الأحد 12 آب 2012

الأحد 12 آب 2012

12 آب 2012

 

 

الأحد 12 آب 2012
العدد 33
الأحد العاشر بعد العنصرة
اللحن الأول    الايوثينا العاشرة
 
12: الشهيدان فوتيوس وأنيكيتس. * 13: وداع التجلي، نقل عظام مكسيموس المعترف، دوروثاوس أسقف غزة وتلميذه دوسيثاوس، تيخن زادونسكي. *14: تقدمة عيد الرقاد، النبي ميخا. * 15: رقاد سيّدتنا والدة الإله الفائقة القداسة. * 16: نقل المنديل الشريف من الرها، الشهيد ديوميدوس. * 17: الشهيد ميرن. * 18: الشهيدان فلورس ولفرس، أرسانيوس الجديد الذي من باروس. 
 
في رقاد والدة الإله
 
كيف تُوفَى والدةُ الإله حقَّها في المديح، وبماذا يُمكننا أن نصفَها؟ 
القدِّيسُ الحديثُ باييسيوسُ الآثوسيُّ يُشبِّهُ صلاتَنا المُتكرِّرة: "يا والدةَ الإلهِ الفائقَةَ القداسَةِ خلِّصينا"، التي نتلوهَا على المِسبَحة، يُشبِّهُهَا بِطفلٍ يُمسِكُ فستانَ أمِّهِ وَيَشدُّهُ مَعَ قولِهِ: إشتَرِي لي هذا. فإنَّها، كأمٍّ عَطوف، تَسمَعُ هذه الصلواتِ وَتَعرِفُ ما في قلوبِنا وما في أفكارِنا وما هُوَ نافعٌ لحياتِنا ولِتَقديسِنا، فَتَستجيبُ وتَستَعطِفُ السيِّدَ، وَتَحدُثُ المُعجِزَةُ أنَّها تُغيِّرُ حتَّى في قرارِ اللهِ الآب. فالذين يستأهِلونَ الموتَ وجهنَّم، إذا ما التَجَأوا إليها، يُحرِزونَ نُصرَةً وَقُدرةً على خطاياهُم، على ضعفاتِهِم وعلى أهوائِهِم. وبِصَلاتِهَا تتحرَّكُ أحشاءُ الله، ويتحنَّنُ عليهِم وينصرُهُم. وبهذا تنتَشِلُهُم من أعماقِ الجحيم، من أعماقِ الخطايا.
وفيما نعيِّد لِرُقادِهَا، نحنُ لا نتوقَّفُ عندَ هذا الحدث بحدِّ ذاتِه، كحدثٍ خاصٍّ بمريم العذراء، بل هذا صارَ شعارًا لكلِّ المسيحيِّينَ الذين يحيَونَ مع الربّ. فإنَّهم ينتقلونَ بالموتِ إلى السماوات، كما انتقلتْ هي. صارَتْ إذن أنموذجًا بعدَ المسيحِ نقتدي به، لأنَّنا سننتقلُ كمثلِها، إنْ كنَّا على الطاعةِ سالكين. ولاحِظُوا أنَّنا نُعانِي كثيرًا حتَّى نُصلِّي إلى الربِّ يسوع، لأنَّه أعلَى بِكثير مِمَّا نتصوَّر. أمَّا عندمَا نتحدَّث إلى العذراء، فإنَّ قلبَنا يتَّقِدُ وكيانَنَا يُصبِحُ حارًّا ومُشتاقًا إلى المسيح، لأنَّهَا إنسانةٌ مثلنا، قريبَةُ السمعِ وجزيلَةُ التعطُّف. ونحنُ نقتَرِبُ إليها، وبِوَاسطَتِها نقتَرِبُ من المسيحِ تدريجيًّا، وبهذهِ الطريقَةِ نُصبحُ أقربَ إلى الربِّ يسوع.
فنسألُها ألاَّ تغادرَنا، بل أنْ تعتنيَ دائمًا بنا، رغمَ كونِنا خطأةً ومبتعدينَ عن محبَّةِ السيِّد. وواجبُنا نحوَ هذه الأمِّ المقدَّسة، أنْ نطيعَها ونحبَّها ونخدمَها ونُرضيهَا، لأنَّها وَلَدَت لنا الخلاص. 
عساها تنظرُ إلى بؤسِنا، وإلى مرضانا، وإلى كلِّ شقاءٍ موجودٍ في الأرض، وتعزِّينا وتحوِّلُ هذا الحزنَ إلى فرح، لأنَّها مقتدرةٌ، إذْ أعطاها السيِّدُ دالةً كثيرةً كي تستعطِفَه. فلا نمكثُ في ما بعدُ في الكسل، في الضجر، في الخطايا، في البعدِ عن المسيح، بل نقتربُ إليه، يومًا بعدَ يوم، باجتهادٍ ومحبَّة. 
فليكن هذا التعييدُ تعييدًا مبارَكًا للجميع، وعربونًا للخلودِ والقداسة. 
طروبارية القيامة          باللحن الأول
 
