الأحد 20 حزيران 2010
20 حزيران 2010
الأحد 20 حزيران 2010
العدد 25
الأحد الرابع بعد العنصرة
اللحن الثالث - الإيوثينا الرابعة
20: مثوديوس أسقف بتارن، الأب نيقولاوس كباسيلاس. * 21: الشهيد يوليانوس الطرسوسي. * 22: الشهيد أفسابيوس أسقف سميساط، البار إيسيخيوس رئيس دير العليقة في سيناء. * 23: الشهيدة أغريبينا ورفقتها. * 24: مولد يوحنا المعمدان تذكار لزخريا وأليصابات 25: الشهيدة فبرونية، الشهداء أورنديوس وإخوته الستة. *26: البار داوود التسالونيكي.
هذا الإيمان لدى قائد المئة، الذي نراه في إنجيل اليوم، مؤسَّسٌ على تواضعٍ عميق: "يا ربّ لست مستحقاً أن تدخل تحت سقفي، ولكن قُلْ كلمة..." (مت 8: 8). هذه الكلمات هي الترجمة العمليَّة لكلمات المزمور: "القلب الخاشع المتواضع لا يرذله الله" (مز 50: 17)
كلمة الربّ، كلمة الإنجيل، تدخل في صميم حياتنا، نطلبها، وهي تمنحنا قوةً وتعزية وشفاء.
الكنيسة هي مطرح تعليم وشفاء. التعليم هو بشارة ملكوت السلام والفرح، والشفاء هو لكلِّ مرضٍ وضعفٍ في الشّعب. هذا يتطلّب منّا أن نكون في موقف طاعة: "لأني أنا أيضاً إنسان تحت سلطان". الرّب يأمر وأنا أطيع. فليكن مبارَكاً.
نعم هو تسليم خالص وكامل لوصايا الربّ. الإيمان، هنا، ليس مجرّد عقيدة نظريّة، هو لهفة داخليّة تجعلنا ننصاع لوصايا الإنجيل مبتعدين عن "كلام النّاس". هل أجد في كلام السيّد ضمانة حياتي وملجئي، أم إنّي، بعدُ، أركُن إلى قناعتي الخاصّة وإرادتي؟ هل أنا واثقٌ، كوني مسيحيًّا معمّداً، بأنِّي سوف أخلُص؟ ألا أثق بكلام الرّبّ بأنَّ المسيحييّن أبناء الملكوت، إن هجروا المسيح، سوف يُلقَوْنَ خارجاً فيأتي من الشّرق والغرب من يأخذ مكانهم على مائدة فرح الرّب؟!
لنسارع، قبل فوات الأوان، ونربح أنفسنا مقتدين بإيمان قائد المئة، عسانا نخلُص بتوبتنا وبرحمة الرّب يسوع مخلّصنا. آمين
+ أفرام
مطران طرابلس والكورة وتوابعهما
طروبارية القيامة باللحن الثالث
لتفرح السماويّات، ولتبتهج الأرضيات، لأنّ الربَّ صنعَ عِزاَّ بساعدِه، ووطِئَ الموتَ بالموتِ، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوفِ الجحيم، ومنح العالَم الرحمةَ العُظمى.
القنداق باللحن الثاني
يا شفيعة المَسيحيين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعرْضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَل تداركينا بالمعونةِ بما أنّكِ صالِحة، نحنُ الصارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعةِ وأسَرعي في الطلَبةِ، يا والدةَ الإله المتَشفعةَ دائماً بمكرِّميك.
