الأحد 23 كانون الثاني 2011
23 كانون الثاني 2011
الأحد 23 كانون الثاني 2011
العدد 4
الأحد (14) من لوقا (الأعمى)
اللحن الثاني الإيوثينا الثانية
23: اكليمنضوس أسقف أنقرة، الشهيد أغاثنغلوس.* 24: البارة كساني وخادمتها، الشهيد في الكهنة بابيلا الإنطاكي ورفقته. *25: غريغوريوس الثاولوغوس رئيس أساقفة القسطنطينية. * 26: البار كسانفوندس مع زوجته ماريّا وولداه أركاديوس ويوحنا. *27: نقل جسد القديس يوحنا الذهبيّ الفمّ، القديسة ماركيانيس. * 28: البار أفرام السرياني، البار بلاديوس *29: نقل بقايا الشهيد في الكهنة أغناطيوس المتوشّح بالله.
صادِقَةٌ هي الكلمة
لا يعرف الإنسان قوّة النِّعمة الإلهيَّة الَّتي فيه إلاّ إذا أحسَّ بخطيئته. لكي يشعر بمحبّة الله النازلة عليه من فوق، يجب أن يعترِف بأنَّه خاطِئ. هذا من التواضع ومن اكتشاف ضعفاته. "إنَّ المسيح يسوع إنَّما جاء ليخلّص الخطأة الّذين أنا أوّلهم". (1 تيموثاوس 1: 15).
"بالنعمة أنتم مخلَّصون" (أف 2: 5 و8).
* * *
لا بدّ للإنسان أن يكتشِف مواهبَه. الموهبةُ هبةٌ مجَّانيَّة من الله، لذا لا تدعو إلى التكبّر.
التأكيد على خطايانا وعلى ضعفاتنا هو للتشديد والتأكيد على رحمة الله المُنْعِم على الخاطئين. هذا يؤكّد أيضًا على صدقِنا ويرشِدُ الآخَرين إلى أن يكونوا هم أيضًا صادقين.
"صادقة هي الكلمة".
إذا لَمَسْنَا تواضُعًا فهذا يدفعنا إلى أن نكون متواضعين. وإذا كنّا متواضعين فهذا يحثّ الآخرين على أن يكونوا بدورهم متواضعين.
من جهةٍ، عندنا رؤية خطايانا. ومن جهة أخرى، عندنارؤية الله ورحمته. من جهة، عندنا تواضع وتوبة. من جهة أخرى، عندنا تمجيد لله على رحمته.
إذا شاهَد المؤمنونَ النُّورَ الَّذي يرتسِم على وجوهنا يعرفون أنَّه يصدُر عن الله، النور الأزلي. هذا إذا كنّا شفَّافين لنعكس النور الإلهي.
الأعمى لم يطلُبِ الشِّفاء بل صرخَ "ارحمني". الرَّحمةُ تتجاوزُ العدلَ وتفترِضُ توبةً وإقراراً بالخطيئة (الإعتراف).
العمى الجسديّ ليس عائِقاً بيننا وبين الله. البُعدُ عن الله هو العمى الروحيّ الَّذي يؤدِّي إلى الخطيئة والموت.
الإيمان بأنَّ الرَّبَّ يسوع هو المخلّص يستدعي طلبَ الرَّحمةِ بإلحاحٍ، "ارحمنا يا الله كعظيم رحمتك، نطلب منك فاستجب وارحم". اذا رُحِم الإنسانُ المؤمِنُ يصبِحُ مثالاً للَّذين سيؤمنون بيسوع للحياة الأبديَّة، فيتبعونه بدورِهم ويمجِّدون اللهَ في حياتهم. آمين.
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
* * *
طروبارية القيامة باللحن الثاني
عندما انحدرتَ إلى الموت، أيُّها الحياةُ الذي لا يموت، حينئذٍ أمتَّ الجحيمَ ببرقِ لاهوتك. وعندما أقمتَ الأمواتَ من تحتِ الثّرى، صرخَ نحوكَ جميعُ القوَّاتِ السَّماوِّيين: أيُّها المسيحُ الإله، معطي الحياةِ، المجدُ لك.
