الأحد 10 تموز 2011

الأحد 10 تموز 2011

10 تموز 2011

 

 
الأحد 10 تموز 2011    
العدد 28
الأحد الرابع بعد العنصرة
اللحن الثالث       الإيوثينا الرابعة
 
10: يوسف الدمشقي، الشهداء ال /45/ المستشهدون في أرمينية *  11: آفيميّة المعظمة في الشهيدات (لما ثبّتت حدّ الإيمان)، القديسة الملكة أولغا. * 12: الشهيدان بروكلس وإيلاريوس، فارونيكي نازفة الدم. * 13: تذكار جامع لجبرائيل رئيس الملائكة، استفانوس السابوي، الشهيدة مريم، البارة سارة * 14: الرسول أكيلا، نيقوديموس الآثوسي، يوسف رئيس أساقفة تسالونيك. * 15: الشهيدان كيريكس وأمه يوليطة. * 16: الشهيد في الكهنة أثينوجانس ورفقته. 
 
خلاصة العيش المسيحي
 
 
الحياة المسيحية هي عيش الإيمان المستقيم والمشاركة روحياً في حياة الكنيسة من خلال التناغم القائم بين العقل والقلب والنفس. لن أصعّب الأمر ولكن أود بكل تواضع أن أقدم لكم الاقتراحات التالية للعودة إلى عيش الحياة المسيحية الروحية والتي ستساعدنا على أن نكون مسيحيين ورعين نناضل من أجل خلاصنا وخلاص الآخرين بحيث نكون مهيئيين للوقوف أمام منبر الرب الرهيب في يوم الدينونة العامة:
 
1-    المشاركة في الخدم والصلوات المقدسة والقداس الإلهي.
2-    التحضر دائماً للاعتراف مع الأب الروحي، وقراءة قانون المطالبسي قبل المناولة وصلاة الشكر بعدها.
3-    الالتزام بالأصوام على مدار السنة يومي الأربعاء والجمعة والأربعين يوماً قبل عيد الميلاد والقيامة المقدسة، وكذلك صوم الرسل والخمسة عشر يوماً قبل عيد رقاد والدة الإله.
4-    قراءة الكتاب المقدس يومياً وفهم تعاليم ديننا من خلال تعاليم الرسل والآباء القديسين، فنحن لا يمكننا أن نحيا وننمو روحياً بدون كسب خبرة الآباء،     فيجب أن نسعى للحصول على الكتب الروحية المتوفرة وقراءتها بمعونة الأب الروحي وإرشاده.
5-    5- قراءة حياة القديسيين والتمثل بهم وعيش حياتهم الجهادية.
6-    الصلاة يومياً مع أفراد العائلة، وتخصيص وقت للصلاة الشخصية على انفراد وخاصة صلاة الرب يسوع "ربي يسوع المسيح ارحمني".
7-    تعليم الأولاد الصلاة والإيمان بطريقة سهلة يستوعبونها.
8-    زيارة الأماكن المقدسة والأديار لنيل البركة والحصول على إرشادات الآباء والأمهات.
لن أكمل بالأرقام ولكني أقول لكم تعلموا الفضائل التي تقود إلى خلاص النفس. إسعوا للخلاص في كل يوم وكونوا مثالاً وقدوة للجميع. إبحثوا عن الحقيقة واعلموا أنها تقودكم إلى الخلاص. وتذكّروا أن الحقيقة الكاملة موجودة فقط في كنيستنا. حافظوا على الرجاء والإيمان بربنا ومخلصنا يسوع المسيح. أحبوا أولادكم. احترموا أهلكم وكرّموا عرّابيكم. أحبوا مبغضيكم أولاً ثم محبيكم وساعدوهم عند الحاجة. لا تدينوا أحداً لأن الدينونة هي لله وحده. سامحوا ثم سامحوا ثم سامحوا... وتعلّموا كيف المسامحة. كافحوا وناضلوا بمحبة لمجد الله والكنيسة.
 
