الأحد 21 شباط 2010
21 شباط 2010
الأحد 21 شباط 2010
العدد 8
الأحد الأول من الصوم (أحد الأرثوذكسيّة)
اللحن الرابع - الإيوثينا الرابعة
*21: البار تيموثاوس، أفستاثيوس الأنطاكي. * 22: وجود عظام الشهداء في أماكن أفجانيوس. * 23: بوليكربس أسقف أزمير، القديسة غورغوني أخت القديس غريغوريوس اللاهوتي.* 24: ظهور هامة السابق للمرّة الأولى والثانية.* 25: طاراسيوس رئيس أساقفة القسطنطينية. 26: بورفيريوس أسقف غزة، البار ثاوكلتس، فوتيني السامرية، المديح الثاني * 27: بروكوبيوس البانياسيّ المعترف، ثلالاوس السوريّ.
الرّعاية بين الرّاعي والرّعيّة
الرّعاية عمل الرّعيّة بأكملها. ليس هناك مَن يَرعَى ومَن يُرعَى. الكلّ برسم الرّعاية. كلٌّ يرعى سواه، وغيرُه يرعاه في حدود مواهب الجميع وطاقتهم على حمل أثقال بعضهم البعض، لأنّ القول الإلهيّ هو: "إحملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا أتمّوا شريعة المسيح" (غلاطية 6: 2). لا سلبيّة في رعيّة المسيح. ليس فاعل ومنفعل بل الكلُّ متفاعل. فقط الأموات في نفوسهم هم خارج الصّورة ويشوِّشون!
أوّلاً الرّاعي، بامتياز، في الرّعيّة، هو الأسقف، صورة المسيح، والكاهن منتدب منه. الأسقف هو المرجع والكاهن كلمته. على هذا يُفترَض بالكاهن أن يكون رجل الله والقدوة والسّالك في القداسة ومعلّم القداسة. لا هو موظّف ولا هو أجير بل خادم خراف المسيح الموكلة إليه للخلاص. خارج هذا السّياق يكون الكاهن دخيلاً على خدمة كنيسة المسيح. وعلى هذا الأساس يُدان ويُقطَع.
ثلاث مهامّ يؤدّيها الكاهن: هو معلِّم المؤمنين ومقدّسهم وراعيهم في إطار وصيّة المحبّة والتماس خلاص النّفوس. يعلّمهم ممّا تعلّم لجهة حياة الفضيلة الّتي يُفترَض أن يتعاطاها في كلّ حين. ويعلّمهم ممّا في الكتب المقدّسة. لا ضرورة لأن يكون حائزًا شهادة عليا في اللاّهوت. المهمّ أن يقرأ ويتعب على نفسه ليطعم الرّعيّة من تعبه.
الجهل عند الكاهن والرّعيّة، سواء بسواء، خطيّة. وإلى التّعليم، هو إمام الصّلاة ومقدّس كلّ حاجة من حاجات المؤمنين. فقط الخطيئة لا تُقدَّس. كلّ ما عدا ذلك يُتعاطى بكلمة الله والصّلاة. لذا لا يجوز ولا يليق إلاّ أن يعبق جوّ الرّعيّة بالصّلوات التقديسيّة وأن تكون الكنيسة زاخرة بالخِدم الإلهيّة تؤدَّى، لا يوم الأحد وحسب، بل كلّ يوم من أيّام الأسبوع. لا همّ إن لم يأت المؤمنون إلى الكنيسة بادئ الأمر.
في الحال الّتي نحن فيها، الصّلوات تأتي بالمؤمنين إلى الكنيسة لا المؤمنون بالصّلاة. وإلى التّعليم والتّقديس عندنا الافتقاد الشّخصيّ لكلّ أبناء الرّعيّة واحدًا واحدًا.
