الأحد 1 تموز 2012

الأحد 1 تموز 2012

01 تموز 2012

 
الأحد 1 تموز 2012 

العدد 27

الأحد الرابع بعد العنصرة
اللحن الثالث    الايوثينا الرابعة


* 1: الشهيدان قزما وداميانوس الماقتا الفضّة. *2: وضع ثوب والدة الإله في فلاشرنس. *3: الشهيد ياكنثس، أناطوليوس رئيس أساقفة القسطنطينية* 4: القديس أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة كريت، أندره روبلاف. *5: البار أثناسيوس الآثوسي، لمباذوس العجائبي. *6:  سيصوي الكبير (ساسين)* 7: البار توما الميليوني، الشهيدة كرياكي.

الحياة مع الله

الحياة الحقّة هي الحياة مع الله وبه وفيه، لأنّ الإنسان ليس له حياة في ذاته، ولأنّه يأتي من العدم، من اللاشيء. الله من لا شيء أوجد الخليقة كلّها والإنسان رأسُها وتاجها. أوجد الله الخليقة لأجل الإنسان. لكنّ الإنسان، ظنّ، في سقوطه، أنّ الخليقة بما فيها من تمتُّعات هي حياته. السقوط ليس حَدَثًا في التاريخ صار وانتهى، إنّه مأساة تتكرَّرُ دائمًا في كلّ مرة يختار فيها الإنسان أن يحيا في ذاته، من ذاته، والخليقة دون الله. لذلك، الموت هو الفاجعة الكبرى لإنسان هذا الزمان، لأنّ الإيمان بَهُتَ أو قُلْ صار نادرًا: "متى رجع ابن الإنسان هل يجد الإيمان على الأرض؟" (لو 18 : 8)
*    *    *

الله وحده موجود لأنّه كائن، أي لم ينوجد. كلّ كائن يستمدُّ وجوده، شاء أم أبى، عرف ذلك أم لم يعرف، من مشيئة الله. الله بمشيئته أوجدنا. ونحن بمشيئتنا نَبِيدُ ونَفْنَى عندما نرفض الله. الله لم يخلقنا للفناء، لكنّنا بابتعادنا عن مصدر وجودنا وأساسه نخسر الحياة الأبديّة. كثيرون من الَّذين يُعتَبَرون مؤمنين، في نظر الناس أو في نظر أنفسهم، لا يؤمنون بالقيامة وبالحياة الأبديّة. إسأل نفسك: هل تؤمن بأنَّك ستقوم بجسدِكَ هذا، الَّذي سيَنحلّ والَّذي سيجدِّده الله، إلى جسد جديد روحيّ لا يزول وخالِد؟ هل تؤمن بوجود     دينونة بعد الموت، ويوم لنهاية العالم ودينونة البشريّة جمعاء؟ هل تؤمن بأنّ كلّ إنسان سيلاقي في اليوم الأخير جزاء إيمانه وأعماله؟ هل تؤمن بأنَّ حياتكَ هنا هي مِعبَر إلى الحياة الأبديّة؟ هل تؤمن بأن الأشرار والأخيار سيحيون إلى الأبد في القيامة، أمّا الأوَّلون فحياة أبديّة في الألم وأمّا الآخَرون فحياة أبديّة في الفرح والاتِّحاد بالله؟ هل تؤمن أنّ الحياة مع الله هي أحلى وأجمل من كلّ ما تقدِّمه اللَّذّة والمال والسُّلْطَة في هذا العالم؟ هل تؤمن بأنّ طريق الحياة الأبديَّة هو يسوع المسيح (أنظر يوحنا 11: 25 و14: 6)؟
*    *    *
حياتنا مع الله هي ليتورجيا مستمرَّة في الفرح وتذوُّق الحياة الأبديّة. هكذا هي، هكذا يجب أن تكون. لكن، هذا يعتمد على موقفنا من الله وكلمته وروحه. العبادة لله لا تكون إلاَّ "بالروح والحقّ" كما يقول الكتاب: " وَلكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ الآنَ، حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ، لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ." (يوحنا 4: 23). العبادة فعل شكرٍ أوَّلاً. فالكتاب يقول صريحًا: "مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَعْبُدِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِفَرَحٍ وَبِطِيبَةِ قَلْبٍ لِكَثْرَةِ كُلِّ شَيْءٍ. تُسْتَعْبَدُ لأَعْدَائِكَ الَّذِينَ يُرْسِلُهُمُ الرَّبُّ عَلَيْكَ فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ وَعُرْيٍ وَعَوَزِ كُلِّ شَيْءٍ." (تثنية 28: 47 –48). من هنا، لا يستطيع الإنسان أن يؤمن إن لم يشكُر، لأنَّ في الشكر إعتراف إيمان. من لا يرى أن الله هو
مصدر كلّ خير في هذا العالم، يفقد خيرات العالم الآتي لأنّه يرُدُّ كلَّ شيء لديه لذاته، ويفتقر هنا، أيضًا، روحيًّا فماديًّا. العبادة الحقَّة هي أن نسلك دومًا حسب المقولة التالية: "الَّتي لكَ وهي ممَّا لكَ، وفيما نحن نقدِّمها لكَ على كلِّ شيءٍ ومن أجل كلِّ شيء، إيَّاكَ نسبِّح، إيَّاكَ نبارك، إيَّاك نشكر يا ربّ وإليك نطلب يا إلهنا...".
فمن هو الإنسان الحكيم الَّذي اكتشف سرَّ الوجود ليحياه؟!...



