الأحد 22 كانون الأول 2013
22 كانون الأول 2013
الأحد 22 كانون الأول 2013
العدد 51
الأحد قبل ميلاد المسيح
اللَّحن الأول الإيوثينا الرابعة
*22: الشَّهيدة أناستاسيَّا*23: الشهداء العشرة المستشهدون في كريت *24: بارامون ميلاد المسيح، الشهيدة في البارّات أفجانيا. *25: ميلاد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد. *26: عمّانوئيل الالهيّ، عيد جامع لوالدة الإله، الشهيد آفثيميوس. *27: استفانوس أوّل الشهداء ورئيس الشمامسة، ثاوذوروس الموسوم *28: الشهداء العشرون ألفاً الذين أُحرقوا في نيقوميذية.
ذكريات طور سينا دير القدّيسة كاترينا
رحلة تاريخيّة مقدّسة قمنا بها إلى مصر، إلى صحراء سينا، بمناسبة عيد القدّيسة العظيمة في الشهيدات كاترينا وفق التأريخ الشرقيّ والموافق هذه السنة بامتياز نهار الأحد 8 كانون الأوّل 2013.
عند الوصول أخيراً إلى الدير يصدمك منظر جبال صخريّة حمراء شامخة وكأنّها تختصر تاريخَ قداسة شاهدة لناظريك البشريّتين.
هذا بعد ترحال طويل في السيّارة استغرق أكثر من سبع ساعات من القاهرة حتى منطقة "جنوب سينا"، وأيضًا بعد عبور قناة السويس. لقد اجتزنا في هذه الرحلة حواجز أمنيّةً كثيرة تعكس الجوّ الدقيق التي تمرّ به تلك البلاد العربيّة، وبخاصّة شبه جزيرة سينا. تخيّل تيهانَ الشعب اليهوديّ أربعين سنة ليقطع هذه الصحراء، يقتات بالمنّ والسلوى.
منطقة "طور سينا" تجمع إلى جانب الدير الرئيسيّ أدياراً ومناسك كثيرة. تخيّل عند قدومك إلى الدير (1600م) أنّك أمام جبل عال (2200م)، الجبل الّذي تجلّى عليه الله لموسى بصورةٍ عجيبة، وأعطاه الوصايا العشر الشهيرة.
ولا ننسى زيارتنا لمنسك القدّيس يوحنّا السلّميّ (كاتب سلّم الفضائل)، الذي يبعد حوالى ثلاث ساعات سيراً على الأقدام. هو عبارة عن مغارة محاطة بجبال صخريّةٍ شامخةٍ مع أودية تعطش
إلى المياه النادرة في تلك المنطقة. والواحات قليلة فيها بعض العشب والشجر لقطعان المعز الخاصّة بالسكّان البدو.
* * *
أمّا دير القدّيسة كاترينا التاريخيّ والأثريّ، فيتميّزُ بضخامته واتّساعِه، ومتحفِه الغنيّ الّذي يضمّ أيقونات ومخطوطات لا تثّمن، أشهرها المخطوطة السينائيّة للكتاب المقدّس العائدة إلى القرون الأولى.
الكنيسة الرئيسيّة على شكل Basilique، تتقدّمها كنيسةُ العلّيقة الملتهبة غير المحترقة. عدد الرّهبان 25، يتقدّمهم رئيسٌ أسقفٌ ينتخبه رهبانه. تمتّعنا معهم بأجمل الصلوات الديريّة والنسكيّة خلال فترة العيد.
العَجَبُ الأخيرُ أنّكَ تُعايِنُ عدداً مِنَ البَدْوِ (ينتمون إلى قبيلةٍ معيّنة) يختلطون بالرهبان وبالزوّار. يحافظون على الدّير ويخدمونه. والديرُ بِدَورِهِ يَحميهم ويَقُوتُهم. عيشٌ مشترك عجيب، في كلّ شيءٍ (باستثناء ما يجري داخل الكنيسة)، بين رهبانٍ مسيحيّين وبَدْوٍ مسلمينَ يَعيشونَ على مَقرُبَةٍ من بعضهم البعض بِوِفاقٍ وتنسيق مميَّزَين. وكأنّ الله اختارَهُم هكذا في هذا الموقع المقدّس، لكي يبقى هذا الدير مقاماً أرضيًّا يَشهَدُ طيلة تاريخه على حضور الله الحيّ بين شعبه وأنبيائه وقدّيسيه.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة باللحن الأوّل
إنّ الحجر لما خُتم من اليهود، وجسدَكَ الطاهرَ حُفِظَ من الجند، قمتَ في اليومِ الثالثِ أيّها المخلّص، مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّاتُ السماوات هتفوا اليكَ يا واهب الحياة: المجدُ لقيامتك أيّها المسيح، المجدُ لمُلكِكَ، المجدُ لتدبيركَ يا مُحِبَّ البشرِ وحدك.
