الأحد 20 آذار 2011

الأحد 20 آذار 2011

20 آذار 2011

 

الأحد 20 آذار 2011    
العدد 12
الأحد االثاني من الصوم (غريغوريوس بالاماس)
اللحن الثاني       الإيوثينا العاشرة
20: الآباء ال 20 المقتولون في دير القديس سابا * 21: الأسقف يعقوب المعترف، البار سرابيون. *22: الشهيد باسيليوس كاهن كنيسة أنقرة. * 23: الشهيد نيكن وتلاميذه ال /199/ المستشهدون معه. * 24:تقدمة عيد البشارة، أرتامن أسقف سَلَفكية. * 25: عيد بشارة والدة الإله الفائقة القداسة، المديح الثالث. *26: عيد جامع لرئيس الملائكة جبرائيل، استفانوس المعترف. *
نقاوة القلب
"طوبى لأنقياء القلوب لأنَّهم يعاينون الله".(مت 5: 8)
فترة الصوم هي فترة التنقية للجسد والنفس معًا. ولا يستنير العقل إلاَّ بالمعرفة. "المعرفة الحقيقية الكاملة ليست فقط حصيلة الدراسات بل تتراءى مع النقاوة وتستطيع وحدها التمييز بين ما هو صالح ونافع حقيقة وما هو ليس كذلك. إنَّ الغاية التي تتوخَّاها هي المعاينة والمذاق السِّرِّيّ (Mystique) والخفيّ للنور الأبديّ". هذا ما قاله القدّيس غريغوريوس بالاماس أسقف تسالونيكي الذي تكلّم على النور الإلهي غير المخلوق. يقول أيضًا: "لا نستطيع أن نملك الرَّبَّ فينا، أن نعاينه في النقاوة، أن نمتزج بالنور، دون اختلاط، على قدر إمكانيَّات الطبيعة البشريَّة، إن لم نكن متطهِّرين بالفضيلة، إن لم نخرج من ذواتنا أو بالأحرى نتخطَّى ذواتنا مرتفعين فوق الأفكار والبراهين، لنستسلم كلِّيًّا لقوّة الصلاة..."(1)
*      *      *
نطرح الأسئلة: ما معنى الحياة؟ ما هو هدفها؟ كيف نقتني المحبّة؟ كيف نقتني التواضع؟ كيف نصل إلى فضيلة التمييز بين الخير والشَّرّ، بين ما هو لله وما هو لغيره؟
هذه كلّها حصيلة جهاد الإنسان وفعل النعمة الإلهية.
الإنسان الأرثوذكسيّ الحقيقيّ هو الذي يستطيع أن يميِّز بين الأرواح، بين روح الله وروح الشيطان، بين قوى الله غير المخلوقة والقوى المخلوقة.
الهرطقة، السحر أو الشعوذة هي الخلط بين هذه القوى. هذا يأتي نتيجة عدم استنارة العقل والقلب. النَّقيُّ القلب له "موهبة التَّمييز بين الأرواح"، له المحبّة الحقيقيَّة، له أن يلمس حضور الله في حياته.
*     *      *
ونحن في وسط هذا الصيام المبارك ماذا نقول، ماذا نفعل؟
إخوتنا المسلمون يدينون بهذه الوصيّة الثمينة: "لا تنسى ذكرَ الله"، ونحن المسيحيين نشدّد على ذكر إسم يسوع إلهنا ومخلّصنا في كلّ حين، مع ذكر والدة الإله مريم شفيعتنا الأولى لديه. "لنطرح عنّا كلّ اهتمام دنيويّ كوننا عازمين أن نستقبل ملك المجد" في عيد القيامة.
(1) راجع (الدفاع عن القدّيسين الهدوئيين) الثلاثية الأولى صفحة 115، منشورات التراث الآبائي – تعريب دير الحرف.
                                 + أفرام
                 مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة         باللحن الثاني
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأموات من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويِّين: أيُّها المسيحُ الإله معطي الحياةِ، المجدُ لك.
طروبارية القديس غريغوريوس    باللحن الثامن
يا كوكبَ الرأي المستقيم، وسَنَدَ الكنيسةِ ومعلِّمَها. يا جمالَ المتوحِّدينَ، ونصيراً لا يُحارَب للمتكلِّمينَ باللاهوت، غريغوريوسَ العجائبيّ، فخرَ تسالونيكية وكاروزَ النعمة، إبتهلْ على الدوامِ في خلاصِ نفوسِنا.
