الأحد 25 تموز 2010
25 تموز 2010
25 تموز 2010
العدد 30
الأحد التاسع بعد العنصرة
اللحن الثامن – الإيوثينا التاسعة
المونديال
لماذا هذا الموضوع وما علاقة الكنيسة به؟ سؤال قد يتبادر إلى ذهن كل من يقرأ هذا العنوان الكنيسة تدخل إلى كل مرافق الحياة فلا يستطيع الإنسان أن يفصل حياته في الكنيسة عن حياته في المجتمع. بالعكس إنَّ الحياة الروحية لا بد أن تنعكس على حياتنا العادية التي من خلالها يعرف الناس أننا أبناء الكنيسة أبناء الإيمان.
بالعودة إلى العنوان "المونديال" هذا الحدث الرياضي الكبير الذي يشغل العالم كل 4 سنوات. كيف يعيشه مجتمعنا وشبابنا! هنا بيت القصيد أن يتجاوز هذا الحدث الرياضة نفسها لينتقل إلى أحداث دامية عندنا، فيتخاصم مشجعو فريق مع مشجعي فريق آخر والذي حدث هذه السنة في طرابلس مأساوي فقد اشتبك مشجعو فريق مع مشجعي فريق آخر بالسكاكين وكان ضحية هذا الإشتباك شاب قضى متأثراً بجراحه. بربِّكم! هل هذه هي الروح الرياضيَّة التي نتغنَّى بها دائماً؟ دون أن أذكر الأحداث الدامية التي حصلت في جوهانسبورغ، المدينة التي جر فيها المونديال، وذهب ضحيَّتها العشرات.
* * *
أيُّها الشباب الأحبَّاء، يا أهل الكنيسة وقلبها النابض، نحن نشجِّعكم أن تمارسوا الرياضة بأشكالها لأنها تحميكم من الوقوع في الموبقات. ولكن، تحلَّوا بالروح الرياضيَّة التي هي انضباط، محبَّة، تقبُّل الآخَر واحترامه، وما هذه الروح إلا انعكاس للحياة الروحيَّة التي هي الأساس في حياتنا.
الذي يعيش مع المسيح يتحلَّى بروح الصَّبر والوداعة ومحبَّة كلِّ الناس حتى الأعداء. لذلك، أيها الشباب نحن نخاطب فيكم إيمانكم، كونوا مسيحييّن في كلِّ أمور الحياة: في البيت، في العمل، في المرح، في الرياضة وغيرها.
وهكذا تُثْبِتُون أنَّكم أبناء الكنيسة.
* * * * * *
طروبارية القيامة باللحن الثامن
إنحدَرٍْتَ من العلوِّ يا متحنِّن، وقبلتَ الدفنَ ذا الثلاثةِ الأيّام لكي تُعتقنا من الآلام. فيا حياتَنا وقيامَتَنا، يا ربّ، المجد لك.
طروبارية القديسة حنة باللحن الرابع
يا حنة المتألِّهة العزم، لقد ولدتِ والدة الإله أمَّ الحياة النقيّة، فلذلك انتقلتِ الآن بمجدٍ مسرورة إلى النهاية السماوية، حيث سُكنى جميع الفرحين، مستمدَّةً غفرانَ الخطايا، للذين يكرمونكِ بشوقٍ أيَّتها الدائمة الغبطة.
قنداق القديسة حنّة باللحن الثاني
لنعيّدنَّ بايمان لتذكار جدَّي المسيح، مستمدِّين معونتهما لنجاتنا جميعاً من كلّ الضيقات، نحن الصارخين: كُنْ معنا أيُّها الإله، يا من شرَّفتَهُما كما سُرِرْت.
الرسالة:
غلا 4: 22-27
عجيبٌ هو الله في قدّيسيِه
في المجامع باركوا الله
يا إخوةُ، إنَّهُ كانَ لإبرهيمَ ابنانِ أحدُهما منَ الجاريةِ والآخرُ من الحُرَّة، غيرَ أنَّ الذي من الجَاريةِ وُلِد بحسَبِ الجسَدِ أمَّا الذي من الحُرَّة فبالموعِد وذلكَ إنَّما هو رمزٌ. لأنَّ هاتين هما العهدان أحدُهما من طور سيناءَ يَلِدُ للعبُوديَّةِ وهُوَ هاجَر، فإنَّ هاجَرَ بل طورَ سيناءَ جَبلٌ في ديار العربِ ويُناسِبُ أورَشليمَ الحاليَّة. لأنَّ هذهِ حاصِلةٌ في العُبوديةِ مع أولادها، أمَّا أورَشليمُ العُليا فهي حُرَّةٌ وهي أمُّنا كُلِّنا. لأنَّهُ كُتِبَ إفرَحي أيتُها العاقِرُ التي لم تلِد. إهتفي واصرُخي أيَّتُها التي لم تتمخَّضْ. لأنَّ أولادَ المهجورةِ أكثرُ من أولادِ ذاتِ الرجُل.
الإنجيل
متى 14: 22-34 (متى 9)
في ذلك الزمان اضطَّر يسوعُ تلاميذَهُ أن يدخلوا السفينةَ ويسبقوهُ إلى العَبْرِ حتى يصرِفَ الجموع. ولمَّا صرف الجموعَ صعد وحدَهُ إلى الجبل ليصلّي. ولمَّا كان المساءُ كان هناك وحدَهُ، وكانتِ السفينةُ في وسَط البحر تكُدُّها الأمواجُ لأنَّ الريحَ كانت مُضادَّةً لها. وعند الهجَعةِ الرابعةِ من الليل مضى اليهم ماشياًَ على البحر. فلَّما رآه التلاميذ ماشياً على البحر اضطَّربوا وقالوا إنَّه خَيالٌ، ومن الخوفِ صرخوا. فللوقت كلَّمهم يسوعُ قائلاً: ثِقوا. أنا هو. لا تخافوا. فأجابهُ بطرس قائلاً: يا ربُّ، إنْ كنتَ أنتَ هو فمُرني أن آتي إليك على المياه. فقال: تعالَ. فنزل بطرسُ من السفينة ومشى على المياه آتياً إلى يسوع. فلَّما رأى شِدَّةَ الريح خاف. وإذ بدأ يغرَقُ صاح قائلاً: يا ربُّ نجنّي. وللوقتِ مدَّ يسوعُ يدهُ وأمسك بهِ وقال لهُ: يا قليلَ الإيمان، لماذا شككتَ؟ ولمَّا دخلا السفينةَ سكنَتِ الريح. فجاءَ الذين كانوا في السفينةِ وسجدوا لهُ قائلين: بالحقيقيةِ أنت ابنُ الله. ولمَّا عبَروا جاؤوا إلى أرض جَنيّسارتْ.
في الإنجيل
المقطع الإنجيلي الذي يُتلى علينا اليوم هو الذي يلي مباشرة حادثة تكثير الخمس خبزات والسمكتين وإطعام الخمسة آلآف رجل ما عدا النساء والأطفال.
حدث عظيم يكشف لاهوت المسيح المغذّي شعبه بالمَنِّ الإلهيّ في صحراء سيناء قديمًا وفي صحراء هذا العالم اليوم.
لماذا ألزم الرَّبُّ يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر فورًا بعد انتهائهم من جمع ما فضل من الفتات؟ الأرجح ليجنّبهم فخّ الوقوع في الكبرياء والمجد الباطل إذ رأوا قدرة معلِّمهم وسلطانه. الأغرب، هو أنّهم بعد هذه العجيبة بقوا يشكِّكون بيسوع، هذا ما نراه في موقف بطرس، ممثِّل التلاميذ جميعًا، الذي يغرق "لقلّة إيمانه".
لماذا صعد يسوع إلى الجبل بعد هذه المعجزة الباهِرَة (تكثير الخبز والسمك)؟ ليعلّمنا أن نردَّ كلّ شيء لله، وأن نتعلَّم "سرَّ الشُّكر". فالله هو مصدر النِعَم والعجائب ومصدر قوّتنا في هذه الحياة، ولا يمكن أن نصنع شيئًا صالِحًا بدونه، هذا من جهة. من جهة أخرى، أراد يسوع أن يعلِّمنا حول أهميّة الصَّلاة والخلوة والسَّهَر. هذا جهاد لا بدَّ منه لكلّ مؤمن لأنّه بدونه لا يستقيم الإيمان ولا تستقيم الحياة في الله. من ظنَّ أنّه دَيِّنٌ وهو لا يمارس الخلوة والتهجُّد ما زال بعيدًا جدًّا عن معرفة نفسه وعن معرفة الله. لأنّ معرفة الله هي الوصال معه بالصلاة أوَّلاً.
