الأحد 4 آب 2013
04 آب 2013
الأحد 4 آب 2013 العدد 31
الأحد السَّادِس بعد العَنْصَرَة
اللَّحن الخَامِس الإيوثينا السَّادِسَة
* 4: الشُّهداء الفتية السَّبعة الَّذين في أفسس. 5: تقدمة عيد التَّجلِّي، الشَّهيد آفْسِغْنِيُوس، نونة أمّ القدِّيس غريغوريوس اللَّاهوتيّ.
* 6: تجلِّي ربّنا وإلهنا يسوع المسيح. * 7: الشَّهيد في الأبرار دوماتيوس. * 8: إميليانوس المعترف أسقف كيزيكوس. * 9: الرَّسول متِّيَّاس، البارّ بسويي. * 10: الشَّهيد لَفْرِنْدِيُوس رئيس الشَّمامسة.
المفلوج
المفلوج، عند الله، هو المأسور لخطاياه. لا يستطيع أن ينهض من ذاته، وليس أحد يقيمه غير يسوع. مرضُ النّفس والجسد، كلُّ مرض، بلا ﭐستثناء، أساسه روحيّ. اِستئسار الإنسان للخطيئة هو السّبب الكامِن وراء كلِّ مرض. ليس المرض من الله، ومن ثمّ ليس من تركيب الإنسان. ليس أحد خُلِقَ للمرض بل للصِّحَّة. المرض خلل، تشويش لخليقة الله. خطيئة آدم وحوَّاء أَدْخَلَتِ المرضَ والموتَ إليهما، ونحن ورثناهما عنهما. هل يعني هذا أنَّنا أبرياء؟ ليس تمامًا! ما دمنا قد جئنا من آدم وحوّاء فلا بدّ أن يكون لنا ما لهما. الإنسان، بالمعنى الدّقيق للكلمة، لا يرث مرضًا بل ﭐستعدادًا للمرض. صحيح أنّنا ما كنّا لنمرض لو لم نرث الخلل الّذي أَحْدَثَتْهُ الخطيئة الشّخصيّة لآدم وحوّاء. ولكنْ، صحيحٌ، أيضًا، أنّنا ما كنّا لنمرض لو لم نتفاعل شخصيًّا، ويصحّ القول: نُفَعِّلُ شخصيًّا، الخلل الّذي فينا، الّذي أخذناه عن سَابِقِينَا بتعاطي الأهواء، بالسّلوك في الخطيئة. إذًا لنا دور ليس بقليل في ما نعانيه. نساهم، بشكل فعّال، في ما يصيبنا. هذا صحيح لدرجة أنّه بإمكاننا القول إنّ الضّرورة ليست مفروضة علينا أن نمرض. بإمكان الإنسان أن يتلافى المرض. طبعًا، هذا لا يحدث بقوّة الإنسان الذّاتيّة ولكنْ بنعمة الله.
الأب الشّيخ برفيريوس يقولها بصراحة: بإمكان الإنسان أن يعيش دون أن يمرض! بعض الآباء القدّيسين، كالقدّيس مرقص الأثينائي والقدّيس بائيسيوس الكبير، قضوا سحابة عمرهم ولمّا يمرضوا! إذًا، غير صحيح أنّ الضّرورة، في هذا الشّأن، موضوعة علينا. الأمر، إلى حدّ ليس بقليل، متوقّف علينا، لا فقط على ﭐستعداداتنا. فإذا ما أحببنا الله وسلكنا في وصاياه وساهمنا أسراره فلا شكّ أنّنا نُعفى من الكثير ممّا يعانيه ﭐلكثيرون ويصيب العديدين. هذا معناه، بكلام آخَر، أنّ أكثر ما يقع فيه الأكثرون مردّه، عمليًّا، لا خطيئة آدم وحوّاء، بل خطاياهم الشّخصيّة الّتي تفعِّل الخلل الكامن فينا نتيجة خطيئة الجَدَّيْن الأوَّلَيْن! الإنسان، إذا ما ﭐجْتَهَدَ وسلكَ في الإلهيّات، فإنّ النّعمة الإلهيّة تلجم الخلل الّذي فيه، كَمَن يأكل الملفوف بـﭑنتظام، مثلاً، فيكون له الملفوف مُسَيِّلاً طبيعيًّا للدَّم يحميه من نشاف الشّرايين وتخثُّر الدَّم! طبعًا، هذا الكلام لا يعني، أبدًا، أنّ الإنسان الرّوحيّ لا يمرض في جسده. يمكن له، طبعًا، أن يمرض. لكنْ، المرضُ لا يكون مفروضًا عليه بفعل السّقوط. المرضُ، في هذه الحال، يكون تدبيرًا روحيًّا من الله، للمنفعة الرّوحيّة ولتمجيد الله، لا واقِعًا غاشِمًا ناجِمًا عن الخلل الّذي في الإنسان. المرض يصير له، إذًا، مضمونٌ روحيّ لديه. يصير للمنفعة. يستحيل أداة للصِّحَّة والعافية الدَّاخِلِيَّيْن، وهما الأهمّ!