القنداق                         باللحن الثامن
إني أنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة يا جُنديَّة محامية، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقِذةٍ مِنَ الشَّدائد. لكنْ، بما أنَّ لكِ العِزَّة التي لا تُحارَب أعتقيني من صُنوفِ الشَّدِائد، حتى أصرُخَ إليكِ: إفرحي يا عروساً لا عروسَ لها.
الرسالة
عب 1: 10-14، 2: 1-3
أنتَ يا رَبُّ تَحْفَظُنا وتَسْتُرُنا في هذا الجيلِ 
خَلّصني يا رَبُّ فإنَّ البارَّ قَد فَني
أنت يا ربُّ في البَدءِ أسَّستَ الأرضَ، والسماواتُ هي صُنعُ يديْكَ. هي تزولُ وأنت تبقى، وكلُّها تَبْلى كالثوب، وتطويها كالرداء فتتغيَّر، وأنتَ أنتَ وسنوك لن تفنى. ولِمَنْ من الملائكة قال قطُّ اجْلِسْ عن يميني حتى أجعلَ أعداءَك موطئاً لقدميْكَ. أليسوا جميعُهُم أرواحاً خادمة تُرْسَلُ للخدمةِ من أجلِ الذين سَيَرِثون الخلاص. فلذلك يجب علينا أن نُصغِيَ إلى ما سمعناهُ إصغاءً أشدَّ لئلاَ يَسْرَبَ مِنْ أذهانِنا. فإنَّه، إن كانتِ الكلمةُ التي نُطِقَ بها على ألسنةِ ملائكةِ قَدْ ثَبُتَتْ وكلُّ تَعدٍّ ومعَصِيَةِ نالَ جزاءً عدلاً، فكيفَ نُفْلِتُ نحنُ إنْ أهْمَلنا خلاصاً عظيماً كهذا، قد ابتدأ النُطقُ بِهِ على لسانِ الربِّ، ثمَّ ثبَّتَهُ لنا الذين سمعوهُ.
الإنجيل
مر 2: 1-12
في ذلك الزمان، دخل يسوعُ كَفَرْناحومَ، وسُمِعَ أنَّهُ في بَيتٍ، فَلِلوقتِ اجتمعَ كثيرونَ حتى أنَّه لم يَعُدْ مَوْضِعٌ ولا ما حَول البابِ يَسَعُ. وكان يخاطِبُهم بالكلمة، فأتَوْا إليْهِ بِمُخلَّع يَحمِلُهُ أربعةُ. وإذ لم يقْدِروا  أن يقتربوا إليهِ لِسَببِ الجمع كَشَفوا السقفَ حيث كانَ. وَبعْدَ ما نَقَبوهُ دَلَّوا السريرَ الذي كان المخلَّعُ مُضْطجعاً عليه. فلمّا رأى يسوعُ إيمانَهم، قالَ للمُخلَّع: يا بنيَّ، مغفورةٌ لكَ خطاياك. وكان قومٌ مِنَ الكتبةِ جالسينَ هُناكَ يُفكِّرون في قُلوبِهِم: ما بالُ هذا يتكلَّمُ هكذا بالتجديف؟ مَنْ يَقْدِرُ أن يَغفِرَ الخطايا إلا اللهُ وَحْدَهُ؟! فَلِلْوقْتِ عَلِمَ يَسوعُ برِوحِهِ أنَّهُم يُفَكرِونَ هكذا في أنفسِهِم، فقالَ لهُم: لِماذا تفَكِّرون بهذا في قلوبكم؟ ما الأيسَرُ أن يُقالَ مَغفورةٌ لكَ خطاياكَ أمْ أن يُقالَ قُمْ واحمِلْ سريرَكَ وامشِ؟ ولكن لكي تَعْلموا أنَّ ابنَ البشر لَهُ سلطانٌ على الأرضِ أن يَغفِرَ الخطايا (قالَ للمُخلَّع) لكَ أقولُ قُمْ واحمِل سَريركَ واذهَبْ إلى بَيتِكَ. فقامَ للوَقتِ وحَمَلَ سَريرَهُ، وخرَج أمامَ الجميع، حتى دَهِشَ كُلُّهُم ومجَّدوا الله قائلينَ: ما رَأينا قطُّ مِثلَ هذا.