الرسالة:
رومية 6: 18-23
رتّلوا لإلهِنا رتّلوا
يا جميع الأممِ صفّقوا بالأيادي
يا إخوةُ، بعد أن أُعتِقُتم من الخطيئَةِ أصبحتُم عبيداً للبرّ. أقولُ كلاماً بشرياً من أجل ضُعفِ أجسادِكم. فإنَّكم كما جعَلتُم أعضاءَكم عبيداً للنجاسَةِ والإثم للإثم، كذلك الآن اجعَلوا أعضاءكم عبيداً للبرّ للقداسة. لأنَّكم حينَ كنتُم عبيداً للخطيئة كنتمُ أحراراً منَ البِرّ. فأيُّ ثمرٍ حصَل لكم من الأمورِ التي تستَحيُونَ منها الآن. فإنَّما عاقبُتها الموت. وأمَّا الآن، فإذ قد أُعتِقُتم من الخطيئَةِ واستُعبِدتُم لله فإنَّ لكم ثمرَكم للقداسة. والعاقبِةُ هي الحياةُ الأبدية، لأنَّ أجرةَ الخطيئةِ موتٌ وموهبةُ اللهِ حياةٌ أبديةٌ في المسيحِ يسوع ربِّنا.
الإنجيل:
متى 8: 8-13 (متى 4)
في ذلك الزمان دخل يسوع كفرناحومَ، فدنا إليهِ قائدُ مئَةٍ وطلب إليهِ قائلاً: يا ربُّ، إنَّ فتايَ مُلقىً في البيت مُخلَّعًا يُعَذَّبُ بعذابٍ شديد. فقال لهُ يسوع: أنا آتي وأَشْفيهِ. فأجاب قائدُ المئَةِ قائلاً: يا ربُّ، لستُ مستحِقاً أن تدخُلَ تحتَ سقفي، ولكنْ قُلْ كلِمةً لا غيرَ فيبرأَ فتايَ، فانّي أنا إنسانٌ تحت سلطانٍ ولي جندٌ تحت يدي، أقولُ لهذا اذهبْ فيذهَبُ وللآخر أئتِ فيأتي ولعَبْدي اعمَل هذا فيعْملُ. فلَّما سمع يسوع تعجَّب وقال للذين يتبعونهُ: الحقَّ أقول لكم، إنّي لم أجِدْ إيماناً بمقدارِ هذا ولا في اسرائيل. أقول لكم إنَّ كثيرين سيأتون مِنَ المشارقِ والمغاربِ ويتَّكِئون معَ إبراهيمَ وإسحقَ ويعقوبَ في ملكوت السماوات، وأمَّا بنو الملكوت فيُلقَون في الظلمةٍ البَرَّانيَّةِ. هناك يكونُ البكاءُ وصَريفُ الأسنان. ثمَّ قال يسوع لقائد المئَة: اذهَبْ وليكُنْ لك كما آمنتَ. فشُفيَ فتاه في تلك الساعة.
في الإنجيل
قائدُ المئةِ الغَريبُ، جاءَ إلى يَسُوعَ بَعدَ أنْ سَمِعَ عَنهُ الكثير، وَعَرَضَ لَهُ مُشكلَةً صعبةً جِدًّا، أَلا وَهِيَ مَرَضُ عَبْدٍ مِن عَبِيدِهِ، مُخَلَّعٍ يُعاني مِن آلامٍ لا تُطاق. نُلاحِظُ أنَّ يَسُوعَ لَم يَدَعْهُ يُكْمِلُ كَلامَه، بَلِ ابتَدَرَهُ بِالقَول "أنا آتي وَأَشْفِيه".
فُوجِئَ قائدُ المئةِ بِرَدِّ فِعلِ يَسُوع. لَم يَكُنْ يَنتَظِرُ هذا الجَوابَ السَّخِيَّ، وهذا الاهتمامَ المُحِبّ، وهذا الاحترامَ الخالِيَ مِنَ المصلحة. رُبَّما كان يَضَعُ نُصْبَ عَينَيهِ أَنَّ طَلَبَهُ سَيَلْقى رَفْضًا أو على الأقَلِّ مُماطَلَةً وَتَمَنُّعًا، وَرُبَّما كان قد هَيَّأ نَفسَهُ للتَّزَلُّفِ والتَّرَجِّي كَونَهُ مُضطَرًّا إلى خِدمةٍ مِن شَخصٍ لا يَستطيعُ أحدٌ سِواهُ أن يُقَدِّمَها. وكان يَسُوعُ يَعرِفُ ما يَجُولُ في رَأسِ قائد المئة، لذلكَ قطعَ عليهِ الطّريق، وَأَراحَهُ مِن كُلِّ هذا العَناء، وكأنَّهُ يَقُولُ لَهُ: "أنتُمُ البَشَرَ لا يُساعِدُ واحِدُكُم الآخَرَ إلاّ بَعدَ أنْ يُمَنِّنَهُ وَيُشْعِرَهُ بِعِظَمِ مَعرُوفِه، أمّا أنا فَإلهٌ يَملِكُ مِنَ المَحَبَّةِ ما لا يَخطُرُ بِبالِ بَشَر".
