الأحد 31 آذار 2013
العدد 13
الأحد الثَّاني من الصَّوم
اللَّحن الثاني الإيوثينا العاشرة
*31: (غريغوريوس بالاماس)، الشهيد إيباتيوس أسقف غنغرة. *1: البارة مريم المصريَّة، الشهداء يارونديوس وباسيليوس * 2: البار تيطس العجائبي. * 3: البار نيقيطا، يوسف ناظم التسابيح. *4:البار جرجس (مالاون)، البار زوسيماس. *5: الشهداء كلاوديوس وديودورس ورفقتهما، ثاوذورة التسالونيكية (المديح الثَّالث). *6: افتيشيوس بطريرك القسطنطينية، غريغوريوس السِّينائي.
القدِّيس غريغوريوس بالاماس
اللهُ قادِرٌ، وفعلُهُ قد مجَّدَ اسمَه القدُّوس في كثيرين، من بينهم القدِّيس غريغوريوس بالاماس، الذي نعيِّدُ له اليوم. تُقَدِّمُهُ لنا الكنيسة، لأنَّه بالفعلِ قد حَمَلَ وجودَ اللهِ في كيانِه، منذُ أن اتَّخذ هذه الطريقة في التَّطَهُّر، بِنُسكِهِ وبتجرُّدِه عن كلِّ حطامِ الدُّنيا. عاشَ في البرِّيَّةِ كراهبٍ، مع أَنَّه من أَبناءِ البَلاطِ الملكيّ، مُستَغْنِيًا عن كلِّ مجدِ الأرض. وصارَ مُطيعًا للكلمةِ الإلهيَّة، لا يتعدَّاها، لكنَّه يحيا بموجِبِها، يتأمَّلُها، يدرُسُها، حتَّى يتشبَّعَ منها، وبالأكثر يعيشُهَا. حتَّى إنَّ سيرةَ حياتِهِ تُسجِّلُ لنا أنَّه كان بصفاءِ العقل، وبصفاءِ الذهن، يعالِجُ أمورًا لاهوتيَّةً كبيرة، ويكتبُ عنها معلِّمًا، وهو صائمٌ لفترةٍ طويلةٍ من الزَّمَن!.
الإنسان، إذا صامَ يومين أو ثلاثة، تنهارُ قواه. وإذا سَهِرَ أكثرَ من ليلةٍ، يتحطَّمُ كلُّ جهازِهِ العصبي، ويتوتَّر. بينما هذا كان عائشًا فترةً طويلةً من الزَّمَن، لا ينامُ ولا يأكل، لكنَّه كان يفكِّرُ أفضلَ من الآخَرين، الَّذين يأكلون وينامون ويرتاحون. ماذا يعني هذا التَّحَدِّي للطَّبيعة؟ إنَّها نعمةُ الله، التي تنتَشِلُ الإنسان، وتحفظُهُ وتقدِّسُه. وهذا ما جَعَلَهُ يتحدَّثُ عن النِّعمة، عن النُّورِ اللاَّمَخلوق، الَّذي ينبَعِثُ من اللهِ عبرَ القدِّيسينَ إلى العالمِ كلِّه.
إذًا لماذا نُعيِّدُ اليومَ لهذا القدِّيس؟ لكي نتعلَّمَ أَنَّ النِّعمةَ الإلهيَّةَ هي هدفٌ ينبَغِي أن نبلغَه. وبدونِ النَّقاءِ الجسدي والروحي، لا تستطيعُ أن تبلغَ هذه النِّعمةَ، وأن تمتَلِكَها. إنَّها إحدَى مواهبِ الرُّوحِ القدس الَّتي تأتينا من خلالِ الأسرارِ المقدَّسة والحياةِ مع المسيح والصَّلاة. والحياةُ مع المسيح، ليست أن تعرفَه كأن تقتني إيقونةً أو إنجيلاً أو أن تُصلِّي بعضَ الصَّلوات. الحياةُ مع المسيح هي أن تُجاهِدَ بتعبٍ من أجل أن تكتَسِبَه.