في الإنجيل
في هذا الأحد، الثاني من الصوم، تقيم الكنيسة المقدسة ذكرى القديس غريغوريوس بالاماس. وتقرأ علينا المقطع الإنجيلي من مرقس حول شفاء المخلّع.
في هذا المقطع الإنجيلي يلاقي الرب يسوع مواجهة من السلطات الدينية اليهودية، الممثلة بالكتبة. يفكّرون في أنفسهم: " لماذا يتكلم هذا هكذا بتجاديف. من يقدر ان يغفر خطايا الا الله وحده". لكنّ الرَّبَّ، يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: "أربكهم بنفس كلماتهم، فكأنه يقول: لقد اعترفتم أن غفران الخطايا خاص بالله وحده، إذن، لم تعد شخصيتي موضع تساؤل." لقد أكد لهم: "ولكن لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطاناً على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمفلوج: ‘لك أقول قم، واحمل سريرك، واذهب إلى بيتك".
الرب يسوع جلب للبشرية المخلَّعة، "المُكَرْسَحَة" بالخطيئة، التنقيةَ والصحة للنفس والجسد معًا. الله ظهر في الجسد وأظهر مجده بواسطة أعمال رحمته وعظيم تحنّنه على ضعفات البشر المزمنة التي ما كان من الممكن لهم أن يخلصوا منها لولا أنّ الرب اتَّخذها في ذاته.
لكي يشفينا الرب من تخلّع نفسنا علينا أن نَجِدَّ في طلبه، مهما كانت العراقيل أو العوائق. نيّتنا ورغبتنا بالشفاء من خطيئتنا، التي ترمينا في سرير أمراض الروح غير قادرين على الحراك، نعبِّر عنها بالطلب إلى آخرين ليحملونا في صلاتهم وفي حياتهم. لذا، يمكننا القول بأنّ هؤلاء الرجال الأربعة قد يرمزون إلى الكنيسة كلّها: الأساقفة، الكهنة، الشمامسة والشعب الحسن العبادة، الذين يحملون كلّهم أثقال كلّ شخص في الجماعة في الصلاة والعمل لكي يقدّموا كلّ مصاب بالشلل الكلّي الروحي إلى السيد الشافي. يقول القديس أمبروسيوس: "ينبغي أن يكون لكل مريض شفعاء يطلبون عنه لينال الشفاء، فبشفاعتهم تتقوى عظام حياتنا اللينة ويستقيم اعوجاج أعمالنا بدواء كلمة الحياة. فلْيهيِّئ الربّ مرشدين للنفوس يترفقون بروح الإنسان التي قيدتها ضعفات الجسد. فالكهنة يشكلون الروح، يعرفون كيف ترتفع وكيف تتواضع لتقف أمام يسوع، إذ "نظر إلى تواضع أمته" (لو 1: 48)، ينظر إلى المتواضعين." ويرى آخر في هؤلاء الرجال الأربعة رمزًا للإنجيليين الأربعة إذ يقول: "متى كان ذهني مرتبكًا أصير خائر القوى عندما أريد ممارسة أيِّ عمل صالح، فأُحسب مريضًا بالفالج. فإن رفعني الإنجيليون الأربعة وقدموني للمسيح أسمع منه أنني ابن الله وتغفر خطاياي."
لذلك، فلنحمل يا إخوة بعضنا البعض إلى المسيح المخلّص في وحدةِ جسده عالمين أنّنا "أعضاء بعضنا لبعض"، وبهذه الطريقة نُشْفَىَ من تخلّع نفوسنا وتتشدَّد حياتنا فنصير "أهل بيت الله" وسكّان مدينته كفرناحوم أي "كفر التعزية أو النياح".
المُسِنُّون أيضًا وأيضًا
أيضًا وأيضًا، لأنّها ليست المرّة التي يُطرَح فيها هذا الموضوع، وعلى متن هذه النشرة بالذات. وإذا عاودْنا طرحه فلأنّه يستحقّ، نظراً لقيمته الإنسانيّة، أن نسلّط عليه المزيد من الضوء. فما اكثر العجزة والمسّنين المتروكين، ولغير سبب. وليس كثيراً على هؤلاء أن نَذكُرَهم غيرَ مرّة ونُذكّر بهم.