وكأنَّ قائدَ المئةِ فَهِمَ هذه الرّسالةَ، بطريقةٍ أو بأُخرى، فَلِلحالِ أقَرَّ بِعَدَمِ استحقاقِه أن يَدخُلَ يسوعُ تحتَ سقفِ بَيتِه، وأعلَنَ إيمانَهُ لا بِقُدرَةِ يَسُوعَ على الشِّفاءِ وَحَسْبُ، بَل بِقُدْرَتِهِ على الشِّفاءِ بِكَلِمَةٍ مِنه (قُلْ كَلِمَةً فقط فَيَبْرَأُ فَتايَ). وعلاوةً على ذلك، في كلامِهِ على سُلْطانِهِ وَجُنُودِهِ الّذين يأتَمِرُونَ بِأَمْرِه، كان يُعلِنُ إيمانَهُ بِسُلطانِ يَسُوعَ على الحَياةِ والمَوت. والدّليلُ على ذلك أنَّ يسوعَ عَظَّمَ إيمانَهُ (الحقَّ أَقُولُ لَكُمْ إنِّي لَمْ أَجِدْ إيمانًا مِثلَ هذا ولا في إسرائيل).
نتعلَّمُ مِن هذه الحادِثَةِ دَرسًا صَعبًا ولكنّه في غايةِ الأهَمِّيَّة، ألا وَهُوَ أنْ لا نَسْتَكِينَ إلى أَنّنا "أبناءُ المَلَكُوت"، مُطْمَئِنِّينَ إلى اكْتِتابِنا في سِجِلاّتِ المعمودِيَّةِ، وَإلى عِشْرَتِنا مَعَ الكُتُبِ المُقَدَّسَةِ ومَعَ أَخِصّاءِ الله.
كُلُّ هذا جَيِّدٌ وَمُبارَكٌ، وَمَطْلُوبٌ، إلاّ أَنَّهُ لا يُغْنِي عَنِ اللقاءِ الشَّخْصِيِّ مَعَ الرَّبِّ يَسُوع، حَيثُ يَنتَفِي دَورُ الكَلامِ، وَتُختَصَرُ المَسافاتُ، وَتَصْمُتُ كُلُّ فَلسَفَةٍ وَكُلُّ حَرَكَةٍ بَشَرِيَّة، وَفَجأةً نُدرِكُ الحقيقةَ الوحيدةَ الّتي علَينا أن نُدرِكَها، وَنَعرِفُ الحَياةَ الّتي لا حَياةَ لَنا بِدُونِها، وَلا نَعُودُ نَحتاجُ أَنْ نَسأَلَ شَيئًا.
عَظِيمٌ أنتَ يا رَبُّ! وَعجيبةٌ أعمالُكَ! وَلَيسَ مِن قَولِ يَفِي بِتَسبيحِ عجائبِك!
إذ قد تبرّرنا بالإيمان
إنّ التعليم الأساسيّ الذي يُشدّد عليه الرسول بولس هو أنّ المؤمنين بالمسيح يسوع قد برّرهم الله، إذ قد نالوا بإيمانهم برّ الله.