إذ نُعيِّدُ له، تقولُ لنا الكنيسة: هذا مِثالٌ، هذا بَشريٌّ مِثلنا، ينبغِي أن نتعَلَّم منه. فإن كانَ هذا الإنسانُ قادِرًا أن يَصِلَ الى هذا المُستوَى الرَّفيع مِنَ النَّقاءِ والرُّوحانيَّة والقداسة، فينبَغِي إذًا أنَّ الكلَّ باستطاعَتِهِم أن يَعمَلُوا كذلك.
فليُبارِكنا هذا القدِّيسُ وليَشمُلنا بصلاتِهِ، مُنعِمًا علينا بالسؤالِ إلى الرَّبِّ أن يَغفِرَ خطايانا ويُنقِّيَ قلوبَنا، لنستَأْهِلَ أن نُعيِّدَ بِفَرَحٍ وبقداسَةٍ عيدَ قيامَةِ المسيحِ في قلوبِنا وحياتِنا، آمين.
طروبارية القيامة
باللحن الثاني
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الَّذي لا يموت، حينئذٍ أَمَتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتِك، وعندما أَقَمْتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.
طروباريَّةُ القدَّيس غريغوريوس بالاماس باللَّحن الثَّامِن
يا كوكبَ الرأيِ المستقيم، وسَنَدَ الكنيسةِ ومعلِّمَهَا. يا جمالَ المتوحِّدينَ، ونصيراً لا يُحارَب للمتكلِّمينَ باللاَّهوت، غريغوريوسَ العجائبيَّ، فخرَ تسالونيكية وكاروزَ النِّعمة، إِبْتَهِلْ على الدَّوامِ في خلاصِ نفوسِنا.
القنداق باللَّحن الثَّامن
إِنِّي أَنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أَكتُبُ لكِ راياتِ الغَلَبَة يا جُنديَّة محامِيَة، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكْرَ كَمُنْقِذَةٍ مِنَ الشَّدائِد. لكنْ، بما أَنَّ لكِ العِزَّةَ الَّتي لا تُحارَبِ، أَعتقيني من صُنوفِ الشَّدِائِد، حتَّى أَصرُخَ إِليكِ: إِفرحي يا عروسًا لا عروسَ لها.
الرسالة
عب 1: 10-14، 2: 1-3
أنتَ يا رَبُّ تَحْفَظُنَا وتَسْتُرُنا في هذا الجيلِ
خَلِّصْنِي يا رَبُّ فإِنَّ البارَّ قَد فَنِي
أنتَ يا ربُّ في البَدءِ أسَّستَ الأرضَ والسَّماواتُ هي صُنْعُ يديْكَ. وهي تزولُ وأنتَ تبقى، وكُلُّها تَبْلى كالثَّوب، وتطويها كالرِّداء فتتغيَّر، وأنتَ أنتَ وسِنُوك لنْ تَفْنَى. ولِمَنْ من الملائِكَةِ قالَ قَطُّ اجْلِسْ عن يميني حتَّى أَجْعَلَ أَعداءَكَ مَوْطِئاً لقَدَمَيْكَ. أَليسُوا جميعُهُم أَرواحاً خادِمَة تُرْسَلُ للخِدمةِ من أجلِ الَّذين سَيَرِثُون الخلاص. فلذلك، يجبُ علينا أَنْ نُصْغِيَ إلى ما سمعنَاهُ إِصغاءً أَشَدَّ لِئَلاَّ يَسْرَبُ مِنْ أَذْهَانِنا. فإِنَّه إِنْ كانَتِ الكلمةُ الَّتي نُطِقَ بها على ألسنةِ ملائِكةٍ قَدْ ثَبُتَتْ وكلُّ تَعدٍّ ومعَصِيَةِ نالَ جَزاءً عَدْلاً، فكيفَ نُفْلِتُ نحنُ إِنْ أَهْمَلنَا خلاصاً عظيماً كهذا، قد ابَتَدَأَ النُّطْقُ بِهِ على لسانِ الرَّبِّ، ثمَّ ثبَّتَهُ لنا الَّذين سمعُوهُ؟!.