لا شكّ في أنّ ظروف الحياة تزداد تعقّداً على نحوٍ يجعل خدمة المُسِنّ في بيت ذويه أمراً على قدر من الصعوبة. فلا ظروف العمل مؤاتية، حيث إِنّ الرجل والمرأة مضطرّان أن يخرجا معًا من المنزل للعمل. ولا ظروف الإقامة مؤاتيةٌ، هي الأُخرى، حيث إنّ مساحات بيوتنا تزداد ضيقًا يوماً بعد يوم. ما يجعل النظر في هذا الموضوع أمراً بالغ الدّقّة. زدْ على ذلك أنّ خدمة المُسِنّ، بحدّ ذاتها، مُضنيةٌ ودُونها متاعب لا يُقدّرها إلاّ الذين خَبروها. مع ذلك، لا يجوز أن نَكِلَ أمر العنايةَ بمسنّينا لآخَر، فرداً كان هذا الآخر أو مؤسّسة، إذا كان بمقدورنا أن نقدّم لهم هذه العناية بأنفسنا. قد يحتج بعضهم بوجود دور العجزة وبيوت الشيخوخة لهكذا حالات. هذا صحيح. ونحن نشكر الله على أنّ هذه الدُّور موجودة وأنّ الخدمة فيها ذات مستوى إنسانيّ رفيع جدًّا. كما أنّنا نقول: طُوبى للّذين يسهرون على المسنين والعجزة، إنْ في المستشفيات أو في دُور العجزة، وبُوركت الأيادي البيضاء التي تقوم بخدمتهم فيها صباحَ مساء. لكنّ هذه الدُّور إنّما وُجِدت للّذين لا معيل لهم، لتُعوّض عليهم ولو بعضًا من الرعاية والمحضونيّة اللَّتين فَقدوهما من قِبَل ذويهم، وهكذا يقضون ما تبقّى من أيّام حياتهم بالسلام والكرامة اللائقين بشيخوختهم. ولكن يبقى أنّه،  وهنا نكرّر القول: من غير الجائز أن نَكِل أمر العناية بمُسِنينا لآخر ما دام بمقدورنا أن نقدّم لهم هذه العناية بأنفسنا. فالدّفء والطمأنينة اللذان يشعر بهما المُسِنّ في كنف ذَويه لا يشعر بمثلهما في أيّ مكان آخر. ولعلّ أَمَرَّ شعور يُساور المُسِنّ، مع انقضاء أيّامه، شعوره أنّه متروك من قِبَل أهله. إنّه، بسبب من هذا الشعور، يموت قبل الموت. كيف ننزع من فكر المُسِنّ ومن قلبهالخوف من موتٍ زاحفٍ قد يكون انتظاره أصعب من حصوله؟ هذا هو السُّؤال. فالمُسِنّ إنسان يطوي الباقي له من العمر وهو يَعدّ الأيّام، بل الساعاتِ التي تفصله عن الاستحقاق الرهيب، ولا رجاء له غير هذا الافتقاد الذي يخفّف عنه الإحساس بثقل الأّيّام وهو يجرجرها مُتعبًا، ساعياً إلى حَتْفِه.
ولعلّ خير عناية نقدّمها للمُسِنّ أن نجعله يشعر، فعلاً، أنّه ليس مُهمَلاً ولا مطروحاً على هامش الوجود. وهذا يتمّ بأن نهيّئ له أجواء شركوّية حلوة يعيش فيها المعيّة، كأنْ نُصلّي معه، مثلاً، ونفرح معه، ونقاسمه أطراف الحديث، فلا يشعر بالمتروكيّة ولا بالعزلة. وهكذا يتعزّى عن قصوره الجسدي أو العقليّ، أو الإثنين معًا، بشعوره أنه ما زال حاضراً، ما زال لوجوده معنىً، ولو خانته قواه الجسديّة والعقليّة عن ترجمة هذا الحضور فعليًّا. الإنسان حضورٌ قبل كلّ شيء. وإذا تخلينا عن خدمة كهذه نفوّت على أنفسنا فرصة تبّرك لا تُفوَّت، ونكسر قلوباً هي بأمسّ الحاجة إلى من يجبرها بعدما كسرتها سِنُو الحياة.
