
اللَّحن الرابع     الإيوثينا العاشرة

*17: غريغوريوس العجائبي أسقف قيسارية الجديدة.* 18: الشهيدان بلاطن ورومانس * 19:  النبي عوبديا، الشهيد برلعام. *20: تقدمة عيد الدخول، غريغوريوس البانياسي، بروكلس بطريرك القسطنطينية. *21: عيد دخول سيدتنا والدة الإله الى الهيكل *22:  الرسول فيليمن ورفقته، الشهيدة كيكيليا ومن معها * 23: أمفيلوخيوس أسقف إيقونية، غريغوريوس أسقف أكراغندينون.


مجلس الرعيّة

بموجب النظام الأساسيّ للكرسيّ الأنطاكيّ، ونظام المجالس، تُعاوِنُ راعيَ الأبرشيّةِ هيئاتٌ مؤلّفةٌ مِن إكليريكيّين وعلمانيّين، هي:  مجالس الرعايا، مؤتمر الأبرشيّة، ومجلس الأبرشيّة. حديثنا اليوم هو عن مجلس الرعيّة.

هو هيئةٌ تُعاوِنُ الكاهنَ في القيامِ بالتربيةِ الكنسيّةِ والتعليمِ والحياةِ الرّوحيّة، وأيضًا تنمية الموارد الماليّةِ للرعيّة، والأوقاف. وتعمل برئاسة الكاهن.

يتألف المجلس من ثلاثة أعضاء إلى 15 عضواً يتمّ اختيارُهم بين راعي الأبرشيّة والكهنةِ والرّعيّةِ المعيّنة. ويُحدّدُ المطرانُ عددَ الأعضاءِ بقرارٍ مَمهُورٍ بإمضائه.

أعضاءُ مجلس الرعيّة غيرُ أعضاءِ البلديّةِ أو الهيئةِ الاِختياريّة (المخاتير). النائبُ يأتي مبدئيّاً مُحِبّاً للوطن، وعضوُ مجلسِ الرّعيّةِ يأتي مبدئيّاً مُحِبّاً للكنيسة، "مؤمناً ممارِساً غَيُوراً، ومعروفاً بِحُسنِ السّيرة". والمادّةُ السّادسةُ من النظام تُضيفُ أنّه يُشترَطُ في العضو أن يكون "من القادِرِينَ على تأديةِ خدمةٍ فعليّةٍ للرّعيّة".

إنّنا نُراعي اختيارَ الأعضاءِ مِنَ العائلاتِ الرّئيسيّة في الرّعيّة، شرطَ أن يُتَمِّمُوا الشّروطَ المنصوصَ عليها أعلاه. أنا أتعجّبُ مِن أشخاصٍ أعضاءَ لا يَعرفونَ شيئاً عن الكنيسةِ ولا يَزُورَنَها. كما أرجو أبناءَنا الأحبّاءَ كُلَّهُم أن لا يَزُجُّوا الكنيسةَ بحساسياتٍ عائليّةٍ أو سياسيّةٍ لا شأن لنا بها، كلّها تجبرنا أن نغمّس خارج صحن الكنيسة".

إنّني شخصيّاً، وحسبَ تقليدِ كنيستِنا المسيحيّةِ الأرثوذكسيّة، أحترمُ كُلَّ النّاسِ مهما كان انتماؤهم، وأعتَبِرُهُم أبناء. لكنّي أعترفُ بأنّني أُفضّلُ الأتقياءَ منهم والأَكْفاء، كأعضاء في مجالس الرعايا.

هناك أيضًا قضيّةٌ أُخرى حسّاسةٌ، لا بُدَّ لا بُدَّ مِنَ الإشارةِ إلَيها، ألا وهي قضيّةُ الأعضاء الّذينَ خدموا سنينَ كثيرةً في مجلسِ الرعيّة. وهذا موجودٌ في عدّة رعايا، وهو مُخالِفٌ للنّظام، الّذي ينصّ صريحًا على أنّ "مُدّةَ المجلسِ هي أربع سنوات" إنّي أَفهمُ تماماً وضعَ بعض الأعضاء الفعّالين القدماء المعروفين بأنهم وُكَلاء أُمَناءُ على الرّعيّة، خصوصاً الماليّة والأوقاف.

لكن أرجو، احتراماً للنظام، وشعوراً بإعطاءِ المجال كلَّ أربعةِ سنوات إلى أعضاء آخَرِين جُدُد، بخاصّةٍ عنصر الشباب، لِيُشارِكوا في المسؤوليّة.