الإنجيل
مر 2: 1-12
في ذلك الزَّمان، دخلَ يسوعُ كَفَرْناحومَ وسُمِعَ أَنَّهُ في بَيتٍ، فَلِلْوَقْتِ اجتَمَعَ كثيرونَ حتَّى أَنَّهُ لم يَعُدْ مَوْضِعٌ ولا ما حَولَ البابِ يَسَعُ. وكان يخاطِبُهُم بالكلمة، فَأَتَوْا إليْهِ بِمُخلَّعٍ يَحمِلُهُ أَربعَة. وإِذْ لم يقْدِرُوا أَنْ يقترِبُوا إليهِ لِسَببِ الجمعِ كَشَفوا السَّقْفَ حيث كانَ. وَبعْدَ ما نَقَبُوهُ دَلُّوا السَّرِيرَ الَّذي كانَ الـمُخَلَّعُ مُضْطجِعاً عليه. فلمَّا رأى يسوعُ إيمانَهم، قالَ للمُخلَّع يا بُنَيَّ، مغفورةٌ لكَ خطاياك. وكانَ قومٌ مِنَ الكتبةِ جالِسِينَ هُناكَ يُفكِّرون في قُلوبِهِم: ما بالُ هذا يتكلَّمُ هكذا بالتَّجْدِيف؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغفِرَ الخطايا إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ؟!! فَلِلْوقْتِ عَلِمَ يَسوعُ برِوحِهِ أَنَّهُم يُفَكِّرُونَ هكذا في أَنْفُسِهِم، فقالَ لهُم: لِماذا تفَكِّرُون بهذا في قلوبِكُم؟ ما الأَيْسَرُ أَنْ يُقالَ مَغفورةٌ لكَ خطاياكَ أمْ أَنْ يُقالَ قُمْ واحمِلْ سريرَكَ وامشِ؟ ولكِنْ لِكَي تَعْلَمُوا أَنَّ ابنَ البشرِ لَهُ سُلطانٌ على الأرضِ أَنْ يَغفِرَ الخطايا (قالَ للمُخَلَّع) لكَ أَقُولُ قُمْ واحمِلْ سَريرَكَ واذْهَبْ إلى بَيتِكَ، فقامَ للوَقتِ وحَمَلَ سَريرَهُ، وخرَج أَمامَ الجميع، حتى دَهِشَ كُلُّهُم ومجَّدُوا اللهَ قائلينَ: ما رَأينا قَطُّ مِثْلَ هذا.
في الرسالة
في هذا المقطعِ مِنَ الرِّسَالَةِ إلى العبرانييِّنَ يُقارِنُ الرّسُولُ بينَ الملائكةِ وَبينَ ابنِ الله، مُظهِرًا مخلُوقيَّةَ الملائكةِ وأُلُوهَةَ ابنِ الله. وكُلُّ ذلك عَبرَ الإستِشهادِ بِآياتٍ مِن كتابِ المزامير. ففي الآياتِ السَّابِقَةِ للنَّصِّ الَّذي بينَ أيدِينا يقولُ: "وَلْتَسجُدْ لَهُ كُلُّ ملائكةِ الله. وعَنِ الملائكةِ يَقُولُ: الصّانِعُ ملائكتَهُ أرواحًا وَخُدّامَهُ لَهِيبَ نار. وأمّا عَنِ الاِبنِ: كُرسِيُّكَ يا اللهُ إلى دَهرِ الدّاهِرِين. عَصا مُلْكِكَ عَصا استِقامَةٍ. أحبَبتَ العَدلَ وأبغَضتَ الإِثمَ...". هذا الكَلامُ يَهدفُ إلى التَّشديدِ على صِفاتِ الأُلُوهَةِ الَّتي تَوَفَّرَتْ في ابنِ اللهِ المتجَسِّد. هذه الصِّفاتُ تَجْعَلُهُ أَعظَمَ مِنَ الملائكةِ أنفُسِهِم بِما لا يُقاس. هُوَ أعظَمُ مِنهُم بمِقدارِ ما السَّيِّدُ أعظَمُ مِنَ العبيد، والخالِقُ أرفَعُ مِنَ المَخلُوق. هُوَ "الله"، والَّذي لا بَدءَ لَهُ ولا نِهاية، والقاضي العادِلُ الَّذي سَيَدِينُ الدُّنيا كُلَّها.