لماذا أتى يسوع في الهزيع الرابع من الليل؟ الهزيع الرابع من الليل هو من الساعة الثالثة صباحًا إلى السادسة. إنَّه المرحلة الأخيرة ما بين نهاية الليل وبداية النهار. الرَّبُّ يسوع ترك تلاميذه معظم الليل يتخبَّطون مع العاصفة والريح. لا بدَّ للمؤمن أن يتحمَّل ويصبر ويثبت في جهاده دون استسلام لصعوبات الحياة واضطراباتها. كذلك الكنيسة في هذا العالم تتخبَّط وتتعرَّض لمعارضة شديدة من هذا العالم الذي يسعى إلى سحقها وتدميرها. "بصبركم تقتنون نفوسكم"، وأيضًا "من يصبر إلى المنتهى يخلُص".
هل كان التلاميذ في السفينة ينتظرون الرَّبَّ؟ لماذا تفاجأوا لمَّا رأوه ماشيًا على البحر؟ لماذا قال لهم: "تَشَجَّعُوا! أَنَا هُوَ. لاَ تَخَافُوا"؟ لماذا جرَّب بطرسُ الرَّبَّ قائلاً: "يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ هُوَ، فَمُرْني أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى الْمَاءِ"؟ ولماذا عاد فخاف بعد أن مشى على المياه؟ ولماذا لم يهدّئ الرَّبُّ المياهَ قبل أن يدعو بطرس ليأتي إليه ماشيا عليها؟
الكنيسة أو المؤمنون الحقّيقيّون هم الذين ينتظرون الرَّبّ ويعلمون أنّه لا يتركهم، وأنّه لا بُدَّ آتٍ. أمّا الأزمنة والأوقات فَلَهُ أن يحدِّدها بما يناسب خلاص النفوس. الرَّبُّ دائمًا يأتي ماشيًا على مياه شرّ هذا العالم، فهو السيّد الكليّ القدرة. هو يأتي بعد أن يرى صبرنا ومدى إيماننا. هو يتأخَّر في وقت مجيئه حتَّى ننمو في الصبر والرجاء والإيمان. عندما يأتي يعطينا أن ندوس الشرّ ونغلبه بكلمته فقط، شرط أن تكون فينا الكلمة وأن نكون إليها شاخصين. نحن منها نأتي وإليها نتوق. عندما نُشِيحُ بنظرِنا عن يسوع نهلع لأنَّه من المستحيل علينا أن نغلب العالم بدون المسيح ونعمته.
في النهاية، عندما نهلع ونسقط فلنصرخ: "يا ربُّ نجّني"، فينتشلنا الرَّبُّ للحال وتهدئ التجارب، فنكتشف كيانيًّا، ودائمًا من جديد، أن يسوع هو الله الضابط الكلّ. بعد ذلك نصل إلى أرض جنيّسارات، وهي سهل خصب يقع على الشاطىء الغربي لبحيرة طبريّة وكفرناحوم فى أقصى الشمال بالنسبة لها ومعنى اسمها "جنَّة السُّرور". من يعرف يسوع ربًّا وإلهًا ويؤمن به يصل إلى الراحة والسُّرور بعد شقاء جهاد الصراع مع الشرّ في هذا العالم.
تعال أيّها الربّ يسوع!
"لا تكذبوا..."
"لا تكذبوا بعضُكم على بعض إذ خلعتم الانسان العتيق مع أعماله ولبستم الجديد الذي يتجدّد للمعرفة حسب صورة خالقه" (كولوسي 3: 9 – 10).
مرة أخرى، يوضح الرسول بولس الأهمّيّة الناجمة عن المعموديّة "باسم الآب والابن والروح القدس" (متى 28: 19).
