الأحد 5 آب 2012

الأحد 5 آب 2012

05 آب 2012

 

 

الأحد 5 آب 2012     العدد 32
الأحد التاسع بعد العنصرة
اللحن الثامن    الايوثينا التاسعة
 
*5: تقدمة عيد التجلي، الشهيد افسغنيوس، نونة أم القديس غريغوريوس اللاهوتي. * 6: تجلي ربنا وإلهنا يسوع المسيح. : الشهيد في الأبرار دوماتيوس. * 8: اميليانوس المعترف أسقف كيزيكوس. * 9: الرسول متياس، البار بسويي. * 10: الشهيد لفرنديوس رئيس الشمامسة. * 11: الشهيد افبلس الشماس، نيفن بطريرك القسطنطينية.
التَّجلِّي
(تغيير الشَّكل Métamorphose)
التَّجلِّي موضوعه النُّور الإلهيُّ غيرُ المخلوق
هو ظهور الله ثالوثاً، كما في معموديَّة الرَّبِّ في نهر الأردن، جسدُ المسيح ومعه الطَّبيعة البشريَّة شاركتا في المجد الإلهيِّ، إذاً بالخلاص. فقد بات الإنسان باستطاعته معاينة مجد الله، الأمر الَّذي لم يستطع لا موسى ولا ايليَّا تحقيقه في العهد القديم (راجع العلَّيقة الملتهبة خروج 3: 6 وخروج 33: 20 والملوك الأوّل 19: 13).
نحن نلتقي مع الله، نلقاه، نعرفه من خلال نعمته غير المخلوقة. يبقى جوهره غيرَ مدركٍ لنا. هذه النِّعمة، هذا النُّور هو الرُّوح القدس يسكن فينا ويقدّسنا، إذا كنَّا قابلين الاشتراك به. لقد عاين موسى وايليَّا في التَّجلِّي نورَ الله دون أن يموتا.
على الجبل أصبح السِّتَّة ثمانية: الستَّة الأشخاص هم بطرس ويعقوب ويوحنا، المسيح مع موسى وإيليّا، إضافة إلى الرَّبِّ الآب والرُّوح القدس. الأوّل (أي الآب) ليشهد بأنَّ ذاك هو ابنه الحبيب، والثاني (أي الروح القدس) ليشعَّ عن طريق السَّحاب المنير.
إضافة لذلك فإن نور التَّجلّي يكشف (αποκαλιπτω) عن سرّ اليوم الثامن (1)، أي سرّ الدَّهر الآتي. في هذا اليوم يأتي ملكوت الله "بقوّة": "الحق أقول لكم إنَّ قوماً من القيام ههنا لا يذوقون الموت حتى يروا ابن البشر آتياً في مُلْكِهِ (2) " (متى 16: 28).
يا أخي الحبيب! هل أنت راغِب في أن ترى ملكوت الله، أي مجد نوره العجيب، قبل أن تغادر هذه الحياة الدنيا؟ 
مجد الله هو قوّة الرُّوح القدس الَّتي من خلالها يتقدَّس المستحقُّون لنوال الاستنارة الإلهيَّة.
القداسة هدف حياتنا. هي تذوّق مسبق، ونحن في الجسد، على هذه الأرض، لجمال وجه الله الكريم.
التَّطهُّر من الفساد، من مُغرِيات هذه الدُّنيا الفانية، المهلِكَة للنَّفس، يجعلنا لا نذوق الموت بحسب النَّفس أي الموت الرُّوحي، ما يحفظنا قائمين بقوِّة رؤية مجد الدَّهر الآتي.
(1) اليوم الثامن يوم القيامة لا ينتمي إلى هذا الدهر هو يشير إلى الدهر الآتي بمجد.
(2) عند مرقس يضيف "بقوّة" (مرقس 9: 1).
          + أفرام
          مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة       باللحن الثامن
إنحدَرْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقَنا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامَتَنا، يا ربُّ، المجد لك.
طروبارية تقدمة التجلّي
باللحن الرابع
لنتقدَّمْ أيّها المؤمنون ونستقبلْ تجلّي المسيح، معيِّدين بابتهاج لتقدمة العيد ونهتف قائلين: لقد أقبل نهار السرور الإلهي، بارتقاء السيد إلى جبل ثابور، ليشرق بهاء لاهوتِه.