إنَّ الحجر لمّا خُتم من اليهود، وجسدك الطاهر حُفِظَ من الجند، قمتَ في اليوم الثالث أيها المخلِّص، مانحاً العالم الحياة. لذلك، قوّات السماوات هتفوا اليك يا واهب الحياة: المجد لقيامتك أيها المسيح، المجد لملكك، المجد لتدبيرك يا محب البشر وحدك.
طروبارية التجلي باللحن السابع
 
لما تجلَّيتَ أيُّها المسيح الإله في الجبل أظهرَتَ مجدَك للتّلاميذ حسبما استطاعوا، فأَطلِعْ لنا نحنُ الخَطاة نورَك الأزليّ، بشفاعات والدة الإله، يا مانحَ النور المجدُ لك.
قنداق التجلي باللحن السابع
تجلَّيتَ أيّها المسيحُ الإله في الجبل، وحسبما وسعَ تلاميذَكَ شاهدوا مجدَك، حتى، عندما يعاينونَكَ مصلوباً، يفطنوا أن آلامَكَ طوعًا باختيارك، ويكرزوا للعالم أنك أنتَ بالحقيقةِ شعاعُ الآب.
الرسالة
1 كو 4: 9-16
لتكُنْ يا ربُّ رحمتُكَ علينا
ابتهجوا أيُّها الصدِّيقون بالرب
 
يا إخوةُ، إنَّ الله قد أبرزَنا نحنُ الرسلَ آخِرِي الناسِ كأنَّنا مجعولونَ للموت. لأنَّا قد صِرنا مَشهداً للعالم والملائكةِ والبشر. نحنُ جهَّالٌ من أجلِ المسيحِ، أمَّا أنتمُ فحكماءُ في المسيح. نحنُ ضُعَفاءُ، وأنتم أقوياءُ. أنتم مُكرَّمون، ونحن مُهانون. وإلى هذه الساعةِ نحنُ نجوعُ ونَعطَشُ ونَعْرَى ونُلطَمُ، ولا قرارَ لنا، ونَتعَبُ عامِلين. نُشتمُ فَنُبارِك. نُضطَهدُ فنحتمل. يُشنَّعُ علينا فَنَتضَرَّع. قد صِرنا كأقذارِ العالم وكأوساخٍ يستخبِثُها الجميعُ إلى الآن. ولستُ لأخجِلَكُم أكتبُ هذا، وإنَّما أعِظُكُم كأولادي الأحبَّاءِ. لأنَّه ولو كانَ لكم ربوةٌ منَ المُرشدينَ في المسيح فليسَ لكم آباءٌ كثيرون. لأني أنا وَلَدْتكم في المسيحِ يسوعَ بالإنجيل. فأطلبُ إليكم أن تكونوا مقتَدِينَ بي.
الإنجيل
متى 17: 14-23 (متى 10)
 
في ذلك الزمان دنا إلى يسوعَ انسانٌ، فجثا لهُ وقال: يا ربُّ ارحمِ ابني فانَّهُ يُعذَّبُ في رؤوسِ الأهِلَّةِ، ويتألَّم شديداً لأنَّهُ يقعُ كثيراً في النار وكثيراً في الماءِ، وقد قدَّمتُهُ لتلاميذِك فلم يستطيعوا أنْ يَشْفُوهُ. فأجاب يسوع وقال: أيُّها الجيلُ غيرُ المؤمنَ، الأعوجُ، إلى متى أَحتملكم. هلَّم بهِ اليَّ إلى ههنا. وانتهرهُ يسوعُ، فخرجَ منهُ الشيطانُ وشُفي الغلامُ من تلكَ الساعة. حينئذٍ دنا التلاميذُ إلى يسوعَ على انفرادٍ وقالوا: لماذا لم نستطِعْ نحن أنْ نُخْرِجَهُ؟ فقال لهم يسوع: لِعَدمِ إيمانِكم. فإنّي الحقَّ أقولُ لكم: لو كانَ لكم إيمانٌ مثلُ حبَّةِ الخردلِ لكنتمُ تقولون لهذا الجبلِ انتقِلْ من ههنا إلى هناك فينتقِلُ ولا يتعذَّرُ عليكم شيءٌ، وهذا الجِنس لا يخرجُ الاَّ بالصلاة والصوم. وإذ كانوا يتردَّدون في الجليل قال لهم يسوع إنَّ ابنَ البشر مزمعٌ أن يُسلَّمَ إلى أيدي الناس، فيقتلونهُ وفي اليوم الثالث يقوم.
في الإنجيل
 