الرّاعي الصّالح يعرف خرافه وحاجاتها وآلامها وأفراحها ويسهر عليها ويخرج باحثًا عن الضّال منها، ولا يرتاح، بالصّلاة والتّعب، إلاّ باستعادتها.
ثانيًا الرّعيّة تَرعى راعيَها، لا بمعنى أن تهتمّ بحـاجـاتـه المعيشيّة وحسب، هـذا تحصيل حاصـل، ولكن بمعنى أن تتعهّده بالصّوم والصّلاة والمحبّة. هو عرضة، دائمًا، لاحتيالات الشّيطان الّذي يسعى إلى ضرب الرّاعي، بطريقة أو بأخرى، ليبدّد، إثر ذلك، خراف الرّعيّة. لذلك هو بحاجة إلى تحصين الرّعيّة له.
وأكثر ما يسعى الشّرّير إليه هو ضرب الكاهن من خلال الطّابور الخامس الّذي يروّج، بشكل عشوائيّ، إشاعات مغرضة في حقّ الكاهن. هذا شائع جدًا في أوساطنا. علينا أن نتنبّه له ونحذر منه ونعمل على التّصدّي له. الرّعيّة الطّيِّبة، الّتي ترعى راعيها، لا تتحدّث بكلام السّوء على الرّاعي وعلى الكهنة عمومًا ولا تسمح بذلك. صحيح، الكاهن معرَّض للشّطط. لذا نأتي إليه بلطف ومحبّة وروح البنوّة والاتّضاع ونلفته دون أن نسمح بالتّداول، فيما بيننا، بما بدر عنه من إساءة.
الرّعيّة الّتي لا توقف السَّجَس فيها تعرّض المؤمنين للعثرة والضّلال. أمّا الكاهن، إن تمادى في غيّه، ولم يرتدّ، فإنّ الرّعيّة تعود إلى راعيها الأوّل، الأسقف، ليصلح كلّ نشاذ.
على هذا، إذا اهتمّ الرّاعي بإصلاح نفسه والرّعيّة، والرّعيّة بإصلاح نفسها والرّاعي، تزدهر النّعمة في النّفوس وتنتعش القلوب وتنمو القامات الرّوحيّة إلى ملء قامة المسيح.
طروبارية القيامة باللحن الرابع
إن تلميذات الربِّ تعلَّمنَ من الملاك الكرز بالقيامة البهج، وطرحنَ القضاءَ الجدّيَّ، وخاطبنَ الرسل مفتخراتٍ وقائلاتٍ: سُبي الموت وقام المسيح الإله، ومنح العالم الرحمة العظمى.
طروبارية أحد الأرثوذكسيّة باللحن الثاني
لصورتِكَ الطاهرة نسجدُ أيّها الصالح، طالبينَ غُفرانَ الخطايا أيُّها المسيحُ إلهنا. لأنّكَ سُررتَ أن ترتفعَ بالجسدِ على الصَّليبِ طَوعًا لتُنجَّيَ الذينَ خَلَقْتَ مِنْ عُبوديَّةِ العَدُوِّ. فلذلكِ نهتِفُ إليكَ بشُكر: لقد ملأتَ الكُلَّ فَرَحًا يا مُخلِّصَنا، إذ أتيتَ لِتُخَلِّصَ العالم.
القنداق باللحن الثامن
إني أنا عبدُكِ يا والدةَ الإله، أكتبُ لكِ راياتِ الغَلَبة يا جُنديَّة محامية، وأُقَدِّمُ لكِ الشُّكرَ كمُنقِذةٍ مِنَ الشَّدائد. لكنْ، بما أنَّ لكِ العِزَّةَ التي لا تُحارَب، أعتقيني من صُنوفِ الشَّدِائد، حتى أصرُخَ إليكِ: إفرحي يا عروساً لا عروسَ لها.