قنداق دخول السيد إلى الهيكل باللحن الأول
يا مَن بمولدِكَ أيّها المسيحُ الإله للمستودع البتوليِّ قدَّستَ، وليَديْ سمعانَ كما لاقَ باركْتَ، ولنا الآن أدركْتَ وخلَّصْتَ، إحفظ رعيتَّكَ بسلامٍ في الحروب، وأيِّدِ المؤمنين الذين أحبَبْنَهم، بما أنّك وحدَكَ محبٌّ للبشر.
الرسالة
1 تيمو 1: 15-17 (31 بعد العنصرة)
خلِّص يا ربُّ شعبَك وبارِك ميراثَك
إليكَ يا ربُّ أصرُخُ الهي
يا وَلَدي تيموثاوس، صادِقةٌ هي الكلمةُ وجديرةٌ بكُلِ قَبولٍ. إِنَّ المسيحَ يسوع إنَّما جاءَ إلى العالمِ ليُخلّصَ الخطأةً الذين أوَّلهم أنا. لكنّي لأجلِ هذا رُحِمتُ ليُظهر يسوعُ المسيحُ فيَّ أنا أولاً كلَّ أناةٍ مثالاً للذينَ سيؤمِنون بهِ للحياة الأبديَّة. فلملكِ الدهور الذي لا يَعروه فسادٌ ولا يُرى، اللهِ الحكيمِ وحدَهُ الكرامةُ والمجدُ إلى دهر الدهور. آمين.
الإنجيل
لو 18: 35-43 (لوقا 14)
في ذلك الزمان، فيما يسوع بالقربِ من أريحا، كان أعمى جالِساً على الطريق يستعطي. فلمَّا سمع الجمعَ مجتازاً سأل: ما هذا؟ فأُخبِرَ بأنَّ يسوعَ الناصريَّ عابرٌ. فصرخ قائلاً: يا يسوع ابنَ داودَ ارحمني. فزجرهُ المتقدِمون لِيسكتَ فازداد صراخاً: يا ابنَ داودَ ارحمني. فوقف يسوع، وأمر أنْ يُقدَّمَ إليهِ. فلمَّا قرُب سألهُ: ماذا تريد أن أصنَعَ لك؟ فقال: يا ربُّ أن اُبصِر. فقال لهُ يسوع: أَبصِر. إيمانك قد خلَّصك. وفي الحال أبصَرَ، وتبعَهُ وهو يمجّد الله. وجميعُ الشعب اذ رأوا سبَّحوا الله.
في الإنجيل
كان هذا الأعمى محروماً من نعمة هامة ومعطاة لكل الناس ألا وهي البصر. ولعل ظروفًا كهذه أو أبسط منها بكثير تجعل أياً منّا، عادة، يعاتب الله ويعتبره مسؤولاً عن هذه الشرور والظروف القاسية، وتجعلنا نشعر بالترك الإلهي وتشككنا بصلاحه. هذا الأعمى، عندما سمع بيسوع مجتازاً، صرخ اليه بتوسلٍ. كل الشدائد وتجارب الحياة، إذن، يجب أن تكون سبباً لصلاة حارّة. في الحاجة والحرمان علينا أن نلتفت أكثر إلى "يسوع" من ناحية أخرى، عندما اتجه هذا الأعمى بالصراخ والصلاة إلى يسوع. زجره المتقدمون، وهم الأقرب إلى يسوع والذين حوله.
ماذا حصل عندها؟ "ازداد صراخاً"! ما أجمل هذا الموقف الثابت بالإيمان بصلاح الرب وبالرب وحده. يريد الأعمى أن يصل إلى يسوع حتى لو لم يرد ذلك محيط يسوع. محيط يسوع نحبّه ونعتبره ويسوع يعمل فيه وبه، ولكنه ليس "يسوع". يقول لنا الرسول بولس أنه لا شدة وضيق ولا جوع.. ولا حياة ولا ملائكة يمكنها أن تمنعنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا. المسيحي في معاناة دائمة، "فمن يضعف ولا أضعف أنا؟ ومن يعثر ولا التهب أنا" بحسب القديس بولس. فالمسألة هي في اقتناء قلب يعاني ومرهف انه القلب الذي يحب، القلب الذي يشعرنا بالآخر وبحاجاته.