طروبارية أحد النسبة باللحن الثاني
عظيمةٌ هي أفعالُ الإيمان، لأنَّ الفتيةَ الثلاثةَ القدّيسين قد ابتهجوا في يَنبوعِ اللهيب كأنّهم على ماءِ الراحة، والنبيَّ دانيال ظهر راعيّا للسِّباعِ كأنّها غنم. فبتوسّلاتِهم أيّها المسيحُ الإلهُ خلّصْ نفوسَنا.
قنداق تقدمة الميلاد باللحن الثالث
اليومَ العذراء. تأتي إلى المغارة. لتلدَ الكلمة. الذي قبل الدهور. ولادة لا تفسَّر. ولا يُنطَقُ بها. فافرحي. أيّتها المسكونةُ إذا سمعتِ. ومَجِّدِي. مع الملائكةِ والرُّعاة. الذي سيَظهرُ بمشيئتِهِ طفلاً جديداً. الإلهَ الذي قبلَ الدُّهور.
الرِّسَالَة
عب 11: 9-10، 32-40
مباركٌ أنتَ يا ربُّ إلهَ آبائنا لأنَّكَ عدلٌ في كلّ ما صنعتَ بنا
يا إخوةُ، بالإيمانِ نَزَل إبراهيمُ في أرضِ الميعاد نزولَهُ في أرضٍ غريبةٍ، وسكَنَ في خيامٍ معَ إسحقَ ويعقوبَ الوارثَينِ مَعَهُ لِلموعِدِ بِعَينِه، لأنَّهُ انتظرَ المدينةَ ذاتَ الأُسُسِ الّتي الله صانِعُها وبارئُها. وماذا أقولُ أيضاً. إنّه يَضيقُ بِيَ الوقتُ إنْ أَخبرتُ عن جِدعَونَ وباراق وشمشونَ ويَفتاحَ وداودَ وصموئيلَ والأنبياء، الّذينَ بالإيمانِ قَهَرُوا الممالِكَ وعَمِلُوا البِرَّ ونالُوا المواعدَ وسَدُّوا أفواهَ الأُسُود، وأَطفأُوا حِدّةَ النّارِ وَنَجَوا مِن حَدِّ السّيف، وتَقَوَّوا مِن ضعفٍ وصاروا أَشِدّاءَ في الحرب، وكَسَرُوا مُعَسكَراتِ الأجانب، وأَخذَتْ نساءٌ أمواتَهُنَّ بالقيامة. وَعُذِّبَ آخَرُونَ بِتَوتيرِ الأعضاءِ والضَّرب، ولم يَقبَلُوا بالنَّجاةِ لِيَحصُلُوا على قِيامةٍ أفضل. وآخرون ذاقوا الهُزءَ والجَلْدَ والقُيودَ أيضاً والسِّجن، ورُجِمُوا وَنُشِرُوا وامتُحِنوا وماتوا بِحَدِّ السّيف، وساحوا في جُلودِ غَنَمٍ ومَعَزٍ، وهم مُعْوَزُونَ مُضايَقُونَ مَجهُودُون، (ولم يكن العالم مستحقاً لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاورِ وكهوفِ الأرض. فهؤلاء كلُّهم، مشهوداً لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد، لأنّ الله سَبَقَ فنظرَ لنا شيئاً أفضل، أن لا يَكمُلُوا بِدُونِنا.