هذا الكلام، من جهة أخرى، يتضمّن أنّ الإنسان الّذي يعاني في نفسه وجسده، وهو بعيد عن الله، وغريب عن الإلهيّات، بإمكانه أن يتعافى، داخليًّا، إذا ما تاب وآمن. بعد ذلك، ما يصير إليه، في النّفس والجسد، لا يعود هو المشكلة. فإذا ما ﭐعترف بخطاياه وأخذ حلًّا منها، إذا ما سلك في الوصيّة الإلهيّة، إذا ما ساهم القدسات بتواتر، إذا ما أحبّ الفقير، إذا ما صلّى بـﭑنتظام، فإنّ هذه، وما يعادلها، تكون الأدوية الحقّ، والعلاجات النّاجعة لكلّ علّة. الأدوية الّتي نعتمد عليها، عادة، والعلاجات الّتي نَخضع أو نُخضِع أنفسنا لها هي، بالأحرى، مسكِّنات أو مخدِّرات لها، حتمًا، آثارها الجانبيّة، وإن كنّا لا نعرف لا مداها ولا مقدارها، أكثر الأوقات! كلُّ ما ليس من الطّبيعة، مِنْ خَلْقِ الله، يشوّش عليها، قليلاً أو كثيرًا، لا محالة! لذا، مضارّ المسكِّنات والمخدِّرات، أحيانًا كثيرة، تفوق فوائدها. الجواب، مقابل ذلك، في نهاية المطاف، هو المسيح والمسيح وحده! "تعالوا إليّ يا جميع المُتْعَبِين والثَّقيلي الأحمال وأنا أُريحكم". هذا هو طبيب النّفوس والأجساد الأوحد... والحقّ! هذا هو القائل للمفلوج، لكلّ مفلوج، والكلّ مفلوج بخطيئته: "قمْ احمل سريرك وﭐذهب إلى بيتك"... وأنا بيتك، لو كنتَ تدري وتؤمن!
طروباريَّة القيامة
باللَّحن الخامِس
لنسبِّحْ نحن المؤمنينَ ونسجدْ للكلمة المُساوي للآب والرّوح في الأزليّة وعدمِ الاِبتداء، المولودِ من العذراءِ لخلاصِنا. لأنّه سُرَّ بالجسد أن يَعْلُوَ على الصَّليب ويَحْتَمِلَ الموت ويُنهِضَ الموتى بقيامِته المجيدَة.
قنداق التَّجَلِّي باللَّحن السَّابِع
تَجَلَّيْتَ أيُّها المسيحُ الإلهُ في الجبل، وحَسْبَمَا وَسِعَ تلاميذُك شاهَدُوا مَجْدَك، حتَّى، عندما يُعَايِنُوكَ مَصْلُوبًا، يَفْطَنُوا أنَّ آلامَكَ طوعًا بـﭑختيارِك، ويَكْرِزُوا للعالم أنَّكَ أَنْتَ بالحقيقةِ شُعَاعُ الآب.
الرِّسالَة
رو 12: 6-14
أَنْتَ يا رَبُّ تَحْفَظُنَا وتَسْتُرُنَا من هذا الجيلِ خَلِّصْنِي يا رَبُّ فَإِنَّ البَارَّ قد فَنِي
يا إِخوةُ، إذ لنا مواهبُ مختلفةٌ بـﭑختلافِ النِّعمةِ المُعْطَاةِ لنا. فَمَنْ وُهِبَ النُبُوَّة فليتنبَّأْ بحسَبِ النِّسبةِ إلى الإيمان، ومَن وُهِبَ الخدمةَ، فليُلازِمَ الخِدمَةَ والمُعلِّمُ التَّعليمَ والواعِظُ الوَعظَ والمُتَصِّدقُ البَساطَةَ والمدبِّرُ الاِجتهادَ والرَّاحِمُ البَشَاشة، ولتَكُنِ المحبَّةُ بلا رِياء. كونوا ماقِتِين للشَّرِّ ومُلْتَصِقِينَ بالخَير، مُحِبِّينَ بعضُكم بعضًا حُبًّا أخوِيًّا، مُبَادِرِين بعضُكم بعضًا بالاِكرام، غيرَ مُتَكَاسِلِين في الاِجتهادِ حارِّين بالرُّوح، عابِدِين للرَّبِّ، فَرِحِين في الرَّجاء، صابِرينَ في الضِّيقِ، مواظِبين على الصَّلاة، مُؤَاسِينَ القدِّيسينَ في ﭐحتياجاتِهِم، عاكِفِين على ضِيافَةِ الغُرباءِ. بارِكُوا الَّذين يضطَّهِدُونَكُم. بارِكوا ولا تَلْعَنُوا.