قنداق تقدمة التجلي
باللحن الرابع
اليوم الطبيعة البشرية بأسرها، تتلألأُ بالتجلي الإلهي، مشرقةً بحالٍ إلهيّة وهاتفة بسرور: المسيح يتجلى مخلّصاً الجميع.
الرسالة
1 كو 3: 9-17
صلُّوا وأوفُوا الربَّ إلهَنا
أللهُ معروفٌ في أرضِ يهوذا
يا إخوةُ، انَّا نحنُ عامِلونَ معَ الله وأنتم حَرْثُ اللهِ وبِناءُ الله. أنا بحسَبِ نِعَمةِ اللهِ المُعطاةِ لي كبنّاءٍ حكِيم وضَعتُ الأساسَ وآخرُ يَبني عليهِ. فَلْينظُرْ كُلُّ واحدٍ كيف يبني عليهِ، اذ لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يضعَ أساساً غيرَ الموضوعِ وهوَ يسوعُ المسيح، فإنْ كانَ أحدٌ يبني على هذا الأساسِ ذهبًا أو فِضَّةً أو حِجارةً ثَمينةً أو خشباً أو حَشيشاً أو تبناً، فإنَّ عملَ كل واحدٍ سيكونُ بيِّنًا لأنَّ يومَ الربِ سيُظهرُهُ لأنَّه يُعلّنُ بالنارِ وستَمتَحِنُ النارُ عَملَ كلِ واحدٍ ما هو. فمن بقيَ عمَلُهُ الذي بناهُ على الأساسِ فسينالُ أُجرَةً ومَن احتَرقَ عَمَلُهُ فسَيخسَرُ وسيَخلُصُ هُوَ ولكن كمَن يَمرُّ في النار. أما تعلَمون أنَّكم هيكلُ اللهِ وأنَّ روحَ اللهِ ساكِنٌ فيكمْ. مَن يُفسِدْ هَيكلَ اللهِ يُفسِدْهُ الله. لأنَّ هيكلَ اللهِ مُقدَّسٌ وَهُوَ أنتم.
الإنجيل
متى 14: 22-34 (متى 9)
في ذلك الزمان اضطَرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أن يدخلوا السفينةَ ويسبِقوهُ إلى العَبْرِ حتى يصرِفَ الجموع. ولمَّا صرفَ الجموعَ صعِد وحدَهُ إلى الجبلِ ليصلّي. ولمَّا كان المساءُ كان هناك وحدَهُ، وكانتِ السفينةُ في وسَط البحر تكُدُّها الأمواجُ لأنَّ الريحَ كانت مُضادَّةً لها. وعند الهجَعةِ الرابعةِ من الليل مضى إليهم ماشياً على البحر، فلَّما رآه التلاميذ ماشياً على البحر اضطربوا وقالوا إنَّه خَيالٌ ومن الخوفِ صرخوا. فللوقت كلَّمهم يسوعُ قائلاً: ثِقوا أنا هو لا تخافوا. فأجابهُ بطرس قائلاً: يا ربُّ إنْ كنتَ أنتَ هو فمُرني أن آتي إليك على المياه، فقال: تعالَ. فنزل بطرسُ من السفينة ومشى على المياه آتياً إلى يسوع. فلَّما رأى شِدَّةَ الريح خاف، وإذْ بدأ يغرَقُ صاح قائلاً: يا ربُّ نجنّي. وللوقتِ مدَّ يسوعُ يدَهُ وأمسك بهِ وقال لهُ: يا قليلَ الإيمان لماذا شككتَ ؟ ولمَّا دخلا السفينةَ سكنَتِ الريح. فجاءَ الذين كانوا في السفينةِ وسجدوا لهُ قائلين: بالحقيقةِ أنت ابنُ الله. ولمَّا عبَروا جاؤوا إلى أرض جَنيّسارَتْ.
في الإنجيل
"بالحقيقة أنت ابن الله". هذا الاعتراف الإيمانيّ أتى نتيجة لمعاينة التلاميذ للمسيح فاعلاً عمل الله، لأنّ الله وحده هو الّذي يسود على المياه والرياح. فالله هو وحده الَّذي يستطيع أن يأمر البحر والرياح فتطيعه، وهو وحده الَّذي يستطيع أن يحوِّل هذا الشرّ إلى خير، كما حصل في حدث الخروج لمّا صارت المياه موتًا لفرعون وجيشه وحياة لإسرائيل.