الإنجيل
متى 1:1-25
كتابُ ميلادِ يسوعَ المسيحِ ابنِ داودَ ابنِ إبراهيم. فإبراهيمُ وَلدَ إسحقَ وإسحقُ ولدَ يعقوبَ ويَعقوبُ ولد يهوذا وإخوتَه، ويهوذا ولدَ فارصَ وزارحَ من تامار. وفارصُ ولد حصرونَ وحصرونُ ولد أرامَ وأرامُ ولدَ عَمّينادابَ، وعَمّينادابُ ولد نَحْشُونَ ونحشونُ ولدَ سَلْمُونَ وسَلْمُونُ ولد بُوعَزَ مِن راحاب، وبُوعزُ ولدَ عُوبِيدَ مِن راعوث، وعُوبِيدُ ولدَ يَسّى، ويَسّى ولدَ داودَ الملك، وداودُ الملكُ ولدَ سليمانَ مِن الّتي كانَت لِأُورِيّا، وسليمانُ ولدَ رَحْبَعامَ ورَحْبَعامُ ولدَ أَبِيّا، وأَبِيّا ولد آسا، وآسا ولدَ يُوشافاطَ ويُوشافاطُ ولد يُورامَ ويُورامُ ولد عُزِّيّا، وعُزِّيّا ولد يُوتامَ ويُوتامُ ولد آحازَ، وآحازُ ولد حَزقِيّا، وحَزقِيّا ولد منسّى ومنسّى ولد آمون، وآمونُ ولد يُوشِيّا، ويُوشِيّا ولد يَكُنْيا وإخوتَهُ في جَلاءِ بابل. وَمِن بَعدِ جَلاءِ بابل، يَكُنْيا ولد شألتَئيلَ وشألتئيلُ ولد زَرُبابلَ وزَرُبابلُ ولد أبيهودَ وأبيهودُ ولد أَلْياقيمَ وألياقيمُ ولد عازورَ وعازورُ ولد صادوقَ وصادوقُ ولد آخيمَ وآخيمُ ولد أليهودَ وأليهودُ ولد ألعازارَ وألِعازارُ ولد مَتَّانَ ومَتَّانُ ولد يعقوبَ، ويعقوبُ ولد يوسفَ رجلَ مريمَ التي وُلد منها يسوعُ الذي يُدعَى المسيح. فكلُّ الأجيالِ مِن إبراهيمَ إلى داودَ أربعةَ عشرَ جيلاً، ومن داودَ إلى جلاءِ بابلٍ أربعةَ عشرَ جيلاً، ومِن جَلاءِ بابلَ إلى المسيحِ أربعةَ عشرَ جيلاً. أمّا مولدُ يسوعَ المسيحِ فكان هكذا: لمَّا خُطبت مريمُ أمُّهُ ليوسفَ وُجدتْ من قبلِ أنْ يجتمعا حُبلى من الروح القدس. وإذ كان يوسفُ رجلُها صدّيقاً ولم يُرِد أنْ يَشْهَرَها همَّ بتخْلِيَتِها سِرًّا. وفيما هو مُتَفَكِّرٌ في ذلك، إذا بملاكِ الرَّبِّ ظَهَرَ لهُ في الحُلم قائلاً: يا يوسفُ ابنَ داود، لا تَخفْ أنْ تأخذَ امرأتَك مريم، فإنَّ المولودَ فيها إنَّما هو من الروح القدس، وستلِدُ ابنًا فتُسميّهِ يسوع، فإنَّهُ هو يخلِّصُ شعبهُ من خطاياهم. (وكان هذا كلُّهُ ليتمَّ ما قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بالنبيِّ القائل: ها إنَّ العذراءَ تَحبَلُ وتَلِدُ ابناً ويُدعى عِمَّانوئيل، الذي تفسيرُهُ الله معنا)،
فلمَّا نهض يوسفُ مِنَ النّوم صَنعَ كما أَمَرَهُ ملاكُ الرّبّ، فأخَذَ امرأتَهُ، ولم يعرِفْها، حتَّى وَلَدَتِ ابنَها البكرَ وسمَّاهُ يسوع.
في الإنجيل
حرّيّة أبناء الجسد الواحد
في آخرِ السنة المدنيّةِ يتذكّرُ العالمُ عيدَ الميلادِ المجيد، كلٌّ على طريقته. أمّا نحن في الكنيسة، فنتحضّر لهذا الزمن منذ منتصف تشرين الثاني، ونمدُّه بشرى سارّةً إلى العالم حتّى يومِ الظّهورِ الإلهيّ، فندعو العالمَ بأسرِه لكي يلبس المسيح. ويقول الرسول بولس متوجّهًا لأهل أفسس: "فلستُم غرباءَ بعدُ ونُزلاءَ، بل مُواطِنو القدِّيسِينَ وأهلُ بيتِ الله. وقد بُنِيتُم على أساسِ الرُّسُلِ والأنبياءِ، وحجرُ الزّاويةِ هو يسوعُ المسيح نفسُهُ، الّذي بهِ يُنسَّقُ البُنيانُ كُلُّهُ، فينمو هيكلًا مقدَّسًا في الربّ. وفيهِ أنتم أيضًا تُبنَونَ معًا مَسكِنًا للهِ في الروح".