الرسالة:
عبرانيين 11: 24-26، 32-40
مبارَكٌ أنتَ يا رَبُّ إلهَ آبائنا
لأنَكَ عَدْلٌ في كلِ ما صنعتَ بِنا
يا إخوة، بالإيمان موسى لمّا كَبِرَ أبى أن يُدعى ابنّا لإبنةِ فرِعَون، مختاراً الشَّقاءَ مع شعبِ اللهِ على التَّمَتع الوقتي بالخطيئة، ومعتبراً عارَ المسيح غنىً أعظمَ من كنوزِ مِصر، لأنّه نظر إلى الثَّواب. وماذا أقولُ أيضاً؟ إنه يَضيقُ بِيَ الوقتُ إنْ أخبرتُ عن جِدعَونَ وباراقَ وشَمشونَ ويَفتاحَ وداودَ وصموئيلَ والأنبياء، الذين بالإيمانِ قَهَروا الممالكَ وعمِلوا البِرَّ ونالوا المواعدَ، وسَدُّوا أفواهَ الأسود، وأطفأوا حِدَّة النارِ، ونجَوا من حَدِّ السَّيف، وتقوَّوا من ضُعفٍ، وصاروا أشِداّءَ في الحربِ، وكسروا معسكَراتِ الأجانب. وأخَذَتْ نِساءٌ أمواتَهُنَّ بالقيامة. وعُذِّبَ آخرون بتوتير الأعضاء والضَّرب. ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامةٍ أفضل. وآخرون ذاقوا الهُزْءَ والجَلْدَ والقيِوِدَ أيضّاً والسِّجن. ورُجِموا ونُشِروا وامتُحِنوا، وماتوا بِحَدِّ السَّيف. وساحوا في جُلودِ غَنَمٍ ومَعزٍ، وهم مُعْوَزونَ مُضايَقونَ مَجهودون (ولم يَكُنِ العالم مستحقاً لهم). وكانوا تائهين في البراري والجبالِ والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاءِ كُلُّهم مشهوداً لهم بالإيمانِ لم ينالوا الموعد، لأنّ الله سبقَ فنظر لنا شيئاً أفضل، أن لا يَكمُلوا بدونِنا.
الإنجيل:
يوحنا 1: 44-52
في ذلك الزمان، أراد يسوعُ الخروجَ إلى الجليل، فوجد فيلبُّسَ فقال له: "اتبَعْني". وكان فيلِبُّسُ من بيتَ صيدا من مدينةِ أندراوسَ وبطرس. فوجد فيلِبُّسُ نثنائيلَ فقال له: "إن الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياءِ قد وجدناه، وهو يسوعُ بنُ يوسُفَ الذي من الناصرة". فقال له نثنائيلُ: أَمِنَ الناصرةِ يمكنُ أن يكونَ شيءٌ صالح! فقال له فيلِبُّسُ: "تعالَ وأنظر". فرأى يسوعُ نَثَنائيلَ مُقبلاً إليه، فقال عنه: "هُوَذا إسرائيليٌّ حقًّا لا غِشَّ فيه" فقال له نثنائيلُ: "مِنْ أين تعرفُني؟ أجاب يسوع وقال له: "قبلَ أن يدعوَكَ فيلِبُّسُ وأنتَ تحت التينةِ رأيتُك". أجاب نثنائيل وقال له: "يا معلِّمُ، أنتَ ابنُ اللهِ، أنتَ مَلِكُ إسرائيل". أجاب يسوعُ وقال له: "لأني قلتُ لكَ إنّي رأيتُكَ تحت التينةِ آمنت. إنّك ستُعاينُ أعظمَ من هذا". وقال له: "الحقَّ الحقَّ أقول لكم، إنّكم من الآنَ تَرَونَ السَّماءَ مفتوحة، وملائكةَ اللهِ يصعدون وينـزلون على ابنِ البشر.
في الإنجيل
"قَبْلَ أَنْ يَدْعوَكَ فيليبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّيْنَةِ رَأَيْتُكَ".
