الأحد 3 تموز 2011

الأحد 3 تموز 2011

03 تموز 2011

 

 
الأحد 3 تموز 2011    
العدد 27
الأحد الثالث بعد العنصرة
اللحن الثاني       الإيوثينا الثالثة
 
 
 
3: الشهيد ياكنثس، أناطوليوس رئيس أساقفة القسطنطينية *  4: القديس أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة كريت، أندره روبلاف. * 5: البار أثناسيوس الآثوسي، لمباذوس العجائبي. * 6: سيصوي الكبير (ساسين) * 7: البار توما الميليوني، الشهيدة كرياكي. *
 8: العظيم في الشهداء بروكوبيوس، الشهيد في الكهنة أنسطاسيوس. * 9: بنكراتيوس أسقف طفرومانية. 
 
الــمــال
 
 
لا شك في أن المال يشكّل في عصرنا الحاضر عنصراً أساسيًّا. هذا إلى حدّ قياس الإنسان وفقاً لمقتنيّاته الماديّة. أليس نافذو السياسة والحكم من المتمولّين أوّلاً. هذا ما يخلق الثورات في النهاية.
 
لماذا؟ لأن المال سلطة ونفوذ، ما يغذي شهوات البشر. المال يُستخدم كوسيلة ولا يعبد. الله وحده معبودٌ.
نعم، الإنسان بحاجة إلى المال من أجل تأمين عيش كريم. هذا أمرٌ شرعيّ. لكنه لا يمنعنا من أن "نطلب أوّلاً ملكوت الله" .
 
لماذا هذا الجشع اليوم ليس فقط وراء المال بل أيضًا وراء الأكل والشراب واللباس؟ هل قيمة الإنسان هي فقط في ظواهره؟ غالباً ما نرضخ لمتطلّبات المجتمع فتصبح هكذا عبوديّة ما العمل؟ أن نؤمن بالله ونحيا بحسب إيماننا بأن الله هو ضمانتنا لا المال ولا الضمان الصحيّ ولا الضمان الإجتماعي. شركة الضمان لا تكفل حياتنا بل شركتنا مع الله في تطبيق وصاياه.
"ليس ملكوت الله أكلاً وشراباً بل هو برّ وسلامٌ وفرحٌ في الروح القدس" (رومية 14: 16).
 
*    *    *
 
" لا تهتموا لأنفسكم..."
هذا لا يعني لا تعملوا، لا تشتغلوا، يقول الرسول بولس إلى تيموثاوس "ان كان أحدٌ لا يعتني بخاصته ولا سيّما أهل بيته فقد أنكر الإيمان وهو شرّ من غير المؤمن" (1 تيموثاوس 5: 8) القصد من كلام السيّد هو أن نركز على العمل الداخلي.
الكنز الحقيقي هو في الداخل، هو في القلب. الإنسان قيمته في قلبه. أنت مالك في داخلك محبّة الله لذا تسعى، على الرغم من أعمالك الماديّة والمهنيّة، لا بل من خلالها أيضًا تسعى إلى محبّة الآخرين.
 
*    *    *
الإنسان يتأرجح بين محبّة الله ومحبّة المال. هذا جهاد الحياة كلّها عند المؤمن. أنت إنسان يملكك روح الله، "الإنسان الروحي يحكم في كلّ شيء ولا شيء يحكم فيه" (1 كور 2: 15). تهتمّ بكلّ شؤون العالم، تأكل تشرب تقتني المال، لكنك تبقى متطلّعاً على الدوام إلى وجه المسيح. آمين.
 
                                           + أفرام
                          مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة        باللحن الثاني
 
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك، وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثَّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماويين: أيُها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك.
القنداق                 باللحن الثاني
 
يا شفيعَةَ المَسيحيين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسَرعي في الطلبَةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.
 
الرسالة:
رو 5: 1-10
 
قوَّتي وتسبحتي الربُّ        
أدبًا ادَّبني الربُّ
 
يا إخوةُ، إذ قد بُرّرنا بالإيمانِ فلنا سَلامٌ معَ اللهِ بربِّنا يسوعَ المسيح، الذي بهِ حصَلَ أيضاً لنا الدُخولُ بالإيمان إلى هذه النعمةِ التي نحنُ فيها مُقِيمون ومفتَخِرون في رجاءِ مجدِ الله. وليسَ هذا فقط بل أيضاً نفتَخِرُ بالشدائِد، عالِمينَ أن الشِدَّةَ تُنشئُ الصبرَ، والصبرَ يُنشئُ الإمتحانَ، والإمتحانَ الرجاءَ، والرجاءُ لا يُخزي. لأنَّ محبَّة اللهِ قد أُفيضَت في قلوبِنا بالروحِ القدسِ الذي أُعطِيَ لنا. لأنَّ المسيحَ، إذ كُنَّا بعدُ ضُعفاءَ، ماتَ في الأوانِ عن المنافِقين، ولا يكادُ أحدٌ يموتُ عن بارٍّ، فلعلَّ أحداً يُقدِمُ على أن يموتَ عن صالح. أما الله فَيدُلُّ على محبَّتِه لنا بأنَّهُ إذ كنَّا خَطأةً بعدُ مات المسيحُ عنَّا. فبالأحرى كثيراً إذ قد بُرّرنا بدمِهِ نخلُصُ بهِ من الغَضَب، لأنَّا إذا كنَّا قد ُصولِحنا معَ اللهِ بموتِ ابنِهِ ونحنُ أعداءٌ فبالأحرى كثيراً نخلُصُ بحياتِه ونحنُ مصالَحون.
الإنجيل:
متى 6: 22-33 (متى 3)
 
قال الربُّ: سراجُ الجسدِ العينُ. فإنْ كانت عينُك بسيطةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ نيرًّا، وإن كانت عينُك شرّيرةً فجسدُك كلُّهُ يكونُ مُظْلماً. وإذا كان النورُ الذي فيك ظلاماً فالظلامُ كم يكون؟! لا يستطيع أحدٌ أنْ يعبُدَ ربيَّنِ لأنُّهُ إمَّا أنْ يُبغِضَ الواحِد ويُحِبَّ الآخَرَ، أو يلازِمَ الواحِدَ ويَرْذُلَ الآخر. لا تقدرون أن تعبُدوا اللهَ والمالَ. فلهذا أقولُ لكم لا تهتمُّوا لأنفسِكم بما تأكلون وبما تشربون، ولا لأجسادِكم بما تلبَسون. أليستِ النفسُ أفضلَ مِنَ الطعامِ والجسَدُ أفضَلَ من اللباس. أنظروا إلى طيور السماءِ، فانَّها لا تزرعُ ولا تحصِدُ ولا تخزُنُ في الأهْراءِ، وأبوكم السماوي يَقوتُها. أفلستم أنتم أفضلَ منها. ومن منكم إذا اهتمَّ يقدِرُ أنْ يَزيدَ على قامتهِ ذراعًا واحدة؟ ولماذا تهتمُّونَ باللباس. اعتَبروا زنابقَ الحقلِ كيف تنمو. إنَّها لا تتعبُ ولا تَغْزِل،ُ وأنا أقولُ لكم إنَّ سليمانَ نفسَهُ في كلِ مجدِهِ لم يلبَسْ كواحِدَةٍ منها. فإذا كان عشبُ الحقلِ الذي يُوجَدُ اليومَ وفي غدٍ يُطرَحُ في التنُّورِ يُلبِسهُ اللهُ هكذا، أفلا يُلبِسُكم بالأحرى أنتم يا قليلي الإيمان. فلا تهتُّموا قائلين ماذا نأكُلُ أو ماذا نشربُ أو ماذا نلبَسُ، فإنَّ هذا كلَّهُ تطلُبهُ الأُمم، لأنَّ أباكم السماويَّ يعلمُ أنَّكم تحتاجون إلى هذا كلّهِ. فاطلبوا أولاً ملكوتَ اللهِ وبِرَّهُ، وهذا كلُّهُ يُزادُ لكم.
في الإنجيل
 
 
بعد أن أُفيضت محبةُ الله فينا بواسطة الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس، أي الروح القدس الذي سُكِبَ علينا يوم العنصرة المجيد، بدأت الكنيسةُ تنمو وتعمل لتصل إلى ملء قامة المسيح الذي نخلص به من العداوة التي أوجِدت جرّاءَ اهمال الإنسان. وفي الأحد الماضي عندما دعا الربُ يسوع سمعانَ وأخاه ويوحنا وأخاه تركوا للوقت كل شيء وتبعوه. وهذه هي صفة الرسولية، وكلنا دُعينا حتى نكون رسلاً للرب يسوع، كل واحد في موهبته التي أعطاها له الروح القدس.
إذن مطلوب منا جميعاً أن تكون عيونُنا بسيطة حتى نستطيع أن نصبح أنواراً وبالتالي رسلاً. والعينُ البسيطةُ هي التي تدرك أن الله هو مصدر الحياة ومُنعشُها، أما المالُ الذي هو عطية من الله، ونحن وكلاء على هذه العطية، فهو مجرَّد وسيلة بها نمجِّد اللهَ ونتقدس ذلك إن استخدمناه للخدمة فقط وبكلمة أخرى إن كرّسناه لعمل المحبة، وهذا هو سلوك الكنيسة.
أما إذا استعملناه (المال) بخلاف ما يعلّمنا الإنجيل، أي للافتخار والعظمة والمباهاة وإهمال إخوتنا، فسوف ندان لأننا أهملنا الوزنة وجعلناها في مقام الله متناسين كلام الرب يسوع.
إذن يا إخوة فلنقِ رجاءنا على الله الذي منه كلّ شيء، ولا نُلقِ رجاءنا على ماده ربما توصِلنا للملكوت، وربما تُوقِعُنا في أشراكها فنغدو عبيداً لها وننسى ملكوت الله وبره.
خِلصِت السِّني يا مدرِستي
 