وفي النّصِّ الَّذي بَينَ أيدِينا يُتابِعُ الكلامَ على صِفاتِ الأُلُوهَة، مُستَرسِلًا بالإِسْتَشْهَادِ بما جاءَ في كتاب المزامير، فيتحدَّثُ عنه كخالِق: "أنتَ يا رَبُّ في البَدءِ أَسَّسْتَ الأرضَ والسَّماواتُ هِيَ صُنعُ يَدَيكَ". ويتحدَّثُ عنهُ كأَبَدِيٍّ لا نهايةَ لَهُ: "هِيَ تَزُولُ وأنتَ تَبقى، وكُلُّها تَبلى كَالثَّوب، وَتَطْوِيها كَالرِّداءِ فَتَتَغَيَّر. وأنتَ أنتَ وَسِنُوكَ لَن تَفنى". ثُمَّ يتحدَّثُ عنه كَجالِسٍ عن يَمِينِ الآب، مُبَيِّنًا مُساواتَهُ لَهُ في الجَلْسَة، أَي في الأُلُوهَة، في الجَوهَر.
بعد كُلِّ هذا العَرضِ، وهذه المقارَنَة، يُشَدِّدُ الرَّسُولُ على ضرورةِ الإِصغاءِ إلى كلامِهِ هذا إِصغاءً أَشَدَّ مِن إِصغائِنا إلى كلامِ النَّامُوسِ نفسِه. فلماذا يتكلَّمُ بهذه الطَّريقَة؟!.
الجوابُ أنَّهُ يُعطِينا هُنا بِشَارةَ الخَلاصِ الَّذي جاءَ به الرَّبُّ يَسُوعُ نفسُه، وثَبَّتَهُ لَنا الرُّسُلُ الَّذينَ كانُوا مَعَهُ شُهُودًا لِكُلِّ ما عَمِلَ وَما عَلَّم، وَشُهُودًا لِقِيامَتِه. فالرَّسُولُ هُنا لا يُلغِي النَّامُوسَ كَشيءٍ غيرِ صحيح، بَل يتكلَّمُ عنه كَشَيءٍ عَبَرَ وَعَتُقَ، وانتهى دورُه. والوقتُ الآنَ وقتُ بِشارَةِ الخلاص الَّذي بالمسيحِ يسوع. فإنْ كنَّا واثِقِينَ مِن كلامِ النَّاموس، وَهُوَ كلامُ اللهِ الَّذي وَصَلَ إلَينا عن طريقِ ملائكة، فَكَمْ يَكُونُ أكثرَ ثباتًا وَأهلًا لِلثِّقَةِ كَلامُ الرَّبِّ يَسُوعَ نفسِه، الَّذي هُوَ خالِقُ الملائكةِ وأعظَمُ منهُم بِما لا يُقاس؟!
فيجبُ علينا أن نُصغِيَ إلى كلامِ الإنجيلِ إصغاءً شديدًا، بِكُلِّ جَوارِحِنا، لِئَلّا نَنزَلِقَ في طُرُقِ الهَلاك، بابتِعادِنا عن وَصايا الرَّبِّ الخَلاصيَّة.
سِرُّ البِشَارَة... سِرُّ الشَّهَادَةِ... سِرُّ مريم!.