في هذا الأحد المبارك الذي هو اوّل آحاد الصوم الكبير الأربعيني المقدّس، والذي يُعرف بأحد الأرثوذكسية (استقامة الرأي)، أو أحد إكرام الأيقونات المقدّسة، نسمع من إنجيل يوحنا هذا المقطع الذي يُدخلنا في صميم لاهوت هذا الأحد.
فالحوار الذي دار بين الربِّ يسوع ونثنائيل، من بَداءَته إلى نهايته، يعبّر عن البُعدَين الموضوعَين لهذا الأحد.
البُعد الأوّل الذي يتناول هذا اليوم كأوّل أحد في الصوم الأربعيني، هذا الصوم المنقّي لنفوسنا وأجسادنا، وقد عُبِّر عنه في بداية الحوار إثرَ استغراب نثنائيل معرفة يسوع به، فسأله: "من أين تعرفني؟"، وكان جواب الرب له: "قَبْلَ أَنْ يَدْعوَكَ فيليبُّسُ وَأَنْتَ تَحْتَ التِّيْنَةِ رَأَيْتُكَ". وهذا الجواب الذي يوضح أنّ الرب عالِمٌ بكلّ شيء كان يكفي نثنائيلَ لكي يتحوّل من إنسانٍ يشكّ بأن يخرج من الناصرة شيء صالح، إلى إنسان مؤمن وقد عبّر عن إيمانه باعترافه مباشرةً بأنّ يسوع "هو ابن الله...".
البعد الثاني الذي يتناول هذا اليوم كأحد إكرام الأيقونات المقدّسة، وقد عُبّر عنه في نهاية الحوار. فإنّه إثر اعتراف نثنائيل بألوهة يسوع، وقول يسوع له: "لأنّي قلت لك إنّي رأيتُكَ تحتَ التينةِ آمنت، إنّكَ ستعاين أعظم من هذا"، ختم يسوع كلامه: "الحقّ أقول لكم، إنّكم من الآنَ تَرَونَ السماء مفتوحة، وملائكةَ الله يصعدون وينزلون على ابن البشر". وبهذا أُعطي نثنائيل النعمة بأنّ سبب إيمانه (قول يسوع له أنّه رآه تحت التينة) هو أمر صغير أمام الأمور العظيمة التي سيعاينها بسب هذا الإيمان. فيسوع قد أعطاه، ومن خلاله جميع المؤمنين به، (أقول لكم)، أن يدخلوا في شركة القدّيسين أصحاب الأيقونات المكرّمة الذين يتمتّعون بمعاينة مجد الله الذي تحفّ به الملائكة ممجِّدين إيّاه على الدوام.
ولأنّ الربّ يسوع قد هَدَفَ من جذب نثنائيل إلى الإيمان بألوهَتِهِ حتى يعاين مجده، وقد علّمنا بوضوح أنّ أنقياء القلوب هم الذين يعاينون الله "طوبى لأنقياء القلوب فإنّهم لله يعاينون"، فَلْنُبادِرْ إذًا إلى تنقية قلوبنا بكشفها أمام الربّ الذي يعرف مسبقًا "ما في القلوب والكلى"، من خلال عيش السرّ الذي غالبًا ما نهمله، أي سرّ الاعتراف الذي مُنح لنا في الكنيسة أفضلَ وسيلة لتنقية قلوبنا ونفوسنا وخصوصًا في موسم الصوم. إنّ ربّنا يرانا حيثما نكون، ويعلم كلّ ما نفعله، هو ليس بحاجة لأن نأتي إليه ونخبره ما نفعل، بل نحن هم الذين بحاجة ماسّة لكي نأتي إليه ونخبره بمكنونات قلوبنا لأنّنا نسعى إلى خلاص نفوسنا، واثقين بأنّه قد وعدنا بأن "إذا كانت خطاياكم كالقرمز فأنا أبيّضها كالثلج". وهذا هو أسمى هدف من أهداف هذا الصوم المبارك، لذلك تذكّرنا به الكنيسة في بَداءَته، فلنبادر إلى كشف نفوسنا ونوايانا في حوار صادق مع ربّنا، عسى أنّنا بذلك نتطهّر، ويُنعم علينا ربّنا بأن نكون شركاء الذين "يَرَونَ السّماءَ مَفْتُوحَةً وَمَلائِكَةُ اللهِ يَصْعَدونَ ويَنْزِلُونَ عَلَى ابْنِ البَشَر". آمين.