طروبارية القيامة         باللحن الثالث

لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزّاَّ بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالَم الرحمةَ العُظمى.

القنداق            باللحن الثاني

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرّدودةِ، لا تُعرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطلْبَةِ، يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائماً بمكرَّميك.

الرسالة
1 كو 12: 27-31، 13: 1-8


الربُّ قد صنَعَ العجائبَ للقدّيسينَ الذينَ في أرضِه
سبقتُ فأبصرتُ الربَّ أمامي في كلّ حين

يا إخوةُ، أنتمُ جسدُ المسيح وأعضاؤهُ افراداً. وقد وَضعَ الله في الكنيسةِ أُناساً أوّلاً رُسُلاً ثانياً أنبياءَ ثالثاً معلِمينَ ثمَّ قوَّاتٍ ثمَّ مواهبَ شِفاءٍ فإغاثاتٍ فتدابيرَ فأنواعَ ألسنةٍ. ألعلَّ الجميعَ رسلٌ. ألعلَّ الجميعَ أنبياءُ. ألعلَّ الجميعَ مُعلّمون. ألعلَّ الجميعَ صانعو قوَّاتٍ، ألعلَّ للجميع مواهبَ الشفاءِ. ألعلَّ الجميعَ ينِطِقونَ بالألسنة. ألعلَّ الجميعَ يترجِمون. ولكنْ تنافَسُوا في المواهِب الفُضلى وأنا أُريكم طريقاً أفضَل جداً. إنْ كُنتُ أنطِقُ بألسنةِ الناس والملائكةِ ولم تكن فيَّ المحبَّةُ فإنَّما أنا نحاسٌ يَطِنُّ أو صِنجٌ يَرِنُّ. وإن كانت لي النبوَّةُ وكنتُ أعلمُ جميعَ الأسرارِ والعلمَ كلَّهُ، وان كانَ لي الإيمانُ كلُّهُ حتَّى أنقُلَ الجبالَ، ولم تكن فيَّ المحبَّةُ فلستُ بشيء. وإنْ أطعَمتُ جميعَ أموالي وأسلمتُ جسدي لأُحرق ولم تكن فيَّ المحبةُ فلا أنتَفعُ شيئاً. المحبَّةُ تتأنَّى وترفُق. المحبَّةُ لا تحسُد. المحبَّةُ لا تتباهى ولا تنتفخ ولا تأتي قباحَةً ولا تلتمِسُ ما هو لها ولا تحتَدُّ ولا تَظُنُّ السوءَ ولا تفرحُ بالظلم بل تَفرحُ بالحقّ وتحتمل كلَّ شيءٍ وتُصدِّق كُلَّ شيء وترجو كلَّ شيء وتصبِرُ على كُلِ شيءٍ. المحبَّةُ لا تسقُطُ أبداً.