من لا يحب لا يعرف أن يصلي، من لا يحب لا يتوجع، من لا يحب لا يتوسل ومن لا يحب لا يحيا، وأدنى ضيقة تفصله عن يسوع.
وبالعكس من يحب الله والناس يصرخ، وعندما يمانعه أي ظرف من التجارب أو من الناس يزداد صراخاً لأن الحب لا يتوقف وانما على الدوام ودون انقطاع يصرخ:
"يا يسوع ابن داود ارحمنا". آمين.
في الترهّب
تعيّد الكنيسة في السابع عشر من كانون الثاني للقدّيس أنطونيوس الكبير مؤسّس التيّار الرهبانيّ. من يدرس سيرة القديس والأسباب المباشرة التي هي وراء قيام حركته هذه يُدْرِك بُعْدَها الاحتجاجي، الذي أراد من خلاله الدعوة إلى أصالة مسيحيّة ابتعدت عنها الكنيسة في حينه لأسباب تاريخيّة عديدة. وعت الكنيسة منذ ذلك الوقت أهمّيّة هذه الدعوة ودورها في خلق جوٍّ نقديٍّ يذكِّر دومًا بمستلزمات الشهادة المسيحيّة.
بعد ذلك، وعلى مرّ القرون، كان لا بد لهذا التيار أن يعرف تطورات عديدة، فظهرت شرقًا وغربًا رهبنات تأمليّة، ورهبنات خادمة، وكرّست بعض القوانين دور هذه الرهبنات في حياة الكنيسة كأحد النماذج التي يلجها المؤمن في نموّه في المسيح. تجدر الإشارة هنا إلى بعض الأمور التي يشكّل التغاضي عنها تناقضًا مع مبدأ الترهّب بعينه:
١- الترهّب ليس هدفًا بحدّ ذاته بل هو سبيل يلجه من يستطيع ذلك؛ وهو يوظّف مواهبه في خدمة الجماعة بالطريقة التي يباركها الأسقف ويرضى بها الإخوة.
٢- الترهّب لا يتماشى والتكبّر لأنّه يقوم على التواضع الذي أوصى به الله، وهو في هذا التواضع يحمل العالم بأسره في قلبه وصلواته.
٣- للترهّب أشكال متعددة، ولا يمكن لأيّ نمط رهباني أن يدّعي أَنّه الأقرب إلى قلب السيّد لأن الله وحده يفحص القلوب والكلى.
٤- لا يقوم الترهّب على الافتخار لأنّ الروح يوزّع المواهب حسب مشيئته هو، ولا يتمّ ذلك بمقتضى حسابات الناس.
٥- يقيم الترهّب مقامًا مماثلاً لكل أنماط الحياة لأنّ الله خلق البشر أحرارًا ولا عبيدًا ولا يفتخر أمامه أي ذي جسدٍ.
تكمن أهمّيّة هذه الأمور اليوم في ضرورة النظر إلى الترهّب نظرة أكثر شموليّة من تلك التي كانت سببًا مباشرًا لحركة القدّيس أنطونيوس الاحتجاجيّة. لا بدّ من النظر إلى حياة الكنيسة في خضمّ التطوّر الحضاريّ لأنّ الكنيسة مدعوّة للحضور في العالم ونقل بشرى القيامة له وفيه. من هنا يمكن أن نتكلّم اليوم على البُعد الترهّبيّ في حياة كلّ مؤمن، فلا نؤلّه نمطًا على حساب نمط آخر. كيف نعيش اليوم الهاجس الاحتجاجي الذي حرّك أنطونيوس الكبير في عائلاتنا، وفي أعمالنا، وفي نشاطنا العام؟ ما هو الفحوى الحقيقيّ للدعوة إلى الترهّب: خطابًا، وعملاً؟ هل استحضار الماضي وترداده هو الطريق، أم إِن هناك سبلاً احتجاجيّة جديدة علينا أن نسلكها؟ بكلمة أخرى، كيف نعمّد زمننا من جديد؟ قد يكون في بعض الممارسات الرهبانيّة بُعدٌ عن حقيقة شهادة التيار الرهبانيّ في العالم، وذلك باسم الحفاظ على أشكال لا بد من درسها لأنّ الله وحده ثابت أما الأمور الأخرى فعلى المؤمن أن يفحصها باستمرار ليحافظ فيها على نقاوة القصد لا على متحفيّة الشكل. في الوقت عينه نرى تجلّيات عظيمة لحضور أفراد وعائلات ومجموعات تقدّم في العالم شهادة للمسيح ولا أبهى.