هكذا تقفُ المسكونةُ بِرُمَّتِهَا اليومَ منتظِرَة، تتسقَّطُ سِرَّ البشارة: أَنّها هي أَيضًا ستحيا ببشارة مريم، الوعد، أَنَّها لن تتألَّم بعد في الجسد، في النَّفس، في الحِسِّ وفي الرُّوح!!. وأَنَّها بانتظارِها الطَّويل الَّذي تَخَطَّى الأَزمِنَة والأَوقات والأَجيال، سيَتَنَزَّلُ لها وعليها الحُبَّ الإلهيُّ بالرِّضَى وبالبشارة: أَنَّ بالرُّوح وﭐنفتاح المشيئة الإلهيَّة في الحَشَا الإنسانيِّ البتوليِّ، سيولَدُ "المسيح" مخلِّص الَّذين سيؤمنون به بالنِّعْمَة، أَنَّهُ ﭐبنُ الإله، المتجَسِّد في حشا مريم البتول، المولود منها، وأَنّه هو الهديَّةُ وهو "الحياة الجديدة" للبشريَّة!!.
أَهَلْ وَلَدَتْ مريم لها وحدها، الإلهَ الرَّبَّ يسوع المسيح؟!. أَم هي أَوْرَثَتْ سِرَّ أُمومتِها للنِّسوة، الحاملات الطِّيب إلى قبرِ المخلِّص، تاليًا إلى كلِّ التَّلاميذ الَّذين تَبِعُوا المعلِّمَ يسوع سائلينه: أَينَ تَسْكُنُ يا رَبُّ؟!. وللمرأةِ الزَّانِيَةِ الَّتي أَتَتْ من وراء ظهره وهو يُعَلِّم، لِتَدْهَنَ بشعرِها قَدَمَي مَن عَرَفَتْهُ بالنِّعْمَة، أَنَّهُ هو الرَّبُّ الإلهُ والمخلِّص!!.
"بالبشارة" حَلَّتِ النِّعْمَةُ الإلهيَّةُ على كلِّ المسكونةِ والسَّاكِنين فيها، ليَخْرُجُوا باحِثِين عن "مُسَبِّبَة" الحياة الجديدة للبشريَّة، ليسجُدُوا رُكَّعًا عند قدمَيْهَا، فتَلقَاهُم؛ تحفَظُ وجوهَهُم في قلبِها، لتَرْتَسِمَ كُلُّ العيونِ الباحِثَةِ عن الحبيب الإِلهيِّ في قلبِها، لتصيرَ المآقِي غَسْلاً للخطايا في كلِّ قَلْبٍ أَحبَّ مريمَ والدةَ الإله، تاليًا، إبنَها المولودَ من لحمِها، من دمِها، آخِذًا عظمًا من عظمِها لينموَ بالنِّعْمَةِ الإلهيَّةِ والحُبِّ المبذُولِ من قلبِ مريمَ ودموعِ الباحِثِين عن ولادَةِ الحُبِّ الـمُتَجَدِّد، الَّذي لا يعرِفُ الموتَ إِلاَّ على صليبِ قيامةِ الرَّبِّ يسوع وأَنَّه هو الوعد! هو الحياة! وهو الخلاص!.
"ها منذ الآن تطوِّبُنِي جميعُ الأَجيال" (لو 1: 48). صرخةُ مريم هذه، هي أُكُلٌ لكلِّ الباحِثِين عن سِرِّ الأُمومَة، وعن الإتِّحاد بالرَّبِّ يسوع المخلِّص مرورًا بأُمِّه، جسر الحقيقة من واقعنا المرير إليه وإليها!!... لتصيرَ كلُّ نفسٍ تحبُّ، نفسًا عذراء، تصير هي العروسُ والأُمُّ والحياةُ الجديدةُ للحُبِّ الجديدِ المتجسِّد!!.
البُعْدُ التَّفْسِيريُّ لهذا الواقِعِ وهذه المسيرَة، يَتَخَطَّى أَفكارَ كلّ الَّذين عاشوا، وهم لا يعرِفُون ولا يُدرِكُون ولم يبحَثُوا عن ما يؤرق أَرواحَهُم في معرفةِ سرِّ الحياة، سرَّ الولادَة الإلهيَّة، سرَّ الاستمراريَّة في هذا العمر!.
ما العمر؟! ما الولادة؟! ما الحياة؟!.