الشائع في أوساطنا أنّ وجود المُسِنّ في البيت هو بركة لهذا البيت. هذا من موروثنا الإنسانيّ الروحي الذي ما زلنا، والحمد لله، نحتفظ به إلى اليوم. مرّةً كتب المطران جورج خضر، من وحي زيارة تفقدّية قام بها للمثلث الرحمة البطريرك ثيودوسيوس السادس في المستشفى- وكان هذا الأخير يطوي فيه أيّامه الأخيرة- كتب يقول: "الإنسان وجهٌ يَصفُو إذا دَنا من الأبد. وعندنا أنّه يصفو بسبب من بركات الربّ التي  تتنزل عليه بكثافة فتنقُله إلى السّماء قبل انتقاله وتُذيقه، مُسبقًا، بعضًا من طعم الملكوت. ونحن، بتعهدنا المُسِنّ وقيامنا على خدمته، لنا خطٌّ أن نستعيد، بفضله، بعضًا من الصّفاء الذي فقدناه بسبب من زُهُوّ العمر أو زُهُوّ الجسد أو زُهُوّ العقل. لذا، كان من دواعي عافيتنا الروحيّة أن يكون عندنا مُسِنٌّ نقوم على خدمته لأنّنا بخدمتنا إيّاه نتبرّك. وليس هذا فقط، بل أيضًا لأنّه يذكّرنا بالكثير ممّا علينا تَذكُّره لكننا غافلون عنه بسبب من "خطايا شبابنا وجهلنا". ولعلّ أوّل ما ينبغي أن نذكره أنّ الإنسان، على حدّ رؤية داود النبيّ له، "كالعشب أيّامه وكزهر الحقل كذلك يُزهر. ولكن، متى هبّت فيه الريح ليس يثبت ولا يُعرف موضعه من بعد". نذكر هذه الحقيقة فيبطُل فينا العُجب بالنفس والاعتداد بما رُبّما كنّا عليه من بهاء الجسد، ولا نعود نفتخر إلاّ بأوهاننا على حدّ قول بولس الرسول. وهكذا نكتسب من التواضع والانسحاق ما نتدرّبُ به على تقبّل فكر الانكسار. هذا مِراسٌ روحيّ نافعٌ لنا، يمنحنا إيّاه رّبنا افتقاداً ونعمة، فلا يكون انكسارنا الفعليّ، يوماً ما، مَدعاةً لتذمّرنا على الله وعلى حكمته، بل مدعاةً لشكره وحمده.
في المزمور الحادي والسبعين يصرخ داود إلى الرب ضارعاً: "رّبي لا تتركني في زمن الشيخوخة، وعند فناء قوّتي لا تتخلَّ عنّي". إنّ عنايتنا بالمسنّ وسهرنا عليه، لا سيّما عند فناء قوّته، هي تحقيق لرغبة عظيمة عنده والتأكيد له أنّ الربّ يستجيب له ويفتقده في أوان الافتقاد. خدمةٌ كهذه، إذا أدّيناها، تكون خدمةً مَرْضيّة للربّ.
أخبـــارنــــا
                                                 
كتاب سلّم إلى الله
سلّم من ثلاثين درجة. الدرجات الأولى الثلاث تتكلّم عن الغربة. الدرجات الأربعة الأخيرة تتكلّم عن الاتحاد بالله. إنّه كتاب سلّم الفضائل للقدّيس يوحنا السلّمي تعريب رهبنة دير مار جرجس الحرف – منشورات التراث الآبائي. الكتاب متوفر في دار المطرانية بسعر 12000 ل.ل.
قسم الاعداد اللاهوتي
يمدّد تقديم الطلبات في قسم الإعداد اللاهوتي إلى 23 اذار 2011. ستجري المقابلات في 26 اذار 2011.
برنامج محاضرات الصوم في الرعايا
المحاضر عنوان المحاضرة التاريخ العنوان
سيادة المطران أفرام كرياكوس
أوجه الصوم "الطعام الصلاة والفقير" 26 آذار
بيت الحركة- الميناء
6.30
الأب منيف حمصي الصلاة والصوم 21 آذار
كنيسة رقاد السيدة- بترومين
6.00
الأب باسيليوس دبس المحبة: انتباه وافتقاد 22 آذار
مار سمعان- فيع
5.30
الأب بسّام ناصيف القداسة في الكنيسة(عرض مصوّر) 22 آذار
القديسة مارينا- أميون
5.00
الأب أنطونيوس الصوري الصوم والتواضع 24 آذار
كنيسة تجلي الرب- شكا
5.30
الأب أنطونيوس ملكي سر المعمودية 24 آذار
سرجيوس باخوس- كوسبا
5.30
الأب جورج يوسف تفسير ايقونة القيامة 25 آذار
القديس جاورجيوس- بشمزين
6.00
الأب نقولا مالك تفاعل المؤمنين مع مضمون الصلوات 26 آذار
دار الرعيّة- المنية
5.00