صَلّوا للأحياء وللراقدين بالرب. أحبّوا السلام واسعوا للسلام الربّاني.
عيشوا بورع التطويبات واحفظوها في قلبكم. أطعموا الجياع وساعدوا المحتاجين وانظروا إلى الإنسان الآخر على أنه المسيح نفسه وعاملوه على أنه كذلك. إسعوا للتطهر من خطاياكم. ابكوا واندموا على ما فعلتم من خطايا وعدوا الله بأنكم لن تقوموا بذلك ثانية، وإن سقطتم مرة أخرى فقوموا من جديد واحملوا صليبكم وأكملوا سعيكم. كونوا صبورين دائماً،
خصصوا مكاناً في بيتكم للصلاة ضعوا فيه الأيقونات، أضيئوا أمامها قنديلاً. حافظوا على البيئة فإنها خليقة الله وعمل يديه. وأخيراً للأزواج أقول حافظوا على النعمة التي حصلتم عليها يوم زفافكم، وتعلموا كيف تتكلمون مع بعضكم ومع أفراد عائلتكم، وادعوا المسيح ليأتي ويتعهد منزلكم وقلوبكم. صلوا معًا واذهبوا إلى الكنيسة معًا وجاهدوا معاً.
 
أعطوا دائماً مجداً لله وأعبدوا الله الثالوث المتساوي في الجوهر وغير المنقسم الآب والابن والروح القدس، الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين. آمين.
طروبارية القيامة     باللحن الثالث
 
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزاًّ بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالَم الرحمةَ العُظمى.
القنداق                  باللحن الثاني
 
يا شفيعَةَ المَسيحيين غَيْرَ الخازية، الوَسيطة لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتنِا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسَرعي في الطلبَةِ يا والدةَ الإلهِ المتَشفّعةَ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة:
رو 6: 18-23
 
رتّلوا لإلهِنا رتّلوا      
يا جميع الأممِ صفّقوا بالأيادي
 
يا إخوةُ، بعد أن أُعتِقُتم من الخطيئَةِ أصبحتُم عبيداً للبرّ. أقولُ كلاماً بشرياً من أجل ضُعفِ أجسادِكم. فإنَّكم كما جعَلتُم أعضاءَكم عبيداً للنجاسَةِ والإثم للإثم، كذلك الآن اجعَلوا أعضاءكم عبيداً للبرّ للقداسة. لأنَّكم حينَ كنتُم عبيداً للخطيئة كنتمُ أحراراً منَ البِرّ. فأيُّ ثمرٍ حصَل لكم من الأمورِ التي تستَحيُونَ منها الآن. فإنَّما عاقِبَتُها الموت. وأمَّا الآن، فإذ قد أُعتِقُتم من الخطيئَةِ واستُعبِدتُم لله، فإنَّ لكم ثمرَكم للقداسة. والعاقبِةُ هي الحياةُ الأبدية، لأنَّ أجرةَ الخطيئةِ موتٌ وموهبةُ اللهِ حياةٌ أبديةٌ في المسيحِ يسوعَ ربِّنا.
الإنجيل:
متى 8: 8-13 (متى 4)
 
في ذلك الزمان دخل يسوع كفرناحومَ، فدنا إليهِ قائدُ مئَةٍ وطلب إليهِ قائلاً: يا ربُّ، إنَّ فتايَ مُلقىً في البيت مُخلَّعٌ يُعَذَّبُ بعذابٍ شديد. فقال لهُ يسوع: أنا آتي وأَشْفيهِ. فأجاب قائدُ المئَةِ قائلاً: يا ربُّ، لستُ مستحِقاً أن تدخُلَ تحتَ سقفي، ولكنْ قُلْ كلِمةً لا غيرَ فيبرأ فتايَ، فانّي أنا إنسانٌ تحت سلطانٍ ولي جندٌ تحت يدي، أقولُ لهذا اذهبْ فيذهَبُ وللآخر أئتِ فيأتي ولعَبْدي إعمَل هذا فيعْملُ. فلَّما سمع يسوعُ تعجَّب وقال للذين يتبعونهُ: الحقَّ أقول لكم، إنّي لم أجِدْ إيماناً بمقدارِ هذا ولا في اسرائيل. أقول لكم إنَّ كثيرين سيأتون مِنَ المشارقِ والمغاربِ ويتَّكِئون معَ ابراهيمَ واسحقَ ويعقوبَ في ملكوت السماوات، وأمَّا بنو الملكوت فيُلقَون في الظلمةٍ البَرَّانيَّةِ. هناك يكونُ البكاءُ وصَريفُ الأسنان، ثمَّ قال يسوع لقائد المئَة: اذهَبْ وليكُنْ لك كما آمنتَ. فشُفيَ فتاه في تلك الساعة.
في الإنجيل
 
 
نحن أمام شخصيّة وثنيّة مميزة. شخصيّة ميزتها الإيمان، الإيمان الحقيقي. هذا ما لم يجده يسوع عند أيّ يهودي.
 