الإنجيل
متَّى 9: 1-8 (متَّى 6)
في ذلك الزَّمان دخلَ يسوعُ السَّفينةَ وﭐجتازَ وجاءَ إلى مدينتِهِ، فإذا بِمُخَلَّعٍ مُلقًى على سَريرٍ قدَّمُوهُ إليهِ: فلمَّا رأى يسوعُ إيمانَهُم قالَ للمُخَلَّع: ثِقْ يا بُنَيَّ، مغفورةٌ لكَ خطاياك. فقال قومٌ من الكتبةِ في أنفسِهِم: هذا يُجَدِّف. فَعَلِمَ يسوعُ أَفكارَهُم فقالَ: لماذا تفكِّرُونَ بالشَّرِّ في قلوبِكُم؟ ما الأيسَرُ أن يُقَالَ مغفورةٌ لك خطاياكَ أم أن يُقالَ قُمْ فـﭑمْشِ؟ ولكِنْ لكي تعلَمُوا أنَّ ﭐبْنَ البشرِ لهُ سلطانٌ على الأرض أن يغفِرَ الخطايا. (حينئذٍ قال للمخلَّع) قُم ﭐحمِلْ سريرَك وﭐذهبْ إلى بيتِك. فقام ومضى إلى بيته. فلمَّا نظرَ الجموعُ تعجَّبُوا ومجَّدُوا اللهَ الَّذي أعطى النَّاسَ سُلْطَانًا كهذا.
في الرِّسَالَة
في هذا المقطع الرَّسائِليّ من الإصحاح 12 من الرِّسالة إلى كنيسة رومية، يتناول الكاتب مسألة الحياة الدَّاخِلِيَّة للجماعة الكنسيَّة. ولِفَهْمِ هذا المقطع علينا أن نضعَ نصب أعيننا واقع حياة الجماعات الكنسيّة في العصر الرَّسوليّ. فقد كانت حياة الجماعات تتمحور حول ﭐجتِماعَيْن أساسِيَّيْن: الاِجتماع التَّعليمِيّ ـ الصَّلاتِيّ المُمَاثِل لاجتماعات المجامِع اليهوديّة ، والاجتماع حول "مائدة الرّبّ" (الاجتماع الإفخارِسْتِيّ).
ففي الاجتماع الأوّل كانت تتِمُّ تلاوة مقاطع من الكتاب المقدّس (التَّوراة المُوسَوِيَّة، الأنبياء، الرَّسائِل البُولُسِيَّة، الأناجيل) ويليها وعظ؛ وهنا يأتي دور القارِئ والواعِظ أو النَّبِيّ بشكل مباشَر، ودور غير مباشَر لرؤساء المجمع (الشُّيوخ) في ﭐختيار الواعِظ (أو الوعَّاظ) لهذا الأسبوع: "أمّا الأنبياء، فليتكلّم إثنان أو ثلاثة (في كلّ ﭐجتماع)، وليحكُم الآخَرين" (1 كو 29:14). فبُنْيَان الجماعة وأعضائها كلًّا بمفردِه بكلمة الله كان الخدمة الأساسِيَّة في حياة الجماعة. من هنا، نجد الخَدَمَات المتعلِّقَة بـ "خدمة الكلمة" على رأس لوائح الخَدَمَات الوارِدَة في الرَّسائل. "فَوَضَعَ اللهُ أُنَاسًا في الكنيسة أوَّلًا رُسُلًا، ثانِيًا أنبياء، ثالِثًا معلِّمِين، ثمَّ قوَّات، وبعد ذلك مواهِب شفاء ..." (1كو 28:12)؛ "وهو (المسيح) أعطى البعض أن يكونوا رسلًا والبعض أنبياء والبعض مبشِّرِين والبعض رُعَاة ومعلِّمِين" (أف 11:4).