هذا كلامٌ يدعونا نحن المؤمنين إلى التّأمُّلِ في معانٍ عدّة، قد يكونُ أهمَّها وَعْيُنا لمسؤوليَّتِنا عن بُنيانِ جسدِ المسيح بالمحبّة التي هي في أساس التجسّد. فالربُّ بِكَلامِه لأهل أفسس لم يفرّق بين المؤمنين الذين افتداهم، بل توجّه نحوهم جميعًا مُدرِكًا أنّ الجسد، بالمواهب التي وُزِّعت على أعضائه، وحدةٌ متراصّةٌ مدعوّةٌ للتجلّي.
وفي مكان آخر، يتكلّم الرسول بولس على حرّيّة أبناء الله، داعيًا المؤمنين أن يثمّنوا هذه الحرّية التي هي سِمَةُ صورةِ الله فيهم، لأنّهم ليسوا بعد عبيدًا بل أصبحوا أبناء. والسؤال الذي يُطْرَح اليوم على ضمير المؤمنين هو الآتي: كيف نعيش اليوم هذه الحرّية من أجل بناء الجسد الواحد؟ من أجل دعوة العالم أن "تعالَ وانظر" من في المِذوَدِ ويمثّل جسده اليوم؟ من أجل جعل العالم جاهزًا ليلبس المسيح بسببٍ مِن تجلّي هذا الجسد؟
يأخذ هذا السؤال بُعْدًا حياتيًّا اليوم، مع تطوّر مفهوم الحرّية عند أبناء هذا الدهر، ومع القفزات النوعيّة التي حقّقتها التِّقانَة، فأصبح من الممكن لكلّ فرد ليس فقط أن يعبّر عن رأيه، بل أن يجعل هذا الرأي يصل وبسرعة هائلة إلى كلّ أنحاء العالم. ماذا يتغيّر في هذه الحال، وكيف تبقى المحبّةُ جامعَنا، وهاجسُ وحدةِ جسدِ المسيحِ مَلاذَنا؟ هل صحيحٌ أنّ الحرّية تتنافى واللطف؟ هل صحيحٌ أنّ الصدقَ يتنافى والتربية؟ هل صحيح أنّ العمل الإصلاحيّ يتنافى والرعاية المُحِبّة؟ هل يطغى على الجماعة المنطقُ الحقوقيُّ باسم الحرّية؟ أو منطقُ العقابِ باسم الشفافيّة؟ أو منطقُ الكبرياءِ الفرديّةِ أو الجماعيّةِ باسم الكرامة، وَفْقَ مَنطُوقِ أهلِ هذا الدّهر؟
أسئلةٌ كثيرة من وحي عيدَي الميلاد والظهور الإلهيّ تأتي، وقد شَوّهَتْ وحدةَ جسدِ الرّبِّ مُماحَكاتٌ عدّةٌ ظهرت على المَلَأ، ولم تُؤدِّ إلّا إلى إظهار ضعفاتنا كجماعة، وهشاشةِ تَراصِّنا، بينما نحن بحاجة إلى ما يُلَملِمُ ما انكسر، ويُشدِّدُ ما انعطب، حتّى يتجلّى الرّبُّ في هذه المحبّة. ألَم يَقُلْ: "أَحِبُّوا بعضكم بعضًا فيعرفَ العالمُ أنّكم تلاميذي"؟ وهذا لا يعني أبدًا أن نتغاضى عن خطأ. بل إنّها دعوةٌ لِنتشدّدَ في مُحاسبةِ بعضِنا بعضًا، لكنْ "بلياقة وترتيب".