الانسان قبل المعموديّة له عتاقته، وله أعماله الخاصة بتلك الحالة، ولكن هو نفسه – بعد المعموديّة – يتحوّل إلى انسان جديد متغيّر في كل شيء. فبسبب المعموديّة يخلع المعمَّد "الانسانَ العتيق مع أعماله"، أي أنّه ينسلخ كلّيًّا عمّا كانه قبلاً تاركًا بالمطلق ذهنَه القديم وكلّ الأعمال التي اعتاد القيام القيام بها كانسان عتيق. وبالمقابل يلبس "الجديد" أي "المسيح" (غلاطية 3: 27)، والانسان اللابس المسيح هو انسان ينمو ويتقوّى بالروح القدس "ويتجدّد للمعرفة حسب صورة خالقه".
وهذا التجدّد "للمعرفة" هو سلوك الانسان المعمَّد الذي يتميّز به عن سائر الناس، إذ به (التجدّد) يتقدّم في رحاب معرفة الله، "حسب صورة خالقه"، متمثّلاً بالمسيح نفسه الذي هو النموذج، وخصوصًا في كيفيّة تخطّيه كلّ التجارب ومواجهته لها من دون أن يستسلم لأيّ منها وغير خائف من قول الحق، كيف لا وقد عرّف المسيح عن نفسه بأنّه "الطريق والحقّ والحياة" (يوحنا 14: 6).
لهذا، أنتم الذين لبستم المسيح: "لا تكذبوا بعضكم على بعض"، لأنّ الكذب، الذي هو من أعمال الانسان العتيق، خطير جدًّا على المؤمن، إذ إنّه يضعه في حالة لا مساومة فيها هي حالة الذي يكون "ضدَّ المسيح"، لأنّ "من هو الكذاب إلاّ الذي ينكر أنّ يسوع هو المسيح" (1 يوحنا 2: 22)، والذي ينكر أن يسوع هو المسيح لنفسه – بواسطة كذبه – أمورًا كثيرة تخرجه عن كونه "على صورة خالقه".
فلنُصَلِّ إذًا إلى خالقنا أن "لا تدخلنا في تجربة لكن نجّنا من الشرير" (متى 6: 13)، آمين.
القديس العظيم في الشهداء بندلايمون الصانع العجائب والماقت الفضّة (القرن 3 - 4)
تعيِّد الكنيسة المقدَّسة في 27 تموز للقدّيس والطبيب الشافي الشهيد المجيد بندلايمون الذي ولد في نيقوميذيا. كان أبوه أحد أعضاء المشيخة الوثنيين وأمه كانت مسيحيَّة.
لم يكن اسمهُ "بندلايمون" بل "بندلاون" الذي يعني "أسد متوحش". أما اسم بندلايمون فهو الإسم الذي أُعطيَ لهُ من فوق، فيما بعد، لمَّا كان على وشك أن يكابِد موتَ الشهادة.
أما معنى اسم بندلايمون فهو "الكثير الرحمة"، لأنَّ الرَّبَّ الإله أراد أن يكون كثير الرحمة من جهة الذين يستشفعون بصفيِّهِ.
كان قدّيسنا طبيبًا مشهورًا في ذلك الزمان، وإذا كان الشاب بندلايمون أو بندلاون يمرُّ كلّ يوم أمام منزل القدّيس هرمولاوس (26 تموز) فقد عَرَف الكاهن القدّيس أيّة نفسٍ تكتنز نفسَ هذا الشاب. فكشف له يوماً أنَّ المسيح وحدَهُ هو الطبيب الحقّاني، الذي أتانا بالخلاص من دون علاجات.
أجرى قدِّيسنا شفاءات لا عدد لها بواسطة مهنته، الطبّ، مستدعيًا اسم الرَّبِّ يسوع في عمله الشفائيّ. وهو يُدعَى ماقتَ الفضَّة لأنَّه كان يطبّب مجَّانًا ويشفي بواسطة النِّعمة المعطاة له.
أكمل حياته هكذا، حتّى كابد موت الشَّهادة هو والكاهن معلّمهِ. لم تزل تجري برفاتِه العجائب من ذلك الوقت حتى اليوم.
فبشفاعاته اللهم ارحمنا وخلّصنا، آمين.
أخبارنا
صلاة البراكليسي في دار المطرانية
بمناسبة صوم السيدة، تقام صلاة البراكليسي يومياً الساعة الخامسة مساءً في كنيسة ميلاد السيدة في دار المطرانية