طبعًا، التلاميذ في هذا الاعتراف الإيمانيّ لم يكونوا يعُون بعد المعنى الحقيقي لكلمة "ابن الله"، ولكنّ هذه الصرخة منهم كانت بإلهام من الله، إذ فهموا معناها الحقيقيّ لاحقًا، أي بعد القيامة، بالتحديد في العنصرة، لأنّ الروح القدس هو الَّذي يكشف لنا حقيقة الإنسان يسوع المسيح، أي أنّه إله وإنسان.
لا نخافنّ، يا إخوة، من تجارب الحياة وصعابها. المسيحيّ لا يخاف الصِّعاب ولا يهابها لأنَّ المسيح الَّذي يؤمن به لا يتركه يُجرَّب فوق الطاقة، بل في اللحظة الحاسمة يأتيه ماشيًا على البحر الهائج. علينا أن نسمع أبدًا في قلوبنا وأذهاننا صرخة يسوع لتلاميذه: "ثقوا. أنا هو. لا تخافوا". ولا نشكِّكنَّ كبطرس، ولا نتوهَّمنَّ كالتَّلاميذ بأن حضور يسوع في صعوباتنا وهميّ، خياليّ. لنكن أكيدين ومتيقِّنين بأنَّ يسوع حاضر معنا في خضمِّ تجارب حياتنا، وهو ينقذنا منها إذا آمنَّا أنَّه هو الله المخلِّص.
لا نكونَنَّ قليلي الإيمان، يا إخوة، لأنّ سفينة عمرنا أي بيوتنا وكنيستنا الَّتي ننتمي إليها لا مأمن لها ولا هدوء ولا راحة دون حضور المسيح في وسطها. وهو حاضر بحسب قول المزمور "الله في وسطها فلن تتزعزع".
لا بدَّ لنا من بطرس يكون مقدامًا وجريئًا في علاقته بالله لنستجلي حقيقة ألوهيّة المسيح. أنتَ أو أنتِ قد تكون بطرس. كلُّ مؤمن في الكنيسة مدعوّ أن يأتي مع المسيح إلى الجماعة الَّتي تتخبَّط في عواصف تجارب عدم الإيمان ورياح أهواء البشر ليكون شاهدًا على خلاص يسوع له من الغرق في بحر العمر. 
متى عدنا إلى الاتِّكال الكلِّيّ على الله، كما حصل مع بطرس الَّذي كان يغرق لمّا صرخ: "يا ربُّ نجِّني"، حينئذٍ نصير شهودًا لخلاص المسيح في حياة العالم.
المسيحيَّة ليست كلامًا ونظريّات بل هي خبرةٌ حياة مع يسوع واكتشاف مستمرٌّ له كإله ومخلِّص. هذه خبرة كيانيّة وجوديّة لا يحصل عليها الإنسان دون صلاة. صلاة بطرس: "يا ربُّ نجّني" هي نموذج الصلاة الَّتي يستجيبها الله "للوقت"، لأنَّ تكشف لنا أنَّ الصلاة هي وعي أكيد لحقيقة موتنا دون يسوع وصرخة من أعماق القلب بثقة وإيمان كلِّيّ بأنّه لا يتركنا بل هو حقًّا حاضرٌ معنا في شدائدنا وتجاربنا.
ومن له أذنان للسمع فليسمع
صوم السيّدة
يأتي هذا الصوم في أهميّته بعد الصوم الكبير المقدّس. تأسّس مع صوم الرسل قبل القرن السابع. يدعوه القدّيس ثيوذورس الستوديتي "صوم والدة الإله المقدّس". فيه نركّز على شخص مريم والدة الإله ونستعدّ لاستقبال عيد رقادها في 15 آب.
نرتّل في هذه الفترة يوميًّا خدمة "البراكليسي" ومعنى الكلمة توسُّل إلى العذراء مريم، ابتهال حار طالبين الخلاص من كلّ الأمراض إلى الشفيعة الحارّة التي ولدت الربّ المتحنّن والمقتدر. وهي "العروس المزينّة لرجلها" و"المدينة ذات الاثني عشر سوراً" (راجع رؤيا 21).