الإنجيل
متّى 8: 5-13 (متى 4)


في ذلك الزمان دخل يسوع كفرناحومَ، فدنا إليهِ قائدُ مئَةٍ وطلب إليهِ قائلاً:يا ربُّ، إِنَّ فَتَايَ ملقًى في البيت معذَّباً بعذابٍ شديد. فقال له يسوع: أنا آتي وأَشْفيهِ. فأجاب قائدُ المئَةِ قائلاً: يا ربُّ، لستُ مستحِقاً أن تدخُلَ تحتَ سقفي، ولكنْ قُلْ كلِمةً لا غيرُ فيبرأَ فتايَ، فإنّي أنا إنسانٌ تحت سلطانٍ ولي جندٌ تحت يدي، أقولُ لهذا اذهبْ فيذهَبُ وللآخر أئتِ فيأتي ولعَبْدي اعمَلْ هذا فيعْملُ. فلَّما سمع يسوعُ تعجَّب وقال للذين يتبعونهُ: الحقَّ أقول لكم، إنّي لم أجِدْ إيماناً بمقدارِ هذا ولا في اسرائيل. أقول لكم إنَّ كثيرين سيأتون مِنَ المشارقِ والمغاربِ ويتَّكِئون معَ إبراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ في ملكوت السماوات، وأمَّا بنو الملكوت فيُلقَون في الظلمةٍ البَرَّانيَّةِ. هناك يكونُ البكاءُ وصَريفُ الأسنان. ثمَّ قال يسوع لقائد المئَة اذهَبْ وليكُنْ لك كما آمنتَ. فشُفيَ فتاه في تلك الساعة.

في الإنجيل

الربُّ يسوع المسيح إلهنا إله الرحمة والرأفة والمحبة. هو الذي أحبَّنا وافتدانا بدمه الكريم الذي سُفك على الصليب لينقذنا من المرض والألم والموت، ويعيدنا إلى الفردوس الذي تغرَّبنا عنه بسبب خطايانا. هذا الإله الكثير الرحمة والجزيل التحنُّن نراه في إنجيل هذا الأحد المبارَك يرأف بابن قائد المئة أو ربما بعبده (إذ يقول الإنجيل فتاه) المشلول والمعذَّب بعذابٍ شديد. ما لا شكّ فيه أن قائد المئة هذا "الروماني الوثني" كان له إيمانٌ راسخٌ مؤسَّسٌ على تواضع عميق. وهذا يتبين من خلال قوله "يا ربُ، لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي، ولكن قل كلمةً لا غير فيبرأ فتاي". لذلك كانت النتيجة أن شفي فتاه من تلك الساعة.
نستخلص من هذه التلاوة المباركة الأمور التالية:
1- يجب علينا أن نؤمن بالرب يسوع إيماناً قوياً وثابتاً، ونطلب منه الشفاء الجسدي والروحي، فهو ملجؤنا الأوَّل والأخير.
2- أن نتحلى بالتواضع والمحبة والجرأة التي تحلى بها قائد المئة، وأن نعترف بخطايانا ونجري دائماً عملية فحص ضمير. فالإنسان المؤمن يجب عليه، قبل أن يستقبل نهاراً جديداً في حياته، أن يقيّم أعماله التي قام بها في يومه، فإذا كانت مرْضيّةً لله يزيد منها وإذا كانت غير مرضيةٍ يقلع عنها، وبالطبع كل هذه الأمور تكون مقرونةً بالصلاة وبعيش الفضائل وباستشارة الأب الروحي.
3- أن نكون دائماً مستعدين ومتهيئين للوقوف أمام السيد الديّان العادل الذي سيأتي بمجدٍ عظيم ليدين الأحياء والأموات، وبذلك نتكئ مع إبراهيم وإسحق ويعقوب في ملكوت السماوات كما اتكأ قائد المئة بايمانه وتواضعه العظيمين، ونكون بعيدين عن الظلمة البرّانية حيث البكاء وصريف الأسنان.
ألا أعطانا الله أن نثبت في الإيمان مقتدين بايمان قائد المئة، ونسارع قبل فوات الأوان ونربح أنفسنا، عسانا نخلص بتوبتنا ومحبتنا وبرحمة الرب لنا له المجد من الآن وإلى دهر الداهرين. آمين.