امتَطَينا تِقاناتِ التّواصُلِ الاجتماعيّ لنوبّخ بعضنا بعضًا، وكأنّ الله لم يَقُلْ إنّه في النسيم العليل! جعلنا من وسائل هذا الدهر وسيطَ التّخاطُب، وكأنّ الرسول لم يُوصِنا بأن نكلّم بعضًا بمزاميرَ وأناشيد! جعلنا من أنفسنا عبيدًا لمفاهيمِ الدَّهرَنَةِ على حساب محبّةٍ صَدُوق،
كما لو أنّ الربّ لم يوصِنا كيف نتعامل، وكيف نشدّد الضعيف، وكيف نوبّخ المخطئ! كلّ ذلك باسم الحريّة، والشفافيّة والبناء! وإذا بنا نُحْزِنُ قلب المولود الذي أتى السلامُ بِبُشرى مَولِدِه، ونمنعُ تجلّيَ الألوهة للعالم، وقد أرادها جليّة على نهر الأردن!
لسنا هنا بصددِ دعوةٍ لِنُحابيَ الوجوه، إنّما هذه دعوةٌ لإعادة اكتشافِ معنى الكلام الذي نستعملُه مِن وجهةِ نظرٍ إنجيليّة. فالإنجيل، ولُطفُ الله الذي أتى بواسطته إلى العالم، يتنافَيانٍ وتصرّفاتٍ لا تعرف من المحبّة إلّا الكلامَ عليها، ولا ترى في جسد الرب إلا قوقعةً على قلّة، ليست هي موضع التجلّي أيًّا كانت. أن نعترف بالخطأ ونحاسب عليه شيء، ونسلك في ذلك منحى إنجيليًّا شيءٌ آخَرُ متمّمٌ له.
صَنَمِيّةُ الشّكلِ قاتلةٌ كيفما كانت. المحبّة وحدَها تبقى. رجائي أن نعيشَها في الكنيسة في جسد الرب ونحملَها للعالم بين الميلاد والظهور الإلهيّ، فنتوبَ عن أنفسنا وعن غطرسةٍ مخبّأةٍ في نفوسنا، ونَركُنَ إلى صدرِ السيّد، طالبين منه أن يعلّمَنا الرّحمةَ والتواضع، لأنّ فيه وحدَهُ الصّلاح، ومنه وحدَهُ العزاء.
حول التّوبة
لكاليستوس وير
بدونِ توبةٍ لا يُمكنُ أن تُوجَدَ حياةٌ جديدة، أو خَلاصٌ، أو دخولٌ في ملكوتِ السّماوات.
لَو أَلْقَينا نَظرةً على كتاباتِ آباءِ الكنيسةِ القدّيسِين، لَوَجَدْنا أنفُسَنا أمامَ الحقيقةِ ذاتِها الّتي تتكرَّرُ بإلحاح:
- فعندما سُئلَ الأبُ ملاتيوس عَمّا يَفعلُهُ في الصَّحراءِ أجاب: إنّني إنسانٌ خاطئ، وقد جئتُ إلى هنا لكي أبكيَ على خطاياي.
- وفيما كانَ الأبُ سيسُوي مُمَدَّدًا على فراشِ الموت، رآهُ تلاميذُه الَّذِينَ كانُوا مُحيطِينَ به يُخاطِبُ أحَدًا ما، فَسألُوهُ: معَ مَن تتكلَّمُ يا أبانا؟ أجابَهُم: ها هِيَ الملائكةُ أتت لِتَحمِلَني، وإنّني أرجوها أن تَدَعَني أَتُوبُ قليلاً بَعدُ. فقالَ لَهُ الشُّيُوخُ: لا حاجةَ لأنْ تَتُوبَ يا أبانا. فأجابَهُم: في الحقيقةِ لستُ مُتَأَكِّدًا حتّى مِن أنّني بدأتُ أَتُوب.
- القدّيسُ مرقسُ النّاسك يقولُ: ليسَ أحدٌ أفضلَ رحمةً من الله، ولا أَوسَعَ رحمةً منه، لكنَّ اللهَ لن يَغفِرَ لِمَنْ لا يَتُوب. فَكُلُّ الوَصايا، على تَنَوُّعِها، تَبْطُلُ، لِتَخْتَزِلَها وَصِيَّةٌ واحدةٌ هِيَ وَصِيَّةُ التَّوبة. ذلكَ أَنّنا لا نُدانُ لِكَثرةِ خطايانا، بل لأنّنا لَم نَتُبْ عَنها.
أخبـــارنــــا
أمسية تراتيل ميلاديّة في رعيّة بترومين
يسُرُّ رعيّةَ بترومين أن تدعوكم لمشاركتها في سهرة تراتيل ميلاديّة تُحييها جوقةُ الأبرشية في 23 ك1 2013 الساعة السابعة مساءً في كنيسة رقاد السيدة- بترومين.