الوثني يؤمن بالحجر، والعجيبة عنده ليست سوى سحرٍ. ياتي هذا القائد يطلب من يسوع آيةَ شفاء لخادمه.
 
هو القائد الروماني الذي تأتي الناس إليه وخاصة اليهود. يأمر وهو جالس في بيته، لكنه الآن يأتي ويطلب بتواضع.
 
لقد قلب هذا القائد المقاييس كلّها وعادات تلك الحقبة. لقد وثق بأنّ الشافي الوحيد هو الرّب يسوع، وأنّه بكلمة واحدة فقط تخرج من ذاك الفم سيكون الشفاء.
 
كيف ليسوع أمام هذا الإيمان أن يرفض؟! هذا الإيمان الممزوج بالثقة والتواضع، هذا هو الإيمان المؤسس على الصخرة والصخرة هي يسوع.
 
لقد عاش يسوع حياته بين أهله، في بيئته اليهوديّة، ولم تكتشف هذه البيئة أنَّ الرّب في وسطها. هذا ما كان يؤلم الرّب يسوع، وقد عبّر عنه بقوله :"إنني لم أجد ايمانًا في إسرائيل بمقدار هذا". مع انه "لم يأتِ إلا للخراف الضالّة من بيت إسرائيل".
 
نحن اليوم وفي ظلِّ هذه الظروف المحيطة بنا وبالعالم اجمع هل نفتح ذهن قلوبنا، لنكتشف أنْ ما من معين وسند لنا سوى الرّب يسوع! أم نفتش عن غيره هنا وهناك؟!
المسيحيون والشهادة في الأرض
 
في العاشر من تمّوز، وضعت الكنيسة الأنطاكيّة أن تعيّد لأب شهيد توفّي في الاضطهاد، هو القديس يوسف الدمشقي. رغم الحداثة النسبيّة لاعلان قداسة هذا الكاهن الأنطاكي، إلاّ أننا حتى اليوم لم نتدرّب على التعرّف على قدّيسين معاصرين، خاصة المحلّيين منهم، لأن ترتيب صلواتنا لا يعطي المجال الكافي لتجديد طقوسنا، علمًا أن لهذا التجديد ضرورة تربويّة ملحّة لنبني أنفسنا كجسد المسيح على الرجاء. لذلك، وخاصة في زمن كثر فيه الكلام على وضع المسيحيين، وعلى أوضاع الأقلّيات، وعلى التفتيش عن حلول لتأكيد وجود المسيحيين في الشرق، كما لدور المسيحيّة في الغرب، يجدر بنا التوقف قليلاً عند خبرات فذّة نتعلّم منها الكثير. في ما يلي، سنسلّط الضوء على الحضور المسيحي في الأرض آخذين مثل كاهنين هما القديس يوسف الدمشقي و الأب بيار ستروف الذي عاش في باريس وتوفّي سنة 1968.
 