في عمقه، الكلام على الترهّب هو كلام على إخلاء الذات من أجل الآخر، ومن أجل الخدمة، ومن أجل أهداف هي لمصلحة البشر ككلّ. هذه المقاربة التي تنير الجانب الخفيّ من عمليّة الترهّب هي التي تسمح للمؤمن أن يتجلّى في نموّه في المسيح. لذا، ربّما علينا اليوم أن نعيد الرجاء إلى قلوب آبنائنا من آباء، وأمّهات، وشباب أينما كانوا ومهما كان عملهم، بأنّهم مخلّصون ومدعوون إلى القداسة كأنطونيوس الكبير إذا ما عرفوا كيف يختنون قلوبهم ويرفضون أن يَذْبَحوا لبَعْل المتمثّل في الكبرياء كما في حبّ المال، في انتفاء اللطف كما في الفحشاء، في الظنّ كما في حبّ السلطة.
ليس التمثُّل بأنطونيوس الكبير مسيرة مقتصرة على الرهبان في صوامعهم. كلّ مؤمن مدعوّ إلى هذا التمثّل، وهو قادر عليه متزوجًا كان أم عازبًا، لأنّ الله وحده يفحص القلوب والكلى ويُعِين المنسحق رغم ضعف إيمانه.
ألا أعطى الله الكنيسة قادة قادرين على إعادة الرجاء بالقيامة إلى أبناء رعاياهم، يتكلّمون بالقدوة وينسحقون أمام ربّهم، ملهمهم الوحيد لحسن القيادة؛ بهذا يكونون قد ترَهّبوا مثل أنطونيوس الكبير.
أخبـــارنــــا
11 كانون الثاني 2011 – تركيّا: الإحتفال بمباركة مياه البوسفور
ترأس البطريرك المسكوني برثلماوس الأول الاحتفال التقليدي بمباركة مياه البوسوفور، في اسطنبول في السادس من كانون الثاني 2011 بعد ترأسه خدمة القداس الإلهي بمناسبة عيد الظهور الإلهي في كاتدرائيّة القديس جاورجيوس-الفنار، المقرّ الرسمي للبطريركيّة المسكونيّة. اشترك في هذه الخدمة المئات من السوّاح الآتين من اليونان. وقد حدث أمر استثنائيّ إذ توقّف البطريرك عن صلاة تقديس المياه للحظة عند ابتداء المؤذّن بصلاة الظهر، كما أشارت وكالة الصحافة الكاثوليكيّة النّمسويّة (APIC). وسائل الإعلام التركيّة حيّت هذه اللفتة المعبِّرة للبطريرك المسكوني تجاه الإسلام إذ أوقف الصلاة للحظات عند نداء الجوامع القريبة من مكان احتفال تقديس المياه للمؤمنين المسلمين إلى الصلاة. بعد ذلك، تابع قداسته الخدمة بعد نهاية نداء المؤذّنين. جدير بالذكر أنّه ابتداء من العالم 2003 سمحت السلطات التركيّة للبطريرك المسكوني بإقامة خدمة تقديس مياه البوسفور لأوّل مرّة بعد سقوط القسطنطينيّة عام 1453، حيث يغطّس البطريرك الصليب المقدّس في البوسفور. منذئذٍ أقيمت هذه الخدمة ما عدا في العام 2008 حيث تمّ منع البطريرك من إقامتها.
اجتماع كهنة الأرشية
نذكر الكهنة بموعد اجتماعهم الذي يعقد نهار السبت الواقع فيه 29 كانون الثاني 2011 بعد القداس الإلهي الذي يبدأ الساعة الثامنة صباحاً في كنيسة النبي إيلياس المنية- الضنية.