إِنَّها في الزَّرع الإلهيِّ للنُّفوس المولودَة من عدميَّة السُّقوط، النَّاهِدَة إلى الخالِق، الممتدَّة إليه بالصَّلاة والصَّوم والعيش في الكنيسة مع الإخوة، ليتعلَّمَ الجميعُ حقيقةَ الحبِّ في الكون، المؤدِّي بالإنسانِ إلى القيامةِ من الموت، في تخطِّي إنسانِه العتيق!.
هذه هي حياتنا الجديدة! هذه هي "البشارة"، أَنّنا كلّنا الباحِثِين عن حقيقةِ الحبِّ الإلهيِّ، سنُعْطَاهُ هديَّة "بشاريَّة" من الثَّالوث القدُّوس، لنحيا بشارتَنا حبًّا ثالوثيًّا للإله، لمريم والدتِه ولكلِّ الَّذين يَرْجُونَ الخلاصَ به! آمين.
أخبـــارنــــا
المركز الرِّعائي للتُّراث الآبائي: قسم الإعداد اللاَّهوتي
المركز الرِّعائي للتُّراث الآبائي: قسم الإعداد اللاَّهوتي/ دورة ربيع 2013
تُعلِنُ إدارة المركز أَنَّه سوف يتمُّ انطلاق دورة الربيع في 9 نيسان 2013.
المادَّتان لهذا الفصل الدراسيّ:
- الآباء: مع المتوحِّد د. غريغوريوس (إسطفان).
- العقيدة: مع قدس الأب أغابيوس (نعُّوس).
تُقْبَلُ طلبات التَّسجيل والقبول للطُّلاب الجُدُد والقُدامى، فقط وحصراً، يومَيْ: السَّبت في30 آذار، والسَّبت في 6 نيسان 2013، إبتداءً من السَّاعة التَّاسعة صباحاً وحتَّى الثانية عشرة ظهراً، ومن السَّاعة الثالثة حتَّى السادسة مساءً، في دار المطرانية في طرابلس، خلف مستشفى النِّيني.
رسم التَّسجيل للطُّلاب الجُدُد هو 25000 ل.ل، ورسم المواد هو 50 $ (دولار أميركي) للمادَّة الواحِدَة.
شروط الإنتساب للطُّلاب الجُدُد:
- رسالة توصية من كاهن الرَّعيَّة أو من الأب الروحي.
- أن يتجاوز عمر طالِب الإنتساب الـ 18 سنة.
- ملء طلب الإنتساب، ودفع رسم الإنتساب 25000 ل.ل.
- مقابلة مع لجنة القُبول.
ملاحظة: لا تُقبَل الطَّلبات بعد التاريخين المحدَّدين أعلاه.
لمزيد من المعلومات الرَّجاء الإتِّصال بدار المطرانيَّة بالإيبوذياكون برثانيوس (أبو حيدر) على أحد الرقمين: 442264/06- 442265/06 قبل الظهر. أو زوروا الموقع الإلكتروني للأبرشيّة على هذا العنوان: http://www.archtripoli.com/ .
أو الكتابة على هذا العنوان البريدي ttd@archorthotripoli.org.
سلسلة أحاديث روحيَّة في الأبرشية
المحاضر عنوان المحاضرة التاريخ المكان السَّاعة
الأب نقولا مالك مكانة الجسد في الحياة الروحية بحسب القديس غريغوريوس بالاماس 31 آذار القديسين سرجيوس وباخوس- كوسبا 6.00 مساءً
الأب منيف حمصي الاعتراف 1 نيسان القديسين قزما ودميانوس بطرام 6.00 مساءً
الأسقف غطاس هزيم لأنه بالصليب أتى الفرح لكلّ العالم 2 نيسان كنيسة مارسمعان فيع 5.30 مساءً
الأسقف غطاس هزيم مريم العذراء كقدوة للأم المسيحية 4 نيسان كنيسة تجلي الرب- شكا 5.30 مساءً
الأرشمندريت يعقوب خوري تفسير مثل الزارع 5 نيسان القديس جاورجيوس- بشمزين 6.00 مساءً
الأب أثناسيوس شهوان العذراء في الإيقونة 5 نيسان كنيسة السيدة بترومين 5.00 مساءً