يطلب بولس من الأنبياء أن يراعُوا نسبة نموِّ الجماعة وأعضائها في الإيمان عند قيامِهِم بخدمتهم. فـ "إعلان" مشيئة الله للجماعة في هذا اليوم الحاضِر وتأوين الكلمة الإلهيَّة (الَّذي هو خدمة النَّبيّ الواعِظ) ينبغي أن يراعي واقع الجماعة والأفراد ونسبة النُّمُوِّ في الإيمان. والحَثّ على الجهاد والثَّبات والصَّبْرُ وبذل الجهد والعرق في سلوك طريق المسيح ينبغي أن يأخذ بعين الاعتبار وضع مُتَلَقِّي كلمة الوعظ والحثّ، لا أن يُحَلِّقَ النَّبيّ الواعِظ بعيدًا عن الواقع.
أمّا المعلِّمون فكانوا يقومون بإِطْلاع المؤمنين على مضمون الكتاب المقدّس (في زمن لم يعرف الطِّبَاعَة بعد وتَنْدُرُ فيه المخطوطات) وعلى أساسيّات الإيمان. فتعريف السَّامِعِين بنصوصٍ أساسيّة من الكتاب المقدّس وشرحها على ضوء الإيمان المسيحيّ، إنّما هي خدمة المعلِّمين. وكانت تتمّ في ﭐجتماعاتٍ خاصَّة (قد تكون بوتيرةِ مرَّتَيْن في الأسبوع)، لا تشارِكُ فيها بالضَّرورة الجماعة كلّها.
والمعلّمون الأساسِيُّون في الكنيسة هم بولس الرَّسول وسائر كتبة أسفار العهد الجديد، "الكتبة في ملكوت السَّماوات الَّذين أَخْرَجُوا من كنزهم جُدُدًا وعُتقا". ومن المعلِّمين المعروفين أَبُلُّوس المذكور في أعمال الرُّسل والرَّسالة إلى كورنثوس. كما يشير سفر الأعمال إلى تعليم بولس لمدّة تقارِبُ السَّنتين في إحدى مدارس أفسس.
وبالإضافة إلى "خدمة الكلمة"، كانت الحياة الكنسيّة تقوم على أساس آخَر وهو "خدمة ﭐحتياجات القِدِّيسين" أو "خدمة المحبَّة". لن أتوسَّع هنا في التَّفاصيل، وهي تختلف من عصر لآخَر. ولكن، يجب التَّقَيُّد الدَّقيق بالقاعدة الكنسيّة البديهيّة وهي أنّه لا تستقيم حياة الجماعة إلا على أساس سَدِّ حاجة كلّ أخ مُحتاج، وبذا "لا يكون بينهم مُحتاج". بالطَّبع، الحاجات المقصودَة هنا هي أساسيَّات العيش. وكثيرة هي نصوص العهد الجديد الَّتي تحثّ على العطاء بفرح وبشاشة.
في مقابل رؤساء المجامع، قام برئاسة الجماعات الكنسيّة وإدارتها ورعايتها "الشُّيوخ المُدَبِّرُون" أو "الأساقفة" (وقد ﭐخْتَلَفَت التَّسْمِيَات والخدمة واحدَة)؛ وكانوا دومًا عديدين في كلّ جماعة كنسيّة مهما صَغُرَ عددها؛ ويدخل في نطاق خدمتهم (وهي خدمة تحتاج إلى تعب وجهد ومثابَرَة)، بالإضافة إلى إدارة الاجتماع التعليميّ، والرِّعاية والافتقاد، قبول الأعضاء الجُدُد، وتأديب الواقِعِين في المعاصي الكبيرة (جحود الإيمان، القتل، الزِّنى ...). ونجد ذكرًا لهم في أعمال الرُّسل وفي رسائل عديدة، بدءًا بأولى رسائل بولس: "ثمّ نسألكم، أيّها الإخوة، أن تعرفوا الَّذين يتعبون بينكم ويدبِّرونكم في الرّبّ وينذرونكم، وأن تعتبروهم كثيرًا جدًّا في المحبّة من أجل عملهم" (1 تسا 12:5)، إلى آخر الرَّسائل البُولُسِيَّة: "أمّا الشُّيوخ المُدَبِّرُون حَسَنًا، فليُحْسَبُوا أَهْلًا لكرامة مُضَاعَفَة، ولا سيّما الَّذين يتعبون في الكلمة والتَّعليم"(1تيمو 17:5).
لقد كان من بين الشُّيوخ من يقوم، بالإضافة إلى خدمة التَّدبير والرِّعاية، بالمساهمة في "خدمة الكلمة" متى كانت له هذه الموهبة (وقد أصبحت من شروط ﭐختياره في زمن الرَّسائل الرِّعائيَّة)، ولكن لا تنحصر "خدمة الكلمة" فيهم، بل يُقام فيها ويقوم بها من كانت له الموهبة وإن لم يكن من شيوخ الكنيسة. فالزَّمن الرَّسوليّ لم يعرِف حصر الوعظ بشيوخ الكنيسة الَّذي ساد في العصور اللَّاحِقَة.
المهمّ ألَّا يتنطَّح أحد (ولو من الشُّيوخ) إلى القيام بمهمَّة لم يُعْطَ الموهبة فيها، وأن يكون هاجس بنيان الكنيسة هو الموجِّه لعمل الخُدَّام، وعلى أساس مساهمةِ خدمةٍ في البنيان يتمّ "الحكم" عليها وتقييم عمل الخدّام.
ليضع الخدّام دومًا نصب أعينهم أنّهم سيؤدّون حسابًا لدى سيّدهم، ربّنا يسوع المسيح، في يوم مجيئه؛ وبذا يستقيم عمل الخدمة، ويتمجّد الرّبّ؛ له المجد إلى الأبد، آمين.
"أنتم نور العالم"
"أنتم نور العالم"، "أنتم ملح الأرض". هكذا وصف الرّبّ يسوع تلاميذه، أو بالأحرى هكذا طلب منهم أن يكونوا.
وإذا تمعَّنَّا جيِّدًا بهاتَيْن الصِّفَتَيْن نستنتج ما يلي:
المسيحيّ ليس مدعُوًّا إلى الانعزال عن العالم والتَّغَرُّب عن مشاكله، بل هو مدعوّ إلى أنّ يكون فيه ويصبغه بصبغته. كيف ننير مكانًا لسنا موجودين فيه؟ كيف نملّح طعامًا دون أن ننخلط فيه؟ الدَّعوة إلى أن نكون موجودين في كلّ مرافِق مجتمعاتنا، وأن نعمل، حيث نحن، على أن ننشر النُّور ونملِّح الطَّعام. المسيحيّ مدعوّ إلى أن يكون فاعِلًا في التَّربِيَة والتِّجَارَة والسِّياسة والفنّ والصَّحافَة والصِّنَاعَة والعمل الاجتماعيّ وكلّ الأنشطة المرافِقَة لحياة المجتمع. هو مدعوّ أن يتواجَدَ في كلّ مكان لأنّ كلّ نشاط هو مطرحٌ لتجلِّي يسوع المسيح.
وهذا يقودنا إلى النُّقطة التَّالية: هل دورنا في كلّ ما ذُكِر هو كسائر النَّاس؟ الجواب: طبعًا لا. فالنُّور ليس مِنَّا، بل هو نور المسيح غير المخلوق، هذا النُّور الَّذي ظهر على طور ثابور. والملح ليس ملحنا ، بل هو من الله. فنحن، في كلّ ما نفعل، لا نعكس أهواءنا وآراءنا ومصالحنا، وإلَّا فلا نكون نورًا للعالم ولا ملحًا للأرض. نحن، علينا أن ننخرِطَ في ﭐلمجتمع ونشاطاته لنبُثَّ فيه المسيح المصلوب حُبًّا للإنسان وخدمةً له.
نحن، ومنذ معموديّتنا، دُعِينا لنكون رسلًا للمسيح في هذا العالم، نعكس نوره، ننشر ملحه، لنجعل من الأرض فردوسًا، ونُذِيق النَّاس حلاوة الملكوت.
أخبـــارنــــا
عيد التَّجَلِّي في رعيَّة شكَّا
برعاية وحضور راعي الأبرشيَّة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) الجزيل الإحترام، تحتفل رعيَّة شكَّا بعيد تجلّي الرَّبِّ كالتَّالي:
صلاة الغروب والخبزات الخمس: الإثنين الواقع فيه 5 آب 2013 السَّاعة السَّادِسَة مساءً.
السَّحرية والقدَّاس الإلهيّ: نهار الثُّلاثاء الواقع فيه 6 آب 2013 عند السَّاعة الثَّامِنَة والنُّصف.
معرضٌ كنسيٌّ في رعيَّة أميون شرقي
تتشرّف رعيّة أميون شرقي بدعوتكم إلى المعرض الكنسيّ الّذي ستقيمه من يوم الخميس الواقع فيه 8 آب 2013 إلى يوم الأحد في 11 آب. يُقام المعرض في قاعة كنيسة مار سمعان العاموديّ في أميون. دوام المعرض، يوميًّا، من الرَّابعة بعد الظُّهر حتّى الثَّامنة مساءً، ويوم الأحد بعد القدَّاس الإلهيّ وحتّى الثَّانية عشرة ظهرًا، ومن الخامسة بعد الظُّهر إلى الثَّامنة مساءً .