في هذا النصّ الإنجيلي من بشارة متّى حادثتان: الأولى هي شفاء الشابّ المصروع، والثانية هي توبيخ الربّ يسوع لتلاميذه على عدم إيمانهم.
في الكتاب المقدس وعود بالشفاء والخلاص المؤكد من الخطيئة، ووعود بالفرح الإلهي والحياة الأبدية التي نحصل عليها بقدر ما نطيع ونقتبل سر الله ونذوقه في مصائب الدنيا، في الروح كان أم في الجسد، عندما تكون حالتنا كحالة عذاب هذا الشابّ، ولسان حالنا "يا ربّ ارحمني" نلاحظ هنا أن الوالد استرحم يسوع وطلب شفاء ابنه، وهذا أهمّ من قضية الشفاء التي حصلت: "يا ربّ ارحم ابني فإنه يُعذَّب ويتألم شديداً" نحن نطلب الرحمة والشفاء بعضنا لبعض، وهذا ما علّمنا اياه يسوع. نصلّي بعضنا من أجل بعض، وبهذا نقوّي بعضنا بعضًا ونشفى من كل مرض الجسد والروح.
أمّا توبيخ يسوع لتلاميذه فيعني أن التلاميذ، ولئن قبلوا يسوع وتبعوه وسمعوا تعليمه، إلاّ أنهم ما كانوا قادرين على أن يتقبلوا أهمّ ما في رسالته وهو آلامه وموته، وتالياً قيامته من بين الأموات.
وهذا ما يفسر نكران بطرس له وخوف التلاميذ وانكفاءهم في الليلة التي أسلم فيها. كانوا يتصرفون وكأنهم لم يسمعوا أنه قال لهم إنه سيقوم من بين الأموات بعد أن يتألم ويموت. بحسب انجيل متى لن يؤمن التلاميذ بيسوع، بهذا المعنى، الا بعد قيامته من بين الأموات وظهوره لهم. وعلى أساس إيمانهم هذا سوف ينطلقون ليكرزوا في العالم كله بأنه "المسيح  ابن الله الحيّ" (متى 16: 16).
تأتي حادثة شفاء الشابّ المصروع لتؤكد هذا الأمر وتظهر التلاميذ عديمي الإيمان. يسوع وحده قادر على العمل بسلطان الله. أما التلاميذ فلم يكونوا قادرين على أن يعملوا بالسلطان الذي يعطيهم إياه يسوع إلا بعد قيامته.
رغم كل الوقت الذي أمضاه يسوع معهم، ورغم تعليمه، لم يفهموا أنه "المسيح" بالمعنى الذي يريده هو. وسوف يتركونه وحيداً ليلة تسليمه، وسوف ينكره بطرس خوفاً. لو كان لهم الإيمان الحقيقي لاستطاعوا أن يُخرجوا الشيطان من الشاب المصروع. إلاّ أن هذا لن يكون إلاّ بعد ان يعاينوه قائماً من بين الأموات.
في نهاية المقطع نبوءة عن الآلام والموت والقيامة.
حزن التلاميذ عند آلام الرب وموته، ولكن حزنهم تحوّل إلى فرح يوم القيامة، وزاد إيمانهم بيسوع مسيحاً قائماً من بين الأموات وعملوا على نقل البشارة إلى العالم أجمع، وماتوا واستشهدوا، من أجلها، واستطاعوا أن يشفوا المرضى ويقيموا الموتى ويصنعوا المعجزات بسبب إيمانهم وقوة الله الفاعلة فيهم.
كَلِمَةٌ في الإدارة: شَرِكَةٌ وتَرَقُّب
 