الأب يوسف الدمشقي، كاهن متزوج، عُرِف بحسن رعايته وبمحبة رعيته له. هذا أمر طبيعيّ لأن الراعي يحبّ خرافه وخرافه تتبعه. لكن ليس من السهل دومًا أن تحافظ على حِدّة هذه الأبوّة عندما تقسو الظروف وتصبح ورعيتك مُضْطَّهَدِين على الأرض. حينذاك، تأخذ الرعاية بُعْدًا وجوديًا يتعدّى النمط الرعائي العادي، ليتمثّل برعاية المسيح للإنسانيّة ككل، فينتهي ببذل الذات عن الآخرين. عندما تعرّض المسيحيون للاضطهاد في القرن التاسع عشر، اعتبر يوسف الدمشقي أنّ من واجبه أن يشهد لمسيحيته في ظروف مستجدّة غير عاديّة وأن عليه أن يفعل ذلك بالعمل والقدوة معتبرًا أن عائلته الكبرى هي الكنيسة جسد المسيح، أما عائلته الصغرى فهي كنيسة بيتيّة مدعوة لتسانده في حمل هذا الصليب. لم يعتبر يوسف الدمشقي أن هذه المحنة هي كارثة، أو لعنة، أو غضب إلهي. فقد وعى عمليًا أن الله يعمل بواسطة محبيه، وأن الظرف السياسي، والوضعيّة التي عليه أن يعيشها، هما ما وضعه الله في طريقه، وأن عليه أن يفعّل مواهبه الآن وفي هذه الظروف كي تثمر الوزنات التي أغدقت عليه. أما أن يكون قد استشهد فهذا أمر ثانويّ لأن الانتقال إلى أحضان الآب نعمة، وقد شُرِّف بعمليّة الاستشهاد وأعطانا أن نتعلّم من سيرته أن لا نخشى الدفاع عن محبتنا لله.
 
أمّا الأب بيار ستروف، فهو كاهن فرنسي من أصل روسي، عمل كطبيب في باريس، وأنشأ أوّل رعيّة ناطقة بالفرنسيّة هناك. انتقل الأب ستروف بحادث سيّارة وهو في طريقه إلى زيارة بيت راحة للمسنّين كان يهتم برعايته. حتى اليوم لم تُطْرَح (والأرجح أنها لن تُطْرَح) قداسته للبحث. لكنْ حريّ أن نذكر أن في مأتمه قرر المتروبوليت إقامة الجناز الفصحي، وهو أمر غير مسبوق في الكنيسة الروسيّة. لكن هذا لا يغيّر من حقيقة شهادته في البيئة التي عاش فيها. فهو كراعٍ عمل على متابعة خرافه واحدًا واحدًا رغم عمله كطبيب، وأفقر نفسه من أجل الفقراء معتبرًا كلّ فقير كأحد أبنائه الأربعة، قائلا دومًا لزوجته: "هؤلاء أحوج منّا للمال". لكن لم تتوقّف شهادته عند هذا الحد. بل، وفي خضم الجدل اللاهوتي الذي قام في أوروبا في أواخر الستينات حول "حقيقة" القيامة كحادثة، إنبرى بجرأة الرسول بولس ليعلن الإيمان القويم بقيامة حقيقيّة، لن يكون لوجودنا مبرر من دونها. في أوروبا التي كانت تسارع لزرع الشكوك حول مرتكزات الإيمان المسيحي تحت وطأة ضغوطات التيارات المتصهينة، أتى موقف الأب بيار ليرفض المساومة على استقامة الرأي، وهو الذي يعيشها يوميًا، في رعايته ومع الفقراء.
 
يأتي مثل هذين الأبوين بمثابة تعليم بليغ عمّا هو ضروريّ اليوم. يوسف الدمشقي صرخ بأدائه وبدمه. الأب بيار صرخ برعايته وبجرأته. الصرخة واحدة في الحالتين: المسيحيون قائمون في حضرة الله، أما حضرتهم في الأرض فهي نتيجة لصدقهم مع نفسهم ومع ربهم. فإمّا أن يعيشوا شجاعة إيمانهم وخصوصيته، ولا يقيموا للعدد حسابًا بل للنوعيّة، وإمّا أن يتماهوا بأهل هذا الدهر فتكون غلبتهم نسبيّة وظرفيّة.
 
هل نتمثّل بهذين الأبوين ونكون واثقين من أن "الله في وسطها فلن تتزعزع"، حتى ولو غيّب الموت الشهيد والشاهد؟ على هذا الرجاء نرفع صلواتنا ونطلب شفاعة قديسنا الأنطاكي. 
أخبـــارنــــا
عيد القديسة مارينا في رعية أميون
 
لمناسبة عيد القديسة المعظَّمة  في الشهيدات مارينا، يترأس راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس)، في كنيسة القديسة مارينا في أميون صلاة الغروب يوم السبت الواقع فيه 16 تموز الساعة السادسة مساءً وصلاة السحر والقداس الإلهي نهار الأحد الواقع فيه 17 تموز 2011 عند الساعة التاسعة صباحاً.