لو تسنّى لك أن تشاهد ما شاهده كاتب هذه الأسطر لكنتَ، حُكماً، شاركته التساؤلات المُقلِقة التي راودَته للحال. أطفالٌ أنزلَتهم مُربّياتهم من صفوفهم إلى ملعب المدرسة ليحتفلوا بانتهاء العام الدراسيّ ويُودّعوا، على طريقتهم، مدرسة أحبّوها. أطفال بعمر البراعم، في عيونهم سُّر الوجود ووعدُ الحياة، يرقصون، يطفرون كالأيائل ويغنّون، بأعلى ما تستطيع حناجُرهم بُلوغَه: "خِلصِت السِّني يا مدرستي، خاطرِك، وانشاالله منلتقي السِّني اللّي جايي". يصرخون ويصرخون، وفي ودّهم لو يبلغ صراخُهم مسامع السّماء. عُرسٌ من الفرح كتبت مراسِمَهُ وجوهٌ نيّرة كنجوم السّماء ضياءً، طريّةٌ طراوةَ النّدى، وعيونٌ طافحةٌ بالبِشر لَكأنّها نوافذُ السّماء انفتحت ليُطِلَّ منها وجه الإله.
إزاء هذا المشهد المؤثّر، وإذا كنت من المربّين، وتتمتّع بالحدّ الأدنى من رهافة الحسّ وصواب الرؤية، لا بُدّ وأن تقفز إلى رأسك التساؤلات المقلقةُ التالية: ماذا نُعلّم، نحن المربّين، أطفالنا؟ كيف نُربيّهم، وعَلامَ؟ ماذا نُعطيهم؟ بل ماذا نأخذ منهم؟ هل نحن لائقون بهم وبما يَصْبُون اليه؟ هل نحن لائقون بأحلامهم وتطلعاتهم وبما يتوقّعونه منّا، من المعرفةِ آخِراً، ومن الحُبّ أوّلاً وآخِراً؟ ماذا أعدَدْنا لهم ليدومَ فرحُهم وتدوم إقامتُهم فيه، فلا يتسّربَ على الطريق، مع تقادم سنوات الدراسة، كما الماءُ في المَسارِبِ الخفيّة؟ وإذا كُنّا من المؤمنين بأنّ هذين الفرح والحبّ لا ينشأان من العدم بل من مصدر معروف، وبأنّ السّماء هي هذا المصدر، فماذا فعلنا نحن المربّين، لا سيّما في المدارس ذات الهويّة الكنسيّة، لجعل أطفالنا يحبّون، عبر المدرسة وبسبب منها، السّماء والجالس فيها؟ ماذا فعلنا لنجعلهم يذوقون، في حُبّنا لهم، طعم حُبّ السيّد لهم، فيحسّون أنفسهم، سرّيًّا، مستقطَبين اليه؟ ماذا فعلنا بالتالي، لتكون مدارسنا، ليس فقط صروحاً للعلم والمعرفة الدّنيوَّيين، بل، وبالدرجة الأُولى، موائد للفرح والحبّ السّماويَّين؟ أفلا نكون، بهذا قد جعلنا ما نحصّله من العلم والمعرفة الدنيويّين مِعراجاً إلى السّماء؟ إنّ علماً ومعرفة نحصّلهما في كنف الحبّ والفرح رُبّما كانا أحد سُبُلنا إلى الله. والعكس صحيح، فرُبّ علم نحصّله في ظل القسوة والقهر يكون سبيلنا إلى الجحود.
مع التطوّر التكنولوجيّ المتسارع، لا يبدو بعيداً يومٌ يتراجع فيه الصفّ التقليديّ الذي نعرفه لحساب الصفّ المُمَكنَن والمُحَوسَب. ومتى حلّ الحاسوب محلّ المدّرس في عمليّة التلقين التقليديّة، هل ينتفي دور المدّرس؟ بالتأكيد لا.
إذ ذاك يضيق أمام المدّرس هامش التلقين التقليديّ ليبقى له هامش التربية. إذ ذاك لن تخلو الساحة إلاّ لمن اتّسع صدره لاستيعاب طلاّبه وَعظُمت قدرته على محبّتهم وتوجيههم. هذا مشروع كبير، مَداه مسيرة تربويّة طويلة، وقاعدته الصّدق الكامل.
إنّ أطفالنا ينتظرون منّا، نحن المربيّن، هذا الصّدق ويُعوّلون عليه كثيراً. وأغلب التقدير أنّ صدقنا معهم رَهنٌ بهذا: أن نشابههم في بعض من طفولتهم. إنّ أطفالنا مَطلاّتُ ملكوتٍ يبقى مُوصداً دوننا ما لم نستعِد طفولةً فقدناها واعتقدنا أنّها لا تليق بنا بعدما بلغنا من العمر ما بلغنا. لقد اعتقدنا، واهمين، أنّ الطفولة مرحلةٌ عُمرّية تَعبُر، ونسينا أنّها، أوّلاً وآخِراً، الإقامة في الصدق الكامل الذي هو مقامُ الأطفال. ليس المطلوب، إذاً، أن نستعيد طفولة عُمريّة لا تُستعاد، بل أن نستعيد صدقنا.
مِيزةُ الطفل صدقُه. هو صادق في كلّ ما يفعل. صادقٌ إذا لعب وصادقٌ إذا لم يلعب. صادقٌ إذا ضحك وصادقٌ إذا بكى. شخصيّته واحدةٌ لا انفصام فيها إذ ليس فيها ظاهر ومُضمر. الطفل هو هو، بما يطلٌّ به عليك. إنّه، بسبب من صدقه، كتاب مفتوح لا تحتاج إلى كبير عناء حتّى تقرأه. وأنتَ، مربّياً، تبني الطفل وبه الإنسانيّة الحقّ، إذا تعهّدته بصدق يماثل صدقه، وتدمّره لو أنت عاملته بخلاف ذلك.
حتّى الآن تبدو مدارسنا مناهل للعلم والمعرفة وبعض من الحبّ. متى نجعلها موائد للفرح والحبّ السماوييِّن؟ هذا هو السُؤال الذي يتحدّانا كمرّبين. هذه هي رسالتنا.
أخبـــارنــــا
دير القديس يوحنا المعمدان- أنفه
 
لمناسبة عيد مولد القديس يوحنا المعمدان- شرقي يحتفل الدير بالعيد وفق االبرنامج التالي:
 
- الإثنين 4 تموز 2011 الساعة السادسة والنصف مساءً صلاة بركليسي للقديس يوحنا المعمدان في الدير.
 
- الثلاثاء 5 تموز 2011 الساعة السادسة والنصف مساءً حديث روحي لقدس الأب جورج عطية حول مولد النبي يوحنا المعمدان وتكريم والديه اليصابات وزكريا.
 
- الأربعاء 6 تموز 2011 الساعة السادسة والنصف مساءً غروب احتفالي مع الخمس خبزات.
 
- الخميس 7 تموز صلاة السحرية الساعة الثامنة صباحاَ ثم خدمة القداس الإلهي وبعدها مائدة محبة.
 اشتراكات نشرة الكرمة
نذكّر الرعايا التي لم تسدِّد بعد ما تبقَّى عليها من اشتراكها لنشرة الكرمة للعام 2011 بضرورة تسديد اشتراكاتها خلال شهر تموز 2011 بدفع المبالغ المتبقية عليها، وذلك حفاظاً على استمرارية النشرة في الصدور.