رُبَّ متسائلٍ لما الحديثُ عنِ الإدارةِ في نشرةٍ تصدرُها الكنيسة؟ والجوابُ البسيطُ هوَ أنَّ للكنيسةِ وجهًا مؤسّساتيًّا تنظيميًّا لا يمكنُ إنكارُه. والإعراضُ عنْ هذا الوجهِ أو إهمالُه يعرّضُ عملَ الكنيسةِ وبشارتَها وشهادتَها وفعلَ الحبِّ فيها إلى عرقلاتٍ وتقصير. وحسنُ الإدارةِ مفيدٌ أيضًا للمؤمنينَ كلِّهم في ترتيبِ أعمالهِم وتنظيمِ شؤونِ بيوتِهم.
للإدارةِ في الكنيسةِ خصوصيّتُها النّابعةُ من مفهومِ الكنيسةِ ورؤيتِها للعالمِ والإنسانِ والمالِ، وهيَ واجبةٌ وضروريّةٌ بالقدرِ الّذي تجسّدُ بِهِ هذه الرؤيةَ وتجعلُها واقعًا يدنو منَ المثال. الإدارةُ في الكنيسةِ ضرورةٌ للأوقافِ وتنميتِها، هي ضرورةٌ في ترتيبِ حياةِ الجماعاتِ الإكليريكيّةِ والرّهبانيّة، هيَ ضرورةٌ في تسييرِ المؤسّساتِ الآجتماعيّةِ والتربويّةِ على أنواعِها، هي ضرورةٌ في رسمِ السياسةِ الإعلاميّةِ التبشيريّةِ وتنفيذِها.
وإدارةُ شؤونِ الكنيسةِ لا تأتي أُكْلَها المرجوَّ ما لمْ تعرفْ بعضَ الشّروطِ المتعارَفِ عليها، وهيَ قبلَ كلِّ شيءٍ الترقّب. لا يكفي للمكلَّفِ، أو المكلَّفينَ، بالإدارةِ أنْ يقرّروا وينفّذوا فقط معتدّين بسلطانِهم. ولكنْ لا بدَّ من ترقّبِ ما سيتركُه هذا المقرّرُ في الواقع. هل يجعلُهُ أقربَ إلى رؤيةِ الكنيسةِ؟ هل يتقبّلُه النّاسُ أمْ ثمّةَ إعدادٌ لهم واجب؟ وكيف "نبيعهم" فكرةَ ما سنقرّرُ للبلوغِ إلى الغايةِ؟ وهلِ القرارُ الّذي يخطرُ في بالِ الفردِ هوَ القرارُ المناسِب؟ كلّها أسئلةٌ طرْحُها شرعيٌ والتفكيرُ فيها من بابِ وعيِ المسؤوليّةِ، ومن بابِ الأمانةِ لروحِ الشَّرِكةِ في كنيسةِ المسيح.
ولكنَّ الإجابةَ على هذه الأسئلةِ لا يمكنُ أنْ تأتيَ منْ شخصٍ واحدٍ مهما علا مقامُه وسما عقلُه، وليستْ هيَ من نتاجِ تأمّلِ فراداتٍ، وإنّما هيَ خلاصةُ تفكيرٍ جماعيٍّ شركويٍّ، نتدرّبُ فيهِ على السّماعِ والتّقبّلِ دونَ تشبّثٍ أو عناد.
منْ هنا أتَتْ قوانينُ الكنيسةِ وأنظمتُها تطلبُ المجالسَ والهيئاتِ على الصّعدِ كافَةً لتُمارَسَ فيها الإدارةُ بروحِ الشرْكةِ والمشورةِ الّتي لم يرَ النّاسُ نظيرًا لها.
صحيحٌ أنّ المجالسَ، مهما تعدّدَتْ وتنوّعَتْ وتفرَّعَتْ، لا تتّسعُ للجميعِ. ولكنّ إيجابيّتَها الكبرى أنّها ليسَتْ شخصًا واحدًا وأنّها تتجدّد وتتغيّر. وتبقى قدرةُ الجماعةِ أقوى من قدرةِ الفردِ على معرفةِ الواقعِ ووعيِه، ويبقى أيضًا أنَّ تشاورَ الأذهانِ يشحذُ الألبابَ ويقدحُها ويقلّلُ منْ شططِها، ويبقى أخيرًا أنَّ قِبلتَنا هيَ تحقيقُ رؤيةِ الكنيسةِ، فتعاليمُها وقوانينُها هيَ العاصمةُ أولاً وأخيرًا.
لقد اهتدتِ الإدارةُ اليومَ إلى مثل هذا المفهومِ الشركويِّ، وتقولُ: إنَّ أيَّ مشروعٍ لا ينجحُ ما لمْ يكنْ وليدَ تفكيرٍ جماعيٍّ وتنفيذٍ جماعيٍّ وتقييمٍ جماعيٍّ. المعيّة ضرورةٌ في التفكيرِ والإقرارِ والتنفيذِ والتقييمِ. هذه الشّركويّةُ، الّتي باتَتْ مطلوبةً في أمورِ الدّنيا، هي، في الأساسِ، نابعةٌ من الكنيسةِ القائمةِ ماهيّتُها على صورةِ شركةِ الثالوثِ الأقدسِ، ومنْ تحديداتِها أنَّها "جماعةُ المؤمنينَ" أو "شركةُ المؤمنين". وكثيرًا ما تنسى "الكنيسة" في إداريّاتِها هذه الحقيقةَ الّتي يُقبِلُ العالمُ عليها اليوم  وتتحكّمُ فيها الأمزجةُ الشخصيّة وأهواءُ الأنانيّات!!  
بين تجلٍّ وتجلٍ
 