فتور الجماعة

الفتور الروحي تجربة تحدّث عنها الإنجيل والآباء القديسون كثيراً. والمؤمن، في مختلف مراحل تقدُّمه الروحي، معرّض لهذه التجربة التي تعيق تقدّمَه لا بل تعيده إلى الخلف. والفتور عكس الحرارة، لهذا، الحرارةُ مطلوبة من المؤمن فيما الفتور مرذول. نرى الرسول بولس في رسالته إلى روما (الإصحاح 12)، يدعو المؤمنين إلى العطاء والرحمة والمحبة وكره الشرّ والالتصاق بالخير والفرح والشركة، ويطلب منهم أن يكونوا "غَيْرَ مُتَكَاسِلِينَ فِي الاجْتِهَادِ، حَارِّينَ فِي الرُّوحِ، عَابِدِينَ الرَّبَّ" (الآية 11). فالله لم يخلق الناس ولا الملائكة ليكونوا فاترين، وهذا ما نكرّره يومياً في مزمور الغروب "الصانع ملائكته أرواحاً وخدّامه ناراً تلتهب" (103: 4 ). وهذه الحرارة شرط لمعرفة الرب، كما يظهر من تساؤل لوقا وكلاوبا في عمواس: "أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي الطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا الْكُتُبَ؟" (لوقا 24: 32) ولهذا يرفض الربُّ الفاترين "لأَنَّكَ فَاتِرٌ، وَلَسْتَ بَارِدًا وَلاَ حَارًّا، أَنَا مُزْمِعٌ أَنْ أَتَقَيَّأَكَ مِنْ فَمِي" (رؤيا 3: 16).
وظاهرة الفتور قد تصيب الفرد والجماعة. لا يمكن تحديد الفتور أو قياسه بالكمية، فقد تمتلئ الكنائس بالحضور ويصير كل الناس ممسكين بأصول الترتيل، ويُسَدّ النقص في عدد  الكهنة، وتتحوّل الرعايا إلى مؤسسات منتجة مكتفية بما تنتج وما لديها من مشاريع ونشاطات. لكن كل هذه المظاهر لا تدلّ على الحرارة الروحية، فالبشر معرّضون، بحسب ما يصف الرسول في رسالته الثانية إلى تيموثاوس (3: 5)، لأن يكونوا "لَهُمْ صُورَةُ التَّقْوَى، وَلكِنَّهُمْ مُنْكِرُونَ قُوَّتَهَا". إن إنكار قوة التقوى هو الفتور الذي يحوّل الكنيسة إلى روتين، ويخضع كلّ شيء فيها للعقلانية، ويركّز على فضائل الجسد بدلاً من فضائل الروح، ويكتفي بالانشغال بالناس بدلاً من الانشغال بالله. باختصار، الفتور الروحي هو تعاطي القداسة من الخارج لا من الداخل.
ما هي مظاهر فتور الجماعة الروحي؟ الجماعة الفاترة تفتقد النماذج الحيّة، تعليمها هزيل وسطحيّ، الجري وراء الأموال فضيلة يتسابق أعضاؤها إليها، ويُسَخِّرون العمر والصحّة والممتلكات لتحصيل العلوم، ويصير الصلاة والصوم والاعتراف والمناولة مجرّد بنود في جدول أعمال ينفّذونه فيشعرون براحة الضمير عند انتهائه، يكثر الكتّاب والمؤلّفون والنشرات فيها ولا مَن يقرأ، ويصير الحقّ والجمال والرحمة والصلاح والعفّة والحشمة قِيَم بشرية تخضع للاستنساب والملاءمة. الجماعة الفاترة جماعات يشدّها إلى بعضها التنظيم لا الروح، لذا لا يحمل بعضها أحمال بعض، ولا يحسّ غنيّها بفقيرها، ولا يسأل كبيرها عن صغيرها. الرعاية في الجماعة الفاترة لا تتخطّى الاجتماعيات، ورعاتها ناشطون إجتماعيون، وكنيستها مؤسسة لتنظيم أحوال الأفراد الشخصية وإيواء مناسباتهم. الجماعة الفاترة رمال تتحرّك فتخنق الإنسان الحارّ ذا القلب المضطرم والضمير الحي الذي لا ترى فيه إلا إنساناً متزمّتاً متطرّفاً.
كيف تتخطّى الجماعة الفتور؟ أولاً بتخطي كل واحد فتوره، وهذا لا يتمّ إلا بالتوبة والمحبّة اللتين لا تتحققان إلاّ بالجهاد والتعب فيعود الله ليكون الشغل الأساسي لكل واحد، فلا يكتفي أحد بالماديات بل يطلب من لدن الله ما هو أفضل، فتصير حركته نحو الله وإليه. من ثمّ يترافق الواحد مع الآخر فتتحرّك الجماعة ومن حركتها تتولّد الحرارة، مقدّمة "كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ" (2كورنثوس 10: 5). مفتاح الحرارة، عند الفرد أو الجماعة، هو طاعة المسيح. أمّا المحاباة واسترضاء الناس ومجاراتهم في التدبير على حساب الدقّة فإنّما تعطّل هذا المفتاح، فلا الفرد يصير حارّاً ولا الجماعة تتحرّك.