كلّنا فرِّيسيّون!
إنّ معظمَنا اليوم، إن لم نكن جميعنا، نشبه الفرّيسيّ الذي تحدّث عنه الإنجيل في الأحد الأوّل من زمن التريودي، لكوننا ننتهج منهجه. فكلّنا مائتون في الخطايا، وليس أننا لا ندرك ذلك وحسْب وإنّما نشعر بالمقابل بأننا ممتلئون بمواهب الروح القدس ومتزيّنون بثروة الفضائل. وما يدعو للأسف هو أنّ هذا الاكتفاء الذي يصيبنا يدمّر عمل الربّ الخلاصي. إذ كيف يمكن للمسيح أن يكلّم إنساناً يبرّر ذاته؟ أو كيف يمكن لنعمة التوبة والحزن العظيمة أن تتجلّى في قلب لا يشعر بخرابه؟
الفرّيسيّة إذاً هي الجهل الكليّ لأنفسنا، أي الشعور بالصحّة والعافية بسبب أفعال التقوى، فيما نحن غارقون في سمّ الأمراض والأهواء التي نَفَذَت إلى نفوسنا منذ السقوط وتأصّلت فيها. وهذه الفرّيسيّة هي التي تجعلنا غير قابلين للنُصح أو لأيّ إصلاح روحي.
لكي يستطيع المرء أن يُشفى يجب أن يكون واعيًا لمرضه، لأنّ الجهل بالمرض يجعل الشفاء عديماً، كما أنّ الجراح التي تُعرَف تُشفى. لهذا كانت، بحسب تعليم الآباء القديسين، معرفة الذات التي تنبع من التواضع إحدى الخطوات الأولى نحو الشفاء، أي نحو الخلاص، كما أن محبة الذات التي تتأتّى من الكبرياء والعُجب، هي إحدى الخطوات الرئيسية نحو الهلاك. لهذا، يجب أن يصاحب الشعور بالمرض "إدانة للذات" أو تذليل لها، وهذا حِمْلٌ روحي إذا ما وُضِع على النفس "يسحق ويضغط ويعصر نبيذ الخلاص الذي يُبهج قلب الإنسان، الذي هو إنساننا الداخلي. وهذا النبيذ هو تأنيبُ الضمير".
كل إنسان مريض وبحاجة إلى مستشفى وبالتالي إلى علاج ومعالِج. وكما أنّ في المستشفيات عيادات خاصة بالأمراض، كذلك لدى الكنيسة، التي هي مستشفى ومصحّ روحيّ، عياداتها الخاصّة بها. فعمل الكنيسة، أولاً وأخيراً، هو عمل علاجيّ. فكلّ الصلوات والأسرار والأصوام والطقوس والقوانين التي في الكنيسة تهدف إلى شفاء أمراض الناس وبخاصة أمراض النفس، أي الأهواء التي تصرعهم وتأسرهم وتشتتهم عقلاً وقلباً.