ما معنى هذا التعليم؟
"لا تدخل في المحاكمة مع عبدك؛ فإنّه لن يتزكّى أمامك أيّ حيّ"، هكذا نصلّي يوميًّا مع صاحب المزمور. لأنّنا على يقين بأنّنا خطأة أمام الله، وإذا أُتِيَ بنا إلى المحاكمة أمام الله، فإنّنا سنُدان كمذنبين ويُحكم علينا. وبالتالي لن يتبرّر إنسان إذا ما حوكم أمام الله. فـ "ما من بارٍّ ولا واحد" يقول الكتاب. فالجميع، يهودًا وأمميّين، قد أخطأوا أمام الله وهم تحت الغضب الإلهيّ (رومية 1: 18-3: 20).
وإذا لم يكن بمقدور أيّ إنسان أن يتبرّر ويخلص بأعمال الطاعة لله بجهده الذاتيّ، فما الحلّ؟ يُجيب الرسول بولس: “وأمّا الآن، فقد ظهر برّ الله بدون الناموس، مشهودًا له من الناموس والأنبياء، برّ الله بالإيمان بيسوع المسيح إلى كلٍّ وعلى كلّ الذين يؤمنون” (رو 3: 21 و22).
شهادة الناموس (أي التوراة: الأسفار الخمسة الأولى من العهد القديم) للبرّ بواسطة الإيمان، نجدها في قصّة إبراهيم، أبي المؤمنين، كما أوردها سفر التكوين. ففي الإصحاح 15 نجد وعد الله لإبرام (إبراهيم) في قوله له: “انْظُرْ إِلَى السَّمَاءِ وَعُدَّ النُّجُومَ إِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَعُدَّهَا. هكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ”. ويُضيف الكاتب: “6فَآمَنَ بِالرَّبِّ فَحَسِبَهُ لَهُ بِرًّا”.
فإبراهيم، الشيخ المسنّ المحروم من النسل، لأنّ امرأته سارة كانت عاقرًا، قد آمن بالربّ الذي وعده أنّ نسله سيكون كنجوم السماء عددًا. ويعلّق الرسول بولس، في الإصحاح 4 من الرسالة إلى كنيسة رومية، قائلاً: “18فَهُوَ عَلَى خِلاَفِ الرَّجَاءِ، آمَنَ عَلَى الرَّجَاءِ”، أي إِنّ إبراهيم ضِدٌّ لكلّ رجاء بشريّ، إذ لم يكن له أيّ رجاء بالإنجاب على صعيد بشريّ، وضِدٌّ لكلّ منطق بشريّ، آمن بالله الذي وعده، ثابتًا في رجاء تحقيق هذا الوعد. ويستفيض الرسول بولس في التعليق: “19وَإِذْ لَمْ يَكُنْ ضَعِيفًا فِي الإِيمَانِ لَمْ يَعْتَبِرْ جَسَدَهُ وَهُوَ قَدْ صَارَ مُمَاتًا، إِذْ كَانَ ابْنَ نَحْوِ مِئَةِ سَنَةٍ وَلاَ مُمَاتِيَّةَ مُسْتَوْدَعِ سَارَةَ. 20وَلاَ بِعَدَمِ إِيمَانٍ ارْتَابَ فِي وَعْدِ اللهِ، بَلْ تَقَوَّى بِالإِيمَانِ مُعْطِيًا مَجْدًا ِللهِ. 21وَتَيَقَّنَ أَنَّ مَا وَعَدَ بِهِ هُوَ قَادِرٌ أَنْ يَفْعَلَهُ أَيْضًا. 22لِذلِكَ أَيْضاً: حُسِبَ لَهُ بِرًّا”.
ويهتمّ الرسول بولس أن يؤكّد أنّ إبراهيم قد تبرّر بالإيمان وهو بعد في الغرلة أي قبل أن يختتن، إذ لم يفرض الله الختان إلاّ في الإصحاح 17، فيما تبرير إبراهيم بالإيمان قد ورد في الإصحاح 15. فما من أهميّة للختان لنيل البرّ من الله بالإيمان. وبالتالي يُمكن للإمميّين غير المختونين أن ينالوا البرّ بالإيمان من دون أن يختتنوا.
كيف يتمّ تبريرنا بالإيمان؟ بأيّ إيمان؟
لاحظوا كيف يصف بولس عقم سارة مستعملاً كلمة “مماتيّة” المشتقّة من الموت؛ وذلك لكيما، بتفنّن، يزيد أوجه الشبه بين إيمان إبراهيم وإيماننا. فهو يقول في إبراهيم إنّه آمن بالله “الَّذِي يُحْيِي الْمَوْتَى، وَيَدْعُو الأَشْيَاءَ غَيْرَ الْمَوْجُودَةِ كَأَنَّهَا مَوْجُودَةٌ”، إنّه قادر أن يُقيم مستودع سارة من مماتيّته ويجعله مفيضًا حياة. ومن ثمّ يحدّد هوّيتنا أنّنا “الَّذِينَ نُؤْمِنُ بِمَنْ أَقَامَ يَسُوعَ رَبَّنَا مِنَ الأَمْوَاتِ”. الإيمان الذي به يمنحنا الله البرّ هو الإيمان بأنّ الله قد أقام يسوع، الذي حسبه الناس “مضروبًـا من الله ومرذولا”، من الموت، جاعلاً إيّاه فاديًـا وربًّـا.
ويختم بولس بجملة موصولة بسابقتها: “25الَّذِي أُسْلِمَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا وَأُقِيمَ لأَجْلِ تَبْرِيرِنَا”. فالمسيح أُسلم من أجل خطايانا ليكون ذبيحة فداء على الصليب؛ وأقيم لأجل تبريرنا، لننال من الله البرّ بالإيمان بقيامته المجيدة وبكونه بكر أبناء القيامة، له المجد مع أبيه وروحه المُحيي إلى الأبد. آمين.
أن نحفظَ أنفُسَنا بلا دَنَس
وَرَدَ في كتاب "بستان الرّهبان" أنَّ راهبةً شابَّةً جميلةً وقعَتْ في يَدِ أَحَدِ الفُرسانِ الّذي أرادَ إفسادَها. فقالَتْ لَهُ: تَمَهَّلْ قليلاً، لأنَّ بِيَدِي مِهنةً تَعَلَّمتُها مِنَ العَذارى، وَلا تَصلُحُ لِعَمَلِها إلاّ عَذراء، وإلاّ فلا نَفْعَ مِنها. فقالَ لَها: وما هِيَ؟ فقالَتْ لَهُ: هِيَ دُهْنٌ إذا دُهِنَ بِهِ إنسانٌ فَلَنْ يُؤَثِّرَ فيهِ سَيفٌ أو أيُّ نَوعٍ مِنَ الأسلحةِ البَتَّة، وأنتَ مُحتاجٌ إلى ذلكَ لأنَّكَ في كُلِّ وَقتٍ تَخرجُ للحَرب. فقالَ لَها: وكيفَ أتَحَقَّقُ ذلك؟ فأخَذَتْ زَيتًا وَوَجَّهَتْ إلَيهِ الكَلامَ قائلةً: إدهَنْ رَقَبَتَكَ، وأعطِني السَّيفَ كي أَضرِبَكَ بِهِ. فقالَ لَها: لا، بَلِ ادْهَنِي أنتِ رَقَبَتَكِ أوَّلاً، وأنا أَضرِبُ بالسَّيف. فأجابَتْهُ إلى ذلكَ بِبَشاشَةٍ، وأَسرَعَتْ فَدَهَنَتْ رَقَبَتَها وقالَتْ: إِضرِبْ بِكُلِّ قُوَّتِكَ. فاستَلَّ سَيفَهُ، وكانَ ماضيًا جِدًّا، وَمَدَّتِ القدِّيسَةُ رَقَبَتَها، وَضَرَبَ بِكُلِّ قُوَّتِه، فَتَدَحرَجَ رَأسُها على الأرض، وَرَضِيَتْ عَرُوسُ المَسيحِ أن تَمُوتَ بالسَّيفِ دُونَ أن تُدَنِّسَ بَتُولِيَّتَها. فَحَزِنَ الفارِسُ جِدًّا، وبكى بُكاءً عظيمًا، إذْ قَتَلَ مِثلَ هذهِ الصُّورةِ الحَسَنة، وأدرَكَ أنَّها خَدَعَتْهُ لِتُفْلِتَ مِنَ الدَّنَسِ وَفِعْلِ الخطيئة.