أخبـــارنــــا

رئيس دير سيدة بكفتين يتوشَّح بالإسكيم الملائكي ويتّخذ اسم يونان النبيّ


...... وخرج يونان من جوف الحوت!
بعد سنة على استلام الأرشمندريت أنطونيوس (الصّوري) دير رقاد والدة الإله في بكفتين في 18 حزيران 2011، احتفل الدير بعد سنة على نهوضه من كبوته بمؤازرة أخويته الناشئة وكل محبّ لله، فهو يستعيد شيئاً فشيئاً عافيته حتى ولو بفلس الأرملة!
في يومِ سبتٍ، تجمهر شعب الله المؤمن حول راعيهم المطران أفرام (كرياكوس) وحول كوكبة من رهبان وراهبات الكنيسة. أتوا ليشهدوا خروج يونان من جوف الحوت ويؤازروه بصلواتهم حتى يُصبح دير السيدة في بكفتين صوتاً صارخاً لشعب الله ليعودوا إلى الرب تائبين ولابسين المسوح!
إذن في يوم السبت 16 حزيران 2012 توشّح رئيس الدير الأرشنمدريت أنطونيوس( الصّوري) الإسكيم الملائكي الرهباني حاملاً اسم يونان النبي كاسمٍ وشفيعٍ جديد له، وذلك خلال القداس الإلهي الذي تراسّه صاحب السيادة راعي الأبرشية وقد عاونه كل من الأرشمندريت توما (بيطار) والأرشمندريت بندلايمون (فرح) وشماس الدير جاورجيوس (يعقوب)، والشماّس (اسحق)، وبحضور كل من رئيسة دير القديس يوحنّا المعمدان دوما الأم مريم، ورئيسة دير القدّيس يعقوب الفارسي المقطّع الأم فبرونيّا، وعدد من الرهبان والراهبات وأحبّاء الدير.
نطلب من الله وحامية الدير لكي يُصبح هذا المكان حجارة ناطقة وملاذاً لمحبِّي السكون والاسترشاد،  فيُصبح دير بكفتين واحةً روحية لأبرشيّة طرابلس والكورة وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس، فيكون هذا اليوم تاريخاً جديداً كُتب على صفحات الدير الأثرية، وبدايةً لبزوغ فجرٍ جديد في عالمٍ غرُبت شمسهُ! أما اسم يونان للرئيس فلا يكون عن عبث قد أُعطيَ له، بل لكي يُذكرّ الرئيس بمهامّه الجديدة ألا وهي المناداة باسم الرّب!
 ليحفظ الربّ الإله هذه الأخويّة الناشئة بصلوات سيّدنا القدّيس وكلّ محب لله! آمــــين!

عيد القديس ساسين في رعية دارشمزين
ببركة وحضور راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس) تحتفل رعية مار ساسين بعيد شفيعها، وذلك بإقامة صلاة الغروب وكسر الخبزات الخمس، وذلك نهار الخميس 5 تموز الساعة السادسة مساءً وصلاة السحر والقداس الإلهي نهار الجمعة 6 تموز الساعة الثامنة والنصف صباحاً. يلي القداس مائدة محبّة في قاعة الكنيسة.