في"الأنبياء يحتفلون بكِ، والملائكة خضعوا لكِ، والرسل في خدمتك .... "
"من هذه الطالعة بكلِّ بهائها"، "المشرقة كالصبّح، الجميلة كالقمر، البهية كالشمس".. (القديس يوحنا الدمشقي).
 بالأمس كان عيدٌ واليومَ عيدٌ آخر.
بالأمس كان عيدُ تجلي الرب على ثابور، واليوم تجلٍّ آخر في الجثمانية. بالأمس حضر موسى رمز الشريعة وإيليا رمز الأنبياء، واليوم اجتُذب الرسل من أقصى المسكونة كأنهم على غمامة ليشيّعوا تابوت العهد.
بالأمس اشتهى بطرس أن ينصب خيمةً، واليوم يقدمون تسابيح رثائية وجنائزية للمبخرة والخيمة التي حوت بداخلها قدس الأقداس.
اليوم عصا هرون أفرخت من جديد وسُلَّم يعقوب انتصب مجدّداً فأضحت الجثمانية سماءً وأرضاً معًا. هكذا أم الإله اجتذبت العالمَين الأرضي والسماوي فتحوّلت الأرض إلى سماءٍ حقيقية، الكلّ ههنا الملائكة، ورؤساء الملائكة، وخالق الكل انحدر ليتقبل روح أمّه لمن حوته هي في وقت ما عند الحبل به.
فامتزجت الألحان السماوية بتسابيحَ من شفاهٍ ترابية، والكلُّ معًا شيّعوا جسماً بتولاً هاتفين:"هلمي أيتها العفيفة اشتركي مع ابنكِ وإلهكِ في المجد".
فيا مطوّبة من جميع الأجيال، ما هذا العيد الحاضر؟ كيف ارتقى الإنسان الأرضي إلى هذه المرتبة السامية في المجد! إنّه حقًّا لَتجلٍّ لهذه الطبيعة التي فسُدت بالآلام والأهواء. أنتِ يا قديسة القديسين بجهادِك بعفّتك أفسدت عمل المخرّب الذي ظنّ أنه قبض على البشرية. فعيدك الحاضر هو ارتقاءٌ من اهتماماتٍ أرضيةٍ فانيةِ وزائلة وتقبّل اهتماماتٍ ذات رائحة سماوية، هي حالةٌ ما ستؤول اليه طبيعتنا وأيُّ مجدٍ سوف نتقبله. برقادك أثبتِّ من جديك أن الموتَ هو رقادٌ والفساد هو مجدٌ وتجلِّ "برقادِك ما أهملت العالم"، بل حضنت العالم فقدّست بارتقائكِ الجوّ برائحة البتولية وحوّلت العالم إلى فردوس فأبواب السماء انفتحت لكِ والملائكة ذُهلوا من عذريتك والرسل حملوا إليك البخور يا من هي المبخرة السماوية والأرحب من السماوات!
نرجوكِ نحن الترابيين أن تتعطّفي بطلباتك0ِ العالم، عالمنا يئن، تشفعي يا شفيعة العالم، وانثُري بركاتكِ على شعبٍ يرزح تحت وطأة الاهتمامات الجسدية، اطلُبي من مخلّص الكل أن يرحمنا آمين.
أخبـــارنــــا
  عيد رقاد السيدة العذراء
 
لمناسبة عيد رقاد السيدة العذراء يترأس راعي الأبرشية مساء الثلاثاء الواقع فيه 14 آب 2012 صلاة الغروب في دير سيدة الناطور- أنفه وذلك عند الساعة السادسة، وبعدها صلاة الغروب في كنيسة سيدة الراس في بطرّام- الكورة عند الساعة السابعة. وفي اليوم التالي سيترأس سيادته القداس الإلهي في كنيسة السيدة في رعية عاصون- الضنية. تبدأ صلاة السحر عند الساعة الثامنة صباحاً.