حَبَّذا لَو نَتَعَلَّمُ نحنُ اليَومَ، في عَصرِ التَّفَلُّتِ الأخلاقِيّ هذا، عَصرِ الإباحِيَّةِ الوَقِحَة، كيفَ نَصُونَ عِفَّةَ نُفُوسِنا وأجسادِنا!
حَبَّذا لَو تُدرِكُ فَتَياتُنا الحَسناواتُ أنَّ الجَمالَ يَكُونَ باقتناءِ البَراءَةِ، والاهتمامِ بِأُمُورِ الفِكرِ والرُّوحِ، وأنَّ الذَّكاءَ يَكُونُ بالعُمقِ لا بِالسَّطحيّة. حَبَّذا لَو يَهرُبْنَ مِنَ الأفكارِ الباطلةِ الّتي باتَتْ سائدةً في مجتمعِ اليوم، والّتي تَنطَلِقُ مِن مَفهُومٍ كاذِبٍ لِلحُرِّيَّةِ والاستقلالِيَّة، فَيَسْعَينَ وراءَ سَرابٍ، وَلا يَنتَبِهْنَ إلاّ وَقد أَصْبَحْنَ فَرائسَ في أَيدِي الآثِمِينَ السُّخَفاء.
حَبَّذا لَو يَسمَعُ شُبّانُنا، وَهُمْ في رَيعانِ الشَّباب، نِداءَ الرُّوحِ القُدُسِ السّاكِنِ فِيهِم، وَيَصُمُّونَ آذانَهُم عَنْ سَماعِ نِداءِ هذا العالَمِ الخَدّاع. حَبَّذا لَو يَعرِفُ كُلُّ شابٍّ مَسيحِيٍّ أَنَّ كُلَّ فَتاةٍ تَقَعُ في طَرِيقِهِ هِيَ وَدِيعَةٌ ثَمينَةٌ، عليه أن يَحفَظَها، وأنْ يَرى صُورَةَ اللهِ الّتي فيها، وأن يَرتَقِيَ إلى مُستوى التّعامُلِ مَعَها كشخصيَّةٍ مُحتَرَمة، لا كأداةٍ لِلَّهْوِ والخطيئة.
فَلْنَحْفَظْ صُورَةَ اللهِ الّتي فِينا بَهِيَّةً مُشرِقَةً، وَلْنَصُنْ كَرامَتَنا غَيرَ مُلَطَّخَةٍ، لِنَكُونَ أَبناءِ أَبِينا الّذي في السَّماوات. آمين.
أخبـــارنــــا
لقاء حول المثلث الرحمة المتروبوليت بولس بندلي
"كَهَنَتُكَ يَلْبَسُونَ البِرَّ وأَتْقِياؤُك يَهْتِفُونَ" (مزمور 132: 9)
برعاية صاحب السيادة المطران أفرام (كرياكوس) متروبوليت طرابلس والكورة وتوابعهما تتشرَّف حركة الشبيبة الارثوذكسية مركز طرابلس- فرع الميناء بدعوتكم للمشاركة في لقاء حول" المثلث الرحمة المتروبوليت بولس (بندلي)" يبدأ اللقاء عند الساعة السادسة من مساء يوم السبت في 26 حزيران 2010 بصلاة الغروب والتريصاجيون في كنيسة النبي الياس- الميناء.
برنامج اللقاء:
كلمة قدس الأب جورج عطية، كلمة نقيب المحامين رشيد درباس، كلمة مدير الثانوية الوطنية الأرثوذكسية الأستاذ شفيق حيدر، بركة راعي الأبرشية المتروبوليت أفرام (كرياكوس).
يتخلل اللقاء عرض فيلم صغير من إعداد إبراهيم توما. تقدّم اللقاء رئيسة فرع الميناء مايا بنضو