يبقى أنّ الإحساس بالمرض ليس كافياً بذاته للوصول إلى الشفاء، بل ينبغي اللجوء إلى المعالِج، وهو الكاهن أو الأبُ الروحي الذي يقود الناس بواسطة الاعتراف من عبوديّة الجسد إلى حريّة الروح، ومن المرض الروحي إلى الصحّة الروحيّة. وهذا الأبُ الروحي لا بُدّ ان يُشفى هو أوّلاً من أمراضه الخاصّة، أو على الأقلّ أن يكون مجاهداً، لكي يُشفى ثمّ يشفي هو أيضاً أولادَه الروحيين. وبهذا تكون الرعاية فاعلة ومتفاعلة. فالأرثوذكسي الحقّ، أكان إكليريكيّاً أم علمانيّاً، يعطي أهمية كبرى للحفاظ على إيمان كنيسته وعقيدته، لأنه عندما يشوَّه الإيمان يُقصي إمكانية الشفاء معه. فالأرثوذكسية إن عيشَت بالطريقة الصحيحة وفي الروح القدس توجِد شركة بين الله والناس، بين السماء والأرض، وبين الحيّ والميت. وفي هذه الشركة تكون كلّ المشاكل التي تواجهنا محلولَة بحقّ، لكون دخول الإنسان في شركة
محبةٍ مع الله ومع الآخرين هو الشفاء بذاته.
أخبـــارنــــا
سلسلة أحاديث روحية في الرعايا
- يسرّ رعية كفرعقا أن تدعوكم إلى حديث روحي يلقيه سيادة المتروبوليت أفرام (كرياكوس) راعي الأبرشية وذلك مساء الثلاثاء الواقع فيه 23 شباط 2010 بعد صلاة النوم الكبرى التي تبدأ الساعة الخامسة في كنيسة القديس جاورجيوس.
-يسرّ رعية فيع أن تدعوكم إلى حديث روحي يلقيه قدس الأب إبراهيم سعد بعنوان "نظرة الأنبياء للصوم في العهد القديم" وذلك مساء الإثنين الواقع فيه 22 شباط 2010 بعد صلاة النوم التي تبدأ الساعة السادسة في كنيسة القديس سمعان العموديّ.
-يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسية- فرع شكّا دعوتكم إلى الحديث الروحي الذي سيلقيه قدس الأرشمندريت أنطونيوس الصوري بعنوان "الصوم بحسب الكتاب المقدس" وذلك مساء الخميس الواقع فيه 25 شباط 2010 بعد صلاة النوم الكبرى التي تبدأ الساعة الخامسة في كنيسة تجلّي الرب.
-يسرّ رعية ددّه دعوتكم الى الحديث الروحي الذي يلقيه قدس الأرشمندريت يوحنا بطش بعنوان "الكتاب المقدس والتسليم الكنسي" وذلك مساء الخميس الواقع فيه 25 شباط 2010 بعد صلاة النوم الكبرى التي تبدأ الساعة الخامسة والنصف في كنيسة مار الياس.
-يسرّ رعية بشمزين دعوتكم الى الحديث الذي سيلقيه قدس الأرشمندريت أنطونيوس الصوري بعنوان "بعض من كتاب السلم إلى الله" وذلك مساء الجمعة الواقع فيه 26 شباط 2010 بعد صلاة المديح التي تبدأ الساعة الخامسة والنصف في كنيسة مار جرجس.
-يسرّ رعيّة بصرما أن تدعوكم إلى حديث بعنوان: "حقيقة القيامة في وجه المشكّكين" مع عرض سلايدس يلقيه الأب بسام ناصيف، أستاذ مادة الرعائيات في معهد اللاّهوت في البلمند، وذلك نهار الخميس الواقع فيه 25 شباط بعد صلاة النوم الكبرى التي تبدأ الساعة الخامسة والنصف، في كنيسة القدّيس جاورجيوس.
- يسرّ حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة فرع كوسبا دعوتكم إلى حديث يلقيه قدس الأرشمندريت بندلايمون فرح بعنوان: "الشباب والكنيسة" وذلك يوم الخميس الواقع فيه 25/2/2010 بعد صلاة النوم الكبرى التي تبدأ الساعة الخامسة والنصف في كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس