الأحد 2 أيلول 2012
02 أيلول 2012
الأحد 2 أيلول 2012
العدد 36
الأحد (13) بعد العنصرة
اللحن الرابع الايوثينا الثانية
* 2: الشهيد ماما، يوحنا الصائم بطريرك القسطنطينية. *3: الشهيد في الكهنة أنثيمس، البار ثاوكتيستوس، القديسة فيفي، نقل عظام القديس نكتاريوس. * 4: الشهيد بابيلا أسقف إنطاكية وتلاميذه الثلاثة، النبي موسى معاين الله. * 5: النبي زخريا والد السابق * 6: تذكار أعجوبة رئيس الملائكة ميخائيل في كولوسي. * 7: تقدمة ميلاد السيّدة، الشهيد صوزن، البارة كاسياني * 8: ميلاد سيدتنا والدة الإله الفائقة القداسة.
لَوْمُ النَّفْسِ(1)
سُئِلَ شيخٌ: "ما الأعظمُ في طريقِ الفضيلة؟" أجاب: "أَنْ نعودَ باللَّوْمِ على أنفسِنا في كلِّ شيء".
رُبَّ واحِدٍ يضطرِبُ لكلمةٍ مزعجة يوجِّهُهَا إليه أحدُ الإخوةِ، ورُبَّ آخَرَ يسمعُ كلمةً جارِحَةً ويَعْبُرُ عنها دون اضطرابٍ. تُرَى ما هو سببُ هذا الفارِق؟
إنَّ سببَ كلِّ اضطرابٍ، إِنْ بَحَثْنَا بدقَّةٍ، هو، دائِمًا، أنَّنَا لا نلومُ أنفُسَنَا.
واحِدٌ يقول: "لقد أغاظني أخٌ، ففحصتُ نفسي، ولم أَجِدْ ما الَّذي فعلتُه له حتَّى يقوم بإزعاجي، فكيف يمكنني إذ ذاك أَنْ ألومَ نفسي؟".
في الواقِع، إِنْ فَحَصَ كُلُّ واحِدٍ منَّا نفسَه بدقَّةٍ سوف يجِدُ حَتْمًا أَنَّه قد أعطى مبرِّرًا، إِنْ بِعَمَلٍ أو بكلمةٍ، لإزعاجِ أخيه.
هكذا، إِنْ فَحَصْنَا ضميرَنا بمخافةِ اللهِ فسوف نجِدُ أنفسَنا مسؤولين في كلِّ الأحوال.
* * *
أيضًا، هناك من يعتقِدُ أَنَّه في سلامٍ. مع ذلك، يضطربُ لكلمةٍ مزعِجَةٍ سَمِعَهَا من آخَر، فيقول في نفسِه لو لم يأتِ هذا الإنسانُ ويزعجْني لما كنتُ اضطرَبْتُ بهذا الشَّكل!. إنَّ هذا التَّفكيرَ خاطِئٌ، لأنَّه هل يمكن للآخَرِ أن يُدْخِلَ، هكذا، هذا الهوى في قلبِكَ بكلمةٍ واحِدَة؟ إنَّ هذا الإنسانَ كان يَظُنُّ أَنَّه في سلامٍ بينما كان فيه هوًى (passion) دفينٌ يجهلُه. كلمةُ واحِدَةٌ كانت تكفي لينكَشِفُ هذا الضُّعفُ الكامِنُ في القلب.
إنْ أرادَ المغفِرَة فَلْيَتُبْ وينتَفِعْ.
عندئذ، يجِدُ أنَّ عليه أنْ يشكُرَ من أغاظَهُ بكلمةٍ لأنَّه كان سبَبًا لشفائِه من مرضِه.
لنفترِضْ أنَّ أحدًا مِنَّا احتاجَ إلى شيءٍ ولم يحصَلْ عليه. عندها لنَقُلْ لأنفسِنا: "أللهُ يعرِفُ أكثر منِّي ما أنا بحاجة إليه، وهو سوف يوفِّرُ لي ذلك في الوقت المناسِب".لو كان ذلك الغرضُ مناسِبًا لي، في هذه اللحظة، لَتوفَّرَ لَدَيَّ على كلِّ حال. لِنَقُلْ في أنفسِنَا: "إنْ حصلَ لنا خيرٌ فهذا من رحمةِ الله، وإنْ حصلَ لنا شَرٌّ فهذا يعود لخطايانا. فلا نَتَّهِمَنَّ القريبَ بل لنُرْجِعْ كثيراً من آلامِنا إلى خطايانا.
* * *
أيُّها الأحِبَّاء!
إنَّنا، في أكثر الأحيان، نحاوِلُ أَنْ نُبَرِّرَ أنفُسَنا وأن نُلقي الذَّنبَ على الآخَر.
لِنَسْعَ، بمعونة الله، إلى أَنْ نتطلَّعَ إلى ضعفاتِنا ونلوم ذواتنا أوَّلاً، هكذا نجدُ راحةً لأنفُسِنَا ونريحُ الآخَرين تِبْعًا للوصيَّةِ القائِلَة: "لماذا تَنْظُرُ القَذَى الَّذي في عينِ أخيك وأمَّا الخشبَةَ الَّتي في عينِك فلا تَفْطَنُ لها. يا مُرائِي أَخْرِجْ، أَوَّلاً، الخشبةَ من عينِك وحينئذٍ تبصِرُ جيِّدًا أن تُخرِجَ القَذَى من عينِ أخيك" (متى 7: 3-5).
(1) أُخِذَ هذا الموضوع من كتاب "التَّعاليم الرُّوحيَّة" للقدِّيس دوروثاوس غزَّة.
ندعو كلَّ واحِدٍ أن يطالِعَ هذا الكتاب لفائدته الرُّوحيَّة الكبرى. الكتاب متوفّر في المطرانية وفي مكتبة السائح.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة باللحن الرابع
إنّ تلميذات الربّ تعلّمن من الملاك الكرزَ بالقيامةِ البّهج، وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ، وخاطبنَ الرُّسُلَ مفتخراتٍ وقائلات: سُبيَ الموتُ، وقامَ المسيحُ الإله، ومنح العالَمَ الرَّحمة َالعُظمى.
قنداق ميلاد السيدة باللحن الرابع
إنّ يواكيم وحنَّة قد أُطلقا من عار العقر، وآدم وحوَّاءَ قد أعتقا من فساد الموت، بمولدكِ المقدس أيتها الطاهرة، فله ايضًا يعيّد شعبكِ إذ قد تَخلَّص من وصمة الزلاَّت، صارخاً نحوكِ، العاقر تلد والدة الإله الإله المغذية حياتنا.
الرسالة
1 كو 16: 13-24
ما أعظَمَ أعمالكَ يا ربُّ، كلَّها بحكمةٍ صَنعتَ بارِكي يا نفَسي الربَّ
يا إخوةُ، اسهَروا، اثبُتوا على الإيمانِ، كونوا رِجالاً، تَشدَّدوا. وَلْتكُنْ أمورُكم كُلُّها بِالمَحبَّة. وأطلُبُ اليكم أيُّها الإخوةُ بما أنَّكم تعرِفونَ بيتَ استفاناسَ، إنَّهُ باكورَةُ آخائيَةَ، وقد خَصَّصوا أنفُسَهم لِخدمَةِ القدّيسين، وأن تخضَعوا أنتم أيضًا لِمثل هؤلاءِ ولكلّ مَن يعاوِنُ ويتَعب. إني فرِحٌ بِحُضُورِ استفاناسَ وفُرتوناتُسَ وأخائِكوُسَ، لأنَّ نقصانَكم هؤُلاءِ قد جَبروه فأراحوا روحِي وأرواحَكم. فاعرفوا مِثلَ هؤلاء.ِ تُسَلّمُ عليكم كنائسُ آسِية. يُسَلِّمُ عليكم في الربِ كثيراً أكِيلا وبِرِسْكِلَّة والكنيسَةُ التي في بيتِهِما. يُسلّمُ عليكم جميعُ الإخوة. سلِّموا بعضُكم على بعضٍ بقُبلةٍ مُقدَّسة. السلامُ بِيدي أنا بولس. إن كانَ أحدٌ لا يُحِبُّ ربَّنا يسوعَ المسيحَ فليكُنْ مَفروزاً. ماران أثا. نِعمَةُ ربِّنا يسوعَ المسيحِ معكم. محبَّتي مَعَ جميعِكم في المسيح يسوع. آمين.
الإنجيل
متى 21: 33-42 (متى 13)
قال الربُّ هذا المثَل: إنسانٌ ربُّ بيتٍ غرسَ كرْماً وحوَّطهُ بسياجٍ وحفر فيهِ مَعْصَرَةً وبنى بُرجاً وسلَّمهُ إلى عَمَلةٍ وسافر. فلَّما قَرُبَ أوانُ الثمرِ أرسلَ عبيدَهُ إلى العَمَلة ليأخذوا ثمرهُ، فأخذَ العَمَلةُ عبيدَه وجلدوا بعضًا وقتلوا بعضًا ورجَموا بعضًا. فأرسل عبيداً آخَرين أكثرَ من الأوَّلين فصنعوا بهم كذلك. وفي الآخِر أرسل اليهم ابنَهُ قائلاً سيهابون ابني. فلمَّا رأى العَمَلةُ الابنَ قالوا في ما بينهم: هذا هو الوارِثُ. هلمَّ نقتُلُهُ ونستولي على ميراثهِ؟ فأخذوهُ وأخرجوهُ خارِجَ الكرم وقتلوهُ. فمتى جاءَ ربُّ الكرم فماذا يفعلُ بأولئِك العَملة؟ فقالوا لهُ إنَّهُ يُهلِك أولئِك الأردياءَ أردأَ هلاكٍ، ويسلِّمُ الكرمَ إلى عَمَلةٍ آخَرين يؤدُّون لهُ الثمرَ في أوانهِ. فقال لهم يسوع: أمَا قرأتم قطُّ في الكتُب إنَّ الحجرَ الذي رَذَلهُ البنَّاؤُونَ هو صار رأسًا للزاوية. مِنْ قِبَلِ الربِّ كانَ ذلك وهو عجيبٌ في أعيُنِنا.
في الإنجيل
من المعروف أنَّ الرّبَّ يسوعَ كلَّمَ الشعبَ بالأمثال والتي تَظهر في بعض الأحيان صعبةَ الفهم فيفسرها لهم. لكننا في هذا المثل أمام مَثَل واضح جدًّا على الأقلّ بالنسبة لنا؛ فمن خلال هذا المثل نعلم أنَّ الرّبَّ قصَدَ أنَّ صاحب الكرم هو الله، أما الكرّامون فهم اليهود الذين قتلوا عبيده أي الرسلَ والمُرسَلين، والابن الوريث الوحيد الذي أرسله صاحب الكرم هو الرَّبّ يسوع نفسه الذي سيُقاد خارج الكرم أي خارج أورشليم للصلب.
قد يتساءل البعض منّا، ما المقصود بهذا المثل اليوم؟ ولماذا اختارت الكنيسة هذا المقطع ليُقرأ علينا؟
نحن اليوم في صدد التهيئة لعيد رفع الصليب الكريم (14 أيلول)، هذا من جهة، ومن جهة أخرى نحن نعرف أنه من المؤكد أنَّ كلَّ مقطع انجيليّ لا يفقد أهميته ورسالته مع الزمن وإنما على العكس فإننا نرى أنَّ ما قاله الرّبّ يسوع في ما مضى وما علّمه قديمًا ينطبق علينا اليوم.
صاحب الكرم هو هو لم يتغيّر، إنه يعتني بكرمه دائمًا ويخاف عليه والفعلة هم هم أيضًا. ولو أنَّ الرّب قد تمّت فيه النبوءة أنَّ " الحجر الذي رذله البنّاؤون قد صار رأسًا للزاوية ". اليوم أتى صاحب الكرم ونحن نتصرّف وكأنه لم يأت.فنحن لم نقتله جسديًّا، كما فعلوا قديمًا، ولكننا اليوم نتصرّف وكأنه لم يمت من أجلنا، نحن بهذا نشارك بقتله كلّ ساعة، وفي كلِّ لحظة. أهواؤنا، أنانيتنا الكبيرة، تبعدنا عنه وتغيّب صورة وجهه عن قلوبنا، وبالتالي نحن بهذا أيضًا نشارك بصلبه.
هو لم يأتِ ليبعدنا عنه بل ليقرِّبنا إليه. إعطاؤنا جسدَه ودَمه وسكناه في ما بيننا دلائل تنير عقولنا وتقول لنا على لسان الرّبّ " تعالوا إليَّ ولا تبعدوني عنكم، لا تقتلوني مرّة ثانية بتصرفاتكم غيرِ المُحبَّة".
اليوم نصلّي لك يا ربّ طالبين نعمتك لتصيِّرَنا أبناءً صالحين وراغبين بقربك على الدوام. آمين
القداسة دعوة للكلّ، وفي كلّ مكان
القداسة دعوة موجَّهَةٌ إلى كلّ المؤمنين. وهذا ما نجده صراحة في الكتاب المقدّس. فالرسول بولس يقول في رسالته لأهل أفسس: "ذلك بأنّه اختارنا فيه قبل إنشاء العالم لنكون في نظره قدّيسين بلا عيب في المحبّة" (أفسس 4:1). والأمر ذاته نجده عند الرسول بطرس: "فلا تتبعوا ما سَلَفَ من شهواتكم في أيّام جاهليّتكم. بل، كما أنّ الذي دعاكم هو قدّوس، فكذلك كونوا أنتم قدّيسين في سيرتكم كلّها، لأنّه مكتوب: "كونوا قدّيسين لأنّي أنا قدّوس"." (رسالة بطرس الأولى 14:1-16).
لذلك نقرأ أنّ بولس الرسول، في رسائله، ينادي المؤمنين بـ"المدعوّين أن يكونوا قدّيسين" أو "القدّيسين": "إلى جميع أحبّاء الله الذين في رومة، إلى المدعوّين ليكونوا قدّيسين" (رومية 6:1-7) و"إلى جميع القدّيسين في آخائيّة جمعاء" (الرسالة الأولى إلى كورنثوس 2:1)...
وهذا ما وعته الكنيسة، منذ البدء، ومارسته وشدّدت عليه. ولا تزال طقوسنا، حتّى اليوم، تعكسه: "القدسات للقديسين" يقول الكاهن وهو يدعو المؤمنين للاستعداد للمناولة. كما أنّ صفة القداسة نستعملها في مُخَاطبة المطران أو الكاهن: "أيّها السيّد القدّيس" أو "أيّها الأب القدّيس".
القداسة ليست مجرّد صفة تلصقها الكنيسة بأحد الأشخاص، بل هي حياة يعيشها المؤمن كما قال الرسول بطرس: "كونوا قدّيسين في سيرتكم كلّها". لذلك نرتّل عند المعموديّة: "أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيحَ قد لبستم"، وهذا يعني أنّ المعمَّد انتهج القداسة دربًا له بالتّخلّي المستمرّ عن الخطيئة والسَيْر في المحبّة التي هي كمال الحياة المسيحيّة لأنّ الله محبّة: "لنكون في نظره قدّيسين بلا عيب في المحبّة" (أفسس).
لذلك فالوصيّة الوحيدة التي يعطيها الربّ يسوع لتلاميذه قبل آلامه هي: "أحبّوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم" (يوحنّا 12:15)، وَ"هذا ما أوصيكم به: أن يحبّ بعضكم بعضًا" (يوحنّا 17:15). وهذا بالضبط ما قاله الربّ يسوع لأحد علماء الناموس عندما سأله عن أيّة وصيّة هي العظمى: "قال له يسوع أحبب الربّ إلهك بكلّ قلبك وبكلّ نفسك وبكلّ ذهناك. هذه هي الوصيّة الأولى والعظمى، والثانية وهي مثلها: أحبب قريبك كنفسك. بهاتَيْن الوصيّتَيْن يتعلّق الناموس كلّه والأنبياء" (متّى 37:22 – 40).
وهذا ما شدَّد عليه الرسول يوحنّا الحبيب في رسالته الأولى: "إذا قال أحد: "أنا أحبّ الله" وهو يكره أخاه كان كاذبًا، لأنّ الذي لا يحبّ أخاه وهو يراه، لا يقدر أن يحبّ الله وهو لا يراه. وصيّة المسيح لنا هي: مَن أحبّ الله أحبّ أخاه أيضًا" (1يو 20:4 – 21).
وهنا يُطرح سؤلان: مَنْ هو أخي؟ وكيف أحبّه؟
عن هذَيْن السؤالَيْن أجاب الربُّ يسوع في مثل السامريّ الشفوق الوارد في الفصل العاشر من إنجيل لوقا. فأخي أو قريبي هو كلّ إنسان أصادفه في حياتي. لذلك يسأل المسيحُ بعد إعطائه هذا المثل: "فأيُّ هؤلاء الثلاثة تحسبه صار قريبًا للذي وقع بين اللصوص؟" (لو 36:10). فالمسيحيّ يجعل كلّ إنسان قريبًا له، الصديق والعدوّ، العاقل والجاهل، الصغير والكبير، الغنيّ والفقير...
أمّا كيف أحبّ؟ فمَثَل السامريّ الشفوق يعطينا الجواب أيضًا: نحبّ عندما نعطي حتّى النهاية. فالسامريّ لم يضع حدودًا لعطائه، بل ترك المال مع صاحب الفندق وقال له إنّ سيمرّ به أيضًا عندما يرجع. فالمحبّة لا تعرف حدودًا وهي تتعهّد الآخر حتّى النهاية. "فأيّ حبٍّ أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه فداءً عن أحبّائه!".
هذا ما يطلبه الربّ يسوع منّا، وهذا ما سيحاسبنا عليه في يوم الدينونة، إذ سيقول للقدّيسين: "تعالَوْا يا مبارَكي أبي رثوا الملك المعدّ لكم منذ إنشاء العالم لأنّي جُعتُ فأطعمتموني وعطشتُ فسقيتموني وكنتُ غريبًا فآويتموني وعريانًا فكسوتموني ومريضًا فعدتموني ومحبوسًا فأتيتم إليّ..." (متّى 34:24 – 36).
وعندما استغرب الصالحون هذا الكلام لأنّهم لم يذكروا أنّهم فعلوا للربّ كلّ هذا، أجابهم: "الحقّ أقول لكم بما أنّكم فعلتم ذلك بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه" (متّى 40:24).
هذا هو التحدّي الكبير الذي يضعنا اللهُ أمامه: أن نخدم كلّ مَن نجده في حياتنا اليوميّة. لذلك يسعى المسيحيّ على الدوام إلى ترجمة كلّ ما تقدّم في حياته اليوميّة، في عائلته وعمله والجمعيّات والمنظّمات التي ينتمي إليها... كما تسعى الكنيسة إلى تنفيذ وصيّة سيّدها من خلال كلّ الخدمات التي تقدّمها عبر مجالسها ومؤسّساتها.
أن أكون قدّيسًا، أي على مثال الربّ يسوع، يعني أن أكون خادمًا للنّاس حيث هم. لذلك فالقداسة دعوة للكلّ وتُعاش في كلّ مكان.
أخبـــارنــــا
دار المطرانية: عيد ميلاد السيّدة العذراء
لمناسبة عيد ميلاد السيّدة العذراء يترأس صاحب السيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) صلاة الغروب وتبريك الخمس خبزات والقمح والخمر والزيت، وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 7 أيلول 2012 الساعة السابعة مساءً في كنيسة المطرانية المقامة على اسم ميلاد السيدة العذراء. وصباح السبت سيترأس سيادته صلاة السحر والقداس الإلهي. وللمناسبة تحتفل جوقة الأبرشية بعيد تاسيسها الحادي والعشرين، وتشارك صاحب السيادة في خدمة صلاة الغروب والقداس الإلهي.
جوقة مدرسة الموسيقى الكنسيّة في البلمند
بمناسبة عيد رقاد السيّدة العذراء، وَبِبَركة وحضور صاحب السّيادة الأسقف غطّاس هزيم الجزيل الاحترام، أحْيَت "جوقة والدة الإله" التي هي جوقة مدرسة الموسيقى الكنسيّة في أبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس، أمسية تراتيل بعنوان "لِوالدَةِ الإله وأُمِّ النُّور" وذلك يوم الأحد 12 آب 2012 في القاعة الأثرية الكبرى في دير سيّدة البلمند البطريركيّ.
قدّمت الجوقة مجموعة من التراتيل البيزنطية الخاصة بوالدة الإله من أعياد البشارة والرقاد وصلاة المديح ومناسبات أُخرى، والتي رَفعَتْنا بها إلى جوِّ صلاتي خشوعيّ. تنوّع توزيع التراتيل بين شباب وبنات، جوقة وإفرادي، لا سيّما في الأداء المنفرد المميّز لقدس الأب نقولا مالك رئيس جوقة الأبرشية.
ختاماً، عبَّر صاحب السّيادة الأسقف غطّاس عن فَرحَتِه لِسماعِه هذه الجوقة الشبابيّة، ثُمَّ ذَكَرَ عن القدّيسة مريم العذراء صاحبة العيد تميُّزَها عن كل بنات عصرها الذي أهّلها أن تكون أمّاً للربّ يسوع، ودعا أعضاء الجوقة أنْ يتمَيَّزوا مثلَها ولا يخافوا ولا يهتَمُّوا بكلام العالم، وأن يتشَجَّعوا في سلوكِ دَرْب الفضائل، لأنّ الحياة عَطِيَّة من الربّ بالِغَة الأهميَة ويجب عَيْشُهَا بِفَرحٍ لا كَفَرحِ العالم بلْ كَفَرحِ كلّ مَنْ تميَّزوا بِانْسِكابِ الرّوحِ القُدُّوسِ فيهِمْ.
ثُمَّ تذكّر صاحب السيادة في كَلِمَته، المثلّث الرّحمات المتروبوليت الياس قربان مؤسّس المدرسة، والذي لا يستطيع إلاّ أن يتذكَّر حضوره بعد سماعِهِ الجوقة المتأثّرة بتَرتيلِه. وأيضاً شَكَرَ المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشيّة على دَعْمِه المستَمِرّ للمدرسة والترتيل وجميع مواهب الكنيسة.