*     *      *
لا ننسى أن الصوم، الذي يشدّد على الامتناع عن اللحوم ومشتقّات الحيوان الألبان والجبان، يعكس الطابع النسكي للحياة المسيحيّة. لقد رأى الآباء القدّيسون من خلال خبرة حياتهم أن الامتناع عن الزفرين مع المطرِبات الدنيويّة يساهم مساهمة فعاّلة في تنقية الجسد والنفس، ما يجعل الإنسان يكتسب مع الصلاة وقراءة الكتب المقدّسة الفضائل الإلهيّة.
نلفت النظر أن مريم والدة الإله على غرار القديسين موسى وإيليا ويوحنا المعمدان قد تهيّأت عن طريق الصلاة والصوم لكي تشارك في عمل التدبير الإلهي الخلاصي، فتقدّست. من هنا نرى كيف أن عيد الرقاد بشخص مريم، أقدس القدّيسين، يوضح illustrate عيد التجلّي الواقع زمنياً في فترة صومها كما يتّصل لاهوتياً بعيد الصليب 14 أيلول الواقع بعد رقادها: الارتباط الضمني الذي جمع بين الأعياد السيدية في فترة الصيف.
*     *      *
أخيراً انتبهوا إلى ما يُقرا في إنجيل عيد الرقاد (لوقا 10: 38-42) و11ك 27-28) المتعلّق بمريم أخت لعازر وامرأة أخرى من الجمع. كلتا القراءتَيْن تركّزان على سماع كلمة الله وحفظها، ما أوصى به الربّ يسوع (راجع لوقا 8: 15 و21) وما قامت به مريم (لوقا 2: 19).
كلّ هذا لكي يحثّنا على أن نعكف على الصلاة والتأمُّل في كلمة الله على الأخصّ في هذا الصوم المبارك، مقتدين بمريم العذراء ومبتغين فضائلها المقدّسة.
قصة مفيدة
في حجرة صغيرة فوق سطح أحد المنازل... عاشت الأرملة الفقيرة مع طفلها الصغير حياة متواضعة، في ظروف صعبة...
إلا أن هذه الأسرة الصغيرة كانت تتميز بنعمة الرضا، لكن أكثر ما كان يزعج الأم هو سقوط الأمطار في فصل الشتاء!!!...
فالغرفة عبارة عن أربعة جدران، وبها باب خشبي، غير أنه ليس لها سقف!!
وكان قد مر على الطفل أربع سنوات منذ ولادته...
لم تتعرض المدينة خلالها إلا لزخات قليلة وضعيفة من المطر، إلا أنه ذات يوم تجمعت الغيوم وامتلأت سماء المدينة بالسحب الداكنة...ومع ساعات الليل الأولى هطل المطر بغزارة على المدينة كلها، فاحتمى الجميع في منازلهم، اما الأرملة والطفل فكان عليهم مواجهة موقف عصيب!!!
نظر الطفل إلى أمه نظرة حائرة واندسّ في أحضانها، لكن جسد الأم مع ثيابها كان غارقاً في البلل..
أسرعت الأم غلى باب الغرفة فخلعته وأسندته مائلاً على أحد جدران الغرفة، وخبأت طفلها تحت الباب المسند على الجدار لتحجب عنه سيل المطر المنهمر...
فنظر الطفل إلى أمه في سعادة بريئة وقد علت على وجهه ابتسامة الرضا.. وقال لأمه: "ماذا يا ترى يفعل الناس الفقراء الذين ليس عندهم باب حين يسقط عليهم المطر؟!".
لقد أحس الطفل الصغير في هذه اللحظة أنه ينتمي إلى طبقة الأثرياء..
ففي بيتهم باب!!!..
ما اجمل الرضا.
أخبـــارنــــا
 عيد القديس ضوميط في رعية بترومين
برعاية وحضور سيادة راعي الأبرشية المتروبوليت افرام (كرياكوس) تحتفل رعية بترومين بعيد شفيع البلدة القديس دوماتيوس، وذلك بصلاة الغروب والخمس خبزات والقمح والخمر والزيت يترأسها قدس الأرشمندريت بندلايمون (فرح) وذلك مساء الاثنين الواقع فيه 6 آب 2012 الساعة السادسة، وفي اليوم التالي 7 آب تبدأ صلاة السحرية الساعة الثامنة والربع صباحاً ويليها القداس الإلهي برئاسة راعي الأبرشية.