لا بُدَّ مِن أن نرى مَخرجاً يُراعي هؤلاء الوُكلاءِ الأُمَناء، كإبقائهم ليس كأعضاء بل كمعاونين إمّا داخل اللجان أو في مهمّاتٍ خاصّةٍ تعاون الكاهن في شؤون الرعيّة.
أحبّائي أبناءَ هذه الأبرشيّةِ المحفوظةِ من الله، أطلبُ منكم احترامَ القوانينِ الكنسيّةِ الّتي لم تكن أبداً كاملة مطلقة. الربّ يريدنا أن نرتقي انطلاقاً من إيمانِنا ومحبّتنا لهذا الوطن ومعرفة رسالة هويّتنا الأرثوذكسية، أن نرتقيَ فوق الحساسيّات العائليّةِ والقَبَلِيّة، ونفهمَ أنّ الكنيسة التي أسّسها ربُّنا يسوعُ المسيحُ الإلهُ- الإنسان، مدعوّةٌ إلى أن تَخدمَ كلَّ إنسانٍ، انطلاقاً أوّلاً من أبنائنا، مهما كانت عقيدتُه ومكانتُه الإجتماعيّة، وحتى جنسه وديانته، واعِينَ أنّه علينا أن نبقى في المجتمع كما كُنّا دائماً خميرةً صالحةً تُخمِّرُ العجينَ كُلَّه.

         +افرام                                    
    مطران طرابلس والكورة وتوابعهما

طروباريَّة القيامة   باللَّحن الرابع

إنَّ تلميذاتِ الرَّب تَعَلَّمْنَ من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البَهج، وطرحْنَ القضاءَ الجدِّيَّ، وخاطبْنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموتُ وقام المسيحُ الإله، ومنح العالم الرحمة العظمى.

قنداق دخول السيدة إلى الهيكل باللحن الرابع

اليَومَ تُدخَلُ إلى بَيتِ الرَّبِّ. العَذراءُ الـهَيكَلُ الكُلِّيُّ النَّقاوة. ألّذي لِلمُخَلِّصِ وَالـخِدرُ النَّفِيسْ. وَالكَنزُ الشَّريفُ لِـمَجدِ اللهِ مُدخِلَةً مَعَها. النِّعمةَ الّتي تَأتي مِنَ الرُّوحِ الإلٰـهي. فَلْتُسَبِّحْها مَلائكةُ الله. لِأَنَّـها هِيَ الـمِظَلَّةُ السَّماوِيّة.

الرِّسَالَة
غلا 2: 16-20

ما أعظمَ أعمالَكَ يا ربُّ كُلَّها بحكمةٍ صَنَعتَ  باركي يا نفسي الربَّ

يا إخوةُ، إذ نعلَمُ أنَّ الإنسانَ لا يُبرَّرُ بأعمالِ الناموسِ بل إنَّما بالإيمانِ بيسوعَ المسيح، آمنَّا نحنُ أيضاً بيسوعَ المسيحِ لكي نُبرَّرَ بالإيمانِ بالمسيح لا بأعمالِ الناموسِ، إذ لا يُبرَّرُ بأعمالِ الناموس أحدٌ من ذوي الجَسَد. فإن كنَّا ونحنُ طالِبونَ التبريرَ بالمسيحِ وُجدنا نحنُ أيضاً خطأةً أَفَيَكُونُ المسيحُ إذنْ خادِمًا للخطيئة؟ حاشى! فإنّي إن عدتُ أبني ما قد هَدَمتُ، أجعَلُ نفسي متعدّياً، لأنّي بالناموسِ مُتُّ للناموس لكي أحيا لله. مع المسيح صُلبتُ، فأحيا لا أنا بل المسيحُ يحيا فيَّ. وما لي من الحياةِ في الجسدِ أنا أحياهُ في إيمانِ ابنِ الله الذي أحبَّني وبذلَ نفسَهُ عني.

الإنجيل
لو: 12: 16-21

قال الربُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أخصبَتْ أرضُهُ، فَفكَّر في نفسهِ قائلاً: ماذا أَصنَع؟ فإنَّه لَيسَ لي مَوضِعٌ أَخْزُنُ فيه أثماري. ثمَّ قال: أصنعُ هذا: أهْدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ مِنها وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غَلّاتي وَخَيراتي. وأقولُ لنِفسي: يا نَفسُ إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ، فاستْريحي وَكُلِي وَاشْرَبي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه الليلةِ تُطلَبَ نَفْسُكَ مِنكَ، فهذه التي أعدَدْتَها لِمَنْ تَكون؟ فهكذا مَنْ  يَدَّخِرُ لِنفسِهِ ولا يَستغني باللهِ. ولَمّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ اُذنُانِ للسمْع فَلْيَسْمَع.

 

في الإنجيل

في هذا المقطع الإنجيلي من بشارة لوقا الرسول يضرب لنا الرب يسوع مثلاً يُظهر فيه الخطر الناجم عن الاتّكال على المال عوض الاتّكال على الله.
"إنسانٌ غنيٌّ أخصبَتْ أرضُه". السؤال المطروح ما هي مشكلة هذا الإنسان؟ هل لأنّه غنيّ أم لأنّ أرضَهُ أخصبَتْ؟ يُجيبُنا الرّبّ: "هكذا مَنْ يَدَّخِرُ لِنفسِهِ وَلا يَستغني بالله". ظَنَّ الغنيُّ أنّه بتخزين الغلال يطمئنّ على حياته ويكون في مَأمَنٍ من تقلّبات الحياة وأخطارِها ويصير مُحصَّناً ثابتاً لا يتزعزع أمام المصاعب ويغرف من الحياة قَدْرَ ما يشتهي، مستريحاً من أكل وشرب وفرح.

غاب عن باله أنّ الحياة ليست بالمآكل والمشرب والرفاهية، وأنّه "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة من الله" (لوقا 4: 4). جَهِلَ الغنيّ أنّ الله هو منبع الحياة ومتَّكَلُها، وأنّ كلمة الله المحيية هي طعام الحياة الحقة. وأراد ان يستأثر بالخيرات التي حصل عليها لأنّ أرضه أخصبت، واعتبرها خاصّةً به، وأغلق الباب أمام مَن هُم بحاجةٍ لها.

مشكلتُه ليست في غناه، وليست في أنّ أرضَهُ أخصبَتْ، بل في تَعامُلِهِ مع هذا الغنيّ وتَمسُّكِهِ بالخيرات الكثيرة لِوَحدِه، وعدم تفكيره بالآخرين الذين هم بحاجة، وهذا بسبب أنانيته وعدم وجود فعل المحبّة في قلبه، لأنّه ما تعوّد أن يمارسها.
يبقى الهدف من هذا المثل الإنجيليّ هو أن يتغلّب المؤمن، غنيّاً كان أم فقيراً، على هاجس الطعام واللباس والإرث والمال والأملاك، لأنّ الاهتمام المُفرِطَ بِكُلّ هذا لا يُجدي نفعاً. لأن ما مِن مُتَّكَلٍ سوى الله. ومَن اهتمّ بِطلَبِ الرّبّ لا يَعدَمُ شيئاً، بل يطأ على حاجاته ويكون غنيّاً في فقره وفقيراً لوجه الله في بذل غناه.

الفرح

عالَمُنا الذي نعيشُ فيه اليوم يشهد الكثير من الإضطرابات لدرجة اليأس والحزن المفرط؟
شبابنا يتّجهون إلى الملاهي الليليّة حتى الصباح،  ينخرطون في عالم من اللامبالاة واللانفع، حياتهم ملؤها اليأس والضجر وضياع الوقت بالهباء، أو يبحثون عن باب الهجرة إلى عالمٍ آخر طلبًا لما يبتغون.

في ظروف كهذه يتساءل المرء عن إمكانِ العيش في هذه الحياة بفرح ولو للحظات. وما يمكن أن يُعمل في مثلِ هذه الظّروف؟

من الملاحظ أنَّ الانخراط بأعمال الخدمة الاجتماعيّة والتعامل مع المحتاجين، أو إقامة ورشات عمل شبابيّة، تُساهم في مَلْءِ الفراغ في حياة الكثير من الناس. ويمكن للمؤسسات الكنسيّة أن تُنتج اقتراحات تساهم في إشراك المؤمنين وغير المؤمنين في نشاطات مشتركة تكسر روتين الحياة وتضفي جوًّا من الفرح وتكسر طوق اليأس وتخدم شريحةً لا بأس بها من المحتاجين، ولو تعدّدت أشكال الاحتياج.

ولكنّ هذا لا يمنع من الإضاءة على إمكانِ الحصول على الفرح من منطلق آخر، وهو لا يقلّ أهميّة عن العمل الخدماتيّ. لا بل إنّ العمل هو الذي ينبع منه، ألا وهو الإيمان "وأنا بأعمالي أُرِيكَ إيماني"، كما يقول الرسول يعقوب.

عندما كتب بولس الرسول كلمته إلى أهل فيليبي داعيًا إياهم إلى الفرح قائلاً :"افرحوا في الربّ كلّ حينٍ وأقول أيضًا افرحوا" (في 4:4)، وعندما كتب رسالته إلى كولوسي يدعوهم إلى التحمّل والصبر بفرحٍ (كو11:1)، كان هو في تلك الآونة مقيّدًا بالسلاسل في غياهب السجون.

 فكيف يمكن لإنسانٍ يُساقُ إلى الموت أن يتكلّم دائمًا عن الفرح إلّا إذا كان يُدرك معنى "الخبر المفرح"، "الإنجيل" الذي يحياه، وأهمّيّته في حياته؟!

ليس الخطأ اليوم في العالم، لكون العالم له نهجه والاضطراب من طبيعته، وإنّما الخطأ اليوم أن لا يُدرك المسيحيّ أنّه يمتلك "الخبر المفرح" وأنّ هذه البُشرى هي شخص المسيح الذي به يحيا ويتحرّك.

نظرة معظم المسيحيّين اليوم إلى الواقع لا تختلف عن نظرة العالم، بحيث لا رجاء ولا فرح ولا شيء ذو معنى يستأهل أن يحيا من أجله، لظنّه أنه لا يستطيع أن يُغيّر شيئًا ممّا حوله، ولكونه لا يملك السلطة ولا القوّة للتغيير، وكأنّ التغيير يأتي فقط من سلطان هذا العالم وجبروته.